ابتهالات سندر المرايا/ رجاء محمد زروقي

" 2 "

اللّهم لا تزغ قلبي
بعد أن لبّى
ومن نور الهداية
.. اقتبـــــــــس ..
اللّهم يا من أمّنت
من في جوف الحوت
.. اُحتبــــــــس ..

.....،.....

ويا من زرعت السكينة
في قلب أم رؤوم
ألقت وليدها لليّم
لدياجير التابوت..
والخــــــرس..

.....،.....

اللّهم يا من جبرت خاطر
بنت عمران
وتكلّم صبيها في المهد
وبعفاف ثمرها ..
نبــــــــــــــس ..

.....،.....
يا من قلت ادْعُوني
ولا تيأسوا من روْحي
فما دعاني داع
وما قصدني ساع ..
ويئـــــــــس ..

.....،.....

اللّهم بلّغنا الصيام 
وبلّغنا رمضان الصائمين 
واغسل ذنوبنا 
ونقنا من دنس الخائبين 
وطهرنا 
بنمير التوبة الحقّ .. اليقين
وأثلج صدورنا
بريان السكينة
واجعلنا من الصالحين  .. المصلحين
.....،.....

اللّهم  .. وتوفنا مسلمين

**--**--**
أحبتي في الله
كلّ إشراقه رمضان وأنتم مواسم للخير ونفحات  لحلاوات الإيمان

مع تحيات الشاعرة التونسية رجاء محمد زروقي

قصص قصيرة جدا 74/ يوسف فضل

 درب المستحيل

اعتاد صعود درجات المنبر متكئا على سيفه في غمده . ظهرت دعوات الفتنة الداخلية . نزل الدرجات دون سيف .

درجة حرارة +55

كل عام يقوم الجراد برحلته المعهودة إلى الأرض الخصبة. اجتاحها  الانقلاب العسكري. امتنع الجراد عن الغزو.

اليد الميتة

ولد وهي لا تتحرك وفق إرادته . كلما كبر شعر بالخجل وألم الاستهزاء. فضل الانطواء والعزلة . ذات يوم عاد يبكي من المدرسة وهو في التاسعة من عمره . احضر حزاما جلديا لوالده. ربط طرفه في خزانه ملابسه والطرف الأخر حول عنقه . ارتاح ولو نسبيا .

آهة

في جلسة صفاء قال لها : انه يحمد الله أنها زوجته ! فهو يرى فيها مشروعة إلى الجنة . استهجنت الأمر . بدد حيرتها أن قال لها : أنا كَوْن حل في وعاء غريب ...... صابرا .

عطر

أهداها زجاجة طيب برائحة المطر فاهتزت وأرسلت له بقارورة عطر برائحة الخبز .

 حزام

أراد أن يكون بارعا في اقتصاد لا ينتهي . تخصص في هندسة حزام ناسف.

 مهندس منزلي

لبّى اقتراح زوجِه لتبادل الأدوار.
لا يتذمر عندما يبدل حفاض الأطفال.
يشاهد التلفاز بمتعة لا توصف .
لم تقر بمعانات ذنب الأمومة
كابرت برِجس المساواة،
وشيطنة الحقوق النسائية.
اتهمته بعدم تحمل المسؤولية.

القضاء المصرى فى الميزان والكيل بميكالين/ أشرف حلمى


أختير الميزان الحساس كى يكون رمزاَ للقضاء العادل فالميزان الحساس ذو الكفتين والذى نجده مرسوماً فى جميع المحاكم المصرية يمثل القضاء العام نظراً لانه يعتبر رمزاً للدقة فى العدالة بين المواطنين لذا نجده مرسوماَ داخل جميع المحاكم المصرية وخارج نقابة المحامين المصرية فالقاضى يمثل الضمير الذى يقوم بعملية ضبط الميزان والوزن حيث يضع الشئ المراد وزنه فى كافة والذى يمثل التهم والموازين المختومة من مصلحة الموازين والتى تمثل مواد القانون فى الكافة الثانية وايضاً يوضع هذا الميزان داخل صندوق زجاجى والذى يمثل مبنى المحكمة حتى لا يتاثر بالهواء المحيط به تلك الهواء الذى يمثل المؤثرات الخارجية مثل الوساطة او اى طرف آخر . لذا يستخدم فى وزن المعادن النفيسة كما فى محلات الصاغة , ومن المعروف ان تلك الانواع من الميزان ومجموعة الموازين المستخدمة لابد من مراجعتها سنوياً فى مصلحة دمغ المصوغات الذهبية والموازين التابعة لوزارة التموين والتجارة الداخلية.
لذا اطالب السيد عبد الفتاح السيسى بمطالبة وزير العدل بإعادة النظر فى تقييم القضاة الذين يمثلون الضمير والقانون سنوياُ وعزل الفساد منهم والذى يتاثر بمعتقداتة على حساب مواد القانون لخدمة اطراف معينة قد تكون الدولة نفسها وخاصة فى القضايا التى تتعلق بغير المسلمين فى مصر كما تفعل وزارة التموين بالكشف السنوى على الميزان الذى يستخدمه التجار فى محلاتهم .
فاحكام القضاء تعد الميزان الدولى التى تقيم به الدول من حيث المساواة والعدالة بين المواطنين . فلقد طهر الرئيس المؤقت السابق عدلى منصور القضاء بإقالته للنائب العام الاخوانى فقط ولكنه ترك بعض القضاة المتاسلمين داخل المنظومة القضائية دون تطهير والذين يسيؤن للقضاء المصرى , كالذى قام بتنظيف البيت من خارجه فقط وترك العفن داخله , فهل سيقوم وزير العدل فى إعادة تقييم القضاه من جديد وبصفة سنوية وتطهير المؤسسة القضائية من الاخوان والسلفيين ؟ كى يعود القضاء المصرى الى سابق عهده , ام سيترك الامر كما هو عليه كى يرضى الاسلاميين المنتشرين داخل مؤسسات الدولة .
وأخيراً أود ان اعرف اى ميزان إستخدمه القاضى المكلف للنظر فى الطعن المقدم من دميانه الميزان الحساس الذى استخدم فى محاكمة المدعو ابو إسلام ام الميزان الطباب الذى يستخدمة تجار الخضار والفاكهة . لذا اطالب القضاء المصرى بالافراج الفورى على المتهمة زوراً دميانه عبد النور والإكتفاء بغرامتها بمبلغ 5000 جنيه فقط بالإضافة الى تعويض مادى مناسب نظراَ للاضرار النفسية والمعنوية التى عانتها طيلة هذه الفترة العصيبة من حياتها , وهذا بالمقارنة بالحكم الذى حصل عليه ابو إسلام المتهم بازدراء الأديان ايضاً والذى حصل على حبس 6 شهور فى 30 أبريل 2014 بعد مجموعة طعون على الحكم الاساسى بالحبس لمدة11 سنة مع الشغل بتاريخ 16-6-2013 , فاذا كان القضاء عادلاً فلابد ان يستخدم القاضى نفس المعيار ونفس الميزان فى الطعن المقدم من السيده دميانه وبذلك بتغرمها مبلغ 5000 جنيه فقط لاغير من اصل 100.000 جنيه على اساس ان المتهم ابو إسلام خفف له الحكم بنسبه 95%

ترنح المصالحة بين الدوحة ورام الله/ د. مصطفى يوسف اللداوي

في مخالفةٍ صريحةٍ وواضحة لما تحدث به خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، في اللقاء الخاص الذي أجرته معه فضائية الجزيرة، الذي أكد فيه على أهمية المصالحة ووجوبها قبل عملية الخطف وبعدها، يطلع علينا بين الحين والآخر متحدثٌ قادمٌ إلى الدوحة، ووافدٌ إليها، طال غيابه واختفاؤه، ثم جاء متأخراً على عجل، مشمراً عن ساعديه، مهرولاً يكاد يتعثر، يسابق الزمن، حاملاً صفيحة بنزينٍ كبيرة، وبيده أعواد ثقابٍ كثيرةٍ لا تخطئ، ونيةً لإشعال نارٍ تلهب. 
يتعثر في كلماته، ويتناثر الزبد من بين شدقيه، محاولاً تعويض ما فات، واستدراك ما خسر، واستغلال الفراغ، وامتناع أصحاب الشأن من المتحدثين، الذين لا تنقصهم الخبرة، ولا تعييهم الكلمة، ولا يشكون من إنعدام الوسيلة، ولكنهم يصمتون حكمةً وحرصاً. 
يأتي منتهزاً الفرصة، ومستغلاً الظرف، ليقتنص الطريدة، ويحوز على السبق، فيطلق تصريحاتٍ سلبية، وأخرى تشاؤمية، ينعي فيها إلى الشعب الفلسطيني المصالحة، ويبشره بالعودة إلى أيام الفرقة والإنقسام، التي لم يبرحها بعد، ويصب جام غضبه هنا وهناك، محللاً مزبداً، ومستقرئاً ناقماً، ومهدداً معربداً، مستغلاً الأبواق التي ما زالت ميسرة، ومستفيداً من وسائل الإعلام القريبة والصديقة، محاولاً دق أسافين الفرقة، ومسامير الانقسام المقيتة من جديدٍ. 
ينفر بتصريحاته، ويشوه المصالحة بكلماته، غير عابئٍ بالمواطنين الذين يتطلعون إليها، وبالأهل الذين طال انتظارهم لها، ووقفوا في الشوارع والطرقات مرحبين بها، فقد نفضت جيوبهم، وأفلست بيوتهم، وجاع أطفالهم، وتأخر زواج أبنائهم، وتهدمت بيوتهم ولم تعمر، وتبعثرت شوارعهم ولم تعبد، ومرضت أجسادهم ولم تعالج، وسكن المرض أجسامهم وعيي عن الخروج منها، وما زالت شكوى المواطنين في ازدياد، وكل آمالهم معلقة على مصالحةٍ هشةٍ، ضعيفةٍ مهزوزة، مترددة خجلى، جاءت على استحياء، وفرضت لحاجاتٍ ومصالح.
لا يكتفي القادم إلى الدوحة من غيرها، بنعي المصالح، وتبشير الشعب بمزيدٍ من الجوع والمرض، والبطالة وقلة العمل، فضلاً عن التشرذم والتمزق، والكثير من اليأس وفقدان الأمل، بل يقف ناطقاً عسكرياً، ومحللاً من أرض المعركة، ينقل أخبار المستوطنين الإسرائيليين الثلاثة المختطفين، ويستعرض كيفية اختطافهم، وكيف استدرجتهم المقاومة، وساقتهم إلى أماكن قصيةٍ نائية، ويتحدى أن يتم اكتشاف أمرهم، ومعرفة مكانهم.
بينما يؤكد العسكريون والمهتمون على الامتناع عن التصريحات والتهديدات، نجده يكثر من التصريحات التي تستفز، وكأنه أحد أفراد الخلية التي نفذت العملية، أو ناطقٌ باسمها قد عين، في الوقت الذي يحرص فيه الجميع على الصمت، فرحين بالعملية، مباركين الأيدي التي قامت بها، مدركين أنها لا زالت في ساعاتها الأولى، والمنفذون الذين لا يعرفهم أحد، قد نجحوا في الاختفاء والابتعاد، ولم يتركوا أثراً وراءهم، أو أي علامةٍ تدل عليهم، ولا ما يدل على انتمائهم وميولهم، لئلا يسهل على العدو متابعتهم، أو تضييق دائرة البحث عنهم، ما يمكنه من معرفة مكانهم، ومداهمتهم فيه، أو إنزال جام غضبه على أهلهم وأسرهم.
وفي رام الله يوجد أمثاله الكثير، ممن يشابهونه فكراً ونية، وأسلوباً وطريقة، ينعون إلى الشعب الفلسطيني المصالحة، ويبشرونه بأنها ماتت، أو أنها ولدت ميتة، ولا أمل في استعادتها أو استنقاذها، ولا سبيل إلى إحيائها أو إنطلاقها من جديد. 
إنهم وإن اتفقوا في عدم حرصهم على مصالح الوطن، وعدم اهتمامهم بحاجات المواطنين، وآمال شعبهم الذي اكتوى بنار الفرقة والخصومة، إلا أن لكلٍ منهم طريقته وأسلوبه في نعي المصالحة، وإعلان خبر وفاتها.
السلطة الفلسطينية تنعي المصالحة رسمياً، وتعلن انتهاءها نظامياً، من خلال تمسكها بالتنسيق الأمني، وتأكيدها للجميع أنه مقدس، وأنها ماضيةٌ فيه أياً كانت الظروف والأوضاع، وأن ضباطها وأجهزتها الأمنية في الضفة الغربية لن يتراجعوا عن تعاونهم، وسيستمرون في تقديم كل المعلومات الممكنة للعدو الإسرائيلي، ولو أضرت بالشعب وأساءت له.
وفي الوقت نفسه يتأخر رئيسها عن الالتزام ببنود المصالحة، خاصةً لجهة رواتب الموظفين في قطاع غزة، إذ تعمد تأخيرها، أو قصد منعها، وهو يعلم أن سكان قطاع غزة يتضورون جوعاً، ويقاسون ألماً، ويشكون ضيقاً وحصاراً، وهم يتطلعون إلى المصالحة لتخفف عنهم، وترفع بعضاً من العبئ الملقى على كاهلهم، وهو ما لم ترده السلطة الفلسطينية بتقاعسها وامتناعها، أو إهمالها وقصدها، إذ ما الذي يمنع استلام شيكاتٍ مرصودة لقطاع غزة، ومعدة من قبل لموظفيها، وجاهزة باسمهم منذ توافق الفرقاء على المصالحة.
أما الناطقون باسم السلطة وهم كثيرٌ، ولهم أبواقهم ووسائل إعلامهم، وعندهم من يساعدهم ويروج لهم، فإن بعضهم لا يختلف كثيراً عن هذا القادم عبر الدوحة، ولا يمتازون عنه في شئ، فهم ينعون المصالحة ويعلنون فشلها، تارةً بالتشكيك في نوايا غزة، وأحياناً بإثارة أخبارٍ ملفقة، ومعلوماتٍ كاذبة، عن خلافاتٍ واختلافاتٍ في صفوف غزة. 
أو يدعون أن الحكومة السابقة في غزة لم تفِ بالتزاماتها، ولم تنفذ المطلوب منها، وأنها ماضية في قبضتها الأمنية، وممارساتها الإدارية، إنهم يروجون كذباً، ويشيعون زوراً، ويتعمدون أن يخلقوا الشك والريبة بين أبناء شعبنا، ذلك أنهم لا يريدون للمصالحة أن تمضي، لمصالح خاصة بهم، ولمنافع كثيرة تتحقق لهم بالانقسام، وتنعدم في حال المصالحة والإتفاق.
قبل أن أدعو هذا الفريق الذي لا تعنيه المصالحة في شئ، ولا تتوافق مع مصالحه، ولا تتفق مع منافعه، لأن يكف أطرافه عن هذا النعيق، وأن يبحثوا عن مفرداتٍ تجمع، وكلماتٍ ترق لها القلوب، وتستجيب لها النفوس، وأن يسعوا لرأب الصدع، وتقريب وجهات النظر، وتذليل العقبات، وإزالة الصعاب من الطريق. 
فإنني أدعو وسائل الإعلام الوطنية المحترمة، أن تدرك دورها، وأن تعرف واجبها، فلا تنقل مثل هذه التصريحات، ولا تشيع مثل هذه التشكيكات، ولا تفسح مجالاً على صفحاتها أو عبر فضائها لأمثالهم، وألا تكون أبواقاً لكل من أحب الكلام، ولا منبراً لكل من استحسن صوته، واستعذب كلماته، بينما هي فاحشةٌ مستنكرة، عقيمةٌ خبيثة، وغريبةٌ مستقبحة.  

أبو تمام في مواجهة داعش/ شاكر فريد حسن


يواصل الداعشيون حربهم على كل شيء ، على الحياة والناس والوطن والطبيعة والجغرافيا والتاريخ وصولاً إلى تحطيم التماثيل . فبعد أن احتلوا وامتهنوا الموصل العراقية التاريخية وسقطت بقبضة أيديهم أشاعوا في جنباتها مظاهر القتل والدمار والخراب ، وانتهكوا أسرار آشور ،  ويحاولون بالقوة فرض أفكارهم وتجذير قوانينهم ودستورهم في أزقة وساحات وميادين العراق ، ويقومون بذبح أبناء الموصل وتفجير الكنائس والمساجد ومراقد الرموز الإسلامية فيها ، وفرض جهاد النكاح على النساء العراقيات ، ومن ترفض تغتصب ثم تذبح .
 وقبل أيام أقدمت داعش على هدم وتحطيم تمثال الشاعر العباسي ، أمير البيان أبي تمام . وهذا العمل البربري الإرهابي الأخرق والمشين الذي نفذه الداعشيون بحق احد رموز الشعر العربي ، هو استمرار لما قامت فيه المجموعات السلفية المعارضة التي تنتمي لجبهة النصرة في سورية العام الماضي ، حيث حطمت وكسرت تمثال أبو العلاء المعري في معرة النعمان باعتباره من "الزنادقة "، وما قام فيه المتشددون المتعصبون في مصر بقطع رأس تمثال عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين وتمثال سيدة الغناء العربي أم كلثوم .
وفي حقيقة الأمر أن تحطيم التماثيل ونهب الآثار هو جزء من المأساة الرهيبة التي حلت بتراثنا الفكري الحضاري العربي ، وهو تدمير للهوية والتاريخ والحضارة وحتى المستقبل ، وبمثابة تحريض واعتداء على حرية التفكير والمعتقد ، وقطع رأس الفكر والحرية والديمقراطية . 
والداعشيون بعملهم الإجرامي هذا يريدون استئصال واغتيال شاعر القوة والجزالة أبي تمام ، الذي ولد لأب مسيحي واعتنق الإسلام وقال "السيف أصدق أنباء من الكتب" مادحاً الخليفة المعتصم بعد استيلائه على عمورية إحدى حصون وقلاع الروم . لكنهم لم يدركوا أن انقضاضهم على رأس الشاعر العباسي أبو تمام أعادوا الروح من جديد لصاحب "الحماسة " و"فتح عمورية" ، وأعادوا إحياء قضية حرية التفكير والمعتقد .
وامام هول هذه الحادثة بل الكارثة الثقافية ، نتذكر ما قاله الشاعر اليمني الكبير عبد اللـه البردوني في قصيدته الشهيرة "أبو تمام وعروبة اليوم " حيث قال : 
ماذا جرى ... يا أبا تمام تسألني   عفواً  سأروي ..ولا تسأل.. وما السبب
اليوم عادت علوج (الروم) فاتحة     وموطن العرب المسلوب   والسلب
حكامنا أن تصدوا للحمى اقتحموا    وأن تصدى له المستعمر   انسحبوا 

أننا نحتج وندين تحطيم تمثال أبي تمام في الموصل ، ونؤكد أن روحه ستظل تطارد الدواعش في المعركة الطويلة ضدهم حتى الانتصار عليهم ،  وتسييد فكر التنوير وثقافة النور والحرية والعدل والديمقراطية .

ما جرى ويجري إدارة للإنقسام وليس إنهاء له/ راسم عبيدات

ما زلت ممسكاً برأيي ووجهة نظري بأن ما حصل وجرى حول ما يسمى بتشكيل حكومة الوفاق الوطني،ليس اكثر من إتفاق إطار في طريقه الكثير من العثرات والمطبات والمعيقات التي تجعله بلا رجلين يسير عليهما،بل تبقيه كسيحاً وأسيراً لأجندات ومصالح تضع المحاصصة فوق المصالحة،وبأن قطار المصالحة لم ينطلق بعض فالمصالحة تحتاج الى ترجمات عملية على الأرض يتلمسها شعبنا بالفعل،وخصوصا شعبنا في قطاع غزة أهمها رفع الحصار وإعادة الإعمار والسماح بحرية الحركة والتنقل والتواصل مع الفضاء الخارجي،أما الإنقسام الذي اعتبر البعض انه ذهب الى غير رجعة فعبر ما نراه وما نشاهده فإنه يتكرس ويتعمق،وانا لا اعرف كيف لعضو مكتب سياسي في حركة حماس كموسى أبا مرزوق،يقول لشعبنا بأن الإنقسام انتهى الى غير رجعة؟؟!!،وأرجع عدم تحقيق المصالحة لعقليات الإنقساميين وبرامج الإحتلال،وقبل الخوض في ما قاله ابو مرزوق والتعليق عليه من أنه يفتقر للدقة والموضوعية وتعانده الحقائق والوقائع على الأرض،فهناك تصريحات أخرى لمسؤول حركة فتح في السجون الأسير جمال الرجوب يطلب فيها من رفاق الجبهة الشعبية الذين يعيشون في اقسام  مشتركة مع حركة حماس بمغادرتها حتى لا تطالهم عقوبات ادارة مصلحة السجون الإسرائيلية،وفي الوقت الذي نثمن فيه لرفاق الجبهة الشعبية رفضهم لهذا المنطق الغريب عن عادات وتقاليد الحركة الأسيرة،واقل ما يقال عن هذا المنطق بانه يتساوق مع  إدارة مصلحة السجون ويخدم مصالحها واهدافها،ويشكل مخاطر جدية على  الحركة الأسيرة الفلسطينية في السجون من حيث تفكيك وحدة اداتها التنظيمية الموحدة واستفراد مصلحه السجون في فصائلها بما يسهل عليها كسرها وتطويعها والإنقضاض على حقوقها وسحب منجزاتها ومكتسباتها.وقبل ذلك لا بد لنا أن نشير وتحديداً بعد ما سمي بعملية اختفاء الصهاينة الثلاث واتهام اسرائيل لحركة حماس بأسرهم،ما صدر من تصريحات وبيانات وتعليقات من قيادة السلطة في رام الله حول ذلك،وفي مقدمتها  خطاب وتصريحات الرئيس عباس ووزير  خارجيته رياض المالكي،سواء في جدة أمام مؤتمر منظمة التعاون الإسلامي  قبل أقل من أسبوع او لوسائل الإعلام أو خلال الإتصال مع الأمريكان والإسرائيليين،ففي جدة كرس عباس جلّ خطابه لادانة خطف ثلاثة مستوطنين اسرائيليين،وقال ان هذه العملية وليس الاحتلال وجرائمه،تدمر الشعب الفلسطيني ومشروعه الوطني،وامتدح التنسيق الامني مع اجهزة المخابرات الاسرائيلية،وقال انه في مصلحة الشعب الفلسطيني، وجدد التعهد بمنع حدوث انتفاضة ثالثة، ولا نعرف ما اذا كان وزراء الخارجية المسلمين صفقوا له،او استهجنوا اقواله،وايا كان رد فعلهم فانهم لا فائدة ترجى منهم وحكوماتهم،وقد حذا حذوه وزير خارجيته رياض المالكي حيث "قال المالكى فى تصريحات صحفية إنه إذا تبين أن حركة حماس تقف خلف خطف المستوطنين الإسرائيليين فى الضفة فإن حكومة الوفاق واتفاق المصالحة سيكونان فى خطر.وأضاف "إذا توصلت الحكومة إلى هذه النتيجة فإن الرئيس سيتخذ قرارات صارمة".

وتابع "لن نتهاون ونقبل بحقيقة أن تستخدم حماس وتستغل هذا النوع من حكومة المصالحة لتضرب المصالح الوطنية للشعب الفلسطيني".

ونحن كذلك نجد تناقضاً صارخاً في تصريحات وبيانات طرفي الإنقسام (حماس وفتح)،ففي الوقت الذي تقول فيه حماس بأن حكومة الوفاق ضد التنسيق الأمني،وبأن الإتفاق لا يلغي المقاومة،بالمقابل نجد الرئيس عباس يمتدح التنسيق الأمني مع اسرائيل،ويقول بأنه لمصلحة الشعب الفلسطيني،وكذلك في الوقت الذي استباحت فيه اسرائيل الضفة الغربية،بعد إختفاء المستوطنين الثلاثة،حيث اعتقلت المئات من أبناء الشعب الفلسطيني،بما فيهم الأسرى الذين تحرروا في صفقة الوفاء للأسرى،وأغلب المعتقلين من حركة حماس،وكذلك قتلت اسرائيل عدداً من المواطنين الفلسطينيين،بما فيهم أطفال وشيوخ،ودمرت وهدمت العديد من المنازل والممتلكات والمصانع،واغلقت العديد من المؤسسات الاجتماعية والإغاثية بحجة تبعيتها وعلاقتها بحماس،ومنعت دخول أهل الخليل للقدس والداخل الفلسطيني- 48-، وقامت بعمليات دهم وتفتيش وإقتحام غير مسبوقة منذ عام 2002،عام إجتياح الضفة الغربية،حيث شملت عمليات الإقتحام والتفتيش المؤسسات التعليمية الجامعية،وبإختصار إختطفت شعب بأكمله،ولم تكن ردة فعل حكومة الوفاق على ما حدث يحدث بالمستوى المطلوب،ووجهت لها الإتهامات الشعبية والفصائيلية على قصورها تجاه شعبها،في حين كان جل إهتمامها يتركز على كيفية إعادة الصهاينة الثلاثة المختفين المأسورين مجازاً،وفي ظل هذه الأجواء والتي امتدحت فيها اسرائيل تصريحات الرئيس عباس حول قضية الصهاينة الثلاثة المختفين،وما تبعها من تراشق إعلامي حاد بين حماس والسلطة الفلسطينية،وما سبق ذلك من وضع متأزم،تمثل في ما قامت به حركة حماس من منع لموظفي السلطة الفلسطينية في غزة من قبض لرواتبهم من خلال البنوك التي جرى إغلاقها في قطاع غزة لمدة أسبوع،وأصبح الوضع الداخلي على حافة الإنفجار،قابله كذلك في الضفة الغربية إعتداءات امن السلطة على الصحفيين في رام الله وعدد من المسيرات المتضامنة مع الأسرى المضربين عن الطعام،وكادت الأمور ان تخرج عن السيطرة كما حدث في الخليل خلال فعالية التضامن مع الأسرى المضربين عن الطعام.

إن هذه المعطيات والوقائع التي تم سردها وغيرها الكثير الكثير من المعطيات والحقائق تثبت على ان ما يقوله أبا مرزوق وغيره من ساسة وقيادة السلطة وحركة حماس،عن ان الإنقسام قد ذهب الى غير رجعة وبأن قطار المصالحة قد اقلع يعوزه الترجمة العملية على الأرض،فالأقوال لا يقابلها فعل على ارض الواقع،بل نجد بأن تلك الأقوال تدفع بالإنقسام الى خانة التكريس والشرعنة،وما يحدث ويجري ليس اكثر من إدارة لهذا الإنقسام وليس إنهاؤه،وما زال هناك مسافة طويلة وطريق صعب وشاق يعترضان الإنهاء للإنقسام وتحقيق المصالحة،حيث ما يسمى بحكومة الوفاق،قد لا تصمد أمام ما يعترضها من أزمات ومطبات قد تطيح بها،ففي أقل من شهر على تشكيلها واجهت بسبب الولادة المشوهة مخاطر إنفراط عقدها،ازمة رواتب موظفي حماس أل(40000 )،وازمة ما ترتب على إختفاء او اسر المستوطنين الثلاثة،والتي يرى الرئيس عباس ووزير خارجيته المالكي بانه إذا ثبت بان حماس هي من تقف خلف أسرهم،فهذا يعني نهاية المصالحة وحكومة الوفاق الوطني .

قادة حزب الله ينفذون ولا يقررون/ الياس بجاني

كترث التحليلات أمس واليوم كما الأخبار المسربة من مطابخ إعلام محور الشر السوري-الإيراني المأجورة عن احتمال أو عدم احتمال تدخل حزب الله عسكرياً في العراق لمساندة نظام نور المالكي التابع لملالي إيران، كما هو حال الحزب العسكرية في سوريا حيث يشارك نظام الأسد في كل المجاز التي ترتكب ضد الشعب السوري المطالب بالحرية والسيادة والاستقلال. 
وتوضيحاً للحقيقة وتبياناً لكل الوقائع المعاشة والملموسة والمؤكدة فإن كل الإثباتات التي لا تقبل الشك تبين عملانياً أن الحزب الميليشياوي والمذهبي والإرهابي هذا هو جيش إرهابي وذراع عسكرية تابع لإيران طبقاً لكل المعايير، وبالتالي قراره إيراني صرف، وليس قراراً مستقلاً. 
في هذا السياق نسأل هل حزب الله هو من يمسك بقراره، وأن المنطق والعقل والخوف على عناصره وبيئته ولبنان واللبنانيين والعرب والدول العربية هي العناصر الأخلاقية والوطنية والإيمانية التي تتحكم بمواقع القرار داخل مطبخ قياداته؟ 
بالطبع لا وذلك طبقاً لمعيار كلام السيد حسن نصرالله نفسه. 
ففي خطابه الأخير قال السيد نصرالله ودون أن يرمش له جفن أو خجل، نحن سنكون حيث يجب أن نكون وسوف نعمل ما يجب عمله. 
كلامه هذا يبين بما لا يقبل الشك أن قراره 100% إيراني وبالتالي هو ينفذ ولا يقرر. 
وفي خطاب سابق كان أكد وبفخر ما معناه أنه في ما يخص آلية القرار لا يستعمل الحسابات العسكرية ومنطق العلوم والعواطف بل ينفذ ما يمليه عليه وكيل الولي في إيران دون سؤال. أما قوله أنه فخور بكونه جندي في ولاية الفقيه فالكل يعرفه. 
من هنا فإن حزب الله فيلق عسكري مقره في لبنان وعسكره من لبنان ولكنه تابع بمرجعيته وقراره مليون بالمائة للحرس الثوري الإيراني، وهو بالتالي مأمور ولا يأمر، وينفذ ولا يقرر ومشاركته من عدمها في القتال في العراق قرار إيراني بحت ونقطة على السطر.
بناء عليه فإن أي تحليل أو توقع لما قد يقوم به حزب الله اعتماداً على المنطق والعقل والخسائر والعلوم العسكرية لا يستوي ولا يحاكي واقع هذا الجيش الإيراني الذي يحتل لبنان ويقتل الشعب السوري وينفذ العمليات الإرهابية في العشرات من الدول ويغتال قادة لبنان الأحرار. 
يبقى أن هذا الحزب السرطاني والإرهابي الذي يعيث بلبنان والدول العربية فساداً وتدميراً وأجراماً هو أخطر المنظمات الإرهابية في العالم كما كان صنفه تقرير أميركي مخابراتي رسمي قبل عدة سنوات. 
في الخلاصة المطلوب من كل من يحب لبنان وهويته وكيانه وإنسانه ولا يريد خراب الدول العربية وتعميم الفوضى فيها أن لا يتعاون مع هذا الحزب أو يؤيده أو يسكت عن ارتكاباته ويرضخ لمنطق إرهابه، والأهم أن لا ينافق على نفسه وعلى الآخرين ويصفه بالمقاومة.

لتتوحد الجهود لردع نظام وﻻية الفقيه وإنقاذ العراق من محنته/ العلامة السيد محمد علي الحسيني

يمر العراق بفترة عصيبة من تأريخه و تتکالب عليه الاخطار و التهديدات من أکثر من جانب، ومع المآسي و الکوارث و المصائب التي تحدث لشعبه، فإن الامتين العربية و الاسلامية يشعرون بالکثير من الحزن و الالم و يدعون من کل قلوبهم في عباداتهم أن يجنبه الله تعالى عواقب هذه الفترة العصيبة بخفي ألطافه و يفتح عليهم من أبواب رحمته الواسعة انه على کل شئ قدير.

الحروب و المآسي و الويلات الکثيرة التي مرت بالعراق وعلى الرغم من أن الشعب العراقي لايزال يعاني من آثارها و تداعياتها، لکن و للأسف البالغ فإن الحکومة التي يرئسها رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالکي، لم يکن في مستوى الامانة و المسؤولية التي عهدت إليه من جانب شعبه و بدلا من أن يمنح کل إهتمامه لهذا الشعب المظلوم الذي عانى ماعانى و قاسى ماقاسى، و يعمل مابوسعه لتطوير أوضاعه و تحسين أحواله خصوصا وان العراق بلد غني وله ثروات معدنية کثيرة على رأسها النفط بالاضافة الى کونه بلدا زراعيا ذو أراض خصبة، فإنه إختط لنفسه سياسات مشبوهة لاتخدم هذا الشعب أبدا وانما تضر به.

يقول نبينا الکريم"ص": "مثل المؤمنين في توادهم و تراحمهم و تعاطفهم کمثل الجسد إذا إشتکى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر و الحمى"، کما انه عليه أفضل الصلاة و السلام يقول أيضا في حديث شريف آخر:" من اصبح أو أمسى ولم يهتم بأمور المسلمين فليس منهم"، ولذلك فإن الاوضاع الصعبة و المؤلمة التي تمر بالشعب العراقي تدفعنا کعرب و مسلمين لتحمل مسؤوليتنا الشرعية تجاههم و نفتح أعيننا و أذهاننا عن هذا الذي يحدث له في هذه الفترة العويصة، وان علينا أن ندعم و نساند هذا الشعب في محنته هذه و لانترکه لوحده فيها، خصوصا وان نظام ولاية الفقيه في طهران"العدو الداخلي لأمتينا العربية و الاسلامية" و الذي هو اساس الکثير من البلاء و المصائب التي تحدث في العديد من بلدان الشرق الاوسط و في مقدمتها سوريا و العراق و اليمن و البحرين و لبنان و غيرها. لقد نجح نظام ولاية الفقيه وللأسف البالغ في إختراق العديد من البلدان العربية و الاسلامية و زرع و بث فيها کل أسباب الفرقة و الاختلاف و الفوضى و المواجهة و الفتنة، وان العراق و سوريا يمثلان نموذجين حيين على هذه الحقيقة، وان العراق الذي يقف اليوم على شفا جرف هار قد ينجرف بشعبه لاسامح الله تعالى في أية لحظة نحو هاوية الحرب الاهلية البغيضة التي تخدم مصالح عدوي أمتنا، واقصد العدو الخارجي المتمثل في إسرائيل و العدو الداخلي المتمثل في نظام ولاية الفقيه، وان على أمتينا العربية و الاسلامية أن يأخذوا الکثير من الدروس و العبر من الذي يحدث في العراق وان لاتدعا لأفاعي و عقارب هذا النظام بالمزيد من التحرك في اوساط أمتنا في مختلف البلدان، وان هذه التطورات الحالية التي تحدث في العراق، انما هي حاصل تحصيل تلك السياسات المشبوهة للمالکي و التي کان جل همه من خلالها هو خدمة اهداف النظام الايراني و تحقيق غاياته المشبوهة المعادية أساسا لمصالح أمتنا.

اننا من موقعنا الاسلامي نعتقد أن المسؤول و المدان الاول في مايحدث حاليا للعراق، انما هو نظام وﻻية الفقيه الذي يتدخل في کل شاردة و واردة و يعبث بأمور و مقدرات هذا البلد و يزرع الضغينة و البغضاء کي يحقق أهدافه الشريرة، وانهم برأينا مسؤولون عما يحدث هناك وان ماجاء في الآية الکريمة من سورة الصافات:"وقفوهم انهم مسؤولون، مالکم لاتناصرون"، تنطبق على نظام وﻻية الفقيه الذي صرنا نعلم جميعا مافعله و يفعله في لبنان سوريا و اليمن و البحرين و مصر و السعودية و الکويت، الى أن وصل الامر الى حد جعل العراق على شفا حرب أهلية خصوصا وان دخول وحدات من الحرس الثوري الايراني الى داخل العراق و فتح باب التطوع أمام الايرانيين للذهاب و القتال في العراق، يعني بأن هذا النظام يتجاوز کل الخطوط الحمراء و يستهين بأمتينا العربية و الاسلامية ولهذا فإننا ندعو الشعوب و الدول العربية و الاسلامية لکي تتحمل کامل مسؤوليتها في ردع نظام ولاية الفقيه و عدم السماح له بفتح جبهة أخرى لکي ينفث من خلالها بسمومه الصفراء.

اللهم جنب العراق و شعبه شر و بلاء هذه الفترة و خذ بيدهم الى مافيه الخير و السلام و الامن و الامان لهم و نسألك اللهم أن تنزل بلائك على اولئك الذي يتربصون شرا بهذا الشعب المظلوم، انه مجيب الدعاء.

الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي.
Arabicislamicmajlis@gmail.com
 Phone : 009613961846

ان الذي يجمعنا على هذا الکوکب هو أکثر بکثير من المونديال/ العلامة السيد محمد علي الحسيني .

أيها الأحبة: من الثابت و المؤكد ان الاسلام قد إهتم بالرياضة،و أکد عليها من خلال العديد من الآيات الکريمة و الاحاديث الشريفة، وهو بعکس ماقد يشيعه و يقول به البعض جهلا بأن الاسلام يعتبر الرياضة مجرد لهو و مضيعة للوقت لاطائل من ورائها.
جاء في الآية 247 من سورة البقرة: "إن الله اصفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم، والله يؤتي ملكه من يشاء والله واسع عليم"، وهو مدح و إطراء واضح للقوة مع بيان المنهج و الطريقة و الاسلوب لإستخدامها بالصورة المثلى، کما أن سيدنا و نبينا محمد"ص"، يقول:" المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير."، وهو مايدل على إيلاء الاسلام إهتماما خاصا و ملحوظا للقوة، لکنه مع ذلك يضع ضوابطا لها کي يتم إستخدامها وفق منهج و اسلوب قويم کما جاء في الحديث النبوي الشريف:" ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب.". الاسلام يدعو لتقوية الاجسام و تهذيب النفوس و يضع ضوابطا و قواعدا من أجل ذلك و يحث عليها بکل وضوح، ومما دل و بکل وضوح على إهتمام الاسلام بالرياضة ماجاء في الحديث النبوي الشريف:" كل شيء ليس من ذكر الله لهو ولعب إلا أن يكون واحدا من أربعة: .... وتأديب الرجل فرسه، ومشي الرجل بين الفرضين، وتعلم السباحة."، حيث أن تأديب الفرس او"تسييسه" و کذلك السباحة يمثلان رياضتين للاجسام، کما انه قد جاء أيضا عن الرسول الاکرم"ص":"حق الولد على الوالد أن يعلمه الكتابة والسباحة والرماية ولا يرزقه إلا حلالا طيبا."، وکما هو معلوم فإن الرماية بالاضافة للسباحة أيضا تدخل في صلب الرياضة، ولهذا فإن إستحباب الرياضة کما أکد عليها الدين الاسلامي هو من المسلمات.
ونؤکد أيضا على الاخلاق الرياضية التي توجد قواعدها و ضوابطها في ديننا الحنيف، ونؤکد أيضا على أن الاسلام يسمح بالمنافسة الشريفة و کذلك ان التشجيع ضمن الضوابط الشرعية و بعيدا عن المحرمات و الاحقاد، يحل للمسلم. 
اننا نجد کل العجب من أمة بإختلاف طوائفها و مذاهبها و أحزابها و سياسييها کيف أن المونديال يجمعها، إذ ان أية مباراة في نهائيات کأس العالم تستقطب الجميع فيجلسون بهدوء و محبة و يقومون بالمنافسة و التشجيع بروحية و أ‌خلاقية راقية بعيدا عن السياسة و حتى عن إستغلال الدين! لکننا قطعا لسنا ضد هذا ولانعارضه او نجنح لرفضه، وانما نقول يا أمتنا و أهلنا و أخواننا بل وحتى يا أنفسنا، ان الذي يجمعنا أهم بکثير من المونديال، ذلك ان الانسانية اولا و اساسا تجمعنا، وان القرابة أيضا تشدنا و تجمعنا الى بعضنا ثانيا فالاب واحد وهو آدم و الام هي حواء، مثلما يجمعنا مکان واحد هو کوکب الارض ونحن کلنا نلبث على ظهرها مع الدين الواحد، فکلنا عبيد الله واخوة في الانسانية و الخلق و القربة و الجيرة وان الذي يجمعنا على هذا الکوکب هو أکثر بکثير من المونديال، ولهذا فإنه من الواجب علينا أن نتذکر هذه الحقائق و لاننساها لما فيها خيرنا و فائدتنا والله من وراء القصد.

الهجرة وانعكاساتها على الداخل/ سهى بطرس قوجا

الأحداث ما زالت في بلدنا مُتأرجحة ومُتقلبة ومن حال إلى آخر أدنى مستوى، بما فيها الهجرة التي ما زالت مستمرة بشكل يثير القلق! هذه الهجرة المتدفقة إلى المجهول تأثيراتها عديدة الجوانب تطال البلد المهاجر منها وإليهِ على السواء، كما وتعتبر المصدر الوحيد للتغيير السكاني الذي بدوره يؤثر على البنية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.   
 الهجرة دائمًا نتحدث عنها ونبحث عن أسبابها ولابدّ من هذا لأنها ظاهرة خطيرة تغزو البلاد التي فيها من التشتت والتمزق والتهميش والضياع الكثير، لتزيد من ألم الجراح وتبقيها على حالها بدون علاج! وهي ليست ظاهرة بجديدة في بلدنا العراق، كانت موجودة من قبل ولكنها ليست مثلما هي اليوم مُتزايدة بشكل كبير، دوافعها على أختلاف الزمن هي التي اختلفت وأصبحت غريبة ومُثيرة للقلق وللخوف، بسبب تزايد أعدادها وأشكالها وأسبابها وتداعياتها بحيث باتتْ تشكل خطرًا يُهددّ الوجود السكاني في أراضيهم من الزوال والاضمحلال ثم الاختفاء المُفاجئ!
وربما قائل سيقول من خارج مُحيط الأحداث أن الحياة مُستمرة في المدارس والجامعات وأماكن العمل، وهنالك بعض التغيرات العمرانية، مع أقامة بعض المراكز الخدمية في بعض المناطق، وربما لا يوجد ما يثير كل هذا القلق في النفوس والهجرة منهُ؟! نعم الحياة مُستمرة وهناك بعض التغيير الطفيف الحاصل، ولكن هنالك ما يُرافقها بشكل خافيّ وهو الخوف من المخفيّ المُمكن أن يحصل في أية لحظة وعلى غفلة، فلم يعد هنالك أمان ومسؤولية وضوابط توضع لكي تكون هي الضابطة لكل حدثًا! تلك وحدة المصير والعيش المشترك والتلاحم الأخوي بين مُختلف الأطياف، أصبحت تضمحل تدريجيًا وتلغي في قاموس الكثيرين كون ذلك العام أصبح خاصًا، وهذا الخاص أصبح خاصًا لذاتهِ!   
نعم هذا هو واقع الحال، وهذا هو الحاصل وهذا ما آلت إليه الأمور، وهذه الهجرة الخطيرة باتتْ تشكل نقمةٍ ونعمةٍ! لأنها شملت هجرة الشباب بُنيان المستقبل وهجرة الخبرات والمهارات والمثقفين وخيرة العقول والكفاءات من أطباء وأساتذة وعلماء ...الخ. باتتْ خطر يهدد اللغة والهوية والتواجد والأصالة والتراث، وباب يدخل منهُ من يشاء جالبًا معهُ زوابعّهِ وأعاصيرهِ تعصف بما يصادفها، متى تشاء وكيفما تريد! وهذه الهجرة هي للبعض رحمة لتحقيق ما يرمون إليهِ، طبعًا لأنهُ كلما قلّ عدد الجالسين على مائدة الطعام شبع الحاضرين الباقين وفاضّ عنهم! ومن جانب آخر هي نقمة للمُهاجر نفسهُ لأن ما ينتظره خارج بلده من مجهول أسوء بكثير مما شهدهُ في بلده من ضياع وتشتت وغربة وحاجة.
 نقول للأسف ذاك البيت ما زال يُفرغ من أناسهِ فردًا بعد فرد بين الحين والآخر وبصورة مُتوالية! ترى ما الحل لهُ وكيف يمكن أخبارهم أن أرض أجدادهم بحاجة إليهم، بحاجة إلى يدٍّ تُغرس في أعماقها لتُبقيها خضراء وتُخرج منها أطيب الثمار؟! كيف السبيل إلى إقناع الأبناء أن آباءهم بحاجة إليهم في كهولتهم؟! كيف يمكن أخبار الأبناء (أرث الأجداد) بأن أرثكم من أجدادكم سوف يُسلب ويُنهب ويُعطي للغير في غيابكم عنهُ، وستأتون يومًا للديار ولنْ تجدوا من يفتح لكم بابًا أو تدخلوا أرضًا كانت في يومًا من الأيام تُدعى وطني وتربتي وأمي وبستاني!    
هذا ما تفعلهُ الظروف السيئة التي تمطر بلدًا، وهذا ما تفعله الهجرة المُتواصلة وهذا ما يفعله البعد والفراق عن الديار وهذا ما تفعلهُ الحروب والنزاعات المُتتالية وسقف المصالح واضطراباتها، لكن بالنسبة للمُهاجر ما باليد حيلة عندما تضيق الأفق أمامهُ وتتدنىّ سبّل العيش ويفقد الأمل والأمان، فما يكون منهم غير الرحيل بعيدًا إلى مكان أكثر دفئًا وأمانًا واستقرارًا وفيهِ من ضرورات الحياة مُتوفرة والحقوق مُصانة والكرامات محفوظة ولا تُداسّ!
يبقى أن نقول بأنه يجب وضع هذه الظاهرة في الاعتبار ولابد من تضييق الحدود عليها قدر المُستطاع وقطع الطرق عنها، لأنها وأن استمرت بشكلها هذا سوف تضحى الديار فارغة مُستقبلا وسوف يعطي المجال والحرية للعاصفة الصفراء أن تغزو قُرانا رويدًا رويدًا وتُغير من معالمها لكي تضيع ملامحها ولا تُعرف فيما بعد وتصبح غريبة ومشوهة. وهذا لنْ يتم ألا من الشباب قوة المجتمعات أنفسهم، وإقناعهم بهذا من ذاتهم، وهذا في زاوية ما بصراحة صعب الحدوث نوعًا ما لأنهُ مثلما قلنا الظرف هو من يحكم ويرغب ويريد كما أن للانفتاح والثقافات الجديدة دورها الفعال والشامل في هذا!  
والهجرة وإن استمرت بشكلها هذا فهي ضربة قاضية مُوجهة لصميم وجود ومستقبل أرض، فلابد من أيجاد نظرة مُوحدة ومُتكاملة وجدية تنظر للحياة البشرية واحترامها بروح الانفتاح والمشاركة الجماعية دون اعتبار لأية خلفية أو خاصية من أجل أرض واحدة تجمعها لغة وثقافة وكيان واحدٍ مُوحدٍ.

الاعلام الاسود/ سري القدوة

الاعلام عندما يغيب الضمير يكون نشر الاخبار مفبرك ولا يخدم المصالح الوطنية العليا للشعب الفلسطيني يكون علي السلطة التنفيذية لزاما عليها التدخل بقوة القانون من اجل حماية شعبنا من عبس الفاسدين وتشويه الحقائق .. 
عندما تتناقل بعض الموقع خبر مفبرك ضد الاجهزة الامنية الفلسطينية ..
وعندما نكتب من اجل التعبير عن الحزبية المقيتة ونكون مسخرين من اجل حماية مصالح ضيقة لا تعبر عن مصالح شعبنا ويكون عبث العابثين فسادا فتغيب الحقيقة وتضيع الرؤيا في براثين الحقد الاسود والاعمي ..
بعض المواقع صباح اليوم عبثت وباتت الاوراق لديها مختلطة حاقدة فنشرت اخبار كاذبة
لا تخدم الوطن ولا الشعب الفلسطيني ...

امن السلطة يبلغ إسرائيل باختفاء فلسطينيين يشتبه بضلوعهم في عملية الخطف واسرائيل: التنسيق الأمني "غير مسبوق"

ذكرت مصادر اسرائيلية أن الأجهزة الأمنية الفلسطينية ابلغت الأجهزة الأمنية الاسرائيلية، اختفاء فلسطينيين تشتبه بضلوعهم في عملية خطف المستوطنين..

ومن جهة اخرى، قالت الإذاعة العامة على موقعها الالكتروني صباح اليوم بأن الرضا يسود الأوساط الإسرائيلية الأمنية إزاء ما تقوم به أجهزة أمن السلطة الفلسطينية من خلال التنسيق المتواصل معها في محاولات العثور على المستوطنين المخطوفين منذ الخميس الماضي.

وأوضح مسئولون في الجيش الإسرائيلي أن عمليات التنسيق الأمني مع أجهزة الأمن الفلسطينية قوية جداً وغير مسبوقة، بينما نقل الموقع عن أحد المسئولين الأمنيين قوله "بأن رئيس السلطة محمود عباس قد أصدر أوامره للأجهزة الأمنية بتوفير كافة التسهيلات الأمنية للجيش الإسرائيلي.

ولفت إلى أن التعاون الأمني بين الطرفين مستمر، وتجري على مستويات عالية جداً، في حين ذكر موقع واللا الإخباري على لسان مسئول أمني فلسطيني رفيع المستوى بأن أجهزة أمن السلطة الفلسطينية نقلت لإسرائيل أسماء فلسطينيين مطلوبين منذ فترة تشتبه بضلوعهم في عملية خطف المستوطنين.

ويأتي ذلك في اطار تنفيذ اوامر الرئيس محمود عباس للأجهزة الأمنية بتكثيف الجهود والتحرك لمعرفة تطورات عملية الخطف، ثم ابلاغها للطرف الإسرائيلي..

انتهي الخبر
ان هذه الاخبار المفبكرة والمركبة في علم الصحافة وقواعد كتابة الاخبار تعتبر اخبار مفبركة وهي من نوع الاخبار السطحية والمركبة ..
حيث يتم بناء الخبر علي افتراضيات ومن ثم كتابة تفسير لها واطفاء وجهة نظر المرسل للخبر للتأثير علي المتلقي في اسلوب لا يمت للضمير الاعلامي باي صلة ولا يعبر عن مصالح شعبنا الفلسطيني ..
ان من شأن تركيب الاخبار المفبركة واطفاء وجهات النظر علي صياغة الخبر يعكس عدم المصداقية والحيادية والواقعية بل يعبر عن غياب الوعي والضمير الوطني ويعكس تشويه الحقائق ويعد هذا النوع من الاخبار هي صحافة موجهة هدفها تشويه صورة السلطة الوطنية والقيادة الفلسطينية ..
باتت هذه الاخبار هدفها واضح ومكشوف لشعبنا حيث يثبت الواقع عكس ذلك لان المستهدف بالاساس من قبل الاحتلال الاسرائيلي هو الشعب الفلسطيني ومؤسساته الامنية ومؤسسات الدولة الفلسطينية ..

سري القدوة
رئيس تحرير جريدة الصباح – فلسطين
http://www.alsbah.net

سنابلُ المنقذ ... ذهبيّة‏/ كريم عبدالله

إ .. ر .. ت .. مِ
باحضانِ قعر الأرض ـــ قمراً يشعُّ على الغدِ
فالأمس ...
... عربة عرجاء ـــ تزحفُ على الخرائب ...
:
:
يا أيّها المُشرِقُ في خبايا العتمةِ ـــ إملأْ آنيةَ الروحِ بالقمحِ
وهُشَّ على افاعي الخمرةِ ـــ مصابيح قوس قزحٍ وخُزامى
سوداء مقفّلة صناديقَ العقولِ ـــ مفاتيحها ... / في صدرِ محيطٍ / ... آسن ,
ويّ كأنَّ
:
: ... !!!
خيوط عنكبوتٍ تقيّدُ بطنَ الأرض ـــ تعلّقُ أوهامها تتراقصُ
:
:
أيقظْ حقولَ الياسمين ... / في حَدَقاتِ العصافير ... / تشيّعكَ عبّادات الشمس ... / جذلى ..
زنابقٌ بيضاءَ تورقُ في سماواتكَ ...
وغيومكَ ... /  حُبلى ... / بالهدايا ...
:
:
للآن ...
عطشى لطلعِ جبينكَ المندّى ـــ صحراء أحلامٍ ... / منسيّةٍ ... / بائسة ...
هل تغفو على صدرِ أحلامكَ البرايا ... ؟
وتقمّطُ بذورَ الحماقاتِ بالمغفرةْ ... ؟
جراحاتنا ...
تاكلُ سنابلنا ... / وصهاريجُ الدموعِ نزف السماءِ ...
أتكون أضغاثنا حقيقة اللغزِ ... ؟
أتنزلُ أقماركَ تلاعبُ أولادنا ـــ ونجومكَ قلادات للنساءِ ... ؟
أهذا آخرُ طوفانٍ ...
:
يكنسُ الخوفَ / يرمّمُ نوازعَ القلقِ / ... ويُزيّنُ وجهَ الغَسَقْ ...؟
منْ غيركَ إذاً .......
سينقذُ أزهارَ الجسد ـــ منْ أدغالٍ همجيّةْ ........؟

 بغداد
العراق

لماذا أكثر من 96% انتخبوا السيسي؟/ سعيد ب. علم الدين

عرس في مصر. فرح في مصر. دولة في مصر عريقة عبر آلاف السنين تتجدد مع شعبها الأبي الثائر الحر، الذي حقق بسواعد بناته وأبنائه أروع قوس نصر. وأمل بربيع ديمقراطي يشع من القاهرة نورا لدمقرطة العرب وافريقيا والسير معا لخير كل شعوب الأرض.
لقد أطلت مصر البهية يوم 9يونيو/حزيران بوجهها المشرق الديمقراطي الحضاري حيث تم الانتقال السلمي للسلطة في حلة زاهية من المهابة والعظمة تليق بشعب مصر العظيم. صورة أدمعت اعيننا لها ونحن نرى أم الدنيا تُزَفُّ لعريسها وتبتسم للمستقبل بعد ان حاول الماضي الكئيب ان يلفها بعباءته الكالحة السواد. فألف ألف مبروك لمصر الغالية على قلوبنا جميعا بعرسها الديمقراطي الوطني التاريخي على يد ابنها المقدام فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي وشعبها الهمام صانع المعجزات العظام: 
فمن معجزة اختراع رسوم اللغة ونظام الكتابة، إلى معجزة الأهرامات التي ما زالت أسرارها تذهل كل باحث في خفاياها، وعظمتها تبهر كل ناظر إلى بنائها، الى معجزة بناء قناة السويس وتأميمها في مواجهة القوى العظمى على يد ابنها الكبير جمال عبد الناصر، الى معجزة العبور على يد رجال جيشها الشجعان في حرب 73، الى معجزة التخلص من نظام الإخوان. هذا النظام الغير رشيد والمستكبر المتعجرف المعاند الجاهل الذي تحول خلال سنة حكم الى سرطان مدمر أخذ يتفشى في مفاصل الدولة لأخونتها وبعثرة مقدراتها والعبث بأمنها واستقرارها، وفي صفوف الشعب ببث الكراهية والفرقة بين أبنائه الى درجة خطيرة جدا جدا أدت ولأول مرة في التاريخ المصري الى تنافر وتنابذ وتخاصم بين شرائح المجتمع الواحد لم يسبق لها مثيل في كل العهود السابقة. 
وتحت أنظار الشعب المصري المصدوم مما يحدث: 
سرقوا ثورة الشباب الربيعية الزاهية وحولوها الى كهول خريفية فاشلة، وعدوا ونكثوا بالوعود، استغلوا الدين الى ابعد الحدود، أما شراهتهم الى السلطة والاستئثار بها فلم يكن لها حدود، حتى شريكهم حزب النور السلفي انقلبوا عليه وغدروا به، أفرجوا عن القتلة الإرهابيين وسلموا بعضهم مناصب مهمة في الدولة، حاصروا المدينة الإعلامية لتكميم الأفواه، حتى عادل امام وجه مصر الضحوك لم يسلم من شرورهم، حاصروا المحكمة الدستورية وعطلوا عملها، وتدهور الجنيه والبورصة ومعهما الوضع الاقتصادي، وبالاعلان الدستوري تأزمت الأوضاع وتعقدت الأمور وتم  تقسيم الشعب بين مسلم اخواني جيد مطيع لأوامر المرشد بديع وكافر علماني متمرد رديء، ومواجهته لبعضه في مظاهرات عنيفة وسقوط ضحايا من الجانبين.  
وصار المصري يطلق النار على اخيه المصري وعمت الفوضي وانتشرت العصابات، أدى ذلك الى فلتان امني في عموم  المدن والأقاليم المصرية إلى درجة أن مصر كانت متجهة الى حرب اهلية لا محالة. وبدأ الإخوان بالاستعداد لها من خلال الاستعانة بالخبرة الإيرانية المتمرسة في عمليات الاغتيال والغدر وطرق قمع الشعب وخنق الحرية وتزوير الانتخابات وتحويل الديمقراطية الى دكتاتورية مقنعة ليصبح مرشد الاخوان هو المرشد الأعلى للجمهورية. 
هذا وكانت تجمع الإخوان علاقات ودية وثيقة وصلات قديمة ومستمرة مع نظام الملالي، حيث فتح لهم مرسي بوابات القاهرة على مصراعيها، بعد ان كانت مغلقة في وجوههم ايام مبارك، ليرفع الحاقد نجاد شارة النصر في أزهرها وليتغلغل الحرس الثوري الحزبلاتي في ربوعها. وفي الخفاء أرسل خامنئي فريقا أمنيا وإداريا لمساعدة مرسي في إدارة الدولة على الطريقة الإيرانية في التسلط والقمع والاستبداد. 
وعلى قدم وساق انصبت جهود الإخوان وفي سباق محموم مع الوقت لإسقاط مؤسسات الدولة المهمة والاستيلاء عليها من خلال أخونة الشرطة والجيش والقضاء والإعلام، فأقالوا المشير طنطاوي ثم أقالوا النائب العام المخلص الأصيل عبد المجيد محمود ونصبوا متعاطفا معهم بديلا عنه.
الى جانب ذلك بدأ الاخوان بتشكيل ميليشياتهم المسلحة على طريقة الحرس الثوري الإيراني لتكون ذراعهم الموثوق بها والأقوى في السيطرة على مصر. إلا ان يقظة الجيش والمخابرات المصرية كانت لهم بالمرصاد والتي كانت تنتظر الإشارة الشعبية الجماهيرية الواضحة لتتحرك. وبدأت المظاهرات في وجه مرسي تحركها جبهة الانقاذ. نذكر هنا المظاهرات امام قصر الاتحادية وكيف انقضت عليها ميليشيات الاخوان وسقط شهداء. وظهرت حركة تمرد التي قصمت ظهر بعيرهم بملايين التواقيع التي جمعتها وكانت الشرارة الجماهيرية المليونية في 30 يونيو التي كانت إشارة واضحة لقيادة الجيش لتتحرك وتنقذ مصر من ما يخطط لها من مستقبل مظلم مجهول وتخلف وضياع وحرب أهلية لن تبقي ولن تذر. 
وهنا كان دور السيسي الشجاع كوزير للدفاع في اتخاذ القرار الصائب الذي اتخذه بترو ووضوح وفي وضح النهار حيث اعطى الفرصة تلو الأخرى لمرسي لكي يجد مخرجا للأزمة المحتدمة، إلا ان المعزول أضاع الفرص لقصر نظره السياسي وعدم فهمه او تعاميه لحركة المجتمع المصري الذي ضاق ذرعا بممارسات الإخوان الشاذة في الحكم. مرسي هنا كان العوبة طيعة بيد المرشد بديع الذي كَبَّر برأسه الى درجة ان رأس مرسي صار اكبر منه. ناسيا ان رأس أبو الهول هو أكبر الرؤوس في مصر.
وتم عزل مرسي جماهيريا قبل ان يتم عزله من قبل القيادة العسكرية برئاسة السيسي الذي ظهر للمصريين كبطل من ابطال مصر وفي مرحلة تاريخية مفصلية. لقد أنقذ عبد الفتاح السيسي مصر من مصير مظلم قاتم. 
وهنا انصدم الشعب المصري أكثر بعد عملية العزل بحيث أظهرت ممارسات قادة الإخوان التحريضية حقيقتهم الإرهابية الدموية التدميرية واسقطت عنهم ورق التوت التي كانوا يتلطون خلفها باسم الدين. فمارسوا كل انواع العنف على الشعب والدولة قبل رابعة وبعد رابعة والى الآن. ومن مخططاتهم تدمير الجيش المصري، فحرضوا الشعب ضده وطالبوا الجنود حتى بالانشقاق على طريقة انشقاقات احرار الجيش السوري عن المجرم بشار. الا انهم خاب ظنهم وتوحد الجيش المصري مع الشرطة كرجل واحد خلف قائدهم دفاعا عن الشعب والدولة. 
ولهذا كان رد الشعب مدويا على الإخوان في صناديق الاقتراع، مؤكدا صوابية القرار الذي اتخذه السيسي بعزل مرسي وانقاذ الجمهورية، مكافئا اياه بأكثر من 96% من أصوات الناخبين وبشكل ابهر العالم، انهم أكثر من 23 مليونا. رقم كهذا وبانتخابات ديمقراطية نزيهة يحلم به كل رؤساء العالم الحر. 
أضف الى ذلك ان نتيجة الانتخابات المصرية هي زلزال سياسي كبير تداعياته الحالية والمنتظرة المبشرة بالخير طبعا، ستكون ليس على مستوى مصر وحدها، وانما على مستوى المنطقة ككل أكبر بكثير. 
فهذه مصر أم الدنيا حضارة وعراقة وريادة كانت وما زالت وستظل قلب العروبة النابض وقلعته الحصينة وليست أي دولة أخرى. وفشلت وستفشل أي دولة او محور يحاول أخذ موقعها المميز والثابت تاريخيا وعربيا. 
ومصر الديمقراطية المتجددة بشبابها والنافضة عن كاهلها غبار حسني مبارك ودمار الاخوان ستعود لتلعب دورها الطبيعي والطليعي الرائد في قيادة المنطقة مع الأشقاء المخلصين كالسعودية وغيرها من الدول العربية والصديقة الفاعلة. وعندما تميل مصر الى جهة فستميل معها المنطقة كلها. واكدت نتيجة الانتخابات ميل مصر الى الربيع العربي الذي كاد ان يبتلعه الخريف الاخواني.
والدليل على ذلك هذا الهلع الذي اصاب ملالي التخلف والاستبداد والارهاب في ايران. وخامنئي الآن يضرب الأخماس بالأسداس على الخيبة التي أصيبت بها امبراطوريته المتصدعة بعد عبور مصر الى بر الأمان.
ولكن لا بد من التنويه ايضا الى ان اهم شيء في هذه الانتخابات،  والتي تعرضت منذ البداية لعمليات تخريب وتهديد معلنة من قبل جماعات الارهاب الإخوانية الجهادية المسلحة، أنها تمت بحرية ونزاهة وشفافية واستقلالية ومن دون تسجيل أي خروقات جوهرية تذكر وبشهادة المراقبين، وايضا بهدوء وانتظام واستقرار. لقد كانت عرسا وطنيا ديمقراطيا عاشه الشعب المصري ومعه كل الشعوب العربية الشقيقة من محيطها الى خليجها.
فتحية تقدير واحترام لقوى الأمن المصرية التي استطاعت مواجهة موجات الشر ولجمها وتحقيق هذا الاستقرار المميز لثلاثة ايام انتخابية طويلة. هذا سيؤدي بالتأكيد الى استعادة هيبة الدولة على كامل الأراضي المصرية. فالرحمة لشهداء الجيش والشرطة اللذان بدمائهما الزكية استطاعا حماية هذه الحرية. المعركة لن تنتهي هنا ونجاح الرئيس السيسي لن يكتمل، الا بالقضاء نهائيا على قوى الظلام والارهاب المتربصة بالديمقراطية المصرية الوليدة وبكل القوى الحية والديمقراطية والتنويرية في العالم العربي.
فالتهنئة كل التهنئة للشعب المصري العريق على شجاعته عبر ذهابه لصناديق الاقتراع رغم تهديدات الجماعات الاجرامية بتخريب العملية الانتخابية.  
ومن المعجزات التي ننتظر من الرئيس السيسي تحقيقها: 
أولا- نجاح تجربة الديمقراطية المصرية العربية وترسيخها الدائم كقيم ومبادئ وفلسفة نظام سياسي قائم على فصل السلطات والتبادل السلمي للسلطة تحت ظلال دولة القانون والعدالة الاجتماعية واحترام حقوق الانسان. فنجاح تجربة مصر وهذا ما نتوقعه سيسري كالنار في الهشيم لتغيير الكثير من المفاهيم الخاطئة عند عامة الشعب العربي الذي تستغله التيارات والحركات الدينية المتطرفة في مشاريع مدمرة للإنسان والأوطان.
ثانيا- تحقيق المعجزة الاقتصادية المصرية التي ستقضي على الفقر والعوز وعلى الجهل والأمية، وتجلب الاستثمار والامن والاستقرار والرفاهية والرخاء وتعيد لمصر مكانتها وتحولها الى دولة عصرية مدنية ناجحة. 


مقالات من أرشيف جورج هاشم 2

لكم لبنانكم... ولنا استراليا...
لكم طبيعة خلابة من أجمل ما خلق الله، تشوهونها كل يوم... ولنا طبيعة جميلة ليست بجمال طبيعتكم، نصونها ونحافظ عليها ونعتني بها ونجدد شبابها عاماً بعد عام...
لكم حضارة عمرها الاف السنين تستحي بكم وبما وصلت اليه حالتكم. ولنا حضارة وليدة قطفت الاحسن من كل شعب . ترفع رأسها عالياً بين الامم ونرفع رأسنا بها ولا ننام على حريرها بل نحاول تطويرها باستمرار.
لكم مياهكم المتفجرة ينابيع من بين الصخور ومن اعالي الجبال صافية، باردة، تشفي العليل. فأصبحت ملوثة بسمومكم وبقايا مجاريركم ونفايات المصانع النووية الغربية بعد ان قبض زعماؤكم ثمن دفنها في تربتكم... ولنا مياهنا المتساقطة امطاراً غزيرة  نجمعها في سدود وخزانات. نداويها، نعقمها ونفحصها باستمرار لتصبح صالحة للاستعمال وللشرب،  ونوزعها خالية من اية امراض او جراثيم...
لكم شواطئكم التي كانت رائعة الجمال. فردمتم البحر هنا لصالح هذا الزعيم او ذاك فاقام  مجمعات تجارية او سكنية لا يستطيع شراءها الا أكلة الجبنة المتكاثرون. وقسّمتم ما تبقى مناطق نفوذ لهذا النائب او ذاك الوزير او الاتباع. زرعوها شاليهات لا يدخلها الا من يستطيع ان يدفع ثمن الشمس. أما غالبية المواطنين فلهم الفرجة من بعيد... ولنا شواطىء رائعة ايضاً تزداد جمالاً ونظافة ومراقبة معظم ايام السنة. مفتوحة أمام الجميع ليتمتعوا بالرمل والموج والشمس دون مقابل. محاطة بقوانين تبقيها في متناول الجميع. ويا ويل البلدية ان قصَّرت في الحماية او الرعاية او في نظافة شاطىء ضمن حدودها...
لكم زعماؤكم الذين تَفْدونهم بالدم والروح. يسوقونكم خرافاً للذبح على موائد أطماعهم. يقعدون مع اولادهم وزوجاتهم والاحفاد على صدوركم لا تتنفسون الا بأمرهم. ينعمون بكل ما لذَ وطاب وانتم بالكاد تأكلون. هربنا منهم الى آخر الدنيا، ولكنهم كالقدر لا مفر منهم  ان بالصوت او بالصورة او بالواسطة... ولنا ممثلون عنّا في مجلس النواب. نجدد لهم ان صدقوا. و نغيرهم ان فشلوا ونحاسبهم ان أكلوا مال الشعب... وانتم تعرفون ان نوابكم لا يأكلون الا من مال الشعب وتصفقون...
لكم نائبكم وجمعه نوائب وصفقات وسمسرات وبيع وشراء وتراجع الدولة الى الحضيض...ولنا نائبنا وجمعه مشاريع ومصالح الناس والتقدم والازدهار ودولة محترمة بين الدول... لكم الزعيم المحاط بالخدم والحشم والاتباع والحراس. لم يختبر في حياته معنى الوقوف مثل الناس لشراء ربطة خبز فيتعالى على الناس... ولنا المسؤول الذي يبتاع اغراضه بنفسه، ويحملها بنفسه، ويقود سيارته بنفسه مثل كل الناس فيشعر بما يشعر به الناس...
لكم نظام سير مقرف. لا يعرف فيه السائق الا نفسه. فهو على حق وليذهب الجميع الى الجحيم. الطريق ملك ابيه، وكل القوانين والاشارات لا " تملي " عينه .. ولكم نظام انتخابي طائفي اقرف من نظام السير.
لكم طوائف كثيرة وليس لكم دين. ولنا دولة مدنية تحترم كل الاديان...  كل مذهب عندكم له ميليشياه ودولته وقوانينه وحدوده ويكفّر الجميع. ولا وطن لكم  خارج شلّتكم. ولقد صدّرتم لنا منهم الكثير، لا وفقكم الله.  ولنا وطن فيه من كل عرق ودين ولون ولغة ومذهب. يحن بعضهم الى ايامكم ولكن سوط القانون يردعهم فيتقوقعون...
لكم الموظف الذي يطأطىء الرأس للاعلى منه ويتجبر على من دونه. ويستدين ليقيم مأدبة عشاء يفاخر بها الاهل والجيران. ولنا الموظف المحترم بفضل القوانين فلا مداهنة ولا مكابرة. يحسب ميزانيته على آخر قرش. وإن سمحت، يشرب فنجان قهوة اضافياً في الاسبوع.
لكم ادعاء الاشعاع والنور والذكاء واغنية انا لبناني. ولكم امثال شعبية مثل الشاطر ما يموت  "واللي اخد امي بسميه عمي" ... لكم مجتمع الست والجارية. الست المرفهة ولو لم يكن لها شيء من ادوات الترفيه. والجارية السرلنكية الممنوعة من معظم الحقوق. لكم أحقر انواع التمييز. ولنا التعددية الثقافية التي مكّنت السرلنكية من التفوق على الكثير من اللبنانيين واللبنانيات فاصبحت تلميذة وعاملة وطبيبة ومهندسة وسيدة اعمال....
لكم المدرسة الرسمية المتقهقرة. لكم المستشفى الذي يموت المريض على بابها.  ولنا رأس الوزير لو حصل هذا عندنا. لكم الغش في كل شيء. لكم المحسوبية. لكم الوساطة والتزلف و لنا مجتمع العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص.و لنا مجتمع الانسان وكفى.
كان لكم الكثير من ايجابياتنا والتي تتناقص يوماً بعد يوم... وكان لنا الكثير من سيئاتكم، والتي نستورد بعضها،  والتي تتناقص يوماً بعد يوم أيضاً.
لكم ولكم ولكم ... ولنا ولنا ولنا...
ولكن لا  يمكنكم ان تفاخروا بالتبولة والحمص والكشك ومناقيش الصعتر فهذه اصبح الاستراليون يسابقوننا عليها. ولا يمكنكم المفاخرة  بصوت فيروز فعليه ننام على أمل ان نصحو يوما  ونجد لبنان وطناً محترماً بين الاوطان...
 نُشِرَتْ بالنهار في 13/2/2014
**
هل يفعلها الاسد...؟ ويخسر الانتخابات...؟
في الثالث من حزيران المقبل يتوجه السوريون، او مَن بقيَ منهم، الى صناديق الانتخاب "لاختيار" رئيس لسوريا للسنوات السبع القادمة... انها المرة الاولى التي ينزل فيها الى الساحة اربعة وعشرون مرشحاً لمنافسة الجالس ثقيلاً على صدور السوريين منذ ما يقارب النصف قرن. فلو كانت هذه المنافسة تجري في اي بلد يحترم شعبه، لقلنا ان عصر الاسد قد ولّى. فالمرشح، لو لم يكن له قاعدة معقولة، تؤهله إما للمنافسة الجدية، او لاثبات الوجود في الساحة السياسية، لما تعذب ورشّح نفسه. فالدستور ينص: "كل مواطن يجد في نفسه الكفاءة لقيادة سوريا..." وفي اي منطق سياسي قويم، فلو تكتل المرشحون هؤلاء الذين يجدون في انفسهم الكفاءة لقيادة سوريا، فكيف سيربح الاسد ضد 24 مرشحاً جدياً؟ خاصة ان ترشحهم يعني انهم غير راضين عن حكم الاسد وبالتالي فالتكتل واجب وضرورة. اما اذا لم يكن لهم وزن، فلماذا يترشحون أصلاً؟ الا اذا كانت خلفية المشهد تتطلب ذلك. من بين المرشحين، امرأتان. ربما لاعطاء انطباع ان المرأء السورية بألف خير. احداهما هي السيدة سوسن  الحداد التي لم تجد لها وكالات الانباء صورة تنشرها مع الخبر. فنشرت صورة للبنانية تحمل الاسم نفسه. مرشحة سورية، الصورة لبنانية. وهكذا تترسخ العلاقات بين البلدين. كما ترشح مواطن مسيحي ليفقأ حصرمة في عين الطائفية رغم ان الدستور لا يسمح بذلك...
المحكمة الدستورية العليا، غربلت وأبقت على ثلاثة مرشحين فقط: أولهم  ماهر الحجّار، عضو مجلس "المصفقين" او ما يُطلق عليه اسم مجلس الشعب السوري. الحجار عضو الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير. وهي من معارضة الداخل المقبولة من النظام والمتمثلة بالحكومة. كان اول شعار له انه سيقضي على الانفصاليين الكرد في شمال البلاد... ادلى حضرته بهذا التصريح وقد ظهرت خلفه صورة كبيرة للرئيس بشار الاسد!!! فالمرشح الجدي الذي ينوي المنافسة لا يعلنها " بخشوع" تلاميذ المدارس امام صورة ولي نعمته ليوهمنا انه سينافس. وبالتالي لا يعلن برنامجاً هو جزء من برنامج الخصم. فالقتل والسحل والقضاء والالغاء هي اسلحة النظام بامتياز. فاتركها لاهلها يا ماهر. وهل هذا هو التغيير الذي تعدنا به؟ وهل هذا " الماهر"، وبقية المهرة، منافس جدي للرئيس ام انه ديكور لاكتمال الصورة؟ الظاهر انه جدي اكثر من اللزوم. فلقد صرح انه لن يسمح بالتلاعب بالدستور فالقانون فوق الجميع. والتلميح هنا الى الدستور الذي يمنع السوري المتزوج من اجنبية من الترشح للرئاسة. واسماء، زوجة الرئيس تحمل الجنسية البريطانية. والمحكمة الدستورية قبلت ترشيحه. فماذا ستفعل يا ماهر؟
المرشح آلاخر الذي قبلته المحكمة الدستورية هو حسان النوري. عضو سابق في مجلس المصفقين. وزير دولة سابق. يرأس المبادرة الوطنية للارادة والتغيير. وهي تشكيل آخر من معارضة الداخل المقبولة من النظام. معروف في الاوساط السورية انه من رجال الاسد وهو رجل اعمال يملك مصنعاً لتلميع الاحذية. النوري متهم بالفساد في قضية بيع شهادات الماجستير. الغريب في الامر انه  اعلن بكل فخر انه يترشح لمنصب رئاسة "سوريا الاسد"!!! فاذا أصبحت سوريا ملك الاسد؟ واذا كنت تقر بذلك، فاتركها لاصحابها يا نوري وكفاك تلميعاً....
الاثنان ينتميان الى جبهة الاحزاب السبعة التي فاخر بها الاسد الاب الاعلامية الاميركية باربرا والتر حين قال لها ان في سوريا ديمقراطية اكثر مما في اميركا. فاميركا يحكمها حزبان. أما سوريا فيحكمها سبعة احزاب. ولا شك ان بشار سيفاخر العالم بديمقراطيته التي سمحت ب 24 مرشحاً ما شاء الله! ولكن المحكمة هي التي ابقت على ثلاثة . وهو يحترم الدستور عندما يناسب قياسه. ويغيره ليتناسب مع عمره (34) سنة 2000 . ويعدله ليصبح العمر 40 عندما تخطى هو الاربعين. ويرفضه اذا لم يطابق القياس كمسألة الزواج من اجنبية.
وللتأكد من ديموقراطية الانتخابات، نزلتْ كاميرا " بين المزح والجد" الى الشارع. تسأل المواطنين عن رأيهم بالمرشحين. 99% من المستطلعين رفضوا التكلم. مجموعة من الشبان، يفترشون اليأس، والقهر والحرمان، رفضوا باشمئزاز التكلم امام الكاميرا. اختلى بهم مرافقي.( وهو على فكرة ضابط مخابرات). وبقدرة قادر، اختفى اليأس عن وجوههم. ابتسموا للكاميرا. وصرخ احدهم: الله وسوريا وبشار... فردد الجميع: الله وسوريا وبشار... ثم سألتهم: هل سيؤيد احد منكم النوري او حجار؟ فانهالت عليّ، وعلى النوري وحجار،  أقذع الشتائم من كل صوب. ولولا مهارة مرافقي لرجمنا حتى الموت. ثم انطلق احدهم:" لا نوري ولا حجار... ما في غيرك يا بشار.." وقبل ان يأخذوا نفساً زعق ثالث: " الاسد للابد... طالما الروح بالجسد..." ردد الجميع الهتاف الا واحد تمتم " مو مطولة بقى..." وباشارة خفية من مرافقي، احاط به اثنان واقتاداه الى " الابد ".. ولما عادا هتفا معاً: يا سوري من قلبك عيد... بدنا الاسد بالتحديد..." فاقتنعت وشكرت وقبل ان اغادر سألني مرافقي عن انطباعي فقلت: لا شك ان سيادة الرئيس سيكتسح ببرنامجه وديموقراطيته الانتخابات القادمة...
انتقلت الى مناطق المعارضة المدمرة بشكل شبه كامل. فشاهدت الخوف نفسه في اعين من بقي بين الركام. قلت لمرافقي الملتحي ان اسمي هو محمد جورج الهاشم. وان جورج هو اسمي السابق قبل ان "تداعشت" في مناطق الداعشيين وقبل ان "تنصرتت" في مناطق جماعة النصرة... جمع بعض الملتحين وهتفوا: لا النوري ولا حجار... ولا هالمجرم بشار... ودون فاصل صرخ امير الجماعة فردد الجميع: الخلافة الاسلامية...هيي وحدها الشرعية... ثم: الغرب الكافر والكفار... جايي دورهم مع بشار... اتبعوها بزخات من رشاشاتهم "الغربية الكافرة"... طلب مرافقي من المجموعة ان تعرض مطالبها. سأل احدهم عن المجاهدات ومتى سيصلن؟ اكد مرافقي انهن قادمات ومتسلحات بفتوى نكاح الجهاد... سأل آخر عن فتوى نكاح الاسيرات. أكد مرافقي انها من صلب البرنامج وهي حق مكتسب لكل المقاتلين. ثم سأل ثالث عن فتوى مضاجعة الوداع. وقبل ان اسمع الجواب استأذنت بالانصراف. سألني مرافقي عن انطباعاتي فقلت: لا شك ان برنامجكم متطور جداً، ويعد سوريا بمستقبل دائم الانتصاب...
التقيت احد معارضي الداخل فسألته: لماذا لا تترشح وتهزم الاسد ديموقراطياً؟ أجاب من مخبئه وعيناه دائما على الباب: انهم ينتظرون ان اعلن عن وجودي ليعيدوني الى المزة. يا أخي هناك ربع مليون شهيد. وربع مليون معتقل بينهم عشرة الاف طفل وعشرين الف امرأة. يموت منهم عشرة معتقلين يومياً من شراسة التعذيب ولا تُسلّم جثثهم الى ذويهم الا  إذا "اعترفوا" ووقعوا اقراراً بان الارهابيين قتلوهم... اننا يا اخي محاصرون يومياً بين ارهابَين: ارهاب النظام وارهاب المتأسلمين... وخلاصنا ليس بانتخابات مزورة اصلاً كهذه...
مررتُ على مخيمات اللاجئين في الداخل والخارج والتي وصل عددهم الى أكثر من تسعة ملايين لاجىء. رفضوا الكلام عن انتخابات لا صوت لهم فيها ولا مرشحين... واحد منهم فقط قبل الرد على اسئلتي. قلت يطرح الرئيس اعادة اعمار سوريا. فما اعتراضك على ذلك؟ قال من يريد اعمار سوريا لا يهدمها على رؤوس ساكنيها أصلاً... قلت يريد محاربة الارهاب. قال: ارهاب الجماعات الاسلامية هو امتداد لارهابه. نجنا اللهم من ارهابهما. قلت: يعتمد برنامج الرئيس على الاقناع. قال: والكرباج "من شو بيشكي؟" واضاف:"مَن  أخذ بالكرباج فبالكرباج يؤخذ"...
بعد هذه الجولة عدتُ مهموماً لان المأساة السورية النازفة مفتوحة على كل انواع الدمار والقتل والسحل والتشريد... ولن نتمكن من مسك بداية الخيط لحل مقبول الا ان يسقط بشار في الانتخابات الرئاسية المقبلة. فهل يفعلها بشار ويسقط من اجل سوريا؟
 ملاحظة: نُشِرت هذه المقالة قبل الانتخابات السورية الاخيرة.)) 
**
زواج الاطفال: بين الدين والتخلف...!
ضجّت وسائل الاعلام الاسترالية مؤخراً، بخبر زواج الطالب اللبناني ابن ال26 سنة، والذي يدرس علوم الكمبيوتر، بالطفلة الاسترالية ابنة الاثني عشر عاماً... برامج الحوار المباشر غصّت بالتعليقات العنصرية التي اتهمت الاسلام والمسلمين بالتخلف. زادها تخلفاً مداخلات بعض المسلمين انفسهم الذين اعتبروا الامر طبيعياً ومقبولاً دينياً. واستشهد البعض بالنبي محمد الذي تزوج عائشة عندما كانت في التاسعة من عمرها...
في عصر النبي كان الامر طبيعياً ولا يلفت نظر أحد. فمعارضو النبي الكثر، الذين حاربوه بكل الوسائل، لم يستعملوا زواجه بعائشة لتشويه صورته او التحريض ضده لانها كانت عادة اجتماعية طبيعية. بعضهم كان يمارسها... هذه العادة كانت ممارسة قبل النبي واستمرت بعده وصولاً الى عصرنا الحاضر... فعلى سبيل المثال تزوجت الامبراطورة الفرنسية الطفلة " أنياس" من الامبراطور البيزنطي ألكسيوس كمننوس الثاني عندما كانت في الثامنة من عمرها. ثم تزوجت من الامبراطور أندرونيكوس كمننوس الاول وكانت في الثالثة عشرة من عمرها وهو في الخمسين...  والاميرة ثيودورا البيزنطية كان عمرها 13 سنة عندما تزوجت بامير القدس بلدوين الثالث... والاميرة الهنغارية مارغريت ماريا تزوجت من ايزك انجلوس الثاني  وكانت في التاسعة من عمرها بعد وفاة النبي باكثر من 500 سنة...وفي بداية القرن الواحد والعشرين، وبالتحديد سنة 2003 تزوجت الاميرة الرومانية الطفلة آنا ماريا ابنة الاثني عشر ربيعاً من الطفل بيريتا ميهاي وعمره 15 سنة امام شاشات التلفزة وامام اعين العالم. صرح ابوها ملك الغجر امام الصحفيين:"انه يوم سعيد بالنسبة للبيت الملكي. أحد أسعد ايام حياتي..." مما دفع الناشطين الحقوقيين الاوروبيين للاحتجاج بشدة، ومنهم النائية البرلمانية الاوروبية ايما نيكولسون التي قالت: "انا قلقة جداً على وضع هذين الطفلين الاجتماعي. انا قلقة جداً من التقارير التي ذكرت ان البوليس كان ينظم السير في العرس بدل القاء القبض على المشاركين..." فما هي حقيقة وضع زواج الصغيرات في العالم؟
لن أغوص في التاريخ وفيه مئات ملايين الامثلة على زواج الاطفال. فما يجري حالياً يدق الف ناقوس خطر، ويعرض ملايين الفتيات لشتى انواع القهر والاستغلال والتشويه حتى الموت... ففي تحذير حديث لصندوق الامم  المتحدة للسكان من تفاقم زواج القاصرات توقع ان يتزوج 14 مليون فتاة تحت عمر ال 18 سنة سنوياً خلال العقد الحالي. وان هذا العدد سيصل الى 15 مليون فتاة سنويا في الفترة بين 2021 الى 2030... وحذَّر الصندوق، في حال لم تُتخذ تدابير جدية بحلول 2030 فهذا المصير سيلحق ب 130 مليون فتاة في جنوب آسيا و70 مليون في افريقيا و45 مليون فتاة في اميركا اللاتينية ومنطقة الكاريبي...ورغم ان معظم دول العالم وافقت على 18 سنة كحد ادنى للسن القانوني لزواج الفتيات الا ان الزواج تحت سن ال 18 يتم في 146 دولة. وفي 52 دولة منها يتم الزواج تحت سن ال 15 بموافقة الاباء. هذا الزواج ليس مرتبطاً بدين او عرق او لون معين...انه  مرتبط فقط بالعادات والتقاليد وبوضع ثقافي و اقتصادي متخلف...
أمثلة حديثة من اليمن: أطلقت منظمات حقوقية يمنية على الزوجات الصغيرات اسم " عرائس الموت". ففي كل يوم هناك ثماني فتيات صغيرات يمتن بسبب الزواج المبكر والحمل والولادة. فكلنا سمعنا بروان ابنة الثامنة التي ماتت يوم زفافها من رجل اربعيني بسبب جراح عميقة وتمزق في الرحم وفي الاعضاء التناسلية... والهام العشي، ابنة الاثني عشر ربيعاً، ماتت بعد ثلاثة ايام من زواجها. وبسمة طفلة في السابعة تزوجت برجل من عمر جدها. وفتيات صغيرات كثيرات يصرخن: " الموت أرحم..." فما هو الوضع القانوني في اليمن حالياً؟ قبل الوحدة سنة 1990 كانت السن القانونية 15 في الشمال و16 في الجنوب... بعد الوحدة لا وجود لحد ادنى. ف 14% من الفتيات اليمنيات يتزوجن تحت سن ال 15 سنة... وزيرة حقوق الانسان اليمنية حورية مشهور تطالب بتحديد السن الادنى للزواج ب 18 سنة. لكنها تلقى معارضة شديدة من رجال دين وبرلمانيين اسلاميين ومن قبليين بحجة الشرع الاسلامي... وتبقى قصة "أصغر مطلقة" تهز الضمير العالمي والتي تخطت حدود اليمن، بمعاونة صحافية فرنسية عندما وثّقت تجربتها بكتاب " أنا نجود، في العاشرة من عمري، ومطلقة ". تقول نجود علي الاهدل انها تزوجت بعمر الثمان سنوات. اجبرها زوجها على ترك المدرسة لان "المرأة المتزوجة يجب الا تدرس... وجلستُ ، يوم عرسي، في زاوية من المنزل، ابكي حتى انتفخ وجهي..." طلب والدها من العريس ألا يلمسها إلا بعد سنة على بدء دورتها الشهرية. وعده بذلك، ثم اغتصبها يوم عرسها. كان يضربها باستمرار. هربت منه الى المحكمة وطلبت الطلاق. وصفتها هليري كلنتون بانها " واحدة من أعظم النساء اللاتي رأيتهن في حياتي..."  منحتها اميركا لقب "امرأة العام"... من مدخول كتابها اشترت منزلاً وسامحت اباها، الذي يبدي أسفه باستمرار لما فعل، وتعيش حالياً حياة طبيعية مع  اهلها وصويحباتها وكتبها المدرسية. تقطعها مقابلات اذاعية وتلفزوينية وصحفية من مختلف انحاء العالم لجرأتها التي كسرت قروناً من العادات السيئة والعفنة...
أمثلة من لبنان: زواج القاصرات لا زال ممارساً على نطاق واسع في لبنان. كان موجوداً قبل المسيحية والاسلام ولا زال. وفي ظل غياب الاحصاءات، باستثناء مسح  أجرته ادارة الاحصاء المركزي سنة 2009 مع اليونسيف حول "اوضاع النساء والاطفال في لبنان" فان نسبة 13.4 % من الفتيات يتزوجن قبل سن ال 18. لا قانون احوال شخصية مشترك. الامر متروك لكل طائفة. الدولة تتفرج  وتترك الفتيات الصغيرات عرضة للاغتصاب بغطاء شرعي. الضحايا كثر كفاطمة وزينب وايفا... اشهرهن هيفاء وهبي ومي الحريري. مي تزوجت لاول مرة في الثانية عشرة من عمرها. طلقت، عندما كان عمرها 13 سنة، بعد انجاب ابنتها الاولى منار. تقول انها متعبة لم تعش طفولتها كزميلاتها...الوضع يزداد مأساوية اليوم بسبب اضافة اللاجئات السوريات الى المشهد. موقع قناة المنار يقول انها "ظاهرة مرضية تعتري المجتمعات العربية والاسلام منها براء..."  فهل فعلاً الاسلام منها براء.؟
المشهد في استراليا: استراليا ترفض رسمياً زواج القاصرات. القانون يقول 18 سنة. وبين ال16 و 18 بموافقة الاهل. في الاحصاء الاخير هناك حوالي 5000 شخص تحت سن ال 18 متزوجون. نسبة المسلمين بينهم 18% رغم انهم 3% من السكان. هناك اكثر من 400 شخص بعمر ال 15 سنة تسجلوا كمتزوجين. هذا دون ذكر الممارسات الجنسية للمراهقات وما ينتج عنها من ولادات تعترف بهم الدولة وتقدم لهم ولامهاتهم المساعدات. اضافة الى تأشيرات " الزوجة المرتقبة" التي تمنحها الدولة لفتيات تحت سن ال 18. وتبقى الزيجات السرية التي تتم تحت غطاء الدين. فبسبب عملي، تعرفت الى فتيات صغيرات كثيرات يرفضن السفر مع اهلهن للخارج خوفاً من اجبارهن على الزواج . والمحاكم الاسترالية اصبحت متعودة على اصدار حظر سفر قانوني لحماية هؤلاء الصغيرات. اما الزواج "الشرعي" السري فلم يعد سرياً. من ضمن هذه الزيجات فتاة في الرابعة عشرة من عمرها حولتها المدرسة للمتابعة بسبب تغيبها الدائم. بعد عدة اتصالات قالت الام انها لا تعيش معها بل في بيت عمها. ولما زرت بيت العم قابلتني الفتاة مع ابن عمها البلغ من العمر 28 سنة. تبين لي ان ابن العم هو الآمر الناهي. لم يقل انه زوجها. ولم تقل الفتاة ولا احد من اهلها انها متزوجة. والاوراق الرسمية لا توحي باي شيء من ذلك. بعد عدة اسابيع احضرت الفتاة تقريراً انها حبلى وتحب ان تدرس بالمراسلة. وهكذا كان...وتقرير الحمل افرح قلب الاهل المحافظين. ولم يكن ليفرحهم لو جرى ما جرى خارج عباءة الدين...
كيف يُنظر الى زواج القاصرات؟  يعتبر الكثيرون هذا الزواج نوعاً من انواع العنف ضد الفتيات. وجريمة اغتصاب يجب معاقبتها. يترك آثاراً نفسية وجسدية قاسية. يصاحبه عادة العنف المنزلي. يُدخل الفتاة بطريقة مفاجئة في علاقات ليست مستعدة لها ولا قدرة لها بتحملها. يقطع حق الفتاة في عيش طفولتها. يلغي حقها بالتعلم. يلغي حقها بالاختيار. يحرمها من علاقاتها الاجتماعية. تَحَكّم الفتاة  بمواردها محدود. قدرتها على التنقل مقيدة. سلطتها داخل بيتها ضئيلة. اضافة الى فرض ممارسة الجنس عليها والحمل والانجاب وما يصحبه من مشاكل صحية ونفسية ونسبة وفيات عالية. واذا اضفت الى كل ذلك استغلال الظروف الصعبة التي تمر بها العائلات اللاجئة، واستغلال حالة الفقر والجهل لعقد الزيجات "السياحية" عندها  يصل هذا الزواج  الى رتبة زواج العار. ( الزواج السياحي يعقده السائح الخليجي عادة على فتاة صغيرة، خاصة في مصر، لمدة شهر او شهرين وتنقطع كل صلاته بالزوجة وما ينتج عن زواجه بمجرد عودته الى بلاده. يتم العقد من قبل مشايخ " غب الطلب").
 ما هو موقع الاسلام مما يجري؟: رغم ان زواج القاصرات ممارس عند كل الشعوب وفي كل الاديان وعلى امتداد كل القارات منذ فجر التاريخ وحتى الان. الا ان حصة الاسد منه تبقى حالياً لمعتنقي الدين الاسلامي. والحصة الاكبر دفاعاً عن استمراره تأتي من المشايخ المسلمين ومن الحركات الاصولية وزعماء القبائل، وعشائر اليمن والسعودية وباكستان وافغانستان... والحجة الكبرى ان النبي تزوج من عائشة وهي في التاسعة. وتناسوا ان النبي تزوج من كثيرات. وحدها عائشة كانت في التاسعة. وباستثناء صفية ابنة السابعة عشرة، فبقية الزوجات كن بين التاسعة عشرة و الخامسة والستين كما في حالة ام سلمة. فلماذا نأخذ حالة واحدة من اثنتي عشرة ونقيس عليها؟ رغم ان هذه الحالة كانت كثيرة الانتشار في ايامه ولم يجعلها القاعدة ابداً... والحجة الثانية هي البلوغ. ويعتبر "علماء" مسلمون ان البلوغ يُحدد ببداية الدورة الشهرية". اي بين التاسعة والثالثة عشرة. والبلوغ عملية طويلة ومعقدة اقصرها مدة ست سنوات على الاقل بعد ابتداء الدورة الشهرية... ألم يقل النبي " يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج". والباءة هي القدرة البدنية والقدرة المادية. فسلامة جسم المرأة وسلامة عقلها امران اساسيان في مسألة الزواج. واين السلامة عند فتاة ابتدأ جسدها وعقلها بالتفتح؟... ويرتفع صوت يقول: الاسلام يشجع الزواج المبكر. ولكن الفرق شاسع بين الزواج المبكر، المستحب ولكنه ليس واجباً، وبين زواج القاصرات... مفتي السعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ افتى سنة 2009 باباحة زواج الفتيات من سن العاشرة. رغم ان السعودية صدّقت على اتفاقية حقوق الطفل. الاتفاقية تحدد عمر الطفل بما دون ال 18 سنة. وتنص الاتفاقية على ان " خطوبة الطفل او زواجه ليس لها اي أثر قانوني..." ايد الشيخ الكثيرون من علماء المسلمين كما عارضه الكثيرون ايضاً. واذا نظرنا الى المؤيدين والمعارضين نعرف السبب...
اخيراً لا بد من القول ان  زواج القاصرات عادة اجتماعية قديمة. مارسها، ويمارسها، كل الشعوب والديانات. تتمدد في احضان التخلف والفقر والجهل والاستبداد. وتتقلص في اجواء التقدم والتطور والانفتاح. تكاد تختفي في اوروبا الغربية ولكنها تحضر بقوة في اميركا الجنوبية رغم مسيحية القارتين. الفرق ان الاولى مرتاحة اقتصادياً وثقافياً بينما الثانية تعاني الفقر والجهل والعيش في تقاليد الماضي.  كانت عادة مقبولة في ظروف تاريخية معينة ولم نعد بحاجة اليها. يحتاجها فقط المتاجرون بالدين ومشايخ "غب الطلب" والمتأسلمون ليبقوا سيطرتهم  على رقاب الناس البسطاء. كما يحتاجها الذين يعيشون في كهوف الماضي. باختصار انها جريمة بحق الاطفال . ويجب التعامل معها على هذا الاساس...
**

مصالح الوطن ومنافع القادة/ د. مصطفى يوسف اللداوي

لا تصدقوا المتشدقين من القادة والمسؤولين في فلسطين على وجه الخصوص، ولا غيرهم ممن شابههم وكان مثلهم، واقتفى أثرهم واتبع نهجهم، ممن يدعون القداسة والطهر، والنظافة والشرف، والجهاد والمقاومة، الذين يجعجعون بشعارات الأمانة والمسؤولية، ويرددون الكلمات الطنانة الرنانة، ويدعون أنهم يحرصون على مصالح شعوبهم، وأنهم يعملون من أجل وطنهم، وأنهم يسعون في خدمة أهلهم، وفي التخفيف عنهم، وأنهم على استعدادٍ للتضحية بأنفسهم فداءً لشعوبهم، أو نصرةً لقضيتهم، أو في سبيل أوطانهم، رفعةً لها، ووحدةً لترابها، واصطفافاً لشعبها، أو إزدهاراً في حياتها، ورخاءً في عيشها، أو دفاعاً عنها، وذوداً عن حياضها، أو سعياً لنيل حقوقها، واستعادة مظالمها من قويٍ تغلب، أو من متغطرسٍ اعتدى، أو من فاسدٍ بغى، أو من كثيرٍ ممن يتآمرون عليها، ويرومون بها سوءاً، ويتمنون لها شراً، ولا يحبون لها الخير.
إن آخر ما يفكر فيه كثيرٌ من القادة هو مصالح شعوبهم، وحاجات مواطنيهم، فلا يعنيهم أبداً أن يجوع شعبهم، أو أن يمرض بعض أهلهم، أو أن يحرموا من حقوقهم في الصحة والرعاية، وفي تلقي العلم والدراسة، أو أن يفقدوا حقوقهم في العمل والوظيفة، أو يحرموا من رواتبهم وحقوقهم المادية، لأسبابٍ حزبية أو سياسية، أو لأحقادٍ شخصية وضغائن فردية، أو لدسائس بطائن السوء ومستشاري الفتنة، أو لمحاولات الثني والتأثير، والضغط والإكراه، لإسكات الأصوات أو لكسر الأقلام، أو لتكميم الأفواه ومنع الكلام، أو لإغلاق العيون وطمس الحقائق، والامتناع عن كشف وفضح العيوب وبيان المساوئ والمخازي، مما يحرصون على إخفائها، ويتعمدون طمسها وتغييبها، لئلا يعلم بها العامة، أو يطلع عليها غيرهم، مما قد يسبب بالثورة عليهم، أو يؤجج النار حولهم أو تحت أقدامهم، فيهدد سلطانهم، ويهز كراسيهم، ويسقطهم من عليائهم، ومن صياصيهم البعيدة المحصنة، التي يظنون أنهم فيها مخلدون، باقون دائمون إلى الأبد.
اعلموا سادتي أن الأموال المودعة في خزائن الأمة، لدى القادة والحكام، ليست ملكاً لهم، ولا هي لأولادهم ولا لذرياتهم من بعدهم، إنها أموال الشعب، ومقدرات الأمة، أمنهم الله عليها، وجعلهم على خزائن الأرض عمالاً، وارتضى الشعب أو أُرغم على إدارتهم لها، ومسؤوليتهم عنها، ولكن هذا لا يعني أبداً تفردهم في القرار، أو استئثارهم بالمال، أو حجبهم عن البعض، أو منع مستحقيه منه، وحرمانهم من الاستمتاع به، أو الاستفادة منه، مهما كانت الأسباب، وأياً كانت المبررات والتفسيرات، فلا شئ يقدم على قوت الناس، ولا قانون يحول دون أن يحصلوا على مرتباتهم وأجورهم اليومية والشهرية، وهي ليس إلا نزراً يسيراً بالمقارنة مع ما يأخذه المسؤولون، وما يتصرف به القادة والمؤتمنون.
ولست هنا أخاطب السلطة الفلسطينية فحسب، ولا حكومة الوحدة الوطنية الجديدة، التي تشكلت على أساس الوحدة، وعلى مفاهيم العدل والمساواة، وعدم التفريق بين فئات الشعب، فنحن لا نريد أن نتخلص رسمياً من الانقسام، وأن نوقع في احتفالٍ مهيبٍ ومهرجانٍ حاشد، على انتهاء مرحلة التشرذم والتمزق والضياع، التي وضعنا فيها المسؤولون المتنفذون، والقادة المستيفدون، لنسقط بعدها في انقسامٍ شعبيٍ حاد، يفرق بين المواطنين، ويخلف بينهم، ويزرع خلالهم بذور الفرقة والخصام، والحقد والحسد والتباغض، فهذا ما لا نرضاه لأنفسنا، ولا نقبله على شعبنا، فلا يجوز أن نرمي كرة اللهب الحارقة من صدور القادة الفاسدين، لنضعها في حجور أبناء شعبنا المسكين المعنى، البائس الفقير.
أخاطب هنا القوى الفلسطينية عموماً، والإسلامية منها على وجه الخصوص، التي تدرك معنى الأمانة، وتعرف الحدود والمحرمات، أن تكون أمينةً على المال الذي تملك وتدير، وأن تكون صادقةً في توزيع الحقوق، والتسوية بين أبنائها، فلا تحجب كغيرها حقوق العاملين فيها، أو المنتسبين إليها، أو المتضررين بسببها، فهي والسلطة سواء في المسؤولية والأمانة، وربما ما تملكه من مالٍ يفوق ما تملكه السلطة، وهو مالٌ قد أودعته إياها الأمة، ببعدها الشعبي والرسمي، لتكون أمينةً عليه، صادقةً في إدارته، فتستخدمه في التخفيف عن الشعب، ومساعدة السكان، وتمكينهم من الثبات والصمود، لا أن يكون حكراً بين البعض، ومتداولاً لدى فريق، منه يستفيد وينتفع، ويخفي ويدخر، بينما يحرم الآخرون من أصحاب الحقوق والحاجات، وهم أصحاب حقٍ مثلهم، ولا يختلفون عنهم، إن لم يكونوا أحق بالمال منهم وأكثر حاجةً له.
الأمانة واحدةٌ لا تتجزأ ولا تتصنف، ولا يجوز حبسها ولا يحق تأخيرها، ولا يسمح لمسؤولٍ حجبها أو استخدامها في الضغط والتأثير، ولا في فرض المواقف وتثبيت الرؤى، وعلى كل مسؤولٍ أياً كانت درجته ووظيفته، أن يسعى قبل أن يأخذ راتبه إن كان له راتبٌ، إذ أن أغلبهم لا رواتب لهم، بل لهم ميزانية عمل كبيرة، تغطي نفقاتهم ورحلاتهم، وزياراتهم وجولاتهم، ودعواتهم وولائمهم، وصرفهم وبذخهم، وهداياهم ومكافئاتهم، وتسبغ على أولادهم وزوجاتهم، وأصدقائهم ومعارفهم، وخدمهم والعاملين لهم، ومساعديهم والقائمين على خدمتهم، دون قانونٍ يضبط، ولا نظامٍ يعدل، ولا محاسبة تكشف وتعاقب.
أزمة رواتب العاملين في غزة أزمة أخلاقٍ فلسطينية قبل أن تكون أزمة مالية، وهي مشكلة عامة يعاني منها الفلسطينيون جميعاً، ويشكون منها، ويعانون من آثارها ونتائجها، إنها عقلية المسؤول الفلسطيني، والقائد الذي تربع على السلطة والمسؤولية، فأصبح قائداً أو مسؤولاً، وزعيماً أو رئيساً، فكان جل همه الاستحواذ على المال، الذي هو أساس كل عمل، وضرورة كل مشروع، وحاجة كل إنسان، ليكون مدخلاً إلى تنفيذ أغراضه، وتمرير سياساته، وإن تعارضت مع ثوابت الوطن، وأهداف الشعب، وغايات الأمة، إذ هي مصالحٌ شخصيةٌ حزبيةٌ ضيقةٌ مقيتةٌ، فلا تعجبوا من راتبٍ محجوزٍ، أو من أجرٍ ممنوع، أو حقٍ مغتصب، أو مسنتحقاتٍ متعلقة، إنها عقلية القائد الفلسطيني، الذي يظن أنه بالمال وحده يستطيع أن يحكم الناس ويسكتهم، وأن يقودهم ويرأسهم. 

كلمة جورج هاشم في الذكرى الخامسة لغياب نعيم خوري

– ندوة رابطة احياء التراث العربي –
مساء الخير ايها السيدات والسادة،
في مقالة لنعيم خوري بعنوان: :" من شبابيك النجوم " يقول: " لست ادري من أين استوردنا ان نكون كلنا شعراء، وأن ندّعي أن في الشعر عبقرية ليست في النثر,,," وانا هنا على الاقل سأدّعي ان في نثر نعيم من العبقرية أكثر مما في شعره. أنا أحب شعر نعيم. خاصة عندما يبتعد عن المطولات. فهو يقول في بيتين أحيانا، أكثر مما يقول في قصيدة كاملة. اسمع شاعر الغضب والعنفوان والرجولة كيف يرقّ ويذوب حنانا وكيف يعصره الالم وهو يبوح لحبيبته الراحلة:
ازور قبــــرك والآلام تعصـــــــرني      وفي يـديَّ من الازهار أغمـار
على ترابك- يا روحي- يفيض دمي      ويركع القلب والاعصاب تنهار
أما نثر نعيم فلم يحظَ بعد، لا منه ولا من غيره، بالعناية التي حظِيَ بها شعره. رغم اعترافه بأهميته. فقليلة هي القصائد التي ألقاها ولم يرتجلْ لها مقدمة نثرية قيِّمة. وعندما انقطع الى الكتابة كان النثر هو الغالب على ما نَشَر. فإذا تَصفّحتَ جريدة الشرق، مسرحه الاهم في اواخر حياته، تجد انه وضع خلاصة تفكيره، وقدّم آراءه واقتراحاته وخواطره في قالب أدبي ولا أروع. اسمعه كيف يتحدث عن شجرة اللوز : " كان في حديقة منزلنا الواسعة شجرةُ لوزٍ عتيقة كأيام التاريخ، باسقة كأرز الرب، سافرت أغصانها في الفضاء وفي جهات الدنيا الاربع كالمهاجرين اللبنانيين... ويمضي الزمن وتمضي شجرة اللوز في نموها وامتداداتها، وكلما ازداد عدد الاكلة ازدادت في ثرائها وعطائها..."
وفي مقالة بعنوان " مواجهة التحديات" وبعد الحثّ على التكاتف والتضامن يختم قائلاً: " ان أفضل ما فينا هو ما سنكون، وما نريد أن نكون..." وفي مقالة :" رسالة الى ابنتي" يهاجم فيها التقاليد البالية التي منعت تطورنا فيقول: " قبل أن وهبتك حياتي، كانت الشمس قد غسلتها، وهي تحمل على أصابعها الارضَ وفي جفونها القمرَ والنجوم. وأنت تحملين الشمسَ في قلبك، فالاجدر بهذا القلب أن يحرقَ مخلّفاتِ التاريخ الفاسدة، ليطلعَ من الحريق نهارٌ لا يطاله الكسوف...فبقدر ما تفهمين الحرية وتمارسينها بقدر ما تفهمين عزة النفس وتمارسين شرفَ الحياة..." أما  عن الرجل الذي يمارس العنف ضدّ زوجته فيقول "لابنته" عنه:     " فالذي تواجهين غابت عنه الكرامة، ومن زمان هجرته الرجولة..." وتحت عنوان " سيبقى صباح الخير...لكل صباح" يقول:  " الآن عرفت أن أطفال الحجارة ينزلون من السماء، فأدركتُ أن النزول ليس دائما سقوطا الى تحت. والذي يستطيع أن يحطّمَ الغطرسةَ بحجر، يمكنه أن يبني من أوجاعه عمارةَ الحضارة..."
ومن مفكرته الشخصية التي رافقته خلال صراعه المرير مع المرض، وكان يسجّلُ عليها يومياته، تراه يصبّ اختلاجات قلبه، ويصور احاسيسه ومشاعره وانفعالاته في صور تكشف لك ليس عن الشاعر والاديب في نعيم ولكن وقبل كل شيء عن الانسان الكبير الذي كانه. ففي 6/9/1999 يدوّن في مفكرته:" كان الليل تقيلاً والنعاسُ يغالبتي ولا يقرب مني. لا ينفع أنّي شرَّعتُ النوافذ على سماء مزروعة بالنجوم وهواجسي. أشعرُ بضيق يشدُّ على صدري. كان خالياً من الالم وغنياً بالخواطر التائهة..." وفي 15/9/1999 يكتب:" إلتفتّ الى من حولي، أقرأ في وجوههم كثيراً من المحبّة، وكثيراً من اللوعة وكثيراً من الحياة، ولا أقدر ان أتجاوزَ اية حالة من هذه الحالات فاحاول أن أغسل دموعهم بدموعي..." وفي 4/10/1999: هكذا على حين غرّة تجمّد الموج في بحيرة الضوء... أعمدة الملح في أبنية من دخان هذه هي أمال هذا اليوم. وفي اليوم التالي يكتب:" أن تتحولَ المنافي الى أغاني الطيب يعني أن يطلعَ من الوجع ضوءٌ لا يقدر عليه الليل، فاواجه مصيري وانا واقف..." وفي 13/10/1999 يكتب:" انتظار الموت صعب. الانسان لا يختارُه ولا يريده ولكنه لا يهرب منه، او هو لا يستطيع في أغلب الحالات. وفي حالتي أنا مسمَّرٌ في مقعدي انتظرُه وهو يأخذ نفساً طويلاً ويستريح في مكان ما الى جانبي. ليس بيننا أيُّ اتصال، فلا انا اومىءُ اليه ولا هو يتنقل بنظره الا حولي...وأصعب من حالة الانتظار هذه منظر الدموع الصامتة في عيون الاصدقاء والاهل والاقرباء. ترى كيف يكون واحدنا انساناً الى منتهى الحدود فيما يكون الآخر ثوراً استرالياً؟ أم تراني أظلم الثيران؟..." والثور الذي يعنيه هنا هو الطبيب الذي أخبره بفظاظة أن لا أمل له بالحياة. وفي 15/10/1999:"العصافير تطير من حولي، تطالب بنصيبها من رزق الصباح. أنا احب كمنجة العصافير...و صور الاصدقاء الكثيرين، أصواتهم، حضورهم، محبتهم فتحفر في قلبي. وأغرقُ في التأملات..." وفي 16/10/1999:" هذا الصباح كنت أسقي بالابريق البلاستيك حوض الزهور في الطابق العلوي. لا أدري كيف سقط الابريق من يدي. ارتطم بالارض وبقي واقفاً. وصرخ صوت في داخلي: أنا مثلك ايها الابريق سابقى واقفاً، ممتلئاً، ولن أفرغَ ألى الابد..." وفي لحظات تأفف قليلة يكتب في 23/10/1999: " كم تمنيت أن يخرسَ جرسُ الهاتف وأن توصدَ الابواب ويتناساني الاهل والاصدقاء لهذا اليوم..." وفي 24/10/1999 تتكاثر عليه النصائح فيصرخُ صامتاً:" آه لو يعرفون..." وفي 27/10/1999 يتساءل: " أستسلم؟ لا... من حريتي استمدّ ثقتي بوجودي..." 
عرضتُ عليكم حبّاتِ قمحٍ قليلة اخترتها من بيادرَ عامرةٍ بالخير والبركة. أغلبكم يعلم أن نعيم خوري لم يكن شاعراً فحسب بل كان شاعراً مبدعا في نثره أيضاً. والعمل الابداعي كما يقول نعيم " هو وحده العظيم. بل هو الاعظم والابقى في مسيرة الحياة..." وفي آثار نعيم الكثير مما لم يُنشر بعد، ويستحقّ ان يرى النور. فمن لهذه المهمة؟
وهنا عودة الى كتاب الاستاذ كامل المر:" نعيم خوري: الشاعر والانسان" حيث سأنهي بما انتهى اليه البرفسور نديم نعيمه موجِهاً الحديث الى المؤلف:" أنحني خاشعاً من كل قلبي لهذا الاخلاص وهذا الاندفاع وهذه المحبة الصافية التي تغمر بها محبيك... ميزة الكتاب الاهم في رأيي هي ميزة الوفاء. وفاء كامل لنعيم..."
خمس سنوات مضت ونعيم في " الوجدان والذاكرة" كما كان يحلو له أن يقول. ولو لم يتوفر لنعيم صديقٌ بمستوى كامل المر لما كان هناك ذكرى ومن يتذكرون. فعندما تتخلى جالية عن تاريخها وذاكرتها، وتراثها. وعندما تتخلى عن مبدعيها الراحلين تبقى جالية من وزن الريشة في مهب رياح التطور والتغيير. لذلك أغتنم هذه المناسبة وأقترح على الاعلام العربي، خاصة الصحافة التي أحبّها نعيم حتى الانخراط الكلّي فيها، أن تخصصَ ملحقاً سنوياً يسلطُ الضوءَ على أحد المبدعين الراحلين. انها مهمة لا يمكن لصحيفة واحدة أن تقوم بها. فلماذا لا تتضافر جهود أكثر من صحيفة ومجلة مع جهود رابطة احياء التراث العربي، مع جهود نخبة من الاقلام المهجرية، لتنتج ملحقاً ثقافياً واحداً سنوياً توزعه الصحف والمؤسسات التي اشتركت في هذا العمل. وأول الاضواء يجب أن تُسلّط على نعيم خوري.
وكأني به، بعد أن سمع اقتراحي، يقول: أتريد أن تسلط الضوء عليَّ؟ لا ليس عليَّ يا جورج! أما على أعمالي فهذا شأنكم. نحن في هذا العالم لا نهتمّ بما تهتمّون له انتم... وقبل أن أقول: هذا ما قصدته يا نعيم، إنطلقَ باتجاه صديقته الشمس، مطلقاً ضحكته الطفولية الرنانة بعد أن ألحقها ببيت شعرٍ لم ألتقط منه الا: ... وأجمل الضوءِ ما فاضتْ به ذاتي ...