*****
يعز علينا أن يخرج من الدورة البرلمانية في ولاية نيو سوث ويلز او في أي ولاية أخرى في وطننا الغالي اوستراليا نائب من خلفية لبنانية بغض النظر عن إنتمائه الحزبي لأننا ندرك تماماً مدى الصعوبة البالغة التي يعاني منها مثل هؤلاء النواب والعوائق التي يتعرضون لها ليس فقط أثناء حملاتهم الانتخابية لبلوغ المنصب، وإنما ايضاً خلال ولايتهم البرلمانية من حيث ان هذه الصعوبات والعوائق لا تقتصر على ممارسات الخصم السياسي وحسب، بل تشمل كذلك ممارسات أعضاء تتحكم بهم العصبية العنصرية من الحزب عينه الذي ينتمون إليه. من هذا المنطلق ننظر بأسف وبخيبة الى خسارة نائب منطقة غرانفيل طوني عيسى مقعده في إنتخابات الولاية الأخيرة، ونعتبرها خسارة للجالية ككل وليست خسارة شخصية تعني طوني عيسى وحده.
لا أود هنا الدخول في تفاصيل ما جرى وأدى الى تقليص فرص نجاح عيسى وقدرته على المحافظة على المقعد، لكنني أرغب بأن أستعرض بصورة مقتضبة كواحد من سكان دائرة غرانفيل الانتخابية وكأحد أبناء الجالية بعض النقاط التي تتعلق بمسيرة طوني عيسى النيابية المشرقة:
- تمكن وبفضل جهوده المضنية من تحقيق ما عجز عنه سواه من حزب الأحرار على مدى قرن من الزمن بإنتزاعه مقعد غرانفيل من قبضة حزب العمال في انتخابات عام 2011 مما أعاد الروح الى الدينامكية الخدماتية وأكد دور الجالية كلاعب أساسي في السياسة الاوسترالية.
- حرص عيسى على المساهمة في خدمة الجميع في دائرته الانتخابية من دون استثناء ومن دون التمييز بين مواطن وآخر سواء أكان ذلك على الصعيد الطائفي او الحزبي.
- بادر الى تأسيس اللجنة البرلمانية الاستشارية للجالية اللبنانية التي أعدت واقامت نشاطات تراثية وثقافية واجتماعية في برلمان الولاية وأماكن اخرى.
- حضر مئات المناسبات الاجتماعية والسياسية والثقافية والدينية التي أقامتها الجالية من دون تفرقة حرصا منه على علاقة جيدة مع الجميع، علما ان غالبية هذه المناسبات تقام خارج إطار الدوام الرسمي، ولذلك كان دوام عمله 18 ساعة في اليوم، سبعة أيام في الاسبوع.
- خاض مواجهات كثيرة ضد تحيّز الاعلام الاسترالي حيال الجالية وكان رأس حربة في الدفاع عن سمعة الجالية وتاريخها. كما سعى الى تعزيز فرص المؤسسات الاسترالية اللبنانية بالحصول على منح حكومية.
لقد سجّل طوني عيسى أسمه كأوسترالي لبناني من الطائفة المارونية بأحرف من ذهب في تاريخ السياسة الاوسترالية بعدما نجح في تجاوز العصبيات وتعاطى مع أخوانه من مختلف الجنسيات ولا سيما مع أخوانه وأخواننا المسلمين كمواطنين لديهم نفس الحقوق وعليهم ذات الواجبات مثلهم مثل أي شخص يحمل الجنسية الاوسترالية، لا أكثر ولا أقل.
انه لمن المؤسف حقاً ان يخسر طوني عيسى مقعد غرانقيل وبالتالي ان تخسر جاليتنا احدى مقاعدها الهامة في البرلمان، لكنه من المؤكد ان طوني عيسى سيظل هو المنتصر حتى في الخسارة، فيما سواه سيظل يعاني من الخسارة حتى في "ربحه" المزعوم.
*****
على صعيد آخر، أؤكد وبكل شفافية على محبتنا لسيادة المطران انطوان شربل طربية السامي الاحترام التي تظل أكبر واكثر متانة من أي محاولات خبيثة ونميمة مغرضة وأساليب ملتوية تتلهى بها كالعادة حفنة من الوصوليين الذين لا يصلون يوماً الى تحقيق مرادههم.
*****
في الختام أغتنم هذه الفرصة لأتقدم بأحر التهاني من نائب لاكمبا المنتخب الاستاذ جهاد ديب، مع تمنياتنا له بالنجاح والتوفيق.
0 comments:
إرسال تعليق