جرى ، مؤخراً ، في قرية عرعرة تكريم الكاتب والمفكر والشاعر الكفرساوي/ الجليلي / الفلسطيني ابراهيم مالك ، وذلك تقديرا لعطائه الادبي والثقافي ، وتثميناً لدوره الفاعل في العملية الابداعية ، ولمواقفه السياسية والوطنية الثورية التقدمية الجذرية .
وبلا شك ان هذا التكريم هو لفتة طيبة وكريمة وخطوة ايجابية ، وكذلك تكريم مستحق ، ووسام شرف لمسيرة انسان مبدع وشاعر ملهم قدم الكثير للحياة الثقافية الفلسطينية في الداخل ، وساهم في خدمة المشهد الادبي الفلسطيني ، وتطوير واثراء الثقافة الوطنية الفلسطينية ، ثقافة الانسان والتقدم والحرية ، ورفع مكانة الادب كاحد الفنون والعلوم الانسانية ، والعمل على رفعة ورقي المجتمع الفلسطيني ونشر القيم الانسانية العليا.
وابراهيم مالك هو بالاصل من قرية سمخ الفلسطينية المهجرة الواقعة على ضفاف بحيرة طبريا ، هجر منها مع اهله وسكن في بلدة كفر ياسيف ، وفيها انهى تعليمه ودراسته ، وكان معلمه في التاريخ الاستاذ الناقد بطرس دلة ، الناشط في المجال الثقافي والنقدي ، الذي نتمنى له الصحة والعافية والعمر المديد .
عشق ابراهيم مالك الكتابة ، وشغف بالقراءة ، اغوته السياسة والهمه الفكر الاشتراكي العلمي التقدمي ، الذي اعتنقه اعتناقاً فلسفياً .
انتمى للحزب الشيوعي، وقضى في صفوفه عشرات السنين مناضلاً ومحارباً ومدافعاً عن القيم الثورية التي كرس حياته لاجلها .
ابراهيم مالك من الشعراء الاواىل الذين كتبوا القصيدة في بلادنا ، ونشر قصائده في ادبيات الحزب الشيوعي ، ولكن انشغالاته. السياسية والحزبية ابعدته عن الشعر فتوقف عن كتابته فترة طويله ، ثم عاد بقوة ليرفد الساحة الادبية والثقافية بالاشعار والقصائد الوطنية والانسانية العذبة المخملية ، واصدر مجموعة من الدواوين والمجاميع الشعرية لاقت الترحاب والاستحسان من النقاد والقراء .
كتب ابراهيم مالك في كثير من الموضوعات والاغراض الشعرية ، الوطنية والسياسية والوجدانية والعاطفية ، وتميزت قصائده بالدفء والحس الانساني والصدق الفني الجمالي ، وعمق التجربة وغناها . وجاءت اشعاره ملتهبة بالعواطف الجياشة ، ثائرة على الظلم والقهر والطغيان ، مغموسة بالوجدان ، تصور ما يعتمل في نفسه من انفعالات وحب وعشق لفاطمة / المعشوقة / الرمز / الحلم / المعادل الموضوعي .
ويمكن القول انه كرس شعره صوتاً صافياً ومخلصاً لقضية وطنه المعذب فلسطين ، وقضايا التحرر والاستقلال .
فللمكرم ابراهيم مالك الف تحية مع باقة ورد عطرة ، والتمنيات له بالعمر الطويل ، ودوام العطاء لما فيه خدمة الانسان ونضاله ، لاجل الحرية والانعتاق.
0 comments:
إرسال تعليق