مصر لا تكرم من يدافع عنها/ مجدى نجيب وهبة

** أعتقد أن هذا العنوان هو الحقيقة التى نراها أمام أعيننا كل يوم .. وهى أن مصر لا تكرم من يدافع عنها .. بل ربما تقيم له حفل تكريم بعد وفاته ، وربما تنشر بعض كلمات الرثاء فى بعض الصحف ، وربما يخرج علينا إعلامى أو مقدم أحد البرامج ليتحدث عن المرحوم بعد وفاته ..
** هكذا تعودنا منذ نعومة أظافرنا .. أن كل القادة والزعماء والأدباء والفنانين يتم تكريمهم بعد وفاتهم ، وبالطبع الأمثلة كثيرة .. فقد تم تكريم الرئيس الراحل محمد نجيب بعد سنين طويلة من وفاته .. وتم تكريم المشير الجمسى بعد سنين من وفاته .. والكاتب فرج فودة التى إغتالته يد الإرهاب .. والأديب "نصر حامد أبو زيد" الذين كفروه وفرقوا بينه وبين زوجته .. وغيرهم الكثيرين ..
** لقد تعمدت أن أبدأ مقالى بهذه المقدمة .. عندما قرأت بلاغ لأحد المحامين يدعى "أحمد إمام" ضد الإعلامية أمانى الخياط .. يتهمها فيه بالإساءة لدولة المغرب .. وبغض النظر عن مصداقية البلاغ ، وعدم وجود صفة لصاحب البلاغ إلا أن المدهش والمثير للتساءل والجدل هو أن النائب العام "هشام بركات" أحال البلاغ للنيابة العامة للتحقيق .. وتناسى الجميع أن الإعلامية أمانى الخياط قدمت الكثير والكثير للدفاع عن مصر ، رغم أنها أخطأت فى حوارها مع خصوم الفريق "أحمد شفيق" فى بداية وكسة 25 يناير ، وأعتقد أنها كانت تحت ضغط من مالك القناة الملياردير نجيب ساويرس ..
** تناسى الجميع أن الإعلامية أمانى الخياط ظلت تبكى على هذا الوطن حتى إستعاد عافيته بعد ثورة 30 يونيو ، ولكن تأتى المصائب تباعا فيبدو أن صاحب القناة إستاء من هجوم الإعلامية أمانى الخياط على نحانيح نكسة 25 يناير والطابور الخامس الذى يقوده البرادعى وأعوانه .. فقرر المليادير نجيب ساويرس الإطاحة بالإعلامية أمانى الخياط وسلمها إستمارة 6 لتنضم لصفوف المطردوين من الإعلام بسبب مواقفهم المشرفة بالدفاع عن الوطن وقد سبقها الإعلامية "رانيا بدوى" بطردها من قناة التحرير فى أول تحدى لها مع سفير أثيوبيا للدفاع عن مصر .. هكذا هو الثمن !!!..
** تناسوا كل هؤلاء الهلافيت الذين يملكون صكوك إعطاء الفرصة لكل إعلامى يلحس تراب أحذية أصحاب هذه القنوات .. لأنه فى النهاية المادة الإعلامية هى التى تحقق أرباح طائلة على أصحاب هذه القنوات .. والدليل إستمرار بقاء "محمود سعد" مقدم برنامج "أخر النهار" على قناة النهار ..
** أما عن قناة أون تى فى .. فحدث ولا حرج عن صاحبها رجل الأعمال نجيب ساويرس .. فهو حالة خاصة جدا .. فهو يصر على بقاء من يسخر من الجيش المصرى بزعم حرية الرأى وهو الهلفوت أو السفروت يسرى فودة ، والنشفانة المعصعصة ريم ماجد التى ظلت تسخر من الجيش المصرى حتى أجبر رجل الأعمال على إستبعادها من القناة ..
** لم تكن جريمة رجل الأعمال هى دعم الإعلاميين الذين يسقطون الجيش والدولة المصرية .. بل بالأمس فقط نقل ما هو أسوأ مما يفعله أى رجل مصرى أو وطنى يخشى على هذا الوطن .. عندما بدأ الإعلامى "عبد الرحيم على" يكشف أسرار الصندوق الإسود وعلاقته بالملياردير نجيب ساويرس ..
** فوجئنا بالأخير يقوم بالإتصال بمالك قناة "القاهرة والناس" لقطع الإرسال على الإعلامى عبد الرحيم على وطرده من القناة .. هذه الظاهرة لم تحدث فى أشد النظم الديكتاتورية ولكنها حدثت بالأمس .. فهل سيظل الرئيس عبد الفتاح السيسى صامتا إزاء كل ما يحدث فى الدولة ..
** هل سيظل السيسى صامتا حتى تسقط الدولة ، ويعود براثن الفوضى والإرهاب ونحن نرى الشارع المصرى يشتعل يوميا بالمخربين والإرهابيين والإخوان المسلمين وحرق أبراج الكهرباء ، وكبائن الكهرباء ، وقطع الطرق ، وإشعال النيران ، وقتل المواطنين الآمنين وأفراد من الجيش والشرطة .. ولسنا ندرى من هو الذى يعطى الأوامر بالحفاظ على هؤلاء المجرمين وعدم ضربهم بالنار .. رغم أنهم يحملون الأسلحة ضد الشعب الأعزل وضد الجيش وضد الشرطة .. هل هناك من يتعمد إسقاط الدولة المصرية ..
** أقول نعم وألف نعم .. هناك من يخططون لإفشال ثورة 30 يونيو ، ومحاكمة السيسى ، والقضاء على الجيش المصرى ، وهم موجودين فى الدولة يحتلون المناصب فى الشرطة والقضاء والأزهر والمحليات ومؤسسات الدولة .. الجميع يعملون فى خط واحد لعودة الإخوان .. فأين أجهزة الأمن فى مصر التى ترصد دبة النملة ..
** نعم .. أؤكد أنه لا كرامة لمن يدافع عن هذا الوطن .. فقد جعلونى أشعر بالندم وأنا لم أذق النوم منذ وكسة 25 يناير ، ولم أذق طعم الراحة .. كتبت أكثر من 1000 مقال للدفاع عن الوطن وأمتلك جريدة إلكترونية بإسم "صوت الأقباط المصريين" .. ظللت أكتب المقالات لكشف زيف الإخوان والمؤامرة الكبرى التى تتعرض لها مصر منذ البداية .. ولم أكتب سطر واحد وعدت بعده وإدعيت أننى لم أكن أعرف بأن الإخوان سيصلون إلى هذا المنحدر من الفوضى الهدامة .. أو تساءلت هل كان هناك بالفعل مؤامرة تدبر ضد مصر ، كما لم أسأل قط هذا السؤال الغبى الذى يردده الكثيرون ، من قتل الثوار الذين كانوا بالتحرير .. كما إننى لم أسأل هل 25 يناير مؤامرة أم ثورة ؟ .. بل كتبت كل الأحداث قبل وقوعها بسنتين .. وقد ثبت أن كل سطر كتبناه كان الحقيقة .. وأن الإخوان ومنظمة حماس والجماعات الإرهابية هم منفذى كل الجرائم التى حدثت فى مصر منذ 40 عاما مرورا بأحداث كنيسة القديسين بالأسكندرية وما تابعها حتى وصلنا إلى حرق الكنائس بعد 30 يونيو ..
** ومع ذلك .. لم نكرم ولو بكلمة واحدة .. لم ندعى لأى لقاء للرئيس عبد الفتاح السيسى .. بل كان كل الذين يدعون فى كل لقاءاته الصحفية والإعلامية هم من يسبون الدولة ويحرضون على الجيش ويدعمون الإخوان ..
** فهل إعلامنا ليس محسوبا على الدولة وليس مقروء ، رغم أنه يقرأ فى كل العالم ربما أفضل من الصحيفة الورقية التى يقرأها العشرات ، بينما تتحول فى خلال ساعات قليلة إلى قراطيس لبيع الطعمية .. ولكن ما يجعل أصحاب هذه الصحف مليونيرات هو المادة الإعلانية التى تحقق أرباحا طائلة لصاحب الصحيفة ، وبالطبع المادة الإعلانية يتحكم فيها رجال أعمال ، ربما شرفاء وربما غير ذلك .. ولذلك فسياسة الصحيفة تتوقف على مزاج أصحاب الإعلانات وليست مصلحة الوطن ..
** لقد تناسى مقدم البلاغ وسيادة النائب العام أن مصر تعرضت لكثير من حملات التشهير والإهانات .. ولم يتحرك أحد .. هل تناسيتم الإهانات التى تعرض لها المصريين فى أم درمان أثناء مباراة كرة القدم بين الجزائر ومصر فى نهائى كأس الأمم الأفريقية .. هل تناسيتم البذاءات التى تعرض لها الشعب المصرى فى ليبيا وتونس واليمن والسودان وقطر ..
** ومع ذلك يصمت الجميع .. وعندما يدافع أحد عن مصر يتم طرده من القناة وإهالة التراب عليه ورجمه بالحجارة ، نعم .. إنها مصر التى لا تكرم من يدافع عنها !!..

صوت الأقباط المصريين

CONVERSATION

0 comments: