ــ كلما مرت الأيام أفكر أنها ستغير رأيها في .. لكن مستحيل .. رأيها ثابت لا ترغب في .. لن نصبح معا ً أبدا ً .
ــ لا يهمني رأيها .. المهم عندي أنت ِ .. أعطيتها مهله .. وإذا لم تأتي وتطلب يدك آتي أنا .. سأترك حينها البيت .
ــ أنت تعرف أنني أنفر من هذه الفكرة .. لا أرغب في ابعادك عن أمك .. سأنتظر قليلا ً لعلها تغير رأيها .
ــ لا أتخيل حياتي دونك .. لو وافقت علي زواجنا كنا تزوجنا اليوم مع أختي نورا .. لكنها لم تغير رأيها .
ــ ولن تغير رأيها .. عام ولم تستطع أقناعها .. صدقني لن توافق أبدا ً .
ـ من الواضح أنك مللت مني .. رجعتي عن حبك لي .. تلاشي حلمك ببيتنا .. ألم تعدي تحلمي بشقة تجمعنا .. نستيقظ معا ً .. تكن أعيننا شاهد علي حبنا .
ألا تريدي استمع لكلمة صباح الخير من شفتك كل صباح .. وأقبل وجنتك عند ذهابي للعمل .. وأعود والشوق ادناني لأجدك بانتظاري في أبهي صورة .. وأسمعك دقات قلبي .. لتحمر وجنتك .. تجلسي بين ذراعي نشاهد همسات القمر .. نسمع رسائله علي أنغام صفير الرياح .. نشتم عطر الحب .
ــ مازالت أحلم .. حلم لا يفارق ذهني .. اتسمع لصوتك يدوي بين جنبات بيتنا .. تحتضن يدك يدي لتشعرني بالأمان حينما يهتز قلبي خوفا ً .
حينما يزداد شوقي أرتمي بين أحضانك ونرقص لننسي محيطتنا .. نستمتع بلحظات نسافر فيها للقمر .. نرقص ونرقص بين نجماته .. نكتب قصتنا عليه .. ليعرف الجميع كم أحبك .
ــ بحبك .. انتظرت كثيرا ً لتقوليها .
ــ لم أعد أقدر .. فحبك أفقدني السيطرة علي نفسي .
ــ حبك جمل حياتي .. جعلني أتمسك بالحياة .. لم أعد أرغب في ترك البلاد .. تملكتني قوة لأحارب العالم من أجلك .
سأعمل وأعمل لنكن معا ً .. لا نفترق عن بعضنا .. وقتها سأضع كل أحزاني بصندوق وأغرقه في المحيط .. لا مكان لها وأنت معي .
ــ مبروك .
ــ ما الأمر ؟.
ــ لقد اتفقت والدتك مع زوجة عمي .. ستذهب لهم غدا ً لتطلب ليلي لك .
ــ ماذا ؟.. تركت أختي علي الكوشة لتخطب لي .. مستحيل .
ــ مستحيل لما ؟.. تراني غير مناسبة لك .. لأنك تعرفت عليك قبلما تراني هي وتعيني .. بعدها ستعرضني عليك .. ترغب دائما ً تكون التاجر صاحب البضائع .. وأنا السلعة .. تعرض عليها السلع .. لتختار ما تناسبها .. تشتري أو ترفض .. هي صاحبة الكلمة فقط .
ــ عمرك ما كنتي سلعة .. أنت ملاكي .
ــ ماجد أراك غدا ً .
ــ لما ؟ .. أنا أراك ِ الآن .
ــ سأنصرف حالا ًً .. لا أتحمل كلام والدتك .
ــ حسنا ً انتظرني .
ــ ماذا تريد ؟.
ــ انظري للمسرح .
ــ ماذا ؟ .. أنت ماذا تفعل ؟.
ــ "صبا " .. انتظر لا ترحلي .. أمي اسمعني كلامي .. فرضتي طلبي .. لن انتظرك بعد الآن .
والدته :
ــ ماج ماذا تفعل ؟!! .. ستفسد زفاف أختك .
أخته :
ــ ماما أتركيه يخبرنا بما يريد .. هيا تحدث واخبر الجميع بما بقلبك .
ــ أستاذ مختار .. أطلب منك يد ابنتك الكريمة صبا وأتمني توافق .. أنا أحبها بجنون .. وأحمل خاتم زواجنا منتظر هذه اللحظة منذ زمن .
نظر والدي إلي قائلا ً :
ــ ما رأيك ؟ .. ماجد يحبك .. وأنت ِ ؟.
ــ بابا .. ..
والدي :
ــ لا تخجلي هو يحبك ولم يخجل .. أعلن عن حبه أمام الجميع .. لم يستمع لأي كلام .. حتى كلامي .. طلبك علي الملأ .. ما رأيك ؟.
لم ينتظر ماجد ردي .. نزل متجه نحوي .. جلس علي ركبته مقدم لي خاتم الزواج .. مشهد من مشاهد الأفلام .. يستحيل أصدق حدوثه أمامي .. وها هو يحدث معي .
شعرت بصدمة .. لم يخبرني من قبل بهذا الخاتم .. أقبل أم أرفض .. والدته لا تريدني .. وأبي يري الوقت مازال باكر علي الزواج .. مازالت في العقد الثاني .. ماذا أفعل ؟..
لو وافقت والدته ستجعل حياتي جحيم .. وربما يكون كلام أبي صحيح .. مازال العمر أمامي .. لما أقيد نفسي ببيت وأسرة من الان .
لا يهم .. ماجد لم يهتم لكلام أبي .. أعلن حبه ولم يخجل .. قدمت يدي إليه وشفتي مبتسمة.
ــ موافقة .. قبلتك حبيب وزوج .
صفق الحضور غير مصدقين لما يحدث .. مشهد من مشاهد الأفلام الرومانسية .. حياتنا تلاشي منها الرومانسية .. رفعنا راية الحزن للأبد .
لا يهم .. المهم أنا خطبت لماجد .. أخيرا ً أتحقق الحلم المستحيل .. وأمام الجميع .. لا يهم كلام والدته .. ولا كلام أبي .. المهم سأتمسك بحبه ورومنسيته .. لن أقبل يتنزل عنها مطلقا .
0 comments:
إرسال تعليق