المجد للشهيد الرضيع علي دوابشة/ سري القدوة

من روحك ننسج خيوط الامل والصمود والتحدي .. من عبقك الباقي فينا روحا وثورة تمتد لتتواصل رايات الانتصار وتكون فلسطين علي قدر تحمل المسؤولية الكفاحية والنضالية ..

مرة اخري يقوم المستوطنين بجرائمهم بحق شعبنا واطفالنا حيث يقومون بعربدتهم بمدن الضفة الغربية مستفيدين من حالة الانقسام الفلسطيني والوضع القائم وحالة التقاعس الدولي في محاكمة المستوطنين واصدار احكام بحقهم كمجرمي حرب ..
اليوم يرتكب المستوطنين جريمة جديدة من جرائم الارهاب في دوما قضاء نابلس حيث اقدموا الي حرق الرضيع علي دوابشة مما ادي الي استشهاده حرقا، وإصابة عدد من افراد عائلته بجروح بليغة، ليتم تسجيل جريمة جديدة ضد الانسانية والتي تضاف الي سجل جرائم المستوطنين حيث تمت بدعم وحماية من قوات الجيش الاسرائيلي التي دفعت بها حكومة الاحتلال لحماية إرهاب المستوطنين في الضفة الغربية.

ان الجريمة تاتي ضمن مسلسل التصعيد الممنهج من قبل الاحتلال الذي اعلنت حكومته المجرمة عن الشروع ببناء مزيد المواقع الاستيطانية ما يعني اننا امام توسيع للعدوان على ممتلكات المواطنين واستهداف الأماكن المقدسة.

إن إرهاب المستوطنين وجيش الاحتلال سيواجه بإرادة فلسطينية لا تقبل أبدا الاستسلام والخضوع وإن من يحرض على قتل أبناء شعبنا وتخريب ممتلكاتهم وحرق المنازل والمساجد والاعتداء عليها ويطلق العنان لعدوان المستوطنين عليه أن ينتظر الرد في أي لحظة .

اننا ندعو جماهير شعبنا لإعلان حالة المواجهة والغضب والتصدي لقوات الاحتلال والمستوطنين .

ان جماهيرنا ستقوم بدورها وواجبها المقدس في الدفاع عن الشعب والأرض ولن تسمح أبدا بالاستفراد باهلنا في الضفة الغربية والقدس أو اي مكان آخر ، فالمعركة واحدة والواجب واحد.

إن من يتحمل مسؤولية هذه الجريمة هي حكومة الاحتلال الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو الذي أعلن أمس عن تمسكه بالاستيطان والمستوطنين وحمايته لهم.

أن التحريض المتواصل ضد الشعب الفلسطيني وقيادته من قبل قادة المستوطنين وهم ذاتهم أقطاب في حكومة نتنياهو أدى إلى هذه النتيجة الكارثية صباح هذا اليوم.

أن المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومحكمة الجنايات الدولية أمام اختبار حقيقي، فإما الانحياز للحق والعدل وأخذ خطوات عملية لمحاسبة هؤلاء المجرمين القتلة والعمل على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، أو الانحياز للإرهاب والصمت على هذه الجرائم أو الاكتفاء بالإدانات اللفظية.

سري القدوة
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
www.alsbah.net

- السُّخْرُ النّبِيْلُ والسُّخْرُ الْمَشِيْنُ بَيْنَ التّعَقُّلِ والسَّخْطِ/ كريم مرزة الأسدي

السُّخْرِيَة ُوَالسُّخْرُ،إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ ..!!
الحلقة الثانية 

1 - تمهيد ساخر قليلاً :
لنكسر الروتين المعتاد ، وما تعوّده العباد  - العباد من العبودية ..!! - ، ونترك السخرية اصطلاحاً من بعد ، وإن تكلمنا عنها لغة من قبل  ، إذ لم أعطِ عهداً لأحد أن أسير كما يُراد له ، بل كما أريد أنا ، وأنا فقط  حسب اجتهادي الشخصي ،  وحريّة فكري ، كما علّمني وطني والزمان والإبداع المُهان من قبل السلطان والأعوان ، و المصان بقوة النفس والثقة بعبقرية الإنسان  !!،  ولا ولن  أضع حافري على حافرالآخرين كالحميرأو أضلّ سبيلا   ، لأن التقليد حماري ، والإبداع قراري !! ولمّا كان الإنسان فرضاً جمعا، وفكراً حرّا  نستلهم  تظرية التأثر والتأثير المعاصرة ، وما ينبعث عنها من تفاعلات ثقافية وفكرية وفنية ملهمة  ، أنا رائدها ، وأنا مبدعها  لِمَا أكتب أنا ، والعياذ بالله من أنا المصلحية الأنانية ، لا أنا الحرة الغيرية !!  ، ولو كره الحاقدون ، وسأخلف خلفي من ينبح  كالكلاب الضالة المضللة !!   ، وربما تسألني هل سمعت شيئاً ؟ أقول : كلاّ وألف كلاّ، ولكن موضوع السخرية جرني  لأرسم خطاً  لكلّ (أنا ) إبداعية كي لا تلتفت يميناً ويساراً ، فتضيع جهودها سدى ، ولا تفلح أبدا ، و خبرتي  ، وخبرة غيري تقول :
2 - مظفر النواب الساخر  يحشر نفسه غير ساخر هذه المرة :
سبحانك كل الأشياء رضيت سوى الذل 
وأن يوضع قلبي في قفص في بيت السلطان 
وقنعت يكون نصيبي في الدنيا.. كنصيب الطير 
ولكن سبحانك حتى الطير لها أوطان.. وتعود إليها 
وأنا ما زلت أطير.. فهذا الوطن الممتد من البحر إلى البحر 
سجون متلاصقة 
سجان يمسك سجان.... 
هذا كما تعلمون قول الشاعر العربي العراقي مظفر النواب ، وهو شاعر سخرية كبير -  كظاهرة دعبل الخزاعي من قبل وقبل ألف ومائتي عام  ، وسيشبعنا سخراً - ، ولكن  مظفرنا في هذا المقطع كان جاداً مجداً غير هازِئٍ ولا ساخر ولا هجّاء ، بل هذا هو الواقع العربي على حقيقته المؤلمة ، يحاول السجّانون الملعونون أن يسقّطوك حتى لو تعلقت بأستار الكعبة ، وهم من أين لهم أن يعرفوا الكعبة ؟ وهو لشهرته نال هيبته  وفرض نفسه على أولاد قراد الخيل ، بل بال عليهم ويسكر ، وبال عليهم ويسكر ...!! وأسخر منهم ويسخر ، وتسخر منهم وأسخر ...!! 
3 - الفوضى الخلّاقة ، وسنسخر منهم كما يسخرون ، والدنيا دول :
ثم أليس هذا عهد الفوضى الخلّاقة على ذمّة الغربيين ؟ !!   وهل حلال لهم ، وحرام علينا ؟!!  ، لا والله هذه قسمة ضيزى أو ط .... !! ، بيني وبين هذا الجيل المكهرب بالذل  أجيال محكمة على ضمائرها في الحكم تعتمد ، لا على العلاقات الشخصية ، والجاه والوجهيات ، والدهاليز والواجهات ،وإنني بالمرصاد ، والله من وراء القصد والضاد ، لإن الكاتب والشاعر نفعه وفخره ونتاجه ليس  ملك نفسه ، وإنما ملك الشعب والوطن والأمة ، فالنيل منه ، وانتقاص قدره ، ولملمة هفواته ، نيل من الأمة وانتقاص لها ، وازدراء بعبقريتها ،ونحن على عكس الغربيين والأمم المتحضرة الراقية  الأخرى  التي تجهد نفسها تماماً  لإيجاد التبريرات لسد ثغرات النقص والهفوات  لدى عباقرتهم وافذاذهم ، وهذا ما ذهب إليه العقاد والمازني وأحمد أمين والوردي والجواهري ... وليس من جيبي المفلس ، أو فكري المخلص ،  ولكن الشفيع هذا العصر الوضيع ، الذي يشيب به رأس الرضيع !!   ومَن يبالي بهذه الترهات ، والدنيا إلى زوال ، وكل ما فوق التراب تراب ؟!! أنا لا أبالي جزماً ، وإنما أدوّن للتاريخ  ، وقد قال المتنبي من قبل أكثر من ألف عام ٍ :
ومراد النفوس أصغر من أن *** نتعادى فيه وأن نتفانى
غير أن الفتى يلاقي المنايا *** كالحاتٍ ولا يلاقي الهوانا
لو أن الحيــــــاة تبقى لحيٍّ **** لعددنا أضلّـــنا الشجعانا
4 - الجواهري يسخر من د. إدريس قليلاً ، وهو شاعر غير ساخر : 
تذكرت الآن الجواهري مرّة ثانية ، فأعيد ما كتبت ، وإعادة النّص تسمى بالأدب العربي بظاهرة التعويض أو التكرار بإصرار  ، ولا أريد التحليل وذكر الأسباب !! ، المهم عند عودته من منفاه القسري البراغي إلى العراق عام 1968م ، تحرش به ، وبعبقريته بعض المحسوبين على النقد والأدب ، فعلقوا لافتة في حضرته تشير إلى تخلف الشعر العمودي وشيوخه وكهوله ، ومن بين هؤلاء الدكتور سهيل أدريس ، فعند انعقاد مؤتمر الأدباء العرب الأول ، وفي مهرجان الشعر ، فاجأ الجميع بملحمته الدالية الشهيرة ( يا ابن الفراتين) ( 170 بيتاً) ، ومنها المقطع الآتي الذي أشار به  إلى صديقه السهيل  المزعوم !! 
وصاحبٍ لي لم أبخَسْهُ موهِبةً **** وإنْ مشَتْ بعتابٍ بيننا بُرُد
نفَى عن الشعرِ أشياخاً وأكهِلة **يُزجى بذاك يراعاً حبرُه الحَردُ
كأنما هو في تصنيفهم حكمٌ ***** وقولُه الفصلُ ميثاقٌ ومُستَنَد
وما أراد ســــوى شيخٍ بمُفردِه ****  لكنَّهُ خـافَ منه حين يَنفرد
بيني وبينَك أجيالٌ مُحَكَّمَـةٌ ******على ضمائرها في الحكم يُعتَمدُ
 لا تنسَ بحثي سخرية ، و(المزعوم) سخرية من السهولة ، لا من سهيل  !! و ، وشاهدي عجز البيت الرابع ( لكنه خاف منه حين ينفردُ) سخرية من الجواهري  مقصودة  ، وهو معلم بهذه الغمزات ، فأثار الضحكات والهمهمات  ، و الرجل الجوهر  ما أراد سوى  الحرية الانفرادية إبان لحظات الإلهام  بعد أن ينسى الإساءات التي يمسحها العبقري سلوكياً ( قضية الفوات)، ويخطّها فنياً وشعرياً ، لا حقداً ، ولا سخطاً ، ولا هم يحزنون ، ومسيرة الإبداع والإلهام سائرة ، ونحن سائرون !!
5 - المتنبي يسخر من كافور قليلاً ، ويهجوه ثقيلاً ، وهو شاعر غير ساخر  ، ولكن موضوع السخرية يلزمنا بالاستطراد لمنزلة المتنبي الأدبية : 
والحديث شجون والجواهري يذكرتي بالمتنبي العظيم وهو يبطن السخر من كافورالأخشيدي ،  وبالرغم من علمه اليقين  أن هذا الرجل الأسود المشفر البدين  كان أديبا عالما ذكياً فطناً بدهاء   . . . ، ويؤسفني أن أقول : إن المتنبي كان عنصرياً حتى النخاع ، وقد كبتَ هذه الخصلة المذمومة في نفسه حتى أتيح لها أن تنفجر بعد مغادرته مصر في ليلة عيد الأضحى المبارك سنة 348 هـ / 959 م، إذ هجا كافوره بهجاء قاسٍ مرير في قصيدته  الشهيره  ( عيدٌ بأيّة حالٍ عدتَ ياعيدُ ) ، ومنها الأبيات الآتية :  
لا تشتري العبد  إلا والعصا  معه *** إن  العبيد لأنجاسٌ  مناكيدُ
لا يقبض الموت نفساً من نفوسهم *** إلا وفي يده من نتنها عودُ
من علّم  الأسود المخصي مكرمةً ** أقومه البيض أم آباؤه السودُ
أم  أذنه  في  يد  النخاس داميةً *** أم قدره وهو بالفلسين مردودُ
 ما كان له أن يقولها ، بل  يجب أنْ لا تختمر في خوالج نفسه ، أوضمير وجدانه ، لا تذكر لي عن عصره شيئاً ، أوتنسب الإساءة إلى الزمان - كما تعوّدنا أن نجد الأعذار لمن نعشقهم من الرجال الأفذاذ - لأن الرسول الكريم قد أوصانا من قبله بثلاثة قرون ونصف ، الناس سواسية كأسنان المشط ، وكلكم لآدم وآدم من تراب ، ولا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى ، لا أجد من الأعذار ما يشفع لي وله أن نغض الطرف ، والعلم والحق لا يعرفان المجاملة  ، ولو أنه رائدي الأول في الشعر العربي !!
والحق عندما غادر المتنبي  بلاط سيف الدولة في حلب وتوّجه إلى كافور مصر  ، مكره أخاك لا بطل - أخاك في محل رفع على لغة القصر ، والضمة مقدرة على الألف - ، أول قصيدة قابل فيها هذا الكافور ، مطلعها يقول :
كفى بك داء أن ترى الموت شافيا ***  وحسب المنايا أن يكن أمانيا
 ما هذا !! هل هو يسخر من هذا العبد السيد على مصر ودمشق معها ؟ أم ماذا ؟!!  عجيب!!جعل كافوراً كأنه  الموت الشافي والمنايا التي تتمنى ، لماذا قدم إليه ، بل و يطلب ولاية منه ، وعلى العراقين :
وغير كثير أن يزورك راجل *** فيرجع ملكاً للعراقين واليا 
إلى أين أريد أن أصل ؟ نعم على أغلب ظني أن القصيدة التي مدح المتنبي فيها كافور الأخشيدي إثر مقتل شبيب العقيلي على يد امرأة كانت قصيدة سخر ، لا مدح ،، وإليك مطلعها وبعض أبياتها ونعقب : 
عَدُوُّكَ مَذْمُومٌ بِكُلّ لِسَانِ **** وَلَوْ كانَ مِنْ أعدائِكَ القَمَرَانِ
وَلله سِرٌّ في عُلاكَ وَإنّمَا *** كَلامُ العِدَى ضَرْبٌ منَ الهَذَيَانِ
أتَلْتَمِسُ الأعداءُ بَعدَ الذي رَأتْ ** قِيَامَ دَليلٍ أوْ وُضُوحَ بَيَانِ
رَأتْ كلَّ مَنْ يَنْوِي لكَ الغدرَ يُبتلى**بغَدْرِ حَيَاةٍ أوْ بغَدْرِ زَمَانِ
قَضَى الله يا كافُورُ أنّكَ أوّلٌ ***وَلَيسَ بقَاضٍ أنْ يُرَى لكَ ثَانِ
هذا المتنبي كم تخيل من الأعداء لهذا الرجل الحاكم حتى وصل إلى الشمس والقمر ليدعوهما للتفرج عليه ؟!! ، وعلى ما يبدو لي لم يأتِ القمران عبثاً ، وإنما جاءا ليسخرا من هذا الأسود المكلل بالتاج الملكي ، وهنا زاد المتنبي سخريته  بوجودهما، إذ بلغ القمة بقوله (ولله سرٌّ في  علاك ) !!  
عجيب غريب  سر المتنبي ، وسر هذا المخلوق ، أليس كافور كبقية أبناء البشرقد يصل إلى  العرش ، مثله مثل سواه ، والاحتمالات الأقدارية قد تصيب أي فرد إنساني لتعلّيه أو تدنيه ، ثم ماذا هل كان كافور عاجزاً تمام العجز لينتظر أن يغدر الزمان أو تغدر الحياة بأعدائه ، وأحيراً أفرده وحده من بين كل البشر ، إذ لم يجعل كمثله إنساناً !! بالرغم من أن الواحدي في شرحه لديوان المتنبي  يقول عن البيت الأخير الذي نقلناه  : " هذا من اجود ما مدح به ملك يقول قضى الله أنك أول في المكارم والمعالي ولم يسبقك أحد إلى ما سبقت إليه ولم يقض أن يلحقك أحد أو يكون لك مثل فيصير ثانيك . " ( 14)
6 - قصة القصيدة الساخرة وحججنا على المتنبي :
 عندما خرج شبيب العقيلي - وكان والياً على معرّة النعمان - مع عشرة آلاف رجل وحاصر دمشق ، وفي غفلة من الزمن ،  ألقت امرأة رحى على رأس هذا الشبيب ، فمات من ساعته وفرّ رجاله ،وانهزموا بهلاكه ، ما كانت قصيدة مدح ، وإنما  قصيدة سخرية ، ودليلي وحجتي 
أ - منذ ( كفى بك داء أن ترى الموت شافيا ) حتى  ( أم قدره وهو بالفلسين مردودُ ) ،تكاد أبياته وقصائده في كافور تقنعني أن الرجل لا يحمل الود والاحترام له ، وينظر إليه نظرة استعلائية عنصرية من حيث لون البشرة والعرق ، رغم أن الرجل حاكم كبير داهية ذكي فطن أديب ...!! بينما علاقته وتصرفاته وقصائده في حق سيف الدولة تختلف كلياً ، وشبه الشيء منجذب إليه !!!
ب - ما كانت هذه الحادثة العابرة التي قتل فيها شبيب على يد امرأة تستوجب المدح ، وما كان كافور صغيراً غافلاً مضحكاً لمثل المتنبي ، فتعبر عليه مثل هذه الآلاعيب ، وربما كان المتنبي قاصداً السخر منه لغاية في نفس يعقوب مع كل تراكمات وبواطن اللاشعور .
ج - ومن بواطن اللاشعور أبياته الثلاثة في صباه :
أيَّ مَحَلٍّ أرْتَقي *****  أيَّ عَظيمٍ أتّقي
وَكُلّ مَا قَدْ خَلَقَ اللّـ **ـهُ وَما لَمْ يُخْلَقِ
مُحْتَقَرٌ في هِمّتي ** كَشَعْرَةٍ في مَفْرِقي
د -  ثم هل تريدني أن أقصّ عليك قصته مع أبي علي محمد بن الحسن الحاتمي (ت 388 هـ)  ، وما كتبه عنه في  (رسالته الموضحة في ذكر سرقات المتنبي و ساقط شعره ) ، أنقل إليك هذا المقطع من مقدمته : " فجلست مستوفزاً وجلس متحفراً، وأعرض عني لاهياً وأعرضت عنه ساهياً. أرنُب نفسي في قصده، وأسخف رأيها في تكلف ملاقاته. فغبر هنيهة ثانياً عطفه لا يعيرني طرفه، وأقبل على تلك الزًعنفة التي بين يديه، وكل يومئ إليه ويوحي بطرفه، ويشير إلى مكاني بيده، يوقظه من سنة جهله، ويأبى إلا ازوراراً ونفاراً، وعتواً واستكباراً. ثم رأى أن يثني جانبه إلي، ويقبل بعض الإقبال علي فأقسمت بالوفاء فإنه من محاسن القسم إنه لم يزد أن قال: أي شيْءٍ خبرك؟ فقلت: بخبرٍ أنا، لولا ما جنيته على نفسي من قصدك، ووسمت به قدري من ميسم الذل بزيارتك، وجشمته رأيي من السعي إلى مثلك، ممن لم تهذبه تجربة، ولا أدبته بصيرة. ثم تحدرت عليه تحدر السيل إلى قرارة الوادي وقلت: ابن لي مم تيهك، وعجبك وكبرياؤك، وما الذي يوجب ما أنت عليه من الذهاب بنفسك، والرمي بمهمتك إلى حيث يقصر عنه باعك، ولا تطول إليه ذراعك؟ هل هاهنا نسب انتسب إلى المجد به، أو شرف علقت بأذياله، أو سلطان تسلطت بعزه، أو علم تقع الإشارة إليك به؟ إنك لو قدرت نفسك بقدرها، أو وزنتها بميزانها، ولم يذهب بك التيه مذهبا، لما عدوت أن تكون شاعراً متكسباً. فامتقع لونه، وعصب ريقه، وجعل يلين في الاعتذار " (15) 
هـ  - والشعر يكشف النوايا والاسرار والخفايا ،و لو تلبس بألف لباس ، وتستر بألف حجاب ، وما نحن بغافلين ، وما كان كافور بغافل ولا ساذج  - كما ذكرنا سالفاً ، لذلك حاصر المتنبي  ، وأذاقه المر المرير بحجره ، وتتبع أنفاس أنفاسه بنفسه حتى هرب في ليلة ليلاء من مصر غير مصدق بالفرار والنجاة !!
و -  معاصره أبو الفتح عثمان بن جني المشهور بـابن جني (322 - 392 هـ)  ، مفسر ديوانه ، وممن رثاه بقصيدة ، يقول عن بيت مطلع قصيدة المتنبي في مدح كافوره المذكورة : " هذا المدح قد ينقلب هجاء يقول أنت ساقط ومن يضاهيك مثلك ولو كان شمسا أو قمرا لذممناه . " (16)            
 فذلكة الأقوال ما كان الرجل الشاعر يحمل مشاعر الود والحب والاحترام للرجل الحاكم الأسود المشفر البطين ، بل كان يضمر له الكراهية والسخرية والازدراء ، سيان عن دراية عقله الظاهر ، أم من خفايا عقله الباطن ، والأصح الصحيح حصيلة نتاج أفعاله وما يبوح من أقواله من تمازج وتتفاعل العقلين ، وما تخبأه (الهو) من رسائل وراثية تؤثر على المظاهر السلوكية أقوالاً وأفعالاً .....!!      
 سامح الله  شاعرنا العظيم على هذا المدح الساخر ، وهل كان الرجل بحاجة إلى مديح على معركة وهمية ، لم تحدث أساساً ، وتدخلت الأقدار لتحسمها على يد امرأة تطيح رأس بطلها ؟!! جزماً أنا لست ضد السخرية من الحكّام ، أو من يرتدي رداءهم ، ويمثل الحق العام دون عدل ،أو وجه حق ، ولكن ضد السخرية أوالهجاء أوالمدح لأيٍّ كان ، وممن كان بسبب اللون أو العرق أو الجنس أو العمر أو اللسان ، ولكلّ منّا هيئة وبيان وزمان ، فبأي آلاء ربكما تكذبان ، والإنسان هو الإنسان ، لم يبق لنا إلا أن نطيح برأس قلمنا النعسان ونستريح ونريح ، ولله في خلقِ شعرائه شؤون ، ومن شأنهم الشموخ والزهو  والكبرياء ، فلابد من العقل للآستواء  ، ولنا شأنٌ وسخر ساحق في وقت لاحق ...شكراً .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(14) شرح ديوان المتنبي : الواحدي - 1 / 335 - الموسوعة الشاملة .
     ( 15) الرسالة الموضحة في ذكر سرقات المتنبي و ساقط شعره : الحاتمي - 1 / 6 - الوراق - الموسوعة الشاملة 
(  16) شبكة الفصيح :المنتدى قِسْمُ عُلُومِ اللُّغة العَرَبِيّة مُنْتَديات الأَدَبِ العَرَبِيّ الأَدَب ( المديـــح المــُـرّ) 
1428/3/17 هـ

بهية أبو حمد وجه مشعّ للانتشار اللبناني/ أسعد الخوري

الدكتورة بهية أبو حمد اسم يرتبط بالعمل الجاد والمثابر من اجل مصلحة لبنان والانتشار اللبناني في استراليا. زارت لبنان مؤخرًا، كانت شعلة من ذكاء ونشاط وحركة دائمة. لقاءات واتصالات ومحاضرات طرحت خلالها أفكارًا كبيرة وعظيمة تهدف الى ربط الانتشار اللبناني بالوطن الصغير لبنان. في الثقافة، في الشعر، في السياسة، في الارتباط بالوطن الأم. كلها أهداف عملت الصديقة الكبيرة بهية أبو حمد من اجل تعزيزها وبلورتها ووضعها في إطارها الصحيح والمفيد والعملي.

همّها الأكبر لبنان والانتشار اللبناني العظيم والمؤثر والفاعل. هي تريد انتشارًا لبنانيًا حيويًّا، لا مجرد أسماء وأرقام وأوهام. تعمل لتحويل طاقات المنتشرين الكبيرة الى أفعال على أرض الواقع. وقد نجحت في تفعيل أمور عديدة ومفيدة، وربما لم تنجح في أمور أخرى بسبب الروتين الإداري في لبنان، وربما بسبب لا مبالاة مسؤولين لبنانيين، وعدم تقديرهم لأهمية وعظمة ودور الانتشار اللبناني في كل أنحاء العالم.
التقت الدكتورة أبو حمد سياسيين ومسؤولين من كل الأطياف السياسية. لم تفرّق بين حزب وآخر وبين طائفة وأخرى. التقت عديدين من المؤثرين في سياسة لبنان واقتصاده وثقافته وإعلامه. كانت دائمًا، في كل هذه اللقاءات، حريصة على إعطاء صورة زاهية ومشرقة للانتشار اللبناني. وَسَعَتْ دائمًا الى شرح أهمية التواصل بين لبنان المقيم ولبنان المنتشر، لأن ذلك من مصلحة لبنان اولاً، الذي يقوى ويستمر ويزداد منعة وصلابة بدعم من أبنائه المنتشرين في العالم والمؤثرين في القرارات الدولية.

حاضرت الدكتورة بهية في نقابة المحامين في طرابلس حول قضايا وأمور قانونية هامة، خاصة ما يتعلق بالقانون الدولي. ضجّت نقابة المحامين بطروحات أبو حمد المتقدمة، وأثنى زملاؤها المون على سعة معرفتها وإطلاعها، وأعطت صورة مشرقة عن اللبنانيات المتفوقات في الخارج اللواتي يساهمن في صنع "التفوق اللبناني" في العالم.


الدكتورة أبو حمد وجه لبناني رائع يشعّ في الخارج. هي مثال للمنتشرين اللبنانيين الذين ما زالوا يعملون ويضحّون من أجل الوطن الصغير، رغم إهمال بعض مسؤوليه لقضايا الانتشار اللبناني.
**
وبعد قراءته لهذا المقال ارسل الشاعر عصام ملكي هذه القصيدة:
الست البهيه والمحاميه
خلقه بهيه ومعرفه هيي
هم الوحيد العندها الانسان
ما يصير رطل مواقفو وقيّه
فيها اخد جنسيتو الايمان
وفصول همتها ربيعيه
بدها الشعر يبقى عظيم الشان
وبدها تا يبقى الجهد يوميه
وبدها الكفر ما يهاجم الوجدان
ونعطي الصلا وقت واهميه
ومنحب يبقى صوتها بلبنان
مسموع والكلمات غنيّه
للشعر هيي قافيه واوزان
وتا اقعد على السكت ما فيي
الست البهيه زينة النسوان
متل الأبانا والذي منقول
يا ريت عنّا متلها ميّه
**


تقليصات الأونروا.. إنتهاك لحقوق الإنسان/ علي هويدي

آخر ما كان يفكر فيه المرء بأن يكون تقليص خدمات منظمة من المنظمات التي أسستها الأمم المتحدة يشكل انتهاكاً للإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي أطلقته الأمم المتحدة بمواده الثلاثين في 10/12/1948، وأن يكون الإنتهاك على مرآى ومسمع الدول التي نفسها تبنت المصطلحات السحرية كالديموقراطية والمشاركة وحرية الرأي والتعبير والمساواة واحترام كرامة الإنسان وعدم التمييز بين جميع أبناء البشر بغض النظر عن اللون أو الجنس أو المعتقد..!   

قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 302 والذي وافق عليه 51 دولة هو من أسس وكالة "الأونروا" في 8/12/1949، وتلك الدول الـ 51 نفسها هي التي وبعد ثلاثة سنوات من العمل المضني إثر إنتهاء الحرب العالمية الثانية، صاغت وتبنت الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، أصبح عددها في الوقت الحالي 193 دولة، أي أن من وقَّع على الإعلان العالمي للعام 1948 قد تبنى عملياً مضامين تأسيس الوكالة السياسية والإنسانية وهو الأمر الذي لم يتحقق لا سيما على المستوى السياسي الذي بدأ مع الفقرة الثانية من المادة 13 للإعلان التي تشير إلى أن " يحق لكل فرد أن يغادر أية بلاد بما في ذلك بلده كما يحق له العودة إليه"، ولا تزال هذه المادة معلقة أمام السماح للاجئ الفلسطيني بالعودة إلى بلده بعد 67 سنة من النكبة أمام تعنت صهيوني وتواطؤ دولي، على الرغم من أن قرار تأسيس الوكالة يستند الديباجة والفقرة الخامسة وكذلك الفقرة عشرين منه على القرار الأممي الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194 لتاريخ 11/12/1948 الذي يؤكد على المادة 13 وكذلك على الحق في التعويض واستعادة الممتلكات..!

خلال أكثر من ستة عقود تعرضت وكالة "الأونروا" لأكثر من انتكاسة مالية نتيجة عدم إيفاء الدول المانحة بالتزاماتها وأدى ذلك إلى تقليص في الخدمات يعاني منه اللاجئ الفلسطيني سواء على مستوى الإستشفاء أو التعليم أو الإغاثة.. لكن لم تصل يوماً إلى حد التهديد بوقف برنامج من برامجها بشكل نهائي إن لم تغطي الدول المانحة العجز المالي والتعهد باستمرار تقديم الخدمات ونتحدث هنا عن برنامج التعليم، وكذلك التهديد بوقف البرنامج الصحي الذي أعلن عنه صراحة سامي مشعشع الناطق الرسمي باسم "الأونروا" بتاريخ 26/7/2015، بأن الوكالة لديها من الأموال ما يكفي للبرنامج الصحي حتى نهاية العام 2015، أي بمعنى آخر، إن لم يتم توفير الاموال المطلوبة للبرنامج الصحي هو الآخر مهدد بالتوقف. هذه الحالة الخطيرة والإستثنائية بدأت مع المؤتمر الصحفي الذي عقده المفوض العام للوكالة بيير كرينبول في 14/5/2015 وأعلن فيه عن حالة من التقشف الحاد ستواجه الوكالة نتيجة العجز في الموازنة..!

توقف برنامج التعليم والصحة يعتبر إنتهاكاً صارخاً للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، تشير المادة 25 من الإعلان إلى أن "لكل شخص الحق في مستوى من المعيشة للحفاظ على الصحة والرفاهية له ولأسرته ويتضمن ذلك التغذية والملبس والمسكن والعناية الطبية وكذلك الخدمات الإجتماعية اللازمة.." كما تشير المادة 26 من الإعلان إلى أن "لكل شخص الحق في التعليم ويجب أن يكون التعليم في مراحله الأولى والأساسية على الأقل بالمجان وأن يكون التعليم الأولي إلزامياً وينبغي أن يعمم التعليم الفني والمهني.."..!

توقف برنامج التعليم فيما لو اتخذت "الأونروا" قرارها الرسمي بذلك، والتمهيد سيكون في النصف الأول من شهر آب/أوغسطس القادم..، يعني حرمان 479.519 طالب وطالبة في المرحلة الإبتدائية والإعدادية والثانوية من الحق في التعليم بالإضافة إلى الآلاف من طلاب مراكز التدريب المهني، وتوقف 22.646 موظف عن العمل، وإقفال حوالي 700 مدرسة وتسعة مراكز تدريب مهني..، يعني شطب 55% من الميزانية العامة للوكالة..!

إذا عجزت الدول المانحة عن الإيفاء بالتزاماتها المالية لسبب أو لآخر، واجب على الأمم المتحدة وحرصاً منها على الأسس والمبادئ التي انطلقت لأجلها، أن تبادر لتغطية العجز المطلوب من صندوقها المركزي، وأن تسارع لإنقاذ سمعتها أو ما تبقى من سمعتها بسبب "تغليبها المصالح السياسية على حساب مصالح قِيَم العدالة الدولية ومبادئ حقوق الإنسان"..!

*كاتب وباحث في الشأن الفلسطيني
بيروت في 29/7/2015

يمكن تقدر/ محمد محمد علي جنيدي

يمكن تقدر تظلم
يمكن تقدر تقهر
يمكن تقدر تقتل
يمكن تعمل أكتر!
طب مسألتش نفسك
ليه مش عارف استغفر!
ليه مش قادر أغفل
واخضع لله واصبر
لو تصدق مع ربك
ربك قادر يغفر
صدقك هوه طريقك
لو توصله هتقدر
 - مصر
m_mohamed_genedy@yahoo.com

خفايا الموقف التركي من داعش/ جــودت هوشـيار

هل العملية الأرهابية ، التي وقعت في مدينة برسوس الكردية مؤخراً ، يمكن أن تضع حداً للتفاهم  الضمني بين تركيا وتنظيم الدولة الإسلامية ( داعش ) ؟ أم أن جهات أخرى داخل تركيا لها ضلع في العملية . على المراقب أن يكون حذراً ، لأن الوضع في تركيا يكتنفه الغموض في ظل حكومة أوغلو الحالية القلقة  . وليس مستبعداً أن تكون عملية برسوس في مصلحة بعض مؤسسات الدولة التركية  ، خاصة تلك التي تعارض الحل السلمي للقضية الكردية .
السلطة تتفادى المواجهة المباشرة مع قوى الأسلام السياسي الراديكالي داخل تركيا  ، فبعد مرور شهر واحد على العملية الأرهابية المزدوجة في دياربكر ، التي ذهب ضحيتها (5) شهداء وإصابة أكثر من (100) آخرين بجروح ، قام ناشط داعشي علانية بألقاء خطاب ناري في جمهرة من المتشددين في ضواحي استانبول . وبعد عملية برسوس طاردت مجموعة دينية راديكالية جموع المتظاهرين الكرد في شوارع المدينة مع صيحات ( الله أكبر) وبمباركة رجال الأمن.

الجيش التركي يعارض التدخل العسكري في سوريا، لأن من شأن مثل هذا التدخل أن يؤدي الى  تأجيج النزاعات الداخلية ،على نحو  يصعب السيطرة عليها . والحقيقة أن الدولة التركية – على حد وصف أحد الباحثين الفرنسيين – عملاق واقف على ساقين من الطين .، والسلطة تحاول إخفاء ذلك بكل الوسائل .

الغرب يعرف القنوات السرية والعلنية للعلاقة بين تركيا وداعش ، ولكنه لا يريد أن يصدق إن دولة عضو في حلف الناتو تمارس لعبة مزدوجة ضد الغرب . فثمة  قنوات للأتصال والتعاون بين الأسلاميين الراديكاليين الأتراك  وبين داعش ، يتم عن طريقها ، تقديم المال والتجهيزات الطبية لدولة الخلافة المزعومة وتجنيد المتطوعين للأنضمام الى صفوفها. إضافة الى ما هو معروف عن تسلل الجهاديين عبر تركيا الى سوريا ، ومعالجة جرحى داعش في المشافي التركية . وتقوم السلطات التركية بين حين وآخر ، من أجل ذر الرماد في العيون ، بإعلان القبض على بعض الأشخاص الذين حاولوا عبور الحدود الى سوريا . ولا ينبغي تجاهل دور الأجهزة الخاصة التي لها اليد الطولي في تجارة النفط  السوري الذي يستخرجه داعش بطرق بدائية .

حكومة حزب العدالة والتنمية الحاكم تدعم المجموعات الجهادية التي تحارب النظام السوري .وتحتضن علناً عدداً كبيراً من الجهاديين المطلوبين للعدالة وتمتنع عن تسليمهم الى الشرطة الدولية ( الأنتربول ) . ومع أن موقع ويكيليكس قد نشر قبل فترة وثائق تشيرالى قنوات التعاون التركي مع داعش ، ولكن البعض يحاول التقليل من شأن هذه الوثائق . وهنا يبرز تساؤل منطقي ، اذا كانت ثمة تعاون بين تركيا و ( داعش ) ، فما الهدف منه !. وهل داعش حليف مفيد لتركيا ، في التعاطي مع القضية الكردية ؟
سياسة الحزب الحاكم الأٌقليمية  تتسم بالغرور كدولة كولونيالية سابقة في الشرق الاوسط ، ويرى الحزب ان ما من أحد يمكن ان يشكك في الدور القيادي لتركيا في المنطقة  ، وان على تركيا توجيه الحركات والجماعات الأسلامية العربية بما يخدم المصالح التركية . وهذا الوهم أدى الى خطأ ستراتيجي فادح . وهو غض النظرعن الخلايا النائمة لداعش في تركيا  وعن كل ما يقوم به هذا التنظيم المتطرف من فظائع وتحريضه لمحاربة الكرد في سوريا.
 الانتصارات الباهرة ، التي حققها المقاتلون الكرد على تنظيم داعش في الآونة الأخيرة وجهت ضربة الى ىسياسة الحزب الحاكم الذي يعتبر إقامة أي كيان كوردي في سوريا تهديدأً لأمن تركيا. وهذا ما صرح به أردوغان مراراً ، في حين أنه يتحاشى إنتقاد داعش لأعتبارات داخلية واقليمية ويتجاهل الخطر الحقيقي الذي يشكله على أمن المنطقة والعالم .
العملية الأرهابية في برسوس اثبتت فشل ستراتيجية المصالحة مع داعش . وكما قال تشرتشل : " صانع السلام الزائف هو من يطعم التمساح على أمل أن يكون آخر من يفترسه ( التمساح ) ".
وفي غياب أي ضغط دولي قوي على تركيا ، فأن الأخيرة ستواصل التعاون مع داعش من أجل إبعاد خطره عن تركيا ولو الى حين  . . وترى السلطات التركية ان أي ستراتيجية أخرى في الوقت الراهن لن تكون سوى دواءً أسوأ من المرض.

علينا ان نخرج من ثقافة داعش الدموية الى رحاب ثقافتنا الانسانية/ فؤاد شريدي

    ليس كل من يحمل بندقية .. او رشاشا او مدفعا او صاروخا وحده يقتل  .. بل الذي يحمل قلما هو ايضا يقتل  .. وربما صار هو الاخطر .. لان كلماته لم تعد حبرا على ورق .. انما تحولت الى مخلوقات عجيبة .. وهجمت علينا كاسراب الجراد  .. لتستبيح دمنا وماءنا وخبزنا ولكي تجعل حياتنا جحيما لا يطاق  .. 

   لماذا لا نقر ونعترف بان الحقيقة المرة  هي افضل الف مرة من الوهم المريح  ..؟ 
لماذا لا نقر ونعترف بانه من حبر تلك الاقلام المشبوهة الصفراء.. ومن ابجدية هذه الاقلام ولد تنظيم داعش ؟؟؟ وجبهة النصرة وتوابعها .. ولدت هذه المجموعات الارهابية التي تختلف بمسمياتها  .. وتتشابه باجرامها ودمويتها  .. 
  
  لماذا نتذاكى ونقول بان داعش وجبهة النصرة وملحقاتهما صناعة اميركية .. ان هذه العصابات الارهابية .. لم تسقطهم  اميركا علينا من مكوك فضائي .. جميعهم نشأوا وترعرعوا بيننا ورضعوا من حليب ثقافتنا .. لماذا لا نعترف باننا ننتمي الى تاريخ تلوثت صفحاته بالدم .. ومن رحم هذا التاريخ ولدت هذه المخلوقات العجيبة التي ليس دين وليس لها ضمير ؟؟؟

      هذه المجموعات الارهابية .. ترعرعت وتناسلت كالبعوض .. والبعوض لا يتناسل ولا يترعرع الا في المستنقعات  الآسنة.. 

   لماذا لا نعترف بان ثقافتنا التربوية لم تكن محصنة وأوهى من بيت العنكبوت  فسمحنا في غفلة منا لداعش  والنصرة  وملحقاتهما  لاختراقها لتعيدنا الى زمن الجاهلية الاولى .. الى ثقافة الذبح  والنحر والدم  ؟؟؟ 

   لقد جاء الاسلام ليخرج العرب من ثقافة قطع الرؤوس ونحر البطون ووأد البنات وهن أحياء الى ثقافة الرحمة والعدل  والسلام .

  لماذا لا نعترف بان حرب الردة التي خاضها الخليفة ابو بكر الصديق ضد الذين ارتدوا عن الاسلام.. ظلت جمرا تحت الرماد .. ومن هذا الرماد خرج علينا داعش وباقي العصابات الارهابية ؟؟؟  

   لماذا لا نعترف باننا سمحنا لهذا الارهاب ان يأخذ ديننا رهينة  وسمحنا لمنابر الفتنة لان توفر البيئة الحاضنة  له ويقولون لنا  انها صحوة دينية  وانه جهاد .. فأي دين يشرعن الذبح والقتل والدمار ؟؟؟ 

   لماذا لا نعترف بان بعض الاعلام العربي منحاز لداعش .. وهذا البعض لا يرى الصواريخ الفتاكة  والاسلحة المتطورة الاميركية والاسرائيلية الصنع التي يدمر بها الدواعش المدن والقرى السورية.. ويستبيحون دم اهلنا في سوريا ؟؟؟ 

   بعض الاعلام العربي يرى فقط  البراميل المتفجرة التي يرد بها الجيش السوري على هذه العصابات الارهابية .. 

   فهل حلال على داعش ان يقصف بالصواريخ والمدافع الثقيلة الشعب السوري وجيشه.. وحرام على هذا الجيش  ان يرد مطبقا  شرع الله العين بالعين والسن بالسن  والبادي اظلم .. 

    الحرب على سوريا تدخل عامها الخامس .. وسوريا ما زالت صامدة .. وجيشها ما زال صامدا ومتماسكا  ... ورئيسها مصمم ان لا ينحني ولا يركع  .. ومصمم ان يقود سفينة الى بر الامان .. ويرفض ان يقفز منها لينجو بنفسه من الغرق .. 

   الارهاب فشل في حسم المعركة لصالحه.. وهذا ما سيرغم الولايات المتحدة الاميركية  على ان تعيد حساباتها  كما اعادت حساباتها مع ايران  .. وتتخلى عن هذا الوحش الداعشي الذي اصبح عبأ يعرض امنها ومصالحها للخطر .. واصبحت اميركا ومعها الغرب يتحدثون عن تهاية للحرب في كل من سوريا واليمن 

   ومهما حصل علينا ان ندرك ان بندقية المقاومة  يجب ان تظل مشرعة .. لان العدل لا يستوي  ولا يتحقق الا باسترجاع حقنتا في فلسطين  ..، وكل شبر محتل من ارضنا .. وعلينا ان نقتلع داعش من جذوره .. لنخرج من ثقافته الدموية  الى رحاب ثقافتنا الانسانية 
سدني ـ استراليا          

اسرائيل تحترق بلهيب تموز مرة أخرى/ راسم عبيدات

تموز/2006،قررت "اسرائيل" تغيير قواعد اللعبة في الجنوب اللبناني،وإنهاء وجود المقاومة وحزب الله،وإبعاد خطرها لسنوات طويلة عن شمال فلسطين،وأمريكا وقوى الإستعمار الغربي ومعها جوقة المطبلين والمنهارين العرب من مشيخات النفط والكاز الخليجية وعدد آخر من أنظمة النظام الرسمي العربي،أعطوا الضوء الأخضر لذلك....معتقدين ومتوهمين بأن القضاء على حزب الله سيدق مسماراً آخر في نعش النظام السوري وسيخضع ايران،وسيخلق شرق أوسط جديد خالي من قوى المقاومة،قيادات عربية "كرتونية" تأتمر بأمر "اسرائيل"،هيمنة وسيطرة أمريكية مطلقة على المنطقة....ولكن لم يتم استولاد الشرق الأوسط الجديد الذي بشرت فيه "كونداليزا رايس" وزير الخارجية الأمريكية أنذاك،ومنيت "اسرائيل" بهزيمة نكراء بعد ثلاثة وثلاثين يوماً من القتال الضروس مع المقاومة اللبنانية،في مقدمتها حزب الله اللبناني،في وقت كانت تعتقد فيه "اسرائيل" ومعها حلف العدوان الأمريكي والغربي والعربي،بأن المعركة ستحسم خلال عشرة أيام على الأكثر،وجاء تقرير لجنة "فينوغراد" الإسرائيلية حول حرب تموز وإعتراف جنرالاتها وقادتها الأمنيين والعسكريين بالهزيمة والفشل ليؤكد الهزيمة والفشل الإسرائيليتين،وبدلاً من أن يتراجع دور حزب الله والمقاومة،وجدنا بأن الحزب تحول الى قوة إقليمية في المنطقة،وأصبح حلف المقاومة من طهران وحتى الضاحية الجنوبية مروراً بدمشق أكثر ثباتاً ورسوخاً،توحد في المعارك والميدان في أكثر من ساحة ومعركة في القصير..في القلمون...والقنيطرة ضد العدوان الإجرامي الذي تتعرض له سوريا وقوى المقاومة من قبل تحالف عريض تقوده أمريكا والغرب الإستعماري..ويشارك في تنفيذه تمويلاً وتسليحاً وتوفيراً للدعم اللوجستي والإستخباري والقواعد والملاذ الامن والإقامات وحرية الحركة،وفتح الحدود لإدخال المرتزقة والجماعات الإرهابية والتكفيرية من مختلف دول العالم جماعات التتريك الحالمة بالخلافة في أنقرة  على حساب الدم والجغرافيا العربية وغرفة عمليات "موك" في الأردن وجماعة (14) آذار في لبنان.

الهزيمة العسكرية التي منيت بها "اسرائيل" في تموز /2006 ،لا توازيها سوى هزيمتها السياسية بتوقيع الإتفاق الإيراني- الأمريكي حول الملف النووي الإيراني في تموز لهذا العام،اتفاق أحدث زلزالاً في اسرائيل، وليصفه قادتها بالكارثة،اتفاق سيبني عليه تغيرات ومعادلات وتحالفات جيو استراتيجية في المنطقة،اتفاق سيكرس ايران قوة اقليمية متسيدة في المنطقة،وبإنتصار ايران سيتعزز دور حلف المقاومة في المنطقة،وسيكون العد النهائي للعدوان على سوريا،سوريا التي سيصبح دورها حاسماً في المنطقة،كذلك حزب الله سيصبح واحداً من المعادلات الهامة في المنطقة،لكي يتحول دوره من دور محلي الى دور عربي وإقليمي.

"اسرائيل" المصدومة من هذا الإتفاق،لم تنفع معها كل التطمينات الأمريكية،حول تعويضها عسكرياً عن هذا الإتفاق بتزويدها بأحدث ما  هو موجود من سلاح في الترسانة الأمريكية،وكذلك أحدث المقاتلات (أف 35)،ولا التطمينات البريطانية والألمانية والفرنسية بالإلتزام بأمنها وحمايتها والدفاع عنها،فإيران قيادتها تقول بأنها لن تغير موقفها من "اسرائيل" وستواصل دعم حلفائها والوقوف الى جانبهم في سوريا ولبنان واليمن وفلسطين،والدول التي تبعث لها بالتطمينات قبل أن يشرع في رفع العقوبات الإقتصادية والمالية عن ايران يستعد قادتها ووزرائها للهرولة الى طهران،لكي يحجزوا حصصاً لهم في المشاريع الضخمة التي ستستثمر في القطاعات المختلفة الإيرانية من نفط وغاز وبتروكيماويات وصناعات مختلفة  وإعادة تاهيل قطاع الطيران المدني والمصارف والبورصة..الخ.

ولعل الجميع يذكر كيف كانت فرنسا بضغط سعودي تقف بصلف وعنجهية ضد الإتفاق الأمريكي- الإيراني،ودفعت لها السعودية مليارات الدولارات كرشاوي،وابتاعت منها سلاحاً بالمليارات،لكي تلعب دور المعطل لهذا الإتفاق،من خلال التشدد في فرض شروط مذلة على طهران في المفاوضات،ولكن كل هذا التعطيل والعقبات لم تنجح في توقيع الإتفاق،ولكي تلتفت فرنسا الى مصالحها بعد توقيع الإتفاق،تاركة السعودية تغرق في وحل الحرب العدوانية على اليمن،تلك الحرب التي لن تستطيع أن تجعل منها لاعباً إقلمياً أو منتصراً في هذا الصراع،بل ستستنزفها مالاً وسلاحاً،كذلك سيتولد عنها حالة من عدم الإستقرار وعدم الشعور بالأمن والأمان في المنطقة،حيث حالة من الغليان تسود الوضع الداخلي السعودي،وأمريكا لن تقدم لها سوى جوائز ترضية بأنها مستعدة لحمايتها والدفاع عنها في حال تعرضها لعدوان خارجي،ولكن لن ترسل جيوشها لتحارب بدلاً منها.

حرّ تموز هذا الصيف كان لهيبه السياسي أشدّ على «إسرائيل» وحلفائها المعروفين والمتخفين منذ تموز 2006، فماذا جنت عربان مشيخات النفط والكاز الخليجية من موقفها العدائية تجاه ايران...؟؟ وماذا جنت السعودية وقطر على وجه التحديد من دعمهما المالي والتمويل لتهريب وإدخال عشرات الآلاف الجماعات الإرهابية والمرتزقة الى سوريا والعراق،ودفع أثمن احدث الأسلحة التي جرى تزويدهم بها؟؟؟ ماذا حصدت السعودية من حربها العدوانية على اليمن..؟؟ فحربهم العدوانية على اليمن والتصعيد العسكري ومحاولة تحقيق انتصارات في سوريا لصرف الأنظار وتعطيل توقيع الإتفاق – الأمريكي،لم تفلح لا برف اليمنيين لراية الإستسلام ولا إنجازات عسكرية في سوريا تحقق،ولا اتفاق عطل،الإتفاق وقع ضمن معادلة " رابح –رابح"  وايران حصلت على  أغلب ما تريد، وما سيحدث من رفع فوري للعقوبات سيكون له بالغ الأثر في التنمية وفي الصناعة العسكرية الإيرانية. وبالتأكيد ستكون إيران قادرة أكثر من أيّ وقت سبق على دعم حلف المقاومة، فاليوم هي في مجموعة الدول الكبرى ونجحت سياسة النفس الطويل في تجاوز كلّ العقوبات.


التداعيات للإتفاق النووي الإيراني ستكون كبيرة في المنطقة على المستوى الإقليمي والعربي،والمعادلات والتحالفات والتغيرات الجيو سياسية ستحصل، والأوضاع في المنطقة قبل تموز لن تكون على ما هي عليه بعد تموز،وتوقيع الإتفاق ترافق مع تقدم كبير في الحرب على الجماعات الإرهابية "القاعدة" ومتفرعاتها من "داعش" و"نصرة" وغيرها  في العراق وسوريا،الانتصارات الميدانية سوف تضيف قوة جديدة للاتفاق الإيراني مع الغرب، وسوف تتبدّل المواقع ويتغيّر الخطاب السياسي، النجاح الذي تحقق في فيينا سيعطي روسيا وإيران وسورية أفضلية في العمل على إنهاء الحرب على سورية ووقف تدفق الإرهابيين وأموال الإرهاب. ولا بدّ أن يعيد المجتمع الدولي حساباته من أجل وقف العدوان على اليمن وإنهاء مجازر القتل الجماعي التي تُمارَس ضدّه.


هل تجاوز التاريخ شعار دولتان لشعبين؟/ نبيل عودة

أثار مقال عبدالله أبو شرخ الهام "لماذا يجب المطالبة بدولة واحدة ؟؟!" الذي نشره في الحوار المتمدن (يمكن الوصول للمقال عبر غوغل) حوارا جادا وواسعا. 
قبل عدة سنوات نشرت مقالا طرحت فيه فكرة دولة ديمقراطية علمانية في فلسطين، ولم اقل بوضوح أني أحبذ دولة عربية – يهودية مشتركة تضمن المساواة الكاملة لجميع مواطنيها. 
هناك حلم فلسطيني جميل، بإقامة دولة فلسطينية مستقلة.  هل هو قابل للتنفيذ؟ هل الواقع السياسي متاح لطرح هذه الفكرة الطوباوية إلى حد بعيد؟
سيثور سؤال: لماذا أقول ان فكرة دولة فلسطينية مستقلة هي فكرة طوباوية؟ أول من سيهاجمني هو اليسار. مشكلة اليسار انه يعيش على أوهام تلاشت من عالمنا. والمشكلة الأكثر تأصلا وخطرا على مستقبل الشعب الفلسطيني هي التيارات الأصولية الدينية التي تتعامل مع المشكلة من منظار ديني يرى بالانتماء القومي خروجا عن الدين، حتى لو لم يعلنوا ذلك بوضوح.
التيارات اليسارية بطرحها لشعار دولة فلسطينية هي محاولة لتجديد مكانة اليسار التي تضعضعت ، مع الأسف ، في العقود الأخيرة.. وأكاد لا أجدها في الخارطة السياسية الفلسطينية. 
هل يعتقد اليسار انه قادر على استعادة مكانته السياسية عبر طرح فكري فات وقته؟
إذا كان الطرح يعني دولة ديمقراطية علمانية للشعب الفلسطيني إلى جانب دولة إسرائيل، عبر ترابط اقتصادي، فنحن ندخل في طرح ضروري وواقعي، لأن شريحة واسعة من الشعب الفلسطيني لن تقبل أي شكل آخر للدولة الفلسطينية العتيدة ، على نسق "دولة" غزة مثلا . . وتختار بالتأكيد أي خيار آخر إلا نظام "غزستان".
حسنا. لا تريدون سماع شيء عن دولة يهودية ... عواطفنا ومشاعرنا معكم . لكن الواقع لم تخلقه العواطف، لم تشكله المشاعر، أصبح الشيء الذي لا نريد ذكر اسمه والإقرار بوجوده ( إسرائيل )، هو الأكثر حضورا وثباتا ، هو الأكثر قدرة على فرض واقع شرق أوسطي، هو القوة القادرة على فرض رأيها، هو النظام الوحيد الذي يتمتع سكانه ( بما فيهم العرب الفلسطينيون في إسرائيل) بحقوق سياسية ديمقراطية واسعة ، بتأمينات وضمانات اجتماعية وطبية راقية، بنظام وحيد في الشرق الأوسط مبني على مؤسسات مستقلة للحكم، على رقابة مستقلة لإدارة شؤون الدولة، على اقتصاد متطور يتجاوز بقوته اقتصاديات كل الدول العربية المحيطة به، مجتمع طور علوم وتكنولوجيا من أرقى المستويات في العالم  وقوة عسكرية ضاربة بأسلحة تقليدية وغير تقليدية ...يكفي ان اذكرة ان حصة الفرد من الإنتاج القومي الاجمالي تبلغ 38 ألف دولار سنويا. بينما الواقع في الدول العربية بعيد جدا عن هذا المستوى من الدخل، طبعا ما عدا إمارة قطر!!.
ربما فكرة الدولة الديمقراطية العلمانية في فلسطين كانت أقرب للقبول في سنوات الثلاثين من القرن الماضي ، ولكن منذ سنوات الثلاثين حدثت تطورات أضحت معها هذه الفكرة نوعا من التغطية على الفكر اليساري الذي لم ينجح بأن يشكل البديل لأنظمة الفشل والفساد العربية ، لأنظمة الطوائف الحديثة المتهاوية ...
المؤرخ الإسرائيلي بيني موريس ، في كتابه عن حرب العام 1948 ، يكشف وثائق هامة عن ملابسات النكبة الفلسطينية، يفضح تعاون الملك عبدالله مع الوكالة اليهودية  واتفاقه معها على تقسيم فلسطين. عندما اضطر الملك عبدالله إلى "خوض" الحرب ضد الدولة اليهودية، لم يهاجم المستعمرات اليهودية ، لم يتحرك جيشه إلا ضمن الحدود المقررة حسب قرار التقسيم الذي أقرته الأمم المتحدة لأرض فلسطين، أي لم يدخل المناطق المخصصة للشعب اليهودي حسب قرار التقسيم، نفس الأمر مع الجيوش العربية الأخرى، وننوه انه أوكل بالقيادة العامة للجيوش العربية.  بكلمات أخرى كان أمينا لإتفاقه مع الوكالة اليهودية على تقسيم فلسطين، ليس حسب قرار الأمم المتحدة فقط ، إنما حسب اتفاق التقسيم بين الوكالة اليهودية ( ممثلة بغولدا مئير) والمملكة الأردنية ( الملك عبدالله ). 
 من هنا  يتضح التآمر العربي على الشعب الفلسطيني الذي لم يتوقف اليوم أيضا. 
أعرف من المرحوم والدي ان الجيش العراقي أيضا لم يدخل المناطق المقررة لليهود حسب قرار التقسيم وكان جواب قائد الجيش العراقي للمقاتلين في الفولة (العفولة اليوم) الذين طلبوا مدهم بالسلاح والذخائر، وكان الجيش العراقي قد انسحب من الناصرة (كما انسحب من مواجهات عديدة أخرى) إلى جنين التي تبعد عن الفولة ثلث ساعة سفر: " موكو أوامر " ( لا توجد أوامر) ، وبالتالي سقطت الفولة كما سقطت سائر المواقع الفلسطينية. 
الناصرة كان لها رئيس بلدية عقلاني هو يوسف الفاهوم، انسحاب الجيش العراقي والجيوش العربية التي تخلت عن القتال الفعلي، جعلته يقرر التوقيع على استسلام يضمن حقوق مواطني المدينة كمواطنين متساوي الحقوق في دولة إسرائيل،يمنع التهجير ويمنع ارتكاب مجازر تدفع المواطنين للفرار. انتقدت خطوته من قوى تدعي الوطنية، وهوجم من المفتي الحاج أمين الذي غادر فلسطيني واستقر في القاهرة منذ عام 1937( بعد زيارته المؤسفة لألمانيا النازية) ولكن التاريخ أثبت انه أنقذ الناصرة من مصير طبريا والمجيدل وحيفا و 500 بلدة عربية أخرى. رابط مقال : "رئيس البلدية عام 48- يوسف الفاهوم - أنقذ الناصرة من التشريد والضياع" (يمكن الوصول للمقال عبر غوغل). 
الحقيقة الأخرى ان الاستيطان اليهودي في فلسطين كان بتشجيع قيادات فلسطينية محلية، وبتعاون وتغطية من أوساط فلسطينية ،  جرت عمليات بيع مئات آلاف الدونمات من الأراضي منذ العام 1917 ، وتقدر المساحة التي نجحت الحركة الصهيونية في شرائها حتى العام 1936 ب : 1.7 مليون دونم - راجعوا كتابين هامين ومؤلمين للقراءة ،للباحث اليهودي من جامعة القدس الدكتور هيلل كوهن ، الأول "عرب طيبون" صدرت ترجمته بالعربية . والثاني "جيش الظلال " الذي آمل ان يترجم لتطرح الحقائق أمام الشعب الفلسطيني والشعوب العربية، وأعترف أنها حقائق مذهلة وغير قابلة للتصديق، قراءة الكتاب الثاني كانت بالنسبة لي كانت معاناة وتمزق داخلي ، لكن حان الوقت لنعرف الحقيقة المرعبة والكاملة وراء نكبتنا، بما فيه دور قيادات وشخصيات فلسطينية مختلفة ..يكشف الباحث عن الشخصيات العربية الخنوعة التي باعت كرامتها ومصير شعبها مقابل بعض الفضة، وسمسرت لحساب الحركة الصهيونية ضد شعبها، بل وجندت فرق مقاتلين عرب لتحقيق الانتصار الصهيوني في العام 1948.
لا أرى ان الواقع تغير كثيرا اليوم ، ربما أصبح أكثر سوءا مع ابتعاد العرب عن التغريد الذي طرشونا به سابقا عن فلسطين. والأهم مع سقوط فكرة القومية العربية وصعود عقيدة الأمة الإسلامية..  لا اعرف اليوم ، هل توجد قومية عربية ؟ هل الظروف الاجتماعية الفكرية في العالم العربي مؤهلة لتطوير قومية عربية بدون تطوير اقتصادي؟ هل يمكن ان تنشا قومية بدون اقتصاد مشترك؟ ها هي أمامنا التجربة الإسرائيلية، تطوير اقتصاد مشترك يعتبر اليوم من أقوى الاقتصاديات في العالم وتطوير العلوم، أنتج شعب يهودي من يهود الشتات.. ليس الدين هو ما يوحد الشعب اليهودي بل الانتماء إلى مجتمع متطور اقتصاديا وعلميا.. متطور حضاريا. نظام ديمقراطي ليبرالي. طبعا تواجه هذا المجتمع(حسب رؤيتي ورؤية الكثيرين من المفكرين ورجال الأدب اليهود)مشاكل ومصاعب بعضها من صنع يديه وتشكل خطرا على ديمقراطيته واستمرار تطوره، وأعني الاستيطان الذي أصبح خطرا على دولته نفسها، حيث يحذرون من سيطرة دولة المستوطنات على دولة إسرائيل، وخطر ثقافة الاحتلال والعنف على المجتمع الإسرائيلي!!. 
عندما يطرح مشروع سياسي، مثل دولة ديمقراطية علمانية في فلسطين، يفترض ان الواقع السياسي جاهز للتعامل مع هذا الطرح. ان الأزمة  في الواقع الإسرائيلي أيضا حادة، بحيث يبحث القادة الإسرائيليون عن مخرج لأزمتهم، لأزمة الكيان اليهودي.
ما أراه ان الطرح يقع في باب الانشغال بما هو غير قابل للطرح السياسي ، إلا في أذهان مأزومة ، وتبحث عن مخرج من أزمة واقعها السياسي  وتجديد شرعيتها السياسية بطرح جديد ( قديم ) مغاير عما يدور التفاوض حوله اليوم. 
حتى اليوم لم يقم نظام عربي واحد  يستحق الاحترام ، الأنظمة العربية ينخر فيها العفن والفساد وتفتقد لكل أشكال إدارة الحكم الحديثة، دول دمرتها الديكتاتوريات العسكرية، شعوب عربية مقهورة ومقموعة، التنمية الوحيدة التي يمكن الإشارة اليها، هي تنمية القمع والسجون والمقابر الجماعية وزرع ثقافة الارهاب ضمن برامج التعليم والتشدد الديني، وتحويل الإرهاب الى المادة الخام الثانية في التصدير العربي بعد النفط. 
ما تطرحه حماس اليوم يرفضه معظم الشعب الفلسطيني، لا تطرح دولة ديمقراطية، ولا أقول علمانية، الديمقراطية بالنسبة لحماس وكل المنظمات الشبيهة في العالم العربي، لها اتجاه واحد، الوصول إلى السلطة، ثم يقفل الباب وتستبدل بحكم الفقيه. 
إذن من بقي ليشتري فكرة دولة ديمقراطية علمانية في فلسطين ؟ 
الأمر الحاسم اليوم في جعل هذا المشروع قابلا للبحث، ليس الموقف الفلسطيني أو العربي أو الدولي، إنما الموقف الإسرائيلي.
هل تتوقعون ان تثيروا حماس إسرائيل لمثل هذا المشروع ؟ هل تتوقعوا ان تثيروا اهتمام المجتمع الدولي بهذا الاقتراح ؟ وهل هناك قوة عربية قادرة على جعل هذا الاقتراح قابلا لمجرد التداول السياسي؟ هل أخذتم باعتباركم الشروط المطلوبة الأولية لجعل هذا الطرح أكثر من مجرد توهج لا يستمر لأكثر من لحظة في عمر التاريخ؟
هل هناك برنامج مطروح لشكل تركيب هذه الدولة ومؤسساتها المختلفة؟ 
الفكرة جميلة، إنسانية، ولكنها مجرد أضغاث أحلام، وأتمنى لو كان واقعنا السياسي ملائما لمثل هذا الطرح.
 لا بد من تساؤلات صعبة: هل الدولة الفلسطينية المستقلة ولنفترض أنها دولة ديمقراطية علمانية للشعب الفلسطيني، هي  الأمر الممكن حتى بواقع وجود "دولة غزستان".. ؟؟ 
المطروح اليوم ان لا تضيع الفرصة مرة أخرى، نتيجة الانقسام الكارثي الذي أوجدته حماس، والموضوع لم يعد حماس وفتح، إنما مصير الشعب الفلسطيني ومستقبله، من هنا رؤيتي ان الفرصة أقرب لدولة مشتركة، ولا استهتر بالمعارضة الإسرائيلية، من شعار دولة دولتان لشعبين.

 nabiloudeh@gmail.com

الـفِـطْـر الـحَـزيـن والْـفِـطْـر الـسَّـعـيـد/ د. نزيه قسيس

قَـلْـبـي مْـقَـطَّـع فــي هَــالـعـــيـد
وِكْــثــار مِــثْــلــي أَكـيــــــــــــد
مـا بــيــنِ الــفِــطْــرِ الـحَــزيــن
ومــا بــيـنِ الــفِــطْــرِ الـسعـيـد!
*
فـي يـــومِ الـفِـطْــرِ الـحَـزيـــــن
بْـنِـتْــمَـنّـى مـن ألّـلــه يْــعــيــن!
ويْــكــونِ فــي عــونِ الأهْـــــلِ
الْــمَـنْـكـوبـيــن بْـفَـلَـسْــطـيـــن!
*
ويْـكــونْ فــي عــونِ  الـنّــــاس
بْــيــومِ الــصَّــــــلا والْــقُـــدّاس
وْيِـحْـمـي جـامِــع مِـن تِـدْنـيـس
ويِحْمي كْنيسِه وْصوتِ جْـراس!
*
ويِــحْـمـي الخـوري والخَطـيـب
مِـــنْ شَــرِّ الْــفِـكْــرِالـغَـريــــب
ويِحْـمـي الصَّـخْـرَه والأقْـصـى
وِقْـيـامِــةْ يَــسـوعِ الـحَـبـيـــب!
*
ويِحْـمـي غَـــزِّه مِــنْ حِـصــــار
ومَ تْـعــودِ تْـشــــوفِ الـدَّمـــــار
ويِـحْـمـي الأرْض الْـمَـنكـوبِــــه
والـمَـنْـهـــوبِــــه بِـالْـهِـكْـتــــار!
*
ويِحْـمي الْـمــوصِل مَـع بَـغْـداد
إمِّ الـحِــكْــمِـــــه والأمْــجـــــاد
ويِـحْـمـي بَـيـروت مْـنِ الـمـوتْ
والـشّــــام بْـــــــلادِ الأَجْــــداد!
*
ويِـحْـمـي صَــنْعـا المَـلْـغـومِــــه
ويحْــمـي دِرْعــا الـمَـغْـمـومِــــه
ويِـحْـمـي الــرَّقَّـــــه والأنْـبــــار
مْـنِ الأفْـكــــارِ الْـمَـسْــمــومِــه!
*
ويِـحْــمــي رَمْــــــلات ســــيـنـا 
والـقِـدّيـسِـــــــــه كـاتْــــــــريـنـا
ويحْـمـي مَـعْـــلـــولا وصِـدْيـانـا
والـقُــــدْسِ الْـفـيــهــا رْبـيـنــــا!
*
ويِـحْـمـي الّلي صـام وْمـا صــام
ويِـحْـمي الْـلي عـايِـش فِ خْـيام 
ويِحْمـي لِـمْــهَـجَّـــر فِ بْــلادو
وصــابِــر عَ جـــورِ الأيَّـــــام!
*
ويِحْـمـي الّـلـي راحِـل لَـبْـعـيـد
ومـــا عِــنْــدو أبّ وْلا ســــــيــد
ويِـحْـمـي غايِـب فــي الـمَهْـجَـر
عــافِ الـغُــربِـه والـتِّـشـريــــد!
*
ويِـحْـمـيـنـا مِـن هَـالـتِّــدْمــيــــر
والـتِّـهْـديــــــــد بِـالـتِّـهْــجـــيــر
ويِـحْـمـيـنا مِـنْ نـارِ الــفِـتْـنِــــه
وتُـهْـمِـةْ مُـؤْمِــن بِـالـتِّـكْـفــيــر!
*
ويِـحْـمي هَالـشَّعْـبِ الـمَحصـور 
بْـحــيـطــان وِسْــيــاج وســــور
ويِــجْـمَـعْـنـا فـي يـــومِ الـعـــيـد 
ويِــهْــديــنــا عَ بْـواب الــنّــور!
ويِــجْـمَـعْــنـا أَهْـــــلِ وإِخْـــوان
ويَـــعْـطـيـنــا نــورِ الْإيــمـــــان
ونْـصَــلِّــي بْــقُــدْسِ الأقْــــداس
فـي مَـجْـمَــــع كُـــــلِّ الأدْيــان!
*
ونْــــصَـــلِّــي لــلْـحُــــــرِّيِّــــــه
لا لَــلْــحَــــرْب الأهْــلِــيـِّـــــــه
ويِــجْـمَـعْـنـا حُــبِّ الإنْـســـــان 
عَــــدْروبِ الإنْـســــــــانِـيـِّــــه!
*
ويِـجْـمَــعْــنـا فـــــوقِ الأوْجــاع
ونِـفْـتَــح عـيـنِ وْقَـلْـبِ وْســــاع
وِ نُـطْـلُـب إحْـســان وأَمـــــان
لـلـشَعْـب الّـلي نُــصّــو ضــاعْ! 
*
ونِـحْـلَـــم فـي أحْــلــى أحْـــــلام
وِنْــــسَــكِّــر بـــــابِ الأوْهـــــام
وِنِــــتْـمَـنّـى سَــــــــلامِ الْـكــونْ
يْـعــيـــشْ مَـعْـــنــــا عَـالــدَّوام!
*
ونِــتْـــمَــنّــــى رَبِّ الأكْــــــوان
يِــهْـديــنـا شْــــعـــوبِ وأدْيـــان
ويِـجْـمَـعْـنـا بْـمَـسْـرى الـرَّسـول
إنْــســــانِ بْـقَـلْـــبِ الإنْـســــان! 
*
ويِـجْـمَـعْـنـا بْـمَـهْــدِ الـمَـسـيــــح
سَــوا، عَــالــدَّرْبِ الــصَّــحـيــح
وِنْــصَــلّــــي بْــكُــلِّ الأعْــيــاد  
يْـخَــلِّـص هَـالـشَّـعْــبِ الـذَّبـيـح!
*
وِنْــصَـلِّـي بْــقَــبْـرِ الـخَــلــيــل 
ونِــفْــرَحْ فــي قـانــا الجَـلــيــل
 وتِــفْــرَح مَـيّــــــات الــفُـــرات
وبَــرَدى والأرْدُن والــنّــيـــل!
*
وْنِــفْـرَح سَـــوا بْـعَـهْــدِ جْـديـــدْ
ونِـتْـصـافَـــحْ فـي قَـلْـبِ وْإيـــــدْ
ونِــحْــزَنْ عَالـفِـطْـــرِ الحَــزيـن 
ونِـسْـعَــد بِـالـفِـطْـــرِالـسَّـعــيـدْ!
*

لا رئيس لا وفاق حكومي/ ترايسي داني شمعون

"الحكومة الحالية معطلة كونها تفتقر إلى طرفها الأساسي"

من بين عدة مسائل وطنية "تتعطش" إلى إيجاد حل لها على المستوى الإقتصادي، الإجتماعي والسياسي، يبقى إنتخاب رئيسٍ للجمهورية وتعيين (بحسب ما يقول الدستور) قائدٍ للجيش مسألتان تتصدران سلم أولويات درج الجمهورية الذي نعرف أين يبدأ، لكننا لا نعرف أين ينتهي! يجب البت سريعاً في هاتان الأولويتان من أجل ضبط التوازن الصحيح في آلية مشاركة السلطة، ومن أجل قيادة البلد ووضعه مجدداً على طريق الدستور المستقيمة.

في الوقت الحاضر، الحكومة آخر عضو شرعي يعمل ضمن منظومة السلطات، بعد أن خسر البرلمان هذه الصفة يوم مدد لنفسه ضارباً الديمقراطية بالحائط وجاعلاً من نفسه مكتب توظيف!

برأي، إن التعرض للحكومة من خلال تكتيكات معيّنة عند هذا المنعطف مسألة مشكوك فيها؛ ولكن بنفس القدر وعلى حدٍ سواء، إنّ أي محاولة لتغيير آلية عمل الحكومة المتفق عليها من الجميع تؤدي الى مزيد من العبث في ضمانات هيكلية السلطة. لا يمكننا أن نستقر في اللامبالاة، لكن في الوقت نفسه لا يمكن أبداً أن نغفل عن حاجات الجمهورية. الحكومة الحالية معطلة كونها تفتقر إلى طرفها الأساسي!

من العدل القول أنه وفي ظل فورة ما يعرف "بداعش" وبرنامجها المعنون "الإبادة الجماعية للطوائف"، بأن لبنان هو آخر معقل للوجود المسيحي في هذا الشرق الأوسط. إلا أن المسألة تكمن في زيادة خطر تفكك مؤسسات الجمهورية وهو الشيء الذي يتجاوز المعيار الطائفي ليصل إلى حد الدفاع عن حق لبنان المكتسب.
لنضع المظاهرات جانباً، في هذه المرحلة المتأخرة وهذا الشوط المتأخر من اللعبة، الطريق الوحيد للحفاظ شرعياً على حقوق المسيحيين هو إنتخاب رئيسٍ للجمهورية؛ وبهذا ستصبح الأمة من جديد "جمهورية تعمل"، وهي الطريقة الوحيدة لوضع حد فعال ونهائي لأزمة الحكم والحكومة!

* رئيسة حزب "الديمقراطيون الأحرار"

بيوت ٌ في زقاقٍ بعيدٍ/ كريم عبدالله

( قصيدة بوليفونية متعددة الأصوات )
البيوت في المدينةِ البعيدةِ تغفو دائماً أشجارها متجاورة الأغصان توحي بعضها لبعضٍ أنَّ أساريرَ الصباحِ تمضي بالتواريخِ صامتةً كالقراطيسِ القديمةِ وهي تشكو مِنْ الشيخوخةِ , صوتُ العصافير تحملهُ النسمات كلَّ صباحٍ تتركُ صغارها تتنزّهُ على الشناشيلِ وظلّها يحكي للوسائدِ أنَّ الشمسَ لا تغيب , ماذا بوسعهِ النهر أنْ يفعلَ إذا دغدغَ الغبشُ أزهاره وهي تستفيقُ على نقيق الضفادع ! البيوتُ المتجاورةِ كانتْ تومىءُ للشمسِ أنْ بساتينَ الأزهارِ  تناغي أقدامَ الفتيات فيشعرنَ بالأمان  , مذ كانَتْ حلوى  ( حنا ) تفضحُ رغباتهم الطفوليّةِ بما تحملُ مِنْ صلواتٍ تمجّدُ الربَّ  كانَ عنبُ ( عليّ ) مختوماً باسرارِ العرائشِ مستريحةً على الأسيجةِ تقبّلُ ضجيج النحلِ وكانَ ( عثمان ) يسمعُ أصواتَ التلاميذَ ينشدونَ في ساحةِ المدرسةِ ( وطنٌ واحدٌ ) كانتْ الأحلام واحدة في النفوس . لكنّني فجأةً و حينَ أُرهفُ السمعَ تحملُ ليَ الريحَ أصواتاً قادمةً تجلجلُ منْ وراء الحدود :-  ( لا بدَّ مِنْ حكمٍ جديدٍ ) , وحدهُ السيف سينطقُ  بالحقِ عالياً . ضجيجُ المارّةِ في الشوارع لماذا بدأ يخفتُ بالتدريج ويتلاشى خلفَ الأبواب الخشبيّةِ وأنا  أسمعها كيفَ تنشجُ الحزنَ , الأغصانُ تندعكُ ببعضها تأكلها نار تلتمعُ عليها السيوف حولَ الحاكمِ بأمرِ الله .

بغداد
العراق


اللهم في شهرك الفضيل نشكو إليك الظالمين/ د. مصطفى يوسف اللداوي

الظالمون ليسوا الإسرائيليين فقط، الذين اغتصبوا أرضنا، وسرقوا حقوقنا، ونهبوا خيراتنا، واعتدوا على كرامتنا، ودنسوا مقدساتنا، وقتلوا أبناءنا وشردوا شعبنا، وطردوا وأبعدوا أهلنا من وطنهم العزيز، وبلدهم الغالي فلسطين، واستوطنوا فيه واغتصبوه من أصحابه، وسرقوه من ملاكه، وإن كانوا هم الأسوأ والأظلم، والأكثر اعتداءً وجرماً، فاستحقوا بذلك منا ومن كل العرب والمسلمين اللعنة، والدعاء عليهم، وتمني زوالهم وهلاكهم، والتبتل إلى الله عز وجل أن يمحوهم من الوجود، وأن ينتقم لنا منهم شر انتقام، وأن يشردهم ويشتتهم، فيشفي بذلك صدورنا، ويروي غليلنا، ويرضي نفوسنا، ويبرد نار قلوبنا.
فإن كنت أتوجه بالدعاء إلى الله سبحانه وتعالى، الكبير المتعال، الحق العدل، الفرد الصمد، شاكياً إليه اليهود الذين وصفهم في كتابه العزيز بالمغضوب عليهم، وأنهم الأشد عداوةً لنا، وعلى غيرهم ممن يناصرونهم ويساندونهم، ويؤيدونهم ويقفون معهم، ويمدونهم بالسلاح أو بالمال، أو يتعاونون معهم في السياسة والاقتصاد، فإنهم يستحقون منا أن نرفع الأكف إلى الله عز وجل ضارعين، بقلوبٍ خاشعةٍ، وعيونٍ دامعةٍ أن يثأر لنا منهم، وأن ينتزع لنا حقوقنا من بين أيديهم، وأن يعيدها إلينا خالصةً كما كانت لنا وحدنا.
الدعاء على الأعداء سنةٌ موروثة، وتقليدٌ متبعٌ، وهو سلوكٌ طبيعي، يلجأ إليه كل مظلوم، وينهجه كل شعبٍ مضطهد، ويناله كل عدوٍ ظالم. 
إلا أنني أتوجه في هذا الشهر الفضيل، وفي هذه الأيام المباركات، وفي العشر الأواخر التي يلتمس فيها ليلة القدر، التي هي خيرٌ من ألف شهرٍ، وفيها دعوةٌ مستجابةٌ، وأبوابٌ للرحمن مفتوحة، والحجب بينه وبين عباده مرفوعة، بالدعاء على الظالمين من بني جلدتنا، وعلى المعتدين من أمتنا، والغاصبين من قادتنا، ممن يتقدمون صفوفنا، ويرأسون جمعنا، ويتحدثون باسمنا، ويدعون أنهم قادة ورؤساء، ومسؤولين وأمناء، وصادقين وغيورين، ومحبين ومخلصين، بينما هم يغتصبون حقوق الناس، ويأكلون سحتاً أموال الرعية، ويحرمون أصحاب الحقوق من حقوقهم، فيحتجزون رواتبهم، ويمنعونهم منها بقوةٍ قانونٍ باطلٍ صنعوه بأنفسهم، أو جاء لهم به أفَّاقٌ مثلهم، أو حواريٌ يخطب ودهم، ويلتمس عطاءهم، ويرجو قربهم، فأشار عليهم بالحرمان، ونصحهم بالجحود والنكران.
اللهم إنهم يأكلون حراماً، ويرومون سحتاً، ويغتصبون حقاً، وينهبون مالاً، ويستغلون منصباً، ويستخدمون عباداً، ويخدعون شعباً، ويخونون أمانةً، ويبتزون أصحاب حاجةٍ، ويتعمدون حرمان أصحاب حقٍ، وهم يعلمون أنهم يرتكبون جريمةً، ويقترفون إثماً، ويعصون الله الخالق، فاللهم أدخلهم ناراً يستحقونها، وعذبهم جزاءً نكالاً يكون لهم ولمن بعدهم آية، وانتقم منهم عدلاً يفتقدونه، وأذقهم مراً لا يعرفونه، واحرمهم من نعيمٍ لا يقدرونه، ونكل بهم في الدنيا قبل الآخرة.
اللهم إنهم يحرمون أطفالاً من حليبهم، ويجوعون أسراً بقراراتهم، ويضطهدون ضعفاء بسلطاتهم، ويحتجزون أموالاً هي لشعبهم، ويسخرونها لغير قضيتهم، ويستخدمونها في غير محلها، لأهدافٍ هم يرونها، فمزق اللهم سلطانهم، وشتت شملهم، وفرق جمعهم، وانتقم للضعفاء منهم، واقتص للمحرومين وخذ بحقهم، فإنك أنت القادر عليهم، والمنتقم منهم.
اللهم إنهم طغوا في البلاد وأكثروا فيها الفساد، وأضلوا الناس وظلموا العباد، وأحبوا الدنيا وأموالها حباً جماً، وأكلوا التراث فيها أكلاً لمَّا، فكن لهم يا الله بالمرصاد، وخذهم أخذ عزيزٍ مقتدر، ولا تأخذك بهم شفقةً ولا رحمةً، فأولئك لا يعرفون في الناس إلاً ولا ذمة، ولا يتمنون لأهلهم عيشاً كريماً ولا حياةً مصونة، اللهم إنَّا نسألك أن تنتقم من كل غاصبٍ ومعتدي، وأن تسترد منهم حقوقنا، وأن تنتزع منهم ما سلبوه منا، فإنك أنت الحكم العدل، وما خاب من دعاك، ولا ذلَّ من استجار بك وسألك.
اللهم إننا نتكفل بالعدو وننال منه، ونؤلمه ونوجعه، ونقدر على أن نؤدبه ونعلمه، وننتقص من أطرافه ونقتل جنوده، فنحن بحولك يا الله عليه ننتصر، ونتغلب عليه ونقهره، ونستعيد منه حقوقنا ونطرده، ونحن بإيماننا بك أقوى، وبقيننا فيك أثبت، وعليه وأنت معنا أقوى وأقدر، فلا مغلوبٌ لمن كان الله معه، ولو كان أقل عدداً وعدة، وأنت يا الله معنا، ناصرنا وحامينا، وحافظنا وراعينا، فلا نخاف وأنت معنا بخساً ولا رهقاً، ولا عدواً ولا خطراً، ولا نخشى وأنت إلهنا من عدوٍ متربصٍ بنا أو معتدٍ علينا، فهذه معركةٌ معه اسمها جهادٌ، وغايتها تحريرٌ، وعاقبتها جنة ونعيم.
أما المعتدون علينا وهم منا، والغاصبون لحقوقنا وهم قادتنا، والمتغولون على الضعفاء فينا ظلماً وعدواناً، وهم زيفٌ سادتنا، فإننا نحيلهم إليك سبحانك، ونسألك أن تتولى حربنا عليهم، وأن تستعيد حقوقنا منهم، فإنه لا يقدر عليهم إلا أنت سبحانك، فإنهم يتحصنون بالقوة، ويحتمون بالسلطة، ويتدثرون بثياب الطهر، ويلبسون ملابس العفة، ويحملون المسبحة، وفي جباههم زبيبة، ولسانهم يرطن بكلامٍ يبدو ذكراً، ولكن قلوبهم خبيثة، ونفوسهم مريضة، وألسنتهم جميلة، يخدعونك اللهم والذين آمنوا، ويتظاهرون وأنت بهم عليمٌ أنهم أمناءٌ وأتقياء، وأنهم يخافونك ويرجونك، ويسألونك ويدعونك، ولكنهم إلى المعصية يسبقون، وإلى الجرم يسرعون.
اللهم في هذه الأيام المباركات لا تدع ظالماً إلا وأخذته، ولا معتدياً إلا وقصمته، ولا متآمراً إلا وكشفته، ولا كاذباً إلا وفضحته، واضرب اللهم على أيديهم، وأذقهم لباس الذل والهوان، ومرغمهم بالتراب والأوحال، واجعلهم اللهم عبرةً لأنفسهم ولغيرهم، وآيةً لمن بعدهم. 
ولا تمتعهم اللهم بما اغتصبوا، ولا تطمئنهم على مستقبل أيامهم، واهدم بنيانهم الذي بنوا، ولا تجعل لهم الخلود في الدنيا ذكراً إلا لعنةً، وفي الآخرة إلا قصاصاً، واقصهم اللهم عن مراكزهم التي بها يبطشون ويعتدون، وفيها يظلمون ويحرمون، واضرب على أيديهم بما يردعهم ويخيفهم، ويردهم عن غيهم وكيدهم، واجعل اللهم علينا خيار عبادك، ولا تجعل علينا شرارهم، إنك على ما تشاء قدير، وبالإجابة جدير. 

أين أنت يا.. يحيي أبو زكريا/ حسين محمد العراقي

 
أين أنت... من ألاحداث التي تحدث في غردايا  جنوب الجزائر الآن  بين العرب والأمازيغ والتي راح ضحيتها اكثر من  23 شخص  كما جاء اليوم وبثته قناة العربية في الثامن  من تموز 2015...
أين أنت...من الطبقة المستضعفة التي ظلمها بو تفليقة  من خلال حكمه الدكتاتوري لامخادعت  نفسك والشعب الجزائري وأين أنت من الفقر الذي أثقل كاهل الإنسان الجزائري وأوصلهُ إلى المستوى الحضيض...
أين أنت  ...من ال7 ملاييين جزائري مشرد  اليوم بسبب ضغوط الحاكم الجزائري  الذي يعيشون في فرنسا وهم  يبكون ويأنون ليلاً نهاراً  على وطنهم كل لحظة وبات  شعارهم إلي مضيع وطن وين الوطن يلقاه أين أنت... من  الشباب  الجزائري  الهارب والذين يبتلعهم البحر  وأصبحوا منحة غذاية لسمك القرش  كل يوم أملاً في الوصول الى مشروع الحُلم (اللجوء) في أوربا هربا من واقع مر وميئوس منه مادام رئيسكم المريض بو تفليقة  الذي يحكم بقبضة من حديد عليهم  منذ ثلاثة عقود  تقريبا وكأن الجزائر ليس فيها رجال أحرار قادرون على حكم الجزائر و النهوض بها أقتصاديا و أجتماعيا و سياسياً و ثقافياً...
أين أنت ...من أبا أصيلو رفيق دربك  العايش هو و أصيل  على دم  المساكين والأبرياء العراقيين  والسورييين واليمنيين  وأشبههُ بدفان  الإنسان بالقبور أن لم تمت الناس فهو يحزن لأن مصلحتهُ على أموات البشر  وفيصل القاسم أن لم تتقاتل الشعوب  العربية  المسلمة  فيما بينها فيومهُ  أسود مثل قلبه على الأوطان أعلاه  صاحب برنامج الأتجاه المعاكس  الجزيرة  قاتل الشعوب العربية ومنهم فلذة كبدي عمر حسين محمد وأنتم فرحاً علماً دم أبني عمر يا أيا أصيلو برقبتك بالدنيا والآخرة  وأخوتي الثلاثة ومنهم عباس محمد المنشورين بصحيفة العراق اليوم بعددها 828  من خلال تحريضه الإعلامي بطائفيته البغيضة ... 
أين أنت .....من الكتاب الصحافيين والإعلاميين  عندما  تحجم دورهم  عن طريق إعلامك الذي يظهر على قناة   الأخبارية السورية  مع ربى الحجليتسبهم وتشتمهم  وتقول عليهم  كذا وكذا  بكلمات نابية  ما أنزل الله بها من سلطان هذا غفوراًرحيم وعندما يعارضونك  الكتاب والإعلاميين بوجهات نظرهم فهذا شديد العقاب  أليس كذلك والآن عليك أن تستحي وتتحشم على نفسك وتحترم  المشاهدين وزملائك   حتى  المشاهدين وزملائك تحترمك  (((وهذا الذي دفعني أن أكتب عليكم وأنشر وبما أتيت من قوة عقل؟؟))) .....
أين أنت...  من الوقوف بجانب شعب العراق  المبتلى بحاكمه  الدكتاتور  صدام حسين علماً أنكم مارستم دوركم الصحافي أكثر من أربعة عقود وهل من المعقول ما  خطر ومر ببالكم تعامل الحاكم أعلاه من خلال حكمه  الجائر على  شعبه  لأكثر من ثلاث عقود ومنهُ عندما كان  يقص لسان من يعارضه حقيقتاً بالمقص الحديدي  ويطيح  ويرمي بالمعارض  وهو معصب ومكتوف الأيدي والأرجل من أعلى سطوح العمارات أرضاً وهذه الجريمة رفضتها  كل الأديان السماوية  وحتى شريعة الغاب وأين أنت .... من  الحصار الجائر الذي زرعه صدام حسين  على شعبه   وعلى مدى أكثر  من عقد في سنون  التسعينات  ووصل الحال بالمواطن  العراقي بسبب الفقر والحاجة   أن  يقايض عضو من جسده (الكلة) لأجل أن يسد به رمق العيش علماً سميت بكارثة العصر  ببلد خيراته قلَ نظيرها ماء وزراعة ونفط ويملك أكثر من ترليون دولار يحيى بشرفكم هل سمعتم مثل حاكمنا  صدام حسين في تأريخ البشرية أيهما ألعن هو أم المشلول أبو تفليقة  ...
أين أنت ...من حقوقي المادية  التي سُلبت مني أستغلالاً  في الجماهيرية الليبية بعقيدها الخرف الذي ولى غير مأسوف عليه ومن قبل اللجان الشعبية وجعلوني احير في ثمن تذكرة الطيران لغرض الوصول  إلى أسرتي ببغداد ودليلي نشرته على أكثر من 16  صحيفة وموقع بعنوان (ليبيا ودبلوماسيتها في الماضي والحاضر) وعليك أن تسلط الضوء وتغوص بغمار ما  فعلت بيّ اللجان الهمجية وليس الثورية عندما كنت منفي عندهم ....
أين أنت  ....من سياسة الارض المحروقة التي يستخدمها الارهاب اليوم على الامة العربية  في كل مكان  وبالخصوص العراق وقضية (سبايكر؟؟) وراح ضحيتها أكثر من 1700  إنسان بريء وأعزل   التي هزت الرأي  العام العراقي العربي العالمي والأحداث الأخيرة التي حصلت بالخليج  ومنها الكويت والسعودية  ومصر وتونس وكانت بالغة الأهمية  المفروض منكم تظهرون على الإعلام بين حين وآخر وتتكلمون عنها علماً أنا لم أشاهدكم بل شاهدتكم  تتكلمون وأنتم  قليلين  الذوق بالمنطق  لأن ألفاضكم نابية على الشعوب والحكومات  عندما ظهرتم إعلامياً  وعلى القناة السورية  وعلى قدر ساعتين ونصف الساعة  من الوقت مع الإعلامية  ربى الحجلي؛؛؛
  أين أنت ... من العراقيين  المنفيين  ومنهم أنا من قبل صدام حسين بعهد التسعينات الذين يعيشون في ليبيا  وتحت الأقامة الجبرية في  ليبيا معمر القذافي عندما هربوا من ظلمه وطغيانه متوجهين للجزائر عام 2002 عبر جنوب ليبيا سبها(غات) وهي الحدود  التي تفصل ليبيا والجزائر وحين وصلت للنقطة  الحدودية الجزائرية وكشفت أوراقي  لهم وقلت لهم أنا هارب من قبل  تعامل صدام حسين مع الشعب (لأنهُ يقول لنا  أنا ربكم الأعلى) واليوم وأنا أعيش  عند حاكم ليبيا  الذي يقول  لي (أنا الحاكم الواحد إلا شريك لي ) وعلى أثر منطقه وتصرفه  وتعاملهُ معي  هربت  من العبودية لأنهُ أستمرئها عليّ   بدليل حكومته تنعتني بخائن صدام  ويقولون لي أين أهلك  أي بمعنى المنفي  ويحمل  مبدء  والمبدء إيمان الإنسان بقضية معينة  فهو لقيط  وأن توجهت إلى القانون يصبح  الباطل حق  والحق  باطل وآخر المطاف جئتكم دخيل  وبأسم  الضمير الإنساني  ووجدان المنطق العربي  (((أرحمواعزيزقومً ذل؟))) لأن ضاقت بيّ السُبل  ولايوجد في القوس منزع  لكن للأسف (((فلم أجد الضمير الإنساني  ولا وجدان المنطق العربي))) يا يحيى أبو زكريا  رفضوني ذلوني وهددوني بالتسليم  والضرب  ولا حياة لمن تنادي  ومن هنا   قد يأست  من الحياة  وكان الرب شاهد عليّ  وبما أكتب  اليوم  وجعلوا ظلماتي  تصل الى عنان السماء وبات الموت قريب مني و أنا قريب منهُ لأني قلق تفكيراً ومنهك مادياً ومتعب صحياً  وحالي يرثى لها والمخابرات الصدامية والقذافية  تلاحقني ومصيري تحت الكواليس  سيداتي وسادتي هذا بيان رقم واحد  أكتبه ملء يدي ولا أخشى بالله لومت لائم  إلى الشعوب العربية  وكافة حكوماتها أينما كانت وأينما وُجدت  وإلى الرأي العام العربي وإلى (الميت أبولطمية؟) وليس يحيى أبو زكريا  الذي يميل حيثُ تميل الريح  بدليل كان يتكلم على سوريا  وتوريث الحكم واليوم يقف معها هذه حقيقة  الحاكم  الجزائري المشلول بو تفليقة وشرطته كيف يتعاملمون مع الشعوب العربية المضطهدة  والمنفية  ومنهم أنا...
حين سألت  الشبكة العنكبوتية  كيف تقيمين   حيى أبو زكريا  فأجابتني بمنتهى الصراحة أنهُ سلعة تباع وتشترى وبات عملة للتداول ولا يصلح إعلامياً ولا صحفياُ  ولا حتى على المقروء الورقي والألكتروني بدليل فمه ولسانه غير نظيف  لأن أكثر ألفاضه نابية شاهدتهُ  كل الشعوب العربية عبر اليوتيوب  بدليل عندما ظهر على القنوات أعلاه  ونعت  شعوب الخليج المحبة للسلام للأمن والأمان بكلمات يستحي القلم أن يذكرها ويخجل اليراع يكتبها وحقيقة الأمرعاداتهم العرب وتقاليدهم الإسلام وواقعهم إسلام وإلى العروبة ينتسبون  ..... 

h.s332@yahoo.com

هى ارادة القوة .. أم قوة الأرادة؟/ الدكتور حمدى حمودة

لما كانت كل التأثرات الباطنة والأفعال النفسية مردها الى شيئ واحد هو (الأرادة) ولما كانت الأرادة هى جوهروجود الأنسان ، وهى موضوع المعرفة وليست المعرفة فى ذاتها ، لكون أن هذه من خصائص العقل ، الأرادة هى مشيئة وعزم ورغبة ورجاء ورهبة وبأس وبغض وحب ، وهى كل ماينتج عنه لذة أوألم ، لذلك نجد الناس اعتادت على أن يردوا فكرة الأرادة الى ( القوة ) لكن عند صاحب مذهب الأرادة (شوبنهور) رد كل قوة الى ( الأرادة ) لكونها هى الأنا أو الذات بمعنى ( البدن ) أو الجسم ، وهى لا تمثل العقل ، اذن هى الشيئ فى ذاته وهى الجوهر الباطن لكل شيئ ، فاذا رددنا فكرة القوة الى الأرادة ، فاننا بذلك نرد المجهول الى شيئ معلوم مما يزيد من دائرة معرفتنا ، أما اذا قمنا برد فكرة الأرادة الى فكرة القوة ، فاننا نفقد حينئذ المعرفة المباشرة عن العالم .
فالقوة التى سبقت الأرادة ، قوة غير عاقلة لم تحكم العقل قبل اتخاذ القرار، فأصبح بذلك القرارغير متعقل ، فلو كانت الأرادة سبقت القوة بصفتها هى الذات العاقلة أو العارفة والتى يمكن أن تمثل أو نشبهها بالجذر فى النبات ، أو الجسم الذى يشع الضوء منه ، وليس الجسم العاكس للضوء ، لأن ذلك يتمثل فى العقل والذى يمكن تشبيهه بالتويج فى النبات ، وبطريقة أدق وأوضح ، نقول ان الأرادة كالجذر فى النبات والمعرفة أو العقل كالتويج ، والأول جوهرى والآخر ثانوى ، لذلك نستطيع القول أن التويج الكبير ينشأ عن جذر كبير ، وهكذا الحال لدى الأنسان ، تقوم الملكات العقلية على ارادة قوية ، هذه الرادة القوية تجعلنا قادرين غلى اتخاذ القرار الحر العاقل بدقة وتروى لأن الحرية هنا تتبع الأرادة وليس العقل ، ومن هنا كان القرار الأول الذى اتخذ للأستقصاء والعزل كان قرارا سريعا غير متعقلاولا يستند الى ارادة القوة ، ولكنه استند الى قوة الأرادة ولم ينظر الى ما سيترتب عليه وما هو مبيت من دول أخرى كانت قد وظفت هذه الجماعة للقيام بهذا الدور المشين ، وهكذا كانت القوة وسيلة لقرار آخر تلى القرار الأول وهو فك الأعتصام الذى نتج عنه استكمالالدور التى وظفت من أجه هذه الجماعة وجماعات أخرى كنا نعلم كل العلم بوجودها داخل القطر المصرى وغض النظر عنها حقيقة أن الدولة تمتلك من السلطات والتشريعات ما يمكنها من قوة الأرادة بالبطش بأى أغلبية أى كان مسماها أو عقيدتها عندما تقف أمام مصالح الدولة لتقلل من هيبتها أو قدراتها أو لتشويه ادارتها أمام العالم ، من هنا يمكن القول أن العقل لا يستطيع أن يؤدى وظائفهعلى النحو الأتم الا اذا ساندته الأرادة ، بينما هى فى غنى تام عنه ، لذلك فان أحوال الأرادة من عواطف وشهوات يمكن أن تكون عقبة فى سبيل العقل ، فمثلا فى حالة ما يصاب بمصيبة كبيرة ، فانه يفزع فزعا عظيما عندها نجد أنفسنا غير قادرين على التفكير السليم تمكننا من ايجاد طريقة نتخلص بها من هذا الفزع الكبير ، وعلى العكس من ذلك ، نجد اننا ندفع بأنفسنا الى الناردون وعى منا ولا شعور لأن هول المصيبة أفقدنا التفكير والشعور ، ولذلك نقول انه عندما تواجهنا مثل هذه المصائب ، علينا أن نفكر جيدا بأن نرد هذه الى أحوال الأرادة ونحن فى مواجهة مشكلة عظمى ، حيث أن الهدوء والأمن يعودا الى الأرادة ، ويمكن التدليل على ذلك ، بأن هناك من الناس ذوى الأرادة الثابتة العتيدة والقوية والذهن الضغيف معا .           ومثل هؤلاء مصدر تعب كبير لأن التفاهم واياهم شاق واخضاعهم لمنطق العقل عسير ، وربما نجد هذا متمثلا فى ( الجماعة ) ومثلا آخر ندلل به عن صدق ما نقول ، ما نجده عندما تدور مناقشة بين خصمين يكون احدهما قوى الحجة وخصم عنيد الرادة ضعيف العقل ، فنجد الأول يكاد أن يجن عندما لايقتنع الآخر والعلة فى هذا انه لايخاطب عقله ، ولكنه يخاطب ارادته العنيفة العمياء ، وهذا ما حدث بالفعل عندما دار الحوار والنقاشبين الطرفين ( الدولة وقت ذاك والمعارضة ) ولذلك يمكن القول بأن الشخص الواحد يحمل النقيضين ، محاسن العقل ومساوئ الأرادة ، وعموما الروابط بين الناس تقوم غالبا على الأرادة ، أكثر مما تقوم على العقل ، وما يقوم منه على العقل يكون مصيره التفكك السريع ، فأكبر الصداقات والروابط الزوجية استمرارية تقوم على ائتلاف القلوب ، لا على اتفاق العقول .                                                     ان التفرقة بين العقل والقلب هى التفرقة بين العقل والأرادة ، فالقلب رمز الأرادة لأنه ينسب اليه العواطف والأنفعالات ، بينما الرأس رمز العقل لأنه يتعلق بالمعرفة ، والأرادة هى الثابتة لأنها تمثل الشيئ فى ذاته ، ولنها الجوهر الأصيل فى النسان ، فكل انتحار يقدم عليه الأنسان ، انما يصدر عن العقل ، اما ارادة الحياة فهى سابقة على كل عقل ، لكون العقل غير مستمر ، ويأتى عمله على فترات متقطعة وذلك لأن عمله ثانوى ، وذلك عكس الأرادة التى تستمر فى عملها دائما أثناء النوم العميق الذى تنقطع فيه المعرفة فى نفس الوقت الذى تستمر فيه الوظائف الحيوية الجسمانية التى تمثل الأرادة فانها لاتتوقف الا بالموت ، لذا نقول أن علينا تقليب الأوراق ثانية من أجل الخروج من هذه المصيبة الكارثية التى ألمت بنا بأقل الخسائر الممكنة ، فنحن ما زلنا فى بداية الطريق ، والطريق مخطط له منذ سنوات ، فالآخر غير مكترث بالوقت ، فهو يريد أن يتمم ما خطط له فى تدمير الجيوش العربية ودول منطقة الشرق الأوسط .
Dr_hamdy@hotmail .com                                        

كلمة الدكتورة نجمة حبيب في حفل توقيع كتاب المربي جورج الهاشم

خارج السرب: كشف جريء للذات العربية 
سيداتي آنساتي سادتي  أيها الحفل الكريم. 
يشرفني في هذه المناسبة ان ألقي الضؤ على بعض مضامين هذا الكتاب المميز الذي نحتقل يإطلاقه هذا المساء، عنيت به مؤلف خارج السرب للأستاذ جورج هاشم. ومنعاً للإطالة والتكرار فإن ورقتي ستكتفي بعرض سريع لقيمة الكتاب الإبداعية ولرؤيته الأساسية التي دارت حول أزمة الذات  العربية وما فيها من شروخ وثلوم تعطل مسيرة تقدمنا الحضاري.   
أجمل الكتب هو الكتاب الذي يُقرأ من عنوانه. وخارج السرب عنوان مقتبس من مثلٍ عربي هو: "طائر يغرد خارج سربه". وهو قول ملتبس. قد يقال في معرض الذم لما فيه من اعتزال وخروج عن الجماعة، ويقال أيضاً في معرض المدح لما فيه من ثورية ومشاكسة وخروج عن المألوف. 
فهل ثار وشاكس استاذ هاشم وخرج عن المألوف الممجوج وإلى أي حد؟ 
لا تتطلب الإجابة إعمال فكر. مجرد تصفح سريع لعناوين النصوص تنبئنا عن ماهية الكتاب. 
المألوف في هذه الأيام هو الفردانية والقوقعة على الذات والخوف من الآخر (كمثل ما هو حاصل في الموقف من لاجئي القوارب مثلاً). ونصوص خارج السرب عكس ذلك تماماً فهي متمردة خارجة عن المألوف، تقول ما تريد قوله بجرأة  خلاقة. والجرأة الخلاقة، هي عندي الجرأة الهادفة التي تسعى إلى التثوير والتحريض والتنوير، والتي هي عكس الهجاء الذي يشوِّه ويحقد ويشتُم. مثلي على ذلك مقالة: "لماذا جائزة جبران لرادوك". في هذه المناسبة، مناسبة منح الوزير السابق فيليب رادوك جائزة جبران خليل خبران التقديرية العالمية للإيداع، كان التيار العام يساير رجل السياسة اللامع، صاحب الاسم الرنان. اللجنة تمنح. والإعلام يشيد ويمدح، والجمهور يؤيد ويصفق، وجورج هاشم يخرج عن الجماعة يسائل وينتقد ويدعو إلى سحب الجائزة من الوزير فيلب رادوك. وفي انتقاده لم يكن متجنياً ولا شاتماً، وإنما جريئاً يضع النقاط على الحروف ويدعم رأيه بالأدلة والبراهين. وقد ذكّرنا بما نسيناه من مواقف وصفات لرادوك لا تليق باسم جبران وجائزته العالمية. وإني لأعتقد أن المقالة حققت غايتها: لقد حرك هاشم مجتمع الرابطة ونشّط ذاكرة أعضائها وكشف مستوراً كان غائباً عن ذهنهم. وأني لأعتقد أنهم بعد اليوم سيتريثون كثيراً قبل منح جائزتهم. 
إن أكثر ما يميز هذه النصوص هو جمالية السرد وإبداعه. فالمقالة عادة نص مستعجل
 يهدف إلى الإخبار ويتغاضى عن القيمة الفنية للعمل. أما مع نصوص خارج السرب فإننا نستشعر الإثارة ولذة الإدهاش والإمتاع كأننا نقرأ متخيلاً أدبياً فيه كل مقومات الجدة والأصالة: فيه السخرية التي هي (على حد تعبير ميلان كونديرا) بريق إلهي يكتشف العالم بالتباسه الأخلاقي، والإنسان في عجزه عن ان يحكم على الآخرين. وفيه الصورة الكاريكاتورية التي ترسم بالكلمات شخصيات ومواقف وحالات تخاطب حواس القارئ وتثير خياله من خلال التلاعب بملامح الأشخاص والأشياء والحالات. 
نقرأ نص "الجندي الاسرائيلي المختطف في غزة"، فنشعر أننا امام قصة أدبية مبدعة. فيها الخيال النشط والعاطفة الصادقة المترفعة عن الابتذال، والصورة الشعرية المكثفة الثرية الدلالات. وفيها استخدام للاسلوب الحداثي المتمثل بتيّار الوعي، وهو أسلوب يمكن الكاتب من الغوص في أعماق شخصياته ومكنوناتها الداخلية وما فيها من رفعة وضعة.  
"شاؤول آرون في الواحدة والعشرين من عمره. لا شّك فرح به أهله حين بشروا بمولده. فرقوا الحلوى رغم اشتهارهم بالبخل. ربوه "كل شبر بندر" سهروا عليه الليالي، أدخلوه أحسن المدارس. علموه أن بيت الفلسطيني بيته. . . أليس لكم أولاد في عمر شاؤول؟ أم أن أمثال شاؤول لا يدعون أطفالكم يبلغون هذه السن؟ لماذا لا تطلقون سراحه ليواصل أنشطته على الأرض. وما هي هذه الأنشطة ؟ تهديم منازلكم؟ مدارسكم؟ مستشفياتكم؟ أحيائكم السكنية؟ تفجير أطفالكم؟ شيوخكم والنساء؟ ما هذه التفاهات مقارنة بحرية الإنسان؟" (53). 
لا يسمح المجال بشرح مُفصّل للقيم الفنية الموجودة في هذه الفقرة، ولكنني أدعوكم لمقارنتها بقصة مشهورة لغسان كنفاني بعنوان "إلى أن نعود" التي يعتبرها الباحثون ملحمة من الملاحم الإنسانية البارعة.  
ليست هذه الفقرة إلا مثل صغير من عشرات الفقرات أمثالها أترك لكم متعة اكتشافها.
الفكر الشائع في ثقافتنا أننا عندما نريد ان نثني على جهد أو فعالية فإننا نصب اهتمامنا 
على الأسماء البارزة: قادة العمل ورؤسائه ورعاته. أما أن نتوّجه إلى أصغر خيوطه، فهذا شيء لم نعهده في فعالياتنا. أما في نص "ميراث في البال... أم وسام على صدر الجالية". فالكاتب يتوجَّه إلى كل طفل وطفلة ساهم في المهرجان. إلى الجنود المجهولين، إلى ربات البيوت الأمهات اللواتي وقفن وراء العمل ودعمنه بصمت.  وهو عندما أتى على ذكر الرؤوس لم يتطرق للأفراد بل للجماعات. للجنة المهرجان. للمدرسين ككل. للمدارس ككل... وهكذا. ولم يأت على ذكر الأسماء الفردية ألا لماماً وبكلمات قليلة خجولة.
          هذا في الشكل. اما في المضمون فالكتاب محكوم برؤية تثويرية تحريضية. فالاستاذ هاشم يكشف بجرأة عن الشروخ المتأصلة في الذات الجماعية العربية. وهو يتحسس صادقاً هذه الشروخ في كل قطر وكل شريحة وكل طبقة: من لبنان إلى العراق إلى مصر إلى سوريا، ففلسطين، فدول الخليج وليبيا والسودان. ويتناول مختلف الميادين السياسية والاجتماعية والوطنية. يضع يده على الجروح الأشد نجاسة: الطائفية والمذهبية والإقليمية والطبقية، فيكشف عن قصور الذات العربية في مسايرة الركب الحضاري فهي لا تزال تعيش بعقلية القبيلة وتتكلم لغة العماء التي هي حسب غسان كنفاني لغة القمع والتضليل والإقصاء.  
ففي نص: "وإن زنى وإن سرق" خرج هاشم عن الخطاب السائد في هذه الأيام في مجتمعنا الأسترالي الذي ينسب العنف والتخلف للإسلام، فجزم أن هذا الحديث مدسوس على الإسلام بدعوى أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، جاء بثورة على كل قيم الجاهلية. وجزم هاشم أن هذا الحديث امتداد للعقلية القبلية التي كانت مسيطرة في الجاهلية حيث كل شيء مبرر لمصلحة القبيلة: الكذب الخداع، نكس العهود، نقض المعاهدات، الوشاية، الحرب النفسية... ومن ناحية أخرى نوّه إلى طمس آخر لعقوبة الزنى في الإسلام. أبرز المنظرون العقوبة التي تطال المرأة وتغاضوا عما يطال الرجل. وهذا أيضاً شرخ في الذات العربية التي تراجعت عن الركب الحضاري الذي كانت سائرة فيه في ستينيات القرن الماضي فاغمطت المرأة أبسط حقوقها ورجعت بها القهقرى إلى عصر الانحطاط والحريم. 
نردد في مجالسنا وعلى المنابر وفي المناسبات الاجتماعية عبارات توحي أننا قوم متجانسون 
منسجمون مع بعضنا البعض: كلنا إخوة: كلنا عرب. كلنا مسلمون. كلنا أبناء حوّا وآدم، أما على أرض الواقع فنحن متقوقعون على الطائفة والقبيلة والطبقة الاجتماعية. مأزومون في هويتنا، ضبابيون في انتمائنا. التقط جورج هاشم هذا الشرخ وأبرزه في العديد من النصوص, ساكتـفي باثنين منها منعاً للإطالة: 
"الذكاء اللبناني؟ فضحونا فضحهم الله". وفيه يقول على لسان لجنة بحثية دولية: 
تنقلت اللجنة من النهر الكبير شمالاً إلى أقصى الجنوب، ومن الساحل إلى الجبل والبقاع، فلم تجد من يقبل بالمشاركة على أنه لبناني. فهذا محسوب على سوريا وذاك على افغانستان وأخرى على "فغنسا"، ورابع على أميركا وخامس على امير مؤمني داعش او النصرة، وسادس استبعدته اللجنة لأن زيّه أو لحيته أو إيمانه يدل على أنه باكستاني أو أفغاني أو شيشاني. وسابع اجاب أنّه من ولاية الفقيه وهو يقيم مؤقتا في الدولة اللبنانية. وتاسع لاجئ بدوام كامل أو لاجئ بدوام جزئي و و و الى آخره. 
وإن كان هاشم قد خص لبنان أكثر من غيره في هذا النوع من المقالات، ولكنّه لم يهمل ولم يستثن الأقطار العربية الأخرى من الفضيحة اللبنانية. نأخذ مثلاً مقالة: "عيد بأية حال عدت يا عيد" التي تستعرض أزمة المواطن المصري والعراقي والسوري والليبي والجزائري والسوداني والفلسطيني فاذا حالهم ليست باحسن من المواطن اللبناني. ففي مصر أم الدنيا لا زالت نواطير مصر نائمة عن ثعالبها. وفي فلسطين نزاع مخزٍ على شبه سلطة مكبّلة بالاحتلال. وفي العراق استئصال أقليات ومعارك مستمرة بين علي معاوية، بين الحسين ويزيد. دولة كردية، دولة شيعية، دولة خلافة. وفي سوريا، انحصرت المعارضة الشريفة بين مطرقة النظام وسندان الارهاب. وفي ليبيا يتقمص القذافي بالمئات. والجزائر يحكمها عاجز، وكأن بلد المليون شهيد نضبت من الاحرار. وهكذا... 
والمغتربون العرب في أستراليا ليسوا أفضل حالاً من إخوانهم في الأوطان الأم. فهم رغم مناخ الحرية والديمقراطية والمساواة الذي يعيشون فيه لا يزالون في دواخلهم دكتاتوريين وعنصريين وطبقيين وطائفيين. أترك لكم مستمعي الأعزاء فرصة اكتشاف هذه الرؤى والاستمتاع بها لدى قراءتكم لهذا الكتاب المميز      
    هذا غيض من فيض مما جاءت به نصوص كتاب خارج السرب
لقد أثلج هذا الكتاب صدري وأبرأ سقمي ورأيتني أقول: إن عقلاً نيراً وطاقة ثقافية واعية مسؤولة موجودة بيننا كأستاذ هاشم، لعلامة أن دنيانا بخير وربيعنا العربي لا بد له أن يزهر.  

نجمة خليل حبيب 
سدني استراليا 
‏2015/07/06