السؤال الكبير والجدي الذي يفرض نفسه بعد غزوة حزب الله لجامعة اليسوعية في الأشرفية، وهي جامعة مسيحية وتقع في قلب المنطقة المسيحية هو: لماذا يفشل طلاب بيئة حزب الله، وكذلك محازبيه والمحسوبين عليه من أبناء الطائفة الشيعة الكريمة الذين هم واقعين تحت سلطة وهيمنة الحزب من الاندماج مع كل الشرائح اللبنانية فهم يخاصمون السنة والمسيحيين والدروز ليس فقط في الجامعات، بل في مناطق السكن المشتركة في عالية والشويفات وجبيل والمتن الشمالي والمتن الجنوبي وصيدا وبعبدا والجنوب وبيروت وغيرها من المناطق؟
السبب كما نراه هو عقلية الحزب الذي ينمي ويقوي ويشجع التعصب والتمذهب، إضافة إلى الورم الكياني والسلاح والمال وتشريع ثقافة مد اليد أي القوي يأكل الضعيف (شرعة الغاب) من خلال الفوضى والغزوات وممارسة كل ما هو غير قانوني وتغييب الدولة وعدم احترام الآخر. من هنا حزب الله أمسى خطراً على الطائفة الشيعية نفسها، كما هو خطراً قاتلاً على باقي الشرائح اللبنانية.
بالواقع المعاش في لبنان لم يعرف العالم لا الحديث ولا الغابر وضعاً شاذاً وشيطانياً وإرهابياً مشابها للوضع اللبناني الحالي الذي يفرضه على وطن الأرز وشعبه جيش إيران الإرهابي الذي هو حزب الله تحت رايات نفاق المقاومة ودجل التحرير، وخزعبلات محاربة إسرائيل في حين هو يمارس كل أنواع الإجرام والإرهاب والبلطجة والاغتيالات والخطف والغزوات وتهريب وتبيض أموال وتزوير أدوية وتصنيع مخدرات والابتزاز والسرقات وفرض الخوات والفساد والإفساد والخ.
هذا الجيش من المرتزقة والطرواديين حول لبنان إلى ساحة لحروب محور الشر الإيراني-السوري ومعسكراً لملالي إيران وعن طريق البلطجة والغزوات أخصى الدولة اللبنانية وقواها العسكرية وأفرغ مؤسساتها كافة واخترقها وهمشها حتى أمسى بلدنا الحبيب دولة مارقة وفاشلة.
حزب الله لا يهمه لا أمن ولا لقمة عيش ولا كرامة المواطن اللبناني وها هو يقوم بغزوة جديدة غبية للجامعة اليسوعية في الأشرفية سوف تصيب بإضرارها المدمرة التعايش والأمن والسلم الأهلي.
يبقى إن الوضع لم يعد يطاق وبات من الضرورة القصوى والحتمية أن يرفع قادة 14 آذار قضية الاحتلال الملالوية والإرهابية إلى الأمم المتحدة والعمل على إعلان لبنان دولة مارقة وفاشلة وترك مجلس الأمن طبقاً للقوانين المرعية الشأن استلام لبنان عسكرياً لإعادة تأهيله حتى يصبح مرة جديدة قادراً على حكم نفسه.
كفى 14 آذار وخصوصاً المسيحيين السياديين تغنياً بسلاح مواقف فهو شعار لا يعيره حزب الله أية أهمية لأنه لا يفهم غير لغة القوة والبلطجة وعرض العضلات. غزوة حزب الله لجامعة اليسوعية لن تكون الأخيرة بل سيكررها طالما أن القوى المسيحية السيادية لا تتصدى له بما يردعه دون الاعتماد على الدولة المعطلة والمغيبة والمرتهنة والتي هي رهينة لهذا التنظيم الإيراني الإرهابي.
من يخاف حزب الله من قادة لبنان ومسؤوليه ويخضع لإرهابه هو شريك له في كل إجرامه وارتكاباته وبالتالي هي جريمة بشعة ضد المواطن اللبناني وبحق لبنان الكيان والحريات والتاريخ والرسالة والشهداء، وجريمة يرتكبها كل سياسي ومسؤول ورجل دين ومواطن لبناني في حال استمر دون انتفاضة لكرامته وتابع خوفه المذل والمهين من حزب الله والخضوع لإملاءاته الملالوية الإيرانية.
هذا الحزب كما هو حال كل أقرانه من الأصوليين والإرهابيين وجماعات ثقافة رفض الآخر وشرعة الغاب لا يحترم من يخضع له ويخاف من إرهابه والتهديدات، بل على العكس تماماً يحتقره ويذله ويستعبده ولنا في صغر وتبعية وصبيانية مكونات 8 آذار خير مثال. في الواقع لا يمكن لحزب الله أن يفعل أكثر مما فعل من ارتكابات وإجرام وبالتالي بات مطلوباً من السياديين اللبنانيين مواجهة هذا الجيش الإيراني وإفهامه وإفهام أسياده أن لبنان لا يستسلم لمحتل أو يركع لمجرم ونقطة على السطر.
0 comments:
إرسال تعليق