وما زال الاستشهاد مستمرا فى ذكرى غزوة ماسبيرو/ أشرف حلمى

كما استشهد أطفال بيت لحم على يد هيرودس الملك  وكما تعذب السيد المسيح له كل المجد وصلب عنا فى عهد بيلاطس البنطي هكذا ايضاً تعذب واستشهد الألاف من المسيحيين على يد حكامهم وملوكهم على مر العصور حتى وقتنا هذا فى سبيل إيمانهم المقدس ودفاعهم عن عقيداتهم .
ففى عصرنا الحديث تعرض اقباط مصر لإرهاب كل من الإخوان والسلفيين كذلك الحكومة المصرية بجميع أجهزتها التى عملت على تخدير الأقباط بعد كل حادث ارهابى دون القبض على الجناه وتقديمهم الى محاكمات عادله بل ساعدتهم على الهروب منها كما فى جميع قضايا القتل الممنهج للاقباط ومن ثم تنعقد جلسات الصلح العرفية للعمل على ضياع حقوقهم ومضاعفة الظلم الواقع عليهم  .
اذا فكيف للحكومة المصرية ان تقدم عناصرها الإرهابية للمحاكمات ؟
فالحكومات المصرية لن تتغير سياساتها تجاة الاقباط منذ العهد الساداتى الذى تعاون مع قوى الشر الداعشية لنشر الفكر الوهابي بهدف القضاء  على أقباط مصر لذلك اسند السادات ملف الاقباط الى جهاز مباحث أمن الدولة ووزارة الداخلية فجاءت حادثة كنيسة الخانكة ومن ورائها أحداث الزاوية الحمراء 1980 حتى اغتيل السادات على ايدى من  راعهم . ولن يختلف النظام المباركى عن سابقه تجاه الاقباط فزادت حوادث اضطهاد الاقباط حتى قبل ثورة يناير حين قامت الحكومة المصرية متمثلة فى قوات الامن بغزوة العمرانية عندما خرج عشرات الاقباط  أمام مبنى حى العمرانية  احتجاجا على قيام رئيس الحى اللواء محمد حسن حمودة بوقف بناء كنيسة العذراء حيث استخدمت قوات الأمن المركزى القنابل المسيلة للدموع والقوة المفرطة التى ادت الى قتل وجرح العديد من المسيحيين , وايضاً تورطت قوات الامن فى موقعة القديسين بالاسكندرية التى راح ضحيتها اكثر من 21 شهيداً ومئات المصابين ليلة راس السنة بداية عام 2011 .
هذا وبعد ثورة يناير قامت الشرطة العسكرية وبتكليف من قيادات المجلس العسكرى فى ذكرى إحتفالات اكتوبر ودعم الاعلام المصرى بتنفيذ الغزوة العسكرية الكبرى فى ماسبيرو حيث دهست جنازير المدرعات  14 قبطى واطلاقت قواتها الباسلة الاعيرة النارية لتقتل 10 اخرين ليلة 9 أكتوبر 2011 رداً على المتظاهرين السلميين الذين نددوا بأحداث كنيسة المرنيات بمدنية أسوان عقب هـــدمها من قبل المتاسلمين وبعد الإدعاء الكاذب لمحافظ اسوان بإن الكنيسة غير مرخصة .
ولن يختلف الامر كثيراً بالنسبة لاقباط مصر قبل وبعد ثورة يونيو فقد راينا جميعاً وعلى شاشات التلفاز المحلية والعالمية الاعتداء الغاشم على الكاتدرائية المرقسية الكبرى بالعباسية من عناصر قوات الشرطة بمشاركة الاسلاميين برعاية وزير الداخلية محمد ابراهيم وذلك أثناء صلوات الجناز على شهداء قرية الخصوص بالقليوبية فى أبريل 2013 , وأخيراً إعتداء قوات الامن على اقباط جبل الطير برعاية الإرهابى مدير امن المنيا ومباركة وزير الداخلية محمد ابراهيم بعد ثورة يونيه فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى .
كل هذا الظلم الواقع على المسيحيين عامة فى الدول الإسلامية والاقباط خاصة فى مصر لا يساوى شئ لما تعرض له المخلص فلولا العذابات التى تعرض لها المسيح والصلب ما كانت القيامة ولولا استشهاد القديسين بعد العذابات التى لاقوها فى عصور الاضطهاد ما آمن الملايين بالمسيح .
وها هم المسيحيون فى الدول الإسلامية يقدمون ألاف الشهداء على يد إرهابى داعش كما فى سوريا والعراق وسوف يستمر عصر الاستشهاد فى المسيحية حتى يوم القيامة وسيقدم المسيحيون خلالها الملايين من الشهداء نتيجة الاضطهادات التى سوف يواجهها االمسيحيون سواء من الإرهابيين المتاسلمين او الحكام الغاشمين .
اما بالنسبة لحقوق الشهداء الذين ماتوا على اسم المسيح فليس لهم حقوق لدى حكوماتهم فحقوقهم محفوظة لهم عند الله  كما حفظت جميع حقوق الشهداء القديسين منذ قديم الزمان وحتى الان وهذا هو الثمن الحقيقى للاستشهاد فى سبيل المسيح  .    
وأخيراً احمل الحكومة المصرية مسئولية حماية المسيحيين فى الايام القادمة اثناء انتخابات مجلس الشعب وخاصة فى صعيد مصر من تهديدات المتاسلمين وخاصة اتباع الاحزاب الظلمية الداعشية على غرار ما حدث فى عهد المجلس العسكرى وخاصة فى ظل وجود امثال محمد ابرهيم واتباعه مديرى الامن فى الحكومة المصرية  .

CONVERSATION

0 comments: