الصداقه صخرة لا تحطمها الا مطرقة الخيانه/ موفق ساوا


التمهيد
لا اخفيك سرا عزيز القارئ الكريم، ان عنوان هذا المقال كان قد مرَّ علي َّ منذ زمن بعيد، فخزنته الذاكرة فيما خزنته من مصادفات الحياة، ومنذ ايام، وانا اشاهد فلما اجنبيا، استفزتني خيانة الصديق لصديقه، فعادت بي الذاكرة الى العنوان اعلاه، مستحضرا كل نقاط السيطرة في المخ الذي يخزن بلايين الصور كالكومبيوتر.
وبعملية بحث بسيطة (بجهاز!!!!) المخ (Search) عثرتُ على هذا العنوان، متذكرا الماضي بحزن شديد، لا على نفسي، بل على من لا يخلص لصديق، او حبيب، او شقيق، او للوالدين...!!!.

المقدمة
إن الوصول الى مرحلة الغدر، يسبقها تخطيط، وتحنيط، للوثوب الى سطح المغدور به، والوسائل كثيرة، منها ما هي مباشرة ومنها ما هي غير مباشرة، بطرق سهلة، لا تكلف الغادر سوى، قناع مخفي على وجهه، وبلون جلده، ومحاولة اقتحام الجدار، بعد ان يحشوا اسلحته بذخيرة التدمير البطيء، بعد ان يمهد بضرب ستار من دخان كثيف، بمدفعيته الخلفية، للتمويه والاجتياز، وصولا الى ضفة الصديق المستهدف (المفعول به).
ومن ابشع الاسلحة غير المباشرة، التملق، حيث  يتملق الفاعل، ويليَّن كلامَه مُتَذَلِّلا، ويتودد اليه مبديا له من الودّ ما ليس في قلبه، اي يتضرّع له فوق ما ينبغي، ويداهنه.
اسوق هذه المقدمة، للدخول الى (أكشن) الاحداث الحقيقية لواقع قريب بعيد، واقدمها عـِبـَرة، لكل من يريد ان يختار صديقا في هذا الزمن، الذي سيطر فيه  الدولار، واصبح اكثر قربا من اخ لك، او صديق معك في قاطرة الحياة.
أكشن:
فقد تعرضتُ الى صعقة كهربائية، اثناء تمديد الخطوط والاسلاك الكهرباية، وتحديدا اثناء توزيع المصابيح في دجى ليل بعض الاصدقاء، وامتدتْ هذه الصعقة من العراق الى سيدني وما زالت مستمرة، فما كان مني سوى أن ألوذ بالصمت، كل هذه المدة، لأجد بلاغة الرد بعد تساقطتْ الاقنعه، وانكشف كل شىء، وبان القبح والجربُ. رغم اني مقتنع بان الخيانة والغدر طبع لا يغيره صاحبه ابدا فهو معجون بمستنقعات ابليسية.
اعتراني الصمت سنينا، لا بل لازمني كل هذه المدة الطويلة، أمام بعض المواقف التي مرت بي، كشريط سينمائي، والذي لم يشاهده سواي قط. واحاول تقديم ولو لقطة من هذا الشريط.
لقطة : كل ما يمر زمن، واتذكر ما زرعتُ طوال حياتي، من أجمل الورود واحلى الفاكهة، في صحراء (صديق)، لأني تَبعتُ قلبي )وهذا مرضي)، وأوليتُ هذا الصديق ثقتي (وهذا نقطة ضعفي)، واخترتهُ من بين الاجدر منه ُفكرا، وثقافة، وخلقا (وهذا سوء تقديري).
تنتابني هزة كهرومغناطيسية من تأنيب الضمير، ويزداد ألمي، وندمي، لسوء إختياري نموذجا سيأ جدا، وبأمتياز، فقد مرَّ هذا (الصديق) في طريقي، وحجز مقعدا مجانا في مقطورة حياتي، بعد ان ارتدى ملابس الملائكة فوق جسده الشيطاني، محاولا الطعن في الظهر، مع إبتسامة قبيحة، ويتظاهر بالبراءة، ويستمر في التمثيل .
كيف يستطيع إنسان، ان يخطط بخبث، ولؤم، وهل يعلم من يخطط بهذه الطرق الملتوية، انه يعرف في قرارة نفسه بأنه لن ينجح في الخيانة، والكذب، إلا لبعض الوقت، وكما يقال (حبل الكذب قصير وانا اقول حبل الخيانة عار لمن يمارسة، والزمن نهر يجري ويجرف معه الى الهاوية كل الفضلات والقاذورات والجيف الطافية.
حقا لقد قيل أحذر عدوك مرة وصديقك ألف مرة .... حتى أقرب الناس إليك.......
"رغم ان الصداقه الحقة صخرة قوية ومتينة ولكن لا تحطمها الا مطرقة الخيانه"!!....

CONVERSATION

0 comments: