دمت لى/ ايمان حجازى


فى الصباح الباكر , وهى مازالت نائمة , تسمع طنين الموبايل يعلن عن الساعة السادسة , فيجب أن تستيقظ لتنطلق الى إستقبال يومها ,

وقبل أن تفتح عينيها وتخرج يديها من تحت الكوفيرتة , تحس به يجلس على حافة السرير بجوارها , تمتد يده ليعيد تنسيق شعرها التى إعتادت

أن تتركه ينساب بجوارها ويحيط وجهها , فيعيد ترتيبه ويطبع قبلة حانية وديعة على جبينها, وتتعجب من قبلته تلك فهى باردة فى الصيف

دافئة فى الشتاء , دائما مريحة مطمئنة ,ويهمس لها أن حان وقت القيام , ويستطرد قائلا أن الفطور ينتظر الأميرة ,

فتشير إليه بما بفهم منه أنها لا تريد الفطور , فيبادرها قائلا أوترضى أن أفطر بدونك ,فقد حضرت لك الشاى بنفسى , فتهم لتأخذ حماما

وتأتى لتتناول إفطارها معه, ثم تدخل حجرتها لتغيير ملابسها لتنطلق الى شغلها ,,,, وتفتح عينيها فلا تجده , وهاهى تنهض من سريرها

بدون همسة ولا قبلة ولا لمسة حانية , وهاهى تحضر لنفسها الشاى وتأخذ حمامها بدون كلمة وترتدى ملابسها , وهاهى تخرج من الباب

فإذا به يمسك الباب كعادته ليتابعها وهى تهبط السلم قائلا لها أن تأخذ بالها من نفسها , وقبل أن تفتح باب سيارتها تجده يقف فى الشرفة ,

وعندما تدير المحرك يجيئها صوته لا تسرعى ,وإغلقى الشباك بجوارك , فتلوح له من نافذة السيارة قبل أن تنطلق , وفى الطريق تدير مؤشر

الراديو فيأتيها صوت الجميلة شادية سوق على مهلك سوق فتبتسم وكأنها تبتسم له

تصل الى المكتب وتنظر الى الموبايل , هذا موعد إتصاله ليطمئن على وصولها , ولكن لا ولم يعد يرن الموبايل ,

لم يعد أحد يسأل ولا يهتم ,, ينتهى اليوم الطويل وتعود الى المنزل , وعندما تضع المفتاح فى الباب

يفاجئها ويسابق بفتحه , ويأخذها بين ذراعيه , يضمها الى صدره بحنان , يقبلها فيمسح عنها عناء اليوم كله ,,

ويصيح لقد إشتد بى الجوع وأنتى بالخارج فهيا بنا نأكل , ولأنها تعلم بحالته المرضية فكانت تحرص على

أن يأكل ويتناول الدواء بإنتظام , ولأنه يعلم ذلك فكان دائما ما يهددها بأنه لن يأكل الإ اذا أكلت معه ,

أما عنه فكان يفعل ذلك لعلمه بعدم رغبتها فى الأكل , فكانت تسرع وتحضر له الغداء وتتناوله معه ثم يأتيها

بالشاى الذى كان يصر على إعداده لها بنفسه , وكانا يجلسان سويا يتبادلا الحديث , يحكى لها ما جرى طوال يومه,

وكثيرا ما كان يفتعل أشياءا أو يضيف نكاتا حتى يسمع صوت ضحكاتها , ويسألها عما حدث لها , يلاعبها بالدومينو

والطاولة والأوراق , وكم كان يغنى لها طقطوقة فيك عشرة كوتشينة أثناء اللعب , وعندما كانت تعمل أو تذاكر

كان يجلس لينظر إليها فقط , ويظل هكذا حتى موعد نومها فيضعها كالطفلة فى سريرها ويحكم عليها الغطاء و يقبلها

ويتمنى لها أحلاما سعيدة ,,,, وهاهى الآن تدخل البيت فلا تجده , وهاهى تحضر لنفسها الأكل برغم أنها لا تريده , وعليها الآن أن تحضر كوب الشاى

الذى بالتأكيد لن يكون بنفس الطعم ,, وبعد قليل سوف تذهب الى السرير بمفردها وسوف تحاول النوم بدون أن يتمنى لها أحد نوما هادئا ولا أحلاما سعيدة

تسألها عينيك لماذا تتذكرك اليوم ؟؟ تجيبك وأنت أعلم بالإجابة هل أتى يوما نسيتك فيه ؟؟؟

هل فضلت أحدا عليك ؟؟؟

هل كان لى يوما صديقا غيرك ؟؟ أو حبيبا سواك ؟؟

لقد أصبت بالوحدة بعدك ,,, كم إشتقت إليك , الى صوتك , حنانك , مداعباتك , خوفك وإهتمامك

ياوالدى الحبيب ,

يا عشقى الغالى ,

يا ملجأ الأمان ,

لا ولم بل لن يتسنى لى يوما النسيان , إنما هو التعايش مع الدنيا ,مع الناس , وكلما أثبتت لى الحياة برودتها وعدم صفاء أهلها وجفاءها أهرع إليك ,

فمازلت ألمح فى عينيك الصفاء والطيبة , ومازلت لم أجد الدفىء إلا فى حضنك الواسع

CONVERSATION

0 comments: