يندلق البوح و ينفلت من قبضة الاختناق/ اشراف شيراز


واقف هناك...ظلي يتلحف بالعراء و يتآمر علي....... هكذا أنا الآن ...مثل نهر غارق في شمسه....حد الحصى... مثل سراب عند اكتمال العطش... يأكل أوهامه و يمضغ كذبته في المهارق... ويختنق بالرمل...

أنا النائم في غفلة حين استيقظت على سواكِ... مستلقيا على الوحل...آثامي تشير إليكِ ... ووقاحتي تتبدد في الندم... وأرسم على جسد غيابك جرح قان يمتهن النزف...

حين كنت من العقلاء في الماضي القتيل...اعتبرت الاخلاص لإمرأة إهانة للذات... فما كنت أطلب عوضا عن ضميري التالف في عمائه التام... حينها كانت تقتات حريتي من سباته... كنتُ آنذاك بين الأغنيات كنغم مارد... كعكازة تهش في كل اتجاه...

هكذا يمكنني وصف سنوات عمري المكتظة بالعثرات و بحماقات تعوي في كل ليلةِ من ليالي قمركِ التمام... متعبـة... واهنـة.... بالكاد تحمل على ظهرها أثقالي... من بعدك طالتني العواصف حتى كلَّتْ....
أما آن أن نمزق مناديل البكاء...أن نشعل جذوة اللقاء...أن نمتنع عن الذبول...
أما حان أن تستفيق على نورك...الصباحات...يميط ضياءك أذى الصمت الباهت من حنجرة الهديل...

ذاكرة جســــدي... مبتلة بك لا تجف... قطيع من القشعريرة...حنجرة لا تتعرى من همساتك...يقين الألم...أجراس...أمواج من شعرك الغجري...عطر مساماتك...يراودها جريانك في الدم...قوافل خطواتك في الشريان...ورقصاتك على أطراف أصابع سعادتك.. في الركن المتسع لطيرانك...هنا في الخافق...

كم انتِ...مغروسة فيها...لا عواصف بعثرتك...وتضاريسك لم تتعرض لعوامل التعرية إلا في مخيلتي....تتلحفين بي و كلي يتآمر على مفاتنك..

ذاكرة جســــدي...سبابةٌ تشير إليكِ... كعشبٍ يشْكُو عطشهُ للريح...في صيفك الأكثر حرارة كنت فيكِ قبلة مبللة ..انهمرتْ في عطشك المارد كل الهطول...قولي متى ...متى...متى تعودين ...و.نكون في ابتهال إثنين...وسجدة تطول

ماجستير في ادارة الأعمال
تونسية الجنسية
كاتبة مقالات...شعر و رواية
مذيعة و معدة برامج تلفزيونية

CONVERSATION

0 comments: