ما زالت دمشق تؤكد يوما بعد يوم أنها عاصمة القرار القومي و انها السيف و الترس للعالم العربي و قلب العروبة النابض . منذ الحركة التصحيحية التي تحققت بقيادة الرئيس الراحل حافظ الاسد عام 1970 , خاضت سوريا في عهد الرئيس حرب اكتوبر عام 1973 ضد العدو الاسرائيلي في فلسطين و خرجت منتصرة , و من خلال الانتصارات التي سطرها الجيش الشامي تعدلت الاستراتيجية القومية و الوطنية و بثت في نفوس شعبنا تحريك روح المقاومة . و ايضااستطاعت دمشق ان تنهض باقتصادها الوطني و تطوير البنية التحتية و الاهتمام في التعليم الالزامي المجاني و بناء الجامعات . و قد تعرض النظام الى عدة انقلابات داخلية و بدعم قوى خارجية و اقليمية و لكن كلها باأت بالفشل بفضل قوة و حنكة الرئيس الراحل حافظ الاسد من خلال اجهزته الامنية و المؤسسات العسكرية الذين تأسسوا باشرافه أجيال قد تربت على يده . عام 1975 , حصلت الحرب الاهلية اللبنانية لا اريد ان ادخل بتفاصيل من بدأها من الفريقين اليمين او اليسار و لكن كان سبب افتعال الحرب الاهلية مؤامرة بحق اللبنانيين او بالاحرى مؤامرة بحق طائفة من المسيحيين اللبنانيين هي الطائفة المارونية الكريمة , كلنا نتذكر العرض الامريكي الفرنسي الاسرائيلي بتمويل سعودي عام 1976, بارسال البواخر لاجلاء ابناء هذه الطائفة الكريمة الى كندا و استراليا و الى بعض المناطق النائية في الولايات المتحدة الامريكية و قسم الى فرنسا . السبب الذي جعل المتآمرين على مصير الطائفة المارونية لتنفيذ مخطط التهجيري ليأتي بعده تهجير باقي المسيحيين ولكن كان المخطط سينفذ بالموارنة اولا بسبب خروج زعمائهم السياسيين عن واقعهم القومي آنذاك و من هنا يبدأ هدف تقسيم لبنان هو تنفيذا لمخطط سايكس – بيكو الذي ارسى الى تقسيم الوطن السوري الى دويلات طائفية و قومية و كان في المخطط البريطاني و الفرنسي ان يبدأ التقسيم من لبنان المنتزع من الخاصرة السورية لان من لبنان المجزأ طائفيا سهل ان يكون فوهة بركان ناري في منطقة العالم العربي . و ثم احتلال الكيان الصهيوني لارضنا القومية فلسطين و تهجير عددا كبيرا من الشعب الفلسطيني الى لبنان ما يقارب اربعمائة الف نازح او اكثر . زاد الطينة بله اجتماع القمة العربية في القاهرة عام 1969 و قد عرف باتفاق القاهرة و هو اعطاء حرية الفلسطينيين حق ممارسة السياسة و العمل الفدائي ضد الاحتلال الاسرائيلي من ارض لبنان عبر الجنوب , و بدأ الفلسطينيون باسم حركة فتح يستبيحوا لبنان و يقوموا بحواجز تفتيش و تحرش باللبنانيين بمعنى انه اصبح في لبنان دولتين . و انقسم الشارع اللبناني بين يمين و يسار , القوى الوطنية مع الفلسطينيين بقيادة فتح بادارة و دعم ابو عمار ياسر عرفات , بدأت الحرب بهدف تهجير المسيحيين من لبنان ليسهل توطين الفلسطينيين فيه . في الحقيقة دافعوا المسيحيين عن وجودهم كالبنانيين و بالرغم من تصدي القوى القومية و الوطنية للمؤامرة التقسيمية كان عليهم ايضا ان لا يدخلوا الحرب الاهلية لان حركة فتح بقيادة ابو عمار و باقي التنظيمات قد اخطأوا و تمادوا كثيرا . لكن تدخل حكومة الكيان الشامي بقيادة الرئيس الراحل حافظ الاسد أسقط مخطط سايكس- بيكو و منع تهجير المسيحيين من لبنان و افشل خطة توطين الفلسطينيين فيه . بعد ان أفشل حرب السنتين بتهجير المسيحيين و توطين الفلسطينيين حاولت اسرائيلي اجتياح لبنان بهدف تدمير البنية التحتية و تهجير من تستطيع تهجيره و لكنها فشلت في الاجتياحين 1978 و 1982. لهذه الاسباب رأت الجامعة العربية ان تهتم بطلب حكومة دمشق و زعماء لبنانيين من الموارنة من اجل انهاء الحرب الاهلية اللبنانية التي بدأت عام 1975 , و كان القرار ان تدخل قوات عربية رادعة بقيادة سورية و فيما بعد انسحبت جميع القوات العربية و بقيت القوات السورية تتحمل عبئ فتن اللبنانيين و الفلسطينيين و الاعتدآت الاسرائيلية من جهة اخرى . و لكن اسرائيل مستمرة بالضغط على شركائها في توطين الفلسطينيين في لبنان حتى و لو على حساب مقتل رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري بكونه من رموز السنة في لبنان كي توجه اصابع الاتهام الى سوريا و حلفائها و تضطر دمشق على سحب قواتها من لبنان و تدور الحرب رحاها بين السنة و الشيعة , لم يقع الحرب و لكنهم استطاعوا ان يفرزوا الشارع اللبناني سني شيعي و ماروني ماروني و انشق اللبنانيين الى تيارين واحد 14 آذار . و ثاني 8 آذار و لكن الحرب لم تحصل و لكني ارى انها بطريقها . و يبقى السؤال يطرحه المواطن اللبناني هو : المؤامرة التي فشلت في تحقيق اهداف مراحلها السابقة هل ستتمكن من تحقيق هدف مرحلتها الراهنة ؟. الجواب هو من مسؤولية القوى المتعنته بعداوتها لحزب الله و حلفائه و جمهوره . المؤامرة التقسيمية قد فشلت في لبنان و التوطين الفلسطيني ايضا قد فشل و انتصار المقاومة على العدو الاسرائيلي عام 2006 أكد على اسقاط كل المشاريع التقسيمية و تغير كل موازين اللعبة من خلال اعادة الشيعة الى قراهم و بيوتهم فور اعلان قرار وقف اطلاق النار بفضل انتصار المقاومة على اسرائيل و كشف وجهها المزيف و بدأ اعلام القوي المعادي لدمشق و ايران و المقاومة يخيف 14 آذار و جمهورهم بأن حزب الله حزب ايراني و الشيعة امتلكوا السلاح وووو الى ان فرزوا الشارع الاسلامي بين سني و شيعي , و جاؤا بمشروع خارطة الطريق لخلق شرق اوسطي جديد باسم حضاري الربيع العربي بموازرة الاخوان المسلمين و تنظيم القاعدة و اخواتها لاعادة مشروع التقسيم و التهجير , قد بداءوا في تونس و من ثم ليبيا بالقتل و الذبح باسم الاسلام , و امتد حراك اللعبة الى الكيان الشامي لتقسيم ما تبقى من الوطن السوري و لتهجير المسيحيين و الشيعة تحت شفرات السكاكين بالتكبير و الصلاة على النبي ليكون الذبح حلال . كلنا قلنا ان كل الذين يراهنوا على اسقاط الرئيس بشار الاسد هم سوف يسقطوا و منهم سوف يقتل و منهم سوف تنتهي صلاحيته و يرحل و منهم من يموت و يرتحل من الدنيا و بشار باقي و مات الملك و تفرقت الحاشية الى شيعا شيعا و انتصر القاشوش الشاب و قش كل شيئ يجده امامه . و مصدر موثوق من بيت الابيض بالقول عن لسان الرئيس الامريكي باراك اوباما و مسؤلين آخرين ان الرئيس بشار الاسد رئيس شرعي يحارب الارهاب و لكن اوباما من جهة ثانية يدعم الارهاب , مرة ينزلوا لداعش المؤن في الطيران الامريكي و يقولوا بالخطأ و مرة يمدوهم بالسلاح الثقيل و ايضا بالخطأ . و في لبنان هناك من يدعي ان الارهابيين ثوار و ان شهداء المقاومة قتلى و ليسوا بشهداء هذا الذي يصرح هكذا يظن نفسه انه هو الرب الاعلى فرعون , هناك من يرفض دفاع المقاومة عن لبنان و الشعب او على الاقل اتركوا حزب الله يدافع عن جمهوره المهدد بالذبح و التهجير او يريدون من داعش ان يدخلوا و يذبحوا الشيعة و المسيحيين كما فعلوا و يفعلوا في سوريا و العراق . و هناك من يقول لماذا نخاف من داعش داعش لا تشكل علينا خطرا لو سمح هذا المتكلم ان يذهب زيارة الى اميرهم ابو بكر البغدادي و يطلب منه ان يعفي عن رجال الدين المسيحيين و ان يكف ايدي الارهابيين عن قتل المسيحيين و سبي نسائهم و هدم الكنائس . لا احد يراهن على اسقاط سوريا ولا لبنان لبنان في ايدي امينة و سوريا و رئيسها في ايدي امينة و ايدي قوية روسيا و ايران و دول جنوب امريكا و اوروبا قد اصبحوا مقتنعين ان الرئيس السوري بشار الاسد قوي و رئيس شرعي هو و حلفائه يحاربون الارهاب من اجل ان يحموا سكان الكرى الارضية و بما فيهم الشعب الامريكي و البريطاني و الالماني و الفرنسي و الشعب الاسكندنافي بداءوا يعترفون بذلك . لا احد يراهن على ان امريكا و اسرائيل سيحققوا هدفهم في المنطقة لقد فشلوا و الدولة الوهمية التي ستقام على جثث الابرياء بالارهاب ذاهبة الى زوال بازالة الدولة الصهيونية . ماذا يكون موقف البعض من اللبنانيين المحردين على تدمير سوريا و قتل شعبها و محاربة جيشها . يجب الاعتراف بواقع قائم علينا لا يستثني احد منا الا الذي مواقفه صحيحة و وطنية و انسانية و عقائدية , لماذا لا نعمل على توحيد هؤلاء التيارين و يكون لنا هدف واحد لحماية الوطن و الشعب الواحد . يقول الفيلسوف سعاده : ان غايتنا هي الوصول الى حياة أجمل و أسمى , الى حياة تبرز لنا الحياة و الجمال و القوة لتكوين الامة العظيمة التي تبني مجدا . و من اتعس حالات هذه الامة أنها تجهل تاريخها . و لو عرفت تاريخها معرفة جيدة صحيحة لاكتشفت فيه نفسا متفوقة قادرة على التغلب على كل ما يعترض طريقها الى الفلاح
الحزب السوري القومي الاجتماعي
مفوضية سدني المستقلة \ موسى مرعي
0 comments:
إرسال تعليق