صرح قداسة البابا تواضروس الثانى لوسائل الإعلام المقروءة والمرئية .. عند سؤاله "كيف ترى قداستكم بناء المساجد فى مصر" .. فكان رد قداسة البابا نصا (يجوز بناء المساجد فى مصر بما لا يضر الأمن القومى للبلاد) ..
** توقعوا معى إذا كان هذا التصريح قد صدر من البابا عقب نكسة 25 يناير ، أو عقب ثورة 30 يونيو .. فماذا كان يمكن أن يحدث ؟ ...
** أعتقد وبدون إطالة .. أن ما كان سوف يحدث قبل 30 يونيو .. هو الهجوم على الكاتدرائية وإلقاء المولوتوف عليها والهجوم على كل كنائس المحروسة من أقصى اليمين إلى أقصى الشمال .. هذا بجانب إستهداف كل أقباط مصر من الصعيد والأسكندرية ومطروح والقاهرة .. ثم يأتى المساء لتهل علينا فضائيات حرق الوطن لتسكب مزيدا من الزيت لإشعال النار والحرائق .. حتى يقضى على الأخضر واليابس من جراء هذا التصريح ...
** أما بعد 30 يونيو .. ستهاجم كل كنائس الصعيد ، وستكون فرصة سانحة لشيوخ الإرهاب للخروج ضد الكنيسة ، ومطالبة قداسة البابا بالإعتذار ، ومطالبة رئيس الدولة بالتدخل لإقالة قداسة البابا .. لأنه على حد زعمهم تسبب فى جرح شعور المواطن المسلم .. وسوف تتناول وسائل الإعلام فى مصر تصريحات البابا من وجهة نظر الإخوان لحرق مصر بمن فيها .. ثم تمارس أمريكا دورها القذر فى إشعال مزيد من الحرائق ، وسينطلق الإعلام الغربى بتصريحات نارية لبعض المتطرفين .. مع التوقعات بحرق أكثر من كنيسة فى الصعيد المصرى ..
** هذا ما كان سوف يحدث ، وربما أكثر .. فما بالنا عندما صرح شيخ الأزهر ، الدكتور "أحمد الطيب" بهذا التصريح لكل وسائل الإعلام .. خاصة عندما بدأت أزمة الكنائس فى مصر ترى النور وتضع الدولة الأسس والقوانين التى تسمح ببناء دور العبادة للأقباط والمسلمين ترسيخا لدولة المواطنة بعد ثورة 30 يونيو العظيمة ..
** ورغم قسوة تصريح فضيلة الإمام الأكبر الدكتور "أحمد الطيب" .. إلا أنه للأسف ، لم يكن له أى صدى فى الكنيسة المصرية ، إلا من بعض التصريحات التى أعلنت عنها الكنيسة وهى إستياءها من تصريحات فضيلة الإمام شيخ الأزهر .. وهدأ الموضوع عند هذا الحد .. ولم يعتذر فضيلة الإمام ، أو يوضح وجهة نظره .. بل ألقى بكرة اللهب فى الملعب وتركها تتدحرج حيثما شاء ...
** يعتقد البعض أن هذا التصريح صدر ثم إنتهى .. إنهم واهمون .. حتى لو صدر قانون لتنظيم دور العبادة ، فسوف تظل فتوى شيخ الأزهر هى مصدر قلق أمام الأقباط فى كل ربوع مصر .. لأن معنى هذه الفتوى أن بناء الكنائس فى مصر قد أضر ، واكررها ، قد أضر بالأمن القومى المصرى .. ولن نعيد ما كتبناه فى مقال سابق ، وتساءلنا .. هل الكنائس هى التى تتكدس بالأسلحة داخلها أمام بعض الزوايا والجوامع .. هل الكنائس هى التى يخرج منها المصلين يوم الجمعة ليقطعوا الطرق ويشعلوا النيران ويهاجمون الشرطة والجيش والشعب ؟ .. هل العظة التى يتناولها الكاهن داخل الكنيسة هى التى تحرض الغوغاء على الخروج ضد الدولة أم المسجد ؟ .. أسئلة مشروعة وإجابتها واضحة .. ولكن يبدو أن شيخ الأزهر يذكى إشعال الفتنة فى مصر بعد ثورة 30 يونيو وكأنه يعلن أنه بديل عن حكم الإخوان المسلمين .. وأن الأزهر هو الحاكم بأمر الله فى مصر بعد رحيل الإخوان !!! ....
** ثم يأتى دور الدكتور "شوقى علام" مفتى الجمهورية .. فقد صرح فى إحدى البرامج التليفزيونية أول أمس أن من ينكرون عذاب القبر لا يعرفون ما يقولون ، ولا يدركون أبعاد الشبهات التى يلقونها .. كما أنه فى إحدى الحوارات مع الإعلامى وائل الإبراشى فى برنامج العاشرة مساء .. إستضاف الإبراشى الدكتور "عبد الله النجار" والشيخ "صبرى عبادة" وكيل وزارة الأوقاف .. فى حوار لمواجهة الشيخ "محمد عبد الله نصر" ، حول بعض الفتاوى التى ذكرت فى كتاب صحيح البخارى عن عذاب القبر والثعبان الأقرع ، وفتوى جناح الذبابة ، وفتوى تكفير الأقباط ، وفتوى إرضاع الكبير ، والذى إعتبرها الشيخ "محمد عبد الله نصر" هو إهانة للإسلام وللرسول" .. ولكن فوجئنا بهجوم ضارى من الدكتور عبد الله النجار وهو أحد علماء الأزهر الأجلاء ، ووكيل الأزهر الشيخ "صبرى عبادة" ..بل وفى مداخلة أجراها فضيلة الإمام مفتى الجمهورية الدكتور "شوقى علام" أكد صحة كل ما ذكره صحيح البخارى .. وطالب الجهات الأمنية بالقبض على الشيخ "محمد عبد الله نصر" الذى وصفه بـ "ميزو" .. ثم فى هجوم للسيد وكيل الأزهر على الشيخ نصر قال له (لن تنال من الإسلام ولا من الأزهر مثلك مثل بعض المسيحيين) .. ولم يواجهوا الشيخ نصر بالرد أو الإجابة على أى فتوى أثيرت ..
** هذا الحوار لو كان قد أجرى فى عصر الرئيس محمد حسنى مبارك .. لقامت الدنيا ولم تقعد .. وهو ما حدث عندما أثيرت فتوى إرضاع الكبير .. فطلب شيخ الأزهر من الدكتور "عزت عطية" صاحب الفتوى الإعتذار أو تقديم إستقالته .. فرفض الدكتور عزت عطية الإعتذار وقدم إستقالته من مجمع البحوث الإسلامية ..
** اليوم .. نرى أن هناك علماء ومشايخ الأزهر يتبادلون فتاوى ذكرت فى صحيح الإمام البخارى ، ومن ضمن هذه الفتاوى تكفير الأقباط والكنيسة .. وعدم بناء ما هدم منها ، وعدم مشاركتهم فى المناسبات والأعياد ، وعدم مصافحتهم ، و ... ، و... ، رغم أن مصر نفضت عن كاهلها تنظيم الإخوان الإرهابى الذى أسقط مصر بثورة 30 يونيو ، فلولا يقظة شعبها وجيشها وشرطتها العظيمة .. لأنتهت مصر إلى الأبد ..
** يبدو أننا أمام تحدى أخر ، ولكن بإستبدال الإخوان بمشايخ وعلماء الأزهر الشريف .. الذى كتبنا عنه عشرات المقالات .. أحدهم فى مجلة روزاليوسف عام 2001 بعنوان "الأزهر منارة الإسلام جامعا وجامعة" .. أما الكارثة أن مفتى الجمهورية يعود ويكرر صحة فتوى عذاب القبر .. ولم يعترض على أى فتوى وصارت هذه الفتاوى صكوك الغفران لدخول الجنة .. وإذا كانت فتاوى عذاب القبر ، والثعبان الأقرع ، وإرضاع الكبير صحيحة .. فما بالنا بالفتاوى ضد الكنيسة والأقباط ، وما مصير الكنيسة فى ظل ترحيب الأزهر بفتاوى البخارى التى ظلت بعضها تتناول فى سرية داخل الزوايا وليس المساجد ..
** هل هناك ضوء أخضر من أمريكا للسادة الأفاضل مشايخ الأزهر أن يتأهلوا ليكون لهم دورا بدلا من جماعة الإخوان المسلمين .. فقد سمعنا أن السلفيين قاموا بتقديم انفسهم للإدارة الأمريكية ليكونوا بديل الإخوان .. وهذا ما رفضه كل الشعب المصرى قيادة وشعبا ولن يكون .. إذن ، فما هى اللعبة الخطيرة والدور الخطير الذى بدأ يمارسه الأزهر هذه الأيام ؟ ...
** هل يراد بنا العودة لدولة الخلافة ، وأن تتحول مصر إلى عراق أخر ، يتقاتل فيه السنى مع الشيعى ، والسنى والشيعى مع القبطى .. وتتحول مصر إلى ساحة دماء ترتوى بها الأرض المصرية ...
** يبدو أن الجميع إستغل شهامة وطيبة رئيس الدولة ودعوة الجميع لأحكام العقل وحرية الإعتقاد دون أن يفرض رأيه على المجتمع .. ويبدو أن هذه الدعوة الكريمة لم تجد قبول لدى شيوخ الأزهر .. فقد توهم البعض أن أمريكا هى التى تحدد السياسة المصرية ، وهى التى تقترح من يحكم مصر حتى تخرب .. وإذا لم يتم تحقيقه فى دولة الإخوان فيمكن تحقيقه فى دولة العمائم ...
** هذا هو ما أراه وما أدركه وما أشعر به من خلال تصريحات شيوخ الأزهر ، وبعض الذين ينتمون إلى هذه المؤسسة ، وهو وضع فى غاية الخطورة إذا ترك هكذا دون سرعة المعالجة .. فأمريكا لن تتوقف عن دعم أى جهة أو إفتعال أى أزمات طائفية قد تدمر مصر وتحقق حلمها .. فقد إستبدلت مرتزقة أمريكا لتدمير سوريا وأطلقت عليهم داعش .. وقد كتبنا أكثر من مرة أنهم جنود مرتزقة أمريكا .. زرعتهم أمريكا الإرهابية حتى أسقطوا سوريا .. مثلما فعلت فى ليبيا لإسقاط القذافى بعد أن فشلت أكذوبة الربيع العربى ..
** إنه نفس السيناريو القذر الذى دبرته أمريكا لإسقاط العراق بإفتعال أزمة بين العراق والكويت .. كانت الذريعة لدخول أمريكا للعراق وضربها ، بل شاركت الدول العربية فى هذه المهزلة ، ولم يدركوا أن إحتلال العراق للكويت كان ضمن مخطط دبرته أمريكا ..
** الأن .. أمريكا تنفذ نفس المخطط بدفع مرتزقة أمريكا يقتلون فى أقباط سوريا والعراق وليبيا .. حتى يستغيث العالم العربى ، وبالفعل هذا ما حدث .. فقد صرحت أمريكا أنها مستعدة للدخول فى حرب مواجهة مع الدولة الإسلامية فى سوريا ، وهنا يقصدون داعش لمواجهتها إذا ما هوجمت مصالحهم ..
** إنه المخطط القادم لإسقاط سوريا وتدميرها .. مثلما دمرت العراق .. وللأسف العالم كله يصمت ويشاهد هذه المخططات الإرهابية الأمريكية .. ولا يتحركون ضد السياسة الأمريكية لأنها إستطاعت أن تجند الكثير من الكلاب والخونة فى كل دولة بالعالم العربى ومنطقة الشرق الأوسط لخدمة مصالحها .. فهل تفلح أمريكا فى إقناع الأزهر أن يتصوروا إنهم البديل لحكم مصر بعد سقوط حكم الإخوان ..
** أتمنى أن يدرك الرئيس والبطل المشير عبد الفتاح السيسى خطورة تصريحات شيخ الأزهر د ."أحمد الطيب" ، وخطورة تصريحات مفتى الجمهورية .. حمى الله مصر شعبا وجيشا وشرطة !!..
صوت الأقباط المصريين
0 comments:
إرسال تعليق