اليوم , الآن , وسط هذا الخضم الهائل من الزخم السياسى , وسط هذا الطوفان الطاغى من العنف الموجه وغير الموجه , وسط ما صرنا نبحر فيه من أنهار الدماء تحيل حياتنا الى اللون الأحمر القانى , وسط أصوات تعالت بالصراخ والعويل , وسط كل التنهدات الحارة المشبعة بالألم والدموع والحزن .
وسط كل هذا أجدنى أريد أن أنفصل عن الواقع , أريد أن أحلق بعيدا عن كافة الأحزان وأخلع نفسى من كل ما يدل على الآلام , وأبتعد نهائيا عن الدموع غير دموع لقاء الأحباب , أريد أن أتحدث وأفيض فى الحديث عن الحب .
أريد أن أمتطى جواد الليل لأسافر عابرة للقارات لتصل مطيتى الى أرض الحب , أرض الصفاء , أرض نقية , لا تعرف من اللون الأحمر إلا خجل العزارى أو خدود الورد , أرض بساطها زروع خضراء وسماؤها تتلألأ بنجوم فضية ويسطع فى قلبها قمر يضىء الوجود .
أريد أن أفرد شراع سفينتى وأبحر على بحر غير عاصف الأمواج , هادىء النسيم كأنه نهر النيل , ترانى على ضفافه النخيل , تلوح لى فأبتسم لها , تغرد لى بلابله فأغنى وأبدع فى الغناء على عزف الأرغول .
لم أشعر منذ زمن بحاجتى الى هذا العالم , هذا الجو , هذا المناخ .
كنت إعتقدت نفسى قد كبرت عليه , أو شاخت سنينى .
كم إعتقدت أنه عيبا أن أتحدث عن المشاعر , عن الحب وخاصة فى هذه السن التى تخطت بمراحل أيام المراهقة وأحاسيسها الجياشة .
كم وقعت فى أسر معتقدات بالية أورثونا إياها , كم قالو بأن إظهار الحب مناف للإحترام , مناف للوقار .
كم أفهمونا خطئا أن الحب هذا حكر على الصغار .........
أبدا ..... نحن نحتاج للحب صغارا وكبارا . الحب ليس له سن ولا هو قاصر على مرحلة بعينها .
أنت تحب لأن لك قلب يدق .
أنت تحب لأنك حى ما زلت .
وطالما أنك تستطيع أن ترى الجمال فى الدنيا فأنت قادر على أن تعشقه وتحس به ..
وهذا هو الحب .
وحتى قلبك إذا سألته فستجده يحتاج دوما للحب ......يحتاج دوما لأن يدق فى فرح ,,, يحتاج أن يشتاق وأن يهفو ,,, يحتاج أن يتلوع , يتعذب , يتلهف .
وهكذا عيونك إذا نطقت وأجابتك على السؤال ستقول بأنها تحتاج أن تنظر فتجد أمامها من تحب ,, تحتاج أن تبحث أحيانا عمن تحب ,, بل تحتاج أكثر أن تبكى من شدة الوله والعشق والشوق لمن تحب .
كم تحتاج عيوننا الى أن تسهر مسهدة تناجى من تحب , وتغمض الجفون على صورته كلما إستجمعتها .
ستخبرك شفايفك بأنه كم من بسمة ترسم على شفاهننا عندما تتخيل عيوننا ملامح , بسمات ,لفتات من نحب .
سينبأك صوت الضميربأنه كم من ضحكة تنطلق رقراقة كلما تذكرنا تعليقا أو كلمة فى موقف فعلها من نهوى .
وستخلص الى أن الحب دواء للقلوب المتعبة .
الحب راحة للنفوس الشاردة .
وستنتهى الى الإيمان بأن همسات الحب لمسات الحب كلمات الحب والإحساس بالحب فريضة على كل إنسان قادر على أن يحب .
لابد أن نصحح ما تربينا عليه ... لابد أن نغير مفاهيم بالية غرست فينا ... فنحن شباب , فنحن صغار لم نزل لأننا قادرون على الحب , وليس أننا نحب لأننا شباب صغير .
دعونا نطلقها صريحة عالية مدوية , دعوى لكل من لديه رغبة فى الحياة , لكل من يشعر بأنه مازال قادرا على التعايش والتعامل والعطاء .
دعونا ننادى بالحب للجميع ............ لكل الأعمار ولكل الأجناس .
دعوة للحب .............
0 comments:
إرسال تعليق