كتب هذا المشهد بتاريخ 7 شباط (فبراير) 2013،
خارجي :
يَخْرُج الرَجُل مِنْ المَحْكَمَة و الدُموع بِعَيْنَيه و تعابير القَهْر تَملئ وَجْهُه، و يَتَكَرًرْ امام ناظِرَيه مَنْظُر المَرأة و هي تَصْرُخ مِنْ الغَضَب على حُكْمِها فَيَتَمَلًكُه العَجْز و قِلًة الحَيلَة لِوَهْلَة مِنْ الزَمان، و يسير بَيْنَ الجُموع الغَفيرَة المُسْتَنْفِرَة مِنْ حَوْلِه، و تكون اعداد هائِلَة مِنْ الناس تَجري بإتِجَاه الشوارع المُؤَدِيَة الى مَيْدان التَحرير، وُجوه كَثيرَة تَرْكُض مِنْ على يَمينِهِ و يسارِهِ بَعْض مِنْهَا يَكْسوها الخَوْف و الهَلَع و البَعْضُ مِنْها يَكْسوها الغَضَب...و وُجوهاً غَيْرُ مِضْيَافَة تَكْسيها الٍلحَة و نَظرات التَوَعُد تُسْرَع بإتٍجَاه شوارِع ثانِيَة تَحْمِل شِعارات "دين الرَسولِ دين السَيْف اللهُ و أكْبَر على الكُفار،" يوقف الرَجُل شَيْخ جليلاً اشْيَبَ الشَعْرِ و يَسْأَلُه :
الرجل : يا عَمْ! انا غريب عن ديارِكُم فَهَل تُخْبِرني ماذا هُنالِك بالمَيْدان؟
العَجوز وَسَطَ الضَجًة : أَلَمْ تَعْلَم؟
الرجل : أعْلَمُ ماذا بالضَبط؟
العجوز : قَرًروا جَلْدَها امام عَدَسات الإعْلام و الصُحُف و الرأي العالمي...
بنبرة غير مرتاحة : عُقوبَة جَلْدُ ايضاً؟ مَنْ هِيَ؟
العَجوز بِحَسْرَة كبيرة : قُلْتُ لَهُم مراراً و تكراراً الإسْلام دين يسرا و ليس عسرا...و لَكِن قُلوبَهُم غَليظَة جداً...
الرجل : مَنْ هِيَ هَذِهِ المِسْكينَة؟
العجوز : هُنالِكَ طُيور تَطيرُ في الظَلامِ و آخرى بالنور...ما كان عَليها ان تَقولَها...قالَتْ هِيَ مِصْر في مُقابَلَة تِلِفِزيونِيَة وَقْتَ حُضورِها مِهْرجان القاهِرَة السينَمَائي فَقَرًروا جَلْدَها لِيُكَسروا رأسَها...هُنالِك بَشَر تُسَبِحْ الخالِقْ بالنور و على نور و آخرى تَعْمَل بالظَلام خِلْسَة ظَناً مِنْها انًها مُؤْمِنَة...فَهؤلاء لا تَعْرِف متى يَلْدَغوا و حينَها لَدْغَتُهُم مُميتَة
يَصْرُخ الرجل مَفْزوعاً : عَرَفْتُها...فأتَيْتُ لأَتَرافَع عَنْها مِنْ بِلادي...متى كانَتْ مُحاكَمَتُها؟
العجوز : مُحاكَمَتُها تَمًتْ بالظَلام الذي يَعْمَلوا بِهِ...فاتًهَموها سِراً بالزِنَا و ها هُم يُنَصِبوا مَجْلَدَها بالمَيْدان...سَتُعَلًق و تُجْلَد اكْبَر فَنانَة بِمِصْر بَعْد سَاعَة و امام الكُل،
الرجل بِنَبْرَة غَضَب صارخاً بَيْنَ الجُموع و فاقداً الضَبْطَ على النَفْس : ألَا يَكْفي حَكَموا على المَرأة بالجَلْد مُنْذُ قليل...الآن ابْنَتَها؟ قالَتْ لي إذا لَمْ يَرْحَموني هَلْ سَيَرحَموا ابْنائي؟ ماذا دَهاكُم يا أهَلْ مِصر! سَلَخْتُم جِلْدَكُم و لَبِسْتُم حُلًةً لا تليق بِكُم! لَمْ أعُد اعْرِف بلادَكُم فَبَاتَتْ غَريبَة عني!
العجوز : لا تَشْعُر بِخَيْبَة الأمَل...فأمَامُك ساعَة لكي تُدْرِكْها قَبْلَ ان يَفْعَلوها...
يَرْكُض الرَجُل مَعْ الجَمْع بعيداً تاركاً الرجل بِغَضَب شَديد، يَنْظُر الرجل الى الجُموع التي تَهْرَع مُسْرِعَة الى المَيْدان، يوقِفُ احَدَهُم و يَسْأَلُه :
الرجل : لماذا انتَ ذاهِبْ الى المَيْدان؟
يجيب بِنَبْرَة فُضول : يقولون ان هُنالِك مَنْ سَتُجْلَد بِصورَة علانِيَة،
الرجل : أَتَعْلَم مَنْ هِيَ؟
يقولون انها فاجِرَة و سَتَأْخُذ عِقابَها،
يُتابِع الغَريب جَرْيَهُ نَحْوَ المَيْدان و كأنًهُ يَجْري لِيَقْبَضَ جائِزَة مالِيَة ضَخْمَة او ميراث مُفاجئ اخْبَروهُ عَنْهُ الآن، يَسْتَشيطَ الرجل غضباً، و يَرْكُض مِنْ حَرارَة الروح بَيْنَ الجُموع الغَفيرَة و المُرْتَبِكَة مِنْ هَذِهِ الحادِثَة التي سَتَجري عَنْ قَريب، و بإرادَة صَلْبَة يَدْفَع مَنْ يَعْتَرِض طريقَهُ و مِنْ حين لآخر يَعْتَذِر لِمَنْ يَصْطَدِم بِهِ و هُوَ يُحاوِل المُرور، و بَعْدَ جُهْدٍ جَهيد يَبْلُغ المَيْدان الكَبير المُكْتَظ بالجُموع، تُدَوي تارة صَرَخات الناس بَيْنَ ارْوِقَتِهِ العَريقَة "اجلدوا الفاجِرَة! اجلدوا الزانِيَة" و تارة يَسْمَع اصوات دِمَاء الشُهداء تَصْرُخ مِنْ الارْضِ "اعْتِقوها و اغْفِروا لها فَسُفِكَتْ دِماءَنا لِأَجْل مِصر و حُباً بالمِصريين جَميعاً" و تارة يَشْتَمُ رائِحَة بُخورٍ ذَكي تَرْتَفِعُ مِنْ الارْض التي حَوْلَهُ...ظاهِرَة كانَتْ تَحْدُث مَعَهُ بالماضي عِنْدَما كان يُصَلي الى اللِه بِهَدَف اسْتِعطاف مَراحِمِهِ لِيَهِبَهُ طَلَب مُعَيًنْ، يَبْتَسِمُ لِرائِحَةِ البُخور و تَقوَى ارادَتُهُ بإخْتِراق الأعداد الهَائِلَة مِنْ البَشَر المُجْتَمِعة بالمَيْدان لِبُلوغ مِنْطَقَة الوَسَط التي يَلْتَفْ حَوْلَها الناس، يَرى مِنَصًة الجَلْد الخَشَبِيَة تَقِفْ بِوَسَط المَيْدان فارِغَة و بِجانِبِها رَجُل يُطَوِح بِكُرْباج يَتَوَعًدُ لِجَلْد مِنْ يَدًعى انها خالَفَتْ اوامِرَ الدين، يَصْرُخ بِمايكروفون مُكَبِرات الصَوْت :
"اليوم سَيَحْدُث حَدَث تاريخي بِمِصْر لأَوًلِ مَرًة مُنْذُ سلاطين العُثْمانِيِنَ، سَتُجْلَد فَنانَة بِصورَة عَلانِيَة لَمْ تُعَلٍم اوْلادَنا سِوَى الفُجور و مُخالَفَة شَريعَة الله!"،
يَصْرُخ الرَجُل بأعلى صَوْتِهِ "كَفى!!!!"
لِيُلْفِتَ انْتِباه الجَلاد، يَدْفَع بِمَن حَوْلَهُ و يَقْتَرِب مِنْ المِنَصَة التي تَقِفْ فَوْقَ الأرْض على ارْجُل خَشَبِيَة و يَنْظُر الى الجَلاد قائِلًا :
الرجل : اعْطيني فُرْصَة لأُكَلٍمَ الجَمْع!
الجَلاد : مَنْ انْتْ؟
الرجل : أنا إعْرابِيٌ و عِنْدي ما أقولُ لِلْجُموع،
الجلاد : لَيْسَ هُنالِك ما يُقال فأنْتَظِر وُصولَ المُجْرِمَة لِتَنْفيذ الحُكْم...
الرجل يَنْتَزِع المايكروفون و يَصْرُخ بِهِ لِلْناس : هِيَ لَيْسَت مُلْكاً لَكُم لِتَجْلِدوها، هِيَ مُلْكٌ لِلْعَرَب جَميعاً! هِيَ ثَرْوَة عَرَبِيَة!
الجلاد : وَيْحُك، كَيْفَ تكون مَنْ شَجًعَتْ على الفُجورِ ثَرْوَة عامًة؟
يَصْرُخ الرَجُل بالماكريفون : يا أهْلَ مِصْر ايْنَ ذَهَبَ عَصْرُ الثًقَافَةِ مِنْ عُمْرِ بلادِكُم العَريق! ايْنَ الحُرِيَة التي تَرَعْرَعَتْ عَبْر الزَمان في ديارِكُم و خالَجَتْ اقْلامَ الكُتَاب و الشُعَراء و أَلْهَمَتْهُم ارْوَع ما كُتِبَ بالعالم العَربي! اكراماً لِعُمْرِ الفُنون بِديارِكُم ارْحَموها و لا تَسْمَحوا بِهَذِهِ الحادِثَة! اكراماً لِمِصْرِيَتُها ارْحَموها! اكراما لِحُبِها لِبَلَدِها ارحَموها! اكراماً لِلْمُهاجِر و يوسف شاهين و لِوَطَنِيَتِها ارحَموها! أَلَمْ تُمَثِل مَعَهُ ارْوَع ما انْتَجَ بِتَاريخِهِ على الإطْلاق، أَلَمْ يَصِل هذا المُنْتِج و المُخْرِج بِمِصْر الى العالَمِيَة؟ بَلْ مِنْ كُثْرِ ما رَفَعَ رأسَ مِصْر بالغَرْب و حينَ وَفاتِهِ رَثَاهُ الرَئيس الفَرَنْسي بِكَلِمَات عَزاء مُؤَثِرَة، اكْراماً لِرَأْفَتِ الهَجَان الذي صَفَعَ اعْداء العُروبَةِ و خَدَمَ مِصْر ارْحَموها فَشَارَكَتْ بِقَصًةِ حياتِهِ! اكراماً لأَوامِرْ الرَسول عَلَيْهِ الصَلاة و السَلام الذي أمَرَكُم بالعَفو عِنْد المَقْدِرَة ارحَموها! حِفاظاً على ماء الوَجْهِ و حفاظاً على هَيْبَةِ ثَقافَة الدَوْلَة المِصْرِيَة كان مِنْ الأجْدَر بِكُم الطَلَبْ مِنْها ان تُسافِر خارِجَ مِصر و لَكِن لا تَحْرِقوا قَلْبي عليها و قَلْب جُمهورِها ايضاً عليها! المُواطِن في روما في العُصورِ الوَثَنِيَة و مُنْذُ اكْثَر مِنْ ألْفَيْ عام كان لَهُ إكْرامات و حقُوق اكْثَر مِنْ فَناني مِصْر بِعَهْدِ الثَوْرَة الحالِيَة فَهَل يُعْقَلُ هذا في قِمًةِ ثَوَرات الحُرِيَة؟ ان تَجْلِدوا مَنْ مَثًلَتْ بِلادَكُم في ارقى مِهْرَجانات الثقافِيَة! اي مُواطِن روماني كان يَحِقُ لَهُ انْ يَرْفَعَ دَعواهُ لِقَيْصَر فَكيفَ بالفَنان الذي خَدَمَ بِلادَهُ؟ ايُسْلَخُ جِلْدُهُ بالكَرابيج مِنْ دونِ رَحْمَةٍ...و ما تُهْمَتُها؟! انًها احَبًت التَمثيل؟!
الجلاد : مُحاوَلَة خَجولَة مِنْك فالبالشَريعَة أُدينَة و بالشريعَةِ حَكَمْنا عليها...
الرجل : و بالشريعَةِ اشْتَريتُ دِماءَها مِنْكُم، ذَهَبْتُ لِمُسْتَشار سَفيرَ مِصْر في دَوْلَة عَرَبِيَة و دافَعْتُ عَنْها، قُلْتُ لَهُ انً الإنْتِدابات في مِصْر اسًسَتْ لِلْحُريات التي خَلَدَتْ بِخِدْرِها الفُنون المِصْرِيَة طوال مائَةِ و خَمْسَةِ اعوام دَهْرِيَة، و هي ابْنَةُ هَذِهِ الحُريات، قال لي انً الحُدود لَنْ تُطَبَقْ بِمِصر لأن الدولة تنتمي لإسلامِ وسطي، ان لَمْ تَنْزعوا هذا المَجْلَد سأَنْزَعَهُ أنا! مِثْلَمَا دَخَلَ المَسيح لَهُ المَجْد و طَرَدَ الباعَةَ و التُجار مِنْ ارْوِقَةَ هَيْكَلِ سُلَيْمَان المُقَدًس سأنْزَعْ هذا المَجْلَد الذي سَيُدَنِس عالَمَ الفنون الخالِدْ بِمِصْر...
يَصْرُخوا بَعْض الجَمْع : "شَريعَةَ الله سَتَسود!!! اتونا بالفاجِرَة لِتُجْلَد!!!"
و البَعْض يُغَيٍر مَوْقِفَهُ و يَصْرُخ : احْسَنْتَ قولاً و صُنْعاً يا اعرابي!!!
يَصْرُخ الرجل مُجيباً : وَهَلْ سَيُسامِحَكُم جُمهورُها!!! فَلَها جُمهور مِنْ المُحيط لِلْخَليج، ثُمً مَنْ مِنْكُم يا أهل مِصْر بِلا خَطيئَة فَلْيَكُن أوَلَ مَنْ يَرْجُمْها بِحَجَر! يَقولُ كِتابي المُقَدًس كُلُ البَشَرِ قَدْ أخْطئ الى اللهِ و الكُل اعْوَزَهُ مَجْدُ الله!"
فَجأَة يَسْكُت الجَمْعُ لِيُصْبِحَ الآلآف المُصْطَفًةِ مِنْ حَوْلُه كَكُتَلٍ مِنْ الشَمْع...بَلْ لِيَتَحَوًل المَيْدان الى شِبْهِ مُتْحَف شَمْع كبير، لا يُسْمَعُ في هَذِهِ الاثْنَاء إلا اصوات السَيارات في الخَلْفِيَة البَعيدَة بالشورِاعْ التي تُحيطُ المَيْدان، يَنْظُر الجَلاد الى الناس بإسْتِغراب لِبِضْعَةِ ثواني ثُمً يَسْمَعْ صَوْت سيارَة شُرْطَة في المَسافات البَعيدَة، و بَعْدَ فَتْرَة بَسيطَة يَبْتَعِد الجَمْعُ بِزاوِيَة بَعيدَة مِنْ الجَمْهَرَةِ الكَبيرَة لِيَفْسَحوا المَجال لِضُبَاط شَرِطَة اثْنَيْن لِيَمروا و هُمْ مُمْسِكين بالفَنانَة...و تُقاوِمْ الفَنانَة قَبْضَتَهُم و تَتَلَوًى بَيْن ايْديهُم مُحاوِلَةً الإفْلات و لَكِن بِغَيْرِ فائِدَة لِيَقْتَرِبوا أخيراً مِنْ مِنَصًةِ الجَلْد و يقولوا لِلْجَلاد...
الشَرِطَة : ها هي امانَتَكُم...طَلَبْتُم ان نُحْضِرَها فأحْضَرْناها،
تَصْرُخ الفَنانَة مُتَوَسِلَة : "الرَحْمَة مِنْكُم و مِنْ ظُلْمِكُم!!!"
تَنْظُر الفَنانَة بِعُيون الرَهْبَة الى مِنَصًةِ الجَلْد ثُمً الى الرجل و للآلآىف الغَفيرَة التي تَنْتَظِر لَحَظات عِقابَها، و تَقْتَرِب مِنْ الشُرْطَة و تَرْكَعْ و تُقَبِل ايْديهُم قائِلَة :
الفنانة : ارْجِعوني الى بَيتي و أهلي، الرَحْمَة عِنْد المَقْدِرَة، أنا لم أُخْطِئ بِشَيْئ، أنا كُنْتُ اقوم بواجِبي كَفَنانَة...
ثُمَ تَنْهَضْ مُسْرِعَة الى الرجل و تُمْسِك المايكروفون و تَصْرُخ لِلْناس بإرْتِباك شَديد : انْتُم قومي و اهلي...هَلْ تَقْتُلوني و قَدْ تَرَبَيْتُ وَسَطَكُم و تَقاسَمْتُ رَغيفَ العَيْشِ مَعَكُم بكِلِ يَوْم مِنْ حياتي السَالِفَة؟ انْتُم اوْلاَد عَشيرَتي و دِمائي و لَحْمي فَهَل تَسْلَخوا جِلدي بِهَذِهِ العُقوبَة القاسِيَة؟
تَرْكَع امام الشًعْبِ قائِلَة : أنا ارْضَى بِحُكْمِ ضَميرِكُم فأنا احْبَبْتُ مِصر و صَنَعْتُ ما صَنَعْتُ اكراماً لِمِصر و عُدْتُ مِنْ الحَجْ قَبْلَ فَتْرَة و انا مَغْفورَةُ لي خطايا، أنا مِصْرِيَة مِنْكُم و الفُنون مِهْنَتي و تَعيشْ بِدِمائي ، أنا ابْنَة حُرِيًاتٍ رَعَتْهَا مِصْر مُنْذُ حَداثَةِ الفُنون بها و انْحَدَرْتُ مِنْ عالم العَمالِقَة الذين سافَرَتْ مَعَهُم الأُغْنِيَة و الفِلْم و المُسَلْسَل و زارت كُل البُلدان العَرَبِيَة و كُل البُيوت العَرَبِيَة و انْشَهَرَت مِصر بالعالم بِفُنونِهَا، ماذا فَعَلْتُ لأَسْتَحِق هذا كُلَهُ؟ هل لأنًني قَبًلْتُ فنان بإفلامِ؟ ألا يُقَبِلُ المُتَزَوِج بِكُمْ زَوْجَتُهُ؟ الذي قَبًلْتُه كان يُمَثِل دَوْر زوجي بالفِلْم...ثُمً ما زِلْتُ على ذِمَةِ زوجي و والِدُهُ مِنْ اشْهَر مَنْ لَعِبَ كُرَةَ القَدَمِ بِمِصر، فَلَوْ كُنْتُ خائِنَة لَطَلًقَني، ليَسْ هُنالِكَ رَجُل بِمَكانَةِ زَوْجي الإجْتِماعِيَة يَقْبَل بأنْ تَخونَهُ زَوْجَتُهُ و تَبْقَى على ذِمًتِهِ، لَوْ كُنْتُ فاجِرَة كَما تَدًعون لَكان زَوْجي اوًلَ مَنْ جَلَدني تأديباً لي و طَلًقَني،
يَتَكَرَرُ مَشْهَدُ الصَمْت في المَيْدان لِوَهْلَة مِنْ الزَمان، تَلْتَفِتُ الفَنانَة الى الرَجُل و تَقول :
الفنانة : مَنْ أنْتَ؟
الرجل : أنا احِبُكِ و قَدْ دافَعْتُ عَنْكِ قَبْلَ ان تَصِلي الى المَيْدان، هذا كُل ما يَنْبَغي انْ تَعِرفيه...
يَقْتَرِبُ الجَلاد قائِلًا لِلْفَنانَة : رُبً أخٍ لَمْ تَلِدْهُ لَكِ امُكِ،
يَنْسَحِبْ مَعْ الناس مِنْ المَيْدان،
الفَنانَة بإسْتِغراب و صَدْمَة : لِمَاذا هذا الصَمْت؟ و لِمَاذا لا يَرْبِطُني الجَلاد بالمِنَصَة؟ أنا اكاد لا أُصَدِق...إنًهُ كالكابوس...اشْعُر انًني اعيش مَشْهَدْ مِنْ مَشاهِدْ الثَوْرَة الفَرَنْسِيَة حَيْثُ كانوا النُبَلاء يُرْبَطون لِتُدَقً اعْناقَهُم بالمِقْصَلَة،
يُكْمِلوا الناسَ بالإنْسِحاب بالعَشَرات لِتَبْتَسِم الفَنانَة و يَكْسوا وَجْهَها الراحَة قَليلاً،
فَيَقول الرجل : ايْنَ الذين يَضْطًهِدوكِ؟ فَمَنْ مِنْهُم بلا خَطيئَة فَلْيَكُن أوًلْ مَنْ يَرْجِمُكِ بِحَجَر،
يَقْتَرِبْ الرجل مِنْ المَجْلَدْ و يَتَناوَل فَأْس على مَقْرُبَةٍ مِنْهَا و يَصْرُخ و هُوَ يُكَسِرُها بِغَضَبْ : "فاليُرْبَط فيكي الخائِنْ لِمِصر لا الفنان المُكَرًم بالمِهْرَجانات!!!"
تُكَسًرْ خَشَباتُها لِتَبْدأ بالإنْهيار ثُمً يَصْرُخ : "فاليُرْبَطْ فيكي مَنْ يَخون مِصْر لا الفنان الذي خَدَمَها و رَفَعَ رأْسَها بالمِهْرَجانات الدُوَلِيَة!!!"
تَتَهاوي كُلِيًا لِيَصْرُخ بَعْدَها : يا مَجْلَدُ المَواهِبِ الرَبانِيَة مَكَانُكَ في السُجون حَيْثُ يُعاقَبُ الخَوَنَة و الكُفار لا عِنْدَ مَنْ سَجَدَ بِمَكًةَ و حَجً و طَلَبَ غُفران لِخَطاياه!!! لا يُجْلَدُ الحاج عَليكَ بل الكافِرْ!!!
0 comments:
إرسال تعليق