لا ادري يا حبيبتي لماذا كلما رايت ُ وجها ً هنا , تذكرت ُ وجهك ِ هناك ..وكلما سمعت ُ صوتا ً يتحدث ُ معى , او لاحد جانبى تذكرت ُ صوتك ِ تتحدثين معـــى او لاحد ٍ كان يجلس ُ معنا فى جلسة ٍ ما .. وتذكرت ُ فى عنف ٍ واشتياق ٍ صوتك ٍ الساحر والذى كان يشدني دائما مجنونا ً الى دنيا الدهشة وعالم الانسانيــــــــة والتي كنت ٍ انت حاكمة له وفى كل سحر ومهارة وذكاء .
لا ادرى لماذا يا حبيبتي , كلما امطرت الدنيا هنا .. واشتدت الريح فى غضبها ,, والرعود ُ فى ضجتها والعواصف فى هديرها .. وسمعت ُ حبات المطر تتساقط ُ فى عنف ٍ فوق سقف بيتي الخشبي , او على نافذة سيارتي وانا فى طريقي للعمل .. لا ادري لماذا اتصور ُ ان هذه الغيوم ُ سوف تذهب دائما اليك ِ .. لتبلل وجهــك الابيض الناصع المشع بضؤ ونور الحب والايمان ؟؟ وكاننى اشعر فى لسعـــات البرد التى تصيبني هنا ترعش ُ جسدك ِ هناك .
لا ادري يا حبيبتي , لماذا كلما تحدثت ُ عنك لمن حولي ..اشعر ُ فى كبريـــــــــــاء رجولتي .. وارتقاء دائم فى الافتخار فيك ..وكم احاول دائما ان اقارن بين مــــــا يحدث ُ لى هنا ..وما كان يحدث ُ لى هناك بين يديك ..احاول ُ ان اقارن بين مـــــنْ اتعامل ُ معه هنا ..وبين اصدقاء العمر هناك والاهل لديك ..فاشعر ُ فى خجل حــاد وغريب من محاولتي لانك الاقوى دائما ً والاثبت ُ وجودا ً .
لا ادري يا حبيبتي ؟؟ لماذا كلما سمعت ُ بحادثة ٍ هنا ..او طالعت ُ حكاية ً طريفة او غريبة ..او رايت ُ شيئا جديدا ً غريبا ً هنا ..لا اشعر فى اكتمال او سرور او قناعة تامة الا بعد ان احاول ان احكي لك ما رايتُ ..ما شاهدت ُ وما فعلت ُ ؟؟؟
كانني لا زلت طفلا ً صغيرا فى مدرسته الابتدائيه يود ُ ان يروى مفتخرا كــــل حكاياتهوقصصه لاستاذه ؟؟
لا ادري يا حبيبتي لماذا لا زلت ُ اشعر ُ , اننى لا زلت صبيا ً صغيرا ً لم يكبـــــر يوما واحدا ً منذ اغترابه عن عينيك ..فلا زلت ُ ذلك الانسان الذى يركض ُ الـــى درجة الارهاق من اجل بسمة من شفة الاخرين قناعة وصداقه ..لم يجرنى مال ُ الى دنيا لا احبها ..من اجل ان احصل عليها ..لم ابدل اسمي ..عنواني ..وهويتي كما يفعل ُ الكثيرون هنا ..فلا زلت ُ اعشق كاس الشاي فى المساء ,,واغنياتـــــي العربيه القديمه ..فما تعلمت ُ حتى اليوم اغنية ً من اغانيهم هنا ..ولا اسرعتُ حقا يوما ً ما الى احضان الشوارع لنظر ُ الى مهرجان ما ..او لاشاهد احداث هـــــــذه المدينة ُ التى لا تنام .
لا ادري يا حبيبتي ؟؟ لماذا كلما فتحت ُ جريدة الصباح هنا .. ابحث ُ فيها عـــــــن اخبارك انت قبل ان ابحث عن اخبار هذه المدينة التى انام وعائلتي فيها ؟؟ابحثُ عن اخبار فصل الشتاء والصيف لديك ..وحين يقلقني خبر ُ ما او حادثة ما ... ترفض ُ عواطفي ان تنام هادئة ً حتي اطمئن عن احوالك ِ من ثغر زميل عبـــــــر هاتف ٍ .. او اطالع اخبارك من بطاقة صديقة او صديق يعيش هائنا بين ذراعيك .
تركتك ِ يا حبيبتي قبل ثلاثة وعشرين عاما ..ولا زلت ُ اشعر فى رائحة مطبخ بيتنا القديم .. واسمع ُ صوت مزاريب حارتنا الهادئة ..ولا زلت احلم ُ فى صحــن العنب الصافي فى صباح الصيف مع حبات من التين فوقه ..وكلما عدت اليــــك ِ ابحث ُ فى تعب ٍ عن حبة تين .. قطف عنب ..واغنية قديمة لنجاة ..
هل تعلمين لماذا كل هذا يا حبيبتي ؟؟ لانك يا (مادبا ) انت الامس الجميل الذى قد حملته معى يوم ارتحلت مقهورا ً حزينا ً وعاريا ً من حب من احببت ؟؟هذا الامس لم يزل معي ..لم يمت .. لم اقتله ..لم احرقه رمادا وارميه فى سله القمامه بل وضعته فى هيكل ما فى البيت .. وفى زاوية ما فى قلبي ..واصبحت ُ اعود اليه كل يوم وكل لحظة ..اطعمه ُ واسقيه من الذكرى بعض القطرات .. لذا لا زال حبك قويا خالدا وحيا .
نعم يا (مادبا ) انا ادرى ما هو السبب ..انا مؤمن به قانعا كل القناعه فى قوتـــه وفى عمق ولائي له ..فى طهارة رونق الثمر الذى ياتى من شجرة العطاء فيه ...
فما عدت اليك ِ يوما ً الا وزدت ُ قناعة ً بانك اعظم من عرفت ..واجمل من قد احببت ..فما اعظمك ِ يا حبيبتي ..اواه وما ارقاك ِ يا (مادبا )
0 comments:
إرسال تعليق