
كانت القدس يوما مدينة العروبة المغتصبة وكان الأقصى هو مسجد المسلمين الأسير، كانت لنا قضية واحدة وعدوا واحدا، تفضحه أشعة الشمس كل صباح ويعريه ضوء القمر كل ليلة، كنا أبناء مصر والوطن العربي وكأننا على قلب رجل واحد، واستطاعوا بمكرهم وكيدهم أن يدخلوا أرضنا تحت دعاوى السلام الوهمي ولم ينسوا يوما أو ساعة بأننا هدفهم الوحيد، فلم يكلوا ولم يملوا حتى يخرجوا من مشهد العداوة وأن يصنعوا عدوا من أنفسنا فنقتتل بسلاحهم ونطعم أنفسنا بثمار أمراضهم، فأورثوا عقولنا التغريب والتجهيل بديلا عن ثقافة ديننا ولغتنا وأرضنا فأصبحنا لقمة سائغة إن أرادوا أكلوها أو لفظوها، فتاهت قضيتنا الأم ولم يعد لها في قلوبنا ذكرا.
والآن وقد سقط الأقصى الأسير بين مطرقة العدو وسندان الجهل والعداوة فيما بيننا، هل يمكننا أن نفيق من غفوة طالت بنا أم لا نفيق إلا على يقظة تكاد أن تطيح بتاريخنا كله على نار لن تبقى ولن تذر.
0 comments:
إرسال تعليق