ونِـعْـم الأشقاء/ محمود شباط

ورثت سعادُ عن أبيها نصفَ أرضهِ ونصف بيته، بقيت في وظيفتها وبقي الوريثُ الآخر في نفق البطالة والضياع والسهر وبناء قصور الرمل. ظل شهيم على طفيليته وقسوته، ظل يبيع الأرضَ قطعةً إثر أخرى، يُعـكِّـر صفوَ حياةِ أمه وأخته كل يوم، ويفتعل المشاكل مع أي خطيب محتمل لسعاد. 
بعدما باع شهيم آخر ممتلكاته قال لأمه وأخته بأنه سوف يبيع حصته في البيت إلى رجل عُـرِفَ بسوء سمعته فخافت سعاد على سمعتها واضطرت لدفع نصف راتبها  كل آخر شهر إلى "الشهيم". 
استمر مسلسل التنكيد والابتزاز، بلغ العقوق ذروته يوم هدد أمه بنشر أخبار مشينة عن أخته فقالت له الوالدة : إلا هذه ، خذ ما تريده منا واترك لنا شرفنا وسمعتنا. انتهت الصفقة بتسجيل إرث الأخت باسمه، ومجوهرات الأم في جيبه، احتفل شهيم بفرحته بانتصاره عليهما وخمر حتى الثمالة، انطلق بسيارته بسرعة، لم يغب طويلاً، وحين رجع عاد جثة في سيارة الإسعاف. 

CONVERSATION

0 comments: