كنت في الحافلة أثرثر لوحدي والناس صامتون ينصتون فاعتقدت أن كلامي صحيح وأني على صواب وأنهم يشاطرونني الرأي إلا امرأة شذت عن ذلك لأن الموضوع كان عن المرأة....
قالت :ـ هذه المرأة التي تسخر منها وتصفها بأقبح الأوصاف أليست الأم التي أنجبتك؟ وتحملت أشد الألم لأجلك؟
المرأة...أليست الأخت التي لا تختار لك إلا أجود الأفرشة إذا زرتها أو استضافتك؟ بينما أخوك ينغص عليك حياتك وينازعك ويخاصمك من أجل ميراث تافه تركه الوالد!
المرأة هي الجدة التي كنت تجلس في حجرها تستمتع بالحكايات الجميلة والأغاني المسلية ! بينما الجد ينهرك ويطردك قائلا أنك لا زلت صغيرا على أن تجالس الكبار!
ولا أذكر الزوجة فان تحدثت عنها فإن الحديث لن ينتهي....
قلت مقاطعا: ـ أنتن مذكورات في القرأن الكريم...إن كيدكن لعظيم !....
وشرعت تلك المرأة تقهقه ثم قالت : لم أرَ في حياتي رجلا غبيا مثلك...
وغضبت لكني ابتلعت غضبي بينما واصلت هي....
ـ بل كل الرجال جعلوا هذه المقولة معيارا للحكم علينا...ألا تدري أن هذه المقولة جاهلية؟...
ونظر اليها الركاب مستهجنين ، فأدركت أني أقمت عليها الحجة ....
ـ لا تفهموني خطأ...المقولة وردت فعلا في القرأن الكريم...لكن من قالها؟ أليس قطفير وزير الملك المصري في ذاك الزمن الغابر؟ وقطفير كان كافرا ،وعاش في مجتمع جاهلي، ولما قال هذه العبارة لم يكن يوسف عليه السلام قد نشر دعوة التوحيد في مصر.....إذا هي مقولة لا تمثل لا القيم الاسلامية ولا القيم العربية.... حتى كيد زليخة العاشقة كان شيئا يسيرا بالنسبة لكيد الأخوة الحاسدين...وكانوا رجالا وليسوا نساء... وزليخة تابت قبل أن يتوبوا هم...
لم أجد ما أقوله ....
ـ لا تحاولوا القاء اللوم على المرأة وإنما اللوم كله عليكم لأنكم أنتم الذين تحكمون وتصنعون التاريخ وتسنون القوانين وتختارون الزوجات وتلعبون بقلوب النساء العاطفيات....
قلت لها معترفا: ـ نعم كلنا يشترك في المأساة، ونحن نتحمل الوزر الأكبر لأننا دائما نتباهى بالقوة والعقل والذكاء ونحن غير ذلك.. وصفق جميع الركاب....
0 comments:
إرسال تعليق