هذه الجامعة المسماة بالعربية زوراً وبهتاناً،وهي أضحت صهيونية اكثر من الصهيونية نفسها،لم تكن في يوم من الأيام البيت الجامع والموحد للأمة العربية والمدافع عن قضاياها وحقوقها،والمعبرة عن هموم ونبض شعبها وشارعها العربي،وكانت في أغلب الأوقات ساحة من ساحات الصراعات والسجالات بين المحاور المختلفة فيها(معسكر قوى المقاومة والممانعة ومعسكر الإعتدال العربي)،وقبل كل قمة عربية،كانت تجري مصالحات بين اقطابها المختلفة بطريقة عشائرية"تبويس لحى"،وفي جميع الحالات لم تخرج في مواقفها وقراراتها،المتعلقة بالإعتداءات على الدول الأعضاء فيها او التعدي على سيادتها،او حقوقها عن بيانات الشجب والإستنكار والإدانة او الشكوى والإستجداء على عتبات المؤسسات الدولية،من اجل إستصدار قرارات موقوفة التنفيذ،تبقى رهينة وحبيسة الأدراج والملفات،وبقي هذا حال جامعة الدول العربية،حتى جاءت مرحلة "كامب ديفيد"،حيث إتخذت قرارات بمقاطعة النظام المصري انذاك على خلفية توقيعه إتفاقيات "كامب ديفيد" مع دولة الإحتلال الصهيوني،وجرى نقل مقر جامعة الدول العربية من مصر إلى تونس،ولكن المقاطعة لم تكن فعلية،بل مشيخات النفط والغاز ودولة الممر(الأردن)،كانت تعمل على تفريغ قرارات الجامعة العربية من مضمونها،حتى جاءت الحرب العدوانية على العراق التي شنتها أمريكا والحلف الإستعماري الأطلسي،حيث تمكنت مشيخات النفط الخليجية وانظمة التوريث الديكتاتورية،وبالذات نظام مبارك البائد،من السيطرة على الجامعة العربية،ولينتقل دورها من الشجب والإدانات اللفظية،لكل ما ترتكبه القوى المعادية من مجازر وتعديات على أراضيها وشعوبها وحقوقها إلى إصطفاف علني مع القوى المعادية ضد قطر عربي عضو فيها،والمشاركة في عملية العدوان عليه وإغتصابه وإحتلاله.
وهذا كان تدشين لدور جديد للجامعة العربية،ونقلة نوعية تجاه حرفها وتخليها عن الأهداف التي قامت من اجلها،ولكي تصطف علناً وجهراً إلى جانب القوى المعادية،وفي تشريع للخيانة،ومن بعد ما يسمى ب"الربيع العربي"وما تبع ذلك من هيمنة وسيطرة لدول ومشيخات النفط وبالتحديد الدولة الميكروسكوبية قطر،ومعها الدولة الوهابية السعودية،بفضل النفخ الأمريكي في دورها،وما تملكه من مليارات وأسطول إعلامي،تم تجنيدهما من اجلال ممارسة الإرهاب والتخريب والقتل في البلدان العربية،وتمويل الجيوش الأطلسية ودعوتها من اجل تدمير وإحتلال البلدان العربية،لينتقل دور الجامعة العربية"العبرية" إلى دور الشريك،وممارسة التهديد بحق الدول التي تعترض على دورها وسياساتها في المنطقة،ووظفت اموالها وإعلامها،من اجل شراء انظمة وحكومات وقوى واحزاب عربية،حيث على سبيل المثال لا الحصر،إستقدمت القوى الأطلسية من أجل إحتلال ليبيا،ومن ثم دعمت بالمال والسلاح والمرتزقة،قوى ما يسمى بالمعارضة في سوريا،من اجل تدمير سوريا كمجتمع وجيش ودولة وسلطة،وتفكيك جغرافيتها،وإعادة بناءها خدمة لأجندات واهداف ومشاريع مشبوهة،يقف في مقدمتها مشروع الفوضى الخلاقة،والهادف إلى جعل سوريا دولة فاشلة،وخارج الفعل والتأثير في القضايا والمعادلات العربية والإقليمية والدولية،وفي هذا الإطار،عملت قطر على جمع الدول العربية "البصمجية"،وإستطاعت ان تستصدر قراراً منها بفرض عقوبات إقتصادية ومالية وتجارية ودبلوماسية على سوريا،وسعت لاحقاً من اجل تسليم مقعد سوريا في الجامعة العربية إلى ما يسمى بالإئتلاف الوطني الحر.
ولم يتوقف "بول" الجامعة العربية على نفسها عند هذا الحد،بل تصاعد ليصل حد الإسهال والتغوط في برازها،فأمريكا راعية الإرهاب الأول في العالم،إستغلت حادثة كيماوي الغوطة،والتي نفذتها جماعات إرهابية متطرفة مرتبطة بشيخ الإرهاب والقتل بندر بن سلطان،لكي تتخذ قراراً بشن حرب عدوانية على سوريا،تحت يافطة وذريعة إستخدام النظام السوري للسلاح الكيماوي في قتل الأطفال والأبرياء،في ذرف للقتلة لدموع التماسيح على الأطفال والأبرياء وحقوق الإنسان والديمقراطية.
وفي الوقت الذي لم تتمكن امريكا من حشد حليفتها المدللة بريطانيا إلى جانبها من اجل شن حربها العدوانية على سوريا،وجدنا أن "التيوس" و"النعاج" و"الغنمط الخليجية إستطاعت ان تستصدر قراراً زوراً وبهتاناً باسم الجامعة من أجل تأييد شن العدوان البربري الأمريكي على سوريا،حتى ان مشيخات النفط الخليجية وفي المقدمة منها الدولة الوهابية السعودية ومعها مشيخة قطر،أعلنت عن إستعداها لدفع كامل تكاليف الحرب العدوانية على سوريا،ومارست ضغوطاً كبيرة على الإدارة الأمريكية،من اجل حثها على شن عدوانها على سوريا.
إن هذه الجامعة المتصهينة والمسماة زوراً بالعربية ،براءة منها كل عربي شريف وحر،براءة من قراراتها التي بالت وتبول بها على نفسها،تلك القرارات التي لا تعبر عن نبض الشارع العربي ولا عن مواقفه،من يستنجد ويطالب الأجنبي بضرب وإغتصاب البلدان العربية، لا يستحق إلا مزبلة التاريخ،فذلك مكانه الطبيعي،مشيخات النفط والغاز،مشيخات وممالك الاقطاع والتوريث والقمع تتحدث عن حقوق الإنسان والديمقراطية؟؟؟،إنه الزمن الغابر،ولكن هناك شعوب وقوى واحزاب ودول عربية،لن ترفع الراية ولن تستسلم،ومن إتخذوا قراراتهم في الجامعة الصهيونية،بالطلب إلى الأجنبي من معز وغنم ونعاج، بأن يهاجم سوريا قلعة القومية والعروبة،فليتغوطوا بقراراتهم وليبولوا على انفسهم،فرائحة قذارتهم ونتانتهم،أصبحت تشكل خطراً على كل امتنا من محيطها لخليجها،وهي بحاجة إلى ما هو أبعد من الكيماوي،لكي لا تبقى لها ذكرى بانها كانت يوماً تنتسب للعروبة والإسلام.
0 comments:
إرسال تعليق