معلم المحبة/ محفوض جروج

يحتفل العالم بعيد القديس الإيطالي فالنتاين في الرابع عشر من شباط ، هذا القديس الذي تحول إلى أسطورة يتداولها الناس ، ويحتفلون بها في احتفالات صاخبة إحياء لذكرى هذا القديس الذي دفع حياته ثمنا ً للدفاع عن الحب النبيل الطاهر ، والإعلاء من شأنه كقيمة إنسانية أروع وأسمى .
هذه الذكرى غير موجهة لفئة معينة من الناس ، ولا لانتماء معين ، أو عرق أو جنس أو أمة بعينها ، بل هي موجهة لجميع بني البشر ، لأن الحب هو الحاجة الأساسية للإنسان في أن يكون محبا ً ومحبوبا ً، فمن الحب تنبع سائر العواطف الإنسانية التي تجِّمل الحياة وتجعلها بهية مشرقة وجديرة بأن تعاش ، لذلك فإن بولس الرسول بعد أن تحدث عن بعض القيم الأساسية قال: (( على جميع هذه البسوا المحبة التي هي رباط الكمال )) .
لأن المحبة هي الحاجة الملحة التي يكون لها التأثير الكبير على بقية الحاجات النفسية .
فكيف تكون الحياة يا ترى إن لم نجد فيها قلبا ًمحبا ًيحنو علينا ، وصدرا رحبا ً حنونا ً نتجه إليه بمشاعرنا ؟ ! .
لا شك بأنها سوف تصبح صحراء قاحلة موحشة لا تطاق ، فالحب هو البلسم الشافي لداء كل البشر ، ولكن مع الأسف : البشر هم من تعدوا عليه ، لأنهم لا يعيشون إلا على العداوة والكراهية ، وليس على المحبة والسلام ، على حب القوة وليس على قوة الحب .
ليتنا نعيِّد بمحبة تنمو وتزداد يوما ً بعد يوم نستمدها من أعظم معلمي المحبة ، الفادي الذي أحبنا إلى المنتهى ، وأسلم نفسه لأجلنا .

محردة –

CONVERSATION

0 comments: