تاريخ/ عبدالقادر رالة

قررت أن أتوقف عن قراءة ما كتبه المؤرخون...لن أعيد قراءة ما قرأته من كتب...بدأت أشعر بالسعادة وبمعنى جديد لحياتي لما تخليت عن الكتب ، وأدركت لماذا لا يتعذب الناس العاديون ويشعرون بالغبطة لأنهم لا يعرفون التاريخ ! لا يعرفون خيانة الوطن ولا التنكر للدين والاستهزاء بالأمة.. لا تؤلمهم الهزائم المتكررة في المائة سنة الأخيرة....
تحولت الى انسان أخر جديد.. انصرفت إلى شؤوني الخاصة، والكتب كلها بعتها وأكلت ثمنها وشربته عصيرا وحلوى مع الأصدقاء في مقهى العربي... حتى الأصدقاء لا حظوا تغيري إذ صرت غير مبال بما يتحدثون وحول ماذا يتناقشون...لم أصر أتحمس للأبطال الحقيقيين في زمن العزة والكرامة...أو لأنصاف الأبطال في زمن الردة والمهانة...لم أصر أتحسر بألم عن حال أمتي التي كانت خير الامم فصارت أخرها وتكالبت عليها أمم كانت في زمن العزة تعيش في الكهوف والمغارات !
تغيرت كلية وصرت قليل الكلام...أتحدث قليلا وأصمت طويلا...وصرت أحس أن لا تاريخ لي ، رغم أن اولئك الأبطال العظام والجبناء القذرين والخونة الأشرار لا علاقة تربطني بهم سوى أنهم أبناء أمتي أو وطني...
لكني كنت دائم الاحساس أن شيئا ينقصني لا أعرف ما هو؟ لي طفلين .. بنت جميلة وولد رائع... و وظيفة.. أحسست أني انسان بلا جذور... تلك الجذور انقطعت منذ أن توقفت عن قراءة تلك الكتب، منذ أن انفصلت عن أولئك المؤرخين وأبطالهم....
الشجرة لا تستطيع ان تعيش بدون جذور واذا بقيت لمدة طويلة بدون جذور فإنها حتما ستيبس ثم سرعان ما تهوى على الأرض...وأنا أيضا صرت كالألة ، ألة بلا تاريخ وبلا أحلام...جميل أن يتشارك المرء مع أمته وابناء شعبه في الأحلام....الاكيد أني سأسقط يوما....
وبدون أن أشعر وجدت نفسي أعود الى كتب التاريخ... فعلى صفحاتها تنعكس روحي وأجد فيها نفسي، حتى وإن كانت كتبا لا تتحدث الا عن الألم والخيانة والهزيمة !

الممثلية القنصلية تعود لدورها/ غالم مـــدين

كم أنا مسرور  لأول مرة  أشعر  بحسن الإ ستقبال من قبل الممثلية التي يصرف عليها الشعب من أجل خدمة المواطن أين ما كان، كل ماقيل  من قبل و الذي شبه بأنه جبل من الحواجز ، هذا الجبل لم يترأة لنا هذه المرة ، و نحن نقصد القنصلية العامة الجزائرية في باريس، قصد إفاء غرض أداري و تسوية والتصديق على محرارات أدارية , لم يستغرق الأمر أكثر من 15 دقيقة،  و كانت الوثيقة بين أدينا بدون مماطلة أو تعجيز أو عرقلة، بل العكس هو الذي حصل إذ سويت بدون عراقل أو تعقيدات مثل ما كان بعض الموظفيين يتحججون بها ،لحاجة في نفس يعقوب .
كان هذا ثاني  إتصال بالهيئة القنصلية في باريس  , و ما زاد في سيرورة حسن قضاء الحوائج , تلك السيدة التي كانت تشرف على الإستقبال و مراجعة  الوثائق ،لم نلاحظ عليها تكشيرة مثل ماكان سابق بل الإبتسامة و حسن الإستقبال كان هو سيد الموقف ،من قبل  السيدة   مليكة  التي  يقال بأنها إبنت مدينة عين تموشنت حاولت معرفها مسقط رأسها  لكنها أعتذرت بلباقة  معللة بأن هذا عملها ولم تقدم خدمة منها ، و نعمى الموظف بهذه الخصال ، لقد كان الإستقبال في مستوى عظمة الجزائر و ما أدراك ما الجزائر، لقد تجلى إلي عودة الدور الريادي للجزائر منذ تربع الوافد الجديد على رأس الدبلوماسية الجزائرية  التي ضخ فيها دماء جديدة،بكل صدق  تفاجأة بذلك المستوى من الإستقبال ، و سرعة تنفيذ الغرض الإداري، كنت برفقة أخي فقلت هل نحن فعلا في القنصلية الجزائرية ، مكمن المفاجئة نابع من تدعيات التصرفات السابقة من قبل بعض الموظفيين .
في ومضة من المقاة و مع سلسلة من الإبتسامات و الكلام الطيب أذلج القلب من قبل تلك  السيدة في شباك الإستقبال ،و إعطاء المعلومة للمواطن ا لمهاجر في شتى مناحي الأغراض الإدارية .
الدبلوماسية الجزائرية عادت الى دورها الريادي  في جميع  المناحي ، أول مرة أشعر أن الدبلوماسية الجزائرية أضحت تولي أكبر قدر من الإهتمام بالمهاجر الجزائري ، ولنا دلائل عديدة  تبشر بعودة  هيبة الجزائر .على الصعيد الدولي  و الحج الى الجزائر، لأخذ رأيها في أمهات القضايا على المستوى الدولي، والإستأناس  بوجهات النظىر  في هذه القضايا 

هل بإمكان النقد أن يوقف الأخطاء المتوارثة والاقتباسات النتية؟/ هدلا القصار

في البدء نسجل كلمة لصالح هدف ما سنقدمه من رؤى لما نريد إيصالها كي لا يفهمنا البعض خطًاً ، لأننا حينما نتناول النقد البناء للمنفعة والتصالح مع الذات ومن غيرتنا على من يهمنا أمره وهو الكاتب المثقف وأعمدة منزله الثاني، " جالري غزة الثقافي" ومركز غزة للثقافة والفنون/ يوتوبيا " فمن البديهي أن لا يكون نقدنا نابعاً من الكراهية، بل من الوعي والأمانة بالرؤيا الأدبية الخالصة، لكي نخرج معا إلى الحقيقة، بما أننا نحاول جاهدين أن نكون خارج ابتذال العلاقات الشخصية واختلاطها بالعاطفة والمحسوبيات وأرصفة رفقاء الدرب وطاولات المنازل وغيرهم من المحطات .... 
ولأننا ككتاب وشعرا ومثقفين نطمح أن نكون الأفق السليم من خلال كلم الفكر، وقلم النزف" لنرتقي معا من اجل إبراز إبداعات توسع عناوين مجالات المراكز الثقافية التي تثبت للعالم أن الشعب الفلسطيني ما زال من مكانه ينتج إبداعا صادقا ..... 
وبالطبع هذا يعتمد على مراكزنا الثقافية الداعمة التي تحتضن المثقف عامة والجيل الشاب" الذين يخطون مواهبهم وأحلامهم وما سكن مخيلتهم من كوارث الحروب والقتل والإبادة بأوراق معبرة يتوجب دعمها لإنارة تاريخ خطنا الإبداعي .... من خلال نقدنا وآرائنا المتكئة على الواعي والبناء الثقافي الخالي من الرتوش  .
لذا نعود إلى ما نرمي إليه فمنذ افتتاح "جالري غزة الثقافي "  أواخر أكتوبر/2014 وحتى كتابة هذه المقالة نظموا" ما يقارب تسعة  فعاليات موزعة بين أمسيات شعرية وندوات أدبية ناجحة وبالطبع بمشاركة "مركز غزة للثقافة والفنون "يوتوبيا" التي تبنت برنامج " تحت الطبع " فكان الجو العام ناجحا إلى حدا ما، من ناحية تفاعل المتلقي والحضور الذي تجاوز حدود المكان، حسب تتبعنا للحركة الثقافية التي ندعى إليها للمشاركة  كإعلاميين وكتاب نقاد وشعراء مهتمين بدعم الحركة الثقافية التي ننتمي إليها ونتعامل معها كعائلة وزملاء مخلصين للكلمة والقلم لما يقدمه هاتين البيتين من إبداعات متنوعة تصب لمصلحة الكاتب المبدع ولكل من ينتمي لهذا المكان الدافئ .. لطالمة جمعنا بفعاليات عدة منها الشعر والرواية والقصة وإبداعات الفنون والمعارض الفنية والتصوير الفوتوغرافي وغيره، قبل أن يبيد هذا المكان الذي كان بمثابة حديقة الأدباء والمثقفين .....
والحديث يدور كذلك حول " مركز غزة للثقافة والفنون، التجمع الشبابي من أجل المعرفة " يوتوبيا" الذي يركز على نهوض المجتمع الفلسطيني ورسائله الإبداعية والحضارية، المتأهبة لكل من يملك قريحة الإبداع، ساعيين على مدار الوقت لارتقاء ودعم جيل الشباب والوقوف إلى جانبهم لرفع معنوياتهم ومساعدتهم من خلال برنامج "مبادرة تحت الطبع " الذي خصص لمنفعة الكاتب الذي يستحق طباعة إبداعه بعد وضعها على طاولة المناقشة، والنقد البناء، والآراء الصائبة، والملاحظات الموضوعية، لنقول للكاتب الناشئ أين يجب أن يقف ومن يجب أين يستمر، ولما يجب أن يعيد النظر بأعماله مرات أخرى، بكل أمانة من اجل أن يصبح لدينا جيل خالي من التملق والمجاملة وغيره من سلبيات المجتمع، من خلال هذا البرنامج الذي فتح للمثقف أبواب انطلاقته بطريقة  حضارية ..... لولا بعض المتطفلين  على الأدب لتنصيب أنفسهم بتعقب مداخلات من سبقهم طرح رؤيته لعيد تكرارها بصياغة أخرى، وبالطبع تأتي تعليقاتهم حسب التبعية وما يريدون تنصيبه خصما أو صديقا " وبعضهم من يغني خارج السرب حين يأتون بورقة رؤيوية جاهزة ومقتبسة من عدة مواقع الكترونية ليبدوا للمتلقي على أنهم يحملون بصمة المعرفة والتيقن بالرؤى بما لا يناسب الموضوع المطروحة للمناقشة، على أساس أنها من  تحليلهم الأفلاطوني ... محاولين استبدال النقد البناء بالذم أو المدائح  التي لا تغني ولا تشبع جائع . ومثل هذه الأفعال تشوه الخط الأدبي الناصح ....  
أن ما قصدناه هنا من تسجيل هذه الملاحظات ليست ألا من غيرتنا على مصلحة  الكتاب ومنزلهم الثقافي، وان ما نقوله هنا ليس لغو إعلاميا، بل لدينا ما يثبت حقيقة هؤلاء الأشخاص الذين يتقنون الكتابة بأعينهم التي تصطاد إبداعات المثقف الحقيقي بطريقة  "قص ولصق" موضوعات كتاب تعبوا لإيصال ما ترمي إليه رؤيتهم بمجهداتهم الخاصة .... ودن أن يستعينوا بمقولة (الحاجة أم الاختراع) أو يبعثرون أوقاتهم بالبحث في المواقع الالكترونية ، بدل العمل على  قراءات شخصية أو استنتاجات فردية ....  
ومن هذه النقطة نسجل خطأ  إدارة هذا المركز التي صاغت برنامج تحت الطبع" حيث ترك للكتاب الذي يراد مناقشة أوراقه المقدمة من هذا البرنامج الذي يعني ما قبل الطبع، أن يختار من سيقيم نصوصه بشكل أولي بالتعريف المخلص لنتاجه الأدبي... فهذا لا يجوز لأنه يجب أن يبقى من يجب أن يقدم تقيم أعمال الكاتب للجموع أو المتلقي أن يبقى في البدء سرا بينه وبين المركز المعني أو أن يبقى بمثابة الملك أو الجندي المجهول، حتى حضور الجلسة الحوارية، التي ستناقش أعمال الكاتب بكل أمانة وتقنية وشفافية مطلقة، بعيدا عن التبعية أو الخصخصة أو أي وساطة من هنا وهناك . وان يبرز رؤيته لخط الكاتب، وليتعرف على ما له وما عليه لإنجاح مستقبله دون نفاق أو ما شابه .
كما كان يجب أن يتم اختيار وضع الشخص أو الكاتب المناسب في المكان المناسب،  وبهذا سيبعد تأثيرات والعلاقات الخاصة، والشللية، والتعاون، والمجاملات الفارغة التي قد تؤذي الكاتب بطريقة أو بأخرى  .
أن هذه الملاحظات الأخيرة للأسف إعادتنا لأيام مؤتمر قصيدة النثر الفلسطينية " التي أقامها مركز غزة للثقافة والفنون" في مركز مسحال الثقافي " هذا المؤتمر العملاق الذي ضم مجموعة لا باس بها من الأدباء والشعراء، كانت بالنسبة لتقييمنا ككتاب اكبر من حجم غزة حسب التقدير من حيث البرنامج والرؤى والهدف، ومن حيث الكم الهائل من الحضور الذي أدهش الإعلام والنقد وإربك توقعات البعض . 
لكن للأسف لم تكتمل الصورة حين شوه هذا المشهد الحضاري... حين زج بعض من لم يمسهم الادب ليكونوا في مثل هذا المؤتمر الذي يخص الشعر وما تفرع منه ك " قصيدة النثر" التي ما زالت تنكر من قبل شعراء "العامودي" والموزون، والتفعيل وغيرهم من المتمردين على قصيدة النثر،  
فكيف لأشخاص لا ينتمون للشعر!! أن يتواجد بعضهم على طاولة التعريف بقصيدة النثر تحديداً، لطالمة كثر الحديث والتأويل حولها ... ومن بينهم الأديب والقاص محمد نصار" مع احترامنا وتقديرنا لشخصه ومن معه، وهذا ما شعر الحضور أن أدارة "مركز الثقافة والفنون، كان ينقصها أن يملاء ما تبقى من وقت المؤتمر كيفما كان وإلا لما تم حشو هذا المؤتمر القيم بأشخاص لا يمكن أن يكونوا إشارة سير للشعراء والشعر وتصنيفاته، هذا ما عدا ما قدمه البعض من أوراق مقتبسة من صفحات الحاسوب، وهي بالطبع لم تكن تمس قصيدة النثر بشكل خاص، وهذا يثبت لنا كنقاد أنهم بعيدون كل البعد عن البحوث الأدبية كما قدم البعض .
لكن أن ما يبرر خطأ المركز الثقافي هو أننا لم نتمكن من معرفة من اختار أسماء  هؤلاء ووضعها داخل لائحة المؤتمر وكيف تم اختيارهم . ولان  كان الأولى من يجب التعريف عن قصيدة النثر وروائعها ومهامها أن يكون شاعرا أو ناقدا أكاديمي، وهنا لا نعني ذاتنا بل هناك العديد من هم أولى بالحديث عن قصيدة النثر خصيصا ...
وأخيرا ندلي برأينا انه يجب مواجهة هؤلاء الأشخاص باقتباساتهم ومستندات سرقات وروابط الكترونية الموقفة 
بأوراق وبراهين وروابط موثقة لهؤلاء الأشخاص، ونشرها على صفحات الانترنت، لكي يتعظ السارق، ولكي يبقى الأدب محاطا محصنناً وبعيداً عن المساومات، بما أنهم لن يفيدوا الكاتب أو المتلقي أو حتى الأجيال التي ما زالت تحبوا على أبواب الشعر والأدب عامة، ويجب على الإعلام والنقد ملاحقة كتاباتهم المرسلة للمواقع الالكترونية، وأن نضع مثل هؤلاء الأشخاص تحت المجهر لعل يصلح ما أفسده المفسدون حفاظا على مجهودات أفكارنا وحبر أقلامنا .....

لكل نهاية بداية/ سهى بطرس قوجا

في نهاية كل عام وقبل أن نودعه لنستقبل الجديد ( 2015 )، لنا وقفة قصيرة مع قراء هذه السطور المتواضعة الكرام، نذكرهم بأن الأعوام تمضي وهي مثقلة ومحملة بكل ما مرّ عليها من أشخاص كانوا فيها ورحلوا عنها قبل أن تنتهي وأستقبلت آخرين سيعطون للحياة رونقها بأسلوبهم الخاص، وأحداث برزت وتركت بصمتها وفعلتها باختلافها! هي حياة ماضية وهي أعوام تتسابق لكي ترحل بما أخذت وأعطت بنسب متفاوتة، تاركة الإنسان في الدنيا يستقي من كل شيءٍ وليس لهُ غير أن يتقبل ويقبل بما كتب له وقُسم.
كل الأشياء في الحياة بصورة عامة تبتدئ وتنتهي وهي تاركة فيما بينها فسحة كبيرة شاهدة على كل ما مرّ عليها وبقي فيها! ومثلما لكل حياة بداية ونهاية، ولكل زهرة ظهور وذبول، فأن لكل قصة إنسان يكون بطلها، يؤدي أدوارها ويمارس أحداثها ويخرج بنتيجة منها. لذا يطيب لنا في كل عام وقبل أن تقترب نهايته، أن تكون لنا وقفة على إطلاله، فيها من التأمل الكثير والكثير بما تحتويه. لنا وقفة على عتبات نهاية عام لكي نودعه ونتذكر معه كل ما كان فيه ومن كان، لأخذ العبرة والعظة للقادم ولتقويم ما يحتاج إلى إصلاح.
كثير من الناس يعملون حساب لكل ما في الحياة وهذا الصائب ولكن ليس المبالغة فيه! كثيرون يخافون مما ليس له أساس في الواقع أو بالأحرى الغير موجود! يصنعون أسبابه ويعيشون نتائجه ... أنهم يستهلكون أنفسهم ويميتون أرواحهم في سبيل إرضاء ما يخطر على المخيلة والقادم من تخمينات موجودة فقط في جعبة من يريد أن تكون حياته مجرد صورة باهتة. الحياة نعم لا تخلو ولكن لا يجوز أن نتعامل معها بأسلوب أن لم نغلبها غلبتنا وأدمتنا! لا يجوز عيش التباين الموجود بين مختلف فئات البشر ولكن بالمستطاع عيش التقارب إلى أقصى حدّ ممكن من أجل حياة بسيطة وفيها معنى أجمل.
الحياة ليست بتلك القوة والقساوة ولكن الإنسان حينما يقسى على نفسه يجعلها قاسية وصعبة المزاج والمراس، ومن ثم يراها وكأنها طوفان وأصابه! يعاملها بمزاجية متقلبة ويعاندها ويخاصمها ويعيش التحرر الأعمى منها، بمعنى يريد منها ما ليس منها، بل ما هو صانع فيها حينما يعيش الرغبات والتقلبات!
ونعلم بأن الحياة فيها الكثير وهذا بدوره يحمل الأكثر والذي بنفس الوقت يحمل السلبي والإيجابي من الإنسان ذاته، لكن هي لم تخلق بصورة مشوهة وقبيحة ولكن فعل الإنسان بأختلافه هو من يجعل الحياة تبدو كذلك في عين كل قاطنها. هو من يخلق المشكلة وهو من بيده من يجعلها لا تكون، حينما يقلص من حجمها ولا يجعلها تأخذ مداها في حياته وتؤثر على من يحيطه. الحياة باقية وتنتظر من الإنسان الكثير لكي يبقيها بنفس درجة نقائها وجمالها التي خلقت منه، عليه أن يحافظ على روحيتها لكي تبقى نابضة ويشعر هو بطعمها وبقيمتها وبقيمته ودوره المكمل لها.
كل شيء في هذا الكون له حقه وبعده ويجب أن نحافظ عليه. هنالك شيءٍ اسمه تكامل وتجديد لابد من تطبيقهما وليس فقط ترديدهما! تجديد للحياة من خلال تجديد الذات ومحاولة صقلها قدر المستطاع بدون انقسام وإزدواجية وفرض وتفضيل. كما للإنسان روحًا كذلك للحياة روحًا لا تحيا بدونه، وهذه هي رسالتنا نحن البشر في الحياة، أن نحافظ على روح الحياة ونتجاوز كل ما يبقي ذواتنا تحتار في زحمتها. حينما نعطي لكل شيء بساطته حتى وإن كان فيه صعوبة، فإننا بهذا نعطيه الفرصة في النصر عليه وجعله يكون في قبضة اليد فينفعنا ويفيدنا. ففي الإنسان قوة جبارة في تخطي كل ما يعترضه ولكن غالبا لا يعرف كيف يستغلها أو كيف يخرجها من أعماقه.  
دائما أقول أن للحياة لحنًا رقيقًا ليس كل أذنًا تعرف أن تميزه ... أليس كذلك؟! أحيانا كثيرة يدرك الإنسان كم هو بحاجة إلى أن يستمع لصوت الحياة ويعيش لحظات مع ذاته ويستمع لها بعيدًا عن ضجيجها وعن كل ما هو شارد فيها. وجميعنا مطلوب منا أن نفهم أنفسنا لكي نحبها ونفهم الحياة ونحبها في كل وقتًا.
أكتب لحياتك قصة جميلة فيها لحنًا فريد خارجًا من أعماقها وله صداه. أجعل نفسك لا تُصارع أي رغبات أو أفكار شريرة بل حاول دوما أن تعيش الاشتياق لها لكي تكون أقرب منها وتحاول أن تكون فيها. حاول أن تتواصل معها لتذوق السلام الداخلي وتعيش الأمان. وكن على يقين بأن كل يوم لهُ تدبيره وكل ساعة لها دقائقها ولحظاتها. أشعر بروعة الحياة وفكر بعمق ذاتك، فهي من تجعلك إنسانًا يعرف ويحس بقدره.  
.... كل عام وأنتم بخير وسلام وسنة مباركة للجميع ....  

موكب النـور في نفق الظلام/ مهندس عزمي إبراهيم

الكتاب المقدس، دستور المسيحية الروحي، يتكون من قسمين: العهد القديم والعهد الجديد. العهد القديم، بإيجاز، يبدأ بسيناريو تكوين الكوْن وخلق الإنسان، ثم سياق الحوادث وتسلسل الأنبياء المرسلين من الله لهداية البشر عند نشازهم، ووعود الله لليهود أصحاب الدين السماوي الوحيد حينئذ. ويتضمن العهد القديم أكثر من ثلاث مئة نبوّة عن مجيء المسيا أي المسيح ليعطي خلاصاً للعالم.
أما العهد الجديد فيبدأ بميلاد السيد المسيح، ثم حياته على الأرض وأعمال تلاميذه ورسله، شهود عيان تطابقت شهادتهم بدقة رائعة، عن أقواله وأعماله وصلبه وقيامته من الموت وصعوده تحقيقاً للنبوّات التي قيلت آلاف السنين مسبقاً بالعهد القديم. والعهد الجديد جاء مكملاً للعهد القديم حيث قال السيد المسيح "ما جئت لأنقض بل لأكمّل" (متى 17:5)
والكتاب المقدس بعهديه، و ما احتوت صفحاته من دقة المطابقة بين من أحداث وأقوال في أوقات وعصور وأماكن متبانة تؤكد أنه لم يتغير ولم يُحرَّف كما يَدَّعي الجُهال والكارهين والمغرضين. وصمود الكتاب في مواجهة كثير من الإدعاءات شاهد على قوة كلمة الله الحق. لأن كلمة الله لن تهتز ولن تتزعزع أمام تلك الحملات الخبيثة من بعض المسلمين الذين يظنون أن دينهم يرقى ويعلو بمهاجمة الكتاب المقدس. كما أن صمود الكتاب هو أمر واقع ومتوَقَّع، اذ قال المسيح "ان السماء والأرض تزولان، ولكن كلامي لا يزول أبدا" (مرقس 31:13)
*******
يبدأ العهد القديم بسفر التكوين الذي أفتتح بسيناريو خلق اللـه للكون فقال أول ما قال "في البدء خلق الله السماوات والأرض، وكانت الأرض خربة وخالية، وعلى وجه الغمر ظلمة، وروح الله يرف على وجه المياه. وقال الله: ليكن نور، فكان نور." ومن هنا نرى أن أول ما احتاجته الأرض وما تحتاجه البشرية لتحيا وتعمل هو "النــــور". وفي العهد الجديد، في أكثر من موقع يوضح أن المسيح هو "نــور العــالم". كما يوضح أيضاً أن المسيح هو "الكلمــة" و"الكلمة هــو اللــه". 
إنجيل يوحنا يبدأ هكذا "في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله، وكان الكلمة الله. هذا كان في البدء عند الله. كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان. فيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس. والنور يضيء في الظلمة والظلمة لم تدركه. كان إنسانٌ مرسل من الله اسمه يوحنا. هذا جاء للشهادة ليشهد للنـــور لكي يؤمن الكل بواسطته. لم يكن هو النور بل ليشهد للنـــور. كان النـــور الحقيقي الذي ينير كل إنسان آتيا إلى العالم. كان في العالم، وكوّن العالم به، ولم يعرفه العالم. إلى خاصته جاء وخاصته لم تقبله. وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنون باسمه." (يوحنا 1:1-12)
"والكلمة صار جسداً وحلّ بيننا ورأينا مجده مجداً كما لوحيدٍ من الآب، مملوءاً نعمة وحقاً. يوحنا شهد له ونادى قائلا هذا هو الذي قلت عنه أن الذي يأتي بعدي صار قدامي لأنه كان قبلي. ومن مِلئه نحن جميعا أخذنا ونعمة فوق نعمة. لأن الناموس بموسى أعْطِيَ  اما النعمة والحق فبيسوع المسيح صارا. " (يوحنا 14:1-17)
"وهذه هي شهادة يوحنا حين أرسل اليهود من أورشليم كهنة ولاويين ليسألوه من أنت لنعطي جوابا للذين أرسلونا؟. ماذا تقول عن نفسك؟. قال أنا صوت صارخ في البرية قوّموا طريق الرب كما قال اشعياء النبي". وأكمل يوحنا شهادته "أنا أعَمِّد بماء. ولكن في وسطكم قائم الذي لستم تعرفونه. هو الذي يأتي بعدي، الذي صار قدامي. الذي لست بمستحق أن أحِلَّ سيور حذائه." "وفي الغد نظر يوحنا يسوع مقبلا إليه فقال هوذا حَمَل الله الذي يرفع خطية العالم. هذا هو الذي قلت عنه يأتي بعدي رجل صار قدامي لأنه كان قبلي."
*******
العالم يحتاج إلى النور. وحينما كان السيد المسيح في حياته على الأرض قال "ما دمت في العالم فأنا نور العالم" (يو9:5). وقال "أنا نور العالم، من يتبعني فلا يمشي في الظلام بل تكون له نور الحياة", (يوحنا 8:12-13). 
وقال لتابعيه "أنتم ملح الأرض فإذا فسد الملح فبماذا يُمَلَّح".. وأكمل قائلًا: "أنتم نور العالم. لا يمكن أن تخفى مدينة موضوعة على جبل. ولا يوقدون سراجًا ويضعونه تحت المكيال، بل على المنارة، فيضئ لجميع الذين في البيت. فليضئ نوركم هكذا قدام الناس لكي يروا أعمالكم الحسنة ويمجدوا أباكم الذي في السماوات" (مت5:14-16).
مسيحيو الشرق هم الخميرة الطيبة ببلاد الشرق. هم، على مدى العصور، نور يضيء الشرق الكبير بأعمالهم الحسنة. هم شموع في موكب النور. وعَبْرَ السنين قسى الشرق الإسلامي عليهم باسم الإسلام، واستناداً على نصوص قاسية ظالمة صريحة بالقرآن والأحاديث وإكبارها على نصوص طيبة سمحاء صريحة بالقرآن والأحاديث. ودأب الشرق الإسلامي على اضطهاد مسيحييه بشتى فنون الاضطهاد بدءاً من الحرمان من أبسط الحقوق الوطنية ثم التكفير والتهجير، وحرق وتدمير الكنائس والمنازل ومحال الأعمال، وسفك الدماء واغتصاب النساء وخطف القصر أناث وذكور وأسلمتهم... وغير ذلك. قُتِل من قُتِلَ من مسيحيي الشرق، واختفى من اخْتُطِفَ، وهاجر من هاجر.. فقلَّت الشموع تدريجياً، فتضاءل موكب النور حتى انعدم تماماً من بعض بلاد الشرق.
*******
وبمناسبة فرحة الإحتفالات بعيد ميلاد السيد المسيح بالعالم أجمع. أدرج هنا تفاصيل تجسّد الكلمة: "وكان في تلك الكورة رعاة متَبَدّين يحرسون حراسات الليل على رعيتهم. واذا ملاك الرب وقف بهم ومجد الرب أضاء حولهم فخافوا خوفا عظيماً. فقال لهم الملاك «لا تخافوا.فها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب. إنه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب. وهذه لكم العلامة تجدون طفلا مقمَّطا مضجعا في مذود.» وظهر بغتة مع الملاك جمهور من الجند السماوي مسبحين الله وقائلين: «المجد لله في الاعالي وعلى الارض السلام وبالناس المَسَرَّة.» (لوقا 2:1-14)
المجد لله في الأعالي فعلاً.. ولكن.. أي سلام على أرضِكَ يا شرق!!؟؟ وأي مَسَرَّة بناسِكَ من كل دين حتى المسلمين!!؟؟ سلام ببلاد "الكفار" إلا من تهجمات المسلمين عليهم!!! ومسرة بأهل الغرب إلا من حزن على أحبة فقدوهم على أيدي المسلمين!!!
الحرب والدمار، والقتل والسحل، واغتصاب الأرض والعرض، والارهاب وقطع الرقاب، وأكل القلوب والأكباد... وكل الموبقات تملأ دروب الشرق الإسلامي ولا أرى اهتماماً من حكام وساسة و إعلام وقضاء وشيوخ الأزهر وفقهاء الإسلام، ولا أقول علمائه فما هم بعلماء. قيل في سفر الكتاب المقدس "الحكيم عيناه في رأسه أما الجاهل فيسلك في الظلام" (جا2:14)
يقول الأزهر المدَّعي بالاعتدال والوسطية، أن القاتل المخضبة يداه ولسانه وضميره "مؤمـن" وأن البريء المسالم عفيف اليد واللسان والضمير "كافـر". أقول للأزهر إذا كان هذا مقياسك يا الأزهر للإيمان والكفـر.. فبئس هذا من مؤمنٍ وحبذا ذاك من كافـرٍ!!!
وهنا تنطبق الآية من أول أصحاح من الكتاب المقدس، وفي أول فقرة كتبت على لسان "اللـــه" خالق السموات والأرض منذ آلاف السنين لمن يفقه مدلول الحكمة "ورأى الله النــــور أنه حسن. وفصل الله بين النـور والظلمـة" (تكوين ا:5)
سيظل ما بقي من موكب النور في الشرق ينير نفق الظلام. ولو تضاءل النور (كما هو حادث ببعض بلاد الشرق) ثم انطفأت شموعه جميعاً (كما حدث باليمن والصومال والسودان وأفغانستان وغيرهم)   فلن يبق في النفق إلا الظلام.
*********
مهندس عزمي إبراهيـم

الطفل التائه/ عبدالقادر رالة

لقد تهت في حي غريب في مدينتنا الصغيرة ! أبكي...أصرخ ...ولا أفهم شيئا
سوى أن الناس يسألونني فلا استطيع الإجابة.. ابن من أنت؟ أناس لا أعرفهم
! ليس بينهم خالي ,ولا أحد منهم يشبه عمي ! كانوا سارعي الحركة...لولا
صراخي الحاد ما كانوا لينتبهوا الي...؟
أسمع كلاما مختلطا لا أفهم أغلبه...ربما هو من لا سيتي؟...لا اطفال لا
سيتي لا يلبسون مثل هذه الثياب الجميلة !...نساء هذا الزمن العجيب...
لماذا لا يراقبن اولادهن؟ هن محظوظات ... لو كان في مدينة كبيرة
لأختطف... أو بيع في سوق البشر؟؟؟؟ , من هؤلاء الذين سمحوا في ولدهم
الصغير؟ ...ما معنى كل هذا الكلام ....يستمر الكلام والنقاش ....ربما هو
من حي 500 مسكن! ,لا بل من حي الكاستور ...ملامحه لا تنبئ لا عن من
يكون والده؟ ولا من أي عائلة ؟ هم يتكلمون بسرعة وأنا أصغي تارة وأنفجر
باكيا تارة أخرى ...
ثم صمتوا فجأة ... كانوا ستة ... شرع أكبرهم في الحديث ...وكان ذو
لحية بيضاء تشبه لحية جدي منصور : ـ من الأفضل أن تأخذوه الى مركز الدرك
الوطني أو الى المسجد ...قد حان وقت صلاة العصر ! قد تعثرون على والده
أو أحد أقاربه أوجيرانه هناك...
الجزائر

السيد المسيح حزين في يوم ميلاده/ فؤاد شريدي

     أطفال العالم يتجمعّون حول شجرة الميلاد  .. وحول موائد الطعام التي تحتوي على ما لذ وطاب من المأكولات الشهية  ..والسيد المسيح حزين في عليائه .. يحدق والدموع في عينيه  .. في وجوه .. أطفال فلسطين  .. وأطفال سوريا .. وأطفال العراق  .. الذين يتجمعّون في خيام  .. يحاصرها الصقيع .. وتهز الريح أوتادها .. والتي قد تسقط على رؤوس من فيها  في أية لحظة  ... 

    السيد المسيح حزين في عليائه  .. حزين في ذكرى يوم ميلاده  .. وهو يرى كنيسته في القدس .. محاصرة .. والمذود الذي ولد فيه مصادر  ... واللصوص الذين طردهم من الهيكل  .. عادوا لاحتلاله من جديد  ... عاد اللصوص ليحتلوا كل فلسطين  .. عاد هيرودس من جديد ليقتل اطفال فلسطين  .. 

لقد بكى السيد المسيح .. يوم ادرك .. ان مجد الله بقي في الأعالي ولكن السلام لم يحل عاى الارض .. 

 لقد بكى السيد المسيح يوم ايقن .. ان فلسطين لم تعد بيتا للصلاة .. بل صارت مغارة  لأبناء الافاعي  .. واللصوص  الذين طردهم من بيته .. 

لقد بكى السيد المسيح .. يوم دخل الأرهابي الداعشي جورج بوش بجيشه ليدمر العراق ويقتل ما يقارب المليون من اطفاله.. وليمهد الطريق .. لولادة داعشي جديد اسمه ابو بكر البغدادي ليقضي على ما تبقى من الاطفال العراقيين ويقطع رؤوس الرجال ويسبي النساء  في الموصل ...      .. 

      الداعشي الذي يدعي الايمان برسالة السيد المسيح  عليه السلام... لا يختلف عن الداعشي الذي يدعى الأيمان برسالة  الرسول محمد صلى الله عليه وسلم  ويقتل المسلمين والمسيحيين على حد سواء .. ليقيم خلافته على دم الابرياء .. أذا كانت ( الداعشية تقوم على فقه الجريمة والقتل .. فان تنظيم داعش  والولايات المتحدة الاميركية ومعهما الكيان الصيوني المغتصب لفلسطين .. هم جميعهم ارهابيون وقتلة ..) جورج بوش وباراك اوباما ونتنياهو وابو بكر البغدادي وجوه لعلمة واحدة  ... يحملون أيدولوجية واحدة قوامها فقه الجريمة  ... 
     السيد المسيح يبكي في يوم ميلاده .. وسيظل يبكي حتى يخرج ابناء الأفاعي من بيته .. من كل فلسطين  .. وتعود الابتسامة الى اطفالها  .. واطفال سوريا  .. واطفال العراق  .. وتنتصر البشرية على هذا الوحش الدموي  .. الذي اسمه داعش  .. وتعود فلسطين بيتا للصلاة .. ويرددالمسيحيون والمحمديون بصوت واحد  .. المجد لله في الأعالي  وعلى الأرض السلام .. ويتجمع السوريون من فلسطين .. ومن الشام .. ومن العراق .. ومن لبنان والأردن  .. في مسيرة يظللها الغمام .. سوريا لك السلام  .. سوريا انت الهدى .. 
  وفي هذا اليوم العظيم  .. سيتوقف السيد المسيح عن البكاء .. وتعود الابتسامة الى شفتيه .. وسيعود الفرح بميلاده الى قلوب جميع البشر .. 

سدني – استراليا                                                  

قصائد ميلادية/ حاتم جوعية

يَسُوع ُ فادِي  البَشَر      
     (قصائد نظمتها بمناسبة عبد الميلاد المجيد)                   
                     
إلهَ   السَّلام ِ  َفدَيْتَ   البَشَرْ         بعيدِكَ  يفرَحُ   حتى  الحَجَرْ       
فأنتَ  المَلاذ ُ وفيكِ  المَآلُ          وأنتَ المَحَبَّة ُ ، أنتَ  الوَطرْ    
وَلولاكَ ما كانَ في الأرض ِعَدْلٌ          ولم  ُنبْصِر ِالشَّمسَ ...لا والقمَرْ    
بدَونِكَ كنا  ِضَياعًا عِطاشًا         يَسوُدُ الأسَى ،  والضِّياءُ  انتحَرْ   
فجئتَ  تبُثُّ   نشيدَ  السَّماء ِ       وَمعنى الخلودِ وأسْمَى الدُّرَرْ   
َتوَاضعتَ.. ذ ُلَّ الصَّليبِ احتضَنتَ        وأنتَ   الإلهُ   العظيمُ   الأبَرْ   
توَاضَعتَ ... دربَ  الفداء ِ مَشَيتَ       نزلتَ إلى العُمق ِ.. تحتَ الحَفَرْ  
وَقمتَ وكانَ  انتصارُ الحَياة ِ      وإبليسُ ... والشَّرُّ منكَ  اندَحَرْ      
سَنكرزُ باسمكَ  في كلِّ أرض ٍ       بإنجبل ِ  حقٍّ   سَمَا   وانتشَرْ   
ففيكَ   ُتحَقَّقُ   كلُّ  الأماني        مَحَوْتَ الذنوبَ  وَعَهدًا  َعبَرْ   
وَجئتَ  بعَهدٍ  جديدٍ   وَديع ٍ        يكونُ  الخلاصُ  لكلِّ  البشَرْ   

حَمَلتَ العذابَ وأنتَ  الإله ُ        وَمُبدِعُ  هذا الوجودِ  العَجيبْ    
وَسِرتَ إلى الموتِ في كلِّ حزن          وذقتَ الإهانة َ... ُذلَّ الصَّليبْ     
وقمتَ لأجل  ِالخطاة ِ  جميعًا        لأجل ِ خلاص ِ جميع ِ  الشُّعوبْ  
"بجُلجُثة ٍ "  كانَ  خطبٌ عَصِيبٌ         بذلتَ  دِماءَكَ  فوقَ  الصَّليبْ    
وَحَلَّ الظلامُ  وَشُقتْ  قبُورٌ        وموتى صَحَوْا.. كانَ يومٌ رهيبْ  
َوقمتَ منَ الموتِ رَبًّا عظيمًا         قهَرتَ   المنايا  وزالَ   النحيبْ   
َتحَققَ   ما   قاله ُ   الأنبياءُ        وكانَ  الرَّجاءُ  بكلِّ  الدُّروبْ  
فأنتَ خلاصِي وفيكَ انتعاشِي         وأنتَ  َيسُوعِي إلهي  الحَبيبْ   
ففي كلَّ  داءٍ  تكونُ الدَّوَاءَ         فأنتَ المُدَاوي وأنتَ  الطبيبْ   
جراحُكَ بلسَمُ  كلِّ الجراح ِ        تزيلُ المَصَابَ وَهَمًّا عَصِيبْ     

بميلادِكَ اليُمْنُ...عَهدٌ جديدٌ         وَتقويمُ   كلُّ   الدُّنى   والأمَمْ    
عَليهِ استنارَتْ جميعُ العبادِ        وفيكَ  الشُّعُوبَ  عَلتْ   للقِمَمْ     
وَيومَ  وُلِدْتَ  ملائكة  ُ اللّ          هِ  بالحَمدِ  كم رَنّمَتْ من َنغَمْ   
وَجاءَ الرُّعاة ُ رَأوْا مَوْلدَ  الرَّ          بِّ  في مِذوَدٍ ...حَمَلا ً  للنّعَمْ    
مَرَرْتَ  بكلِّ  التجاربِ  لما        ترَعْرَعْتَ  من  دون ِ إثم ٍ  وَذمْ   
وَقدَّمتَ  نفسَكَ  نبعَ الخَلاص          َذبيحَة  َ  فِدْي ٍ   لِتحيي  العَدَمْ    
صَنَعتَ العَجائبَ ما من  نبيٍّ          يُجَاريكَ  في  الفعل ِ  ثمَّ   الكرَمْ   
لأنكَ  أنتَ   الإله ُ  العَظيمُ         مَسيحُ الخَلاص ِ  ُتزيلُ  الألمْ   
َوقدُّوسُ .. ُقدُّوسُ .. رَبُّ الجُنودِ      َتسَرْبَلتَ  بالنور ِ... َتمْحُو  الظلمْ       
وأنتَ  البداية ُ ، أنتَ  النهاية ُ        .. فيكَ  الوجودُ  ابتدَا  وارتسَمْ   
**
يَسُوعُ  الفِدَاء 
يا   إلهَ   الِفدَا   وحُلمَ   الوجُودِ        جئتَ  بالحُبِّ  والسَّلام ِ  الوطيدِ
جئتَ نورًاعلى الخلائق ِ تزهُو        أنتَ   فردوسُ  حُلمِنا   المَنشودِ
يا   يسُوعي  الحَبيبَ  أنتَ رجائي       وعزائي  في  كلِّ  خطبٍ  شديدِ
يا  يسوعَ الخلاص ِ أنتَ انطلاقي         وانبعاثي  ومن   ُركام ِ  الجُمودِ
يا  يسُوعَ الفداءِ  فيكَ  انعتاقي        من  جحيم ِ الدُّنى   ونير ِ  القيُودِ
قد   رأيناكِ   مَنبَعًا   لخَلاص ٍ        ومَنارًا   على    مُحَيَّا    الوجُودِ
أنتَ فجري ومَبْعَثِي وانطلاقي        وَمُنى الرّوح ِ بعدَ طول ِ الهُجُودِ
يومَ   ميلادِكَ  المَلائِكُ   َغنتْ         بترانيم       عذبةِ        التغريدِ
ترسِلُ الشَّدْوَ كلَّ  لون ٍ ولحن ٍ        يتهادَى  فوقَ   الذ ُّرَى  والنجُودِ    
تتغنى:" قدُّوسُ .. قدُّوسُ .. قدُّو      سُ " ... إلهُ الوَرى وربُّ الجنودِ
ثمَّ  جاءَ الرُّعاة ُ من كلِّ صوبٍ       سمعُوا البُشْرَى من ملاكٍ  مجيدِ
كانَ  في مذوَدٍ  وفي  بيتِ لحم ٍ      حَمَلُ الرَّبِّ… مُدْرَجًا في المُهُودِ
كانَ عيدًا لهُم  وبُشرى خلاص ٍ      وغدا    للأكوان ِ  أرْوَعَ     عيدِ
وَمَجُوس ٍ  أتوا  بأغلى  الهدايا        إنَّهم  جاؤوا  من   مكان ٍ   بعيدِ
فاستدَلُّوا   على   الإلهِ    بنجم ٍ       شعَّ  كالشَّمس ِِ في سماءِ الوجُودِ
فبميلادِكَ    العِبَادُ    استنارَتْ        وَمَشَتُ ، في الهُدَى ، ِبعَهْدٍ جديدِ
فسلامٌ   عَليكَ   يا   حَمَلَ  الله         ويا     مَنْ     كلَّلتنا     بالسُّعُودِ
وسَلامٌ   عليكِ    أيَّتُها   العَذرَ        اءُ ... ما  زلتِ  َخيرَ  أمٍّ    َولوُدِ
يا إلهَ الأمجادِ ... ربَّ المعالي        وَمَنارَ   الدُّنى     لكلِّ     العُهودِ
قد َقسَمْتَ التاريخَ شطرين ِ، والكوْ   نُ  تسامَى  في  ظِلِّ  عهدٍ  جديدِ
إنَّ   تقويمَكَ  المُباركَ  قد  صَا         رَ   مَنارًا  ودربَ   كلِّ   رشيدِ
وخلاصُ  النفوس  ِ فيكَ   يقينٌ        وانعتاقُ  الأسرى  وكلِّ   العبيدِ
لا  سُجُودًا  لغير ِ شخصِكَ  يبقى     لكَ طابَ الفدَاءُ .. طابَ سُجودي
يا   إلهً   فيهِ   لقد  لخِّصَتْ   كلُّ      الرِّسالاتِ     للطريق ِ   الحميدِ
جئتَ للأرض ِ كي  ُتقيمَ  سَلامًا       وخَلاصًا  فاجتزتَ  كلَّ السُّدودِ
فرسالاتُ    الأنبياءِ    لقد    أكْ       مَلتهَا ... قد أتممتَ  كلَّ الوعُودِ
قد نشرتَ  الوئامَ  في كلِّ أرض ٍ      وكسَوتَ العُراة َ  أسمَى  البُرُودِ
وَسَقيتَ   العِطاشَ    ماءَ   حيَاةٍ       وَهَدَيْتَ   الجميعَ   نحوَ  الوُرُودِ
أنتَ    عَلَّمتنا    المَحَبَّة َ    بذلٌ        دونَ  أخذٍ  تبقى  َودُونَ   حُدُودِ
والذي   جئتهُ   صادقٌ   وقويمٌ         وسيبقى  مدَى  الزَّمان ِ  الكنودِ
وتحَدَّيتَ طغمة َ البَغي ِ مع  إبْ       ليسَ .. لم تحفلْ للرَّدَى والوَعيدِ
واحتضنتَ الصَّليبَ دونَ انحناءٍ      دمكَ   الغالي  قد  بَذلتَ   بجُودِ
لم  تقاومْ   وأنتَ   َربُّ  البرايا        كي  يَتِمَّ المَكتوبُ  منذ ُ  الجُدُودِ
ولقد  ُقمْتَ  من  ضريحِكَ  رَبًّا        لخلاص ِ النفوس ِ  بعدَ   الرُّقودِ
فغسَلتَ النفوسَ من  دمِكَ  الطا     هِر ِ، نبعَ الخلاص ، بعدَ الصُّعُودِ
يا  شهيدًا  نجيعُهُ  خضَّبَ الأكْ       وَانَ ... مُنذ ُ الوجودِ  خيرُ  شهيدِ
وَصَليبُ الفداءِ  ما  زالَ  رمزًا       لعذابِ  الشُّعُوبِ ... بل  للصُّمُودِ

"يا صليبَ المَسيح ِ ألقاكَ  ظِلا ًّ "     فوقَ    شعبٍ    مُكبَّل ٍ   بالقيودِ  
منكَ يرجُوالخلاصَ ..هلْ مِنْ مُجيبٍ      والصَّدَى تاهَ  في الفضاءِ المَديدِ
كم     بلادٍ    دَاهَمتهَا   خطوبٌ       وشعوبٍ    تحيا    بذ ُلٍّ    شديدِ
ونفوس ٍعطشى إلى الحَقِّ  ترنو      وجياع ٍ    لنيل ِ   عيش ٍ   رغيدِ
ألفُ  طوبَى  لهم ... لكلِّ   ذليل ٍ      ينشدُ الرَّبَّ  في  دُموع ِ السُّجودِ
يا  إلهً  صُلِبتَ  من  دون ِ ذنبٍ       كيْ  تعيدَ  الحياة َ  بعدَ   الهُجُودِ
كي يكونَ الخلاصُ للناس ِ ُطرًّا       دونَ  تمييز ٍ  فوقَ   كلِّ  صعيدِ
وتعودُ   الآمالُ    بعدَ    ضياع ٍ      والمفاهيم ُ     للنطاق ِ     السَّديدِ
أنتَ   ُقمتَ  من  ضريحِكَ  رَبًّا       لخلاص ِ النفوس ِ رُغمَ الجحُودِ
دمُكَ    الطاهرُ    النقيُّ    لنورٌ       حَرَّرَ  الخلقَ  من  جحيم ِ الوقيدِ
سَتدينُ   الأكوانَ   يومَ   نشور ٍ       يومَ بعثِ الأمواتِ..  مَنْ في اللحودِ
يومَ  تجثوُ  لكَ  المُلوكُ  جميعًا        ينحني  الخلقُ  من عبيدٍ  وصِيدِ
لا خلاصًا  سوى صليبكَ  يبقى        يا  رجاءً    لنيل ِ  كلِّ   الوعُودِ
**
يَسُوع ُ خَلاصُ  البَشَر
(قصيدة  نظمتها  بمناسبةِ عيد الميلاد المجيد على نمطِ  وأسلوب المُوَشَّح)      

يا إلهََ السِّلم ِ تبقى البَلسَمَا       وَشِفاءً    لجَميع ِ    الأنفس ِ
جئتَ تتلوُها ترانيمَ السَّما       ُتشعِلُ  الفكرَ  بأسْمَى  َقبَس ِ

أيُّهَا النورُ إلى كلِّ  الدُّنى       جِئتَ  للخلق ِ عَزاءً وَسَلامْ
أنتَ  فجرٌ  وَسَناءٌ  وَسَنا        وَمَنارُ الكون ِ حُبٌّ   وَوِئامْ
تغفرُ الآثامَ مهما قد جَنَى      كلُّ جان ٍمن شُرُور ٍوخِصَامْ
َتبْرَأ ُ الأسقامَ فينا  والعَنا     وَتُزيلُ الهَمَّ في صَمتِ الظلامْ
توقظ ُ الروحَ وفيمَنْ جَثمَا     والذي  يَحْيَا   بذلٍّ   مُنكس ِ
كلُّ  مَأسوُر ٍ غدا  مُبتسما     لانعِتاق ٍ من  قيودِ   الحُبُس ِ


يومَ  ميلادِكَ  كلٌّ   رَنَّمَا       كم  ملاك ٍ مع نجوم ٍ نُعَّس ِ
وَرُعاةٍ شاهَدُوا جُندَ السَّما     نزلوا الأرضَ بأبهى ملبس ِ
رَنَّموا:"قدُّوسُ..قدُّوسُ.. وقدُّ   وسُ"..غنُّوا بنشيدٍ مُؤنِس ِ
كلُّ طير ٍ ..كلُّ نهر ٍ رَنمَا     كلُّ  نبتٍ  بشَجيِّ   الجَرَس ِ
وَوُرُدُ الحُبُّ غنتْ  بعدمَا      لفهَا الصَّمتُ وَعتمُ الحِندَس ِ
والرَّوابي جُرِّعَتْ ماءَ السَّما   بَلَّلَ الوَسْمِيُّ ثغرَ النرجس ِ    

وَمَجُوس ٍقد أتوا من مَشرق ِ   معهمْ    تِبْرٌ   وَمُرٌ   َوُلبَانْ
وَبنجم  ٍ في  السَّما   مُؤتَلق ِ   عرفوا الدَّربَ إلى  بَرِّ الأمانْ
كم َطوَوْا من َفدْفَدٍ في الغَسَق ِ    ليروا المولودَ في ذاكَ الزَّمانْ
فرأوا   الطفلَ   ُقبَيْلَ  الشَّفّق ِ    نائمًا في مِذوَدٍ ..لا  َصوْلجَانْ
مَجَّدُوا الرَّبَّ بصمتٍ مُطبق ِ      قبَّلوهُ      بخُشوع ٍ     وَحَنانْ
كبرَ الطفلُ وأضحَى العَلمَا     وَمَنَارًا   وَعَزاءَ    البُؤس ِ
ذكرتهُ  كلُّ  أسفار ِ  السَّمَا      وَنبوءاتُ   العُهُدِ  الدُّرُس ِ  

جاءَ  للأرض ِشِفاءً وَسَلامْ      خَلفهُ العُميُ اهتدَوا والبائسُونْ
جاءَ  حُبًّا  وَخَلاصًا وَوِئامْ      شُفِيَ الصُّمُّ وَعُميٌ  يُبصِرُونْ
كم شَفى البُرصَ ومَنْ فيهمْ جَذامْ      َفرَؤوا  الأنوارَ والحَقَّ المُبينْ
وَالمساكين تعَزَّوا.. لا اغتِمامْ     بخلاص ِالروح ِكانوا يحلمُونْ
يا  إلهَ السِّلم ِ تبقى البلسَمَا      وَشِفاءً    لِجميع ِ   الأنفس ِ
جئتَ تتلوهَا ترانيمَ السَّمَا       توقظ ُ الكونَ  بأسْمَى قَبَس ِ        

ثابتٌ  ما   ُقلتُهُ   للمُنتهى      لانقِضَاءِ الكون ِ يبقى خالِدَا
فيكَ كلُّ المُبتغَى والمُرتجَى       لم   نجِدْ  إلاكَ   ربًّا   سيِّدَا
لكَ قد طابَ سُجُودي وازْدَهَى       وَلغير ِالحَقِّ لا... لنْ أسْجُدَا
فأسيرُ الروح ِ كم  فيكَ انتشى       حُلَّة ُ  التجديدِ   َنهْجًا  ارتدَا
كلُّ ثوبٍ سوفَ  َيبْلوُ  قبلَ  ما       يَتلاشى  كالرُّسُوم ِ  الدُّرُس ِ
إنَّما الأرواحُ تمضي  للسَّمَا       وَجُسُومٌ  تختَفي في الرَّمَس ِ

أنتَ  أسكتَّ  الذينَ  انتهَجُوا     زُخرُفَ القول ِوَزيفَ الحُكماءْ
دربُ  إبليسَ عليهَا  ابتهَجُوا    خَدَعُوا الحَمْقىَ وَبعضَ التعساءْ
حكمة ُ الأرض ِ بخبثٍ أوْلجُوا     أدخلوهَا  في  رؤوس ِ البُسَطاءْ  
لدَعِيٍّ  زائف ٍ  كم   عَرَّجُوا     خَلفهُ   تمشي   جُموع ٌ   بُلهَاءْ  
يا يسُوعُ الحَقِّ تبقى البَلسَمَا      وَشِفاءً    لجَمِيع ِ    الأنفس ِ
جِئتَ تتلوهَا ترانيمَ السَّمَا      ُتوقِظ ُ الفكرَ  بأسْمَى   َقبَس ِ

لمْ  نجِدْ إلاكَ  ملكا  ًعادِلا ً     كلُّه ُ  حبٌّ    ونورٌ   وَبَهَاءْ  
يا مَسيحَ الحَقِّ تبقى الأمَلا     لخَلاص ِالخَلق ِمن كلِّ بَلاءْ
حكمَة ُالأرض ِالتي قد أبطَلا     حكمة ُ الحقِّ علتهَ  في السَّماءْ
ليسَ   َشرُّ  قادِرٌ  أنْ   يُبْدِل َ      أحرفَ النور ِ وألحانَ الضِّياءْ
يا مَسيحَ الحَقِّ  تبقى الكامِلا       مَنهَلَ  الحُبِّ  وَيُنبوعَ  الوَفاءْ
مَالِكٌ  أنتَ  مفاتيحَ  السَّمَا      ترسِلُ الخيرَ لنا  لم َتحْبس ِ
أنتَ تروي النفسَ من نار ِالظمى    مثلمَا  الغيثُ  لزرع ٍ يَبِس ِ

حكمة ُ  اللهِ  كنوزٌ  للمَدَى      وَمَنارٌ  لانطِلاق ِ  البائسِينْ
فتُساوي العبدَ  فيهَا السَّيِّدَا      للذي في الرَّبِّ في الحَقِّ  المُبينْ  
وَيَسُوعُ  الحقَّ يبقى الأوْحَدَا       نورُه ُ شّعَّ   لكلِّ   العالمينْ  
مَنْ  بإيمان  ٍ يَهزُّ الفرقَدَا      سَيَنالُ المُرتَجَى لو بعدَ حينْ
وَيَسُوع ٌبيننا لو في السَّما      هُوَ  يُحْيينا   بأذكى    َنفس ِ        
كلما خَطبٌ عَتا  أو أظلمَا      َفيُعَزِّينا     بروح ِ   القدُس ِ

يا  إلهًا  جاءَ  من أجل ِالخَلاصْ      يَمنَحُ  الحُبَّ  إلى  كلِّ  البَشَرْ
جِئتَ للرَّحمَة ِلا تبغي القِصَاصْ      كلُّ    ذنبٍ   بيَسوُع ٍ   مُغتفَرْ
أنتَ مَنْ أحبَبتنا دونَ اختِصاصْ      يَتسَاوى الكلُّ  في جَني ِالثمَرْ
وَغَدًا دَيْنوُنة .ٌ. أنَّى احتِراصْ     شافِع ٌ فينا   لدى  الآبِ  الأبَرْ
فَيَسُوعٌ  كاملٌ  دونَ  انتِقاصْ     وَلديه ِ   كلُّ    شَيىءٍ    مُقَتدَرْ
أيُّهَا  الفادي  الذي قد عَلَّمَا    أنْ نضَحِّي بالنَّفيس ِالأنفس ِ
وَنُحِبُّ الناسَ ، ُطرًّا، إنَّمَا    دُونَ شَرْطٍ  أو لِمَال ٍ مُكْدَس ِ    
                                     
 كم دُمُوع ٍ وَهْيَ تهْمِي عَندَمَا     عِندَما سارُوا بهِ نحوَ الصَّليبْ
وَسَّدُوا   الرَّبَّ   عليهِ  بعدَمَا     عَذبُوهُ   وهوَ   فادينا   الحَبيبْ
لمْ   يُعانِدْهُمْ   وَكانَ  الأبكمَا      ليَتِمَّ  القولُ  في  كلِّ  الشُّعُوبْ
بالذي  خَطَّتهُ   أسفارُ  السَّمَا     عن فِدَاءِ الرَّبِّ في اليوم ِالعَصِيبْ
إدْلهَمَّ   الكونُ  ،  ليلٌ   خَيَّمَا      أطبّقَ الصَّمتُ  وكم  زادَ النَّحيبْ
يا  إلهَ   الحَقِّ   ُذقتَ  الألمَا      قد تجَرَّعتَ  الأسى في الغَلس ِ
وَصَليبُ العار ِ أضحَى عَلمَا     وَشِعارًا     لخَلاص ِ  الأنفس ِ

يا  إلهًا  عهدُهُ   لنْ   ينكثَا      مَلكٌ  أنتَ على كلِّ الوُجُودْ
مثلَ شاةٍ سِيقَ نحوَ الجُلجُثَهْ     ذقتَ هَوْلَ الصَّلبِ والخَطبَ الشَّديدْ
وليوم ٍ   رابع ٍ   لن    تمكثا      وَإلهًا   ُقمْتَ  من  بين ِ اللحُودْ
وَهَزَمتَ الموتَ .. إبليسُ جَثا     دُحِرَ الشَّيطانُ والخصمُ العَنيدْ
دَمَكَ    الطاهِرُ   نورًا   بُعِثا      حَرَّرَ الإنسانَ من نِير ِ القيودْ
قد  طوَى  عَهدًا  قديمًا حُرِثا      َواستنارَ الكونُ في عَهدٍ جَديدْ

يا  إلهَ الكون ِتبقى البَلسَمَا      وَشِفاءً    وَعَزاءَ    البُؤَّس ِ
جِئتَ تتلوُهَا  ترانيمَ  السَّمَا     توقظ ُ  الكونَ  بأسْمَى   قبَس ِ
    وَصَليبُ  العَار ِأضحَى  عَلمَا      ورَجاءً   لخلاص ِ  الأنفس ِ  
**
روحُ  القدُس

إيهٍ   روحَ   اللهِ   القدُّوسْ      حَرِّرنا   أرواحًا   ونفوُسْ  
أطلقنا، فوقَ الشَّوكِ ندُوسْ     لا  نخشَى  أمواجَ    البحرِ

يا   روحَ   اللهِ    فاغمُرنا      بسَكِيبِ الحُبِّ  ألا  امْلأنَا
دِفئا ً    وحَنانا ً     إمنحنا      ِليَعُمَّ   الحُبُّ   بني   البشر ِ

روحَ  اللهِ  المحزونَ   لنا       ندعُوكَ  وبالحقِّ  اجْمَعْنَا
وبفيضِكَ   فاملأنا  املأنَا       أخرجنا  من   هذا   القفر ِ

روحَ  القدس ِ الآنَ   الآنَِ       َفسَتُحْيي    فينا    الإنسانا
أضنانا   الهمُّ     وأشجَانا       وغدونا  كالعُشبِ   اليَبِسِ ِ

للخلقِ ِ   شفعتَ     بأناتِ      سَتُسَدِّدُ    كلَّ     الحاجاتِ
إفتحْ     أبوابَ   الخيراتِ      ومَواهبَ     إبداع ٍ    كُثر ِ

نتحَدَّى    فيكَ    الأهوالَ       بالبرِّ     حَمَلنا      الأثقالا
في  الشِّدَّةِ  صُرنا  أبطالا      لا   نخشى   أشباحَ   الشَّرِّ

كم   َخطبٍ  قد  عَارَكناهُ       وظلام ُ    الليل ِ   سَهِرناهُ  
دربُ    الآلام ِ   عبرناهُ       ولكم   لاقينا    من    عُسُر ِ

عندَ الأهوال ِوفي الغَلس ِ     سَنُعَزَّى  في روح ِ  القدُس ِ
وسَنلقي  أغلالَ    اليأس ِ      ُنسقى   شهدًا    بعدَ   المُرِّ

يا    روحَ  اللهِ    نُناديكَ        بدُموع ِ   الحُبِّ    نناجيكَ
بصلاةٍ    دومًا   ندعوكَ       عندَ  الإمساءِ  وفي السَّحَر ِ  
**

إيران وحماس حلفٌ لا ينتهي/ د. مصطفى يوسف اللداوي

حملت الأيام القليلة الماضية إلى الكيان الصهيوني أخباراً غير سارة، وأنباءً سيئةً، وكأنها كابوسٌ مرعبٌ، يقلق في الليل والنهار، ويزعج في الحرب والسلم، ويربك القيادة والعامة، ويخيف الحكومة والجيش، ويحرك الأقلام المرتعشة، ويرفع أصوات الحناجر المهتزة، ويوقظ النائمين من سباتهم، ويعيد المسؤولين إلى الاجتماعات، وينفض الغبار عن مقاعد اللقاءات، وقد تمنت أن ما تسمع وهماً وليس حقيقة، وأنه أضغاث أحلامٍ وليس واقعاً ملموساً ستصحو عليه، وستجد على الأرض نتائجه، وبين مواطنيها آثاره.
فقد ساء دولة الكيان وأحزنها كثيراً ما تناقلته وسائل الاعلام المختلفة، عن محاولات استعادة دفء العلاقة بين الجمهورية الإسلامية في إيران وحركة حماس، وعودة الروابط بينهما إلى ما كانت عليه في السنوات الماضية، التي تميزت بالتحالف والتآلف، والاتفاق والتنسيق، والرعاية والضمانة، والكفالة والمساندة، وأنهما قد تجاوزا ما مضى، وشرعا في استئناف العلاقة القديمة، التي كانت تتميز بالقوة، وتوصف بالاستراتيجية.
فهي تعرف أكثر من غيرها معنى استعادة العلاقة، وتدرك نتائجها وآثارها على الأرض، وتتوقع ما قد يصيبها منها، وما سيلحق بأمنها بسببها، مما سيضطرها إلى تغيير سياساتها، والعودة إلى سابق استعداداتها، وتسخير كل طاقاتها، والاستفادة من أصدقائها وحلفائها، لتواجه خطر الوفاق العائد، وهي التي ارتاحت لفترةٍ طويلةٍ منها، واطمأنت كثيراً لضعفها، وركنت كثيراً على انكماشها، فاستفردت خلالها بالمقاومة، وجابهتها منفردة، وتعمدت الاعتداء عليها ظانةً ضعفها، ومستغلةً وحدتها وابتعادها عن الحليف الأقوى لها.
دولة الاحتلال الإسرائيلي كانت أكثر الفرحين بالقطيعة التي كانت، وبالخلافات التي فرقتهما وباعدت بينهما، وقد سعدت كثيراً بما أصابهما، ولكنها صمتت لتخفي فرحتها، واستكانت لئلا تبدي سعادتها، مخافة أن ينتبه الطرفان إلى شماتتها فيستيقظون، وينتبهون ويتصالحون، ويعودون ويلتقون، ويدركون أنهم باختلافهم قد خدموا العدو ومنحوه فرحة، ورسموا على شفتيه بسمه، وألقوا في صدره راحةً وبرودةً كانت بالنسبة إليه أملاً، وهو الذي عمل وأعوانه الكثير للوصول إليها، وخطط رجاله وحلفاؤه في مؤتمراتٍ وندواتٍ، وفي لقاءاتٍ واجتماعاتٍ، بتآمرٍ خبيثٍ، وحقدٍ قديمٍ، لضمان وقوعها، وتأكيد استمرارها، وتعميق الأزمة، وتوسيع الهوة، وتكريس الفرقة.
راهنت إسرائيل كثيراً على دوام القطيعة، واستمرار الاختلاف، وتباعد الشقة بين الطرفين، وعمدت بإصرارٍ على ايقاظ الفتنة، وتسعير أوراها، ولعلها كانت كشيطانٍ تنفخ في نار الاختلاف، وتؤجج أسبابه، وتشجع أطرافه، وتصب الزيت على ناره لتشتعل وتزداد، وتضطرم أكثر وتخرج عن دائرة التحكم والسيطرة، ليصعب بعد ذلك اطفاؤها أو السيطرة عليها، فحياتها رهنٌ بالاختلاف، وأمنها منوطٌ بالقطيعة، وسلامتها مرتبطةٌ بالانقسام والفرقة، إذ ليس من صالح الكيان الصهيوني أن تتفق إيران وحماس من جديد. 
استعادة العلاقة بين الطرفين بالنسبة للعدو الصهيوني مؤشر خطر، وعلامة خوفٍ وقلق، ومبعث خشيةٍ وريبةٍ، فهي تعني انتعاش كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، وارتفاع الروح المعنوية لقيادتها وعناصرها، ومضاعفة قوتها وزيادة تأثيرها ونفوذها، وسيطرتها على القرار وتحكمها في المسار، وبسط هيمنتها واستعادة سلطتها، وإعادة ضخ الأموال إليها، وتجديد الترسانة العسكرية لديها، وتعويض ما لحق بها من خسائر نتيجة العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، لتعود كما كانت قويةً ومهيأة، ومستعدةً وجاهزة، ترد بحزمٍ، وتقاتلٍ بجدٍ، وتصمدُ بصبرٍ، وتتصدى بعناد، وهي تعتقد أن لديها حليفاً قوياً، وناصراً صادقاً، وسنداً أبداً، وعوناً حاضراً لا يتأخر.
إسرائيل اليوم خائفة من عودة السلاح إلى قطاع غزة، وتنشيط عمليات التهريب والتصنيع والتدريب والتأهيل، فالمصالحة بين إيران وحركة حماس، تعني عودة المقاومة في أبهى صورها، وأقوى معانيها، وتعدد أشكالها، وتمايز قدراتها، وقد باتت اليوم أكثر خوفاً بعد الدعوات الإيرانية لتسليح الضفة الغربية، وهي تعلم أنها قد تنجح في تزويد المقاومة بما تريد، وتسليحها بما يلزم، لتكون الجبهة الأقرب، والأكثر خطورةً والأشد بأساً.
يدرك الكيان الصهيوني أن إيران وحلف المقاومة الذي كان يتشكل من إيران وسوريا وحزب الله وقوى المقاومة الفلسطينية، كان يطمح إلى تطوير قدراته العسكرية، وتحسين أدائه القتالي، وزيادة رصيده المقاوم، وكان يخطط للانتقال من مرحلة صد العدوان، والعمليات الموضعية الصغيرة، إلى الهجوم والمبادرة، واقتحام قواعد العدو ومباغتته في مقراته، والوصول عميقاً إلى أهدافٍ كانت بعيدة وآمنة، وكان يطمح إلى تسجيل انتصاراتٍ، والحاق خسائر في صفوف العدو كبيرة، وقد استعد لهذه الأهداف، وعمل للوصول إلى هذه الغايات، وتراكمت لدية خبرة، وتوفرت عنده الإرادة، وازدادت كفاءة أطرافه وعناصره، وتوطدت العلاقة بينهم وتلاحمت، وتعمقت الأواصر وقويت الروابط، الأمر الذي يجعل عودته نذيرُ شؤمٍ على الإسرائيليين.
عودة الدفء إلى العلاقة بين إيران وحركة حماس، تعني عودة الرعاية والمتابعة، والدعم والتمويل والإسناد، وعودة الحليف والنصير، الشريك في المعركة، والمؤازر في الأزمة، والصادق القريب في المحنة، ما يعني أن المقاومة لن تكون وحدها، ولن تشعر بالضعف والخور، ولا بالإقصاء والابعاد، ولا بالذل والحاجة، ولن يستفرد عدوٌ بها، ولن يتآمر غيره عليها، ولن تكون لقمةً سائغةً، ولا هدفاً ممكناً وسهلاً أمام الخصوم والأعداء.
استعادة العلاقة تعني استعادة العمق، وتأكيد الانتماء، والاطمئنان إلى المستقبل، وترتيب الأولويات لتكون القضية الفلسطينية هي القضية الأساس، والمشكلة الأعظم، والهم الأكبر للأمة العربية والإسلامية على السواء، ذلك أن العدو الصهيوني هو عدو الأمة جمعاء، وهو المتآمر علينا وعلى قضايانا، وهو السعيد باختلافنا، والفرح بمشاكلنا، والقوي بتمزقنا، والمستعلي بفرقتنا، والفائز بخسارتنا، وهو المستهزئ بنا، والمتهكم علينا، والساخر منا جميعاً إذا اختلفنا، وهو الذي يلمزنا ويتغامز علينا إذا افترقنا.
ليس لدينا أدنى شك في أن قيادة الجمهورية الإسلامية في إيران فرحةً بالمصالحة، وسعيدةً بالوفاق، وراضيةً عن استعادة العلاقات، وصادقةً في المضي فيها، كما أن حركة حماس وأبنائها فرحين بانتهاء أيام القطيعة، ومرحلة الاختلاف، ولعلهم أكثر فرحاً من غيرهم، كونهم يعلمون أن إيران كانت لهم داعماً أساسياً، وحليفاً صادقاً، وسنداً مقاوماً، تدعم بالمال، وتزود بالسلاح، وتحض على المقاومة وتشجع عليها، وتنفق في سبيلها بكل سخاء، وتعطي بلا حساب، ولا تتردد في البذل، ولا تتأخر في العطاء، ولا تشترط في الدعم، ولا تراقب في الصرف، ولا تحاسب على الأداء، وإنما تحركها الثقة، ويدفعها الواجب، ويسيرها التكليف الديني، الذي ترى فيه وجوب النصرة، ولزوم المساعدة والمساهمة، والذي ينص على أن يكون لهم في المعركة دور، وعليهم في التحرير واجب، وهذا ما يجعل حلفهم مع حماس والفلسطينيين دائماً أبداً ولا ينتهي.

مِلحْ الأرَض وقدسْ الأقدَاس/ خالد الأسمر


يا نفسي زوري نفحاتها، وأنوارها،
مُشتاق ان حَضرتِ من وراء الحُجب، 
أو ان لم تحضري،
أو لو انكِ توارتيتِ وراء سديم حصين.

حَورِهَا من منامي إستسقى مطرا،
صفا سلامُها لِسقامي وتدلىَ،
سناءُها أبرقَ من مُرادي،
سبيلي اليها سُيرديني قتيلا،
صحوتي تصبو الى صُحبتِها،
صَاحت السَواقي فرحاً بلقائها.

شمسُها شاعت بين شاهقين،
شوقَ الفراشِِِِ سِراعاً الى النور،
شاختِ العيون شاخصة الى شمائِلها.

مساري بين مسالك السنا
اشاراتُ من وشاحٌ لا تشحُ
عطاياه ولا ثناياه.

اعُطيت من ثملِ الفقراء 
ما لا اُطيق،
طُوقتُ بطوقِ الغرباء دَهرا،
فلم استطيع صبراً على فراقِها.

صار ملح الأرض غطائي 
حين لمحتُ طيفكِ،
كأني بك كنت روحاً يطوف.

أنتِ مزار الشاهدين والعارفين،
فلا تغرُفي من قلبي أكثر
مما يستطيع ودا،
أكثر مما يُغدق حُبا.

ليس بدين الحب أدين،
إلا ان كان دينكِ ديمومتي،
ودمي  ودنياي وآخرتي.

أقبل مُقبلاً قبلتكِ ليلاً ونهارا،
أزور مع الزائرين الطائفين
قدسَ أقداسكِ،
أتيمُم بطهر أعطافكِ وأدلفُ
الى يمكِ الموجل برجاء 
من لا يَخشى الغرق.

أن دخلتِ بهو قصركِ 
صُعقت وأصابني الوهن،
وكنت بكِ أزهو مُنيبا،
أنتابني الوجل في حضرة
غيابكِ وقدومكِ كان أعتى وأشد.

فتراءي سراً أو جهراً،
بتؤدة من لا يُرى إلا 
من خلف حُجب.

أتيني بثماركِ حين 
 ينضج القطاف، كان
ذلك وعداً عند الأولين.

أمسكي علي أثواب المثوبين،
أدرجيني مع أهل الملامة والمعتوقين
من لومِ العُباد العائدين من الغفلة،
أرسلي مراسيلكِ الي من مرسى
السلام، وأسكنيني صُباح ومَساء.

ألقي فيوضاتكِ في فمِ
المتلقي العابد وكوني كُل كله،
فبعدكِ ذابَ زاده وزال ظفره،
فطهريه من الشوائب، 
وأغسلي أدرانه من الدنس،
بالبردِ والثلج وأغمريه بين
أكنافكِ وأرنيه الى عرشكِ،
حيث شئت من مُلك مشيئتكِ.

ليس من غيركِ يشرب 
من بين راحتيها شهدا،
ليس من أحد غيركِ،
يُسقط رتابه المواقيت،
يا من خلعتِ عنك كل
سروايل السأم.

لا تخذلي سر رؤياه واستتري
وراء أستار البصيرة وكوني
أحُجيته وقنديله المُضاء بلا نار.

حماس... والقرار الأوروبي/ راسم عبيدات

ثمة ما يجعلني أتوجس واتشكك في كل ما يأتي من الغرب الإستعماري وعلى رأي المأثور " ما بيجي من الغرب اللي بيسر القلب"،فقرار المحكمة الأوروبية في بروكسل برفع حركة حماس من قائمة "الإرهاب"،والتي تم وضعها على تلك اللائحة إستجابة لضغوط أمريكية - اسرائيلية،وقرار الرفع هذا،والذي ليس نهائيا فهناك مدة اعتراض قانونية مدتها ثلاثة شهور،وبالفعل بعض الدول الأوروبية بدأت تعترض على قرار المحكمة،خوفاً من اسرائيل والتي وصفت السلوك الأوروبي وهذا القرار بالنفاق،وخوفاً من ان تشهر في وجهها اسرائيل،الجرائم الأوروبية بحق اليهود"الهولوكست" الذي يجري إستغلاله "كلما دق الكوز في الجرة"،وما يعزز ويثير هذا الشكوك وتلك التوجسات،أن ثمة معطيات تشير الى أن الهدف من هذا القرار هو تطويع حركة حماس ودفعها لتغير لون جلدها السياسي وتطويعها للمشاركة في مشاريع سياسية لاحقة تخطط لها امريكا واوروبا الغربية،فأمريكا واوروبا الغربية قد يستغلون الحركة في منازعة منظمة التحرير شرعية التمثيل الفلسطيني،او أن يكون هناك دور للحركة في مرحلة ما بعد عباس،على اعتبار ان عباس عمره الإفتراضي قد انتهى،وأوروبا ستواصل الضغط على الحركة التي رحبت بهذا القرار،واعتبرته تصحيح لخطأ سياسي من قبل الإتحاد الأوروبي،من خلال قنوات الإتصال السرية بين الحركة وسويسرا والنرويج،المعروفة بطبخ المشاريع السياسية على نار هادئة،وكذلك امريكا ستحاول إستغلال حليفتها الموثوقة،مشيخة قطر من اجل الضغط على حماس من اجل تقديم تنازلات سياسية،تجعلها مقبولة في المشهد السياسي العالمي والإقليمي والعربي،وكذلك حتى اسرائيلياً،وهذا القرار أتى توقيته بعد قيام حركة حماس بتصحيح علاقاتها السياسية والعسكرية مع ايران،حيث زار وفد رفيع من حماس برئاسة عضو مكتبها السياسي محمد نصر قبل أقل من اسبوع طهران لهذا الغرض،وكذلك في الذكرى السابعة والعشرين لإنطلاقة حماس،وجه قادة حماس العسكريين وعلى رأسهم محمد ضيف الشكر لإيران على دعمها العسكري والمالي والسياسي والإعلامي ،وهذا يعني بأن الحركة تنسحب بالتدريج من تحت عباءة المحور القطري- التركي،لكي تعود الى المحور السابق العدو اللدود لقطر وتركيا وحركة الإخوان المسلمين،محور ايران - حزب الله - سوريا،وهذا يعني وقوع الورقة الفلسطينية تحت سيطرة المحور الإيراني،وهذا ما لا تريده لا امريكا ولا اوروبا الغربية ولا مشيخات النفط والكاز ولا جماعة التتريك واسرائيل،وهذا القرار الأوروبي بمثابة الجزرة المقدمة لحركة حماس،تلك الجزرة التي تحمل رسائل شتى في اولها للسلطة الفلسطينية،بأن أي اصرار على تقديم المشروع الفلسطيني لمجلس الأمن للتصويت عليه،وفق النص الفلسطيني،من اجل تحديد سقف زمني لإنهاء الإحتلال للأراضي الفلسطينية المحتلة عام/1967،تنتهي مع شهر تشرين ثاني/2016،فهذا يعني أن السلطة حكمت على نفسها بالموت والبديل جاهز،والسلطة واضح انها إستجابت لهذا الضغط،ولذلك هي اجرت تعديلاً على مشروعها المقدم لمجلس الأمن،حيث أصبح يقترب كثيراً من المشروع الفرنسي المقدم باسم الإتحاد الأوروبي،بحيث المشروع لا يتحدث عن التحديد للسقف الزمني للإنسحاب الإسرائيلي،بل يتحدث عن عودة لمفاوضات جادة لمدة عام،ومن ثم يصار لتحديد الموعد الزمني،وحتى هذا المشروع والطرح الجديد والتغير غير مقبول لا امريكياً ولا أوروبيا،والسلطة التي وضعت كل بيضها في السلة الأمريكية،يبدو انها ستقبل بالمشروع الفرنسي كما هو، فهي قدمت مشروعه باللون الأزرق أي مسودة مطروحة للتعديل،وليس للتصويت الفوري،حيث تعكف دول اوروبية (فرنسا وبريطانيا والمانيا) على صياغة قرار اوروبي،ربما يهبط بسقف المشروع الفرنسي،لكي توافق عليه أمريكا،وتتجنب السلطة التوجه للمؤسسات الدولية،التصديق على ميثاق روما والتوجه لمحكمة الجنايات الدولية،وواضح بأن جملة الحركة السياسية الدولية والاقليمية والعربية،والضغوط المكثفة التي تمارس على السلطة الفلسطينية،ستدفعها للموافقة على المشروع الفرنسي،وخصوصاً بأن العالم والعرب وحتى الفلسطينيين،أصبحوا لديهم شكوك كبيرة حول خيارات السلطة وتهديداتها،وبالتالي عدم أخذ تلك التهديدات على محمل الجد،فهي أضاعت فرصة اتخاذ قرارات مصيرية،إنتظرها الشعب الفلسطيني،بعد جريمة إغتيال القائد أبا عين،فكل الحديث والتهديدات بالقرارات المصيرية،وفي مقدمتها وقف التنسيق الأمني والتوجه للمؤسسات الدولية،اتضح بأنها،ليست أكثر من انشاء و"فقاعات" كلامية،حيث أكدت السلطة الفلسطينية في ختام اجتماعات قيادتها على إستمرار التنسيق الأمني مع اسرائيل،وفيما يتعلق بالتوجه للمؤسسات الدولية،هناك حالة من العجز والتلكؤ،وعدم القدرة على اتخاذ القرار،حيث الخوف والارتعاش من العقوبات الأمريكية،ف"كيري" هدد عريقات في لقاءه معه بشكل واضح ،بأن امريكا ستتخذ عقوبات جدية بحق السلطة الفلسطينية،ومن هنا جاءت الموافقة الفلسطينية بالتخلي عن المشروع الفلسطيني لصالح المشروع الفرنسي.

المشروع الفرنسي للعلم والتذكير، يرتكز على بعض الأسس، منها:
1 - الدعوة لاستئناف المفاوضات الفلسطينية – الاسرائيلية على ان تستمر بين عام ونصف وعامين.
2 - تكون المفاوضات تحت الرعاية الأميركية الكاملة 
3 - تصبح القدس عاصمة للدولتين .
4 - في نهاية المفاوضات تقوم دولة فلسطينية ويتم الاعتراف بها، فوق حدود اراضي 1967، بعد اجراء "تبادل اراضي متفق عليه"، وبما يضمن "المصالح الأمنية لاسرائيل".
وفي نظرة فاحصة للمشروع الفرنسي،فهو لا يتطرق الى "توحش"و"تغول الإستيطان،وسياسة العقوبات الجماعية،هدم منازل المقدسيين،تهويد القدس،محاولات التقسيم الزماني والمكاني للأقصى،طرد وترحيل جماعي..الخ،وفي الحديث عن الفترة الزمنية،فالمشروع الفرنسي،يتحدث عن فترة جديدة للمفاوضات،وليس عن فترة تلزم بها اسرائيل بإنهاء الإحتلال،وبما انه لا يجري الحديث عن عقوبات وخطوات إلزاميه في حالة فشل المفاوضات،فهذا يعني بأننا سنعاود الدوران من جديد في نفس الحلقة المفرغة،ولكن بخسارة وضرر اكبر على قضيتنا وحقوقنا ومشروعنا الوطني.

صحيح حماس تلقت ما يشبه الاعتراف بها، جزءاً من الحركة الوطنية الفلسطينية،وفصيلاً شرعياً بشهادة صناديق الاقتراع،وسوف يكون بمقدورها بعد اليوم، “المجادلة” بأن ما تقوم به،هو مقاومة مشروعة وليس إرهاباً كما يميل البعض لتوصيفه، بشهادة المحكمة الأوروبية،ولكن الحذر ...الحذر فأوروبا الغربية التي اوجدت هذا الكيان في قلب الأمة العربية،تدس السم في العسل،وتخفي اهدافاً خبيثة حول توقيت القرار والغرض والهدف منه....

حتى ابن الله/ نبيـــل عـــودة

لم يعرف "أبو رباح" طعما للنوم منذ أسبوع. القلق والشرود الفكري ظهر عليه واعتراه  الغضب بدون سبب ظاهر. تراه ينفخ الهواء بقوة مكوّرا خديه، محاولا أن يطفئ نارا لا يراها أحد غيره. أحيانا كان يغرق في همه بحيث لا ينتبه لمن يلقي عليه السلام، يظل صامتا غارقا في ذاته، موجودٌ  بجسده وغائبٌ بعقله. ظنّ البعض أن "أبو رباح" بدأ يفقد ذاكرته بسبب تقدمه بالسن والبعض نفى هذا الاحتمال مؤكدا  انه جالسه، مستمعاً الى حديثه المتزن والعقلاني، لكن يبدو أن لديه مشكلة بيتية صعبة جدا لا يريد أن يفصح عنها لأحد. هذه المعلومة أثارت التأويلات في الحارة الصغيرة متلاصقة البيوت والغريب أنها قصص لا يربطها أي خيط واضح، بل هي أشبه بتفسيرات الأحلام، كل مفسر يقترح اتجاها لا يقبله الآخر. 
عُرف عن "أبو رباح" رزانة العقل، هذه شهادة لا يختلف فيها اثنان. كثيرا ما جعلوه حكما لفض بعض الخلافات قبل أن تصل إلى المحاكم، فلا يربح منها إلا صندوق الدولة الذي يذهب ريعه لمشاريع لا تخدمنا، كما يقول. كانت أحكامه تحمل بُعد الرؤية؛ يميل فيها غالبا إلى إقناع المتنازعين، تمشيا مع قناعته أن الحل الأمثل خروج الطرفين راضيين مقتنعين بحكمه.  مشكلته كما يروج  وجودها البعض لم يتسرب منها أي خبر حتى إلى أقرب المقربين.
نساء الحارة، "الدواهي"، لاحظن أن ابنه البكر رباح غائب عن البيت منذ فترة تجاوزت الأسبوعين، فتوصلن بطريقة التفافية إلى تأكيد من زوجة رباح، بأنه سافر لزيارة أخيه الأصغر في بلاد الغرب  لأمر طارئ بتكليف من والده.
هذه المعلومة الإستراتيجية  أشعلت حرب التفسيرات والتأويلات من جديد: هل وقع خلاف بين الأب وابنه الغائب منذ مدة للدراسة في بلاد الأجانب؟ ترى ما هي الأسباب؟ هل المال هو السبب؟ هل تورط ابنه في الغربة بقضية استدعت  سفر أخيه العاجل؟
أبو رباح ملاك كبير، لا تنقصه الأموال التي لا يبخل بها على المحتاجين، فهل يمنعها عن احد أولاده؟  أم هي مصيبة حلت بالأخ الصغير ؟ ارتكب حماقة مثلا؟
حتى الصلاة بدأ يتغيب عنها، أحيانا لا يخرج من باب بيته. نسوان الحارة اجتهدن لمعرفة السر الخفي. أم رباح كانت تستقبلهم بوجهها البشوش ولا تلمح بكلمة عما يشغل بال زوجها. لكن ضحكاتها مع نسوان الحارة كانت "مغصوبة"، كما قالت أم حسين، تكشف عن الهم أكثر مما تخفي. 
ما زاد من احتمال هذا التأويل أن أم  رباح  قاطعت جلسات نساء الجيران ودواوين قهوة الصباح  مما أدخل جلسات النسوان بدوامة  الاجتهادات لفهم ما يدور تحت أنفهن ولكن بلا رائحة. السهرات خلت من أبو رباح ولم تعد لها تلك القيمة التي ميزتها، خاصة بما كان يحمله "أبو رباح" من المأكولات الخفيفة وتسالي الموالح وشراب الورد الذي تتقنه أم رباح، حتى الأضواء صارت تطفأ باكرا  وكأن الحارة أصيبت بمرض غير معروف.. أو بمرض النوم!!
بعض أهل الحارة المقربين من "أبو رباح"  أقلقهم ما يجري، تشاوروا مع شيخ الحارة الذي نصحهم بالتمهل وعدم إصدار الأحكام المتسرعة. قال لهم إنه يفهم قلقهم  وإنه هو أيضا يعز الرجل ويقدره ويقدر مكانته في الحارة، فهو إنسان كريم ومؤمن يعمل لآخرته، لكن يجب احترام خصوصيات الناس، أضاف أنه واثق أن "أبو رباح" يعاني من مشكلة قد تكون، لا قدر الله، صحية  وقد تكون تتعلق بأحد أفراد عائلته.
في فجر أحد الأيام قرع بيت شيخ الحارة أحد أحفاد "أبو رباح"، وسأله إذا كان يستطيع أن يمر على جده، فهو يحتاجه لاستشارته في موضوع هام. 
سال الشيخ الحفيد : ما  الموضوع؟ فرد أنه لا يعرف التفاصيل، لكنه يظن أن خلافا وقع بين جده وابنه سمير الذي يدرس في الخارج. 
- متى زار سمير البلاد؟                                          
- لم يزرها منذ سنتين.                                       
  - ما الحكاية؟ سأل الشيخ نفسه  وهو يرتدي ملابسه الرسمية، شاعرا أن الموضوع بدأ يشغله ويقلقه، متمنيا ألا تكون وراء ما يشغل بال أبو رباح مسألة فيها إشكاليات يتعذر حلها  وقد تنعكس سلبا على إكراميات الرجل ورحابة عطائه. 
*****
- أهلا وسهلا .. آمل أني لم أزعجك بدعوتي?
- الناس لبعض  وأنت عزيز على قلوبنا جميعنا.. لعله خير..؟
- والله أنا حائر.. أشعر أن الكرة الأرضية وقعت على رأسي؟
- ما الحكاية ؟
- ابننا سمير ..
- أبعد الله الشر عنه.. 
- ليتني سمعت خبر موته قبل أن.... 
وصمت غير قادر على نطق ما يعتمل في فكره
- حاشا الله .. لكل مشكلة حل
- إلا هذه يا سيدنا
- هل تزوج أجنبية؟
- ليت الأمر قد انتهى عند هذا الحد!!
- بدأت أشعر بالقلق.. أفصح لنفهم ما الحدث
- لقد بدل دينه!!
-العياذ بالله.. العياذ بالله .. العياذ بالله.. اللهم لا تدفعه الى الضلال. اللهم لا تجعله من المرتدين. اللهم لا تجعله يرمي نفسه في النار.
-انتهى الأمر .. وقال إنه لن يعود إلى مجتمعنا المغلق.. وإنه صار مسيحيا!! 
- أستغفر الله، وكيف حدث ذلك؟
-لا أعرف ... في آخر رسائله قال إنه يحب طالبة إيطالية، زميلة له في كلية الطب  ويفكر في الزواج منها. قلنا له على بركة الله  لكن عليك أن تنورها بعاداتنا الاجتماعية وصحيح ديننا  وأهمية الحجاب. فجاء رده  أن الشمس لا تغطى بعباءة  وأنه سيتزوج في الكنيسة.  
صمت الشيخ طويلا مفكرا في المصيبة الكبيرة التي نزلت على "أبو رباح" ،  لكنه بعد تفكير قصير قرر أن يخفف مصيبة "أبو رباح"  حتى لا يقتل الهم هذا الرجل صاحب  "الأفضال" على الحارة،  أو لا سمح الله يوقف تبرعاته  السخية التي أضحت مثل الأوكسجين لصندوق المساعدات الذي يشرف عليه هو نفسه. حتى عندما ثار تساؤل عن نقص أموال الصندوق من بعض الخبثاء، أخرسهم "أبو رباح"  بقوله إن ما ينقص الصندوق سيعوضه من ماله، عبس بوجوه المشككين وقال: يجب الاحتراس من اتهام شيخ  ورع  لا يفوت فرضا، يسارع للقيام بكل واجبات الأفراح والأتراح، متخذا مكانه على رأس الموائد إكراما لأصحاب الفرح  أو تعزية للفاقدين عزيزا عليهم. .
قال الشيخ بعد تفكير:
-لا عليك يا عزيزي، أنت إنسان مؤمن وتقوم بكل ما فرضه الله على المؤمنين، إذا كان ابنك قد ارتد فهو يحمل إثم أعماله ونتيجة ردته. نحن في عالم غريب، إنها أفعال الصهيونية والاستعمار الذين لا يتركون لنا ساعة راحة، يضللون أبناءنا الذين يتوهمون أن بلاد العجم بلاد علم وهي بلاد كفر وزندقة ولا علم فيها إلا الضلال. كما ترى يغررون بالوافدين إلى دولهم  بالفواحش والملذات المحرمة، ليتركوا دينهم ويضلوا طريقهم ويتبعوا كفرهم. تمهل ولا تقتل نفسك بالغم، لعله يعود إلى وعيه ودينه قبل أن يعذبه الله بنار جهنم. يجب مواصلة نصحه وفتح عينيه على ما ينتظر المرتدين من عذاب القبر وحساب يوم الدين. لكن يبدو يا "أبو رباح" أن هذه الظاهرة منتشرة في كل الديانات. البعض يهديه الله حسن الخيار فيدخل الإسلام  والبعض يضلل بهم فيبقون على ضلال جاهلين عذاب القبر وعذاب النار يوم الحساب. أنت قمت بواجبك كاملا، قمت بواجبك نحوه ، لم تبخل عليه بالمال، أرسلته لتلقي العلم لدى الكفار، على أمل أن يكون واعيا لدينه، ممانعا لما يراد له من ضلال . انت حذرته ونبهته ولكنه عصى وأصر على ما اختاره  لنفسه من معصية عقابها عند الله كبير. قمت بواجبك به على أفضل وجه، انت لم تبخل عليه لا بالمال ولا بالنصيحة، علينا الصلاة لأن يهديه الله العقل والوعي حتى لا يواصل السقوط في هاوية الكفر. آه من العلم  والمتعلمين ، يظنون أنهم أوعى الناس وهم جهلاء لا يفقهون. 
بعد أن تمهل قليلا، أغمض عينيه للحظات، باحثا عن مخرج يخفف به من آلام "أبو رباح"، ثم فتحهما وكأنه يقول وجدتها وقال:
- أريد أن احكي لك حكاية يقال إنها حقيقية  والله أعلم ، يقال إنها جرت مع يهودي صار ابنه مسيحيا أيضا. أضاف:
ذهب ذلك يهودي شاكيا باكيا همه إلى الحاخام في بلدته. قال له: قررت أن انتحر من الخزي والعار،  بسبب تحول ابني إلى المسيحية، تاركا دين موسى وسائر أنبياء إسرائيل..
قال له الحاخام: ألا تعلم يا عزيزي أن الانتحار هو خطيئة كبيرة عند الباري ليتقدس اسمه؟
قال اليهودي: كان ابني يبشر بالخير، يدرس في مدرسة دينية، كنت آمل أن يصير حاخاما محترما، له بيت كبير مليء  بكل التحف والأبهة، مثل بيتك تماما ، يقصده الناس لطلب مشورته وبركاته ومساعدته وقت الشدة والضيق. الآن أشعر بالعار ولم يعد لحياتي معنى.. لقد  تداعى عالمي ولم تعد قيمة لحياتي. 
قال الحاخام: صحيح أن ما حل بابنك مؤلم جدا، لكنها ليست نهاية العالم. تمهل وصلي من أجل أن يعود عقله إليه، فيرجع إلى دين الشعب الذي خصه الله بحبه ورعايته من بين جميع شعوب المعمورة.                                        
- المسالة ليست سهلة يا محترم إنه يرفض حتى الحديث معي. ضميري يعذبني، ماذا سأقول للخالق يوم الدين؟ أضعت ابني ولم اتمكن من جعله يحافظ على دين آبائه وأجداده؟!
- أعرف ما حل بك من ألم وحزن، فقد واجهت تجربة مماثلة في الماضي.        
 - كيف.. ؟ إنه أمر فظيع.     
  - أنا أيضا لي ابن  صار مسيحيا  ورفض القدوم إلى أرض الميعاد. 
- وماذا فعلت؟ سأله اليهودي 
- صليت لرب العالمين، توسلت اليه أن يعيد لابني عقله ووعيه  فيعرف أنه ضل الطريق.
- وماذا قال لك الرب  وأنت إنسان صاحب مكانة كبيرة في رعيته  وطلباتك من الرب لا تسقط على آذان صماء؟
- جاءتني رؤية ،قال لي الرب فيها: غضبك لا مكان له، فانا رب إسرائيل  لدي هم كبير أيضا، فابني الوحيد ترك دين شعبي المختار ورفض تلمودهم  وصار مسيحيا  ساحبا وراءه نصف شعبي المختار.
nabiloudeh@gmail.com


صلاح السرحان والبدو والسياسة/ عبدالواحد محمد

البدو دائما رجال يؤمنون بعراقة الاوطان عراقة الفكر وحميمية الارتباط بالآخر في عزف إنساني  يترجم كل مقومات الإبداع الفطري عند المثقف البدوي ومن هؤلاء البدو والسياسي  صلاح حمدي السرحان من بدو الشمال  بالمملكة الهاشمية الاردنية ومرشح المجلس النيابي الاردني عن بدو الشمال لعام 2015 م  ويمتلك  السياسي العربي الاستاذ  صلاح حمدي السرحان مقومات رجل السياسة الذي يعشق خدمة أهله وعشيرته واصدقاءه من منطلق عاطفتة البدوية الفطرية وحسه المرهف  كمثقف معروف بين بدو الشمال فله صالون أدبي يضم مبدعين من سائر أنحاء الوطن العربي .
ويؤمن مرشح بدو الشمال المثقف السياسي صلاح حمدي السرحان  بتنبي كل الاهداف النبيلة ثقافيا وفكريا واجتماعيا لتنعكس علي بدو الشمال كمرشح توافقي يتمتع  بكل خصال المثقف المؤمن بقضايا قبيلته ووطنه  الأردن  من منطلق عاطفة شاعر واحساس وطني عربي يري دوما المستقبل أفضل .
كما يتمتع مرشح بدو الشمال برؤية تؤمن وتكفل   حق التعبير للآخر في ضوء مصلحة الوطن العليا والتي يعول عليها كثيرا من ابراز الطاقات الشابة فهو قريبا من عقل الشباب في البادية في اسفاره في عمله في تطلعاته التي  هي تطلعات وطن ؟
عبدالواحد محمد
كاتب وروائي وصحافي عربي 
abdelwahedmohaned@yahoo.com 

القدس...القدس...القدس/ راسم عبيدات

القدس عاصمة الثقافة العربية....والقدس عاصمة المصورين العرب...القدس عاصمة السياحة...القدس عاصمة الأديان....القدس عاصمة الإسكان....القدس عاصمة التعليم... القدس عاصمة التراث والحضارة والكل يتغنى بالشعار والخطاب والسجع والطباق والكلام المنمق والخطب الرنانة بالقدس...ولكن على صعيد الفعل والممارسة حال اهل القدس يقول كما يقول المأثور الشعبي"نسمع طحناً ولا نرى طحيناً"،فالقدس تصحو يومياً يا عرب ويا مسلمين على ذل وهوان...تصحو على جحافل التتار تمارس تعاويذها اليومية بإقتحام الأقصى وتعيث تدنيساً وخراباً في ساحاته،حتى وصل الخطر حد محراب صلاح الدين والدوس بالنعال على سجاد الحرم ومصاحفه...والقدس يا عرب ومسلمين،مع ساحات الفجر الأولى تصحو كل قراها وبلداتها والبلدة القديمة منها على وقع صخب السلاح وصوت سيارات الإحتلال العسكرية وصراخ جنوده وشرطته ومخابراته ومستعربيه يقتحمون البيوت الامنة في طقوس سادية تعودوا عليها،تفتيشات مذلة وتدمير وتخريب وضرب وتعذيب وحتى نهب وسرقات وفزع وخوف وإرهاب لأطفال بعمر الورد يجري اعتقالهم امام اهلهم وذويهم،وما ان تنسل خيوط الفجر الأولى حتى ترى بلدوزرات الإحتلال وجرافاته وشرطته وجنوده وخيوله يطوقون إحدى القرى او البلدات او اكثر من بلدة وقرية،لكي يروعوا الامنين ويهدموا البيوت فوق رؤوس أصحابها،اذا لم يخرجوا منها،وفي اغلب الحالات يجري هدم البيوت على ما فيها من أثاث وأجهزة وأغراض شخصية تخص الساكنين،ويترافق ذلك مع ضرب وتنكيل واعتقال لمن يتولون الدفاع عن حقهم في البقاء والوجود والسكن،وحتى من يهدم بيته ويخرب بيته يا عرب ويا مسلمين،مجبراً على دفع مصاريف وتكاليف الهدم من شرطة وجيش وبلدوزرات وجرافات وشاحنات تنقل ركام البيت المدمر،وصرخات الأطفال ودموع النساء لا تعني شيئاً لمحتل غاصب،بل ترى ابتسامات وضحكات وقهقهات تعلو وجوه من يمارسون طقوس الهدم،ومنهم من يلتقط صورة لكي يتفاخر ويتباهى بها امام عشيقته او حبيبته أو باقي أعضاء وحدته العسكرية او الشرطية.

تصحو القدس يا عرب بكل احيائها على مناطيد مربوطة بها كاميرات في سماء أحيائها،ومئات الكاميرات المنصوبة على شوارع القدس وازقتها ومداخلها،ليس فقط تنتهك خصوصية المقدسيين في بيوتهم،بل تعد وتحصي عليهم انفاسهم،فهم يخضعون للرقابة ليل نهار،براً وجواً،حتى اجهزة هواتفهم وحساباتهم الشخصية على صفحات التواصل الإجتماعي وكل شبكات اتصالاتهم تجري مراقبتها،فهم يريدون ان يجعلوا المقدسي، يعيش في حالة قلق ورعب دائمين.

القدس يا عرب:- ملت الألقاب والأسماء،وكذلك سئمت من كثرة إستغلال اسمها من قبلكم في خلافاتكم وصراعاتكم ومزايداتكم،وفي خطبكم ومسيراتكم وندواتكم ومحاضراتكم ومؤتمراتكم ولجانكم،فأهلها صاروا خبراء يعرفون مسبقاً النتائج لكل لغوكم الفارغ وانشائكم الذي لا يغني ولا يسمن من جوع،فلا خطبة عصماء ولا قمة عرجاء ستحمي بيتاً من الهدم،او تقي عائلة مشردة حر الصيف وبرد الشتاء،أو تمنع إغلاق محل تجاري في البلدة القديمة من القدس،بسبب الديون المتراكمة عليه لما يسمى بضريبة المسقفات "الأرنونا"،والتي تفرضها بلدية الإحتلال،وبما يفوق قدرة أصحابها على الدفع،لكي تستطيع ان تضع يدها عليها،وتهجر أصحابها لخارج البلدة القديمة والقدس،وتجار بلدتها القديمة حارسة الأقصى وحاميته من الدنس والتدنيس،الذي وصل عددهم ل (300) مئة تاجر لم يتركوا باباً إلا وطرقوه من اجل مساعدتهم،ولكن لم يحصدوا غير الوعود الرنانة او القروض البسيطة بشروط قاسية أضافت اعباءاً جديدة على أعبائهم،بدل من ان تساعدهم.

القدس يا عرب ويا مسلمين:-حتى رفع الرايات السوداء على أسطح منازلها او في شوارعها،حداداً على الشهداء الذين يقتلهم الإحتلال،ممنوعة ويتعرض رافعيها او واضعيها للقمع،كما جرى في مسيرة رفع الأعلام السوداء في القدس حداداً على إغتيال الشهيد القائد أبا عين،وكذلك خيم عزاء الشهداء يجري إقتحامها وهدمها.

يا عرب ويا مسلمين العرب:-القدس لا تريد منكم ان تغطوا عجزكم وعوراتكم في اللغو الفارغ والإسطوانات المشروخة،فلا نفع ولا فائدة بان تكون القدس عاصمة للثقافة والفنون والتراث والعلوم والسياحة..الخ،واهلها يتعرضون للطرد القسري وسياسة التطهير العرقي،فالقدس اولاً بحاجة منكم هي والأقصى،الى إرادة سياسية،والى دعم جدي بالمال والموقف والسياسة والإعلام،يثبت ويحمي وجود المقدسيين في قدسهم وعلى أرضهم،فالحجارة والمباني بدون سكانها العرب لا تساوي شيئاً،وما أكثر المتشدقين منكم والمتسترين بالدين والبكاء على الأقصى والقدس،وحتى لا تقولوا بان اموالنا ذهبت في غير محلها وتعرضت للسرقة والنهب والضياع،إشتروا عقارات في القدس واوقفوها،واستثمروها في تاجيرها للمقدسيين بشروط مخففة تحمي وجودهم وبقاءهم في المدينة.
غير قادرين على دعمنا بالسلاح ونحن نعرف عجزكم،وليس لديكم اوامر بدعمنا بالمال،فعلى الأقل أضعف الإيمان استثمروا في القدس،إشتروا عقارات ومباني واوقفوها،بدل اموالكم المسربة للغرب الإستعماري والمستثمرة هناك ولا سيطرة لكم عليها،وبدل بالمليارات التي تنفقونها من اجل القتل والدمار في بلدانكم وضد شعوبكم.

القدس أهلها يا عرب ويا مسلمين يقومون بدورهم وواجبهم،وهم يعتزون بكرامتهم،وهم لن يبرحوا مدينتهم حتى لو استشهدوا جميعهم،فهم أصحاب هذه الأرض،وهم ورثة الأنبياء والشهداء والمناضلين..ويارب احمي الأقصى من ألاعيبكم ومؤامراتكم يا عرب ويا مسلمين.

أبوت المعارض يحاصر أبوت الحاكم/ عباس علي مراد

لا شك ان رئيس الوزراء طوني ابوت، نجح وبشكل ملفت للنظر اثناء تسلقه السلم السياسي حتى الوصول الى منصب رئيس الحكومة في انتخابات عام 2013، من خلال معارضته السلبية التي انهت الحياة السياسية لإثنين من رؤساء الوزراء العماليين كيفن راد وجوليا غيلارد، وحتى داخل حزب الاحرار استعمل ابوت  نفس الاسلوب للوصول الى قيادة الحزب عام 2009 بتغلبه على زعيم المعارضة انذاك مالكوم تيرنبول وبفارق صوت واحد، وكاد ان ينهي حياة تيرنبول السياسية لولا نصيحة رئيس الوزراء الاسبق جان هاورد لترنبول بالتراجع عن قراره اعتزال الحياة السياسية والترشح للإنتخابات مجدداً ،ليعود ويلمع نجمه حيث بدأت ترتفع اسهمه داخل حزب الأحرار لتولي حقيبة الخزينة بعد فشل وزير الخزينة الحالي جو حقي في اقناع الناخبين بالإجراءات التقشفية التي طرحها في الميزانية العامة التي قدمها في ايار الماضي، ولم يستطع بالتالي تمريرها في مجلس الشيوخ المعادي والمشاكس، مما يضع تيرنبول كما يقول المثل على مرمى حجر من رئاسة الحكومة!
من الواضح، ان حكومة ابوت تعاني الكثير، وتواجه عدة مشالكل وعلى اكثر من جبهة ، رغم ان رئيس الوزراء يعتبر ان السنة الماضية كانت ناجحة ،حيث يحرص على ترداد نجاح حكومته بالتخلص من الضريبة على الكربون والغاء الضريبة على قطاع التعدين، ووقف تدفق قوارب طالبي اللجوء والتي كانت من ابرز الوعود الإنتخابية بالإضافة الى إعادة الفائض بالميزانية هذا الوعد الذي لم يرَ النور حتى في المستقبل القريب وهذا ما اكده وزير الخزينة جو حقي في المراجعة النصف سنوية للميزانية التي قدمها الاثنين 15/12/2014، حتى ان بعض المعلقين اعتبر ان رئيس الوزراء نفسه هو جزء من المشكلة.
 لا تتوقف معاناة الحكومة مع الناخبين هنا، فاستطلاعات الرأي وخلال الأشهر الستة الماضية اظهرت الحكومة متأخرة عن المعارضة الفيدرالية وبإستمرار. وذلك لأسباب ابرزها نكث الحكومة عدة وعود انتخابية منها عدم فرض ضرائب جديدة، والإقتطاع من النظام الصحي والتعليمي واذاعتي اي بي سي و اس بي اس ،وادخال تعديلات على التقديمات للمتقاعدين.
مع نهاية الدورة البرلماينة اطل رئيس الوزراء محاولاً الظهور بمظهر مختلف واعداً بمقاربة جديدة للامور وبشكل مختلف  ،وبأنه سيستمع اكثر وسيستغل فترة الأعياد وعطلة البرلمان الصيفية من اجل اعادة النظر ببعض السياسات التي لا تحظى بشعبية.
هنا يبرز السؤال الأهم هل سينجح رئيس الوزراء ويتخلص من طوني ابوت المعارض الذي يحاصر ابوت الحاكم؟
الكرة الآن في ملعب رئيس الحكومة شخصياً وحكومته، التي بدأت تظهر عليها علامات الشيخوخة المبكرة والتفسخ والتي تجلّت في فشل بعض الوزراء (الدفاع، الادعاء العام والخزينة) والخلافات التي ظهرت الى العلن بين بعض الوزراء ونواب المقاعد الخلفية من جهة ومديرة مكتب رئيس الوزراء بيتا كردلن المتهمة بالتحكم بالقرارات وسير العمل الحكومي والقرارات الاستراتيجية  ،وهذا ما اكدته تصريحات لوزيرة الخارجية جولي بيشوب  عندما حثت زملاءها التوقف عن  التعرض لبعضهم في وسائل الاعلام والتركيز على تعزيز  الوحدة السياسية في العام 2015 بعد المرحلة الانتقالية في العام 2014 (صحيفة سدني مورننغ هيرالد 12/12/2014 ص7)وكان وزير الخدمات الاجتماعية  كيفن اندروز وجه الى زملائه ندءاً بنفس المعنى(س م ه 11/12/2014ص5)،  وكان من الملفت للنظر ان  رئيس الوزراء اضطر للتدخل شخصياً والدفاع عن مديرة مكتبه متهماً خصومها بالتمييز ضدها على اساس الجنس، عندما قال: هل تعتقدون ان مديرة مكتبي كانت ستتعرض لنفس المستوى من الانتقاد اذا كان اسمها بيتر بدلاً من بيتا (صحيفة سدني مورنيغ هيرالد 13-14 كانون اول 2014 ص 7). نشير هنا الى ان ابوت كان في العام 2012 قد تعرض لهجوم لاذع من رئيسة الوزراء السابقة جوليا غيلارد متهمة اياه في حديث شهير انه كاره للنساء.
من الآن وحتى العام قد يكون هناك متسع من الوقت لإعادة النظر في مجمل المشاكل التي واجهت وستواجه الحكومة ،وما اذا كان هناك من ضرورة لتعديل حكومي للحد من الإنحدار والذي قد يودي بالحكومة اذا لم يتم تداركه، وهل ستعدّل في طريقة تعاملها مع مجلس الشيوخ من اجل تمرير مشاريع القوانين المتعلقة بالسياسة المالية والنمو الإقتصادي الذي بدأ يتباطئ نتيجة عوامل داخلية وخارجية، خصوصاً ان  المعارضة الفيدرالية لم تفوت فرصة خلال السنة الماضية واستغلت الى اقصى الحدود السقطات الحكومية والملفت للنظر انها سقت الحكومة من نفس المعين الذي سقى منه ابوت الحكومة العمالية من عام 2007 حتى 2013 ولا اعتقد انها ستقدم حبل النجاة للحكومة التي تنوي الحلول مكانها في السلطة.
واخيراً،هل سنرى في العام القادم طوني ابوت مختلف، ام رئيس اخر للوزراء يعيد الثقة بين الناخبين والحكومة قبل ان تنعدم فرص الاصلاح التي قد تودي بالحكومة مجتمعة ويحصل معها ما حصل مع حكومة الاحرار في ولاية قكتوريا التي خسرت الانتخابات بعد فترة حكم واحدة ؟
حتى ذلك الحين نتمنى للجميع اعياد مجيدة ،وكل عام وانتم بخير

Email:abbasmorad@hotmail.com