سنحول ملحق "صوت الاسير" إلى مجلة مستقلة يعود ريعها للأسرى الفلسطينيين
الجزائر - أمل أبودياب-
منذ بداية العام الجاري، يصدر أسبوعياً ضمن صحيفة الشعب في الجزائر، ملحق الأسرى والقدس تحت عنوان "صوت الاسير"، وهو الملحق الأول من نوعه في الصحافة العربية بما فيها الفلسطينية، حيث أنه التجربة الإعلامية الأولى الناجحة علي مستوى فلسطين والعالم العربي والتي تعنى بقضايا الأسرى ومعاناتهم وتكشف حقيقة الممارسات الإسرائيلية بحقهم، فكان هذا الملحق هو صوت الأسرى الذي يحاول دعم وتفعيل قضاياهم على المستويين العربي والعالمي.
ولا يخفى ما لهذه القضية من أهمية، فعندما تخصص صحيفة الشعب الجزائرية ملحقا أسبوعيا يصدر ويوزع معها ويشمل تغطية حية ومباشرة لآخر أخبار الأسرى والمستجدات بهذا الخصوص يكون هذا بمثابة إشراقة مضيئة تستحق الوقوف أمامها والثناء عليها ودعمها وذلك كواجب تجاه قضية هامة كقضية الأسرى تعزيزا لصمودهم وعائلاتهم وأمهاتهم ورفاقهم من المناضلين .
توجهت الى الإعلامي العربي الجزائري عزالدين بوكردوس رئيس مجلس ادارة صحيفة الشعب الجزائرية ومديرها العام لتحاوره حول الملحق ولإلقاء الضوء على هذه التجربة بالإضافة إلى قضايا أخرى.
وخلال اللقاء الخاص ب "القدس"، كشف بوكردوس عن أن صحيفة الشعب بصدد العمل على تحويل الملحق إلى مجلة مستقلة تباع في الأسواق ويعود ريعها لصالح الأسرى وعائلاتهم، وبذا لن يتوقف الأمر على كونه مجانياً خالصا بل سيتحول إلى منبر مثمر إثماراً مادياً يعود بالنفع ويساعد الأسرى وعائلاتهم على تجاوز محنتهم، هذا بالإضافة إلى العوائد الأدبية والسياسية المرجوة منه.
*هل لك أن تعرفنا بصحيفة الشعب الجزائرية؟
صحيفة الشعب الجزائرية هي نبض الشعب الجزائري وصوته على مدار سنين، وقد بدأت بالصدور يوم 11- كانون الأول- 1962 إلى يومنا هذا لتصدر بانتظام منذ أول حكومة جزائرية ولتكون انطلاقتها بعد أن خرجت الجماهير الجزائريةو، مؤكدة على الحق الجزائري في قيام الجمهورية الجزائرية الديمقراطية بعد التحرير مباشرة، يوم أن قرر الشعب الجزائري الخروج عن بكرة أبيه من أجل الاستقلال ليقول "لا للظلم نعم للحرية"، وكانت هذه الرسالة واضحة للجنرال ديغول لنيل الاستقلال وحرية الشعب الجزائري وبتاريخ 11 كانون الأول 1992 تأسست صحيفة الشعب لتكون أول صحيفة ناطقة باللغة العربية في الجزائر المستقلة ومازالت تصدر حتى الان.
*ما هي مصادر تمويل الصحيفة، وهل هي جريدة حزبية؟
مرت صحيفة الشعب الجزائرية بالعديد من المراحل في مسيرتها فكانت صحيفة حزبية وصحيفة حكومية وصحيفة ذات أسهم إلى صحيفة صاحب الملكية الواحدة ولكن نهجها وخطها الافتتاحي يعبران عن انشغالات المواطن واهتماماته وإرسال رسالة الخدمة الحكومية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، صحيفة الشعب اليوم هي صحيفة الدولة الجزائرية.
*ما مدى انتشار الصحيفة وتأثيرها على الرأي العام؟
صحيفة الشعب مثل أية صحيفة لها قراؤها ومحبوها، وهي تقدم أفضلية القراء على عددهم، صحيفة الشعب هي صحيفة تأثير وليس صحيفة إثارة، هي صحيفة لا تُهوّن ولا تُهوّل.
*ما مدى اهتمام الصحيفة بالقضية الفلسطينية وما هي المساحة التي تفردها لها؟
الإعلام الجزائري عامة مهتم بالقضية الفلسطينية ويعطيها الأولوية ولكن الشعب تميزت بافراد مساحات أوسع وملحق خاص بالاسرى والقدس هو الأول من نوعه على المستوى العربي.
الشعب بدأت تتحدث عن القضية الفلسطينية منذ الاستقلال كقضية عربية عامة إلى أن انطلقت الثورة الفلسطينية في 1-1-1965 ومنذ ذلك اليوم لا يخلو يوم من تغطية لأخبار فلسطين ومعالجة قضاياها المتعلقة بالشعب الفلسطيني وظروف حياته اليومية ومعاناته، كما أنها تحرص في المناسبات الوطنية الفلسطينية على إصدار ملاحق خاصة بالمناسبة المعنية مثل يوم الأرض وانطلاقة الثورة وذكرى الاستقلال ووعد بلفور ويوم التقسيم وغيرها، وقد واكبت القضية الفلسطينية إلى اليوم والغد والاستقلال، وستبقى صفحات الشعب الجزائرية مفتوحة لفلسطين والشعب الفلسطيني وفي خدمة القضية الفلسطينية، دون أن ننسى أن الصحيفة قد رعت كل قضايا التحرر في إفريقيا وأمريكا اللاتينية مع إعطاء كبير الاهتمام لفلسطين لأنها القضية الأم والقضية المصيرية.
*لماذا اخترتم قضية الأسرى لتكون مادة الملحق الأسبوعي؟
سأكون مباشراً في الجواب معك، ماذا تبقى من القضية الفلسطينية؟ المقاومة توقفت عند كل الأطراف، الانتفاضة توقفت، والمساعي السياسية أجهضت، والمفاوضات لم تأت بنتيجة ولا بحلول، لم يبق غير الأسرى وما دام هناك أسرى فمعنى ذلك أن القضية لم تحل بعد، وربما يكون الأسرى الفلسطينيون هم وحدهم في العالم الذين تم التغاضي عنهم في إطار الصورة الطاغية لإسرائيل كواحة للديمقراطية في العالم، فكيف يمكن أن نتصور سجينا لمدة ثلاثين عاماً أو أكثر، إن الأسير الفلسطيني هو عميد الأسرى في العالم ولهذا فقد فكان يجب أن يمنح المساحة التي يستحق، فالقضية وطنية وإنسانية على السواء، لذا تم تخصيص ملحق خاص كامل شامل كل أسبوع لهذا العنوان الكبير،
وهذا الملف يعده ويحرره نخبة من خيرة أبناء فلسطين ومن عائلات الأسرى ومن الأسرى أنفسهم، إذ لا يكفي أن يعقد مؤتمر ليوم أو يومين تشوبه الخطب الرنانة وينشر في الصحف في نطاق محدود على مدى صفحة أو صفحتين ثم سرعان ما ينتهي.
ونحن نريد أن تلتحق الصحف العربية التي تدّعي الدفاع عن فلسطين وعن الثوابت الفلسطينية بهذا المسار وتحذو حذو صحيفة الشعب على أمل أن تتبعها صحف أخرى في دول العالم التي تعلي من شأن "حقوق الإنسان" لتنتبه لهذه القضية التي تقع في القلب من معنى حقوق الإنسان، وإذا كان هذا ما نريده من الصحف العربية والأجنبية فالأحرى أن يكون ذلك هما للصحف داخل فلسطين وهي كثيرة، وإذا لم تضع هذه الصحف داخل الأراضي المحتلة هذه القضية في عمق انشغالاتها فعن ماذا ستكتب؟ وهذا سؤال إجابته ليست عندي الطبع.
*متى بدأت فكرة ملحق صوت الأسير وما هي أهدافه ؟
كانت الفكرة في البداية لملحق يخصص لاحتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية وقد استمر ذلك لمدة عامين بواقع ثماني صفحات أسبوعيا ولكن وكأي كرنفال رسمي عربي فقد انتهت سنة الثقافة وأسدل الستار على المسرحية، وكان لا بد من فعل شيء، وقد تمَّ ذلك بفضل بعض الإخوة الفلسطينيين المقيمين بالجزائر والذين عملنا معهم بشكلٍ جماعي ممنهج، وكانت النتيجة هي إصدار هذا الملحق الذي نحن بصدد الحديث عنه الآن، ملحق صوت الأسير والقدس، فالفضل في إنجاز وإصدار هذا الملحق لا يرجع لأية فئة أو جهة رسمية على الإطلاق، إنما هو عمل نضالي حلم به وحمله وتحمله أفراد يعدون علي الأصابع كما قلت، إنه مشاركة من نخبة من كتاب فلسطينيين وحتى من داخل السجون.
وأؤكد أن هذا الملحق "صوت الأسير" لا يخضع لأيّ سلطة أو رقيب باستثناء سلطة الضمير المهني وعبادة فلسطين وهو ينشر مجانا على صفحات صحيفة الشعب وعلى حسابها الخالص الكامل كما كان علية الحال مع ملحق "الشعب المقدسي" ولا يكلف الأخوة الفلسطينيين أي ثمن.
*نحب أن نسألك عن مدى تأثير الملحق في إيصال رسالة الأسرى وفيما إذا لمستم تغيراً على المستوى الجزائري والفلسطيني والعربي بعد إصداركم ثلاثة عشر عددا منه؟
ليس بالضرورة أن كل ما تغرسه يأتي بثمار، فقد تأتي ثمرة واحدة فقط، ولكن لا يوجد عمل مثابر مستمر مخلص بدون تأثير، إذ لا بد في النهاية أن يكون هناك ثمار وآثار، حتى ولو لم تكن مباشرة، فيكفي أن تبرز قضية الأسرى، وأن تصرخ باستمرار في وجه العالم أن هناك أكثر من ستة آلاف أسير في السجون الإسرائيلية.
*ربما سيصل هذا الحديث إلى إخوتنا في السجون الإسرائيلية، وهي فرصة أن يسمعوا أو أن يقرأوا نبض إنسان ذي تجربة ورؤية، فما هي رسالتك إلى أسرى الحرية في السجون الاسرائيلية؟
أقول لهم كلمة واحدة في ظل ما يحدث الآن في عالمنا العربي وما يحدث على مستوى القضية الفلسطينية خاصة، أقول أنتم وحدكم من يحمل القضية الفلسطينية على أكتافه وإنه مهما طال الزمان فسيأتي يوم وترضخ إدارة المحتل لإرادتكم وستتفاوض معكم، ليس لإخراجكم أنتم من السجن الصغير، بل لإخراج فلسطين كلها من السجن الكبير، أنتم القادة الحقيقيون وأنتم الفدائيون، وأنتم الجنرالات وأنتم الجيوش وأنتم المقاتلون وأنتم أصحاب الانتفاضة حتى وإن كنتم خلف أبواب السجن، الأسير الفلسطيني هو الباقي في جسد ميت .
*ما رأيك بواقع الإعلام العربي ؟
الاعلام العربي صورة عاكسة للوضع العربي ولا يوجد إعلام حر مائة في المائة، إما أنه تابع لمؤسسة مالية أو تابع لأصحاب النفوذ أو تابع لأصحاب الجاه والفخامة، ما نحرص عليه نحن في صحيفة الشعب هو أن يكون الصحافي حرا قبل أن تكون الصحيفة حرة وقبل أن تكون الصحافة حرة.
*في ظل ثورة تكنولوجيا المعلومات، كيف تقيم الواقع العربي؟
الصحافة الورقية النمطية في العالم كله قد تنتهي خلال عشر سنوات لتصبح الصحيفة مثل الكتاب في ظل الثورة التكنولوجية حيث أنه لم نستغن عن الكتاب حتى الان بالرغم من التطور الذي لحق بالأعلام الالكتروني ولكن بالرغم من ذلك يبقى للصحيفة الورقية قراؤها بين الناس.
وإذا لم تستوعب الصحف هذه الطفرة المعلوماتية وتعمل على تطوير نفسها وتسابق الزمن لملاحقه الركب التكنولوجي العالمي وما يشهده العالم من ثورة اتصالات عبر الفيس بوك واليوتيوب وعالم الإنترنت فعليها أن تغلق نفسها. إن التطور التكنولوجي هو تطور عالمي وليس نحن من يصنعه، إنما نعمل علي مواكبته، ونحن نواكب الأحداث، وتتطور الصحافة لدينا مع تطور الأحداث حتى لا نتخلف عن الركب التكنولوجي الدولي
0 comments:
إرسال تعليق