
وفي ختام هذه اللقاءات تقرر اطلاق مشروع ثقافي وحضاري كبير لتحقيق هذه الغاية اطلق عليه "كتاب في جريدة". ومن بين الصحف العربية السيارة ، التي ساهمت بهذا المشروع الحيوي الهام، واخراج الكتاب كل شهر بالشكل والمضمون ذاته :"الاتحاد"الحيفاوية الفلسطينية العريقة ، و"الاتحاد"الظبيانية ،و"الاهرام"المصرية،و"تشرين"السورية،و"النهار"اللبنانية، و"الايام"الفلسطينية ،و"الرياض" السعودية ،و"الرأي العام"الكويتية، و"الراية"القطرية ،و"الشمس" الليبية ، و"الشعب"الموريتانية ،وغيرها.
وكانت اليونسكو ابتدأت هذا المشروع باللغتين الاسبانية والبرتغالية ، وحين رأت ان هذا المشروع مفيد وناجع، وان الناس يقرأون الكتاب المنشور في الجريدة ، عملت على تعميمه في العالم العربي باللغة العربية ، واوكلت مهمة الاشراف على المشروع للشاعر شوقي عبد الامير ، الذي قال في حينه:" ان هذا الحدث هو المظاهرة الوحيدة ، التي تتجلى فيها وحدة العرب في عصرنا. والاهم ان هؤلاء القراء ليسوا عاديين . فالقراء التقليديون هم نخبة من المتعلمين والمثقفين القادرين الذين يبحثون عن الكتاب لاقتنائه ويوفرون المال لتمويل الصفقة ويقرأون . لكن "كتاب في جريدة" جاء ليجعل القراءة جماهيرية لا يقتصر على النخبة ".
وبفضل هذا المشروع الريادي تعرف الناس على اعمال العديد من الكتاب والمبدعين العرب، امثال: "طه حسين وبدر شاكر السياب والطيب صالح وامل دنقل والكاتب اليمني مطيع دماش صاحب رواية "الرهينة" ، كما تعرفوا على نساء رائدات في مجال الكتابة والابداع .
ورغم نجاح المشروع والتأييد الذي لاقاه الا انه للاسف توقف ولم يتواصل لاسباب مختلفة ومتعددة.
واليوم كم نحن بحاجة الى هذا المشروع القرائي وتطويره وتوسيعه ، بعد ان انحسرت فيه عادة القراءة وتراجعت نتيجة العولمة والوسائل التكنولوجية الحديثة وغزو الانترنت والفضائيات وثقافة الاستهلاك .
لقد كنا نحن العرب ذات يوم من اهل الكتاب وامة الكتاب ، وكان لنا اسهام عظيم وحقيقي في الحضارة الانسانية والنهضة الثقافية الحديثة ، لكنننا اصبحنا من ابعد الشعوب عن الكتاب والثقافة.
ان الاجيال الشبابية الجديدة بحاجة الى العلم والفكر والوعي والثقافة والنور لاجل التخلص من رواسب الماضي ومحاربة الامية والتخلف والانغلاق ، ولا سبيل لذلك سوى القراءة والاغتراف من ينابيع المعرفة والتراث العربي والانساني الشامل.
0 comments:
إرسال تعليق