نقطة ضوء على معرض القاهرة الدولي للكتاب/ شاكر فريد حسن

يقام ما بين الخامس والخامس والعشرين من شهر آب الجاري معرض القاهرة الدولي للكتاب ، وذلك بقاعة المؤتمرات في القاهرة ، بعد ان تم تاجيله بسبب ثورة 25 يناير بميدان التحرير.
وهذا المعرض هو حدث ثقافي هام وتظاهرة ثقافية كبرى وتقليد سنوي منذ اربعة عقود ونيف ، ويعتبر احد اهم الروافد الثقافية والادبية والمعرفية ، التي توفر منبراً للثقافات والحضارات والالتقاء بين الاتجاهات الفكرية والمذهبية والاطياف الادبية والثقافية.
ويقف وراء تنظيم واقامة هذا المعرض سنوياً الهيئة المصرية للكتاب، التي تثري الحياة الثقافية المصرية والعربية باصدارات ومطبوعات مميزة في شتى المواضيع وحقول الادب والثقافة والعلوم والفكر الانساني، تباع باسعار زهيدة ورمزية تجعل فقراء الشعب يقبلون على شرائها واقتنائها ، مما يجعل هذه المطبوعات تنفذ بسرعة هائلة.
وفي هذا المعرض يلتقي اناس عاديون ومثقفون وعشاق معرفة من اقطار عربية مختلفة ، فيجلسون في الكافيتيريا والمقهى على بساط المحبة والالفة وجناح الحوار الهادئ الدافئ.
وعادة ما يصاحب المعرض الندوات الثقافية والفكرية ، التي تثري العقل ، وتتناول شؤون وقضايا الثقافة والفكر والوعي النقدي ، وتطرح الاسئلة الكبرى حول الراهن الثقافي والهموم المتلقة بالكتاب وصناعته وبالمعرفة وتذويتها.
وغني عن القول في النهاية ، ان معرض القاهرة الدولي للكتاب هو مناسبة ثقافية تفتح ابواب الجدل والنقاش حول العديد من القضايا والاجندة المرتبطة بالكتاب ومشاغله وهمومه وعادة القراءة ، التي تشهد تراجعاً وانحساراً لدى الشعوب العربية بفعل عوامل التكنولوجيا الحديثة ، وانتشار الثقافة الالكترونية .
كذلك فان المعرض حدث ثقافي يستحق ان نحتفي به ونعتز بالمواظبة على اقامته رغم الظروف السائدة ، ويشغل موقعاً بارزاً في لوحة معارض الكتب في الوطن العربي والعالم بعد معرض فرانكفورت.

CONVERSATION

0 comments: