إنتبهوا سقوط سوريا الطريق إلى مصر والخليج/ مجدى نجيب وهبة

** ما الذى أصابنا ؟؟ .. كيف تحولنا إلى شعوب ودول بهذا القدر الكبير من الغباء والجهل والتضليل .. بل وأصبحنا نصفق للمعتدين ونتلذذ بمشاهدة قاطعى الرؤوس ، ونتحدث عنهم فى إعلامنا بكل فخر .. أو ربما ببعض الخوف وكأننا نتحدث عن عتريس فى قرية الدهاشنة .. بل المضحك هو أن بعض شيوخ وعلماء الازهر يدعونهم للإسلام الصحيح .. ونظل نتعايش مع هذه الأكاذيب وكأن المفكرين والوطنيين والمخلصين والشرفاء إنعدموا ، ويضعون هذة المنظمات الاجرامية فى حجمها الطبيعى ..
** عندما ظهر تنظيم داعش الارهابى .. كنت أول من كشف حقيقة هذا التنظيم ، وكشفت على موقع جريدتنا الإلكترونية وعلى مواقع التواصل الإجتماعى هذة الحقيقة ، بل كنت أول من كشفت إنهم تنظيم أمريكى ومجموعة من الجنود المرتزقة دفعت بهم أمريكا إلى منطقة الشرق الأوسط بعد فشل مخطط الربيع العربى المزعوم وبالتحديد فى سوريا والعراق .. قد تكون العراق ليس الهدف وإنما الهدف هو سوريا .. ولكن الضرورات تبيح المحظورات ، وكانت توصيات الإدارة الأمريكية هى حصد أكبر عدد من رؤوس الأقباط وذبحهم وقطع رؤوسهم وحرق كنائسهم بهدف إحداث ضجة عالمية تدفع العالم والدول العربية لمطالبة أمريكا بالتدخل السريع فى سوريا والعراق ، وهو ما حدث نصا وتم تصوير المشهد على أن تنظيم إسلامى إرهابى ضد الأقليات المسيحية ، وبالتالى سوف تكون النتيجة واحد من إثنين  ... الأول هو حملات التنديد بالارهاب وقاطعى الرؤوس ، والثانى إنها الذريعة الوحيدة التى ستسمح لأمريكا بالتدخل فى الأراضى السورية دون معارضة من النظام الإيرانى أو الروسى بزعم إنقاذ الأقليات ، أو إستخدام حق الفيتو ضد أمريكا بوقف أى إعتداء على سوريا وهو ما حدث منذ بضعة شهور ..
** سيصمت العالم أمام المخطط الأمريكى .. لأن أمريكا تمثل الفارس النبيل الذى يركب على حصان أبيض لإنقاذ الأقباط فى سوريا والعراق .. رغم أن هذا التنظيم الارهابى هو صناعة أمريكية..!!!
** إنها نفس اللعبة القذرة التى لجأت إليها أمريكا لتدمير العراق ..هذة اللعبة القذرة التى خدع جورج بوش العالم بها ، وتحولت أمريكا من دولة إستعمارية إرهابية إلى سبيدرمان ، الرجل الأمريكى الذى يتدخل دائما فى الوقت المناسب لإنقاذ الضحايا ..
** نعم إستطاع جورج بوش خداع العالم بعد أن أقنعوا الرئيس العراقى صدام حسين بضم الكويت كإحدى محافظات العراق ، وبلع صدام الطعم وإبتاع الكويت فى غضون ساعات قليلة ، وبدأ الصراخ من الكويتين وكل الدول العربية وخصوصا بعد أن إنتشرت إشاعات عن تقسيم كل دول الخليج بين المنظمات الفلسطينية ودولة الأردن وقطر ..وإنطلقت أمريكا لشحن العالم العربى والعالم الغربى ضد العراق وإنطلقت الحناجر فى كل مكان تطالب بضرب العراق !!!
** وبدأت أمريكا عملية شحن موسعة لشحن العالم ودول الجوار ضد العراق .. فروجت أمريكا إلى إمتلاك العراق أسلحة كيماوية وأسلحة بيولوجية وترسانة صواريخ بعيدة المدى ، وقد كان لإنتشار هذة الأكاذيب مفعول السحر .. فقد إشتعلت الأغانى الوطنية الكويتية تلهب مشاعر العرب والمصريين ، وإرتمت الأنظمة العربية فى أحضان جورج بوش تنتظر إشارة البدء للهجوم على دولة العراق لإنقاذ الكويت من براثنها .. حتى مصر بلعت الطعم ووافقت على إرسال بعض القوات الرمزية للمشاركة فى حرب تحرير الكويت..
** وأخيرا إنطلقت لحظة الهجوم على العراق لتحرير الكويت وحبس العالم أنفاسه إنتظارا لتحرك القوات العراقية أو إستخدامها لأسلحة الدمار الشامل كما إعترف بها د. محمد البرادعى مدير الطاقة النووية فى تقريره عن وجود أسلحة نووية فى العراق والذى أكد ذلك بالكذب والتضليل لخدمة الأهداف الأمريكية.. حبس العالم أنفاسه إنتظارا لضربة موجعة من القوات العراقية ومرت اللحظات الاولى من ضرب العراق .. ولم تطلق العراق رصاصة واحدة ضد قوى التحالف .. ومرت الساعات ولم يتغير الوضع ولم نسمع عن وجود أى أسلحة تطلق من القوات العراقية .. ولم تمضى بضعة ساعات إلا وسقطت العراق ، وهرب جنود صدام وعاد الكويتيين إلى ديارهم ، وحمل الكويتيين الجنود الأمريكان ، وصور الرئيس بوش فوق الأكتاف وهتف العرب لأمريكا .. ولم يعلم أحد بالمؤامرة .. إلا بعد إعتراف كونداليزا رايس بالطعم الذى وقع فيه صدام حسين ، وإنتهت المعركة وسقطت العراق إلى الأبد ، وإعترف بوش بقتل أكثر من 350 ألف عراقى  ..
** إنتهت المسرحية بسقوط العراق إلى الأبد وتحولت إلى خرابة هائلة .. ولم نعد نعرف من يقاتل من .. وسقط أكثر من مليونى عراقى فى حرب لا معنى لها إلا تصفية العراق فى حرب خلقتها أمريكا ووضعت سيناريوهاتها ..
** نعم .. إكتشف العالم بعد خراب مالطة أن العراق وقعت ضحية الشيطان الأمريكى ، وأن ليس بها لا أسلحة دمار شامل ، ولا أسلحة كيماوية ، ولا بيولوجية ، وإنما كانت أسلحة لصيد الحمام والعصافير .. ودفعت الكويت ثمنا باهظا لتسديد فاتورة تحريرها ..
** نعود لنفس السيناريو .. وهو إسقاط دولة سوريا ، بعد أن فشل مخطط الطاعون العربى الذى أطلقت عليه أمريكا "الربيع العربى" .. رغم أنه لم يكن لا ربيع ولا حتى خريف ، وإنما دماء وإرهاب وقتلى وتخريب .. وإستمر السيناريو فى كل من تونس واليمن وليبيا وسوريا .. وكلما سقطت دولة تنطلق التصريحات فى مصر بأن مصر ليست تونس ، ثم تسقط تونس .. ويبدأ الإرهاب فى ليبيا وسقوطها ، وتنطلق التصريحات مصر ليست ليبيا .. حتى سقطت مصر فى براثن القذارة والوقاحة والإرهاب بعد الدعم المالى من أمريكا للعملاء والخونة والثوار والمأجورين وهم معروفون للعامة بالإسم ، وهم من دبروا نكسة 25 يناير ..
** نعم .. سقطت مصر فى خرابة هائلة إسمها الإخوان المسلمين .. ولكن الشعب المصرى لم يرتضى بهذا الذل وهذا الإنكسار ، ولا أن يحكمهم مجموعة من البلطجية والإرهابيين .. خرج الشعب المصرى بكل طوائفه وواجه الشرطة وإنطلقت تصريحات القادة العسكريين بالقوات المسلحة بأنهم على الحياد ، وعلى مسافة واحدة بين كل التيارات السياسية المؤيدة لحكم الإخوان والمعارضة للإخوان .. وظل الشعب المصرى فى صراع مع قوى الظلام حتى كانت ثورة 30 يونيو والتى أعلن فيها الجيش المصرى وقوفه بجوار الشعب وأعلنت الشرطة المصرية بأن ولاءها للشعب وليس للنظام ..
** وإنتصرت الإرادة المصرية وتمت ملاحقة الإخوان المسلمين فى كل شارع وكل ميدان وكل حارة ، وقبض على قيادتهم لمحاكمتهم على كل جرائمهم ..
** لقد أدى نجاح ثورة 30 يونيو إلى إرباك كل المخططات الأمريكية ، فأعادت تغيير مخططاتها ورأت إنه لم يتبقى إلا دولتين .. إذا سقطوا سقط كل الخليج ..
** قد نختلف مع النظام السورى ، وقد نتفق معه .. ولكن فى النهاية سوريا دولة يحكمها قانون ورئيس والجيش النظامى السورى وليس ميليشيات ..
** غيرت أمريكا من إستراتيجيتها وقررت الدفع بمرتزقة أمريكان من أصل عربى إلى منطقة الشرق الأوسط .. وتحديدا فى سوريا والعراق ، وهو ما أطلقت عليه أمريكا تنظيم داعش .. وشمل هذا التنظيم كل المجرمين المقيمين فى أمريكا ، بعضهم تم إخراجهم من السجون والمعتقلات الأمريكية ، دفعت لهم أمريكا ملايين الدولارات لتنفيذ المخطط الإرهابى بضرب سوريا والعراق .. ولم يكن أمام أمريكا إلا الأقباط ، حتى تبدو الحرب عنصرية من الإسلاميين ضد الأقلية المسيحية ، وهى الذريعة التى تدفع أمريكا للتدخل .. وهو ما حدث بالتمام والكمال .. فقد بدأت سلسلة الإعتداء على المسيحيين فى العراق وسوريا بوحشية إلى حد ذبح الضحايا والتمثيل بجثثهم وحرق الكنائس .. ونفذت داعش المخطط الأمريكى وبدأ العالم يصرخ ، وبدأت أمريكا تمثل دور المنقذ ..
** وبدأ التحرك الأمريكى تجاه سوريا مع شحن كل القوى الدولية .. فقد أصدر أوباما بالأمس تصريح أعلن فيه "إنه لم يتم تحديد إستراتيجية للتدخل فى سوريا حتى اللحظة " .. وقال إنه طلب من كيرى التوجه للشرق الأوسط للمساعدة على بناء تحالف ضد داعش ، وطلب من وزير دفاعه إعداد مجموعة من الخيارات لمواجهة التنظيم .. وأشار إلى إمكانية وجود دور لتحالف دولى لضرب التنظيم فى العراق .. وفيما يخص سوريا قال أوباما "إن الأسد لا يملك القدرة على الدخول لمناطق يسيطر عليها داعش ، وبالتالى فإن أمريكا ليست مضطرة لأن تختار بين داعش أو الأسد " ...
** هكذا أعلن أوباما ضرب سوريا ، وبلع الجميع الطعم .. وهللت الصحف المصرية ، وهم تنم عن غباء شديد ، وتركوا كل تصريحات أوباما ، وتعلقوا بكلمة واحدة وهى إنه لم يتم تحديد إستراتيجية للتدخل فى سوريا حتى اللحظة ..
** ترك العالم أخطر تصريحات أوباما لتدمير سوريا .. فقد أعلن أن سوريا لن تكون حليفا فى مواجهة تنظيم داعش ، وأن سوريا فقدت القدرة على السيطرة على المناطق التى تسيطر عليها داعش .. وإنه ليس أمام أمريكا خيارين للإختيار بين داعش وسوريا ، بل هو خيار واحد وهو ضرب الإثنين .. وهذا يعنى ضرب الجيش السورى وتدمير سوريا وتحويلها إلى عراق أخر أو سيناريو ليبيا ..
** أمريكا تلعب على المكشوف بكل فجور وإجرام ، والعالم يقف متفرجا فى بلاهة وغباء ، وكأنهم يثنون على تصريحات أوباما .. فالمسئولين والإعلاميين فى مصر بدأوا يرددون نفس النغمة التى أطلقها فى بداية الطاعون العربى .. واليوم يردد بعض المصريين بأن مصر ليست سوريا .. بل وصل قمة الفجور لأن يرسل أوباما وزير الخارجية الأمريكية جون كيرى لجس النبض وتجميع تحالف لضرب سوريا .. أقصد ضرب داعش ، وبالطبع سيهرول كل العرب وعلى رأسهم السعودية والكويت والإمارات والبحرين .. الجميع سيشاركون بقوات رمزية لضرب سوريا وتدميرها .. وهنا لن تعترض روسيا أو الصين ولن تتدخل إيران أو حزب الله .. فالظاهر أن التحالف الذى يضم أمريكا وفرنسا وبريطانيا والإتحاد الأوربى وألمانيا ودول عربية ليس للإعتداء على سوريا وإنما لضرب داعش .. والحقيقة المؤكدة أن الهدف هو ضرب وتدمير سوريا بالكامل .. حتى يسهل دخول الميليشيات كما حدث فى ليبيا ، وهذه الميليشيات هى التنظيمات الإرهابية الإسلامية .. ولن يفيق العرب من رقصة الحية الأمريكية إلا بعد أن تلدغ الجميع ويبدأ السم فى سريانه فى الجسد ..
** لا تتعجبوا فلن يروق ما أكتبه لأحد وربما لن يقرأه إلا القليلين ، وربما قبل أن يقرأوا المقال .. سيكون التحالف نجح فى شحن الدول وضربوا سوريا وأسقطوها كما أسقطوا العراق وليبيا وتونس .. ولن يفيد البكاء ولا الندم ، وإنما أؤكد أن بعد ذلك سيأتى الدور على مصر ، ولن تنجو مصر ، ولن يجدى معها لا قانون طوارئ ولا أحكام عرفية لإنقاذها .. لأنها كانت بين أيدينا .. ونحن الذين فرطنا فى أرضها ، عندما سمحنا بأن تسخر أمريكا منا بإرسال إرهابيين لضرب كل الجيوش العربية .. ويبدو أن الخجل كان له دور كبير فى عدم الإفصاح عن المشهد الحقيقى .. بل تركنا الإخوان يعبثون فى أمن الوطن حتى هذه اللحظة وأصبحت المحاكم شئ من الهزل ومضيعة الوقت ..
** قدمنا النصيحة .. ولم يستجب أحد .. تساءلنا ، لماذا لم يحاكم الإخوان محاكمات عسكرية ؟ .. لماذا لا تطبق الدولة قانون الطوارئ لحماية الوطن ؟ .. لماذا نترك الإعلام يدمر فى الوطن ونترك بعض رجال الأعمال يتآمرون على الوطن ؟ .. من المسئول عن سقوط مصر؟؟  .. أين رئيس الدولة "عبد الفتاح السيسى" من وعوده بالحفاظ على أمن وتراب مصر ؟ .. وأنا أرى أن مصر فى حالة إنهيار تام وفى حالة سقوط ينطلق الأن من مشيخة الأزهر ولا حياة لمن تنادى ....
** إنه التراخى والسلبية وعدم إدراك خطورة ما تدبره أمريكا .. أما الدول العربية فلا عزاء للمملكة العربية السعودية أو دولة الكويت أو الإمارات الشقيقة .. فلن ترحمهم أمريكا وستبتلعهم ، وسوف تستولى على كل ثرواتهم بعد أن تعدهم بالهروب الآمن .. وتوتة توتة .. خلصت الحدوتة .. وإبقوا قابلونى بعد ضرب سوريا !!...

صوت الأقباط المصريين

CONVERSATION

0 comments: