ادهشني جدا حوار الدكتور أحمد عتمان أستاذ الدراسات اليونانية واللاتينية بآداب القاهرة علي جريدة البديل حيث وضح كثير من المعلومات الخاطئة والمغلوطة عن التاريخ المصري, وسرد كثير من شطحات خياله ومن بنات افكاره الشخصية, التي لاتمت بصلة الي التاريخ الحقيقي او المعرفة العلمية .
ومن ضمن هذه الترهات :" ان العرب المسلمون هم ورثة كل الحضارات القديمة فى رأيي، والعلم كله يشهد لهم بسعة الأفق فى هذا المجال، وذلك لأنهم استوعبوا كل الحضارات التى هى كنوز ثقافية، وهذا درس مهم لأن العرب اتهموا بأنهم غزاة فتحوا المدن بالسيف، وهذا ما لم يحدث لأنهم لم يدمروا ما سبقهم من تراث ليحلوا ثقافتهم محلها بل استوعبوها.......
ومن الحقائق التى يجهلها الكثيرون أن العرب القدامى حاولوا فك اللغة المصرية القديمة من قبل شامبليون، وقام بها ابن وحشية من بلد تسمى حران، ولذلك تعلم شامبليون اللغة العربية ليستفيد من تجربة ابن وحشية"
ومن الملاحظ انه لايتكلم كاستاذ جامعي اكاديمي, ولكن من منظور طائفي مقيت, فحاول ان يطوع التاريخ لصالح الدين , ويهذب التاريخ لصالح العروبة خلافا لصحيح التاريخ والدين وسااكتفي في هذا المقال بتصحيح المفاهيم لاكتشاف اللغة المصرية القديمة.
جاءت أولى الخطوات الهامة في مجال الخط الهيروغليفي على يد العلم الإنجليزي توماس يونج الذي حصل على نسخة من حجر رشيد عام 1814م وافترض أن الخراطيش تحتوي على أسماء ملكية واعتمد على نصوص أخرى مشابهة كالمسلة التي عثر عليها في فيلة عام 1815م والتي تضمنت نصًّا باليونانية وآخر بالهيروغليفية.
ورغم كل الجهود السابقة في فك رموز حجر رشيد إلا أن الفضل الأكبر يرجع للعالم الفرنسي "جان فرانسوا شامبليون" 1790-1832
يقول د.عبد الحليم نور الدين استاذ اللغة المصرية القديمة بكلية الآثار جامعة القاهر
كان على شامبليون أن تواجهه مجموعة من الافتراضات:
اولا :هل الخطوط الثلاثة (الهيروغليفية – الديموطيقية – اليونانية) تمثل ثلاثة نصوص مختلفة من حيث المضمون أم أنها تمثل موضوعاً واحداً ولكنه كتب بالخط الرسمي (الهيروغليفي)، وخط الحياة اليومية السائد في هذه الفترة (الديموطيقي) ثم بلغة اليونانيين الذين كانوا يحتلون مصر.
وثانيها: يتعلق ببنية اللغة المصرية، هل تقوم الكتابة على أبجدية أي مجموعة من الحروف كاللغات الحديثة مثلاً؟ أم أنها كتبت بعلامات تراوحت قيمتها الصوتية بين حرف أو حرفين أو ثلاثة أو ربما أكثر.
وثالثها: هل عرفت هذه الكتابة حروف الحركة؟ وهل العلامات تصويرية أم صوتية؟ وما هي الأدوات التي استخدمها المصري لتحديد معنى المفردات؟ وهل استخدمت المخصصات والعلامات التفسيرية ؟..إلخ.
لابد أن هذه الافتراضات والتساؤلات وغيرها كانت تدور في ذهن شامبليون وهو يتعامل مع الحجر، ولابد أنه قد استرعى انتباهه أن هناك أكثر من خط للغة المصرية القديمة، فضلاً عن تساؤلات منها. هل هناك من علاقة خطية بين الهيروغليفية والهيراطيقية والديموطيقية؟ وهل هناك من علاقة لغوية في مجال القواعد والصرف..إلخ. ثم هذه العلامات الأسطوانية في النص الهيروغليفي والتي تحيط ببعض العلامات الهيروغليفية – والتي عرفناها فيما بعد باسم الخرطوش – ماذا تعني؟
و قرأ شامبليون النص اليوناني وفهم مضمونه وقرأ اسم الملك بطليموس، والواضح أنه سلك منهج الاعتماد على أسماء الأعلام غير القابلة كثيرا للتغير، وتحرك من فرضية أن هذا المرسوم الذي صدر في عهد الملك بطليموس الخامس عام 196قبل الميلاد لابد وأنه قد كتب إلى جانب اليونانية بخطين من خطوط اللغة الوطنية، ولابد أن اسم بطليموس باليونانية سوف يقابل في الخطين الهيروغليفي والديموطيقي، وفي ضوء خبرة شامبليون في الخطوط القديمة ودراسته للقبطية على اعتبار – ما اتضح له فيما بعد – أنها المرحلة الأخيرة من مراحل اللغة المصرية القديمة، وفي ظل إدراكه بأن الحروف الساكنة لأسماء الأعلام لا تتغير مهما تعددت اللغات التي كتبت بها، ففي العربية نجد أن اسماً مثل مجدي لا يمكن للحروف الثلاثة الأولى أن تسقط، ، وإن خففت بعض الحروف أو انقلبت أو أبدلت، إلا أن الصعوبة سوف تتمثل في حروف الحركة التي تحدد نطق السواكن بالفتحة أو بالضمة أو بالكسرة. ولخلو اللغة المصرية القديمة من حروف الحركة يجيء الاختلاف في نطق السواكن، إلا أن القبطية التي ظهرت فيها حروف الحركة حسمت الأمر إلى حد كبير.
وهكذا وضع "شامبليون" اللبنات الأولى في صرح اللغة المصرية وجاء من بعده المئات من الباحثين الذين أسهموا في استكمال بناء هذا الصرح الشامخ. وبمعرفة اللغة المصرية القديمة بدأ الغموض ينجلي عن الحضارة المصرية وأخذ علم المصريات يشق طريقه بقوة بين العلوم الأخرى
ويقول د.انور لوقا أستاذ التاريخ بجامعة ليون –فرنسا في هذا الصدد:
لقد اعتمد شامبليون في بحثه عن مصر اعتمادا منهجيا علي اللغة القبطية وبمنهجه هذا تفوق علي كل العلماء الذين سبقوه بحثا عن فك رموز الهيروغليفيىة , واذا كانت اولوية الصوتيات هي التي اوصلته الي الهدف المنشود, فهو يعترف بفضل الكاهن يوحنا الشفتشي في تلقينه النطق القبطي .
وفي كتاب قصة فك اللغة الهيروغليفية لروبير سولي ودومنيك فالبيل نجد هذا النص:
ولم يتحقق بعد ذلك أي نجاح يذكر حتى ظهر العالم الفرنسي شامبليون (1790-1832)الذي كان له أعظم التأثير في معرفة طريقة قراءة وكتابة اللغة الهيروغليفية، وما أهله لذلك هو إتقانه للغة القبطية في سن مبكرة فترجم النص اليوناني إلي القبطية وعن طريقه نجح في التوصل إلي بعض قواعد نقش الهيروغليفية.
ويبدو ان الدكتور احمد عثمان اعتمد علي ماسمعه من الاخرين (قالوله) ومااشيع علي ان العرب اخترعوا كل شئ حديث حاليا وماسياتي به المستقبل من تطورالتكنولوجيا وفن الاتصالات حتي غزو الاقمار والشموس ايضا ان امكن مادام الشمس تدور حول الارض .
وهنا تحضرني بعض الاسئلة واملي الرد عليها او علي بعضها بصفته استاذ جامعي نتلقي منه المعلومات الصحيحة, حتي لايلقي الكلام علي عواهنه ويوضح الحقائق التي نجهلها نحن ويعرفها سيادته كما يزعم .
1-ماهي النتائج التي ترتبت علي فك بن وحشيةالعالم العراقي للرموز المصرية القديمة؟
2-هل استطاع بن وحشيه باكتشافه العظيم أن يعيد صياغة التاريخ المصري أو يسرده؟
3-هل استطاع القيام بأي ترجمة أو اكتشافات جديدة تدلنا علي طبيعة نصوص الاهرام؟
4-هل استطاع أن يترجم كتب الموتي ونصوص التوابيت ونصوص المقابر؟
5-هل توصل الي حقيقة هوية آلهة المصريين القدماء؟
6-هل توصل الي أسماء ملوك وملكات المصريين؟
7-هل توصل الي فك شفرة الصور المصرية القديمة المرسومة علي جميع الجدران؟
8-هل توصل الي حقيقة اللغة المصرية القديمة وكيفية نطقها؟
9-هل توصل الي تسجيلات أجدادنا المصريون لقصص حياتهم….مظاهر الحكم وهكذا
10- اين نتائج تلك الاعمال واين الترجمات
والأهم في الأسئلة ، ماهي المراجع التي استند اليها ابن وحشيه ليخرج لنا مثل الجدول الذي وضعه لمطابقة حروف الكتابة الهيروغليفية بالعربية
واذا تمعنا النظر بمطابقة الجدول الذي وضعه ابن وحشية للرموز المصرية القديمة وما يقابلها في اللغة العربية لانجد بتاتا صحة لكلامه ربما يقصد لغة اخري لم تكتشف بعد. وقد دحض هذه الفكرة الواهية كل اساتذة اللغات المصرية القديمة وكل الباحثين في المصريات
ثانياً : مدي اهتمام العرب بالتراث
وناتي الي القول السديد في الكلام المفيد :
"من أبشع محاولات هدم الآثار: قاراقوش ، وكان وزيرا لصلاح الدين ، هدم عددا من الأهرام الصغيرة ، وبني بحجارتها قلعة القاهرة وأسوار عكا والقناطر الخيرية. وقام الملك العزيز عثمان بن يوسف، وهو خليفة صلاح الدين، بمحاولة لهدم الأهرام كلها عام 1193 فبدأ بالهرم الصغير، فأوفد إليه النقابين والحجارين، وجماعة من عظماء دولته وأمراء مملكته، وأمرهم بهدمه ووكلهم بخرابه، فخيموا عندها، وحشروا عليها الرجال ووفروا عليهم النفقات، وأقاموا نحو ثمانية أشهر بخيلهم يهدمون كل يوم بعد بذل الجهد، واستفراغ الوسع الحجر والحجرين . فقوم من فوق يدفعونه بالأسافين والأمخال، وقوم من أسفل يجذبونه بالقلوص والأشطان، فإذا سقط سمع له وجبة عظيمة من مسافة بعيدة، حتي ترتجف الجبال، وتزلزل الأرض، ويغوص في الرمل، فيتعبون تعبا آخر حتي يخرجونه، ثم يضربون فيه الأسافين، فيقطع، فتسحب كل قطعة علي العجل حتي تلقي في ذيل الجبل إلي مسافة قريبة. فلما طال ثواؤهم، ونفدت نفقاتهم، وتضاعف نصبهم، ووهت عزايمهم، وخارت قواهم، كفوا محسورين مذمومين، لم ينالوا بغية، ولا بلغوا غاية، بل كانت غايتهم أن شوهوا الهرم سنة 593 هـ، ولو بُذل لهم ألف دينار ليردوا حجرا لعجزوا عن ذلك"
وهذا غيض من فيض لان الكلام في موضوع الهدم والردم والدم نحتاج الي مقالات عديدة لانها كانت سماتهم علي مر العصور ومع كل الغزاة العرب والاتراك والبربر من الامويين حتي العثمانيين مرورا بكل المحتلين والفاتحين والغزاة لمصر المنكوبة .
ويبدو ان الدكتور احمد عثمان لم يقرأ التاريخ ولم يسمع او يشاهد مايتردد في ايامنا الحالية عن هدم الهرم وابو الهول وتغطية التماثيل بالشمع وعن حضارة مصر العفنة.
واكتفي بهذا الان ولنا عودة علي ما اكده :" ان العرب المسلمون هم ورثة كل الحضارات القديمة والعلم كله يشهد لهم بسعة الأفق فى هذا المجال، وذلك لأنهم استوعبوا كل الحضارات
ون العرب اتهموا بأنهم غزاة فتحوا المدن بالسيف، وهذا ما لم يحدث لأنهم لم يدمروا ما سبقهم من تراث ليحلوا ثقافتهم محلها" ..وعجبي!!!!
ومن ضمن هذه الترهات :" ان العرب المسلمون هم ورثة كل الحضارات القديمة فى رأيي، والعلم كله يشهد لهم بسعة الأفق فى هذا المجال، وذلك لأنهم استوعبوا كل الحضارات التى هى كنوز ثقافية، وهذا درس مهم لأن العرب اتهموا بأنهم غزاة فتحوا المدن بالسيف، وهذا ما لم يحدث لأنهم لم يدمروا ما سبقهم من تراث ليحلوا ثقافتهم محلها بل استوعبوها.......
ومن الحقائق التى يجهلها الكثيرون أن العرب القدامى حاولوا فك اللغة المصرية القديمة من قبل شامبليون، وقام بها ابن وحشية من بلد تسمى حران، ولذلك تعلم شامبليون اللغة العربية ليستفيد من تجربة ابن وحشية"
ومن الملاحظ انه لايتكلم كاستاذ جامعي اكاديمي, ولكن من منظور طائفي مقيت, فحاول ان يطوع التاريخ لصالح الدين , ويهذب التاريخ لصالح العروبة خلافا لصحيح التاريخ والدين وسااكتفي في هذا المقال بتصحيح المفاهيم لاكتشاف اللغة المصرية القديمة.
جاءت أولى الخطوات الهامة في مجال الخط الهيروغليفي على يد العلم الإنجليزي توماس يونج الذي حصل على نسخة من حجر رشيد عام 1814م وافترض أن الخراطيش تحتوي على أسماء ملكية واعتمد على نصوص أخرى مشابهة كالمسلة التي عثر عليها في فيلة عام 1815م والتي تضمنت نصًّا باليونانية وآخر بالهيروغليفية.
ورغم كل الجهود السابقة في فك رموز حجر رشيد إلا أن الفضل الأكبر يرجع للعالم الفرنسي "جان فرانسوا شامبليون" 1790-1832
يقول د.عبد الحليم نور الدين استاذ اللغة المصرية القديمة بكلية الآثار جامعة القاهر
كان على شامبليون أن تواجهه مجموعة من الافتراضات:
اولا :هل الخطوط الثلاثة (الهيروغليفية – الديموطيقية – اليونانية) تمثل ثلاثة نصوص مختلفة من حيث المضمون أم أنها تمثل موضوعاً واحداً ولكنه كتب بالخط الرسمي (الهيروغليفي)، وخط الحياة اليومية السائد في هذه الفترة (الديموطيقي) ثم بلغة اليونانيين الذين كانوا يحتلون مصر.
وثانيها: يتعلق ببنية اللغة المصرية، هل تقوم الكتابة على أبجدية أي مجموعة من الحروف كاللغات الحديثة مثلاً؟ أم أنها كتبت بعلامات تراوحت قيمتها الصوتية بين حرف أو حرفين أو ثلاثة أو ربما أكثر.
وثالثها: هل عرفت هذه الكتابة حروف الحركة؟ وهل العلامات تصويرية أم صوتية؟ وما هي الأدوات التي استخدمها المصري لتحديد معنى المفردات؟ وهل استخدمت المخصصات والعلامات التفسيرية ؟..إلخ.
لابد أن هذه الافتراضات والتساؤلات وغيرها كانت تدور في ذهن شامبليون وهو يتعامل مع الحجر، ولابد أنه قد استرعى انتباهه أن هناك أكثر من خط للغة المصرية القديمة، فضلاً عن تساؤلات منها. هل هناك من علاقة خطية بين الهيروغليفية والهيراطيقية والديموطيقية؟ وهل هناك من علاقة لغوية في مجال القواعد والصرف..إلخ. ثم هذه العلامات الأسطوانية في النص الهيروغليفي والتي تحيط ببعض العلامات الهيروغليفية – والتي عرفناها فيما بعد باسم الخرطوش – ماذا تعني؟
و قرأ شامبليون النص اليوناني وفهم مضمونه وقرأ اسم الملك بطليموس، والواضح أنه سلك منهج الاعتماد على أسماء الأعلام غير القابلة كثيرا للتغير، وتحرك من فرضية أن هذا المرسوم الذي صدر في عهد الملك بطليموس الخامس عام 196قبل الميلاد لابد وأنه قد كتب إلى جانب اليونانية بخطين من خطوط اللغة الوطنية، ولابد أن اسم بطليموس باليونانية سوف يقابل في الخطين الهيروغليفي والديموطيقي، وفي ضوء خبرة شامبليون في الخطوط القديمة ودراسته للقبطية على اعتبار – ما اتضح له فيما بعد – أنها المرحلة الأخيرة من مراحل اللغة المصرية القديمة، وفي ظل إدراكه بأن الحروف الساكنة لأسماء الأعلام لا تتغير مهما تعددت اللغات التي كتبت بها، ففي العربية نجد أن اسماً مثل مجدي لا يمكن للحروف الثلاثة الأولى أن تسقط، ، وإن خففت بعض الحروف أو انقلبت أو أبدلت، إلا أن الصعوبة سوف تتمثل في حروف الحركة التي تحدد نطق السواكن بالفتحة أو بالضمة أو بالكسرة. ولخلو اللغة المصرية القديمة من حروف الحركة يجيء الاختلاف في نطق السواكن، إلا أن القبطية التي ظهرت فيها حروف الحركة حسمت الأمر إلى حد كبير.
وهكذا وضع "شامبليون" اللبنات الأولى في صرح اللغة المصرية وجاء من بعده المئات من الباحثين الذين أسهموا في استكمال بناء هذا الصرح الشامخ. وبمعرفة اللغة المصرية القديمة بدأ الغموض ينجلي عن الحضارة المصرية وأخذ علم المصريات يشق طريقه بقوة بين العلوم الأخرى
ويقول د.انور لوقا أستاذ التاريخ بجامعة ليون –فرنسا في هذا الصدد:
لقد اعتمد شامبليون في بحثه عن مصر اعتمادا منهجيا علي اللغة القبطية وبمنهجه هذا تفوق علي كل العلماء الذين سبقوه بحثا عن فك رموز الهيروغليفيىة , واذا كانت اولوية الصوتيات هي التي اوصلته الي الهدف المنشود, فهو يعترف بفضل الكاهن يوحنا الشفتشي في تلقينه النطق القبطي .
وفي كتاب قصة فك اللغة الهيروغليفية لروبير سولي ودومنيك فالبيل نجد هذا النص:
ولم يتحقق بعد ذلك أي نجاح يذكر حتى ظهر العالم الفرنسي شامبليون (1790-1832)الذي كان له أعظم التأثير في معرفة طريقة قراءة وكتابة اللغة الهيروغليفية، وما أهله لذلك هو إتقانه للغة القبطية في سن مبكرة فترجم النص اليوناني إلي القبطية وعن طريقه نجح في التوصل إلي بعض قواعد نقش الهيروغليفية.
ويبدو ان الدكتور احمد عثمان اعتمد علي ماسمعه من الاخرين (قالوله) ومااشيع علي ان العرب اخترعوا كل شئ حديث حاليا وماسياتي به المستقبل من تطورالتكنولوجيا وفن الاتصالات حتي غزو الاقمار والشموس ايضا ان امكن مادام الشمس تدور حول الارض .
وهنا تحضرني بعض الاسئلة واملي الرد عليها او علي بعضها بصفته استاذ جامعي نتلقي منه المعلومات الصحيحة, حتي لايلقي الكلام علي عواهنه ويوضح الحقائق التي نجهلها نحن ويعرفها سيادته كما يزعم .
1-ماهي النتائج التي ترتبت علي فك بن وحشيةالعالم العراقي للرموز المصرية القديمة؟
2-هل استطاع بن وحشيه باكتشافه العظيم أن يعيد صياغة التاريخ المصري أو يسرده؟
3-هل استطاع القيام بأي ترجمة أو اكتشافات جديدة تدلنا علي طبيعة نصوص الاهرام؟
4-هل استطاع أن يترجم كتب الموتي ونصوص التوابيت ونصوص المقابر؟
5-هل توصل الي حقيقة هوية آلهة المصريين القدماء؟
6-هل توصل الي أسماء ملوك وملكات المصريين؟
7-هل توصل الي فك شفرة الصور المصرية القديمة المرسومة علي جميع الجدران؟
8-هل توصل الي حقيقة اللغة المصرية القديمة وكيفية نطقها؟
9-هل توصل الي تسجيلات أجدادنا المصريون لقصص حياتهم….مظاهر الحكم وهكذا
10- اين نتائج تلك الاعمال واين الترجمات
والأهم في الأسئلة ، ماهي المراجع التي استند اليها ابن وحشيه ليخرج لنا مثل الجدول الذي وضعه لمطابقة حروف الكتابة الهيروغليفية بالعربية
واذا تمعنا النظر بمطابقة الجدول الذي وضعه ابن وحشية للرموز المصرية القديمة وما يقابلها في اللغة العربية لانجد بتاتا صحة لكلامه ربما يقصد لغة اخري لم تكتشف بعد. وقد دحض هذه الفكرة الواهية كل اساتذة اللغات المصرية القديمة وكل الباحثين في المصريات
ثانياً : مدي اهتمام العرب بالتراث
وناتي الي القول السديد في الكلام المفيد :
"من أبشع محاولات هدم الآثار: قاراقوش ، وكان وزيرا لصلاح الدين ، هدم عددا من الأهرام الصغيرة ، وبني بحجارتها قلعة القاهرة وأسوار عكا والقناطر الخيرية. وقام الملك العزيز عثمان بن يوسف، وهو خليفة صلاح الدين، بمحاولة لهدم الأهرام كلها عام 1193 فبدأ بالهرم الصغير، فأوفد إليه النقابين والحجارين، وجماعة من عظماء دولته وأمراء مملكته، وأمرهم بهدمه ووكلهم بخرابه، فخيموا عندها، وحشروا عليها الرجال ووفروا عليهم النفقات، وأقاموا نحو ثمانية أشهر بخيلهم يهدمون كل يوم بعد بذل الجهد، واستفراغ الوسع الحجر والحجرين . فقوم من فوق يدفعونه بالأسافين والأمخال، وقوم من أسفل يجذبونه بالقلوص والأشطان، فإذا سقط سمع له وجبة عظيمة من مسافة بعيدة، حتي ترتجف الجبال، وتزلزل الأرض، ويغوص في الرمل، فيتعبون تعبا آخر حتي يخرجونه، ثم يضربون فيه الأسافين، فيقطع، فتسحب كل قطعة علي العجل حتي تلقي في ذيل الجبل إلي مسافة قريبة. فلما طال ثواؤهم، ونفدت نفقاتهم، وتضاعف نصبهم، ووهت عزايمهم، وخارت قواهم، كفوا محسورين مذمومين، لم ينالوا بغية، ولا بلغوا غاية، بل كانت غايتهم أن شوهوا الهرم سنة 593 هـ، ولو بُذل لهم ألف دينار ليردوا حجرا لعجزوا عن ذلك"
وهذا غيض من فيض لان الكلام في موضوع الهدم والردم والدم نحتاج الي مقالات عديدة لانها كانت سماتهم علي مر العصور ومع كل الغزاة العرب والاتراك والبربر من الامويين حتي العثمانيين مرورا بكل المحتلين والفاتحين والغزاة لمصر المنكوبة .
ويبدو ان الدكتور احمد عثمان لم يقرأ التاريخ ولم يسمع او يشاهد مايتردد في ايامنا الحالية عن هدم الهرم وابو الهول وتغطية التماثيل بالشمع وعن حضارة مصر العفنة.
واكتفي بهذا الان ولنا عودة علي ما اكده :" ان العرب المسلمون هم ورثة كل الحضارات القديمة والعلم كله يشهد لهم بسعة الأفق فى هذا المجال، وذلك لأنهم استوعبوا كل الحضارات
ون العرب اتهموا بأنهم غزاة فتحوا المدن بالسيف، وهذا ما لم يحدث لأنهم لم يدمروا ما سبقهم من تراث ليحلوا ثقافتهم محلها" ..وعجبي!!!!
0 comments:
إرسال تعليق