
ولا اغالي اذا قلت ان جودة الابداع تغوص في جب الابداع، وانن نعيش في مرحلة الخواء الشعري ، ومشهدنا الادبي المحلي عامر بالاسهال الشعري ويعج بالمتشاعرين ممن ينظمون الشعر ولا يقولونه ، وشتان ما بين النظم والقول.
في هذه العجالة اود ان اقول لهذا "الشاعر" المخضرم ولغيره من المتشاعرين الجدد الباحثين عن الشهرة الفارغة ، ان الشعر هو صوت الحلم وجسد الرؤيا ، والشاعر الحقيقي ينفعل ويؤثر ويتأثر ويتفاعل مع الاحداث والواقع السياسي ـ الاجتماعي، ومحكوم بالاشتعال ،وحائر بين الجمرة والوردة، وبين الفتيل والسنبلة . والقصيدة سؤال هائل وكبيرـ كما يقول الشاعر اللبناني محمد علي شمس الدين ـ ، والشاعر بالاصل كائن رافض ولديه رغبة دائمة في التغيير وزحزحة الاشياء واعادة ترتيبها مرة اخرى بشكل جديد ومغاير ، ودائماً يطلب الافضل والاجمل، واذا وصل فانه يتطلع الى الاقدس . والشعر الجميل الصافي الخالد هو الذي يحمل روحاً ونفساً شعرياً طويلاً ، تختلط فيه الحرارة بالابداع واللغة المشرقة النابضة بالحس الانساني والهم الوطني والمعاناة الانسانية.
ويلا شك انه في هذه المرحلة ، التي اختلط فيها الحابل بالنابل، والقمح بالزوان ، نحتاج الى شعراء المستقبل ، الذين يقولون الشعر ويكتبون القصيدة ويغنون للحرية ويهبون ابداعهم للحياة والحب والوطن ويتركون بصمات تلون خارطة الفرح.. نحتاج للشعر النابع من تجارب ومعاناة ووجع حقيقي ومعبّر عن اختلاجات الروح ، ويجمع بين قوة المعاني وصدق التعبير وبراعة الصور وبساطة الصياغة ، الى جانب الموسيقىى والالوان الحسية والمادية الجديدة، والايحاءات والشطحات الشعرية والرؤى والاخيلة الجميلة، والمكرس لمعالجة مشاكلنا الحقيقية والدفاع عن قضايا التحرر الوطني والعدالة
.لاجتماعية والتقدم الحضاري والاخاء الانساني ، ويا ايها المتشاعرون الزموا الصمت..!.
0 comments:
إرسال تعليق