رملٌ ونَفَس/ وعد جرجس

مسكٌ ممزوجٌ بأريج شمعة
لونه من لون الروح
ينسدل على جسدٍ أسمر
كستارة شفّافة
تعكس نظرات القمر الطفل الذي كبُرْ
تتراقص أشباح الضوء في مقلتيه ,
فتطير للأسفل إثر دعسات الأصابع
. . . فيالقٌ من فضّة
هناك كانت السواري كلّها نائمةٌ فوق أبواب النهار
والريح كانت منهمكة من الشجار
فتوسدت حضن الموج المبحر إلى الإبحار
أما أنا فكنت هناك
منتثرة بين رمال جسدي
أحصي أعدادها بانطباق أجفاني
. . . واحتكاك سبّابتي بإبهامي
متّكئة برقعة شعرٍ أطول من شاطئي
يعانق صدري المكشوف قبلات الغيم وأنفاس السماء
فيحاكي تلعثم المطر الناعم المرتمي عطشاً للجفاف
. . . و الفكر في غيبوبة التّقسيم و الضرب و الجمع والطّرح
. . غائب
. . . والزمن يحصيه
و أنا أنتظر هيجان البحر
فحين يهيج البحر
سيمحي ما عددت من حبات رملي
وما لثم صدري من شفاه الغيم
. . . . . . . . . . . . . . . . . . وما وما وما
وسينجرف معه كل شيء منّي
ولن يبقى سوى شَعري الطويل يمتصُّ بَرَدَ البحر ويستحمُّ بزَبَدِه
حينها سأموت ذلك الموت الذي انتظرته منذ زمن
ذاك الموت الذي سيعيد خلقي من جديد
على ضفّةٍ خشبيّةٍ مهترئة
تفوح منها رائحة الحياة
وعندها لن يكون هناك ما هو أقوى أو أضعف
. . . ْفقط سيكون هناك رملٌ و نَفَس

CONVERSATION

0 comments: