إشراقاتٌ تعريفيّة وتجلّياتُ نقدٍ: تُعدُّ آمال عوّاد رضوان ظاهرةٌ إبداعيّةٌ فريدٌ نوعُها؛ إذ استطاعتْ أن تَخطَّ لنفسها مكانةً في خريطةِ النثرِ العربيّ الحداثيّ، وتأتي الدراسةُ الحاليّة لتلقي بالضوء على ما تناثرَ مِن عبق إبداعِ الأديبةِ هنا وهناك؛ وتلمُّه في دراسة واحدة؛ علّها تكون مُتَّكَأً لدراسات أخرى تفيها حقّها.
بدأتُ الدراسة بالسيرة الذاتيّة للكاتبة آمال؛ ثمّ بآثارها الإبداعيّة والوظيفيّة، وأبرز ما تمايزتْ به تلكَ الآثارُ من إشراقاتٍ شكلًا ومضمونًا. طلبتُ من الكاتبة أن تمدّني بسيرتَها الذّاتيّة؛ فأجابتْني: ليس لي سوی اسمي وبلدي وصورتي.
آمال عوّاد رضوان أديبة وباحثة فلسطينية؛ وُلدت في قرية عبلّين في الجليل؛ وهي كما تقول[1]: "ليستْ سوى طِفلةً خضراءَ انبثقتْ مِن رمادِ وطنٍ مسفوكٍ في عُشٍّ فينيقيٍّ منذ أمدٍ بعيد! أتتْ بها الأقدارُ على منحنى لحظةٍ تتّقدُ بأحلام مستحيلة؛ في لُجّةِ عتمٍ يزدهرُ بالمآسي، وما فتئتْ تتبتّلُ وتعزفُ بنايِ حزنِها المبحوحِ إشراقاتِها الغائمةَ، وما انفكَّتْ تتهادى على حَوافّ قطرةٍ مُقدَّسةٍ مُفعَمةٍ بنبضِ شعاعٍ؛ أسمَوْهُ الحياةَ!"
عشقتْ آمال الموسيقى والغناء، فتعلّمت العزفَ على الكمان منذ طفولتِها، وقد داعبتْ حنجرتُها الأناشيدَ المدرسِيَّة، وشاركتْ وما تزال في الكورال العبلينِي؛ "جَوْقةِ الكروان" الغنائيّة!
أمّا مطالعة القصص والرّوايات، فكانت منذ أن تعلّقتْ عيناها بأرجوحةِ فكِّ الحروف، وكان للقلم المَخفيّ في جيبِ سترتها وتحت وسادتها صليلٌ يُناكفها، كلّما شحَّ رذاذُ نبضِهِ في بياضِها. ما بعد الفترة الثّانويّة حلّت مرحلة منفاها الحقيقيّ عن طفولتها الزّاهية، حين استلبتها مخادعُ الدِّراسة الثّلجيّة من أجيج نشاطاتِها، ومن ثم؛ تملّكتها مسؤوليّات الزَّواج والْأسرة ومهنة التّدريسِ، واقتصر دورُها الأساسيّ على مرحلةٍ جديدة؛ هو بناء عالمٍ مُحبّب آخَر، بعيدًا عنها قريبًا جدًّا منها، الأسرة بكامل مسؤوليّاتها الجمّة[2].
بدأ قلبُ آمال ينبضُ بعبقِ العربيّة، وبنقدِ مشاهدَ مجتمعيّةٍ؛ فنشرت مقالاتِها في الصحفِ المَحلّيّة، ومواقعِ الشبكةِ العنكبوتيّة، ونشرتْ دواوينها الشاعريّة في كتبٍ مستقلّة، فما هي تلك الآثارُ التي انبجستْ مِن مَعين إبداعِها؟
آثارُها: تنوّعَ غديرُ آمال عوّاد رضوان الأدبيّ؛ فضمّ: دواوين شاعريّة: نثريّات، وكتبًا بالاشتراك مع الشاعر والمترجم محمّد حلمي الريشة، وكتاب "رؤى" في مجموعةٍ من المقالاتِ والبحوث.
- قصائد النثر: ثلاثة دواوين شاعريّة تندرجُ تحت ما يُسمّى "قصيدة النثر"؛ هي لآلئُ آمال المتجدّدة:
*"بَسْمَةٌ لَوْزِيَّةٌ تَتَوَهَّجُ": يُعدّ ديوان: "بَسْمَةٌ لَوْزِيَّةٌ تَتَوَهَّجُ" ديوان الكاتبة الأوّل؛ وقد نُشر عَام 2005م.
ولعلّ عنوانَ هذا الديوان جاءَ مِن صدى قولها في قصيدة "شوقي إليكَ يُشعِلُني":
"ماذا أقول فيمَن/ يَزْرَعُ شِفاهيَ بأغراسٍ مِن قُبَلِ رِضَىً؟/ حينَ يُوَشّي عيْنَيَّ/ بِبَسْمَةٍ لَوْزِيَّةٍ تَتَوَهَّجُ حَياةً وَحَياءً؟"[3].
ضمَّ هذا الديوان تسعةَ قصاصاتٍ شاعريّة هي: "أحنُّ إلى حفيفِ صوتِك"، و"في مهبِّ رصيفِ عزلة"، و"أوتارٌ متقاطعةٌ"، و"عصفورةُ النار"، و"اُنفض الغبارَ عن متحفِ فمِك"، و"كي لا تتهاوى"، و"شوقي إليك يُشعلني"، و"أيائلُ مُشبعةٌ برائحةِ الهَلع"، و"غيرةُ حبيبي"؛ وكان ختامُ هذا الديوان تعليقًا شاعريًّا قالت فيه:
"ها أنتَ/ بعدَ تِرحالِكَ المُضني في البيداء/ بعدَ الكللِ والعناءِ تَحُطُّ الرّحال/ وتَمضي../ تَمضي خلفَ قوافلِ الكلمات.."[4].
كيف لا يكونُ هذا الترحالُ مُضنيًا؟! كيف لا يكون مضي الآخر المُتعب خلفَ قوافلِ الكلمات؟ وأيّ كلمات!
يُقدّمُ الشاعرُ محمّد حلمي الريشة[5] لهذا الديوان بتقديمٍ، هو أشبهُ بمقالٍ يسيرُ في مسالكِ الكشفِ على منابرِ الحقيقة؛ لينشرَ عبقَ كُنهِهِ، وقد عنونه بـ :"بسمةٌ لوزيّةٌ تتوهّجُ على شفاهِ الشعر":
"لِمَ فِي اشْتِعَالِ الشِّعرِ، دَائِمًا، دَاخِلَ كَينُونَةِ الشَّاعِرِ، رُغمَ فُجأَتِهِ الَّتِي تُقَلِّبُ جِمَارَ حَوَاسِّهِ السَّاكِنَةِ كَزَلزَلَةٍ تَنهَضُ مِن نَومِهَا، يَسعَى الشَّاعِرُ، فِي كُلِّ مَرَّةٍ مِن مَرَّاتِ ثُبُوتِ قِيَامَتِهَا، إِلَى تَروِيضِ فِكرَتهِ العَالِيَةِ؟"[6].
ثمّ يجيبُ علَّهُ يشفي ما يشعرُ بهِ من وَهجِ الحقيقةِ المستترةِ: "رُبَّمَا.. لأَنَّهَا (الفِكرَةُ) تُشِيرُ بُوصَلَتُهَا إِلَى الغِيَابِ، أَو قُلْ: هِيَ الغِيَابُ نَفْسُهُ، إِنْ لَمْ تَكُنْ تَعنِي الفَقْدَ، أَو هِيَ الفَقْدُ بِتَمَاهِيهِ فِي ذَاتِهِ حِينًا، وفي ذَاتِ الشَّاعِرِ حِينًا آخَر.. لكِنْ، وَهذَا مِن بَوَاعِثِ المُثَابَرَةِ الشَّاعِرِيَّةِ المَجنُونَةِ؛ ثَمَّةَ مَا يُقَلِّدُ الفَرَحَ فِي الذَّاتِ، وَلِلذَّاتِ الشَّاعِرَةِ لَذَّةً دُونَ إِطَارِهَا الزَّمَنِيِّ؛ تِلكَ الذَّاتُ الَّتِي تَحتَضِنُ آخَرَهَا دَاخِلَهَا، بِكُلِّ مَيَلاَنٍ أَوِ انْطِلاَقٍ"[7].
إنّ مَن يُريدُ أن يخوضَ غمارَ تجربةٍ قرائيّةٍ لهذه المجموعةِ الشاعريّةِ أو غيرِها من إبداعاتِ الكاتبة آمال عوّاد رضوان، لا بدّ لهُ أن يجعلَ عينيْهِ تُحاكي الكلماتِ وتسكن الاتّجاهات؛ اتّجاهاتِ القراءةِ المتأنّيةِ في زوايا مختلفة، أو أقلّها، أن يقلبَ وضْعَ عينيْهِ عكسًا؛ إلى الداخل؛ وهذا شعورُ مَن تسيلُ قطراتُ فِكرِهِ على محافلِ التحليل؛ وكأنّي الريشة في إحساسه؛ عندما قال: ".. إِذ أَحسَسْتُ، وَأَنَا أَقرَأً شِعرَ الشَّاعِرَةِ القَادِمَةِ آمَال عوّاد رَضوَان، أَنَّهَا تَدعُو القَارِئَ/ قَارِئَهَا إِلَى أَنْ يَقْلِبَ وَضْعَ عَيْنَيْهِ عَكْسًا؛ إِلَى الدَّاخِلِ، لِيَرَى، بِحِسِّ نَظَرِهِ أَوَّلاً، كَينُونَةَ بَوَاطِنَهِ المُغَيَّبَةِ بِفِعْلِ وَاقِعٍ يَضِجُّ شَرَاهَةً وَيَجنَحُ افْتِرَاسًا، مُغَيِّبًا حَرَاكًا جَمَالِيًّا كَانَ يُسدِلُ ظِلاَلَهُ النَّدِيَّةِ عَلَى جَفَافِ الحَيَاةِ وَعَطَشِهَا العُضَال.."[8].
ولذا؛ فإنّ القراءةَ النقديّةَ الصادقةَ لا بدَّ أن تربطَ زخرفةَ الظاهرِ بسنابكِ المُضمَر؛ وهي الّتي عبّرَ عنها الناقد العراقيّ علي حسن الفوّاز بقولِه: "لا يمكنُ أن تكونَ القراءةُ النّقديّةُ إلاّ محاولةً في استعادةِ تأمّلِ النّصّ؛ النّصّ المفتوح والمصمّم والموحي، لأنّ هذه القراءة ستسعى إلى تفكيك التّماسكِ الظّاهريِّ في النّصّ، والبحث عن الأبنية الخفيّةِ والعميقة فيه"[9].
والسؤال الذي يستوقفُ القارئَ: هل قصاصاتُ هذهِ المجموعةِ الشاعريّة تُصيبُ تلكَ الاستعادة في الصميم؟ يمكنُ القول إنّ نصوص الكاتبة آمال عواّد رضوان أو قصاصات مجموعتها تصيب تلك الاستعادة، أو تتداخلُ في تماهيها اللامحدود؛ ومن ذلك ما أشار إليه الفوّاز بقولِهِ: "وإزاء هذا، أجد أنّ أغلبَ نصوص الشّاعرة آمال عوّاد رضوان في مجموعتها الشّعرية "بسمة لوزية تتوهج"، تتماهى مع هذه الاستعادةِ الّتي تتكفّلُ بإعطاءِ نصوص المجموعة سياقًا حرًّا، تسعى مِن خلالِهِ الشّاعرةُ إلى توسيع فكرةِ الاستعادة تلك، مِن خلال استمالةِ الحسّيّ والجسدانيّ، والوصفِ الشّعوريّ المتورّطِ بالكشف عن تفاصيل التّجربة وترميزها، ومنحِها إيقاعًا داخليًّا مصمّمًا، وكأنّهُ تعويذةٌ للارتواء وبيان الإنشاد العاطفيّ، الذي يتماهى مع نداءِ الآخر، الحاضرِ عبْرَ صورٍ ومناخاتٍ حسّيّةٍ وإيروسيّةٍ متعدّدة.."[10].
تقولُ الكاتبةُ في قصيدة "شوقي إليكَ يُشعلني": "ماذا أقولُ فِيمَن/ يَصْهَرُني .../ يُذَوِّبُني .../ يُبَلْوِرُني ../ يَجْعَلُني .../ خاتَمَهُ الْمُرَصَّعَ السِّحْرِيّ ؟"[11].
إنّ الأفعالَ المضارعة: يصهرُني- يذوّبُني- يُبلورُني- يَجعلُني؛ تُظهر بدايةً الصورةَ البسيطة لإعادةِ الخلق، وهو ما يَقبلُهُ المدى العميق للمعنى الذي يرتضيه النصّ! إنّ إعادةَ خلق الأنثى المُتجذّرة بصورةٍ جديدةٍ، بحاجةٍ إلى الغوص في كُنهِ الإمداداتِ "الحسّمعنويّة"، أو ربط الظاهر بالمُضمَر، لجَعلِها الخاتمَ المُرَصَّع السِّحْرِيّ هي: الانصهار/ الذوبان/ البَلْوَرة/ الخلق : خاتمه المُرَصَّع السِّحْرِيّ.
إنّ الآخرَ الذي بَلْوَرَ شخصيّتها، لا بدّ أن يكون له مواصفاتٌ تخترقُ منابعَ قلبِها ومناهلَ فِكرِها؛ فتُرديهِ قتيلًا في بُؤرِ مفاتنِها؛ فلا يَهذي قلمُهُ إلّا بحروفِ اسمِها: "أهيمُ بِرَجُلٍ قَلْبُهُ مُلْكي/ وأنا القابِضَةُ عَلى أقفالِهِ/ مَرْهونٌ بأسْري ../ يَلْتاعُ بِسِحْري ../ قَلَمُهُ يَنْبِضُ بِحِبْرِ حُروفي/ قلبُهُ يتلوَّنُ بِخَمْرِ قُطوفي" [12].
لكن ما سرّ سيطرتها؟ سرّ سطوتها الساديّة؛ أهو الشعور باللاذاتيّة؟
أهو سدُّ ثغراتٍ لزمتْ وجناتِها مِن وخز إبرٍ مُجتمعيّة؟! ألأنّها تُناظرُ نفسَها بمشهدِ حبيب لوّعته شبقيّتها العذراء؛ لعلّ الإجابة المغروسة في بواطن كلماتِها تجيبُ عن بعض هذا التساؤل:
"هو ذا القَلبُ خاشعٌ/ راكعٌ في مِحرَابِ الاعترافِ/ يُتمتمُ في صمتِهِ الصَّاخبِ/ يا مَنْ تَرْجمُني بِوابِلٍ مِن قُبُلات/ لأجْمَلِ اقْتِراف"[13].
إنّ صورة الأنثى الساديّة أو التائهة، أو الباحثة عن نصفها المكمّل لإشعاعها المتلوّن في مدارجه، أو العاشقة جنونًا يتيه في ومضاتِ سطوته، أو المقيّدة بسلاسلِ الانكسار والبؤس؛ نجدُها في قصاصاتٍ أخرى؛ بصور تحاكي ما تفضيه من انعكاسٍ وميضيّ؛ فها هي المشتاقة إلى مجنونِها تندلقُ في جنباته:
"أَشتاقُكَ ../ أيُّها المَجنونُ/ إِلى ما لا نِهايةٍ مِن جُنونِك/ أَشتاقُك ../ وما مِن أحَدٍ يَراكَ شَفِيفًا كَمايَ"[14].
وها هي الشقيّة المقيّدة؛ صورة تناجي الضميرَ الحيَّ الممسوخَ عن الواقع المرير:
"آهٍ .../ ما أَشقاهَا المرأةَ/ حِينَ تُسَاقُ مُقَيَّدَةَ الرَّغبةِ/ إلى زَنزَانةِ أَحلامِهَا المُستَحِيلَة .."[15].
لقد استطاعت الكاتبة آمال عوّاد رضوان بقدرتها الفائقة؛ بجنونِها: جنون العظمةِ الانسيابيّة الشاعريّة الذي لا يتأتّى إلّا لها، أو لِمن يسيرُ في مسالكِ فِكرِها الخلّاق، أن ترسمَ صورةَ حوّاء بكلّ تفصيلاتِها، بهفواتِها؛ بزفراتِها؛ بتقلّبِ شخصِها الماثلِ في كينونةِ الشعور الإنسانيّ؛ صورةً كليّةً كاملة شاملة في قصاصاتِ مجموعتها كلّها!
*"سَلَامِي لَكَ مَطَرًا": نُشر ديوان "سلامي لكَ مطرًا" عَام 2007م؛ بطبعته الأولى، وقد صدرَ بالتعاون مع دار الزاهرة للنشر والتوزيع؛ المركز الثقافي الفلسطينيّ - بيت الشعر؛ في مدينة رام الله. ضمّ هذا الديوان اثنتي عشرة قصاصةً سحريّة؛ حملت زخارف مَعْلَمِه؛ هي: "خُرّافة فرح"، و"حوريّةٌ تقتاتُ من ضِرع النجوم"، و"سلامي لك مطرًا"، و"سماويّة غوايتي"، و"فتنة رؤى عذراء"، و"ندى مغموسٌ بغماماتِ سهدٍ"، و"أنّى يُبلّلني غبارُ التثاؤب جذلًا"، و"شاهدةٌ فوقَ لحدِ النهار"، و"اُسكبيكِ في دمي"، و"إليكِ أتوبُ غمامًا"، و"زغبٌ شمعيّ"، و"في ملاجئ البراءة".
برز عنوانُ الديوان بإشراقاتِ القصاصة الثالثة: "سلامي لك مطرًا". وقد قدّم له الدكتور إبراهيم سعد الدين بزهرته المعنونة بـ: "سلامي لكَ مطرًا: من غواية التشكيل إلى فتنة الرُّؤيا" :".. في سياقِ هذا التّيّارِ الذي يجمعُ بين الأصالةِ والمُعاصرة، وينبثقُ من منابع الشّعرِ الخالص ويَصُبُّ في أنهارِه- تأتي تجربة الشاعرة آمال عوّاد رضوان، لتُشَكّلَ مَعْلمًا واضحَ القسماتِ، جَليَّ الصّوتِ، مُتَميّزَ الحضورِ في ديوانِ الشّعرِ العربيّ المعاصِرْ. فهي تتحَرّرُ من بعضِ موروثاتِ الشّعر العربيّ وتقاليده- كالوزن والقافية- لكنّها تستعيضُ عن ذلك بموسيقى داخليّةٍ، تنسابُ انسيابَ النّسْغِ في قلبِ النباتِ المُزهر. وهي تستغني عن التفعيلة الخليليّة كوحدة لبناءِ القصيدة، مُستبدلةً إيّاها بتشكيلٍ صُوَريّ بالغ الإيحاءِ عميق الدّلالة، يظلّ يتواترُ على مخايلنا رُوَيْدًا، ويلامسُ منابتَ الحسِّ فينا طيلة الوقت.." [16].
إنّ ما يجعلُ قصاصاتِ الكاتبة في مقدّمة الأعمال الإبداعيّة النثريّة، هو الجِرْسُ الموسيقيّ المنسابُ من كلماتِها؛ المتّصلُ بأفق الصورِ الشاعريّة؛ تلك الصور التي تربط منابع الحسّ الحقيقيّ عند القارىء بتوارف الإيحاء العميق، مع نسائجَ دلاليّةٍ بالغةِ التأثير فيها.
لكن: ما الجديدُ الذي أضافتهُ الكاتبة في هذه المجموعة؟ إنّ مثل هذا السؤال تجيبُ عنه آمال بقصاصاتِ ديوانها؛ تقول في قصيدة "خُرّافة فرح": "تَتَراءى لي خُرّافَةُ فَرَحٍ مِنْ أَقْبِيَةِ الشُّرودِ/ تُعانِقُ سُحُبَ الْمُخَيَّلَةِ/ وَفي أَرْوِقَةِ الخُلودِ/ تَتَماهى أُسْطورَةُ لِقاءٍ/ تَمْحو أَعْباءَ الخَطايا"[17].
إنّها بخيالِها المتدفّق حياةً تجيدُ العزفَ على أوتار اللغة دون نُبُوّ؛ كيف لا؛ وتلك اللوحة السماويّة تشرقُ على تلالِ ذكرياتٍ خطّها حبرُ إحساسِها في رائعتها: "سلامي لك مطرًا":
"يا مَنْ تَرْتَسِمينَ بَتولاً في أيْقونَةِ الطَّهارَةِ/ لَوْحَةً سَماوِيَّةً تُشْرِقينَ/ عَلى تِلالِ ذِكْرَياتي/ لأَظَلَّ ضَميرَكِ اليَسْتَتِرُ خَلْفَ جِبالِ صَمْتِكِ"[18].
لقد أضافتْ في ديوانِها هذا الحسَّ الأكثرَ عمقًا في هواجس الذات الواعية؛ لتجمعَ ما وقعَ مِن ثغراتِ الأحاسيس؛ كي يَظهر خلقًا جديدًا ينبضُ بالحياة: فرحها وحزنها؛ وقد أشار الدكتور إبراهيم سعد الدين إلى ذلك؛ فقال: "التشكيل الصُّوَري والتشكيلُ اللُّغويّ هما- إذًا- جَناحا هذه التجربة الشّعريّة، وهما لُحْمَتها وسَداتُها منذ بواكيرها الأولى. والشّاعرة آمال تبلغُ في تحليقِها بهذيْن الجَناحيْنِ شأوًا بعيدًا وذُرَى عالية، خاصّةً في قصائدِ مجموعتِها الأولى "بسْمةٌ لَوْزيّة تتوهّج"، غيرَ أنّها تُضيفُ إلى ذلك كُلّه في ديوانها هذا- "سلامي لكَ مطرًا"- فِتْنةَ الرُّؤيا، التي تجمعُ بين شفافيّة الحُلْمِ ودَهَشِ اليقظة، وتَصِلُ ما بينَ سَرْمديّة الرُّوحِ ونوازعِ الجسَد، وتَمزجُ بينَ هواجسِ العقلِ الباطنِ ونبوءةِ الذّاتِ المُدْرِكة، وتَضْفُرُ- في جَديلةٍ واحدةٍ- ما تنافرَ وتباعدَ من الأحاسيسِ والخلجاتِ والدّلالاتِ والمعاني، فإذا هيَ- القصيدة- مُستويةٌ خلقًا جديدًا، نابضًا بِدِفْء الحياةِ وحرارةِ أنفاسها وتناغُمِ إيقاعاتها، رغمَ تَعُدّدِ الأصواتِ وتفاوُتِ النّبرات."[19].
أما محمّد حلمي الريشة؛ فقد أشار في ختام ديوان الكاتبةِ إلى ومضاتٍ نقديّةٍ بهيجةٍ، عنونها بـِ: "تحسُّس المجهول بالعين الثالثة"؛ قال فيها: ".. وَجَدْتُنِي أَتَقَمَّصُهَا، إِلَى حَدٍّ مَا، لأَقْرَأَ مَا تَنَاثَرَ مِنْ بُعْدِهَا الشِّعرِيَّ فِي حَالاَتِهِ الخَفِيضَةِ وَالْعَالِيَةِ مَعًا.. وَفِي هذِهِ الْمَجْمُوعَةِ "سَلاَمِي لَكَ مَطَرًا" تَجَسَّدَتْ أَكْثَرَ حُضُورًا وَإِتْقَانًا عَنْ سَابِقَتِهَا، إِذْ فِي خُطْوَاتِهَا الثَّانِيَةِ، تَجْرِيبٌ كَثِيرٌ بِالنُّهُوضِ وَالْيَقَظَةِ وَالانْتِبَاهِ ( شَقَاءُ الشَّاعِر/ةِ الشَّهِيِّ ) مِنْ خِلالِ التَّصْوِيرِ النَّحْتِيِّ بِلُغَةٍ تُشْرِقُهَا/ تُشْرِفُهَا عَلَى حَوَافِّ هَاوِيَةِ أَمَلِ النَّجَاةِ الْمُخَادِعِ بِأَسْرَابِ الْفَرَحِ وَسَرَابِهِ.."[20].
تُعدُّ آمال عوّاد رضوان ظاهرةً نادرةً في قصاصاتِها كلّها، ومِن ضمنها قصاصاتُ هذا الديوان؛ إنّها شمسٌ تشرنقُ زنابقَ حبّ وأمل؛ وهي كما تقولُ الناقدة السوريّة سمر محفوض:
"تشرقُ آمال عوّاد رضوان بطقسٍ يتأبّطُ طقسَ السّلام، بين يدي شجَرِها والمطر لحكاياتٍ حنونة، تَفردُ ريشَ أقمارِها، وتُواعد مجرّةَ الوقت المقطوفةِ مِن عطرِ سيرتِهِ الحلم، هي الحافظةُ لموسيقى ريحِهِ، تعرفُ إجاباتِ عشبهِ وشجرِ البرق.."[21].
*"رحلة إلى عنوان مفقود":
نُشر ديوان "رحلة إلى عنوان مفقود" عَام 2010م؛ بطبعته الأولى، وقد صدر عن دار الوسط اليوم؛ مدينة رام الله. وزُخرِفَ بإهداء بثته الكاتبة إلى الوطن من بوابة الحبّ الأزليّ عُنوِنَ بـِ: "إِلَيْكَ.. يَا الأُسْطُورَةُ!" تقول: "يَا مَنْ تُهْتَ مَسَرَّةً بِجَغْرَافِيَّةِ الأَعْمَاقِ/ تُعِدُّك طَرِيقُ الْوَجَعِ قَوَارِيرَ مِنْ بَتْلاَتٍ/ مَغْمُوسَةٌ أَفْوَاهُهَا فِي الْوَلاَئِمِ/ لِمَ اسْتَعْصَى عَلَيْك فَضَّ صَمْتِي/ وَإِعَادَتِي إِلَى سِيرَتِي الْعَذْرَاء؟/ هَا ثَدْيُ تَارِيخِكَ/ تَيَقَّظَ مِن مَكَامِنِهِ عَلَى بَوَّابَاتِ الْمَعَابِدِ/ يُرْوِي عِشْقًا مَكْنُونًا اعْتَرَاهُ بُكَاءُ شَذَاك/....../ تَجَاعِيدُ الْمَسَافَاتِ الصَّامِتَةِ يَلُوكُهَا وَهجُ الْجُنُونِ/ وَتَنْتَصِبُ أَعْمِدَةً ظَمْآى لِشَظَايَا أَنْفَاسٍ/ تَتْلُو عَلَى مَنَابِعِ الظَّمَأِ بَعْضًا مِنْ مائِكَ الْمَكِين/ يَا الْوَطَن!"[22].
ضمّ هذا الديوان ستًّ وعشرين لوحة شاعريّة؛ هي: "أقِمْ محرقة أقمارِك بأدغالِ مائي"، و"كَم موجعٌ ألاّ تكوني أنا"، و"وحدكِ تجيدينَ قراءةَ حرائقي"، و"طعمُكِ مُفعمٌ بطعمِ الآلهة"، و"فستانُ زفافِكِ اعشوْشبَ كفنًا"، و"نقشٌ في عتمةٍ حافيةٍ"، و"على مدارجِ موجِكِ الوعِر"، و"آتٍ على ناصيةِ هوى"، و"مرِّغوا نهديَّ بعطرِهِ الأزرق"، و"تجاعيدُ ناري موشومةٌ بالعُزلة"، و"نعاسُ السّؤالِ تنغّمَ دمعًا"، و"إلى شفيفِ سواحلي أؤوبُ"، و"مِرجلُ انتظاري الثّلجيّ"، و"لِلوعةِ العتماتِ نذرتُكِ"، و"مَلِكُ الثَّلْج أنا"، و"جامحًا يصهلُ الوقتُ"، و"على مرمى خيبةٍ"، و"مُزنّرٌ بمئزرِ ملاكي"، و"فوضى ألواني المشاكسة"، و"بشامةِ حنينٍ تلوذينَ"، و"عينُ إبرتي تتثاءبُكِ"، و"برفيرُ غروبِك"، و"أسطورةُ التياعٍ"، و"قيثارةُ المساء"، و"ناطور الدّجى"، و"تحليقاتٌ سماويّة".
وقد أشارت الشاعرة الروائيّة هيّام مصطفى قبلان[23] إلى هذا الديوان؛ فقالت: ".. في المجموعةِ الشّعريّةِ "رحلةٌ إلى عنوانٍ مفقود" للشّاعرة آمال عوّاد رضوان، تنهضُ طفلةُ الرّمادِ لتُلملمَ حلمًا سُفِكَ على أعتابِ وطنٍ صعقَهُ النّزفُ، وتثاءبَ على دمعِهِ الانتظار، تحمِلُ نايَ الحزن لتصنعَ مِن المستحيلِ إشراقاتِها المجنّحة، فتتصاعدُ بها إلى لغةِ الجنون والحُلم، تُمارسُ هناكَ طقوسُ التّطهيرِ مِن أجل ولادةٍ نقيّة، تطلُّ ببهجتِها مِن نافذتيْن، تهشّمَ على زجاجِهما الممنوع والمغيّب.."[24] .
لقد تناغمتْ أمامي، في هذا الديوان، لوحاتٌ إبداعيّةٌ لم أعهدْها في لوحاتٍ شاعريّة أخرى، إنّها براعمُ دفنشيّة بقالبٍ شرقيّ؛ ازدادتْ عمقًا صوفيًّا، لتبثُّ منهُ جنونًا محبّبًا إلى القارئ: "سُحُبِي الصُّوفِيَّةُ تَسْتَمْرِئُ مَرَاعِيَ الْمَلاَئِكَةِ/ أَجْهَشُكِ نُذُورَ صَمْتٍ/ أَنَا الْمُكَلَّلُ بِثَرْثَرَةِ الدَّهْشَةِ!/ ولَمَّا تَزَلْ كُؤُوسُ أَبْجَدِيَّتِكِ الرَّاعِفَةِ/ تُنَادِمُ تَضَرُّعِي/ تُشَاكِسُ سَوَاحِلَ فَيْضِي/ وَمَا أَنْهَكَهَا فَنَارُكِ !"[25].
-الْكُتُبُ الآتيةُ بالاشْتِرَاكِ: *الْإِشْرَاقَةُ الْمُجَنَّحَةُ- لَحْظَة الْبَيْتِ الأَوَّل مِنَ الْقَصِيدَة:
هذا الكتاب من تحرير الكاتبة آمال عوّاد رضوان بالاشتراك مع الشاعر محمّد حلمي الريشة؛ ومن تقديم: د.شربل داغر، وقد نُشر بطبعته الأولى عَام 2007م، على نفقة المُحرّرَيْنِ، وبدعمٍ مِن بيتِ الشعر الفلسطينيّ- رام الله، ويعكسُ شهاداتٍ لـِ 131 شَاعِرٍ مِنَ الْعَالَمِ الْعَرَبِيّ، ومنهم على سبيل الفيض الأريجيّ لا على سبيل الحصر الممنهج: آمال عوّاد، وآمال نوّار، وحنّا أبو حنّا، وسماح الشيخ، وسميح القاسم، وعزّ الدين المناصرة، وفاروق مواسي، وفهد أبو خضرة، ومحمّد بركات، ومحمّد حلمي الريشة، ومرام إسلامبولي، ومنيرة مصباح، ووديع العبيدي، ويوسف رزوقة. قدّم د.شربل للكتاب بمقدمة عنونها:
"لحظة بأبدٍ.. إن أتيح لها أن تشرق"؛ قائلاً:
"هذا كتاب- شهادة، شهادات؛ بما يشتمل عليه من بوح، ووصف، وتفسير، وسبرٍ لأغوار الشاعر، فضلاً عن مجاهلِ القصيدة. وفيه ما يجعلُ الشعراءَ ينظرونَ إلى صنيعِهم، إلى ما يصيبُهم صدفة، إو إثرَ تدبير. وشارك فيه 131 شاعرًا/ةً عربيًّا/ةً؛ من أجيالٍ وتجاربَ وحساسيّاتٍ مختلفة، ما يُعدّ اجتماعًا نادرًا في حدّ ذاته. وقد يكون مناسبًا طرح السّؤال: كيف يحدثُ مثلُ هذا الاجتماع؟ .."[26].
ثمّ تساءلَ: "أيقوى الشاعرُ فعلاً على تذكّر أو على مباغتةِ خطوتهِ قبل أن "يغمرَها العشبُ؟" ذلك أنّ لحظة القصيدة الأولى قد يتّجهُ الشاعرُ صوبَها، إلاّ أنّها قد تأتي إليهِ أيضًا، طالما أنّها لحظة تتعيّنُ في التّعب أو في الحماس الشديد؛ في السُّكر أو في اليقظةِ العالية؛ في النوم أو في المُباغتة؛ في التلهّي أو في الرّصد، وفي غيرها ممّا ينساهُ الشاعر، طالما أنّ ما يستفزّه ويستثيرُهُ يردمُ وراءَهُ دومًا ما حصل له- إن تنبّه له، في النادر.."[27].
أمّا الكاتبة آمال عوّاد؛ فكانت شهادتُها: "تمْسِكُ بجمرِ أجنحتِها أصابعي الناعسة"؛ قالت فيها: "هي القصيدة أنا، ذاتُ القلبِ المتلوّنِ بنورانيّةِ اللحظاتِ الشعريّةِ، المشتعلةُ باخضرارِ نارِ الحواسّ، والمتجمّرةُ المتوثّبةُ بدهشةٍ لا تُحَدّ. هي الإشراقةُ، لحيظةٌ وامضةٌ من سويعاتِ العمر الغافل، تلوحُ في الأفق؛ بإحكامٍ تعانقني، تكبّلُني بقيدِها الذهبيّ، وفي غمرة من عِطرها الأخّاذ، تَسلبُني من صخبِ الفلسفةِ وطلاسمِ الحياة الممنطقةِ. هي الإشراقةُ؛ على أجنحةِ دمعةٍ باسمةٍ مجيدة، تحلّقُ بي إلى سُدَفِ التأمّلات العشوائيّة، تتوشّح بغيماتٍ هائمةٍ حائرةٍ لا واعيةٍ، تومضُ لألاءةً، تَحُفُّ هامةَ قلمي بقدسيّة ابتهالاتِ الرّوح، وتُسربلُني عباءةً فضفاضةً من سِحْرِ الكلمات"[28].
*نَوَارِس مِنَ الْبَحْرِ الْبَعِيدِ الْقَرِيبِ- الْمَشْهَدُ الشِّعْرِيُّ الْجَدِيدُ فِي فلسْطِين الْمُحْتَلَّة 1948:
صدر هذا الكتاب عن «بيت الشعر الفلسطينيّ» في رام الله؛ من تحرير وتقديم: الشاعر محمّد حلمي الريشة والكاتبة آمال عوّاد رضوان، وقد نُشر بطبعته الأولى عام 2008م، وبلغ عدد صفحاته 288 صفحة من القطع المتوسط الخاصّ، ونُشر بدعم من اللجنة الوطنية الفلسطينيّة للتربية والثقافة والعلوم. يُعدّ هذا الكتاب العمل الثاني المشترك بين الريشة ورضوان؛ بعد كتاب "الإشراقة المجنّحة: لحظة البيت الأوّل من القصيدة".
يحتوي الكتاب على سير ذاتية ـ أدبيّة ومختارات شعريّة لـ«44» شاعرًا، وقد ركّز الكتاب على الشعراء من مواليد العام «1950» فصاعدًا؛ وقد أشار المحرّران في المقدّمة إلى ذلك: "لا بدَّ لنا هنا من توضيح لعملنا هذا؛ فقد كنَّا، بعد تبلور فكرته، وبعد اعتماد منهجيّته (نظرًا لعدم وضوح المشهد الأدبيّ في الجزء الفلسطينيّ 1948، وعدم وصول النتاجات الأدبيّة إلى مرافئها المحليّة والعربيّة)، فإنّنا ارتأينا أن نجتهدَ ونعمل على إعداد مختاراتٍ شِعريّةٍ (أنطولوجيا)، وأن تكون هذه المختاراتُ للشعراء/ الشاعرات من مواليد العام 1950 فصاعدًا.."[29].
والشعراء المشاركون هم حسب التسلسل الأبجديّ: أحمد فوزي أبو بكر، آمال عوّاد رضوان، أيمن كامل إغباريّة، بشير شلش، تركي عامر، جربس دبيّات، رافع يحيى، رانية إرشيد، رجاء غانم دنف، ريتا عودة، زهير دعيم، سامر خير، سامي شريف مهنّا، سلمان مصالحة، سليمان دغش، سهير أبو عقصة داوود، شوقيّة عروق منصور، صالح حبيب، صالح زيادنة، الطيّب غنايم، علي هيبي، غادة الشافعي، فهيم أبو ركن، كاظم إبراهيم، ليليان بشارة منصور، ماجد عليّان، ماهر رجا، محمّد حمزة غنايم، محمّد سليمان خضور، مروان مخول، مسلم محاميد، مصطفى مراد، معين حاطوم، معين شلبيّة، منى ظاهر، منير توما، نداء خوري، نزيه حسون، نظير شمالي، نمر سعدي، نهاية كنعان عرموش، هيام قبلان، وهيب نديم وهبة، يوسف الديك.
*مَحْمُود دَرْوِيش:صُورَةُ الشَّاعِرِ بِعُيُونٍ فلسْطِينِيَّةٍ خَضْرَاء:
هذا الكتاب حول الشّاعر الرّاحل محمود درويش، أعَدَّهُ وحرّرهُ: محمّد حلمي الرّيشة وآمال عوّاد رضوان، وقد حمل عنوان: "محمود درويش: صورة الشّاعر بعيون فلسطينيّة خضراء"؛ بنفقة المحرّرين وبالتّعاون مع بيت الشعر الفلسطينيّ، ونُشر بطبعته الأولى عام 2008م؛ واشتمل على (292) صفحة من القطع المتوسّط. احتوى الكتابُ على نصوصٍ شعريّةٍ وشهاداتٍ وقراءاتٍ؛ أنجزَها عددٌ منَ الشّعراءِ والكتّابِ والمثقّفينَ والسّياسيّين بلغَ عددُهم في الكتاب (51)، وهم من الّذين يقيمونَ في الجزءِ الفلسطينيّ المحتلّ سنة 1948م، وقد تمَّ جمْعُ هذهِ النّصوصِ المختلفةِ كإشراقات تقديريّة، وإشعاعات شكرٍ للشّاعرِ الرّاحلِ، وكتوثيقٍ أوّليٍّ لِما كُتبَ عنهُ في ذلكَ الجزءِ الفلسطينيِّ، بدأ الكتابُ بكلمةٍ زَخرفتْ بوّابته؛ لبيت الشعر؛ عُنونت بِـ: "سلام عليك يا صاحب الكلام": "..محمود درويش نقطة الضوء العليا الشاسعة، وجمرة الشعر الواسعة بحجم فلسطين، وماؤنا الشعري الثقيل الذي أوصل فلسطين إلى العالم حرّة ومعافاة ..."[30].
وفي شعريّات الكتاب؛ برزت الكاتبة آمال برائعتها "أقم مِحرقة أقمارك بأدغال مائي"؛ قالت فيها: "ها الكرملُ غامَ في دُوارِ صَيْحَةٍ/ درويشُ بُحَّةُ وطَنٍ جاوزتْ أَنْفاسَ النُّواحِ/ يا المُستحيلُ تَمَهَّلْ/ لا تُبِحْ فيْضَ سنابِلِهِ في مَهَبِّ غَفوةٍ"[31].
-المقالات والبحوث:
* "الطّيّب صالح هجيرُ صرخة في موسمِ الهجرة": كتبت الباحثة آمال عوّاد رضوان قراءة في روايةِ "موسم الهجرة إلى الشّمال"[32]، استهلّت حديثها فيها بموجز عن سيرة الطيّب صالح؛ عنونته بـِ:" نبذة قصيرة عن سيرة الطيب صالح: (1929م- 2009م)"؛ قالت:
"من مواليد السودان، مارس التدريس في السودان ثم هاجر عام 1952م إلى لندن، فعمل في الإذاعة البريطانيّة، وعمل خبيرًا بالإذاعة السودانيّة 1967م، ونالَ شهادةً في الشّؤونِ الدّوليّةِ في إنجلترا، وتولّى منصبَ مستشارٍ في مقرِّ اليونسكو في باريس، وشغلَ منصبَ ممثّلِ اليونسكو في دول الخليج ومقره قطر في الفترة (1984م – 1989م)، مِن روائعِهِ الأدبيّةِ: موسمُ الهجرةِ إلى الشّمال، وضوّ البيت، وعُرسُ الزّين، ومريود، ودومة ود حامد، وبندر شاه".
وقد تحدّثتْ عن الشّخصيّةِ المحوريّةِ في الرواية "مصطفى سعيد"، بغرابتِهِ وعلاقتِهِ بأمِّهِ وببلدِهِ وبالمرأةِ الأوروبيّةِ، وحول الفكرة المركزيّة قالت: "..تحدّثَ [الطيّب صالح] عن قضايا إنسان العالم الثّالثِ وهمومِهِ وآلامِهِ، وأفراحِهِ وإحباطاتِهِ، بجوهرِهِ الطّيّبِ وظاهرِهِ الخبيثِ، ببساطتِهِ وتعقيداتِهِ، الّذي حاولَ عقلُهُ استيعابَ حضارةِ الغربِ بقدرتِهِ على الفعلِ والإنجازِ، وكذلكَ تحدّثَ عن أثرِ التّطوّراتِ العالميّةِ حولَ قضيّةِ الهجرةِ والمهاجرينَ، مِن خلالِ السّردِ المُتباينِ بينَ أمكنةٍ وأزمنةٍ أوروبيّةٍ وإفريقيّةٍ، محاوِلًا أن يكونَ وسيطًا بينَ هذهِ الثّقافاتِ، رغمَ العقباتِ المتلاحقةِ وصراعِ الحضاراتِ المشتعلِ". وفيما يرتبط بالرسالة الأساسيّة التي نادى بها الطيّب صالح في روايته؛ أشارت: "*الرّسالةَ الأساسيّةَ والجوهريّةَ الّتي يُنادي الطيّب بها، هي التّناغمُ بينَ الحياةِ والأحياءِ، مِن خلالِ تأصيلِ المحبّةِ والتّسامحِ في المجتمعاتِ والعائلاتِ، لمواجهةِ صعوباتِ الحياةِ وصراعِ الحضاراتِ".
*"حصاة من هيكل ميشيل حدّاد الشعري المقاوم": نُشِر هذا البحث ضمن "موسوعة أبحاث ودراسات في الأدب الفلسطيني الحديث- الأدب المحلي"[33]، وهو من إعداد وتحرير: الدكتور ياسين كتاني، وإصدار: مجمع القاسمي للّغة العربيّة وآدابها التابع لأكاديمية القاسمي في باقة الغربية؛ في طبعة أولى؛ عام 2011م، وتوسّم الصفحات: 449-462. استهلته الباحثة آمال بمحطاتٍ مميّزة في حياة الشاعر ميشيل حدّاد؛ ثمّ قالت:
"يُعتبرُ ميشيل حدّاد رائدَ حركةِ الشّعرِ الحديثِ في البلادِ، وتُرجمَ شعرُهُ إلى عدّةِ لغاتٍ، فحصلَ على عددٍ مِنَ الجوائزِ الأدبيّةِ والفنّيّة، واشتركَ في ندواتٍ ومؤتمراتٍ أدبيّةٍ مَحلّيّةٍ وعالميّة، وقَدّمَ لكثيرٍ مِنَ الشّعراءِ مجموعاتِهم الشّعرية، وأصدرَ مجموعتيْن شعريّتيْن لأكثرَ مِن ستّينَ شاعرًا مَحلّيًّا، وأصدرَتْ لهُ بالعبريّة دارُ النّشر المعروفة هكيبوتس همئوحاد مجموعةً شعريّة، قدّم لها البروفيسور ساسون سوميخ بعنوان تراكمات"[34].
وتساءلت في نهاية بحثها: "إذًا؛ هل هو تواضعٌ مِنَ الشّاعرِ ميشيل حدّاد يَدفعُهُ أن يدّعي أنّهُ ليسَ سياسيًّا، وهو المُتابعُ لدقائقِ مُجرياتِ الأحداثِ التاريخيّة بحذافيرِها؟ ألعلّ هذا الإدراكُ المُبطّنُ هو الذي جعلَهُ يعملُ كثيرًا في المجال الثّقافيّ والتّوعويّ، وإيقاظ مواهب طبقةِ المثقّفينَ، وشحْنِ ألسنتِهم بروحِ الشّعبِ والتّعبير عنهُ؟ ألعلّ صمتَهُ المكلومَ هو الّذي شحنَهُ بطاقةٍ شعريّةٍ مغايرةٍ، عبّرَ عنها بأسلوبِهِ الحداثيِّ على غيرِ شاكلةِ شعر التّثوير المباشر، وتأجيج نفوس الشّعبِ بلغةِ الشّعراءِ المباشرة؟"[35].
* "حنا أبو حنا وردةٌ ناميةٌ بصمتٍ مجروحٍ قراءة في: تجرّعتُ سمّكَ حتى المناعة": قالت: " تجرّعتُ سُمَّكَ حتّى المناعة، صرخةٌ مدوّيةٌ انبثقتْ منثالةً مِن تحتِ رمادِ الصّمتِ: وما انفكَّ نداءُ الجُرحِ يستصرخُ شفاءً ومَصلاً وجرعاتٍ ضدَّ التّسمُّمِ لجرحٍ طالما نزفَ حُرقتَهُ، ليشتدَّ عودُ حلمِهِ ويصْلَبَّ، فالمجموعةُ شَكّلَتْ حالةً حالمةً عميقةً، لشعريّةٍ مغموسةٍ بآمالَ تتوجّسُ آتيًا مشحونًا بإيمانِ الخلاصِ، كما يُوثّقُ تفاصيلَ التّفاصيلِ بدقّةٍ متناهيةٍ ومهموزةٍ، ترقى بعليائِها إلى آفاق حرّيّةٍ واعتزازٍ بالهُويّةِ"[36].
أمّا عن النصوص فأشارتْ: "النّصوصٌ تتوالى بزمانِها وأحداثِها، تُقحِمُكَ رغمًا عنكَ في زمانٍ ومكانٍ بعيدَيْنِ عشراتِ السّنينِ! نصوصٌ تصويريّةٌ لماضٍ حاضرٍ يتجدّدُ ومِن عدّة زوايا، بلباقةٍ ورهافةٍ يتنقّل بين المواقف، مستخدِمًا صياغةً سامقةً ولغةً مجازيّةً مرنةً، مشحونةً بطاقةٍ خلاّقةٍ يأتلفُ فيها دَفْقُ شرايينِ الملامحِ لوجوهٍ ورموزٍ اجتمعتْ معًا، حاملةً تراثًا تاريخيًّا وخفايا سالفةً، ما استطاعَ غبارُ الزّمان إخفاءَ آثارِها الجليّة، فكيفَ يُتاحُ للقارئِ أن يُدركَ مُؤَدَّى المضمونِ، حينَ تتشعّبُ الدّلالاتُ، وتتلوّنُ الإشاراتُ بروحِ الشّاعرِ، تتصدّرُها أسطورةُ بعل وعنات، بدورةٍ حياتيّةٍ لم تَكتملْ بَعْدُ؟"[37].
وقد ختمتْ بحثها بقولها: "الشّاعر حنّا أبو حنّا بكتابِهِ هذا، إنّما يختزلُ عقودًا ما انعقدَ لسانُها البتّة وإن صمتَتْ، وما نجحتْ أنْ تُغمضَ عيونَ أسرارِها كلُّ عصباتِ التّاريخِ المزوّرِ والمشوّهِ، بل أنّ الشّاعرَ كالجرّةِ الطّافحةِ بالماءِ الزّلالِ بنكهةِ ماءِ الزّهرِ، يَرشحُ لغةً بسيطةً وجميلةً تروي شاربَها اعتزازًا وفخرًا وصمودًا، وإيمانًا بخلاصٍ قادم لا محالة، بتعبيراتٍ رمزيّةٍ تتقاربُ وتتداخلُ بواقعٍ حياتيٍّ مُرٍّ مَعيشٍ بينَ أجيالٍ تتوالى، يعودُ بتجلّياتٍ متعدّدةٍ وبصراعٍ قاسٍ، وتَوْقٍ متعطّشٍ للسّلم!"[38].
* للكاتبة آمال عوّاد رضوان مجموعة كبيرة من المقالات الاجتماعيّة حولَ المرأة ودوْرِها في المجتمع، إضافةً إلى مقالاتٍ أدبيةٍ وخواطرَ مضيئةٍ عديدةٍ، مبثوثةٍ ما بين مواقع الشبكة العنكبوتيّة (الإنترنيت) وبين الصحف المحليّة، ومن ذلك كلّه: بينَ المواطنةِ واللجوء خيطُ كذبة! ووعيُ شعوبنا يُهدّدُ سلطاتِنا!؟ وهل المرأةُ سرُّ السّعادةِ؟ وأنواعُ العنفِ وآثارِه على الأنثى بشكلٍ خاصّ، ومهامّ المنظّماتِ النّسائيّة! و.......
ولها، أيضًا، نشاطاتٌ وحواراتٌ أخرى؛ كاللقاءاتِ التعريفية بشعراء وأدباء محليّين، ومن ذلك: حوارها مع الباحثة والكاتبة نجوى شمعون، وحوارها مع الأديب إدمون شحادة، وحوارات عديدة. وقد كُرِّمت آمال رضوان مرات عديدة، وفازت بجوائز محليّة وعربيّة؛ أبرزها: جائزة الإبداع للشعر التي تقيمها سنويًّا دار نعمان للثقافة، وجائزة درع ديوان العرب.. وبعد هذه الإشراقات التعريفيّة المتضمّنة إشارات ومضيّة فيها حسّ نقديّ؛ يقدّم الباحث نسائمَ نور مختاراتٍ من شهاداتٍ لشعراء وباحثين ونقّاد تُجْمِع على إبداع الكاتبة.
-إبداع الكاتبة في ظلال شهادات مُجَنّحة: لقد ظلّت الكاتبة آمال عوّاد رضوان وما زالت مدارَ حديثِ النقاد والباحثين والشعراء، فأثنَوْا على إبداعها كلّ خيرٍ؛ وأشاروا إلى بعض ما تميّزت به أعمالها الشاعريّة بعبيرِ صدقهم؛ ومن ذلك:
* "شِعْر آمال رضوان ليسَ كغيره من مألوفِ الشِّعْر.. لا لأنّ له طعمًا خاصًّا ومذاقا فريدًا ونكهةً مُمَيَّزةً فحسْب؛ بل أيضًا لأنّه يحتاجُ قراءةً خاصّة، فهو ليس ذلك النوعُ من الشعر الذي تقرؤه على عجل، وتكتبُ عنه انطباعاتٍ سريعةً عابرة، وإنّما ينبغي عليكَ أن تتهيَّأ لقراءته بكثيرٍ من الصبرِ والحَيْطةِ والحَذَرْ، فهو أشبه بوردةٍ برّيّة لن تتمكن من استنشاقِ عبيرها، دون أن تُدْمِي أصابعَكَ بوخز أشواكِها، وهو أشبه بالعَسَل الجَبَليّ؛ لن تشعرَ بحلاوتِهِ المُسْكرة في فمك، دون أن تحتمل لدغات النحل!". [إبراهيم سعد الدين، عُصْفُورَةُ النَّارْ ومُهْرَةُ الشِّعْرِ الأصِيلَة: إطْلالة نقدية على قصيدة النثر عند الشاعرة آمال رضوان؛ ضمن مجموعة مقالات وبحوث أرسلتها الشاعرة إلى الباحث، ص1].
* "آمال عوّاد رضوان ترسم القصيدةَ بريشةِ الفنّ، وأفلحتْ في بلورةِ وصقلِ موهبتِها، وتكوينِ حالةٍ إبداعيّةٍ خاصّة لها، وشقّتْ دربًا شعريًّا رائدًا بأسلوبِها المميّز وخيالها المجنّح، وكذلك بجرأتها وصِدقِها في البوح عن مشاعرها، وتُقدّمُ لغةً رفيعةً وصورًا شعريّةً متماسكةً، تنسحبُ على مجموع قصائدها، فتجعلُها قصيدةً واحدةً أقربُ ما تكونُ إلى التّشكيلِ الفنّيِّ واللّوحةِ المتكاملة". [شاكر فريد حسن، مع وجدانيّات الشّاعرة آمال عوّاد رضوان في - بسمةٌ لوزيّةٌ تتوهّجُ؛ ضمن مجموعة مقالات وبحوث أرسلتها الشاعرة للباحث، ص3].
* "إنّ شعريّة آمال عوّاد رضوان هي شعريّةُ كفاية الحلم كما يسمّيها ابن عربي! إذ هي تستدعي وتستحضرُ سيرةَ فقدانِها، حتى تبدو وكأنّها مرويّةَ حُلم، له نشوةُ الابتهاج، وله قسوة المكاشفة، هذا الانجرار الحسّيُّ يجعلها أثر إيغالاً في تلذّذِ الكشف، وتحويل جسد الآخر إلى سطح لتدوين هذا الكشف".
[علي حسن الفواز، الكتابة بشرط الاستعادة – لديوان "بسمةٌ لوزيّة تتوهّجُ"، ضمن مجموعة مقالات وبحوث أرسلتها الشاعرة إلى الباحث، ص7].
* "تولّتْ آمال بنفسِها بناءَ مفرداتٍ بكرٍ أضافتْها إلى قاموسِها الخاصِّ، وعندما تقعُ على مفردةٍ مألوفةٍ، فإنّها كانتْ تُخرجُها مِن سِياقِها، وتضعُها في إطارِ صورةٍ/ جملةٍ غرائبيّةٍ، في خروجٍ على النّمطِ السّائدِ، ورفْضِ ثقافة القطيع، ليسَ مضمونًا، وإنّما ظاهرًا وأسلوبًا كذلك، ضِمنَ البناءِ التّقنيِّ والدّلاليِّ مُتعدِّدِ الطّوابق". [إبراهيم جاد الله، بينَ طَواحينِ الوقتِ وأعاصيرِ الحُبِّ يدورُ الألم: قراءةٌ في الدّالّ والأداة- قصيدة غيرة حبيبي، من ديوان "بسمةٌ لوزيّة تتوهّجُ" ضمن مجموعة مقالات وبحوث أرسلتها الشاعرة إلى الباحث، ص8].
* "قصائدُها تفتحُ كتابًا في الحُبّ، قلّ مثيلَهُ في كتاباتِ بداياتِ القرن الحادي والعشرين، لِما فيه من رومنسيّةٍ مختلفةٍ تشابهُ رومنسيّةَ بدايات القرن العشرين ولا تشبهها، في استعادة محببّةٍ لنتاج كبار شعراءِ الرّومنسيّة الأوروبيّةِ والعربيّة معًا". [سامح كعوش، طقسُ كتابةٍ رومنّسيةٍ مغايرة بامتياز: قراءة نقديّة لـ " بسمةٌ لوزيّة تتوهّجُ"، ضمن مجموعة مقالات وبحوث أرسلتها الشاعرة إلى الباحث، ص1].
* "لدى آمال حالة تطابق مع الذّاكرة والمخيّلة والانزياح والانجذاب معًا، وهنا يكمن سرّ تطويرها الخلاّق للنّصوص التي اجترحتها، بشكل بانوراميّ مضيءٍ، ومعنيٍّ بمحمولاتها الشّخصيّة والإنسانيّة".
[سمر محفوض، الغيم أغنيتها في سلامي لك مطرا: إنّها وصوته الغار تعزف الآتي بقيثارة الحياة؛ ضمن مجموعة مقالات وبحوث أرسلتها الشاعرة إلى الباحث، ص6].
* "أحيّي في آمال عوّاد رضوان هذه الابتكارات واللّغة السّليمة والرّموز، التي حثّتني أن أبحثَ في القواميسِ، لأراجعَ مِن جديدٍ ما خانتْني بهِ الذّاكرة، وتبقى القصيدةُ عندَ شاعرتِنا كالمطر، دمعةً على خدِّ الزّمنِ المسروقِ". [هيام قبلان، قراءة لـِ"حوريّةٌ تقتاتُ مِن ضِرعِ النّجوم"؛ من ديوان "سلامي لك مطرًا"، ضمن مجموعة مقالات وبحوث أرسلتها الشاعرة إلى الباحث، ص5].
* "صورةٌ مذهلةٌ ومتفرّدةٌ، أحالتْ سُلطةَ الغوايةِ مِن مَكمنِ فاعليّتِها الحسّيّةِ، إلى مكمنِ انبعاثِها التّأمّليّ، بكلِّ طراوةٍ وانسيابٍ وتلقائيّة.. تلكَ سمةُ النّصوصِ غير المتكلّفةِ في تأسيسِ علاقةٍ بينَ المُرسلِ والمتلقّي، لأنّ الأقنعةَ الّتي تسترُ النّصَّ، هي ليستْ للتّضليلِ والإيهامِ والإيغالِ في جوفِ المجاهيلِ وغياهبِ الحُجبِ، لكن سُلطة الغوايةِ في النّصِّ مرنة، سلسة، مكتنزة ومموسقة، وِفقَ هرمونيّةِ الامتدادِ الشّعريِّ وتشكيلاتِهِ الطّريّةِ، الّتي تُزاوجُ بينَ المرئيِّ واللاّمرئيِّ بطلاقة..". [حسين الهاشمي، بينَ سُلطةِ الغوايةِ والانبعاثِ الشّعريّ: قراءة في قصيدة "سماويّةُ غوايتي"؛ من ديوان "سلامي لك مطرًا"، ضمن مجموعة مقالات وبحوث أرسلتها الشاعرة إلى الباحث، ص2].
* "لقد استمتعتُ جدًّا بقراءة المجموعة الشعريّة للشاعرة آمال عوّاد رضوان، التي تحمل عنوان" بسمة لوزيّة تتوهّج"، حيث لمستُ في قصائدِ هذه المجموعة أنّ الشاعرةَ شفافة، رقراقة، حانية اللّمسات، رائقة المشاعر، فهي تمثّل الإنسانة التي تعيش وتحيا بالحُبّ. إنّها تعيش الحبَّ.. بخيالها وروحها.. وقلمها... ذلك الحبّ الذي تشعر به مع الحبيب.. ذلك الحبّ الذي يوحي بطابع الحزن.. والألم.. والتشاؤم أحيانًا، فهي تكتب بنفسٍ حزينة.. موجوعة لأنها تحلم بحبيبها الذي يهدي روحها.. وتشعر في قربه.. بسكينة النفس وراحتها. فشاعرتنا كيان.. ممزوج بوجدٍ وشوقٍ.. وذهول.. وجوع فكريّ لا يكتفي .. وعطشٍ روحيٍّ لا يرتوي .. مع استعدادٍ كبيرٍ للطرب والسرور.. واستعداد أكبر للشجن والألم.. ويغلب الشجن والألم على الفرح.. والسرور.. وهذا يشير إلى أنّ شاعرتنا فنّانة.. رقيقة اللّمحات.. واللّمسات.. فنّانة.. موسيقية.. بارعة .. تترك انطباعًا لا يُمحى في نفس كلّ من يقرأ شعرها لأنّه يُجسّد الأنوثة الجذّابة".
[منير توما، الشفافيّة الشعريّة لدى الشاعرة آمال عوّاد رضوان في "بسمة لوزيّة تتوهّج"؛ ضمن مجموعة مقالات وبحوث أرسلتها الشاعرة إلى الباحث، ص1].
* "آمال رضوان؛ كاتبة استطاعت أن ترسم لنفسها مكانة مميّزة في الأدب العربيّ عامّة، وفي النثر الحداثيّ خاصّة؛ مكانة بنكهة مختلفة عمّا يمكن أن يجول في ذهن القارئ المِفَن، أمّا نسيج شاعريتها؛ فهو الجنون الذي نحبّه ويحبّنا؛ جنون ينساب إلى أعماقنا؛ فيُدخلنا عالمًا تلو آخر بمساعدة بوصلة التأني والجَلَد في قراءته؛ والتسلّح بالحذر من ظاهر ألفاظه؛ ففي عمقه القصد المنشود. تحمل هذه الكاتبة الإبداع بريشة سحريّة؛ لخلق متاهات جميلة ندخلها؛ كي نصل إلى المألوف واللامألوف في نهاية المطاف..". [محمد عدنان بركات].
هذا غيض من فيض؛ لشهادات كثيرة تَصُفُّ جميعها لتعلن ميلاد آمال عوّاد رضوان كاتبة مبدعة؛ قدِمَت من كوكبٍ سحريّ؛ سأسمح لنفسي بإلباسها لقبًا تلو آخر: "عصفورة الإبداع المشرق"، أو "كاتبة الجنون"، أو "الباحثة عن الحقيقة"، أو "آمال التجدّد والتجديد":
*عصفورة الإبداع المشرق: الكاتبة آمال عوّاد رضوان عصفورة تحلّق عاليًا، لتأخذ من ألوان الطبيعة ما تراه بعينيها الساحرتين؛ لتكوّن منها رسومات ببريق خاصٍ، يشكّل نماذجَ محكمة من نماذج الكتابة الإبداعية!
*كاتبة الجنون: هو جنون الكاتبة آمال عوّاد رضوان أو جنون شاعريتها؛ إنّه جنون يؤدّي بالقارئ إلى أن يغوص في بواطن ما تَصُفَّه من لَبُنات توصله إلى عالم الرَوْنَقِ الخَلاّق!
*الباحثة عن الحقيقة: تسافر آمال عوّاد رضوان في رحلاتها الاستكشافيّة، عبر معاجم اللغة وأمّهات كتب البلاغة العربيّة، وغيرها من الدرر الثمينة المهجورة أو المنسيّة؛ للبحث عن حقيقة اللفظة؛ فتُلْبِسها ثوبًا جديدًا، بعد أن تنفض غبار الهجر عنها؛ إنّها الباحثة عن الحقيقة: حقيقة ما وراء الحقيقة!
*آمال التجدّد والتجديد: إنّ غدير آمال عوّاد رضوان الأدبيّ، يشير إلى تجديدها لألفاظ معهودة أو متروكة أو منسيّة؛ مسكونة بعبير نبضها؛ لكنّها بذكائها اللا معهود تعيدها ببريق جديد؛ هو التجدّد بعينه!
والسؤال الذي قد يبثّه القارئ بتخوّف صادق، هنا: ما الذي يُبْرِز الكاتبة آمال عوّاد رضوان كمبدعة تحمل كلّ تلك الألقاب؛ وأنتَ تقولُ: إنَّ الموضوع الأساسيّ في نصوصها هو المرأة؛ فأين الإبداع في هذا؟!
أقول؛ كما ذكرتُ سابقًا، لقد نجحتِ الكاتبة في رسم "صورة حوّاء بكلّ تفصيلاتها، بهفواتها؛ بزفراتها؛ بتقلّب شخصها الماثل في كينونة الشعور الإنسانيّ؛ صورة كليّة كاملة شاملة في قصاصات مجموعتها كلّها!" ولا يتعيّن من مقصود كلامي السابق: المرأة بجسدها؛ بل الأنثى بكلّ تجلّياتها: المرأة المحبوبة؛ والمتسلّطة، والمظلومة المقيّدة بسلاسل العادات المجتمعيّة السيّئة، إضافة إلى: الألفة، والمحبة، والإنسيابيّة في العلاقة مع الآخر، والغربة، والوحدة، والأم (الوطن)، وما يرتبط بها من موضوعات أخرى: الرجل، والحنين، والخوف، والجنون، و...
إنّ الكشف عن طبيعة تلك الموضوعات؛ وسبر أغوارها؛ يختلف من قارئ إلى آخر؛ وهو بحاجة إلى طاقة فكريّة ذات تموّجات مختلفة الاتجاهات، أو كما يقول إبراهيم سعد الدين:
"يتطلبُ [شِعْرُها] من قارئه مراسًا ودَرَبَةً ومعايشةً واستئناسًا.. فلا تتعجّل الكتابة عنه بعد قراءته.. لأنه يحتاجُ منك قراءة ثانية وثالثة .. وفي كل مرة ستجد نفسك في حاجةٍ إلى معاودة النظر.. والإطلال مرة أخرى على هذا العالم.. فكل قراءة جديدة قد تُقَرِّبُكَ منه خطوة، لكنها بالتأكيد لن تُسْلِمَك مفاتيح هذا العالم المليء بالرموز والمجاهل والأسرار. إزاء هذا العالم ينبغي أن تَسْتَنْفرَ كُلَّ حواسِّك، وتتسلَّحَ بكل ما يمكنك من نفاذ البصيرة وحدّة الإدراك وملكاتِ التذوق .. فالقصيدة هنا أشبه بمهرةٍ بَرِّيَّة جامحة.. لا يقدر على ترويضها واعتلاء صهوتها غير خَيّالٍ أصيلٍ متمرّسٍ بالخيْلِ والشعرِ معاً"[39].
وللكاتبة طرق مختلفة في الإشارة إلى تلك الموضوعات؛ والتي لا بدّ للقارئ أن يتنبّه لها؛ أجملها في الآتي:
* التلميح المباشِر المُحْكَم:
وهو التلميح الذي من خلاله تريد الكاتبة أن توجّه القارئ إلى وِجْهةٍ مقصودةٍ، دون أن تخبره بالأمر كاملاً؛ اُنظر إليها وهي تنابر الغربة في "فوضى ألواني المشاكسة": "أَنَا مَنْ بفَوْضَى أَلْوَانِي الْمُشَاكِسَةِ/ تَسَرْبَلَتْنِي/ فُقَاعَاتُ/ الْغُرْبَةِ الْمُغْبَرَّة"[40].
لمْ تذكرِ الكاتبة "الغربة" بلفظ مستقلٍ؛ بل ربطته بـِ"فقاعات"؛ وبتحايل يزيدها غرابةً: "المُغْبَرَّة"؛ فلماذا اختارت تلك الألفاظ دونَ الإبقاء على لفظ "الغربة" وحده؟ إنّ الفقاعات تشكّل كيانات مستقلة تتطاير باستمرار فتنتشر في الأرجاء؛ أمّا لفظ "المُغْبَرَّة"؛ فيدلّ على الناحية القاتمة المستترة؛ وهذا كلّه يُعَمِّقُ الشعور بالغربة؛ إنّها الغربة النفسيّة، إنّها الشعور العميق بالفقدان!!
* التلميح الاحترازي الخارجي:
وهو التلميح الذي تُبيّن فيه الكاتبة مقصودها في كلمات معيّنة؛ خارج نطاق النصّ، حتى لا يتوهّم القارئ معنى آخر؛ فَيَصِل إلى طريق مسدود؛ وهذا وإن عَدّه غيرها تدخُّلًا منها في النصّ؛ إلّا أنّه قليل جدًّا؛ وهو ممّا لا بدّ منه؛ ومن ذلك قولها في قصيدة "مَرِّغُوا نَهْدَيَّ بِعِطْرِهِ الأَزْرَقِ":
"فَتَائِلُ دَهْشَةٍ/ خَطَفَتْ قُصَاصَاتِ تَوْقِي مَسْحُورَةَ الطَّوْقِ/ سَمَّرْتَنِي / بَيْنَ وُعُودٍ مُؤَجَّلَةٍ وَجُدرَان تَتَهَاوَى!
خُطَى رِيحِكَ الضَّرِيرَةُ وَشَتْ أَجْنِحَتَكَ/ شَبَّ لَهِيبُهَا فِي اقْتِفَاءِ أَثَرِي/ تَنَيْرَنْتَ!/ تَبَغْدَدْتَ!/ وفِي مَحَافِلِ التَّرَقُّبِ
احْتَرَفْتَ تَضْمِيدَ حُرُوقِ حُرُوفِي!/ ألْسِنَةُ بَوْحِي النَّارِيِّ / طَلَيْتَهَا بِوَشْوَشَةٍ انْبَجَسَتْ تَسْتَجِيرُ: / سَرَابُ حُورِيَّةٍ أنَا؛/ إِلَى مَسَارِبِ الْوَهْمِ أَغْوَانِي/ بِثَوْبِ السَّبَانِي.. سَبَانِي/ بَعْثَرَ وَجْهِيَ فِي ذَاكِرَةِ الْحُجُبِ / وَابْتَلَعَ ذَيْلِيَ الذَّهَبِيَّ!"[41].
وقد أشارتْ إلى مدلول الكلمات: تَنَيْرَنْتَ، تَبَغْدَدْتَ، السَّبَانِي، سَبَانِي؛ فقالت: * تنيرنتَ: تشبّهتَ بنيرون.
* تبغددت: تشبّهتَ بأهل بغداد. * السّباني: نسبة إلى سبن قرية عراقيّة في نواحي بغداد، والسّبنيّة هو أزر أسود للنساء. * سَباني الثانية: تعود إلى السّبي والأسْر.
* التلميح الاحترازي الداخلي:
وفيه تضيف الكاتبة قرينة واحدة أو أكثر داخل النصّ، لتؤكّد المفهوم الذي تريده؛ للوصول إلى الموضوع الأساسيّ، وهو تلميح محمود؛ ومن ذلك ما قالته في قصيدة "أَقِمْ مِحْرَقَةَ أَقْمَارِكَ بِأَدْغَالِ مَائِي": "أَيَا دَرْوِيشُ/ ضِحْكَةُ مَوْتٍ تَسَلَّلَ دُجَاهَا الْمُغْبَرُّ/ إِلَى نُخَاعِ عَصَافِيرِ رُوحِكَ تَكْتُمُهَا/ وَمَا ارْتَحَلَتَ/ ارْتَجَّ الْمَوْتُ.. تَزَلْزَلَ ظِلُّهُ/ حِينَ زَلّتْ قَدَمُهُ بِدَمْعَتِكَ الْبَحْرِيَّةِ/ حِينَ عَلَوْتَ بِمَرْكَبَتِكَ النَّارِيَّةِ فَارًّا مِنْ قَبْضَتِهِ/ تَدْحَضُ ضَبَابَ الْمَوْتِ بضَوْءِ حِبْرِكَ الْعَاشِقِ!"[42].
فهل تقصد الكاتبة آمال: شخصًا ما يُسَمّى "درويش"، وبالتالي هو صدى الآخر الذَكَر بعمومه، أم هو الفقير أو البهلول، أم هو انعكاسُ أَلَمٍ في رثاء شاعر فلسطين الحاضر الغائب "محمود درويش"؟!
إن وجود قرائن مثل: "ضِحْكَةُ مَوْتٍ"، "ضَوْءِ حِبْرِكَ الْعَاشِقِ"، إضافة إلى القرائن الموجودة في المَقاطِع الآتية من القصيدة نفسها[43]: * "هَا الْكَرْمِلُ غَامَ فِي دُوَارِ صَيْحَةٍ: يَا الْمُسْتَحِيلُ تَمَهَّلْ/ دَرْوِيشُ بحَّةُ وَطَنٍ جَاوَزَتْ أَنْفَاسَ النُّوَاحِ". * "بَحْرُ حَيْفَا/ جَاشَ موْجُهُ فِي مَآقِي الدَّوَاةِ غَيْمًا/ لاَ يَرْدمُهُ لَظَى حُرْقَةٍ!".
* "صَهِيلُ الدّمْعِ هَيَّجَهُ دَرْوِيشُ". * "صَبَاحُنَا لَيْسَ مَحْمُودًا كَكُلِّ الصَّبَاحَاتِ/ صَبَاحٌ يَطْفَحُ بِعَطَشٍ دَرْوِيشِيٍّ". * "نَعْشُ رِيحِكَ تَنَاثَرَتْهُ مُدُنُ الْغُرْبَةِ".
تدلّ دلالة واضحة على قصد الكاتبة: رثاء لشاعر فلسطين: "محمود درويش"؛ فمن ألوان الوطن التي عشقها؛ فخلّفها أساسًا متينًا في قصائده (الكرمل، بحر حيفا)؛ إلى الإشارة إليه كبحّة وطن؛ إلى حبره الذي يسيل عبقًا شعريًّا؛ أمّا قولها: "صهيل.."؛ فيرجعنا إلى حصان الشاعر؛ إلى ديوانه: "لماذا تركتَ الحصانَ وحيدًا"! وأمّا التورية في قولها: "صَبَاحُنَا لَيْسَ مَحْمُودًا.. صَبَاحٌ يَطْفَحُ بِعَطَشٍ دَرْوِيشِيٍّ"؛ فتشير إلى الاسم الصريح لشاعر فلسطين، ولتأكيد ذلك؛ تذكر موته في بلاد الغربة: " نَعْشُ رِيحِكَ تَنَاثَرَتْهُ مُدُنُ الْغُرْبَةِ".
* التلميح المائل:
وهذا النوع من التلميح يتطلب طاقة تحليليّة عميقة، لا بدّ للقارئ أن يتحلّى بها، وأشير هنا إلى وجود أكثر من قراءة تحليليّة ممكنة للنصّ من خلال ألفاظ معيّنة؛ تبعًا لزاوية الرؤية المرتبطة بعينيّ القارئ، ولكن هناك قراءة أكثر دقة، أو قربًا إلى المعنى الذي تحياه الكاتبة بنبض دواتها من غيرها! ومن ذلك قولها في قصيدة "أيائل مشبعة برائحة الهلع": "عُيونُ الشَّرِّ/ تَتَربَّصُهم/ في كُلِّ اتِّجَاهٍ وَآن/ تَسْتَنْفِرُ حَواسَّ الذُّعرِ/ تَسْتَثيرُهم ../ تَسْتَفِزُّ مَوْتَهم إلى المَوْتِ!"[44].
فـ "عيون الشرّ" التي تتربّص هي نيوب الاحتلال الغاشمة! أمّا الضمير في الفعل :"يتربّص"؛ فيعود إلى أطفال فلسطين المستنفَرون حتى الموتِ؛ إنّها تتحدّث وبعمق عن شعبنا العربيّ الفلسطينيّ؛ تستلهم انعكاسات الانتفاضة الحزينة، تستعرض بموجة حزينة صور القتل وهدم البيوت، وضياع دم الشهداء؛ إنّها أرض فلسطين النازفة بتقديمٍ إيحائي إبداعيّ!: "أتراني تشكّلني الأقدارُ دمعًا خانقًا؟/ تَنْزِفُني الأوجاعُ أنينًا صامتًا؟/ وتُسدِلُ على بُؤسي ستائرَ الأعذارِ؟"[45].
انظر إلى لوعة الألم، وأنين الفقدان؛ فقدان الوطن، هذا ما يشعرُ به الإنسانُ الفلسطينيُّ الذي يسترجعُ ذكريات الماضي، عندما كان يعيشُ على أرضِ وطنه المسلوب؟!: "جداول مَواسمي جَفَّتْ../ تناهبَتها قوافلُ السراب/ ................../ ولْتَنْزِف دِماؤُنا وقودَ سراجِ الذكريات!"[46].
هذا فيما يرتبط بموضوعات الكاتبة، والطرق التي أشارت خلالها إلى تلك الموضوعات. أمّا ما جعل تلك الإبداعات؛ ذات طابعٍ خاص؛ فنقاط أبرزها:
* جوانب صرفية تتجلّى بثوب جديدٍ؛ ومن ذلك: - الاشتقاقات غير المألوفة؛ مثل: فَرْدِسي (مشتقة من كلمة فردوس)؛ في قول الكاتبة: وفردسي نوارس اشتعالي المقدس\بنواقيس صوامعك.. [قصيدة:أقم محرقة أقمارك بأدغال مائي – من ديوان: رحلة إلى عنوان مفقود، ص17].
فَيْرِزي (مشتقة من كلمة فيروز)؛ في قول الكاتبة: فيرزي صدر سمائي بوشوشة بدر\يتضرّع إليكِ.. [قصيدة:قيثارة المساء – من ديوان: رحلة إلى عنوان مفقود، ص119].
كَوْثِري (مشتقة من كلمة كوثر)؛ في قول الكاتبة: كوثري نهر قلبي بوشمة بهجة\تُخضّبني بعفوكِ.. [قصيدة:قيثارة المساء – من ديوان: رحلة إلى عنوان مفقود، ص119].
تَحَلْزَنَ (مشتقة من كلمة حلزون)؛ في قول الكاتبة: اُنْظُرْكَ لَبلابًا منسيًّا/ لَمّا يَزَلْ يَكْتَظُّ بالقَيْظِ/ في صحارى ماضٍ تَحَلْزَنَ بالحُزْنِ.. [قصيدة:ناطور الدُّجى – من ديوان: رحلة إلى عنوان مفقود، ص122].
- اشتقاقات أخرى؛ مثل:
الفعل تَوارَفْتِ: تَوارَفْتِ ضبابًا رَهيفَ خَطْوٍ. [قصيدة:فوضى ألواني المشاكسة – من ديوان: رحلة إلى عنوان مفقود، ص95]. الفعلُ توارفَ غيرُ مستخدم في العربية، والمستخدم من الجذر (و.ر.ف): وَرَفَ، وأَوْرَفَ، ووَرَّفَ؛ يقال: وَرَفَ الظّلّ، وأورفَ الظلّ، ووَرَّف الظلّ؛ أي اتَّسعَ وطال وامتدَّ، ولهذا فإنّ وزن تفاعل من (ورف) يحملُ صيغة جديدة للأصل وَرَفَ تفيد المعنى ذاته.
الفعل ترامَحْتِ: تَ ر ا مَ حْ تِ/ بباحاتِ بَوْحي. [قصيدة: فوضى ألواني المشاكسة – من ديوان: رحلة إلى عنوان مفقود، ص95]. الفعلُ ترامحَ من الجذر (ر.م.ح) وهو مرتبط بالرمح، يُقالُ: ترامحوا؛ أي تطاعنوا بالرّماح، وهذا المعنى المعجمي بعيد قليلاً عن مفهوم السياق، ولعلّ المعنى الأقرب هو: أصبحت قاسية، وحادة كالرمح!
رَهيف: تَوارَفْتِ ضبابًا رَهيفَ خَطْوٍ\يواعدُ ظباءَ روحي. [قصيدة: فوضى ألواني المشاكسة – من ديوان: رحلة إلى عنوان مفقود، ص95]. رهيفٌ من الفعل رَهُفَ رَهَافَة ورَهَفًا؛ أي رَقَّ ولَطُفَ ، والكلمة قليلة الاستخدام، إذ شاع استخدام مُرْهَف، يقال:رجل مرهف، وحسّ مرهف، وأذن مرهفة، ويقال:هو رهيف، وهي رهيفة، وسيف رهيف، وحِسٌّ رهيف..
+ شَفِيف: لِمَ حَبَّرَتْكَ زمنًا بهلوانيًا\شفيفَ وَحْدَةٍ\..على حافة مَعْقَلٍ مُعَلَّقٍ؟ [قصيدة:ناطور الدجى – من ديوان: رحلة إلى عنوان مفقود، ص123]. الشفيف من الفعل شَفَّ، يقال:شفَّ الثوبُ؛ أي رقَّ حتى يُرى ما خلفه، والشفيف بمعنى الشفَّاف؛ أي ما لا يحجب ما وراءَه.واستخدمت الكاتبة لفظة شفيف؛ لأنّ فيها الانسيابية والخفة والرقة كخفيف..
- نعوت غير مألوفة؛ مثل: + العشتار: يا أيُّها البحرُ العاري/ مِن مَوْجِها العشتار.. [قصيدة:ناطور الدجى – من ديوان: رحلة إلى عنوان مفقود، ص123]. عشتار هي إلهة الحبّ، والجمال والحرب عند البابليين، ويقابلها فينوس عند الرومان، وأفروديت عند اليونان، وإنانا عند السومريين، وعشاروت عند الفينيقيين. وجعلت الكاتبة من لفظ عشتار الاسم الجامد؛ نعتًا غير مألوف..
+الثلجيّة: ونيرانك الثلجيّة/ تعطّر قمصاني بملامحك المتخمة بالمطر. [قصيدة: تحليقات سماويّة- من ديوان:رحلة إلى عنوان مفقود، ص125[. إنّ لفظ "الثلجيّة" نعت مألوف؛ لكنّ ارتباطه بـِ"نيرانك" جعل المحصّلة غير مألوفة...
+الفَرِح: في ضباب الأفق الهارب منك/ تتناغم فصول الحزن الفَرِح. [قصيدة:سماويّة غوايتي- من ديوان:سلامي لك مطرًا، ص42]. لفظ الفَرِح جاء نعتًا للفظ الحزن!
* المضاف إلى "اللامضاف": هناك كلمات تضاف إلى غيرها مما لا يستقيم ترابطها حسيًّا؛ هي من باب المضاف إلى اللا مضاف، أو قلْ من وجهة الاستعارات البعيدة التي تحتاج إلى خيال عميق؛ إذ تشكّل صعوبة في إبراز صورة كلية شاملة لها؛ ومن ذلك:
- معابر روحي (بسمة لوزية تتوهج: أحنّ إلى حفيف صوتك، ص13)/ - منابر مسامعي (بسمة لوزية تتوهج: أحنّ إلى حفيف صوتك، ص13)./ - ظِباء حُزنك (بسمة لوزية تتوهج: أحنّ إلى حفيف صوتك، ص15)./ - رَحم رُوح (بسمة لوزية تتوهج: أحنّ إلى حفيف صوتك، ص15)./ - يد عقلي (بسمة لوزية تتوهج: في مهب رصيف عزلة، ص18)./ - حجاب الإرادة (بسمة لوزية تتوهج: في مهب رصيف عزلة، ص18)./ - ثدي انتظارها(بسمة لوزية تتوهج: في مهب رصيف عزلة، ص20)./ - تعاريج الحزن (بسمة لوزية تتوهج: أوتار متقاطعة، ص24)./ - شظايا الفرح (بسمة لوزية تتوهج: أوتار متقاطعة، ص24)./ - مَسانِد الصَّمت (بسمة لوزية تتوهج: أوتار متقاطعة، ص24)./ - جوع عواصف الوقت الكافر (بسمة لوزية تتوهج: أوتار متقاطعة، ص25)./ - ورع الضَّوء الخافت (بسمة لوزية تتوهج: أوتار متقاطعة، ص25)./ - قفص البراءة (بسمة لوزية تتوهج: أوتار متقاطعة، ص25)./ - شِفاه الثلج(بسمة لوزية تتوهج: عصفورة النار، ص28)./ - أجنحة عِناقنا (بسمة لوزية تتوهج: عصفورة النار، ص29)./ - أبخرة شوقي (بسمة لوزية تتوهج: أنفض الغبار عن متحف فمك، ص30)./ - ضُلوع جِناني (بسمة لوزية تتوهج: أنفض الغبار عن متحف فمك، ص31)./ - خُواء مَحارات ذابلة (بسمة لوزية تتوهج: أنفض الغبار عن متحف فمك، ص32)./ - تراتيل الصمت (بسمة لوزية تتوهج: أنفض الغبار عن متحف فمك، ص33)./ - مَتحف فمك بسمة لوزية تتوهج: أنفض الغبار عن متحف فمك، ص34)./ - أشجار توهُّجي (بسمة لوزية تتوهج: أنفض الغبار عن متحف فمك، ص35)./ - زُرقة شِعري المتماوجة (بسمة لوزية تتوهج: كي لا تتهاوى، ص38)./ - حِجاب/ أرضي (بسمة لوزية تتوهج: شوقي إليك يشعلني، ص42)./ - جسد السؤال (بسمة لوزية تتوهج: شوقي إليك يشعلني، ص43)./ - مَعابد غُصوني (بسمة لوزية تتوهج: شوقي إليك يشعلني، ص44)./ - عيون الشرّ (بسمة لوزية تتوهج:أيائل مشبعة برائحة الهلع، ص57)./ - مرمى انشطار الحدود (بسمة لوزية تتوهج: غيرة حبيبي، ص58)./ - أجِنَّة الآمال (بسمة لوزية تتوهج: غيرة حبيبي، ص59)./ - أدغال الكلمات (بسمة لوزية تتوهج: غيرة حبيبي، ص61)./ - ظنون خمرتك (بسمة لوزية تتوهج: غيرة حبيبي، ص64)./ - جَبين عفوِك (بسمة لوزية تتوهج: غيرة حبيبي، ص66)./ - براءة الفجر (سلامي لك مطرًا: خُرّافة فَرَح، ص27)./ - هَديل يَمام الرّوح (سلامي لك مطرًا: خُرّافة فَرَح، ص27)./ - أُفق وَشوشات الليل (سلامي لك مطرًا: خُرّافة فَرَح، ص29)./ - هَوْدَج النُّعاس (سلامي لك مطرًا: خُرّافة فَرَح، ص30)./ - ضِرع النجوم (سلامي لك مطرًا: حورية تقتات من ضرع النجوم، ص33)./ - موسيقى دمي (سلامي لك مطرًا: حورية تقتات من ضرع النجوم، ص34)./ - رَمْل حنين (سلامي لك مطرًا: حورية تقتات من ضرع النجوم، ص32)./ - غابات فرحي (سلامي لك مطرًا: سلامي لك مطرًا، ص35)./ - شتاءات الخطايا (سلامي لك مطرًا: سلامي لك مطرًا ، ص36)./ - فطائر حبِّكِ (سلامي لك مطرًا: سلامي لك مطرًا ، ص38)./ - تثاؤب وَهمي (سلامي لك مطرًا: سلامي لك مطرًا ، ص40)./ - تسابيح نوافير أنفاسك (سلامي لك مطرًا: سلامي لك مطرًا ، ص41)./ - مناقير فِراخ الحنين (سلامي لك مطرًا: سَماويّة غُوايتي ، ص51)./ - شلاّل غيابكَ (رحلة إلى عنوان مفقود: أقم مِحرقة أقمارك بأدغال مائي، ص15)./ - حِبال ضبابكَ (رحلة إلى عنوان مفقود: أقم مِحرقة أقمارك بأدغال مائي، ص15)./ - نُخاع عصافير رُوحكَ (رحلة إلى عنوان مفقود: أقم مِحرقة أقمارك بأدغال مائي، ص17)./ - وقع خُطى صوتكَ (رحلة إلى عنوان مفقود: أقم مِحرقة أقمارك بأدغال مائي، ص19)./ - جِلباب بَرْدِي (رحلة إلى عنوان مفقود: كم موجع ألا تكوني أنا، ص26)./ - إبط القمر (رحلة إلى عنوان مفقود: وحدكِ تُجيدين قراءةَ حَرائقي، ص27)./ - بحيرة ضوء حبيبتي (رحلة إلى عنوان مفقود: وحدكِ تُجيدين قراءةَ حَرائقي، ص28)./ - سَحاب وقتي (رحلة إلى عنوان مفقود: مَرِّغوا نهدَيَّ بعِطره الأزرق، ص54)./ - جُسُور تلعثُم (رحلة إلى عنوان مفقود: ناطور الدُّجى، ص122).
* مواطن جمالية في أسلوب الاختزال: لقد استخدمت الكاتبة أسلوب الاختزال في لفتات جمالية متنوّعة؛ ومن ذلك: - "ال" الموصولية اللاصقة تصديرًا بالأفعال؛ مثل:
+ اليَكْمِنُ: المجهولُ اليكمنُ خلف قلبي/ كَم أرهبه.. [قصيدة: في مهب رصيف عزلة – من ديوان: بسمة لوزية تتوهج، ص18].
+ اليَتصدَّعُ: ... ومِن على برج عشقي اليتصدّع/ أترقّبُني/ أعلى حافّة الاحتقار. [قصيدة:غيرة حبيبي – من ديوان: بسمة لوزية تتوهج، ص69].
+ التَلْهَثُ: تعزفُني زفراتُك التلهثُ/ حفيفَ تَميمةٍ مُقدّسةٍ. [قصيدة: غيرة حبيبي – من ديوان: بسمة لوزية تتوهج، ص72].
+ اليَسْتَتِرُ: ..لأظل ضميركِ اليستترُ خلف جبال صمتكِ. [قصيدة:سلامي لك مطرًا – من ديوان: سلامي لك مطرًا، ص36].
+ اليَتَّكِئُ: على شواطئ العتمة\يدرج نومُكِ اليتَّكئُ\على \عُكّاز صحوتي. [قصيدة:سلامي لك مطرًا – من ديوان: سلامي لك مطرًا، ص36]. ومنها:
+ التَزدَحِمُ - [قصيدة:سلامي لك مطرًا – من ديوان: سلامي لك مطرًا، ص37].
+ التَتْرَعينَ - [قصيدة:سلامي لك مطرًا – من ديوان: سلامي لك مطرًا، ص39].
+ اليَصْهَلُ - [قصيدة:سماويّة غُوايتي – من ديوان: سلامي لك مطرًا، ص46]،...
- التقارب النفس- مكاني: هناك ما يشير إلى الاختزال والاختصار الذي أرادت خلاله الكاتبة أن تبرز التقارب المكاني والانسجام النفسي، ومن ذلك: +تعدية الأفعال اللازمة، مثل:
أشتاقُكَ في قولها: "أشتاقُكَ../ أيُّها المجنونُ/ إلى ما لا نهاية من جنونك/ أشتاقكَ.." [قصيدة:أحنُّ إلى حفيف صوتك – من ديوان: بسمة لوزية تتوهج، ص14]
وهنا لا أبرّر ما ذهبت إليه الكاتبة بالتضمين، بل أذهب إلى السياق.. إلى التقارب النفسي والمكاني، فهي لا تريد أن يفصل فاصل بين الاشتياق والآخر، كيف لا وهو الاشتياق ذاته! ولذا فإنّ حرف الجرّ إلى قد تلاشى أمام هذا التقارب..
ومثل ذلك: أُدمنُها [قصيدة: أحن إلى حفيف صوتكَ – من ديوان: بسمة لوزية تتوهج، ص14]، وأجيئُكَ [قصيدة: عصفورة النار – من ديوان: بسمة لوزية تتوهج، ص29]،...
+ إضافة "كما" إلى ياء المتكلّم: "وما مِن أحد يراكَ شفيفًا كَمايَ". [قصيدة: أحن إلى حفيف صوتكَ – من ديوان: بسمة لوزية تتوهج، ص14]
ومثل ذلك:إلاَّكَ: "على ضِفاف روحكَ/ تنمو أشجارُ توهُّجي/ تَثِجُني هالاتُها البَريَّةُ/ ولا تزهر...إلاَّك". [قصيدة:أنفض الغبار عن متحف فمك – من ديوان: بسمة لوزية تتوهج، ص36]
+ عمّمت الكاتبة آمال عواد رضوان قاعدة محصورة نحويًّا في أفعال القلوب على كلّ فعل عربيّ؛ وكأنّي بالحبّ عندها يتوزّع بين الشكّ واليقين؛ فإذا جاز نحويًّا أن نقول:رأيتُني، وحسبتُني، وخلتُني،.. فإنّ التقارب النفسي والمكاني، وتوحّد الذات مع الآخر عندها جعلها تقول: "أأسكُبُني رعشاتٍ تصهُركَ../ تُغلِّفكَ بي؟!" [قصيدة:أحنّ إلى حفيف صوتك – من ديوان: بسمة لوزية تتوهج، ص17]
ومن ذلك: "أُلَمْلِمُني لكَ ظِلالاً/ وأشتاقُكَ أبدًا". [قصيدة:أحنّ إلى حفيف صوتك – من ديوان: بسمة لوزية تتوهج، ص17]
- الإيحاءات الصورية والشكلية:
استخدمت الكاتبة إيحاءات شكلية تغني عن عشرات الكلمات؛ لتعبّر بذلك عن المضمون الكليّ للكلمة وموقعها من النصّ، أو لتبرز الشكل الإيقاعيّ، للصورة التي يحاول القارئ أن يرسمها، أو لترسل إلى من يقرأ نصّها نسائج صوتيّة تنبثق من الكلمة ذاتها؛ فتعكس المعنى المستتر وراءها، وتُظهر الحالة النفسيّة به؛ ومن ذلك: + تكرار الحرف الواحد في الكلمة؛ مثل:
آآآآآآآآآآآآآه: (سلامي لك مطرًا:سماوية غوايتي، ص 44)./ هي...هااااات: (سلامي لك مطرًا:سماوية غوايتي، ص 46)./ شاااااردة: (سلامي لك مطرًا:أُسكبيكِ في دمي، ص 77)/ تطوووووفُ..داااااااااااااائخةً:(سلامي لك مطرًا:إليكِ أتوب غمامًا، ص 88).
يااااااااااااه:(رحلة إلى عنوان مفقود:أقم محرقة أقمارك بأدغال مائي، ص 16). شُموووووووسًا\يااااااااااانعة بكِ:(رحلة إلى عنوان مفقود:كم موجع ألا تكوني أنا، ص 22-23). رحماااااااكِ:(رحلة إلى عنوان مفقود:وحدكِ تجيدين قراءة حرائقي، ص 30). دُرررررر:(رحلة إلى عنوان مفقود:ناطور الدجى، ص 122)....
+ تقطيع حروف الكلمة أفقيًا؛ مثل: أُ ح بّ ك ؟!: (بسمة لوزية تتوهج:غيرة حبيبي، ص 69).
صَ دِ ئ تْ – تَ هَ رّ أ تْ:(بسمة لوزية تتوهج:غيرة حبيبي، ص76)./ تَ تَ عَ ثَّ رُ:(سلامي لك مطرًا:خُرّافة فرح، ص 28).
كِ سْ رَ ة – نَ غْ مَ ة - حَ فْ نَ ة:(سلامي لك مطرًا:سلامي لك مطرًا، ص 38).
تَ تَ كَ سَّ رُ:(سلامي لك مطرًا:ندى مغموس بغمامات سهد، ص 61)./ ف ر ا ق:(سلامي لك مطرًا:زَغب شمعيّ، ص 93)،...
+ تقطيع حروف الكلمة عموديًا؛ مثل:
"تَ/ نْ/ فَ/ رِ/ طُ/ عناقيدُ لهيبها". [قصيدة: خُرّافة فرح – من ديوان: سلامي لك مطرًا، ص28]
ومن الديوان نفسه في قصيدة "فتنة رؤى عذراء"؛ تقول الكاتبة: "وِشاحٌ من ترانيم الطُّلول
يَ/ نْ/ دِ/ فُ/ على سفوح القلب".
وفي قصيدة "إليكِ أتوب غمامًا"؛ تقول: "وعرة فصول وقتي الأرعن/ يملؤها خواء
يَ/ تَ/ سَ/ ا/ كَ/ بُ/ يتعفّر بغموض حوّاء".
وفي قصيدة "على مرمى خيبة" في ديوان رحلة إلى عنوان مفقود؛ تقول: "...أَ.../ ...رْ.../ ...جَ.../ ...حْ.../ ...تِ.../ ...نِي.../ على بارقة عرش بين أسنان أُكذوبة".
هذا بعض ما تمايزت به نصوص الكاتبة؛ إضافة إلى الوسائل الفنيّة والأساليب البلاغيّة وغيرها من أساليب اللغة المتعدّدة؛ والحقّ، ظهورها بكثرة في نصوصها، إلاّ أنّ التركيز شمل أبرز ما أشرقت به تلك النصوص..
*إجمال: استعرض الباحث في هذه الدراسة ومضات من حياة الكاتبة آمال رضوان؛ فتحدّث عن أبرز آثارها الإبداعيّة؛ نثرياتها الشاعرية الثلاث: "بسمة لوزية تتوهّج"، و"سلامي لكِ مطرًا"، و"رحلة إلى عنوان مفقود"، إضافة إلى إسهاماتها وكتاباتها الأدبيّة والنقديّة والاجتماعيّة التي نُشرت في كتب متنوعة بالاشتراك مع آخرين، أو برزت في الصحف المحلية، أو في مواقع الشبكة العنكبوتية المختلفة؛ ومن ذلك كلّه: "الإشراقة المُجَنَّحة-لحظة البيت الأول من القصيدة"، و"نوارس من البحر البعيد القريب-المشهد الشعري الجديد في فلسطين المُحتلّة 1948"، و"محمود درويش: صورة الشاعر بعيون فلسطينيّة خضراء"، ومن بحوثها الأدبية: "الطيّب صالح: هجير صرخة في موسم الهجرة"، و"حصاة من هيكل ميشيل حدّاد الشعري المقاوم".. وفيما يرتبط بموضوعات الكاتبة؛ فقد تنوّعت في صورة الأنثى؛ فبرزت الغربة الموحشة، وتجلّى الوطن المفقود المسلوب، وظهرت المرأة المقيّدة الإرادة.. أمّا طرائق عرض تلك الموضوعات فاختلفت؛ تبعًا لزاوية الرؤية عند القارئ، وأمّا الصور الأسلوبيّة الشكليّة والإيحائية؛ المتصلة بنثرياتها الشاعرية فعكست صورة مماثلة لحركيّة المضمون بالاتجاه السائر والنصّ.
تعدّ آمال عوّاد رضوان صورة مشرقة للإبداع الكتابي المتجدّد؛ فقد استطاعت بحسّها الأدبيّ أن تستحضر الكلمات التي قلّ استخدامها؛ أو هُجِر كيانها، فتنفض عنها غبار الهجر وتبرزها بحلّة جديدة تتناسب والنصّ الموضوع؛ إضافة إلى ما أَطلق عليه الباحث: "المضاف إلى اللا مضاف"، وهو من باب الاستعارات العميقة التي تحتاج إلى تفكير متأنٍّ؛ استخدمته الكاتبة آمال بصور مختلفة..
وختامًا؛ فقد حاول الباحث أن يلمّ ما استطاع من إشراقات ترتبط بالكاتبة وإبداعاتها، ولا يدّعي أنّه قد استوعبَ كلّ ما تناثر منها؛ فذلك أكثر من أن تحويه دراسة واحدة، وهذه السطور لا تتجاوز أن تكون محاولة غاص خلالها في غدير آمال عوّاد رضوان الأدبيّ؛ لعلّها تكون باعثًا لقراءات أخرى، تعيد للكتابة الإبداعيّة هيبتها وقيمتها في نظر أهلها وذويها.
جريدة المراجع: من أبرز المراجع التي اعتمدها الباحث في بحثه؛ هي:
1.إصدارات الكاتبة الإبداعية:
- رضوان؛ آمال عواد، بسمة لوزية تتوهج، د.د، د.م، ط1، 2005م.
- رضوان؛ آمال عواد، رحلة إلى عُنوانٍ مفقود، دار الوسط اليوم؛ رام الله، ط1، 2010م.
- رضوان؛ آمال عواد، سلامي لك مطرًا، دار الزاهرة-المركز الثقافي الفلسطيني:بيت الشعر، رام الله، ط1، 2007م.
2. بحوث وقراءات:
- رضوان؛ آمال عواد، "حصاة من هيكل ميشيل حدّاد الشّعريّ المقاوم": موسوعة أبحاث ودراسات في الأدب الفلسطيني الحديث-الأدب المحلي، إعداد وتحرير:د.ياسين كتاني، إصدار:مجمع القاسمي للغة العربية وآدابها؛ أكاديمية القاسمي؛ باقة الغربية، ط1، 2011م.
- رضوان؛ آمال عواد، حنا أبو حنا وردةٌ ناميةٌ بصمتٍ مجروحٍ قراءة في "تجرّعتُ سمّكَ حتى المناعة":
موقع بيتنا، مقالات وآراء( 27/01/2009): http://www.bettna.com/articals2/showArticlen.ASP?aid=1169
- رضوان؛ آمال عواد، "الطّيّب صالح هجيرُ صرخة في موسمِ الهجرة"، الناصرة، 23-3-2009.
3. أعمال بالاشتراك:
- رضوان؛ آمال عواد، والريشة؛ محمد حلمي، الْإِشْرَاقَةُ الْمُجَنَّحَةُ- لَحْظَة الْبَيْتِ الأَوَّل مِنَ الْقَصِيدَة، بيت الشعر الفلسطيني، رام الله، ط1، 2007م، ص13.
- رضوان؛ آمال عواد، والريشة؛ محمد حلمي، محمود دروِيش: صورة الشّاعر بِعيون فلسطينيّة خضراء، بيت الشعر الفلسطينيّ، رام الله، ط1، 2008م.
- رضوان؛ آمال عواد، والريشة؛ محمد حلمي، نَوَارِس مِنَ الْبَحْرِ الْبَعِيدِ الْقَرِيبِ- الْمَشْهَدُ الشِّعْرِيُّ الْجَدِيدُ فِي فلسْطِين الْمُحْتَلَّة 1948م، بيت الشعر الفلسطيني، رام الله، ط1، 2008م.
4. مقالات حول الشاعرة:
الفوّاز؛ علي حسن، "الكتابة بشرط الاستعادة"؛ نشرها في مواقع إلكترونيّة وورقيّة؛ منها الحوار المتمدّن- العدد:1769- 2006\12\19-33:07. www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=83758
- قبلان؛ هيام مصطفى، قراءة نقديّة في قصيدة "مُزنّرٌ بمئزرِ ملاكي"، في موقع عرار الإلكتروني-2011:
- محفوض؛ سمر، "الغيم أغنيتها في سلامي لك مطرا..إنّها وصوته تعزف الآتي بقيثارة الحياة"؛ نشرتها في صحف ورقيّة ووثّقتها في مدونتها الخاصّة على حلقتين في 28 شباط 2008، الساعة 16:03:
5. مواقع الشبكة العنكبوتية(الإنترنيت): موقع الأدب العربيّ: http://www.aladabalarabi.com
موقع ديوان العرب: http://www.diwanalarab.com/spip.php?article26396
نُشِر هذا البحث ضمن "موسوعة أبحاث ودراسات في الأدب الفلسطيني الحديث- الأدب المحلي"، وهو من إعداد وتحرير: الدكتور ياسين كتاني، وإصدار: مجمع القاسمي للّغة العربيّة وآدابها التابع لأكاديمية القاسمي في باقة الغربية؛ في طبعة أولى؛ عام 2012م.
---------------------------
[1] هذه السيرة من ضمن مجموعة مقالات وبحوث أرسلتها الكاتبة إلى الباحث، وهي ذاتها المثبتة في مقدمة ديوانها:"رحلة إلى عنوان مفقود"؛ بتصرف. انظر:رضوان؛ آمال عواد، رحلة إلى عُنوانٍ مفقود، دار الوسط اليوم؛ رام الله، ط1، 2010م،صص:10-13.
[2] هذه السيرة أرسلتها الكاتبة إلى الباحث، وهي ذاتها المثبتة في مقدمة ديوانها:"رحلة إلى عنوان مفقود"؛ بتصرف. ونخلص إلى التعريف بها أنّ ترعرعها بين أنغام الأناشيد المدرسية والترانيم الدينية، إضافة إلى مطالعتها للقصص والروايات، واستحضارها لطبيعة مدينتها الخلاّبة ساعد في رسم مسارها العلمي والثقافي؛ لتصبح كاتبة مبدعة، وباحثة ، ومُدَرّسة في إحدى المدارس....
[3] رضوان؛ آمال عواد، بسمة لوزية تتوهج، د.د، د.م، ط1، 2005م، ص49.
[4] بسمة لوزية تتوهج،ص 78.
[5] هو شاعر، وباحث، ومترجم فلسطيني؛ ولد سنة 1958م في مدينة نابلس، نال درجة البكالوريوس في الاقتصاد والعلوم الإدارية (محاسبة وإدارة أعمال) من جامعة النجاح الوطنية / نابلس سنة 1982م، وعمل في عدة وظائف في مجال تخصصه حتى سنة 2000م. وعمل محرراً ثقافياً في صحيفة "الحياة الجديدة"، ويعمل منذ العام 2000م رئيس تحرير السلاسل الثقافية في المؤسسة الفلسطينية للإرشاد القومي، وهو مستشار تحرير مجلة "الشعراء" ومجلة "أقواس" اللتين تصدران عن بيت الشعر في فلسطين. فاز الريشة بجائزة "المهاجر" العالمية للفكر والآداب والفنون بأستراليا في دورة 2011م.لمزيد حول الشاعر يمكن الرجوع إلى : موقع ديوان العرب: السيرة الذاتية لـ: محمد حلمي الريشة:
http://www.diwanalarab.com/spip.php?article26396 (١ كانون الثاني (يناير) ٢٠١١م)
[6] بسمة لوزية تتوهج، ص 7.
[7] بسمة لوزية تتوهج، ص8.
[8] بسمة لوزية تتوهج، ص8.
[9] بُحيث ضمن مجموعات بحيثات ومقالات زودتني به الكاتبة؛ بعنوان:"الكتابة بشرط الاستعادة" للشاعر والناقد العراقي علي حسن الفوّاز،ص1.
[10] الكتابة بشرط الاستعادة، ص1.
[11] بسمة لوزية تتوهج، ص 48.
[12] بسمة لوزية تتوهج، صص:47- 48.
[13] بسمة لوزية تتوهج، ص 49.
[14] بسمة لوزية تتوهج: قصيدة "أحِنُّ إلى حفيفِ صوتكَ"، ص 14.
[15] بسمة لوزية تتوهج: قصيدة "في مهبِّ رصيف عُزلة"، ص 19.
[16] رضوان؛ آمال عواد، سلامي لك مطرًا، دار الزاهرة-المركز الثقافي الفلسطيني:بيت الشعر، رام الله، ط1، 2007م، ص11.
[17] سلامي لك مطرًا، ص29.
[18] سلامي لك مطرًا، ص36.
سلامي لك مطرًا، ص17.[19]
[20] سلامي لك مطرًا، صص:109-110.
[21] محفوض؛ سمر، " الغيم أغنيتها في سلامي لك مطرا..إنّها وصوته تعزف الآتي بقيثارة الحياة"، ضمن بحوث ومقالات أرسلتها الكاتبة آمال رضوان إلى الباحث، ص1.
[22] رحلة إلى عُنوانٍ مفقود، ص9.
[23] هيام مصطفى قبلان من مواليد قرية عسفيا؛ تقول عن طفولتها: تعلمت في القرية ولعدم وجود مدارس ثانوية في السبعينات خرجت من القرية حيث أدخلني والدي الى مدرسة راهبات ( الفرنسيسكان الطليان )في مدينة الناصرة ... كنت أقضي وقت فراغي في مكتبة الدير بالمطالعة والأشتراك في قسم الموسيقى للفن الراقي وتعليم الأغاني الشرقية الأصيلة من موشحات...أمّا عن ثقافتها؛ فتقول: "حصلت على شهادةB.A في موضوع التاريخ العام من جامعة حيفا؛ و B.ed للقب الأول في اللغة العربيّة والتربية في الكلية الأكاديميّة العربيّة في حيفا.من أبرز أعمالها الأدبيّة: رواية "رائحة الزمن العاري"، وقد صدرت عن دار التلاقي للكتاب للنشر والتوزيع بالقاهرة، وتدور أحداثها حول محورين هما: معاناة المرأة الشرقية الأرملة والمطلقة في المجتمع العربي وسط مجتمع ذكوري، والمحور الثاني: عرب الـ48 وقضية الانتماء والهوية، والحلم المؤجّل داخل صراع بين الشخصيات ومن خلال أحداث مثيرة.وتأتي هذه الرواية بعد سبعة أعمال تتوزع بين الشعر والنثر للشاعرة قبلان وهي: آمال على الدروب، وهمسات صارخة، ووجوه وسفر، وبين أصابع البحر، وطفل خارج من معطفه، وانزع قيدك واتبعني، ولا أرى غير ظلّي.
لمزيد من المعلومات حول الشاعرة؛ راجع: موقع الأدب العربي:
(الاثنين, 04 يوليو 2011 13:15 ) http://www.aladabalarabi.com
[24] قبلان؛ هيام مصطفى، قراءة نقديّة في قصيدة "مُزنّرٌ بمئزرِ ملاكي" للكاتبة آمال عوّاد رضوان، ضمن مجموعة بحوث أرسلتها الكاتبة إلى الباحث، ص1.
[25] رحلة إلى عُنوانٍ مفقود، ص 100.
[26] رضوان؛ آمال عوّاد، والريشة؛ محمد حلمي، الْإِشْرَاقَةُ الْمُجَنَّحَةُ- لَحْظَة الْبَيْتِ الأَوَّل مِنَ الْقَصِيدَة، بيت الشعر الفلسطيني، رام الله، ط1، 2007م، ص13.
[27] الْإِشْرَاقَةُ الْمُجَنَّحَةُ، ص14.
[28] الْإِشْرَاقَةُ الْمُجَنَّحَةُ، ص53.
[29] رضوان؛ آمال عوّاد، والريشة؛ محمد حلمي، نَوَارِس مِنَ الْبَحْرِ الْبَعِيدِ الْقَرِيبِ- الْمَشْهَدُ الشِّعْرِيُّ الْجَدِيدُ فِي فلسْطِين الْمُحْتَلَّة 1948م، بيت الشعر الفلسطيني، رام الله، ط1، 2008م، ص11.
[30] رضوان؛ آمال عوّاد، وآخرون، مَحْمُود دَرْوِيش:صُورَةُ الشَّاعِرِ بِعُيُونٍ فلسْطِينِيَّةٍ خَضْرَاء، بيت الشعر الفلسطينيّ، رام الله، ط1، 2008م، ص6.
[31] مَحْمُود دَرْوِيش:صُورَةُ الشَّاعِرِ بِعُيُونٍ فلسْطِينِيَّةٍ خَضْرَاء، ص 73. راجع كذلك ديوان الكاتبة: رحلة إلى عنوان مفقود، صص:17-18.
[32] قراءةٌ شاركتُ بها الكاتبة آمال في ندوةٍ أدبيّة خاصّةٍ أقامَها الصّالونُ الثقافيُّ العربيّ في النّاصرةِ، عن الرّوائيِّ الرّاحلِ الطّيب صالح، وذلك يوم الاثنين الموافق 23-3-2009 ، حولَ سيرته الذاتية ومسيرتِهِ الأدبيّةِ وإنجازاتِهِ الإبداعيّةِ والرّوائيّةِ.
[33] رضوان؛ آمال عواد، "حصاة من هيكل ميشيل حدّاد الشّعريّ المقاوم": موسوعة أبحاث ودراسات في الأدب الفلسطيني الحديث-الأدب المحلي، إعداد وتحرير:د.ياسين كتاني، إصدار:مجمع القاسمي للغة العربية وآدابها؛ أكاديمية القاسمي؛ باقة الغربية، ط1، 2011م، صص:449-462.
[34] حصاة من هيكل ميشيل حدّاد الشّعريّ المقاوم، ص451.
[35] حصاة من هيكل ميشيل حدّاد الشّعريّ المقاوم، ص461.
[36] "حنا أبو حنا وردةٌ ناميةٌ بصمتٍ مجروحٍ قراءة في "تجرّعتُ سمّكَ حتى المناعة" :
موقع بيتنا، مقالات وآراء( 27/01/2009): http://www.bettna.com/articals2/showArticlen.ASP?aid=1169
[37] المرجع السابق.
[38] المرجع السابق.
[39] عُصْفُورَةُ النَّارْ ومُهْرَةُ الشِّعْرِ الأصِيلَة (مرجع سابق)، ص1.
[40] رحلة إلى عنوان مفقود، ص97.
[41] رحلة إلى عنوان مفقود، صص:57-56.
[42] رحلة إلى عنوان مفقود،ص 17.
[43] رحلة إلى عنوان مفقود، الصفحات:17، 18، 19، 20.
[44] بسمة لوزية تتوهج، ص57.
[45] بسمة، قصيدة "غيرة حبيبي"، صص62-63.
[46] بسمة، قصيدة "غيرة حبيبي"، ص65.
0 comments:
إرسال تعليق