ومزقه وانثره في الهواء
فمن اليوم صحوة
ولا طاعة عمياء
فدستورك ليس قرآنا
ولا تنزيلا من السماء
فالشعب مل القهر
والأكاذيب والوعود
والأحلام فوق الورق
يا سيدي مجرد ادعاء
كدنا نغرق بل بالفعل غرقنا
بلا مبرر في شبر ماء
فرحنا قليلا وقلنا للإله وداعا
ورقصنا في الميدان
رقصة الانتشاء
ولم نكن ندر أن الوجع
سينحر فينا صباحا ومساء
وستصرخ النساء ثكالي
وتلملم خلف الضحايا
العيون والدموع والأشلاء
مصري هذا , وذاك مصري
فلمن يا مصر الانتماء ؟
بأيدينا نخنق الشمس
كل صباح ونطلق الصياح
ونخاف نباح الكلب
ومن القطط يهددنا المواء
متي يظهر الفجر ؟
متي تنتهي عذابات المساء ؟
وننطق حروف الأبجدية
صريحة واضحة بلا التواء
إلي متي تؤجلين
يا مصر موتنا؟
ودماؤنا كل يوم بلا مبرر
تضيع علي الحكام هباء
ماذا فعلنا بسيوفنا
وثوراتنا خائبة..
ماذا جنت تونس وليبيا ومصر
وكلنا يا سيدي في المحنة سواء؟
أموالنا سالت ومصارفنا تنزف
يا مصر ما كل هذا الغباء؟
دم مراق ولا ندري
من هم الشهداء؟
الق بدستورك أو احفظه
بأدراج مكتبك
كما تشاء
فلقد أبصرت القطة العمياء
فكثرة القسوة علمتها المواء
وقصائد الشعراء رحلت
مدحها مثل الهجاء
والقمر لم يعد للعشاق
ولكنه أصبح قبيحا
يضن بالضياء
والنجوم تغادر السماء
عارية أوطاني حسناء
مكشوفة ممدودة كأحلي النساء
تنتظر الرجال كي يغتصبوها
بلا خجل في المساء
والأبناء مشغولون مبعثرون
يقطرون من القلب دمعا
وكلاب الأرصفة تلعق الدماء
والحصان يقف وحيدا شاردا
تملؤه العلل ينتظر الدواء
والقصة لازالت بلا انتهاء
وبات الحلم في المنفي
يزداد اغتراب
والورد يغلق بابه
والطفلة قصوا ضفيرتها
لأنها بلا غطاء
طفلة تحمل كراسة ولون
لم تزل تتعلم حروف الهجاء
علموها كيف تلملم الضفائر وتكفنها
كيف تنسي أنها صبية
تكتب الحلم وتنتظر الضياء
أما أنا سأختفي خلف شالي
وأحطم كل مرآة بداري
وأسأل حبيبي إلي أين يأخذني
وجنتي خرساء
وواحتي جرداء
لما تتركوني أبعثر أشلائي؟
أنثي محبطة ريشة في الهواء
هل لأني أنثي في شريعتكم
مهنتها في الحياة وعاء
خاصرتي تنزف
إن وضعت يدك عليها
فأنا أخاف الحب وفي هذا الزمان
ألعن الأصدقاء
فالحب في هذا الزمان جريمة
أستحق عليها الجلد
وأعود ألف سنة للوراء
والفراشة تطير الآن تحمل جراحي
وعطور الياسمين بلا رائحة
وأناملي قطعتها بسكين زليخة
مع أني لم أعشق يوسف
ولم أغلق الأبواب
وما طلبت منه الخطيئة
كي تحاسبني السماء
لكني طالبت بالحرية
مثل البشر
والحرية حروف الأبجدية
ياسيدي ألف وباء
الق بدستورك ياسيدي في الهواء
0 comments:
إرسال تعليق