جدلية في ديوان "انثى المستحيلات"لحنين ادريس الفاسي

الوجدان المتوقد

حين نغوص في بحر كلمات حنين و نسبح بين لججها و نبحر في عالم تفيض أرضه و سماؤه بألوان شتى من المشاعر و الأحاسيس التي تعبر عن عمق صدقها, نجدنا من خلال ذلك كله نقف على معاني هذه الأحاسيس من حب و شوق و حزن و يأس و حنين و أسى ..ألم و أمل وجروح لم تندمل..حنين لاتكتب الكلمات بل هي التي كتبتها لأنها حين تكتبها فهي وحدها من عاشت حقيقتها و غصت في أعماق ذكرياتها..و كلاهما يتعذبان

كلماتي أمام هذا الزخم الهائل من الوجدانات الصادقة الصارخة المتوقدة المشتعلة التي تتدفق حممها أنينا و حنينا تتضاءل و تخر عاجزة أن توفي حق ما كتبت ذلك أن المسافة الزمنية التي عاشتها حنين بكل حب و شوق و وفاء اختزلتها كلماتها في سطور حملت فيضا من المشاعر تغرق قارئها ..

و ليت الكلمات التي كتبت وحدها من تنطق و تعبر عن مكنوناتها بل إن ما بين السطور كان أعظم و أعمق وحده من يعرف الحب و يتذوق معانيه السامية يدرك ذلك..

و لكم كانت خاتمة العقد: وقررت الرحيل مؤثرة و قوية تضعف أمامها كل الكلمات ..كانت صعبة على قلبي و أنا أقرؤها ..أحسست من خلالها معاناة فلب أحب بصدق

احمد انس الخاطر
الجزائر
**

 
سفر رفقة حنين

حينما نتحدث عن الحنين، يسرح خيالنا بعيدا، ليتجاوز حدود الزمن و ليعود بنا للخلف عبر منافذ نتركها مفتوحة لنتمكن من العودة منها من جديد حينما نحتاج ذلك...

و لكن و نحن نقرأ شعر حنين، هذه الشاعرة المرهفة الحس، نحس أننا نقتحم حواجز حنين الماضي للحاضر و نسافر عبر المستقبل... كل الأبعاد لا تهم في شعر حنين، الزمن قد يعني الأمس أو اليوم أو الغد...و قد يبقى معلقا لأنه زمن نبحث عنه في حروفها...

المكان قد يكون بيتها و قد تكون نقطة تسكن جوانبها لتجعلها تبث إحساس المرأة الكاملة في لوعة الشعر...

لم نحتاج لتحديد المكان و الزمان؟؟؟ فنحن نبحر عبر حروف حنين الرقيقة، على متن سفينة مليئة بذكريات الحب، ذكريات لم تنزو في الماضي و لكنها لاحقة بها و بقلمها للأبد...

حنين، لا تحتاج قاموسا لغويا و لا تحتاج وجوها لكي تكتب ما تراه فيها... لأن قصيدتها وليدة شعور سريع يمر بخاطرها كالبرق و يداهم قلبها كلمح البصر فيخرج من حبر قلمها كلمات متسارعة بسرعة دقات قلبها، فتنضم القصيدة الجديدة إلى أخواتها في نفس المهد...فحنين لا تحب أن تفرق بين فلذات أكبادها، فقصائدها كلها تسمو حبا و رقة و عذوبة و لا تستطيع أن تفضل واحدة عن أخرى...

أما نحن، فنبحر مع واحدة لنطير مع أخرى...لنلف العالم مع حنين و قصائد من أنين.

بشرى شاكر
المملكة المغربية

CONVERSATION

1 comments:

Unknown يقول...

قليلة هي الكلمات التي يمكن أن أقولها مقارنة بالإحساس العظيم الذي يجيش في داخلي و أنا أقرأ من خلال الرابط منشورك للكلمة التي كنت أنت من رغبت في أن تجعليها مقدمة لديوانك الذهبي و ديباجته و كنت سعيدا بهذا كل السعادة و ازدادت غبطتي و أنا أقرؤها هنا في هذا الموقع و جاءت مقرونة بكلمة الفاضلة بشرى..و يجيئ كل هذا تتويجا لجهد قريحتك الوقادة و ما تبثه من شاعرية نفاذة تنطلق كلماتها من عمق حنينك و من أغوار أنينك..أشكرك صديقتي الغالية و مزيدا من العطاء و كثيرا من النماء..أدامك الله محبة وفية..
صديقك الغالي : أحمد أنس الخاطر..الجزائر