في القديم عندما كان العرب يعيشون عصراً جاهلياً امتلأ عصرهم هذا بالفروقات الطبقية المؤذية ...
فكان منهم أناس تملك الذهب والمجوهرات ومنهم من ملك النحاس و الفضة ومنهم من ملك السترة وما يسد الرمق
أما الطبقة الرابعة فقد كانت من المساكين والمشردين الذين لا يملكون أحياناً مأوى يحميهم من برد الأيام القاسية ولا مال يعينهم على الحياة ولا حتى ما يسد رمقهم إذا جاعوا مفتهمّشوا في هذا المجتمع وانظلموا بإهانة المتجبّرين بأموالهم وأصحاب النفوذ والسلطة حيث لم يكن هناك من يأخذ بيدهم أو يعينهم على حياتهم فدفعهم الظلم إلى التمرّد على المجتمع المحتكر لجميع نعمات الحياة وليس على مجتمع الفقير المتواضع المعيشة ... فسرقوا واحتالوا ونهبوا ولكن لم يسرقوا من فقير بل سرقوا ليطعموا فقير ...ولم ينهبوا ولم يحتالوا على رجل بسيط بل على تاجرٍ متخم بالمال وذلك ليسندوا ظهرالرجل البسيط الحال
فكان جزاؤهم الطبيعي والعادل في ذلك الزمن الذي انعدم فيه العدل الإجتماعي هو القتل والتنكيل والإستهزاء والنّبذ وذلك بأيدي الطبقات العليا التي كانت تنتحل واجهة المجتمع في ذلك الزمن فأطلق عليهم اسم الصعاليك كدلالة على الذل وانعدام المكانة الإجتماعية في حين أنّهم كانوا أنبل طبقة بين هؤلاء لأنهم هدفوا إلى إطعام من لا يملك ومساعدة من يحتاج وذلك من أموال من لا يحتاج والرد لهم جزءً بسيطاً من حقوقهم المسلوبة .........فالبشر كلهم خلقوا من ذات الطينة وبنفس اليد ولجميعهم الحق بالشعوربالتساوي في أساسيات الإحتياج الإنساني والكرامة الإنسانية فكانت صعلكتهم في ذلك الوقت بطولة وشرف وصرخة بوجه الظلم أذ دعو إلى إعطاء الشعوب الضعيفة حقها الإجتماعي في الحياة ........
أما الآن ونحن في القرن الواحد والعشرون ميلادي وبعد دهورٍ من التطور والنهضة الفكرية والأدبية بدأنا ننحدر إلى مستوى غدت أسوء عصورٍ في تاريخ مجتمعاتنا مقارنة بهذا العصر هي عصر الأنفتاح والنهضة الفكرية والإجتماعية فما يحدث الآن في هذا الزمن دمار شامل لكل النواحي الحياتية سواء الفكرية أو الأدبية أو الفنية أو الأهم وهي السياسية فهي اليد الكبرى في تخريب حياتنا لما تتميز به من عقولٍ فاشلة مريضة تسيّر هذا العالم وليس من محاسب لهؤلاء الذين سيقودونا لظلمة لم يسبق أن حلّت ..ولا نعرف إن كان هناك ظلمة أكبر منها ستحل على أرضنا لأننا لسنا بعارفين متى ستنتهي أصلاً !! فما يحدث لا ينبئ بخير أبداً ...
وأما عن الصعلكة فكان لا بد أن تظهر في عصرنا المتطلب لذلك بسبب تردي أساسيات الحياة الإنسانية فيه
فظهرت مجموعة من المتمرّدين المحتجين على الظلم والجهل والفقر والبطالة والكبت الفكري والتعبيري لدى الشعب والفروقات المادية الطبقية و و و و و .......ولكن بطريقة مختلفة عن صعلكة العصور القديم فلكل زمن أدواته ووسائله الفكرية الأجتماعية فكان هناك لديها مطالبات تظاهرية حضارية ونادت بكسر هذه القيود والتحرر منها فرحبنا بها وسرنا معها لأنها توحي بغد أفضل لمجتمعنا السوري الحر الواعي الذي يستحق الأفضل ولكن لم تلبث أن تدخل بينها صفوف غريبة الوجوه والطباع والألفاظ والأفعال وتدعي أنها من هؤلاء .......
ولكن مهلاً فمن دعى لحرية المجتمع من قيود الظلام والتخلف لا يمكن أن يتفق مع من أوقع مجتمعنا في حفرة من الظلام لا ندري كيف سنخرج منها
فهؤلاء الذين يدّعون الصعلكة ليصنّفوا حسب هويّتهم وأفعالهم لا حسب هوية الشرف وأفعالهم هم ....والصفة التي يستحقون بكل جدارة أن يحملوها هي صفة أو كلمة نطلقها باللغة العامية على من تتنافى منه الأخلاف الإجتماعية أو الدينية وكل ما يفعله هو التعدّي على الآخر وهي كلمة (سلبطة) وهم فئة المتسلبطين وليس هناك كلمات تناسبهم أكثر من هذه الكلمة
فهي تليق أبداً بمن يقتل الفقير ويشلّح ذاك الذي يحمل عشر ليراتٍ مهترئة أياها ..ويغتصب العزّل ويستولي على ما يملك المحتاج ليقبض هو من ذلك الذي يملك مالاً يكفي لتدمير بلدانٍ وليس لتعميرها ...
هؤلاء الذين أتوا من كهوف ومغاراتٍ لم يسمع بها ولا حتى جاهلي..وتجبّروا في أرضي النازفة بسيوفهم وقنابلهم وأنيابهم المستحمّة بدماءالأبرياء وأخذوا يصيحون ويهلوسون بكلمات لم نفهم منها شيء سوى كلمة فلتحيى الحرّية! هؤلاء الذين تسللوا باسم الدين و سفكوا باسم الدين ودمّروا باسم الدين وخطفوا أبرياء باسم الدين وذلك ليزيد دعمهم المادي ويزيد بذلك بطشهم و إرهابهم ...وخطفوا رَجُلَي دين عظماء في دينهم وفي ذاتهم وفي عيون شعوبهم باسم الدين
المطران يوحنا إبراهيم والمطران بولس يازجي هذين الذين يستحقون التقديس من الكون برمّته يحاصرهم المتسلبطين في غرفة مليئة بأنفاس نجسة كافرة بعد أن ذهبوا هم إليهم بنية السلام والمحبة التي ولدوا وعاشوا بها في نور السيد المسيح قابلوا سلام المطرانين بما تربّوا أيضاُ هم عليه من حقد وكفر وفسق فيمتاز كل فاعل بفعله وبه يتّصف .... ولا يطلب هذين المجاهدَين الحقيقيَّين لأجل الله مساعدة أو تدخل أحد من المتربعين على الكراسي الكبرى في العالم المسيحي ليخلصوهم فهؤلاء هم بحاجة لصلوات أولائك و لمن يخلّصهم ....................
خطفوهم لا لمال بل ليهدّدوا دين ٍ بدين كما هم يظنّون .......فهم لا يشملهم أي دين ولا يستطيعوا أن يهددوا إلّا أنفسهم فقط ففي أسوء الأحوال لدينا وأفضل الأحوال لديهم لن يكون هذين المطرانين إلّا أضحية شهيدة في سبيل السلام وفي سبيل المسيح وأما نحن فلن نحزن إلّا على فراقهم وسنسعد لبطولتهم هذه أما الإرهابيين سيزيد تهديدهم لنفسهم بدخول جهنم النار ليس إلّا وبأيدينا نحن فلا يظنّوا نفسهم يخيفوا أحداً و أنهم محاربين في سبيل الله. . . . . . . كلّنا محاربين في سبيل الله عندما يتطلّب الواجب
وليس أي رأسٍ ينحر من رؤوسنا إلا نصرٌ لنا بمجالسة الرب وخطوة أخرى تقربهم من نار جهنّم
فأسلحتهم تختلف عن أسلحتنا حيث أن السلام والمحبة والتسامح هو سلاحنا وهم سلاحهم هو سفك الدم فمن ياترى الذي سيربح هذه الحرب ؟!!!
متسلبطين ليس إلّا ..!!! دمّروا تلك الأرض المقدسة في وطني المنتحب ...
هل يعقل أن تتحد كل قاذورات هذا الكون وتجتمع لتدنس تراب أرضي الدامعة تحت أسم الرقي وتحت اسم الحرية وتحت اسم الديمقراطية !إن هذه الحرية حقاً هي حريتهم ولا تشمل أي مواطن سوري شريف فالشعب السوري الواعي يعرف كيف يقدم مطالبه بطريقة حضارية وليس بحاجة لهذه الحثالة حكي تطالب بحقوقه , وحلّها أو عدم حلّها أيضاً كان يمكن أن يكون بطريقة حضارية ...
ولكن دخول جماعات السلبطة هذه جعل الوضع يتفاقم ويعطي الحجة أو الحق للطرف الآخر ...
فأي رئيس في هكذا وضع هو الجندي الأكبر الذي من واجبه الدفاع عن شعبه فالمسألة لم تعد مسألة مطالب وحقوق ,المسألة أصبح هدفها مختلف تماماً وهو تدمير شعب وأرض وحضارة وتاريخ ونشر طائفية وتعدي عرقي وديني وكل هذا مسؤولية في عنقه تقع حتى ولو كان سفاحاً يجب أن يكون الآن جندي حقيقي في وطنه فلا شيء يعلوا شرف الشعب وشرف الأرض وشرف الوطن.....
وبعد انتهاء الأزمة يحق للشعب طبعاً حينها القرار ............
0 comments:
إرسال تعليق