ديواني القادم/ أسعد البصري

كنت أتمنى ديوانا يحدث نقلة كالنقلة التي أحدثها ديوان أنشودة المطر للسياب ، وأغاني مهيار الدمشقي لأدونيس ، و حزن في ضوء القمر ل محمد الماغوط ، و الأخضر بن يوسف ل سعدي يوسف ، و ديوان (( لن )) لأنسي الحاج ... ديواناً مختلفاً للتأسيس لا للتكديس ، يكون الشعر فيه أفقا لا نفقا ، إضافة للإنسان والعالم لا إضافة للنقصان و القبح .
العالم الذي نحن فيه مجهول تماماً رغم ادعاءاتنا العلمية . الشعر هو الذي يحدد موقعنا في الوجود ، يرسم لنا خارطة متكاملة للمعنى . خصوصا حين يكون الوجدان هو وجدانا عراقياً . السلطة سيطرت على كل شيء حتى الحزن والله والأئمة والتاريخ .. بقي نوع واحد هو الشعر لأنه لا يمكن أن يوجد بنسخته الأصلية إلا في الفضاء الطلق والحرية .
نعم السلطة تحاول بشكل مباشر أو غير مباشر ملء الفراغ بالفراغ ، لكن هناك على الدوام أخطاء بشرية يخرج منها شاعر حقيقي ، يفلت من التطويق والحتمية القهرية لغياب الإفصاح عن الإنسان العراقي . الشعر لا يحتاج أساتذة هذا الحوار بيني وبينك رغم بساطته أهم من حوار المشايخ الكبار لأننا نتدفق مع دقات قلب اللغة . ثم أن الشاعر لا يحتاج إلى دعاية مشابهة لدعايات الأحزاب والفياغرا والهجرة إلى كندا .
لقد كنتُ بحاجة إلى دواء كهذا
الحرارة و جفاف الفم والعجز عن مفارقة السرير
كان ذلك ضروري لأتذكر مرة أخرى
بأنني ما جئت إلى هنا من تلقاء نفسي
وأن هذا الذي بعثني قال :
اكتب ما تستطيع
اكتب ذلك الكلام الذي لا يعرفه سواك