القضاء والشرطة.. يبرؤون الإرهاب/ مجدى نجيب وهبة

** لا أصدق ما حدث .. يبدو إننا فى حلم وكابوس .. سوف نفيق منه بعد أن ندرك أننا ضربنا على قفانا جميعا .. لا أصدق أن يصل بنا البلاء والغباء إلى درجة أن يصدر اللواء مساعد وزير الداخلية "عبد الفتاح عثمان" .. بيانا عقب إغتيال نجل المستشار محمود السيد رئيس دائرة التعويضات .. يقول فى البيان نصا ((أن المستشار محمود السيد ، الذي اغتالت العناصر الإرهابية نجله ، صباح أمس الأربعاء، لا يتابع أي دائرة في تحقيقات الإخوان .. ونفى عثمان ، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي أحمد موسى ، ببرنامج  على مسئوليتي ، المذاع على فضائية "صدى البلد"، لإصدار بيان من الداخلية بشأن حادث اغتيال نجل المستشار محمود السيد تؤكد فيه أنه جنائي )) .. وبعد بضعة ساعات يتم الإعتداء على كمين شرطة ..
** ولو عدنا لبيان وزارة الداخلية بأنها زعمت أن هناك خطأ حدث فى إغتيال نجل المستشار "محمود السيد" ، بزعم أن المستشار ليس معنى بمحاكمة جماعة الإخوان الإرهابية ..
** وتساءلنا ونحن فى غاية الإندهاش .. هل ضرب وإغتيال بعض ضباط وجنود الشرطة ، وضباط وجنود القوات المسلحة حتى أعلى الرتب ، كلهم تم التعامل معهم من قبل الإرهابيين ، وتم إغتيالهم .. حتى لو لم يكونوا قد كلفوا بمهام القبض على عناصر إرهابية ..
** لم تمضى بضعة ساعات إلا وتم محاولة الإعتداء على أحد الأكمنة وأصدرت الداخلية بيانا بهذا الإعتداء .. هذا هو نصه ((أحبطت قوات الأمن بالجيزة محاولة تفجير كمين شرطة أعلى محور 26 يوليو بمنطقة كرداسة، وألقت القوات، بقيادة اللواء محمود فاروق مدير الإدارة العامة للمباحث، القبض على 3 عناصر من الإخوان بعد تبادل إطلاق النار معهم )) ..
** لا أصدق أن يصدر هذا التصريح من وزارة الداخلية دفاعا عن الإخوان المسلمين الإرهابيين .. بأن ليس لهم يد فى إغتيال نجل المستشار .. إذن فمن هو المسئول ياسيادة الوزير ؟ .. من له مصلحة فى إغتيال نجل أحد المستشارين ، حتى لو تم هذا الإغتيال بطريق الخطأ ، وكان المقصود هو المستشار نفسه أو غيره .. فالهدف هو واضح وصريح ومعلن ، بأنها رسالة إلى قضاة مصر .. سوف نرصدكم جميعا وسيتم إغتيال أفراد أسرتكم ليكون العقاب أشد ألما على القاضى ..
** نعم .. سيكون العقاب الجماعى لقضاة مصر من قبل الإخوان المسلمين هو إغتيال أفراد أسرتهم حتى يموتوا بحسرتهم على أبناءهم .. هذا هو الهدف ... أما أن يكون قد حدث خطأ فهذا غير وارد إطلاقا مع عتاة المجرمين من جماعة الإخوان المسلمين .. فهم يرصدون ضحاياهم أكثر من يوم ويحددون الهدف .. الذى لن يخطأ الضحية لأن الخطأ غير وارد مع هؤلاء المجرمين ..
** أما عن تصريح وزارة الداخلية .. فهو حق يراد به باطل عندما يدافعون عن الإرهاب ويزعمون أن هناك مشاكل بين المستشار وبعض المواطنين .. أو ربما يكون هناك مشاكل بين نجل المستشار وأخرين .. ولكن حتى لو كان هناك خطأ حدث فى إغتيال نجل المستشار .. فهناك جريمة إغتيال بشعة وهناك جرائم مكررة مارسها الإرهابيين فى أكثر من زمان ومكان بنفس السيناريو ونفس المعدات بإستخدام موتوسيكل وإرتداء الأقنعة وإستخدام أسلحة نارية ، ثم الهروب من موقع الجريمة وإختفائهم ...
** هذه الجرائم عانت منها مصر .. منذ إغتيال الكاتب والمفكر "فرج فودة" .. فالأسلوب لا يتغير خساسة وندالة وضرب وهروب من موقع الجريمة .. بل أن هذه الجرائم زادت بصورة بشعة جدا ، فكم من ضابط تم إغتياله حتى الرتب الشرطية الكبيرة مثل لواء الشرطة ، فهو لم يسلم من رصاص الإرهاب .. فما الجديد إذن ياسيادة اللواء وزير الداخلية ؟؟ ..
** إن خطورة هذه التصريحات هى بوضوح شديد دعم للإرهاب وتبرئة الإخوان المسلمين وعودة الشكوك حول قتلة المواطنين وأفراد الشرطة والجيش ..
** نعود لأخطر ما يحدث فى مصر الأن .. وهى التحقيقات الجارية ، أو ما تسمى محاكم الإرهاب .. فقد يقترب العام الثانى على ثورة 30 يونيو 2013 .. والقبض على الإرهابيين والرئيس الجاسوس مرسى وعصابته .. ماذا حدث فيه ؟ .. الإجابة لا شئ ، بل هو قمة المسخرة .. تنعقد المحاكمات ثم ما تلبث أن تبدأ إلا ويصدر المستشار رئيس المحكمة قراره بتأجيل نظر القضية .. حتى أن الشعب أصبح غير راغب فى متابعة هذه القضايا ..
** الشئ العجيب أننا لم نعد نعرف عدد القضايا التى يحاكم بها الإرهابيين وعدد الدوائر التى تنظر أكثر من قضية ومعظمها بنفس الإتهامات ولكن مع إختلاف المكان والزمان إلا أن الجريمة واحدة ..
** كنت أتمنى أن تجمع كل هذه القضايا لتبحثها دائرة واحدة ليكون الحكم فيها بمنتهى السرعة .. أو إذا كان القضاء عاجزا عن التواصل لمحاكمة الإرهابيين .. فعلى المحكمة أن تكون شجاعة وتعلن تنحيها عن نظر مثل هذه القضايا وتحيلها مباشرة إلى المحاكم العسكرية .. لسرعة نظر هذه القضايا .. هذا إذا سلمنا بأن هناك خطأ ربما يكون غير مقصود من قبل بعض ضباط الداخلية ، أو بعض القضاة فى مصر ..
** لكن هناك شئ أكثر من خطير .. وهو إنه مازالت فى الدولة وفى وزارة إبراهيم محلب ، وفى القضاء والداخلية .. وجوه كثيرة تنتمى لفكر وتيار الإخوان المسلمين الإرهابيين .. مازالت تعبث فى أمن وسلامة الوطن ، وللأسف هذه الوجوه معروفة .. وكم من وسيلة قدمتها للإخوان فى مساعدتهم للوصول إلى سلطة الحكم فى مصر .. هؤلاء الجراثيم والحشرات يعيشون بيننا ويمارسون حياتهم بل بعضهم يعتلى المناصب الوزارية حتى اليوم .. فى الوقت الذى يحرضون فيه على إسقاط الدولة ودعم الإرهاب ..
** فهل يتحرك السيد المشير رئيس الجمهورية .. لوضع حد لهذه الفوضى والدمار الذى يحيط بالوطن قبل فوات الأوان .. اللهم بلغت اللهم فاشهد !!..

صوت الأقباط المصريين

CONVERSATION

0 comments: