الجيش اللبناني في قلب الشعب يحتضنه ويبادله الوفاء والحب. فخلال الأربعين سنة الأخيرة المريرة من عمر لبنان والتي تخللتها فتن ومؤامرات وحروب واحتلالات غريبة هزت كيان الوطن الصغير واستباحت سيادته واستقلاله وخطفت قراره، صارت هناك علاقة حميمة ومميزة صادقة وعفوية المشاعر بين الجيش والشعب. فعندما يسقط شهيد للجيش ومن اي طائفة كان يستقبل استقبال الابطال في كل المناطق التي يمر بها النعش اسلامية كانت ام مسيحية ويحمل على الأكف وسط اصوات الدعم والفخر وزغاريد النساء وهتافات التأييد لهذا الجيش الذي يقدم روحه دفاعا عن شعبه وليس للاعتداء على أحد.
فتحية من القلب الى ضباط وجنود الجيش اللبناني البواسل في دفاعهم المشرف عن حدود الوطن المفدى، حاليا في عرسال الأبية، وهي تتعرض للاعتداء الآثم والغير مبرر من قبل وحوش داعش وقطعان النصرة الإرهابيتين الظلاميتين.
نبتهل من الله الرحمة للشهداء من عسكريين شجعان ومدنيين أبرياء والشفاء العاجل للجرحى.
وفي كل مرة يبلى الجيش اللبناني بلاء حسنا ويقدم التضحيات العظام في وجه أعداء الداخل والخارج المتربصين بلبنان الرسالة شرا وتحويله الى شكل استبدادي مخابراتي فاشل على شاكلة دولهم الاستبدادية البالية الشمولية السرطانية الفاشلة القمعية المنتهية الصلاحية.
الجيش يقدم الشهداء دفاعا عن لبنان الحرية والديمقراطية والحضارة والانفتاح والعيش المشترك بين المذاهب والأديان الذي يتميز به المجتمع التعددي اللبناني منذ آلاف السنين. فكنائسنا ومساجدنا متلاصقة، ومعظم قرانا ومدننا تعيش العيش المشترك في شراكة وطنية لبنانية حقيقية، لا ينغصها الا تدخل الغرباء وحقد أشباه اللبنانيين الخونة العملاء الى حد الزحف أمام الأعداء على الأمعاء.
والغريب هنا ان أشباه اللبنانيين هؤلاء من مركبات 8 آذار المخابراتية هم أدوات للخارج وأشد حقدا على لبنان وأحراره وشعبه ومصالحه من أعدائه، فيستبيحونه بالدوس على سيادته، وزعزعة وحدته الوطنية، واغتيال قياداته الشريفة، وتخريب اقتصاده وتهجير شبابه، والعبث باستقلاله، وتشويه ديمقراطيته العريقة أي العبث بالنموذج اللبناني الحضاري الراقي.
وحالش هنا كحزب مسلح تابع للحرس الايراني مع ملحقاته من عونيين وفرنجيين وحردانين وغيرهم يقومون بهذا الدور الإرهابي في تعطيل الدولة اللبنانية وخراب مؤسساتها الدستورية، كعرقلة انتخاب رئيس للجمهورية عبر الطرق والتقاليد الديمقراطية العريقة ومنذ عام 1926، بل فرض رئيس يكون اداة طيعة بأيدي أسيادهم ملالي ايران والطاغية بشار المجرم.
ولهذا يفشل مجلس النواب وللمرة التاسعة في انتخاب رئيس للجمهورية بسبب مقاطعة نواب حالش وعون ومن على شاكلتهم لجلسة الانتخاب.
ودور حالش المشبوه في اشعال الازمات والصدامات العسكرية أصبح مكشوفا للرأي العام سابقا في عبرا والان في عرسال. فهو ينصب الأفخاخ بخبث ومكر فيورط الجيش ثم يصب الزيت على النار كلما هدأت لتشتعل المعارك من جديد ويسقط عسكريين ومدنيين ابرياء.
ولقد تحول الجيش اللبناني والقوى الامنية في هذا السياق الى متراس لحزب الله يدفع الثمن غاليا من دماء جنوده ومن كل الطوائف في حروب لا ناقة له فيها ولا جمل. فيأتي إرهابي ليفجر في مناطق حالش ردا على قتل الأخير للسوريين فيصطدم بالجيش والقوى الأمنية ليدفع لبنان دائما ثمن حروب حسن نصرالله ومغامراته. لو كنت أعلم!
لبنان الرسمي أعلن النأي بالنفس عن ما يحدث في سوريا، إلا أن حالش ضرب بهذا الموقف الرسمي عرض الحائط متدخلا تدريجيا في البداية بخجل وسكون ثم بوقاحة وسفور في القتال المباشر في سوريا الى جانب بشار.
أدى ذلك الى حدوث ردات فعل موجهة ضد حالش في الأساس، كحالة الشيخ أحمد الأسير اللبناني الوطني، الا انها اصدمت بالجيش الذي وقع مع جماعة الاسير في فخ حالش المخطط له بدقة وسقط شهداء وأبرياء من الطرفين. وعاث شبيحة حالش خرابا وارهابا وسرقة ونهبا لبيوت الآمنين في منطقة عبرا وعلى مسمع ومرأى من الجيش اللبناني الذي لم يحرك ساكنا في وجه شبيحة نصرالله.
والجيش هنا في وضع لا يحسد عليه فهو من ناحية غير مستعد وغير قادر على التصادم مع حالش لمنعه من القتال في سوريا الى جانب بشار، ومن ناحية اخرى يعمل على ضبط الأمور فيقع في المحظور مما يؤدي على تصادمات مع مؤيدي الثورة السورية السلميين. كمقتل الشيخ عبد الواحد ومرافقه في عكار على ايدي عناصر من الجيش، أو كاعتقال الداعشي أبو أحمد جمعة الذي فجر باعتقاله من قبل الجيش معارك عرسال الأليمة التي خاضها الجيش ببسالة ضد الارهابيين.
فليس انصافا ان يغض الجيش النظر ليسرح حالش ويمرح في قتل السوريين المعارضين لبشار من ناحية، ومن ناحية أخرى يفتح عينية لاعتقال السوريين المعارضين. المشكلة ليست بالجيش، وانما بانخراط حالش العلني في الحرب السورية غصبا عن الارادة الرسمية للدولة اللبنانية التي اعلنت النأي بالنفس عن كل ما يجري في الدولة الجارة، مما ادى الى توريط الجيش في معارك كثيرة.
نحن نحترم الجيش الذي يقدم الشهداء دفاعا عن الحلم اللبناني في الحرية والسيادة والاستقلال والقرار الحر، ونتضامن معه كيف لا وهو الوطن، ونشد على يديه لاستعادة الصيغة الدستورية الشرعية والنظام الجمهوري البرلماني المعبر عن ارادة اللبنانيين من المعرقلين والمعطلين واضعي العصي والمتفجرات امام مسيرة الدولة، وبالأخص انتخاب رئيس للجمهورية.
هذا لا يعني ان يتدخل مباشرة في السياسة، وانما ان يعمل على تطبيق القانون بحزم وإنصاف على الجميع بالتساوي وبالتأكيد مع باقي القوى اللبنانية الشرعية المسلحة. وأن لا يمارس قوته فقط على الضعفاء.
رغم كل ذلك نحي الجيش اللبناني البطل الذي يقدم الشهداء دفاعا عن لبنان الأمل.
0 comments:
إرسال تعليق