مسرحية الملح الفاسد 2/ نبيل عودة

الحالة الثانية- تجلي الزمن السيئ

نظرة من الداخل
(نفس المكان، سوى أن تغييراً قد جرى على لون الدير إذ أصبح اللون ربع أبيض كما كان في الحالة الأولى، وثلاثة أرباع رمادي، أي أن اللون الرمادي حل مكان اللون الأسود، مع بقاء بقع سوداء صغيرة وواضحة عبر اللون الرمادي، ولا بأس من بعض البقع البيضاء أيضاً.
مع فتح الستار، يكون المسرح خالياً، وموسيقى جنائزية تعزف ببطء وتقطع... ضحكات صاخبة تسمع من القسم الأبيض... في ذا الجو يبدأ الرهبان السود بدخول المسرح واحداً بعد الآخر، شديد. ينتشرون فوق خشبة المسرح بأشكال هندسية مختلفة... الإذلال باد على وجوههم وهياكلهم... تمضي لحظات صمت لا تقطعها إلا ضحكات الرهبان البيض من الخارج، والموسيقى الجنائزية المتقطعة... وفجأة تسمع قرعة صنوج قوية جداً، تتوقف بعدها الموسيقية الجنايزية ومختلف الأصوات الصادرة من الخارج، تمضي لحظات صمت، ويكون الضوء أزرق خافتاً).

******
راهب أسود- (من وسط المسرح – صارخاً) وماذا بعد؟
لا تبدو في الأفق نهاية
والزمن يصبح أكثر سوءاً....
والصمت مريب ورهيب
والقهر قاتل
(رئيس الدير من الخارج - يرافقه اللحن الجنائزي المتقطع)
((فقام أيوب، ومزق جبته، وجز شعر رأسه، وخر على الأرض وسجد ... ))
(يدخل رئيس الدير، تتوقف الموسيقى الجنائزية، يجيل أنظاره بالرهبان السود، ويستمر: )
رئيس الدير- وقال أيوب: ((عريانا خرجت من بطن أمي،
وعرياناً أعود إلى هناك،
الرب أعطى والرب أخذ))
مبارك أسم الرب...
فأقبلوا يا أبنائي بما وهبكم أياه الرب،
إن الرب لا ينسى عباده
سيمنحكم ملكوته في السموات،
وليكن أسمه مباركاً..
وإلى أبد الآبدين
وليغفر لكم ذنوبكم
ويدخلكم فسيح جنانه
(يخرج)
الرهبان البيض- (من الخارج)
مبارك أنت أيها الرب،
مبارك أنت..
عادل أنت أيها الرب
عادل أنت...
لتكن مشيئتك هي الأعلى
ليكم مجدك فوق كل مجد
أنت لنا ونحن لك
وإلى أبد الآبدين..
أنت لنا ... أنت لنا ...
فلا يخف اتباعك أبداً...
راهب أسود- إني أشم رائحة الحرب في نشيدهم.
كلمة الرب في غنائهم هي بديل للحرب
أني أكاد أسمعهم يقولون:
راهبان أسودان- (يشتركان مع الراهب السابق)
مباركة أنت أيتها الحرب
مباركة أنت،
عادلة أنت أيتها الحرب
عادلة أنت
لتكن مشيئتك هي الأعلى
ليكن مجدك فوق كل مجد
أنت لنا ونحن لك...
وإلى أبد الآبدين..
أنت لنا... أنت لنا ...
راهب أسود- كنا نذل أنفسنا
كي نرى ابتساماتهم
راهب أسود- كانت صلبانهم بنادقهم
يوم كانت صلباننا محاريث
راهب أسود- عبأنا رؤوسنا بالكلام
يوم عبأوا خراطيشهم بالرصاص
راهب أسود- قالوا لنا الحق هو حق الرب
وأخذوا الرب منا
راهب أسود- حولوه إلى ملكية خاصة
إلى منطقة مغلقة ممنوع التوغل فيها
راهب أسود- (يخاطب الجمهور)
يلوح لي عذاب مرير
في أيام قادمة..
ونحن نواصل العويل
ونواصل الكلام
ونغرق في الأحلام
وأنتم...؟!
أجل أنتم..
ترى هل تغيرتم؟
راهب أسود- (للجمهور)
هل أستطاع الزمن أن يكشف لكم حقائق
ما جرى وما يجري؟
راهب أسود- ( للجمهور)
هل تدرون من أين تهب الريح؟
ومن أين تبدأ العتمة؟
راهب أسود - (للجمهور) العتمة
متى تنتهي العتمة..؟
وتخرجون لضوء الشمس؟
راهب أسود- هلموا نفعل شيئاً
كي لا نزيد العلقم
مرارة
في أفواهنا...
راهب أسود- أصبحنا بلا حق
ونحن أصحاب الحق
وأصبحنا بلا دير
ونحن أصحاب الدير..
ولا زلنا نعول على الكلام
والشكوى..
والبكاء..
والأحلام
راهب أسود- لا أمل بلا ذل
لا حق بلا عطاء
لا اخلاص بلا ثمن
راهب أسود- لتكن مشيئتك معنا أيها الرب
خلصنا... خلصنا...
أعد إلينا حقاً
ولا تقس علينا
راهب أسود- أغفر لنا ذنوبنا
راهب أسود- هبنا مدد من رضائك
نفحة من رحمتك
مسحة من حنانك
وخلصنا.
راهب أسود- كيف يقدرون أن يتكلموا بالصالحات
وقلوبهم تنطوي على الشر؟
كيف يتكلمون عن الإيمان
ونفوسهم مليئة بالضغائن والأطماع؟
راهب أسود- (متوجهاً للسماء) هبنا الخلاص من مبصرين ولا يبصرون
وسامعين لا يسمعون
فاهمين ولا يفهمون
راهب أسود- إلهي.. إلهي هبنا خلاصا أبديا
راهب أسود- قال عمر بن الخطاب للمرأة أن تضيف لصلاتها
شيئاً من القطران إذا أرادت شفاء بعيرها..
(بإنكسار)
نحن نصلي ليل نهار..
أما خلاصنا فيحتاج إلى القطران
ونحن لا نملك القطران
راهب أسود- ولماذا لا نملكه؟
راهب أسود- مبارك أنت أيها القطران
مبارك أنت
راهب أسود- لم نكن بحاجة إليه..
راهب أسود- قطراننا يملأ أعماقنا
قطراننا تكاتفنا
تعاضدنا
قطراننا صوتنا المجلجل في البراري والوديان..
في السهول والبطاح..
صراخنا المدوي في الأرض والسماء...
قطراننا فينا إذا عرفنا ما نريد.
راهب أسود- أخشى أننا لا نعرف كيف نستعمله
فمنذ فتحنا أعيننا على الحياة لم نجربه
لم نفكر به
راهب أسود- لم نستعمله خوفاً من غضب الرب
الذي قال على لسان أبنه
((أحبوا لأعينكم
أحسنوا إلى مبغضيكم)).
فكيف يستوي هذا الأمر مع القطران؟
راهب أسود- نحن لن نستعمله إلا خدمة للرب
وإعلاء لشأنه.
راهب أسود- أنا في شك مما نرمي إليه
فنحن لم نتعلم غير الصلاة
وخدمة الرب
حتى نضمن الجنة
يوم تجيء الساعة
وتقوم القيامة
فإيانا من السقوط في رجس الخطية
ومعصية الرب
راهب أسود- نحن نملك الرب أيها الأخوة
فلا تنخدعوا بافترائاتهم
وهو قادر، إذا ما تبنا
على تحقيق العدل
وإزهاق الباطل..
فهلموا نطلب الغفران
ونقدس اسمه
هلموا نهلل لمجده
ونترك أمرنا في يده
أنه رب الكون
يمهل ولا يهمل
هو العلي القدير
الآمر الناهي
الجبار المتمكن
راهب أسود- نحن نملك الرب أيها الأخوة
وهو قادر إذا ما تبنا
وطهرنا نفوسنا..
راهب أسود- (مقاطعاً) وما هي خطيئتنا؟
ولماذا هذا الإصرار وكأننا أشقياء؟
راهب أسود- هلموا نطلب الغفران
ونترك أمرنا في يده
راهب أسود- أكاد أعجز عن الفهم
ربما لم أعد أدري ما تعنيه كلمة الرب؟
هل من مفسر لمعناها؟
كاشفاً لفحواها
لعل وعسى نفهم ما غفلنا عنه؟
راهب أسود- سلاسل...
ثم سلاسل...
ثم سلاسل!!
راهب أسود- لنعطي حق الفعل لأيدينا
لنعلي شأن العمل ونقدسه
راهب أسود- لتكن أيها الرب شاهداً
بأننا لا نكره أحداً
ولا نطلب حق أحد
هو حقنا ما نطلب
وهذا لا يتحقق بالصلاة لوحدها
وإنما بالإرادة أولاً
وبالفعل ثانياً
راهب أسود – (يتقدم حتى يواجه الجمهور)
هذا العالم ... الويل لهذا العالم
كل ما فيه مقلوب.. مقلوب..
يا سادة
ملعون هذا العالم!!!
الكذب يحركه من أقصاه إلى أقصاه
أما الصدق فصار أغنية عن الأمنيات
رئيس الدير- (من وسط الجمهور)
باسم الأب والابن والروح القدس
اله واحد آمين..
ملعونة أنت أيتها الأرواح الشريرة
ملعونة أنت أيتها النفوس الخائنة
ملعونة أنت
ملعونة
إن من يؤمن بالرب
عليه أن يقبل تجربة الرب به
فليتبارك أسمه..
(يصعد للمسرح- يعزف اللحن الجنائزي، يواصل)
وليتمجد ذكر الرب
يا أبنائي...
في تلك الليلة العظيمة..
وبينما أنتم هاجعون لا تدرون من أمركم شيئاً
فإذا بضوء من السموات يشع في غرفتي
وصوت عظيم يأمرني: أقترب إلي
فخرجت من العتمة
وخررت ساجداً لنور الرب
قدست اسمه..
وصحت من الأعماق
(يصعد فوق المصطبة التي في وسط المسرح)
مبارك أنت أيها الرب حيثما كنت
مقدسون أنبياؤك ورسلك
مقدس أسمك، مقدس أسمك، مقدس أسمك
مقدس إلى يوم القيامة
(ينزل)
يا أبنائي..
يا أخوتي بالرب
قال الرب كلمتة في تلك الليلة العظيمة
وبعث نوره برهاناً قاطعا
تلك هي مشيئته في علاه
فليتمجد اسمه ألف تمجيد
فمن يعصي مشيئته؟
من يقف في سبيلها؟
من ينقضها؟
من يرفض تجربة الرب به؟
ألم يمتحن قلبكم إبراهيم في وحيده وقرة عينه
أسحق؟
فلننشر اسمه المقدس في الآفاق
ولنرتل لمجده الأبدي
أني لا أفعل إلا ما يأمرني به الرب
فكونوا لي عوناً في تحقيق كلام أنبيائه
وإقرار حكمته
(يخرج ويواصل كلامه من الخارج)
ولا تنقضوا مشيئته أبداً، حتى لا يلعنكم إلى
أبد الآبدين
ويحرقكم في نار جهنم.
الرهبان البيض- (من الخراج، سوية) آمين.
راهب أسود- هل فهم أحدكم شيئاً؟
راهب أسود- أجل
راهب أسود- ماذا فهمت؟
راهب أسود- أما أن نكون أو لا نكون
راهب أسود- ما جديد في ذلك؟
راهب أسود- أخشى أن الطبخة تطبخ والزمن لا يرحم
راهب أسود- إذن لنفعل شيئاً بدل هذا الضياع والتمزق
بدل الوجل والتردد
راهب أسود- علينا أن نصمد حتى الموت.
المساعدة السوداء- (من الخارج)لا..
(تدخل) لا..
بل لنقل صموداً حتى النصر.
مجموعة رهبان سود: - حتى النصر!
راهب أسود - النصر؟
من يعطينا النصر؟
صلباننا الخشبية..؟
أم جوعنا القاهر؟
أم ضياعنا وتشتيتنا؟
أنا شخصياً لا أعلم
(يخاطب الجمهور) ترى هل يعلم أحدكم كيف يُحقق النصر؟
راهب أسود - أيها الأخوة لنهاجر
فنحن لا نملك من وسائل الدفاع...
إلا كلمات بليغة حزينة الإيقاع
ودموعاً حارة جياشة دافقة
بينما الحق ينزوي دائماً الى الجانب
أمام السيف المسلول
فماذا نفعل في هذا المكان
الذي لم يعد لنا به مأوى.؟
راهب أبيض - (مطلاً من نافذة من نوافذ المدير)
نذكركم أن تكاليف السفر، جاهزة لمن يرغب...!
(يخفتي)
راهب أبيض - - (مطلاً من نافذة أخرى)
ونزود المسافرين برغيفين ومطرة ماء... وحذاء
ليتخلصوا من الجوع والعطش،
ووعث الطريق.
وبصورة مشتركة للأنبياء والرسل..
كي يحفظوها للأبناء.
تذكروا ولا تنسوا
عرضنا الكريم مفتوح
(يختفي)
راهب أسود - الموت هنا أعز على نفسي من نعيم في مكان آخر
راهب أسود - لو كان هناك بصيص من نور
أو لمسة من حنان الرب
لدعوتكم للبقاء
أه لو كنتم معي
ورأيتم الرئيس الذي يخدرنا بكلماته
كيف كان يحدثهم ضاحكاً
أولئك المتمتعين بحقنا...
قائلاً لهم:
بأن الله قد ظهر له
وأمره أن يعدهم بالدير نيابة عنه
لأنهم أخلص أبنائه
وأقربهم الى قلبه
وأحبهم الى نفسه
فهم رافعوا لوائه في كل الأرض
ومنفذوا رغباته
وحاموا إرادته
وحراس دربه نحو المجد
المساعدة السوداء - صدقوني
ان مفهوم الرب
أصبح مستعصياً على فهمي
فأنا بت لا أصدق الرئيس
ولا أعتقد بقدسيته
وأكفر بعدالته...
ولا أصدق إطلاقا
إن الرب يظلم أبناءه
(حتى لو كانوا أشراراً..)
فما بالكم بمؤمنين مثلنا؟
أوقفوا حياتهم على فعل الخير؟
الرب هو المحبة
هو الداعي على لسان ابنه.
إلى التسامح والتصافح.
فكيف يندمج الحب بالظلم
والخير بالحرمان؟
راهب أسود - إن الرب والظلم نقيضين
الرب صنو المحبة
المساعدة السوداء - الظلم أبعد ما يكون
عن أفكار التسامح الربانية
راهب أسود - سنبقى ندور في حلقة مفرغة من الكلام
الأجوف
حتى نخطو الخطوة الأولى بجرأة
ونقر بصوت مرتفع...
أمام العالم،
وأمام هذا الجمهور
إن الرئيس كاذب
وإن الرب الذي يدعونا لطاعته
هو رب مشوه
هو رب كاذب
ولينقل الواشون كلامنا
الى أصحاب نعمتهم
فلم يبق لنا ما نخسره
ولم يبق لنا ما نخاف عليه.
المساعدة السوداء - حتى إنسانيتنا يغبطوننا عليها
وكأنها هبة منهم؟!
راهب أسود - لنتمتع بالجرأة ولو مرة واحدة
ولنصرخ بملء أفواهنا
وبكل الغضب المتفجر في الصدر
كفى! كفى!
لقد طفح الكيل!!
راهب أسود - وإني أقول باسم الحق
إن ما يدعيه الرئيس
من نور الهي قد ظهر له
أو نبؤة قد نزلت عليه
هو كذب واضح
فالصرخات التي سمعتموها في تلك الليلة هي صرخاتي.
راهب أسود - ربنا لا تزغ قلوبنا
بعد أن وهبتنا حلاوة الإيمان
راهب أسود - رب تمم بخير
راهب أسود - وما الضمانة إننا على حق؟
فأنا ما زلت راسخ الإيمان
بأن الرب سيعلي في النهاية
إرادة المخلصين الحقيقيين...
فلنصل له..
ولترتفع ابتهالاتنا للسماء
بحرارة وصدق
عله يسمعنا
فيرى ما يرى
ويعلي مشيئته العادلة
فوق الجميع
وينصر الحق ضد الباطل
راهب أسود - لنمنحه فرصة أطول
عساه يعيد تقييم موقفه
فيقف مع الحق ضد الباطل
فإن الباطل زهوق دوماً
راهب أسود - لن يجدينا الانتظار
الا خسارة أكبر...
ولن يكون للصلاة فعل
الا تخديرنا من جديد
فنحن لم نعد نعرف
لأي رب نصلي....
نكره رب الرئيس
ونجهل وجود رب غيره
المساعدة السوداء - أنا لم أعد أؤمن
بأن الرب يفعل كل شيء
بل الإنسان يفعل
والرب يحكم...
فليكن فعلنا بحجم نيتنا
ولتكن ضمائرنا هي المعيار
راهب أسود - ما ينفعنا ضميرنا وحماسنا
ما دمنا لا نملك الوسائل؟
وهم بمشيئة الرئيس
يملكون كل ما يلزمهم
لقمعنا...
وفرض ارادتهم علينا
راهب أسود - هل نصمت اذن؟
هل نتمزق؟
راهب أسود - كيف نصمت
والسكين فوق رقابنا؟؟
كيف نصمت والعذاب يشملنا؟
كيف نصمت والقهر يمزقنا؟
مجموعة رهبان سود - (يواجهون الجمهور)
ملعون هو الصمت
ملعون هو الصمت
ملعون هو الصمت
وملعون هذا الزمن
الرهبان السود - (سوية)
لا صمت بعد اليوم
لا صمت أبداً
المساعدة السوداء - نحن يا إخوتي لم نصمت أبداً
ولكنا خدعنا بكبارنا
أخافونا من غضب الرب
فبتنا بلا حول
وبات الدير لنا بالاسم
ونحن لا نملك حتى أنفسنا...
راهب أسود - لنقاتل بكلمة الحق
لنقاتل بأظافرنا
لنتقاتل بوحدتنا
راهب أسود - ومن يسقط
مقدس هو عند الرب
مجموعة رهبان بيض - (من الخارج)
ملعونون، أنتم أبا عن جد
هكذا قال الرب
(يظهر عدد من الرهبان البيض في معظم نوافذ الدير، متأبطين بنادقهم).
الرهبان البيض - (سوية)
نقترح عليكم السلام
والايمان بالرب
(يتجمد الرهبان السود في أماكنهم بلا حراك. يدخل الرئيس ووراءه المساعدة البيضاء تحمل باقة ورد)
رئيس الدير - (ينظر بوجوه الرهبان السود، ويبتسم. يتناول باقة الورد).
باستطاعتك أن تتحدثي يا حلوتي
فنحن في خلوة...
لا يسمعنا الا الرب وحده
وهو ربنا كما تدرين
(يشمشم الورد حين تتكلم المساعدة البيضاء)
المساعدة البيضاء - أيها المبجل.
يا صاحب الفضل
بعثني اخوتي اليك
حاملة تعابير الخشوع
ناقلة معاني الشكر والامتنان
مجددة قسم الخضوع والحب
لشخصكم المقدس
مجددين لك العهد
أن نكون أخلص لك
من أصابع اليد
مستعدين دوماً
في كل مكان
وفي كل زمان
لتحقيق رغباتك المقدسة
وحماية عرشك
كي لا يغرب نور الشمس عنه أبداً
ونسأل الله العلي القدير
أن ينير طريقك دوماً
وأن تبقى هامتك منتصبة
وجبينك مزداناً دوماً
بأكاليل الغار..
وسنكون حرساً لدربك المظفر
من الأوباش
وقطاع الطرق
فامنحنا بركتك
ومدنا برضاك
وهبنا من قوتك قوة،
الرهبان البيض - (يشرعون بنادقهم باتجاه الرهبان السود في وضع الاستعداد لإطلاق النار. يزعقون سوية)
آمين....

ستار
(كتبت المسرحية عام 1970 ونشرت بحلقتين في محلة "الجديد" الحيفاوية وصدرت في كتاب عام 2001 )

CONVERSATION

0 comments: