عندما يهبنا المولى هدية معينة نتقبلها بفرحة ونتعامل معها على أنها عطية لا ترد منحة غير قابلة للوفاء وتسير بنا وبها الحياة ربما نفقد الإحساس بمدى أهمية هذه الهبة ليس لكونها غير مهمة فى حياتنا وليس لأنها لا تفيد أو حتى لأننا فقدنا فرحتنا بها لا ,بل فقط نسينا أو تناسينا أننا إستقبلناها بفرحة وتهليل وتكبير ,نسينا أو تناسينا أننا كنا نتمناها وعشنا فى إنتظارها أمدا طويل وبذلنا فى سبيل الحصول عليها كل نفيس وغال , نسينا أو تناسنا كم إبتهلنا وصلنا الى الخالق كى نحصل عليها أياما وربما سنين
وعندما نصحو ذات يوم لنجد أيادينا فرغت مما كانت تملك بالأمس القريب , نتساءل لماذا ؟؟ وأين ذهب ما كنا نملك ؟ كيف خلت الأيادى مما كان ملؤ العين والسمع والفؤاد ؟؟ ونساءل الإله الأعظم كيف يسترد الإله هبة أعطاها لعبد من عباده ؟ نتساءل فى إستغراب أو فى إستعجاب كيف للرب أن يستعيد منحة وهبها من قبل لعبد فرح بها ودفع حقها وأدى الشكر عليها ؟؟
الإستغراب هنا أو الإستفهام والذى ينطوى على حديث النفس للرب العظيم لا يكون إستنكارا ولا يكون إعتراضا وهو ليس جحودا وإنما هو عتب الحبيب للحبيب , عشم الضعيف فى القوى , طمع الصغير فى سعة صدر الكبير , محاولة للفهم للإستبيان , محاولة تنطوى عن صرخة مكتومة فى صدر مكلوم يعلن للرب وللرب وحده كيفما كانت الفرحة على العطية كان الحزن وخيبة الأمل فى الفقد ولحظة الحرمان , كيفما كان الحمد ساعة اليسر كان الرضا ساعة العسر طمعا فى الأجر ولكن النفس البشرية يحكمه الضعف الإنسانى الذى يعرفه الرب ولا يؤاخذ عليه عبده الضعيف الملتاع
حديث النفس الصامت يشكو للخالق فعال الأقدار التى يسيرها الخالق ,بحب ياربى أتيت إليك أشكو ما منعت عنى على حبى له وأحتسبه عندك كما إحتسبت قلبا هوى عطاياك برضاه ورضاك كما إحتسبت نفسا عشقت أنيسا توددت بعشقه لعرش تقواك
وبكل جوارح النفس العليلة أبتهل الى الله العلى العظيم أن تشفى جراحا تعمقت فى سويداء قلب محب خافق كان يرجو ألا يخيب مطلبه فى الحياة إبتغاءا لمرضاك يا الله
ونختم بإحتكامنا لصوت العقل فأنا أريد وأنت تريد والله فعال لما يريد فإذا لم يكن ما تريد فإرضى بما هو كائن وقل عسى أن تكرهو شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا
اللهم إرضى نفسى بما يرضيك وحبب إلى وإليها ما يقربها من تقواك وما يسبل عليها فرح وسرور رضاك
اللهم إنى أعوذ بك من المنع بعد المنح
لك العتبى حتى ترضى ولك الحمد بعد الرضا
0 comments:
إرسال تعليق