قد يكون ما يقال عما حدث من هرج ومرج ولغط جراء تعدد اللغات فيما مضى في برج بابل حقيقة ، وقد لا يكون. ولكننا نرى مثيله بأم البصيرة والبصر مع كل نشرة أخبار أو مناظرة أو تعليق ، فمن العرب من يبشر بقدوم ورود الربيع العربي و نهاية خريف الاستبداد، بينما عرب آخرون يصفون الربيع العربي بمؤامرة وتدخل بالشؤون الداخية وانتهاك السيادة كما لو كانت قدسية السيادة تعلو قدسية الدم. اللبنانيون يتكلمون لغات 14 و8 وما بينهما ، الدولة القادرة العادلة قبل أم بعد المقاومة ؟ .
الأولوية للدستور والقوانين أم للعرف والتوافق ؟ الجميع يلفظ بالعربية و يفسر على هواه وبما يراه الأصح والأنسب لمشاعره ومصلحته حتى أصبحنا بحاجة إلى عبقري بوزن لودفيك زامنهوف مبتكر لغة الإيسبيرينتو كي يسهم في حل مشاكلنا "البابلية" كما حل مشكلة المنازعات حين ابتكر الإسبيرانتو العالمية في بلدة بيالستوك البولندية. التي كانت مسرحاً للمنازعات بين الروس والبولنديين والليتوانيين والألمان وغيرهم. يومها أدرك زامنهوف بأن السبب الرئيسي للقتال بين أبناء تلك الجنسيات المختلفة هو نقص في التواصل وعدم إمكانية التفاهم بينهم بسبب جهل بعضهم للغة البعض الآخر .
وفي العام 1886 كان لودفيك زامنهوف قد أصدر كتابه باللغة الروسية بتوقيع "الدكتور إيسبيرانتو" أي الدكتور المفعم بالأمل . ثم نشر الكتاب بعدها باللغات البولونية والإنكليزية والفرنسية والألمانية . أخشى ما أخشاه بأننا نحتاج لأكثر من زامنهوف.. .. قبل أن تخرب البصرة.
0 comments:
إرسال تعليق