نداء الى سعادة رئيس الجيش العماد جان قهوجي و فضيلة الشيخ حسن نصرالله/ فراس الور


  لا شك أن لبنان عسكريا يتخذ حاليا مفهوم أشمل من السابق بالنسبة الى قدرته على ضبط و ربط حدود لبنان، فأصبح يحارب الدخلاء من الأحزاب المسلحة و التي غالبيتها من العناصر الجهادية انطلاقاً من أنه جيش دولة من واجباته أن يحمي أرض لبنان بالكامل من اي وجود عسكري يزاحمه على السيادة الأمنية و العسكرية، و لعل هذا يشكل ايضا بالمفهوم السياسي نقلة نوعية لم نشهدها من قبل في الساحة السياسية الأمنية اللبنانية إذ أن جيش الدولة لم يعد يقبل بتسليح الأحزاب السياسية كما في العهود السالفة، فالصراعات يجب أن تبقى سياسية و أن لا تأخذ البعد العسكري بين الأحزاب اللبنانية حتى بأحلك أوقات الظلمات...و لكن...هذه المؤسسة لم تقوى بالصورة الكافية لفرض هيبتها بالكامل على التراب اللبناني، فوجود حزب الله حجمها كثيرا و خصوصا الصراع العسكري الذي شنته اسرائيل على حزب الله في حرب تموز، فمما لا شك به أن رفض حزب الله تسليم سلاحه للجيش اللبنانية و رفض جنده الإنخراط بالعمل المسلح مع الجيش اللبناني لم يعطيه فرصة كافية لكي يتقوى و يفرض سلطته بالكامل على ترابه الوطني...
            أظن أن هذه المؤسسة العسكرية قد ظُلِمَتْ كثيرا و ها هيا تدفع فاتورة العراك السياسي للأحزاب و عدم مقدرتها على الإتفاق مع بعضها البعض، فكثرة الضغوطات السياسية و الفكر الطائفي الذي يتملك هذه الأحزاب قد وضع البلد بحالة انقسام تمتحن القدرة الأمنية لهذه المؤسسة العسكرية كثيرا...فلا يكفي أن سوريا ما عادت قادرة على ضبط حدودها مما سَهًلَ دخول الأحزاب العسكرية المجاهدة الى لبنان...بل الحياة السياسية اللبنانية متعطلة و الكرسي الرئاسي فارغ من الحاكم...المثل يقول ضربتان في الرأس تسبب الألم فما بالكم هذه الضربة الثلاثية...حدود بها ثغرات أمنية و حياة سياسية متعطلة و بلد من أرقى بلدان الأمة العربية من دون رئيس...سَلًمْتُكَ الى الله يا لبنان فالله موجود ليحنو عليك...
            لم أوصل القارئ الى هذا الحد لأشعره باليأس...بل الحل ممكن...فإنعدام الحياة السياسية في لبنان غير مرتبط بالواجب الأمني للجيش، فيستطيع الجيش تعطيل الدستور بصورة مؤقتة و ايقاف العمل بالقوانين المدنية في لبنان و اعلان الأحكام العرفية (العسركية) في الجمهورية اللبنانية، و لإتمام فرض هذا الطوق الأمني على حزب الله و لو لفترة مؤقتة أن يبرهن دعمه لهذه المؤسسة و أن يدعم الجيش اللبنانية بسلاحه و جنده لحين فرد طوق أمني قوى على كامل الحدود اللبنانية و ايضا للقضاء على الجماعات الجهادية التي تحارب سلطته كجيش لبناني...فمثلما يرسل جنده لمساعدة الدولة السورية بقيادة الرئيس بشار الأسد يستطيع توجيه جزء يسير من قواته و موارده لدعم المؤسسة العسكرية اللبنانية...بل لا ضرر من القليل من الذوبان داخل الجيش اللبناني لبلوغ تأمين الأمن على الحدود و في الداخل اللبناني...أما بغير ذلك هل حروب اهلية سَتُشْعِرْ فضلية الشيخ حسن نصرالله بالسعادة؟ اشك من ذلك فهذا وقت وحدة و تسامح لا تعنت و إعلان المواقف كما مع كل أسف يفعل سائر السياسيون،  
            أن هذا الإتحاد بالقوة هو الحل المثالي الذي سيدعم المؤسسة العسكرية اللبنانية و سيساهم بالحفاظ على وحدة لبنان من منطلق عسكري...و إذا أمعنا النظر قليلا هذا ما حصل مع الجيش المصري، فكان قادرا على فصل القوة العسكرية بصورة ناجحة عن العراك السياسي الدائر ببلده، فمهما نتج عن هذا الصراع السياسي يبقى شأن سياسي لا علاقة للمؤسسة العسكرية به بالدجة الأولى حفاظا على وحدة قياداتها و تماسكها و تجنبا للإنقسام داخل مجلسها القيادي، و بحسب سلم الأوليات استطاع الجيش المصري اثناء الأعوام الماضية فرض الطوق الأمني المناسب على الحدود الخارجية و الداخيلة...فوحدة المؤسسة العسكرية اللبنانية و تَغْذِيَتَها بعناصر السلاح و القوة البشرية ضرورة لوحدة لبنان...فلا يجب أن يتظر لبنان اي دولة خارجية أن تساعده بتغطية حدوده و أمنه الداخلي...فبإنعدام وحدة صف البلدان العربية و الشارع العربي يجب أن يتكل على موارده الداخلية، و الله ولي القصد من هذا القول و هذا الطرح، أتمنى ان تصل رسالتي الى القيادة العسكرية اللبنانية،  

CONVERSATION

0 comments: