هاله منظرها القاتم .. كسماء غاضبة ..عيناها السابحتان في بحيرة ثلج .. قوامها الذي زاد وزنه بدرجة مرعبة .. بتنهيدة رمادية ..تحول إلي بيتزا بكل خلطاتها السحرية .. والأغرب مساحيقها التي غطت وجهها المستدير ..بطلاء عنكبوتي ؟
استوقفها عن عمد .. في ردهة النادي .. غير مبالٍ بما سيحدث .. سينتج عنه الأمر ..ربما صفعة من يديها الأسطوانية .. صراخها الذي يجلب عليه مشكلات لا أول لها من آخر ! أبسطها شطب عضويته من النادي العريق !
همت بالهروب من كلماته .. لدغتها كعقرب الثواني .. وهو يصر علي قوله إيه الحكاية .. إيه الحكاية .. كلنا في هموم ونبتسم .. نتفاءل بلون قشر البرتقال .. كهربته بعينيها .. مصمصت شفتيها بضيق وتحدٍ .. شردت إلي عالمها المسكون بأوتار مترهلة ؟
هي كل المشاعر العاصفة .. والصلوات المتقطعة .. والجبال التي لم تكتب غير كلمة فقد .. ولا عزاء للسيدات !
أيقن لتوه أنها في حالة ليست بالهينة .. بذل جهداً ذهنياً كطبيب نفسي .. لعله يهتدي ..يفلح بعلاجها ..بدون حقن وريدي ؟
استوقفها عن عمد .. في ردهة النادي .. غير مبالٍ بما سيحدث .. سينتج عنه الأمر ..ربما صفعة من يديها الأسطوانية .. صراخها الذي يجلب عليه مشكلات لا أول لها من آخر ! أبسطها شطب عضويته من النادي العريق !
همت بالهروب من كلماته .. لدغتها كعقرب الثواني .. وهو يصر علي قوله إيه الحكاية .. إيه الحكاية .. كلنا في هموم ونبتسم .. نتفاءل بلون قشر البرتقال .. كهربته بعينيها .. مصمصت شفتيها بضيق وتحدٍ .. شردت إلي عالمها المسكون بأوتار مترهلة ؟
هي كل المشاعر العاصفة .. والصلوات المتقطعة .. والجبال التي لم تكتب غير كلمة فقد .. ولا عزاء للسيدات !
أيقن لتوه أنها في حالة ليست بالهينة .. بذل جهداً ذهنياً كطبيب نفسي .. لعله يهتدي ..يفلح بعلاجها ..بدون حقن وريدي ؟
تحمل صدمة اللقاء .. قسوة النظرات .. همه الأول تقديم مساعدة لها .. أذعنت أمام عينيه العطوفتين .. رغم ألمها .. أوجاعها الفظيعة .. وهي غير مقتنعة بنداء داخلي .. جسدها يهتز كحبل الغسيل ..
لا
لا .. قطة مذعورة .. تردد له بكلمات واهنة ..مفيش حاجة .. مفيش حاجة .. وعكة طارئة !
لاتقلق صديقي !
أنا زي الفل .. تحاول أن تخفي دموعها السجينة .. وسط ركام خريفي!!
أردفت بسرعة قطار مجري .. عن مأساتها .. فجيعتها .. فقدت يا هذا شقيقتي ميسون ..والله كده .. في حادثة غدر .. قتلتها الذئاب الجائعة .. منذ شهرين بالتمام والكمال .. دون ذنب اقترفته .. وهي عائدة لمنزلنا في وضح النهار .. منهارة في بكائها .. ربما اغتصوبها .. لأنها صفعتهم علي وجوههم الداكتة .. وقلوبهم السوداء .. لم يرحموا ضعفها .. تخلصوا منها رمياً بالرصاص .. أعدموها لأنها رفضت أن تكون جسداً شهياً .. لهؤلاء الآبالسة ؟
تعرف ياهذا وهي تمسح دموعها بطرف فستانها .. الذي يغطي ركبتيها بنصف متر .. كنا توأمتين بحق السماء .. نتنزه معاً علي الكورينش ..مساء كل خميس .. نتسلي باللب والسوداني .. وصوت المحبوب .. نرحل معا بسويداء قلوبنا .. إلي كل بلدان العالم .. بمشاعرنا البريئة .. مصر .. العراق.. سوريا .. السودان .. فلسطين .. آه ..آه .. كانت ميسون رائعة القسمات .. والأكثر تشعر بمجهول يقبض صدرها .. ينتزع ضحكاتها .. وهي تطمئني كعادتها.. لا يوجد شئ يا أختاه ؟
تملأ كفي بباقة ورد من لمساتها الحانية .. تذكرني بالغد المفتول ؟ كانت ياهذا .. نهمة في قراءة روايات إحسان عبد القدوس .. لها مدونة فيها كل روائع أوطاننا .. لم تفرق بين صغير وكبير.. تكتب بقلبها رواية وطن بلا مساحيق ؟
ألف رحمة عليك ميسون .. ملعونون كلهم .. لا أغبياء .. لاعهد لهم غير عبوات تنسف كل الأبرياء ! الدموع تملأ وجنتيها .. تعذبه وهو يحاول أن يهدئ من روعها ... وصوتها فقد مع كلماته قدرته علي الصمت ..استوقف المارة .. ظنوا بها الجنون .. هوس من تعذب بفراق المحبوب ؟
احتواها بعاطفته النبيلة .. يربت علي كتفها ..وهو يواصل اعتذاره لهم .. تفهموا الموقف .. وهم يدعون لها بالشفاء ؟
ومن أمرضها بالهلاك ؟
هدأت قليلا .. ثم تطلعت فجأة لوجه فتاة عشرينية .. تمر بالقرب منها .. نفس طلة ميسون .. ابتسامتها البريئة .. تسريحة شعرها ..برفانها المفضل ..لملمت دموعها بطرف ثوبها الغجري .. بهت مكياجها بلون بني ؟
وتركته يواسيها بكلماته الشفافة .. تنادي في الفضاء المسكون بعصافير الجنة .. ميسون حبيبتي .. ميسون حبيبتي .. لتختفي وسط الزحام .. يترحم عليها بقوله الأثير .. لن تكوني بيتزا بمواصفاتهم الشيطانية ؟
عبدالواحد محمد
كاتب وقاص وروائي وصحفي مصري
لا
لا .. قطة مذعورة .. تردد له بكلمات واهنة ..مفيش حاجة .. مفيش حاجة .. وعكة طارئة !
لاتقلق صديقي !
أنا زي الفل .. تحاول أن تخفي دموعها السجينة .. وسط ركام خريفي!!
أردفت بسرعة قطار مجري .. عن مأساتها .. فجيعتها .. فقدت يا هذا شقيقتي ميسون ..والله كده .. في حادثة غدر .. قتلتها الذئاب الجائعة .. منذ شهرين بالتمام والكمال .. دون ذنب اقترفته .. وهي عائدة لمنزلنا في وضح النهار .. منهارة في بكائها .. ربما اغتصوبها .. لأنها صفعتهم علي وجوههم الداكتة .. وقلوبهم السوداء .. لم يرحموا ضعفها .. تخلصوا منها رمياً بالرصاص .. أعدموها لأنها رفضت أن تكون جسداً شهياً .. لهؤلاء الآبالسة ؟
تعرف ياهذا وهي تمسح دموعها بطرف فستانها .. الذي يغطي ركبتيها بنصف متر .. كنا توأمتين بحق السماء .. نتنزه معاً علي الكورينش ..مساء كل خميس .. نتسلي باللب والسوداني .. وصوت المحبوب .. نرحل معا بسويداء قلوبنا .. إلي كل بلدان العالم .. بمشاعرنا البريئة .. مصر .. العراق.. سوريا .. السودان .. فلسطين .. آه ..آه .. كانت ميسون رائعة القسمات .. والأكثر تشعر بمجهول يقبض صدرها .. ينتزع ضحكاتها .. وهي تطمئني كعادتها.. لا يوجد شئ يا أختاه ؟
تملأ كفي بباقة ورد من لمساتها الحانية .. تذكرني بالغد المفتول ؟ كانت ياهذا .. نهمة في قراءة روايات إحسان عبد القدوس .. لها مدونة فيها كل روائع أوطاننا .. لم تفرق بين صغير وكبير.. تكتب بقلبها رواية وطن بلا مساحيق ؟
ألف رحمة عليك ميسون .. ملعونون كلهم .. لا أغبياء .. لاعهد لهم غير عبوات تنسف كل الأبرياء ! الدموع تملأ وجنتيها .. تعذبه وهو يحاول أن يهدئ من روعها ... وصوتها فقد مع كلماته قدرته علي الصمت ..استوقف المارة .. ظنوا بها الجنون .. هوس من تعذب بفراق المحبوب ؟
احتواها بعاطفته النبيلة .. يربت علي كتفها ..وهو يواصل اعتذاره لهم .. تفهموا الموقف .. وهم يدعون لها بالشفاء ؟
ومن أمرضها بالهلاك ؟
هدأت قليلا .. ثم تطلعت فجأة لوجه فتاة عشرينية .. تمر بالقرب منها .. نفس طلة ميسون .. ابتسامتها البريئة .. تسريحة شعرها ..برفانها المفضل ..لملمت دموعها بطرف ثوبها الغجري .. بهت مكياجها بلون بني ؟
وتركته يواسيها بكلماته الشفافة .. تنادي في الفضاء المسكون بعصافير الجنة .. ميسون حبيبتي .. ميسون حبيبتي .. لتختفي وسط الزحام .. يترحم عليها بقوله الأثير .. لن تكوني بيتزا بمواصفاتهم الشيطانية ؟
عبدالواحد محمد
كاتب وقاص وروائي وصحفي مصري
0 comments:
إرسال تعليق