رحلة صبري يوسف إلى أربيل، عشرة أيام حافلة بنشاطات أدبية وإعلامية وسياحية متعدِّدة
قراءة شعرية ودراسة نقدية تحليلية في حفل التأبين الأدبي الخاصّ بالأب يوسف سعيد
أمسية أدبية في قره قوش، تحدّث فيها عن تجربته الأدبية غطّتها قناة عشتار وسما الموصل
لقاءات تلفزيونية: أجرت قناة عشتار وسما الموصل لقاءات حوارية معه حول تجربته الأدبية
أجرى هو الآخر حواراً تلفزيونيَّاً مطوَّلاً مع الدكتور كاوه محمود، وزير الثقافة والشَّباب في الإقليم
رحلة بديعة إلى الجبال والأماكن الأثرية والأديرة المقدَّسة كدير مار متى ومار هرمز ومار يعقو
قراءة شعرية ودراسة نقدية تحليلية في حفل التأبين الأدبي الخاصّ بالأب يوسف سعيد
أمسية أدبية في قره قوش، تحدّث فيها عن تجربته الأدبية غطّتها قناة عشتار وسما الموصل
لقاءات تلفزيونية: أجرت قناة عشتار وسما الموصل لقاءات حوارية معه حول تجربته الأدبية
أجرى هو الآخر حواراً تلفزيونيَّاً مطوَّلاً مع الدكتور كاوه محمود، وزير الثقافة والشَّباب في الإقليم
رحلة بديعة إلى الجبال والأماكن الأثرية والأديرة المقدَّسة كدير مار متى ومار هرمز ومار يعقو
تلقَّيتُ دعوة من الروائي والقاص الدكتور سعدي المالح، المدير العام للثقافة والفنون السريانية في إقليم كردستان، للمشاركة في إحياء حفل تأبين أدبي كبير في أربيل/ عنكاوا، فلبّيت الدعوة مشكوراً.
عبرتُ البحار بعد غربة طويلة، استقبلني الأحبة بفرحٍ كبير، وفي اليوم الثاني من وصولي، افتتحت المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية حفل التأبين الأدبي بالوقوف دقيقة صمت على روح الشاعر الخلاقة في تمام الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الإثنين المصادف 16/نيسان2012، برعاية وحضور الدكتور كاوه محمود، وزير الثقافة والشباب في حكومة إقليم كردستان وعلى قاعة متحف التراث السرياني في عنكاوا، ثمَّ بدأت بتقديم حلقاتها النقاشية ضمن برنامجها الخاص بإحياء حفل تأبين أدبي كبير للشاعر المبدع الأب د. يوسف سعيد، وبمشاركة عدد كبير من الأدباء والكتّاب والشعراء والباحثين والنقّاد والمفكرين العراقيين من مختلف المدن، وبحضور نيافة المطران مار نيقوديموس داؤود متي شرف مطران الموصل وكردستان للسريان الأرثوذكس ونيافة المطران مار صليبا شمعون المستشار البطريركي للسريان الأرثوذكس والأب د. يوسف اسطيفان البنّا وعدداً من الآباء الكهنة، والأستاذ كريستوف يلدا عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني. وعدداً من المدراء العامين والمسؤولين الحكوميين ورؤساء الدوائر الحكومية في عنكاوا وأربيل، وممثلي الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني، ومجموعة من وسائل الإعلام والقنوات الفضائية.
بعدَ افتتاح حفل التأبين الأدبي بالوقوف دقيقة صمت حداداً على روح الشَّاعر الرَّاحل، ألقى بعدها نيافة المطران مار صليبا شمعون المستشار البطريركي للسريان الأرثوذكس كلمة تأبينية مؤثَّرة ومعبّرة جدّاً تحدَّث فيها عن دور الآزخيين السريان ودور السريان العريق عبر التاريخ وكان الأب الراحل واحداً من هؤلاء الشعراء الأفذاذ، وقد أشار إلى كتاب (آزخ أحداث ورجال) للكاتب الآزخي الشماس يوسف القس جبرائيل، مؤكَّداً على أن شاعرنا الرَّاحل ولد وترعرع في آزخ، تلك البلدة المعروفة تاريخياً. وأكّد على نبوغ الشاعر باللغتين العربية والسريانية وتطرَّق إلى ذكر سفر بطولات أبناء آزخ وما سطَّروه هؤلاء الرِّجال الأبطال من مواقف بطولية مشرّفة، مع أنَّهم كانوا قلَّة قليلة أمام جيش عرمرم مدجَّج بأحدث الأسلحة، حيث دافعوا باستبسالٍ غير مسبوق عن الحياة والقيم وعن أنفسهم وبلدتهم العزيزة آزخ، وأضاف: "إنَّ بطولة هؤلاء الرجال كانت تختزن في ذهن الفتى يوسف ابن الشهيد سعيد ولم تفارقه حتى تمخَّضت تلك المشاعر فولدت من رحم أفكاره، فكرة تتمثَّل باستبدال السيف بالقلم والبندقية بالكلمة متَّخذاً ممَّن تركوا أثراً واضحاً في تاريخ البشرية قدوة ونبراساً، الذين مهَّدوا الطريق أمام البشرية بسحر أقلامهم وفكرهم". وقال: "استلهمَ الرَّاحل شهامة وحمية آبائه الأبطال فسجَّل اسمه في سفر الحياة وليس في سفر آزخ فقط، فصال وجال في ساحة العلم والمعرفة وخاصة في ميدان الشعر الذي يدغدغ المشاعر الإنسانية، فاذا به يرفع لواء الشعر عاليا"، وأشار إلى زمالته معه في المعهد الكهنوتي واهتمامه بالشعر منذ ذلك الوقت.
أعقبتها كلمة معبّرة ومكثَّفة للدكتور كاوه محمود، وزير الثقافة والشباب في حكومة إقليم كردستان الذي قال: "اعتقد بأن هناك علاقة أزلية بين الشِّعر والدِّين، بالنسبة لي أنا لستُ شاعراً ولا روائياً ولكني مجرّد قارئ، ومن خلال قراءاتي، أعتقد أن هذه العلاقة تكمن في الابتعاد عن السطحية ما يمنحنا القدرة على ربط الشعر بالحياة والدين بالحياة هذا ما فعله الأب الشاعر يوسف سعيد، وما اكتشفته من خلال قراءاتي لبعض نتاجاته وعنه". وأضاف: لم يكن الشاعر الراحل الأب يوسف سعيد ابن الموصل فقط، بل كان أيضاً ابن كركوك، وذلك من خلال مساهمته الهامة مع شعراء وأدباء جماعة كركوك، فيحق لأهل كركوك بمختلف قومياتهم، أن يفخروا بابنهم البارّ من خلال شعره وخدمته الرُّوحية ودفاعه عن قضية السَّلام. ولهذا أودُّ أن أختتم كلمتي بما قاله عنه الأديب ميخائيل نعيمة: "إنني لم أجد في حياتي كاهناً بهذه الرَّوعة الشعرية العميقة في الحياة".
ثمَّ ألقى الدكتور سعدي المالح كلمة المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية، قدَّم في مستهلِّها باسم المديرية العامة تعازيه الحارَّة إلى أهل الفقيد وكنيسته السِّريانية الأرثوذكسية، مشيراً إلى الفراغ الكبير الذي تركه الأب الشاعر يوسف سعيد في الحياة الأدبية والثقافية العراقية، مشيداً بجماعة كركوك الأدبية التي كان الفقيد أحد مؤسِّسيها وروَّادها والتي كانت تضمُّ أدباء وشعراء من أديان وطوائف وقوميات وأفكار سياسية مختلفة مثل سركون بولص وجليل القيسي ويوسف الحيدري وجان دمّو وصلاح فائق وفاضل العزاوي ومؤيد الرَّاوي وزهدي الداوودي، ثم تحولت إلى أحد أهم التيارات الأدبية في العراق وأكثرها إبداعاً وتجديداً، مؤكّداً على الدور الكبير الذي لعبته هذه الجماعة الرائدة في إنعاش الأدب العراقي ورفده بالجديد والمنوّع والخلاق.
وأضاف: "في الحقيقة هذه ليست احتفالية تأبينية في ذكرى فقيدنا فحسب، بل احتفاء تكريمي ندين له به في حياته. اذ كان الاحتفاء به وهو حي بيننا أحد برامجنا في المديرية العامة بعد تأسيسها. لقد اتصلنا به ودعيناه لزيارة وطنه الأم، أكثر من مرة خلال السنوات الثلاث المنصرمة، إلا أن طبيبه الخاص كان يمنعه من السَّفر في كلِّ مرَّة، فأصبح ذلك الحلم محالاً وحسرة في قلبه وقلوبنا".
واختتم كلمته بالقول: "نحن إذن نحتفي بالأب يوسف سعيد الشاعر الإنسان الذي سيبقى ماثلاً في ذاكرتنا كما كنَّا نحن والعراق زوَّادته في غربته الطويلة".
وأضاف: "في الحقيقة هذه ليست احتفالية تأبينية في ذكرى فقيدنا فحسب، بل احتفاء تكريمي ندين له به في حياته. اذ كان الاحتفاء به وهو حي بيننا أحد برامجنا في المديرية العامة بعد تأسيسها. لقد اتصلنا به ودعيناه لزيارة وطنه الأم، أكثر من مرة خلال السنوات الثلاث المنصرمة، إلا أن طبيبه الخاص كان يمنعه من السَّفر في كلِّ مرَّة، فأصبح ذلك الحلم محالاً وحسرة في قلبه وقلوبنا".
واختتم كلمته بالقول: "نحن إذن نحتفي بالأب يوسف سعيد الشاعر الإنسان الذي سيبقى ماثلاً في ذاكرتنا كما كنَّا نحن والعراق زوَّادته في غربته الطويلة".
وألقى القاص هيثم بردى ممثل الأدباء السريان في الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، كلمة الاتحاد، نقل للحضور في مستهلِّها، تحيات أعضاء المكتب التنفيذي والمجلس المركزي للاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق ممَثلاً برئيسه الأستاذ فاضل ثامر وأمينه العام الأستاذ الفريد سمعان، وتمنياتهم بأن يسدي هذا التأبين بعض الوفاء لعطاء الشاعر الأب د. يوسف سعيد، مؤكِّداً: "أنه ليس بغريب أن تبادر المديرية العامة للثقافة والفنون السِّريانية إلى إقامة هذا الحفل التأبيني عبر حلقات نقاشية متعدِّدة ومثمرة عن الشَّاعر الرَّاحل، فقد سبق وأن أقامت أيضاً حلقة دراسية موسّعة عن الشَّاعر الرَّاحل سركون بولص، وأخرى عن القاصّ والروائي إدمون صبري، وبمشاركة فاعلة ومؤثرة من نقّاد وقصاصي وروائيي وشعراء العراق، فضلاً عن ملتقيات ومهرجانات عديدة أخرى لا مجال لذكرها الآن". واختتم كلمته بالقول: "نحن في الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق نثمِّن هذه الجهود المدروسة للمديرية العامة للثقافة والفنون السريانية ممثلة بمديرها القاص والروائي الدكتور سعدي المالح، ومجموعة خيّرة وساندة من المثقَّفين والإعلاميين من موظفي المديرية".
تلتها قراءة لبرقية مرسلة من اتحاد الأدباء الكرد فرع أربيل، جاء فيها: "باسم اتحاد أدباء الكرد فرع أربيل نحيي المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية لاحتفائها بالشاعر الأب يوسف سعيد، لقد كان الشَّاعر منذ أن عرفناه مخلصاً ووفياً لقضيَّة واحدة وهي قضية الشِّعر والقصيدة، واستطاع بجهده الشخصي الوصول إلى درجة راقية ومتميزة في القصيدة الحديثة. نحييكم ونحيي ذكرى شاعرنا الفذّ الأب الشَّاعر يوسف سعيد ".
ودمتم
تلتها قراءة لبرقية مرسلة من اتحاد الأدباء الكرد فرع أربيل، جاء فيها: "باسم اتحاد أدباء الكرد فرع أربيل نحيي المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية لاحتفائها بالشاعر الأب يوسف سعيد، لقد كان الشَّاعر منذ أن عرفناه مخلصاً ووفياً لقضيَّة واحدة وهي قضية الشِّعر والقصيدة، واستطاع بجهده الشخصي الوصول إلى درجة راقية ومتميزة في القصيدة الحديثة. نحييكم ونحيي ذكرى شاعرنا الفذّ الأب الشَّاعر يوسف سعيد ".
ودمتم
ثم أُلقيَتْ بعد ذلك مجموعة من القصائد، استهلّت بعرض تسجيل قراءات شعرية للأب الرّاحل وهو يلقي مدخل قصيدة الطفولة من ديوان (السفر داخل المنافي البعيدة)، ضمن لقاء تلفزيوني، أجراه معه الأديب الشاعر صبري يوسف عندما كان مدير برنامج بطاقات ثقافية في فضائية سورويو، ثم ألقى الشعراء التالية قصائدهم الشعرية.
الأب د. يوسف اسطيفان البنّا، الشاعر زهير بهنام بردى، الشاعر شاكر مجيد سيفو، والشاعر صبري يوسف، مستلهمين قصائدهم الشعرية من عوالم وفضاءات الأب يوسف سعيد الفسيحة.
وتمَّ اختتام حفل الافتتاح بمداخلة من قبل نيافة المطران مار نيقوديموس داؤود متي شرف، أعرب فيها عن تقديره للدور الكبير الذي تلعبه المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية في المجال الثقافي السرياني لا سيّما احتفاؤها الدائم برموز الثقافة السريانية وعمالقة الفكر والأدب والفن والموسيقى ومنهم الأب الرَّاحل، كونه حفيد مار أفرام السّرياني، ويعقوب السّروجي، واختتمَ كلمته قائلاً: "إن الأب يوسف سعيد، سيبقى خالداً في أفكارنا وقلوبنا، وأنا لواثق من أنه يشاركنا من السَّماء في هذه الفعالية فرحاً بالأشخاص الذين قرَّروا تكريمه".
الأب د. يوسف اسطيفان البنّا، الشاعر زهير بهنام بردى، الشاعر شاكر مجيد سيفو، والشاعر صبري يوسف، مستلهمين قصائدهم الشعرية من عوالم وفضاءات الأب يوسف سعيد الفسيحة.
وتمَّ اختتام حفل الافتتاح بمداخلة من قبل نيافة المطران مار نيقوديموس داؤود متي شرف، أعرب فيها عن تقديره للدور الكبير الذي تلعبه المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية في المجال الثقافي السرياني لا سيّما احتفاؤها الدائم برموز الثقافة السريانية وعمالقة الفكر والأدب والفن والموسيقى ومنهم الأب الرَّاحل، كونه حفيد مار أفرام السّرياني، ويعقوب السّروجي، واختتمَ كلمته قائلاً: "إن الأب يوسف سعيد، سيبقى خالداً في أفكارنا وقلوبنا، وأنا لواثق من أنه يشاركنا من السَّماء في هذه الفعالية فرحاً بالأشخاص الذين قرَّروا تكريمه".
وبدأتْ جلسات اليوم الأول على الشَّكل التالي:
بدأت الجلسة الأولى للحلقة النقاشية في تمام الساعة الخامسة من مساء الإثنين 16 نيسان 2012 بإدارة القاصّ هيثم بردى، حيثُ تضمَّنت دراسات تحليلية نقدية لكلٍّ من الأستاذ الباحث ياسين النَّصير والدكتور النََاقد محمد صابر عبيد والدكتور الناقد خليل شكري هيَّاس.
قدَّم الأستاذ ياسين النَّصير في بحثه قراءة نقدية عميقة بعنوان: (فضاءات الأب يوسف سعيد)، حيث يرى النَّصير أن الفضاءات (السماءات) الأربع التي يطرحها الأب يوسف سعيد في ديوانه الذي حمل نفس عنوان البحث، وهذه الفضاءات هي الأرض والتراب والسماء والماء، وهي عناوين أحادية بحسب تعبيره أي مفردة واحدة يجمع فيها الأب الرَّاحل الدِّين بالشعر ولا يحوم حولها بل يدخل في أعماقها ويفنِّدها ويجزؤها ثم يعيد بناءها بطريقة شعرية أخّاذة وفريدة،، مسلِّطاً الضوء على خصوصيّة تدفقات الأب يوسف سعيد، واسترسل في شرح هذه الفضاءات وتماسكها مع بعضها بعضاً، واصفاً الأب يوسف سعيد بالمنتمي إلى خيال المادة (الخيمياء) لأنه يمزج بين الثقافة الميثولوجية والثقافة العلمية، قدَّم الناقد دراسة تحليلة مثمرة ومفيدة في تسليط الضوء على الكثير من فضاءات الأب الراحل يوسف سعيد.
أعقبه الدكتور الناقد محمد صابر عبيد ببحث هام وعميق من حيث الدلالات التحليلية التي قدَّمها حول قصيدة طويلة بعنوان الموصل، وقد أطلق على بحثه عنوان: (الموصل فضاءً شعرياً لدى الأب يوسف سعيد) أكَّد فيه على أن: " عتبة عنوان القصيدة "الموصل" للشاعر الأب يوسف سعيد من العتبة الكلية لعنوان الديوان "الشموع ذات الاشتعال المتأخر" وعنوان الديوان هو عنوان محيطي شامل تنتمي اليه القصائد جميعاً، إذ هو عنوان مهيمن يطغى على عناوين قصائد الديوان كلها ويستوعبها، هو ثريَّا تنشر تباشير ضوئها اللامع عليها ولعلنا يمكن أن نقدّر كقراءة أولى أن كل قصيدة من قصائد الديوان التي تعمل تحت مظلة ثريا العنوان هي (شمعة) تتسم باشتعال متأخر ومن ضمنها قصيدة الموصل التي هي أول قصيدة (شمعة) في ترتيب القصائد(الشموع) وتسلسلها داخل الفضاء الشعري"، ويعتبر الناقد قصائد الديوان بمثابة شموع مضيئة ومنبعثة من الحياة وتعكس حالات الشاعر المتلألئة من شموع الحياة التي رافقته عبر منعطفات عمره الحافلة بالإبداع.
وقدَّمَ الدَّكتور خليل شكري هيَّاس بحثاً تحليلياً بعنوان: (السَّفر داخل المنافي البعيدة- تجلِّيات الذات في مرآة الشعر) وقف فيه على نتاج آخر للأب يوسف سعيد وهو مجموعته الشعرية (السَّفر داخل المنافي البعيدة) حيث قال: "هي مجموعة في أحد أهم مظاهرها التشكيلية، تؤسِّس لشعريّة ذاتية، تسعى الذَّات الشَّاعرة فيه إلى الغوص عميقاً في الذاكرة ليستجلي ما هو ذاتي من التجربة، مسفراً من أجل ذلك عن كل الإمكانات الشعرية الغنائية في إضاءة مناطق حساسة من التجربة الذاتية، وعلى نحو يجعل من الشعر في هذه المجموعة خطاباً جمالياً مناظراً لحركة وجود الذات في هذا العصر ومستجيباً لمنطقها الحيوي في التدليل والتصوير والتمثيل". حيث سلّط الضوء على الرؤية الجوانية العميقة في ذاتية الشاعر الفياضة في بناء النص الشعري بطريقة وجدانية راقية، وتعكس حالات إنسانية من خلال تدفُّقات مشاعره الجانحة لعوالم الطفولة وجمالياتها وحميميات خصوبة الذات المتمركزة فوق أجنحة القصيدة.
وقد تخلَّلَ بعد عرض البحوث التحليلية، مداخلات ومناقشات مستفيضة بين الباحثين والمشاركين في الحلقات، ممّا أغنى وعمّق في أبعاد البحوث والدراسات التي تم تقديمها على مدار الجلسات.
وبعد استراحة قصيرة تمَّ عرض الفيلم الوثائقي (حكاية عمر) الذي يتناول جانباً من حياة الأب يوسف سعيد وهو من إنتاج قناة عشتار الفضائية، إعداد الإعلامي نزار عسكر وإخراج الشاعر والاعلامي مروان ياسين الدليمي.
*****
وفي اليوم الثاني 17/4/2012، الساعة التاسعة صباحاً، أدار الجلسة الثانية الأستاذ الناقد ياسين النَّصير، وقدّم الأستاذ النَّاقد جاسم عاصي، الَّذي قدِّم بحثاً تحليلياً ثريِّاً بعنوان: (ما يتبدَّى من الشِّعر- قصائد "طبعة ثانية للتاريخ" أنموذجاً) قال فيه:" إننا أمام شاعر أولاً، وأب في الفكر الديني ثانياً. وهاتان الصفتان تجمعهما الخاصية الإنسانية في بؤرة واحدة كما القصيدة. فالشاعر الأب يجمع في تصوّراته الكوني والدنيوي في صورة واحدة يمثلها الإنسان. وهي التي ولدت لنا شعراً لإنسان يمارس مفاهيمه المختلفة ببعد واحد كبير ومكثف في إنسانية الإنسان، هذه الصورة في مفهوم (الإنسان- الأب- الشاعر) هي التي دفعت بالأب الشاعر إلى أن يكون إحساسه الشعري بالوجود تلقائياً منطلقاً من مستقر مبدئي".
وأضاف:" لعل النظرة الفاحصة لقصائد الديوان تستوقفنا أمام العديد من المحاور التي عالجتها قصائد هذه المحاور التي تُبأر في مركز واحد، هو إعادة النظر في الظواهر من خلال الانعكاسات الحسية التي تركتها على الذات الإنسانية متمثلة في ذات الشاعر، لقد راوحت القصائد بين قصائد قصار وأخرى طويلة نسبياً، وفي كلتا الحالتين، ثمة تحقيق لرؤى جديدة". وقدّم وجهات نظر جديدة حول قصائد الأب يوسف سعيد في ديوانه طبعة أخرى للتاريخ، تعالوا نتساءل مع الباحث والناقد جاسم عاصي هل كان الأب يوسف سعيد يرى الطبعة الأولى للتاريخ طبعة غير دقيقة فطرح علينا طبعة ثانية أو رؤية ثانية للتاريخ من منظوره هو! وهو القائل: " أيها الشعراء أنتم حكماء هذا العالم".
بدأت الجلسة الأولى للحلقة النقاشية في تمام الساعة الخامسة من مساء الإثنين 16 نيسان 2012 بإدارة القاصّ هيثم بردى، حيثُ تضمَّنت دراسات تحليلية نقدية لكلٍّ من الأستاذ الباحث ياسين النَّصير والدكتور النََاقد محمد صابر عبيد والدكتور الناقد خليل شكري هيَّاس.
قدَّم الأستاذ ياسين النَّصير في بحثه قراءة نقدية عميقة بعنوان: (فضاءات الأب يوسف سعيد)، حيث يرى النَّصير أن الفضاءات (السماءات) الأربع التي يطرحها الأب يوسف سعيد في ديوانه الذي حمل نفس عنوان البحث، وهذه الفضاءات هي الأرض والتراب والسماء والماء، وهي عناوين أحادية بحسب تعبيره أي مفردة واحدة يجمع فيها الأب الرَّاحل الدِّين بالشعر ولا يحوم حولها بل يدخل في أعماقها ويفنِّدها ويجزؤها ثم يعيد بناءها بطريقة شعرية أخّاذة وفريدة،، مسلِّطاً الضوء على خصوصيّة تدفقات الأب يوسف سعيد، واسترسل في شرح هذه الفضاءات وتماسكها مع بعضها بعضاً، واصفاً الأب يوسف سعيد بالمنتمي إلى خيال المادة (الخيمياء) لأنه يمزج بين الثقافة الميثولوجية والثقافة العلمية، قدَّم الناقد دراسة تحليلة مثمرة ومفيدة في تسليط الضوء على الكثير من فضاءات الأب الراحل يوسف سعيد.
أعقبه الدكتور الناقد محمد صابر عبيد ببحث هام وعميق من حيث الدلالات التحليلية التي قدَّمها حول قصيدة طويلة بعنوان الموصل، وقد أطلق على بحثه عنوان: (الموصل فضاءً شعرياً لدى الأب يوسف سعيد) أكَّد فيه على أن: " عتبة عنوان القصيدة "الموصل" للشاعر الأب يوسف سعيد من العتبة الكلية لعنوان الديوان "الشموع ذات الاشتعال المتأخر" وعنوان الديوان هو عنوان محيطي شامل تنتمي اليه القصائد جميعاً، إذ هو عنوان مهيمن يطغى على عناوين قصائد الديوان كلها ويستوعبها، هو ثريَّا تنشر تباشير ضوئها اللامع عليها ولعلنا يمكن أن نقدّر كقراءة أولى أن كل قصيدة من قصائد الديوان التي تعمل تحت مظلة ثريا العنوان هي (شمعة) تتسم باشتعال متأخر ومن ضمنها قصيدة الموصل التي هي أول قصيدة (شمعة) في ترتيب القصائد(الشموع) وتسلسلها داخل الفضاء الشعري"، ويعتبر الناقد قصائد الديوان بمثابة شموع مضيئة ومنبعثة من الحياة وتعكس حالات الشاعر المتلألئة من شموع الحياة التي رافقته عبر منعطفات عمره الحافلة بالإبداع.
وقدَّمَ الدَّكتور خليل شكري هيَّاس بحثاً تحليلياً بعنوان: (السَّفر داخل المنافي البعيدة- تجلِّيات الذات في مرآة الشعر) وقف فيه على نتاج آخر للأب يوسف سعيد وهو مجموعته الشعرية (السَّفر داخل المنافي البعيدة) حيث قال: "هي مجموعة في أحد أهم مظاهرها التشكيلية، تؤسِّس لشعريّة ذاتية، تسعى الذَّات الشَّاعرة فيه إلى الغوص عميقاً في الذاكرة ليستجلي ما هو ذاتي من التجربة، مسفراً من أجل ذلك عن كل الإمكانات الشعرية الغنائية في إضاءة مناطق حساسة من التجربة الذاتية، وعلى نحو يجعل من الشعر في هذه المجموعة خطاباً جمالياً مناظراً لحركة وجود الذات في هذا العصر ومستجيباً لمنطقها الحيوي في التدليل والتصوير والتمثيل". حيث سلّط الضوء على الرؤية الجوانية العميقة في ذاتية الشاعر الفياضة في بناء النص الشعري بطريقة وجدانية راقية، وتعكس حالات إنسانية من خلال تدفُّقات مشاعره الجانحة لعوالم الطفولة وجمالياتها وحميميات خصوبة الذات المتمركزة فوق أجنحة القصيدة.
وقد تخلَّلَ بعد عرض البحوث التحليلية، مداخلات ومناقشات مستفيضة بين الباحثين والمشاركين في الحلقات، ممّا أغنى وعمّق في أبعاد البحوث والدراسات التي تم تقديمها على مدار الجلسات.
وبعد استراحة قصيرة تمَّ عرض الفيلم الوثائقي (حكاية عمر) الذي يتناول جانباً من حياة الأب يوسف سعيد وهو من إنتاج قناة عشتار الفضائية، إعداد الإعلامي نزار عسكر وإخراج الشاعر والاعلامي مروان ياسين الدليمي.
*****
وفي اليوم الثاني 17/4/2012، الساعة التاسعة صباحاً، أدار الجلسة الثانية الأستاذ الناقد ياسين النَّصير، وقدّم الأستاذ النَّاقد جاسم عاصي، الَّذي قدِّم بحثاً تحليلياً ثريِّاً بعنوان: (ما يتبدَّى من الشِّعر- قصائد "طبعة ثانية للتاريخ" أنموذجاً) قال فيه:" إننا أمام شاعر أولاً، وأب في الفكر الديني ثانياً. وهاتان الصفتان تجمعهما الخاصية الإنسانية في بؤرة واحدة كما القصيدة. فالشاعر الأب يجمع في تصوّراته الكوني والدنيوي في صورة واحدة يمثلها الإنسان. وهي التي ولدت لنا شعراً لإنسان يمارس مفاهيمه المختلفة ببعد واحد كبير ومكثف في إنسانية الإنسان، هذه الصورة في مفهوم (الإنسان- الأب- الشاعر) هي التي دفعت بالأب الشاعر إلى أن يكون إحساسه الشعري بالوجود تلقائياً منطلقاً من مستقر مبدئي".
وأضاف:" لعل النظرة الفاحصة لقصائد الديوان تستوقفنا أمام العديد من المحاور التي عالجتها قصائد هذه المحاور التي تُبأر في مركز واحد، هو إعادة النظر في الظواهر من خلال الانعكاسات الحسية التي تركتها على الذات الإنسانية متمثلة في ذات الشاعر، لقد راوحت القصائد بين قصائد قصار وأخرى طويلة نسبياً، وفي كلتا الحالتين، ثمة تحقيق لرؤى جديدة". وقدّم وجهات نظر جديدة حول قصائد الأب يوسف سعيد في ديوانه طبعة أخرى للتاريخ، تعالوا نتساءل مع الباحث والناقد جاسم عاصي هل كان الأب يوسف سعيد يرى الطبعة الأولى للتاريخ طبعة غير دقيقة فطرح علينا طبعة ثانية أو رؤية ثانية للتاريخ من منظوره هو! وهو القائل: " أيها الشعراء أنتم حكماء هذا العالم".
ثمَّ تلاه الناقد والباحث الأستاذ ناجح المعموري ببحثٍ فيه رؤية وتحاليل جديدة بعنوان: (الأصول الأسطورية في تجربة الأب يوسف سعيد الشعرية) بدأه بقراءة أبيات من قصيدة الماء.
"وأمّا أنتَ يا أيُّها المتوسِّد جذع شجرة قديمة
أنظر!
أسرابُ من عصافير الأرض
ترحل يوميَّاً
نحوَ ينابيع أنهارٍ مقدسة!..
(ص78 فضاءات الأب يوسف سعيد).
واسترسل في تحاليله ووجهات نظره قائلاً: "لعبت ديانات الشرق دوراً مهمَّاً في المسيحية وأكثر العناصر بروزاً هي الآلهة الشابة المذكرة/ القتيلة والمنبعثة، وأهم هذه الآلهة اوزوريس المصري وأدونيس/ أتيس في أسيا الصغرى/ ميثرا الفارسي/ يوسف التوراتي/ وآخر النماذج زكريا النبي. وظَّف الأب يوسف سعيد أسطورة الإله الشاب القتيل التي تماهى معها يسوع". وأضاف: "في فضاء الأرض تصعد الأم الكبرى في ديانات الشرق إيقونة سردية محكومة بعدد من الأيقونات. وجميعها تبدأ بمفردة النمط العالي/ أو عنصر نظرية الخيال وكانت الأرض رمزاً للسيدة العذراء مريم وظهور الشجرة مثمرة هي تمظهرات الأم/ الأرض/ ومريم والشجرة رمز دال على السيد المسيح. وما قاله الأب يوسف سعيد يفضي على اوزوريس وأدونيس اللذين صعدا نحو فضاء يسوع. وأسطورة اوزوريس متماثلة مع مكونات يسوع ولا يمكن قراءة شخصية يسوع بعيداً عن نسق الإلهة الشابة القتيلة والتي كان القمح دالاً عليها". مشيراً الى "أن المشترك بين الإلهة الوثنية ويسوع، لم يبقَ ثابتاً، بل تحرَّك قابلاً بالارتجال والتحوُّل الواضح والبسيط مع حيازة جديدة لها دواعٍ موضوعية، مثل شخصية النبي زكريا الهارب في محاولة للخلاص من الاضطهاد واحتمال القتل مثلما حصل لابنه يحيى، احتمى بالبستان، استمع لصوت شجرة تنادي عليه: تعال يا زكريا. الشجرة هنا هي الأم الرمزية التي فتحت رحمها / جذعها واستعادته مرة ثانية".
"وأمّا أنتَ يا أيُّها المتوسِّد جذع شجرة قديمة
أنظر!
أسرابُ من عصافير الأرض
ترحل يوميَّاً
نحوَ ينابيع أنهارٍ مقدسة!..
(ص78 فضاءات الأب يوسف سعيد).
واسترسل في تحاليله ووجهات نظره قائلاً: "لعبت ديانات الشرق دوراً مهمَّاً في المسيحية وأكثر العناصر بروزاً هي الآلهة الشابة المذكرة/ القتيلة والمنبعثة، وأهم هذه الآلهة اوزوريس المصري وأدونيس/ أتيس في أسيا الصغرى/ ميثرا الفارسي/ يوسف التوراتي/ وآخر النماذج زكريا النبي. وظَّف الأب يوسف سعيد أسطورة الإله الشاب القتيل التي تماهى معها يسوع". وأضاف: "في فضاء الأرض تصعد الأم الكبرى في ديانات الشرق إيقونة سردية محكومة بعدد من الأيقونات. وجميعها تبدأ بمفردة النمط العالي/ أو عنصر نظرية الخيال وكانت الأرض رمزاً للسيدة العذراء مريم وظهور الشجرة مثمرة هي تمظهرات الأم/ الأرض/ ومريم والشجرة رمز دال على السيد المسيح. وما قاله الأب يوسف سعيد يفضي على اوزوريس وأدونيس اللذين صعدا نحو فضاء يسوع. وأسطورة اوزوريس متماثلة مع مكونات يسوع ولا يمكن قراءة شخصية يسوع بعيداً عن نسق الإلهة الشابة القتيلة والتي كان القمح دالاً عليها". مشيراً الى "أن المشترك بين الإلهة الوثنية ويسوع، لم يبقَ ثابتاً، بل تحرَّك قابلاً بالارتجال والتحوُّل الواضح والبسيط مع حيازة جديدة لها دواعٍ موضوعية، مثل شخصية النبي زكريا الهارب في محاولة للخلاص من الاضطهاد واحتمال القتل مثلما حصل لابنه يحيى، احتمى بالبستان، استمع لصوت شجرة تنادي عليه: تعال يا زكريا. الشجرة هنا هي الأم الرمزية التي فتحت رحمها / جذعها واستعادته مرة ثانية".
إن قراءة الباحث والناقد ناجح المعموري تحتاج إلى قراءة جديدة بل إلى قراءات عميقة، من جانب المتلقّي أولاً، ومن جانبه أولاً وأخيراً، لأن هكذا دراسات تحليلية قائمة على رؤية إبداعية، اسطورية، دينية تحمل بين طياتها اسقاطات غير مسبوقة، وإن هكذا نوع من القراءات التحليلية لنص شعري يفيض بالرموز والصور والفضاءات الجامحة، تتطلَّب عمقاً مضاعفاً كي نستطيع الولوج إلى شيفرتي الشاعر والباحث معاً، وتتطلَّب أيضاً تعميق الرؤية والتحليل من جانب الباحث نفسه كي يشرح لنا اسقاطاته وتحاليله بشكل أعمق وأكثر دقةً وإقناعاً فيما يذهب إليه، لأن قراءته قابلة لتأويلات متعدّدة ويفسح المجال للمتلقي الوقوف عند الكثير من التساؤلات، ممَّا يضع النص يرفرف فوق روضة التحليل بشيء من الذهول، وكل هذا ناجم عن كوننا أمام فضاءات جامحة في تدفقاتها وتتطلَّب الكثير من التأمُّل والزهوّ والخيال، خيالُ القرّاء والنقاد والباحثين!
ثمَّ تمَّ تلاوة شهادة كلّ من الشَّاعر فاضل العزّاوي والشَّاعر زهدي الداوودي، وهما من روَّاد شعراء جماعة كركوك الأدبية، عبَّرت الشّهادتان عن عميق الأسى والحزن على فقدان علم من أعلام الأدب والثقافة والشعر، ليس في العراق والعالم العربي فحسب بل في العالم أيضاً، تلاها الأديب والشَّاعر السُّوري صبري يوسف (الذي أعدَّ هو الآخر حفل تأبين أدبي كبير للأب يوسف سعيد في ستوكهولم 11/3/2012)، وقد سرد الدَّكتور فاضل العزَّاوي في مشاركته جزءاً من ذكرياته العذبة مع الرَّاحل الكبير وأضاف:" لقد كسر الأب يوسف سعيد وكسرنا نحن أيضاً معه كل الحواجز التي تفصل ما بين البشر، باسم المذهب أو الدين أو السياسة، مؤكِّدين أخوتنا الإنسانية في الإبداع قبل أي شيء آخر. ولا أعتقد أنه جعلنا في يوم ما نشعر بأننا مختلفون أو أنه أقرب إلى الله منَّا، بل انه لم يكن يخطر حتى في بالنا أننا ننتمي الى قوميات وطوائف ومذاهب وأديان مختلفة، ألا يعبِّر هذا عن الرِّسالة الحقيقية التي أراد السيِّد المسيح إيصالها الى البشر جميعاً في كلِّ زمان ومكان؟، تلك الرِّسالة القائمة على المحبَة قبل أي شيء آخر".
أمَّا الشَّاعر الأستاذ زهدي الدَّاوودي فسرد في شهادته ومشاركته بعضاً من ذكرياته مع الأب الرَّاحل وتأثيره في نتاجه الأدبي فيما بعد مؤكِّداً أنَّ: " الأب يوسف سعيد كان أحد أبرز عناصر جماعة كركوك، أكبرهم عمراً وتجربةً ودرايةَ وتمرُّداً، كان طائراً يحلِّق على أبعد نجمة تاركاً سربه ومغرداً خارجه ومحاولاً أن يجعل من السَّماء والأرض منزلاً من الفردوس. وظلَّ يعيش مع هذا الحلم إلى أن غادرنا إلى الأبد"!.
وبعد استراحة قصيرة بدأت الجلسة الثالثة بإدارة الأستاذ بطرس نباتي وكان أوَّل الباحثَين الأديب صبري يوسف، حيث قدَّمَ بحثاً تحليلياً بعنوان: (رحلة فسيحة في بناء القصيدة عند الأب يوسف سعيد)، حيث يرى الشاعر صبري يوسف أن الأب الرَّاحل يوسف سعيد "يتميّز بخياله الجامح، فياخذكَ إلى فضاءات لا تخطر على بال، يخطُّ جملته الشعرية وكأنه يلتقطها من خاصرة السَّماء الصافية، ومن أهداب النجوم، ليقدِّم للقارئ خطَّاً شعرياً متفرِّداً ومتدفِّقاً بالإبداع".
يمتلك لغة متدفقة بالصور الخلاقة، متميِّزة بمفرداتها، كما يتميَّز الشّاعر الراحل بالخيال الخلاق حيث يقود القارئ إلى فضاءات رحبة، يترجم مشاعره بكل عمق مركِّزاً على عوالمه الفسيحة ويعكس عوالم روحية صوفية وحياتيّة راقية.
وحول قصيدة الطفولة يقول أن الأب يوسف سعيد في قصيدة الطفولة " ..أسقط بين ثنايا نصّه دلالات فكريّة وحياتيّة واجتماعيّة دون أيِّ تحفُّظٍ وكأنّه يتلو في حالة انتشاء ترتيلته المفضّلة من أخصب وأنقى محطّات عمره، حيث كتب الشَّاعر قصيدته بكلِّ مشاعره وأحاسيسه وأحلامه وأعصابه، فهذه القصيدة هي أنشودته الروحانيّة الشَّفَّافة، حيث يقول:
" أتركُ نقاط دمي على جوانب محبرة، بعض هذه النِّقاط انساب كدهنٍ مهراق، ..
أشيِّدُ أعشاشاً لطيورٍ مصنوعة من دم الكلمات" .. " هذا العالم أعصابه من دماء الشِّعر، ..."
يدهش الأب يوسف سعيد القارئ حيث يرى أن "الجملة الشعرية عند الأب يوسف سعيد، لا يمكن الإمساك بها، إنها جمل متشرشرة من أفواه النُّجوم ومنبعثة من ضياء الوجود وحفيف الأشجار!".
يمتلك لغة متدفقة بالصور الخلاقة، متميِّزة بمفرداتها، كما يتميَّز الشّاعر الراحل بالخيال الخلاق حيث يقود القارئ إلى فضاءات رحبة، يترجم مشاعره بكل عمق مركِّزاً على عوالمه الفسيحة ويعكس عوالم روحية صوفية وحياتيّة راقية.
وحول قصيدة الطفولة يقول أن الأب يوسف سعيد في قصيدة الطفولة " ..أسقط بين ثنايا نصّه دلالات فكريّة وحياتيّة واجتماعيّة دون أيِّ تحفُّظٍ وكأنّه يتلو في حالة انتشاء ترتيلته المفضّلة من أخصب وأنقى محطّات عمره، حيث كتب الشَّاعر قصيدته بكلِّ مشاعره وأحاسيسه وأحلامه وأعصابه، فهذه القصيدة هي أنشودته الروحانيّة الشَّفَّافة، حيث يقول:
" أتركُ نقاط دمي على جوانب محبرة، بعض هذه النِّقاط انساب كدهنٍ مهراق، ..
أشيِّدُ أعشاشاً لطيورٍ مصنوعة من دم الكلمات" .. " هذا العالم أعصابه من دماء الشِّعر، ..."
يدهش الأب يوسف سعيد القارئ حيث يرى أن "الجملة الشعرية عند الأب يوسف سعيد، لا يمكن الإمساك بها، إنها جمل متشرشرة من أفواه النُّجوم ومنبعثة من ضياء الوجود وحفيف الأشجار!".
وآخر البحوث قدَّمه الأستاذ بنيامين حدَّاد: (قراءة في الشِّعر السِّرياني للأب يوسف سعيد) الذي قرأ شيئاً من شعر الأب يوسف سعيد بالسريانية، ثم تحدَّث عن لقائه الأوَّل به في أحد مهرجانات المربد، منتصف الثمانينيات، ويرى أشعاره بالعربية غامضة مقارنة بأشعاره السِّريانية.
كما يرى الباحث أن الشاعر: "كباقي الشعراء الحداثويين، يكتب شعره تحت تأثير معاناة مغرقة جداً بالذاتية، ولكن تبين لي أيضاً، أن ما يكتبه بالسريانية أقل غموضاً وأقل تغريباً. وأنه أقرب في شعره السرياني إلى ( الآخر) منه بالعربية.
كما يرى الباحث أن الشاعر: "كباقي الشعراء الحداثويين، يكتب شعره تحت تأثير معاناة مغرقة جداً بالذاتية، ولكن تبين لي أيضاً، أن ما يكتبه بالسريانية أقل غموضاً وأقل تغريباً. وأنه أقرب في شعره السرياني إلى ( الآخر) منه بالعربية.
وتلا الشاعر صبري يوسف شهادة الشاعر صلاح فائق الذي قدَّم في مستهلِّها تعازيه القلبية إلى أسرة الشاعر الأب يوسف سعيد قائلاً أن الأب يوسف سعيد:" لن يموت إنما انتقل إلى مكان آخر، ذلك لأنه كان و سيبقى حياً في حياتي، فهو معلِّمي الأول، حيث خدم كل من احتاج الى نصيحته وتضامنه في العراق وفي غيره من البلدان، وفي شعره يقف شامخاً كشاعر حديث ووطني في آن. العراق شعره وشعره العراق".
ثم فسح رئيس الجلسة المجال للحضور لطرح تساؤلاتهم واستفساراتهم وتقديم مداخلاتهم، وأجابَ المحاضران عنها، ولكي يطلّع الحضور على شعر الأب يوسف سعيد بالسريانية، تمَّ عرض تسجيل صوتي للراحل يلقي فيه بعض أشعاره بالسريانية، رافقه على العود الموسيقار الكبير منير بشير.
ثم فسح رئيس الجلسة المجال للحضور لطرح تساؤلاتهم واستفساراتهم وتقديم مداخلاتهم، وأجابَ المحاضران عنها، ولكي يطلّع الحضور على شعر الأب يوسف سعيد بالسريانية، تمَّ عرض تسجيل صوتي للراحل يلقي فيه بعض أشعاره بالسريانية، رافقه على العود الموسيقار الكبير منير بشير.
واختتمت الجلسة بكلمة المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية شكر خلالها الدكتور سعدي المالح
كل من ساهم من منتسبي المديرية في إنجاح هذه الفعالية، لاسيَّما قسمَي الإعلام والخدمات، كما شكر السَّادة المطارنة الأجلاء والآباء الكهنة الأفاضل على حضورهم ومساهمتهم في إغناء الحلقة النقاشية، كما شكر كل من تجشم عناء السفر من داخل العراق وخارجه لا سيما الأديب صبري يوسف المقيم في السويد والذي رفد متحف المديرية بمخطوطات ومقتنيات تعود للأب الرَّاحل، ليتم عرضها في جناح خاص به، فضلاً عن تزويدنا بدواوينه ومجاميعه الشعرية الكاملة.
كل من ساهم من منتسبي المديرية في إنجاح هذه الفعالية، لاسيَّما قسمَي الإعلام والخدمات، كما شكر السَّادة المطارنة الأجلاء والآباء الكهنة الأفاضل على حضورهم ومساهمتهم في إغناء الحلقة النقاشية، كما شكر كل من تجشم عناء السفر من داخل العراق وخارجه لا سيما الأديب صبري يوسف المقيم في السويد والذي رفد متحف المديرية بمخطوطات ومقتنيات تعود للأب الرَّاحل، ليتم عرضها في جناح خاص به، فضلاً عن تزويدنا بدواوينه ومجاميعه الشعرية الكاملة.
0 comments:
إرسال تعليق