رسائل من قلبي إليك...

سألت الله حبّاً لا يزول، فكان حبّكَ حكاية لا بداية لها، فأين السعادة اختفت؟.. وأين تلك الشمس التي في ليل تذوب وفي النهار حزن كساها؟.. فلا تسأل عن عيون ندية تراك تطارد أطياف براءة في خدّيها، فإن غبتَ عن حياة لا أراك فيها، فاسكن خيام حور ولا تقل حبيبتي ضحايَ...
فالضحى في أحداق عروش أنت صباها، فلا تغدُ حزيناً من حياة لم تدرك سرّ تمنعها، ولا تعجب من عيون ما زال كل سراب تراه يزيد من توجّعها!.. كئيبة لغتي، وبؤس في شقاء لم يذق فرحاً ضادها، ويل للعذاب من هجر صريع ظالم، ونفس تعطي الهوى شوقاً يؤلم نواها..
حبيبي...
لن تنال رضاي. ولو تعلّق القلب المثقل في رسائل أنت منتهاها، فالخيال شمع أسير حارق يسيل كأنفاس غروب متعب، والحروف ابتهاج والكلمات أسرار في عينيك أراها، أخاف عليك من سحر لعوب وأهداب تعبث في دنيا الهوى، فتشقى في غضب يجعلني أقاسي ألم النوى، ولهيب ثورة تصبّ غضبها على خدود ماجت القلوب في لحاظها، وعناق تهفو اليه من فاتنة يؤذيك هواها، فإن عجبتَ من حسن!.. تعفّف وقل يا ربّ هب لي حبيبة أنعم في لِقاها...
حبيبي...
ماذا دهى قلباً يئن؟.. يمزق كل غيرة تلف دهري المثقل بالأسى، ويزف الحروف لحبيب يتوق لدوح يمرح في رباها هذه دموع مزجتها، وأجفان مشطتها، وشطآن مسحت رمالها، فهل من أثر لشمس وضحاها؟. لذة حزن محوتها ببسمة على ثغرك علقتها، فيا زمان توقف لا تهزأ بي، فتأوّهات نفسي في صدرك أخفيتها. ألا يا قلب استرح حين تغمرك الحياة فتنسى همسها، ويا قلماً أكتب أبجدية صمت تلسع الأوراق، فتصرخ أحبّها.. ويا قرنفلاً ضم كل نحلة قبّلتك بشفاهها..
حبيبي...
هي الأقدار التي تجور فيتّئد كل حبيب يتوق لعذراء يضمّها، قد كنت أهذي في صمت مؤلم، وحياء جاهل يبوح على الأوراق، ويخاف حقيقة سلبت ربيع عمر عفّ الزهر منه فأخفى عطره وترك للحمائم رسائل حبّ في غد ينأى عن كل خطيئة أخاف من أذاها...
بقلم ضحى عبدالرؤوف المل
0 comments:
إرسال تعليق