ملطشة السنين/ وفاء القناوى

....... شردت بفكرى وأنا أرى حالنا  وكيف أصبح إقتصادنا يُعانى ونحن نُعانى معه ,وتساءلت هل هذه هى مصرُ التى كانت تعتلى أرقى مكانة ؟؟ هلهى التى تربعت على قمة السُلم الحضارى مُنذُ آلاف السنين؟؟؟ هل كُتِبَ على شعبها أن يكون ملطشة الغُزاة  والحُكام الذين نهبوها مُنْذُ فَجْر التاريخ, فقد سَرقَ أثارها اللصوص سواء كانوا أجانب أو عرب أو حتى من أبنائها المصريين بنية السرقة أو بنية التخلص من رمز الكفر والإلحاد والوثنية ,أتلك هى  مِصرُ التى نُهِبت بدايةً على يد الإسكندر الأكبروإن كانت فترة حُكمه  لِمِصر شهدت  إزدهار وإستقرار , إلا أنّ الشعب المصرى عانى مِن التميُز الطبقى والظُلم المادى والفساد  , نَهَبَهَا الهكسوس وخَرّبوها وسَلَبَ منها الكثير والكثير , ومِن قديم الأزل ومِصرُ تتعرض لِمَلْطَشَة ثقافية وإقتصادية على أيدى الغزاة حيث عانى أهلُها  مِن العنصرية وسقوط الحضارة المصرية حتى بداية حركات النهضة الحديثة , جَمِيع الغُزاة ناصبوا الثقافة المصرية العَداء إبتداء مِنَ الفُرس الذين نهبوا ثرواتَ مصر , واستنزفوا إقتصادِها وعاثوا فى الأرض فسادا ودمروا المُؤسسات الثقافية والمعابد الدينية ونهبوا الكُتُب وحرقوها , ومِرُورَا  بِحُكم الرُومان الذين  كان فترة حكمهم  أسوأ فَترة فى تاريخ المصريين على الإطلاق وبداية لإنهيار قوميتنا المصرية التى كانت أهم شئ لنا و نفديه بالدماء ....أصبحت مِصْرُ البقرة الحلوب للرُومان الذين إبتزوا المصريين وغيّروا لغتهم وديانتهم بالقوة , هكذا كُتِبَ علينا المُعاناة والعذاب واستنزاف الموارد  وأصبح الشعب مغلوب على أمرِه مقهور مَسْلوبَ الإرادَة ,كُتِبَ علينا أن نعيش قُرُونا ضَنْكاً حتى ضاع إقْتِصادُنا وضاع الشعب إقتصادياً وإجتماعياً, وضاع الدين بِإجبار الشعب على تغير ِديانَته والدِخُول فى دِيانة الرُومان , حتى عندما دَخَل العرب مِصر على يد عمرو بن العاص أُعتبرت مصر منجم ذهب  للامبراطورية العربية , وتَم فَرْض الضَرائب وتخصيص جُزء كَبير من المحاصييل المصرية لِتَذْهب إلى العرب  فى الحجاز , هكذا أصبح المِصريون  ملطشة للعرب أيضا  حيثُ إقتصرت المناصب العُليا على العرب و إنتشرت الأُمية بين المصريين نتيجة مساومتهم على عربنة ألسنتهم وبين وظائفهم فى الدولة , ويستمر مسلسل التلطيش فى المصريين على يد إخوانهم العرب بحفر قناة تربط بين النيل والبحر الأحمر لضمان سرعة وصول الغلال إلى جزيرة العرب  , ولم تنتهى ملطشة المصريين وانما إمتدت إلى الدولة الأموية والعباسية التى أُلتقطت فيها الأنفاس قليلا حتى وقعنا  تحت يد الإحتلال العثمانى , وأصبحت مصر ولاية عثمانية نُهبت ثرواتِها واعتُدىَ على ثقافتها   , وقُتِل الناس فى الشوارع لا فرق بين ليل أو نهاروإنتشر الرعب بين المصريين الذين لم يستطيعوا الفكاك من ملطشة جميع الغزاة وأصبح الأتراك هم الحاكم بأمره وتم إهانة المرأة المصرية على أيديهم بعد أن كان لها مكانة عظيمة , ثُم جاء محمد على الذى أعلى من شأن مصر لإنه يعرف قِدْرها و لِفترة قليلة وقعت بعدها تحت الإحتلال الإنجليزى الذى لم تسلم مِنه أيضا, وفعل بمصر مافعله جميع الغزاة السابقين من سرقة ونهب, وإذلال شعب واستعباده ومسح هويته المصرية وكأن قَدَره أن  يكون ملطشة للجميع , نهاية بحكم مبارك  وفساد عصره ولصوصية اُسرته و حاشيته , ومُرسى وعشيرته وخِيانته  وسرقته لوطنه وبيعه شعبه , لم نسلم من الجميع   كأنه قَدَر ومكتوب علينا , سقطت دموعى رغماً عنى وشريط تاريخنا يَمُر أمامى وحالنا الذى يُبَكّى ماثل أمام عينى  , وتساءلت  متى نستيقظ لِما يُدبّر لنا ويُحاك ضِدّنا لإنهاء الدور الريادى لمصر , يجب أن تسترد مصر مكانتها فهى القوة العالمية الحديثة بما تمتلكه من تُراث حضارى عظيم , كان وما يزال منارة للعلم .... مصر الحضارة المصرية ....مصر الحضارة الفرعونية ...يجب أن تبقى وتقوى حتى لايطمع فيها أحد , يجب أن يعود الإنتماء المصرى الذى إختفى,يجب أن يعود للمصريين قوميتهم ومصريتهم وكرامتهم وعِزَتهم  فلن يظل الشعب المصرى ملطشة إلى الأبد

CONVERSATION

0 comments: