في التاسع عشر من شهر تشرين الثاني الماضي فارقت حياتنا الشاعرة للي كرنيك ،وهي شاعرة فلسطينية من أصل أرمني، ولدت في طولكرم عام 1939 ودرست فيها ،ثم انتقلت مع أهلها للسكن في رام اللـه حيث اتمت دراستها الثانوية في مدرسة الفرندز للبنات.
عملت للي كرنيك مدرسة في مدارس وكالة الغوث في دير عمار وقلنديا والجلزون وبعد ذلك انتقلت للاقامة في لبنان ثم عادت إلى ارض الوطن وأقامت في رام اللـه وعملت مرة أخرى مدرسة في وكالة الغوث الدولية.
بدأت للي كرنيك حياتها مع الكلمة الأدبية وهي في الخامسة عشرة من عمرها ،وتأثرت في البدايات بالمدرسة الرومانسية وكان لجبران خليل جبران أكبر الأثر في كتاباتها ونصوصها الشعرية.وقد نشرت قصائدها في الصحف والدوريات الأدبية الصادرة في المناطق المحتلة وخاصة مجلة "البيادر" الأدبية .وفي العام 1973 أصدرت ديوانها الأول "على اجنحة القمر" ثم ديوانها الثاني "قطرات شوق فوق رصيف العبور"عام 1978 فديوانها الثالث "شلال الألق".
عانت للي كرنيك الضياع والحرمان ومرارة الواقع في ظل الاحتلال ، ولهذه المعاناة أثر واضح في نفسها وروحها ونتلمس ذلك أثناء قراءتنا لقصائدها ذات الطابع المأساوي الحزين.
وما يميز للي كرنيك هو صفاء شاعريتها وصدق شعورها ومواقفها وأنغامها، التي تنبعث من قلب يعيش آلام الناس وآمال الشعب الذي يناضل من أجل الخلاص ويتطلع لغد أفضل .
والهم الوطني هاجس أساسي في نصوصها، وهي كفلسطينية تترجم الواقع وتختزل المعاناة والأحزان الفلسطينية وتستشرف المستقبل الأجمل . ومن أشعارها قصيدة "بيروت ثمرة الموت والاحتراق" التي استوحتها من معارك بيروت ومجازر تل الزعتر..فتقول:
بيروت هناك.. بلا ربان..
والماء تحجر في النبعة ..وتحجر
في عين الرمان..
تحجر ملء عيون الشعب الثائر
في تل الزعتر .. نار ودخان عند السور
وراء تلال الرمل.. وعند سياج
النبع وخلف الحقل،
وأكف الأطفال تحدى الظلمات
تناضل ليل الشرق
تناضل حتى الفجر العارم في وجه الأحداث
ووجه الريح الغربية ،
... وارتاح الحزن على اهداب عيون
الكون.. تمطى الجوع بجوف بطون
الربع .. وسال نجيع قلوب الشعب
يروي الوطن الظامئ .. منذ سنين
القحط الأزلية!
للي كرنيك شاعرة جمعت الى موهبتها الشعرية ثقافة أدبية مكنتها من انضاج تجربتها الشعرية وتطويع اللغة وتفجير طاقاتها الدلالية ، وحملت صليبها ولم تواصل الجلجلة.
عملت للي كرنيك مدرسة في مدارس وكالة الغوث في دير عمار وقلنديا والجلزون وبعد ذلك انتقلت للاقامة في لبنان ثم عادت إلى ارض الوطن وأقامت في رام اللـه وعملت مرة أخرى مدرسة في وكالة الغوث الدولية.
بدأت للي كرنيك حياتها مع الكلمة الأدبية وهي في الخامسة عشرة من عمرها ،وتأثرت في البدايات بالمدرسة الرومانسية وكان لجبران خليل جبران أكبر الأثر في كتاباتها ونصوصها الشعرية.وقد نشرت قصائدها في الصحف والدوريات الأدبية الصادرة في المناطق المحتلة وخاصة مجلة "البيادر" الأدبية .وفي العام 1973 أصدرت ديوانها الأول "على اجنحة القمر" ثم ديوانها الثاني "قطرات شوق فوق رصيف العبور"عام 1978 فديوانها الثالث "شلال الألق".
عانت للي كرنيك الضياع والحرمان ومرارة الواقع في ظل الاحتلال ، ولهذه المعاناة أثر واضح في نفسها وروحها ونتلمس ذلك أثناء قراءتنا لقصائدها ذات الطابع المأساوي الحزين.
وما يميز للي كرنيك هو صفاء شاعريتها وصدق شعورها ومواقفها وأنغامها، التي تنبعث من قلب يعيش آلام الناس وآمال الشعب الذي يناضل من أجل الخلاص ويتطلع لغد أفضل .
والهم الوطني هاجس أساسي في نصوصها، وهي كفلسطينية تترجم الواقع وتختزل المعاناة والأحزان الفلسطينية وتستشرف المستقبل الأجمل . ومن أشعارها قصيدة "بيروت ثمرة الموت والاحتراق" التي استوحتها من معارك بيروت ومجازر تل الزعتر..فتقول:
بيروت هناك.. بلا ربان..
والماء تحجر في النبعة ..وتحجر
في عين الرمان..
تحجر ملء عيون الشعب الثائر
في تل الزعتر .. نار ودخان عند السور
وراء تلال الرمل.. وعند سياج
النبع وخلف الحقل،
وأكف الأطفال تحدى الظلمات
تناضل ليل الشرق
تناضل حتى الفجر العارم في وجه الأحداث
ووجه الريح الغربية ،
... وارتاح الحزن على اهداب عيون
الكون.. تمطى الجوع بجوف بطون
الربع .. وسال نجيع قلوب الشعب
يروي الوطن الظامئ .. منذ سنين
القحط الأزلية!
للي كرنيك شاعرة جمعت الى موهبتها الشعرية ثقافة أدبية مكنتها من انضاج تجربتها الشعرية وتطويع اللغة وتفجير طاقاتها الدلالية ، وحملت صليبها ولم تواصل الجلجلة.
0 comments:
إرسال تعليق