رسالة الأنبار الخالدة في التاريخ العراقي/ أسعد البصري

خمسة ملايين عربي سني خرج في ساحات الإعتصام أواخر عام ٢٠١٢م ، فجأة ظهروا بلا روايات ، ولا مقالات ، ولا شعر يسبق ظهورهم أو يبشر بأسبابه . هل تعرفون لماذا ؟ . لأن فرق الموت تغتال الكتاب على الهوية ، لا يوجد كاتب يفتح فمه . كل الكتاب كانوا شيعة وهؤلاء طبعا لن يبشرونا بثورة سنية وشيكة في العراق .

نحن اليوم نطالب بحقوق أهل السنة جميعها في العراق ، وأول حق من حقوقنا عودة كتابنا السنة العرب الذين كانوا يملؤون المجلات والصحف العراقية . أين اختفوا ؟. الأسبوع الماضي كشف عضو مجلس محافظة ديالى عن مخطط تنفذه الميليشيات الشيعية لتهجير الأطباء السنة تحديدا من المحافظة . وكشفت واحدة من الإحصائيات هجرة حوالي ١٠٧ طبيبا سنيا إلى مستشفيات الإقليم الكردي . 

العلاج و تشخيص المشكلة يجب أن لا يتم من خلال كاتب أو طبيب سني كما يبدو . 

مؤخراً أعلن السيد رئيس الوزراء عن جائزة مالية قدرها ١٦ ألف دولار لكل مَن يقتل إرهابيا سنيا ( وليس شيعيا ) ، هذا يذكر حقاً بالعصور المظلمة فسلطة المراجع الشيعة اليوم تشبه الكنيسة في القرون الوسطى . تروي كتب التاريخ أن جندرمة حاضرة الفاتكان هاجمت مدينة بيزرس جنوبي فرنسا المليئة بالهراطقة فسأل الجند القاصد الرسولي : كيف يمكن أن نميز فيهم الزنديق وغير الزنديق فلا نقتله فأجابهم: «اقتلوهم جميعاً عن بكرة أبيهم فالله يتعرف على عباده الصالحين» . يجب التذكير بتصريح رئيس الوزراء نوري المالكي أمام الإعلام بأن المرجع السيستاني يحبه و يحترمه و يقول بأنه يشعر حين يجلس معه بأنه رجل دولة . مع هذا يصر المثقفون الشيعة على تكذيب هذه المعلومات الدامغة . 

قبل ثلاثة أيام قامت قوات سوات التابعة للمالكي بإعدام مجنون في سليمان بيك على انه سعودي ليتم استلام ثمن قتله ٢٥ مليون دينار عراقي .

باقر الزبيدي ( صولاغ خسروي ) ، المسؤول العراقي الكبير و عضو المجلس الأعلى ، يقول " قلت لكم إن الحرب ستكون على أسوار بغداد والآن أقول لكم إنها ستكون في بغداد " . الحرس الثوري الإيراني يقاتل في الأنبار والسيد باقر الزبيدي يحذر من هزيمة في الأنبار تؤدي إلى دخول العرب الأنباريين عاصمتهم العربية بغداد . 

إن حرب ميليشيات المالكي على الأنبار هي حرب المشاغبين ضد الأب . فالأنبار هي الحكومة ، و هي القوات المسلحة ، و مجالسها هي الشرعية و القانون . هزيمة نفسية كبيرة يعانيها حزب الدعوة . إنهم يقودون انقلابا فاشلا على الهوية ، والكبرياء العربي في العراق . حرب الإنحطاط على الأخلاق الحميدة والأصالة .

الشيخ علي الحاتم السلمان بصدقه و فطرته جعل الصحوات و داعش عاطلين بلا عمل ولا وجود . بدلا من تمزيق الأنبار العالية بين إرهاب و صحوات قام بجمع المقاتلين المباركين في جيش واحد هو القوات المسلحة للإقليم السني مع القضاء التام على كل عميل للصفويين أو مخرب إرهابي . 

وربما يفكر الشيخ حاتم باحتواء البعثيين والإفادة من خبراتهم النبيلة كما احتوى الصفويون الشيوعيين ليخدموهم في إعلامهم و تزييف الحقائق .الشيوعيون الذين بشروا بمقولة ماركس " الدين أفيون الشعوب " كانوا هم أكبر أفيون إعلامي و ثقافي للشعب العراقي في محنته . قاموا بتخدير العقول والضمائر حتى انتهت فرق الموت من ذبح أهل السنة في العراق . علينا أن لا ننسى بأن مؤسسة المدى الشيوعية هي صاحبة امتياز طبع ولصق صور الخامنئي في العراق . كم كاتبا عربيا سنيا قدمت مؤسسة المدى منذ الإحتلال حتى الآن ؟ (ولا واحد ) . الكارثة شعبنا السني يقرأ لهم بلا وعي ولا فهم لما يجري . إنهم لا يؤهلون كوادر عربية سنية في تلك المؤسسات ، ولذر الرماد في العيون ينشرون لبعض المسنين والحزبيين السنة الفخريين . 

في أي اتجاه نسير يا شيخ علي الحاتم ؟ . من المهم عودة الكفاءات البعثية لكن ينبغي الحذر من الخطاب القومي في العراق . الشيوعيون استطاعوا إقناع الأكراد بشوفينية السنة ، و دفعوهم للتحالف مع الصفويين ، على خلفية صراعهم مع الدولة العراقية القومية السابقة ، و حكايات حزينة دامية سابقة . الضروري اليوم ترسيخ العلاقة مع إخواننا الأكراد و استبعاد النفس القومي بنفس آخر مشترك بيننا وبينهم . هذا لن ينجح إلا بضرب الشيوعيين ، و تجاوز الخطاب القومي بخطاب إسلامي معتدل و مشترك . الصراع القادم لا يتحمل التضحية بالإخوة الأكراد ، و هم سيجدون أنفسهم معنا في الصراع ضد إيران إذا ضمنوا حقوقهم كاملة واطمأنوا لغياب الخطاب القومي المتطرف . السنة أرادوا كسب الشيعة بالقومية فخسروا الأكراد إخوانهم في العقيدة ، و لم يكسبوا الشيعة إطلاقا . بل تحالف الشيعة مع الأكراد ضدهم .من الممكن لتفاهم تركي خليجي أن يرعى تحالفا سنيا في العراق بين العرب والأكراد . هذا التحالف ممكن جغرافيا و عقائديا ، بينما التحالف الشيعي الكردي غير ممكن إلا بحصار السنة العرب لأنهم في المنتصف . 

التحالف الكردي الشيعي مستحيل ، وماحصل مؤقت بظرفه وستضرب إيران إقليم كردستان حالما تتمكن . ولابد من أن يفهم الأخوة البعثيون بأن خطابهم غير واقعي في هذه المرحلة . 
لا يمكننا حصار الأحزاب الدينية الشيعية بالقومية ما دامت إيران تدعمهم طائفيا . التاريخ يسجل لتحالف عربي تركي فارسي كردي قبل ظهور الصفوية وقد انهاه المغول . ثم قام الصفويون وبقي تحالف كردي تركي عربي في ظل الدولة الثمانية قضى عليه الإنگليز والآن ربما هناك فرصة لعودته . فتح الطريق إلى تركيا ، و إلى الخليج ، و الأردن ، و سوريا يجعل من حصار السنة أمرا مستحيلا . يجب تأمين الغذاء والسلاح والإعلام تحت كل الظروف . 
هل ترى الشيعي مترددا في طرح خطابه الطائفي الدموي ؟ . هل ترونهم مترددين في تنصيب السيستاني الإيراني والخامنئي الفارسي قادة عليهم و عليكم في العراق ؟ . أنت تريد صداقة مع إيران ولكن إيران تريد احتلال بلادك فماذا نفعل بصداقتك ؟ . أنت تريد فكرا ليبراليا ولكن هناك زيارات مليونية تسحق على رأسك شهريا فماذا تفعل ؟ . أتمنى على الشيخ علي الحاتم أن يتذكر كيف أن النائبة حنان الفتلاوي كانت تصرخ بجنون أمام الأمريكان باللغة الإنگليزية : " لماذا حارب صدام حسين إيران ؟ " . ولماذا تحاربون الأنبار و تقصفونها ؟ . لقد حاربنا إيران على حدودها الدولية لكي لا تحاربنا على حدود حلب ، و الأنبار ، والموصل ، و حمص ، و درعا ، و يبرود ، و ديالى ، و بغداد .

احتلال الألمان لفرنسا في الحرب العالمية الثانية كان مقدمة لاحتلال برلين ، كذلك هدم المالكي للفلوجة هو مقدمة لهدم السلطة السياسية لمراجع النجف . أهل الأنبار لن يطردوا ذلك الشعور بالغضب . القصف على بيوتهم والمعارك في مدنهم فما هو النصر الذي يستحق الإحتفال ؟ . 

أنا هنا أدافع عن شعبي الذي يقاتل نيابة عن جميع العرب والسنة في هذا الفك المكسور من الإمبراطورية القديمة . نحن اليوم بحاجة إلى أكبر قدر ممكن من الدعم و التعاطف ضد الإجتثاث الفارسي الشوفيني لنا من أرضنا . 

حين يكون الواقع مخيفا ، والمستقبل مرعبا على الكتاب الربيعيين ترك المنابر للكتاب السوداويين . الكلام يجب أن يغدو بقوة الواقع و قسوته ليكون مسموعا . غدا تشرق الشمس ، و تطيب الجراح لنعود حينها إلى كهوفنا ونترك لكم الغناء و تمجيد الحياة كما تشتهون .

سوف يزدهر العراق اقتصاديا و عمرانيا بالكرامة والعز ، ينتهي الوجع ويبدأ البناء . النظام السابق أصلح الكهرباء و الجسور و ناطحات السحاب تحت حصار خانق ، بينما هذه الحكومة نهبت مئات المليارات و خربت البلاد لماذا ؟ . لأنه لا توجد قيم ولا كرامة لهذا لا يمكن بناء شيء . البناء يأتي مع كل قاذفة تنطلق من كتف محارب عربي أنباري شجاع ، بين خطواتهم يخرج الشعر والعمران والتنمية والموسيقى . لكي يخرج الكتاب والشعراء السنة من تحت الأرض في العراق نحتاج إلى هدم السدود الطائفية ، ولا يمكن هدمها بدون قاذفات الأنبار و سواعدها . 

الآن نكتب برحابة هذا الصوت للأنبار صاحبة الرسالة العظيمة ، رسالة أبي بكر الصديق 
" مَن كان يعبد محمداً ، فإن محمداً قد مات . ومَن كان يعبد الله ، فإن الله حيٌّ يموت "

أيُّ مستقبلٍ لعالمٍ يقوم على الخوف والإرهاب!/ صبحي غندور

ليست هي المرّة الأولى الّتي تُعاصر فيها بلدان العالم هذا المزيج من مشاعر الخوف والكراهية. فالتّاريخ الإنساني حافلٌ بهذه المشاعر السلبيّة بين الجماعات والشعوب. لكن ذلك كان محدوداً في أماكنه، ومحصّلة لتخلّف اجتماعي وثقافي ذاتي أكثر ممّا هو نتيجة لتأثيراتٍ خارجية. 
أمّا عالم اليوم فقد "تعولمت" فيه مشاعر الخوف وصيحات الكراهية. فربّما ساهم التطوّر العلمي في وسائل الإعلام وفي التقنيّة المعلوماتيّة أيضاً بتحمّل مسؤوليّة هذه "العولمة السلبيّة". ويبدو العالم وإن اقترب من بعضه البعض إعلاميّاً وخبريّاً، فهو يتباعد ثقافيّاً واجتماعيّاً. 
عالم العالم لا يعيش الخوف من "الآخر" كإنسان أو مجتمع مختلف في ثقافته أو معتقده فقط، بل يعيش أيضاً الخوف من الطّبيعة وكوارثها، ومن فساد استهلاك بشرها. 
عالم اليوم يخشى من الغدّ بدلاً من أن يكون كلُّ يومٍ جديد مبعثاً لأملٍ جديد في حياةٍ أفضل. فهناك شعوب تعيش الخوف من إرهابٍ ما قد يحدث في أوطانها، وهناك شعوبٌ أخرى تعايش الإرهاب يوميّاً حصيلة احتلال خارجي أو تسلّط داخلي. 
هناك مجتمعات تخاف من "أشباح"، وأخرى تعيش الناس فيها كالأشباح! لكن الجميع يشتركون في الخوف من المستقبل المجهول القادم. وكلّما ازداد الشعور بالخوف من "الآخر"، ازدادت مشاعر الكراهية لهذا "الآخر"! 
وحتّى لا يكون اللّوم على العلم وتطوّره التقني فقط، فإنَّ عالم اليوم يعيش تحديداً هذه الحالة نتيجة ما ساد في مطلع هذا القرن الجديد من ظواهر تطرّف ومن أعمال إرهاب شملت جهات الأرض الأربع، ولم تزل فاعلةً في كلٍّ منها، حيث انتعش بعدها التطرّف السياسي والعقائدي في كلّ بلدٍ من بلدان العالم، وأصبح " المتطرّفون العالميّون" يخدمون بعضهم البعض وإن كانوا يتقاتلون في ساحاتٍ مختلفة.. وضحاياهم جميعاً هم من الأبرياء. 
ولقد عاشت المنطقة العربية في مطلع هذا القرن حقبةً خضعت الأحداث فيها لمتطرّفين دينيّين وسياسيين تولّوا حكم أكبر قوة في العالم (الولايات المتحدة)، وأكبر قوة إقليمية في الشرق الأوسط (إسرائيل)، بينما لم تغب سمة التطرّف الديني والسياسي أيضاً عن بعض من رفعوا شعار مواجهة مشاريع التطرّف الأميركي والإسرائيلي. 
فقد كان العام 2001 هو عام بدء حكم "المحافظين الجدد" في أميركا مع ما حصلت عليه إدارة بوش من دعم التطرّف العقائدي لها بالطابع الديني المسيحي، كما كان عام وصول شارون لرئاسة حكم إسرائيل على قاعدة تطرّف ديني يهودي، مع بروز "القاعدة" ووقوع أحداث الإرهاب في أميركا وغيرها على أيدي جماعات متطرّفة بطابع ديني إسلامي. 
وقد كتب الكثيرون في المنطقة العربية، خاصّة بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، عن خطط غربية وإسرائيليّة لجعل "الإسلام" هو "العدو الجديد" للغرب، ثمّ خرجت، على الطرف الآخر، كتاباتٌ عديدة في أميركا والغرب مبشّرةً بنظريّة "صراع الحضارات". 
إذن، أليس من الحماقة في الأفعال أو الردود عليها، أن سارت الأمور في العالم الإسلامي بهذا الاتجاه الذي جرى التحذير منه طوال عقد التسعينات!! فالخطيئة من جانب، لا تبرّر الخطيئة من الجانب الآخر. ومزيج الأخطاء لن يوصل إلى نتائج صحيحة، وعسى أن يدرك المخطّطون والمنفّذون لأساليب الإرهاب في أيِّ مكان، إلى أيِّ منقلبٍ هم ينقلبون!!.
وما بين التطرّف الحاكم والتطرّف المعارض، تهدّدت أيضاً وحدة بعض الكيانات العربيّة، ويتهدّد الاستقرار والأمن والاقتصاد والحياة الاجتماعية في أكثر من بلدٍ عربي. 
لكن يبقى السؤال في المنطقة العربيّة عن مدى جاهزيّة الأطر البديلة فكريّاً وعمليّاً لنهج التطرّف!.   
فالواقع العربي الرّاهن يعاني من حال التمزّق على المستويات كلّها، والانقسام حاصلٌ أيضاً حول القضايا التي لا يجوز أصلاً الفصل بينها. فشعار الديمقراطيّة يتحوّل نقيضاً لشعار "التحرّر الوطني"، أو بالعكس! والولاء الوطني تحوّل إلى تنكّرٍ للعروبة وللعمل العربي المشترك! والاختلافات الدينيّة أصبحت خطراً على الوحدة الوطنيّة!.
وتخضع الصراعات العربية الدائرة الآن إلى توصيفين يكمّل كلٌّ منهما الآخر: التوصيف الأول الذي يراها كصراعٍ بين قوى إقليمية ودولية فقط. أمّا التوصيف الثاني، فيصوّرها فقط صراعاً داخلياً على الحكم .
فإذا كانت هذه التوصيفات تعتمد المواقف السياسية كمعيار، فإنّ ذلك يُسقط عنها السِّمة الطائفية أو المذهبية أو الإثنية، حيث نجد حلفاء هذا الطرف أو ذاك ينتمون لطوائف وجنسيات مختلفة إقليمياً ودولياً.
هي ليست طبعاً صراعاتٌ بين "خيرٍ وشر" ولا بين "أيديولوجية الكراهية" و"عقائد الحب"، ولا هي أيضاً بين "شرقٍ وغرب".. تماماً كما أنّها ليست بصراعاتٍ طائفية ومذهبية وإثنية. فلا تكبير طبيعة هذه الصراعات يصحّ معها، ولا تصغيرها يحجب حقيقتها. 
وبعد أكثر من عقدٍ من الزمن على بدء هذا القرن الجديد، نجد أن جماعاتٍ كثيرة ما زالت تمارس أسلوب العنف المسلّح تحت شعاراتٍ دينية إسلامية، وهي تنشط الآن في عدّة دول بالمنطقة، بينها سوريا والعراق ومصر ولبنان، وتخدم في أساليبها المشروع الإسرائيلي الهادف لتقسيم المجتمعات العربية وهدم وحدة الأوطان والشعوب معاً. 
إنّ القتل العشوائي لناسٍ أبرياء هو أمرٌ مخالف لكلِّ الشرائع السماوية والإنسانية، وهو يتكرّر رغم ذلك في أكثر من زمانٍ ومكان، ولا نراه يتراجع أو ينحسر، وفي ذلك دلالة على انتشار الفكر المشجّع لمثل هذه الأساليب الإجرامية. ثمّ تزداد المأساة عمقاً حينما يعطي بعض المحلّلين السياسيين الأعذار لهذه الجماعات ولأعمالها، وكأنّ الحرام يصبح حلالاً لمجرّد وجود مشاكل أو أسباب سياسية في هذا المكان أو ذاك.
إنّ قتل النفس البريئة هو جريمةٌ بكلِّ المعايير، مهما ارتدى الفاعل المجرم من عباءات دينية أو طائفية أو وطنية. فلا تغيير المجتمعات يصحّ بالعنف الدموي، ولا تحرير الأوطان أيضاً من التدخل الأجنبي أو الجماعات الإرهابية يبرّر قتل الأبرياء.
إنّ اتساع دائرة العنف الدموي باسم الإسلام أصبح ظاهرةً خطرة على صورة الإسلام نفسه، وعلى المسلمين وكافّة المجتمعات التي يعيشون فيها. وهذا أمرٌ يضع علماء الدين أولاً أمام مسؤولية لا يمكن الهروب منها، فهم إمّا فاشلون عاجزون عن ترشيد السبيل الديني في هذه المجتمعات، أو أنّهم مشجّعون لمثل هذه الأساليب. وفي الحالتين، المصيبة كبرى.
كذلك هي مشكلة غياب المرجعيات الفكرية الدينية التي يُجمِع الناس عليها، وتحوُّل الأسماء الدينية إلى تجارة رابحة يمارسها البعض زوراً وبهتاناً.
لقد أصبح العنف ظاهرة بلا ضوابط، وهذا نراه في مجتمعاتٍ تسعى للتغيير الآن في حكوماتها وأنظمتها بينما تسير أمور هذه المجتمعات من سيءٍ إلى أسوأ. فالتغيير القائم على العنف المسلّح والقتل العشوائي للناس يؤدّي حتماً إلى تفكّك المجتمع، وإلى صراعاتٍ أهلية دموية، وإلى مبرّرات لتدخّلٍ إقليمي ودولي أوسع.
إنّ القوى المعارضة في البلاد العربية معنيّةٌ بإقرار مبدأ نبذ العنف في العمل السياسي، وباتّباع الدعوة السلمية القائمة على الإقناع الحر، والتعامل بالمتاح من أساليب العمل السياسي، ثمّ التمييز الحازم بين معارضة الحكومات وبين تهديم الكيانات، حيث تخلط عدّة قوى عربية بين صراعها مع السلطات، وبين تحطيمها- بوعيٍ منها أو بغير وعي- عناصر وحدة المجتمع ومقوّمات وحدته الوطنية.
***
المؤسف أنّ المنطقة العربية أصبحت أيضاً سوقاً استهلاكية لمشاريع دولية وإقليمية، وحكوماتها المعنيّة بالأزمات "تأكل ممّا لا تزرع أمنياً، وتلبس ممّا لا تصنع سياسياً". فالمشكلة عربياً ليست في كيفيّة فهم الصراعات وأحجامها فقط، بل أيضاً في المقدار المتاح لحرّية الإرادات المحلية!
وهناك بلا شك مسؤولية "غربية" وإسرائيلية عن بروز ظاهرة الإرهاب بأسماء "إسلامية"، لكنْ هذا هو عنصرٌ واحد من جملة عناصر أسهمت في تكوين وانتشار هذه الظاهرة. ولعلّ العنصر الأهمّ والأساس هو العامل الفكري/العَقَدي، حيث تتوارث أجيال في المنطقة العربية وفي العالم الإسلامي مجموعةً من المفاهيم التي يتعارض بعضها مع أصول الدعوة الإسلامية، وحيث ازدهرت الآن ظاهرة فتاوى "جاهلي الدين" في قضايا عديدة، من ضمنها مسألة استخدام العنف ضدّ الأبرياء أو التحريض على القتل والاقتتال الداخلي.
وتظهر هذه الأزمة الفكرية أيضاً في مسبّبات ظاهرة التطرّف المسلّح باسم الدين، من خلال ضعف الانتماءات الوطنية وما ساد بدلاً عنها من "هويّات دينية"، جامعة في الشكل لكنّها طائفية ومذهبية في المضمون والواقع. ولعلّ بروز ظاهرة "التيّار الإسلامي" بما فيه من غثٍّ وسمين، وصالحٍ وطالح، في مطلع الثمانينات من القرن الماضي، ما كان ليحدث بهذا الشكل لو لم يكن هناك في المنطقة العربية حالةٌ من "الانحدار القومي" ومن ضعفٍ للهويّة العربية، كحصيلة لطروحات وممارسات خاطئة جرت باسم القومية وباسم العروبة، فشوّهت المضمون ودفعت بالنّاس إلى بدائل أخرى، إضافةً إلى الفراغ الحاصل نتيجة غياب المرجعية العربية الصالحة التي كانت عليها مصر ومؤسساتها الدينية والسياسية قبل أربعة عقود. لذلك، سيبقى إصلاح الفكر الديني والسياسي هو المقدّمة الأولى لبناء مستقبلٍ أفضل متحرّر من إرهاب الدول والجماعات.. 

*مدير "مركز الحوار العربي" في واشنطن
Sobhi@alhewar.com

ركب الجزائر يسبح فوق رمال متحركة.....؟/ غالم مدين

تشهد الجزائر هذه الأيام  مخاضا مضبوط, وإن يوم الفصل كان ميقاتا ,ميقاته  يوم17 أفريل, ولكن إستشراف المعالم للمتتبعين للشأن الجزائري ,على ما سوف يؤل  عليه  ركب الجزائر, في الميقات المشهود, ليس واضح, لأن الجزائر هذه الأيام حبلى بالمفجآت,التي فاقت كل التصورات, و الإحتمالا ت الواردة في الحسبان, هي متعددة السناريوهات,  أخطرها و التي لم  تشهد لها الجزائر مثيل من قبل, خروج  صراع بين  المؤسسات  الدستورية, خاصة العسكرية و الرئاسية, لقد تم إقحام المؤسسة العسكرية في التجذبات السياسية , بين أزلام الليل , وكان  جهازها الأمني في صلب الصراع  المحتدم , بطريقة مفظوحة للعلن وعرضة للقدح , وخاصة علبتها السوداء  و المتمثل في عصب جهازها القوي المخبارات,وكانت محل  سجال إعلامي , لأدق مفاصل السلطة و قرارتها  مع الرئاسة, ولأول مرة منذ إستقلال الجزائر يتم  تخطي واحدة من الطبوهات  المحرمة في العرف السياسي الجزائري ,من أن تكون المؤسسة العسكرية محل النقد في العلن, وهي سابقة في تاريخ المشهد السياسي الجزائري ,الذي لم يألف مثل هذا التجاذب والتنابز بين أطراف  السلطة  في كبد الشمس , و الطعن فيعذرية المؤسسة العسكرية  ,  و  التعرض الى جهاز المخبارات بهذه الشراسة,  من النقد و تحميلها العديد من الإخفقات الأمنية, من قبل أشخاص  محسبون على جناح الصقور في مؤسسة الرئاسة , و التي تأتمر  بأمر شقيق الرئيس , و الذي ليس له منصب قانوني  في الهكيل التنظيمي الإداري لقصر المرادية , الصراع الذي  يترقب الكل فصوله ولمن تكون الغلبة, و الكل أصبح في المشهد السياسي منغمس في الميل لأحدى العصب و إشتداد الصراع, و الذي لأول مرة  مثل ماسبق  القول يخرج الى العلن, بصورة  إنجلت عنها العديد من مفاهيم صناع القرا ر المجبول في أبجدياتهم, و المعرف في المؤسسة الصامتة , و التي يقصد بها المؤسسة العسكرية , التسمية  التي تكنى بها   في المشهد الإعلامي في الجزائر , على أنها بعيدة عن الخوض في الساحة السياسية , لكن الواقع هو أنها  هي من تهندس  سياغة القرارات في دوائر ضيقة , من قبل الضباط النافذين , أين يتم  إتخاذ القرارات وبعيدا عن الأضواء , لذا سميت في الوسط الإعلامي في الجزائر , بالصامتة  , لأنها  تعمل في صمت  لصناعة القرار , و كيفية تنفيده  على الواقع , بدون  ضجيج , و لايشعر المرء  بدرجة الحرارة  التي يحضر عليها  طبخة القرار , لكن هذه  المرة سادة القرار يبدوا أنهم ,  تشبثوا بعصى رفض الطاعة  , و شهر السيف في وجوه  عرابي العهدة الرابعة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة , و التي  منها أن سادة القرار في المؤسسة العسكرية , و خاصة جهاز المخبارات يقال أنه أشهر البطاقة الحمراء إعتراضا على  الإسلوب الذي إتبعه جناح  عراب العهدة الرابعة , التي  يضطلع بالدور المحواري في حلقتها , الرجل الذي  فجأة  وجد نفسه في  صلب الحرب الكلامية , و بدأ في الكيل لإدارة جهاز الإستعلامات , و بخاصة رأس هرم  الجهاز, الرجل القوي في الجزائر , المدعو توفيق , و هو إسم حركي  لرئيس المخبارات في الجزائر , وضعية  لم تعرف الجزائرعلى مر سنوات إستقلالها  , مثيلا لها بمثل هده الحدة  ,حتى في أحلك الظروف العصيبة التي عرفتها الجزائر من قبل ,على الأقل كما قلت خروج الصراع الى العلن,   و كأن الفريقين  المتصارعين على سدة القرار  في الجزائر ,  أرادوا من خلال نشر الغسيل أمام الرأي العام الوطني  إشهاد هذا الأخير ,على مايدور في كواليس  النظام  الذي يتصارع مع بعضه لأول مرة بهذه الصورة التي فاجأت الجميع,  و بخاصة  المتتبعين للشأن الجزائري , و النظام في الجزائر المتعارف عنه في عقيدته كتوم  في مثل هذه الحالات , و كأنى  المتانبزين بالملفات , أرادوا رمي الصراع الى الشارع ليحتضنه الشعب, و يكون هو الفاصل بينهم, عملا  بمقولة إسطورة الثورة الجزائرية, المناضل الشهيد العربي بن مهيدي الذي دوخ الفرنسيين عسكريين و سياسيين , عندما قال أرمو بالثورة للشارع يحتضنها الشعب , بعد إشتداد الخناق على الثوار في الجبال إبان سنوات الثورة التحريرية  . لقد كان للجزائر على مر سنوات الإستقلال, أوضاع مثل هذه لكن لم تخرج  الى العلن و ظلت حبيسة كواليس الصالونات , بين صناع القرار في الجزائر,  و كان دوما جهاز المخبارات, هو العلبة السوداء للنظام و جهاز صناعة الرؤساء في الجزائر  منذ سنة 78عندما هندس الرجل القوي في  تلك المرحلة  في جهاز المخبارات, الراحل قاصدي مرباح, الذي فرض الرئيس الراحل شاذلي بن جديد, على  مؤتمر حزب جبهة التحرير الوطني , حزب السلطة الوحيد  أناذاك , مستبعدا الرئيس الحالي  عبد العزيز بوتفليقة  من سباق  الترشح ليكون رجل الإجماع في تلك المرحلة,و الكل كان يعتقد أنه خليفة هواري بومدين , بالنظر الى العلاقة التي كانت تجمع الرجلين , ليتفاجأ بفيتو المخبارات , التي كانت تمسك بقرار السلطة في الجزائر , و التي كانت  تعرف فراغ في هرم السلطة بعد الوفاة المفاجأة للرئيس الراحل هواري بومدين , الإستبعاد من السباق على الظفر بناصية القرار في الجزائر, هذه الوضيعة  شكلت لعبد العزيز بوتفليقة صدمة  جعلته يغادر البلاد و المكوث في  الإمارات العربية المتحدة  , عدة سنوات  ليشغل منصب المستشار لرئيس دولة الإمارات في تلك الحقبة بن زايد آل النهيان , ثم أصبح متواجدا بالخارج , الى غاية  إستنجاد المؤسسة العسكرية به , وتمسك  صقور المؤسسة  على أنه رجل المرحلة, و الورقة الرابحة, و يشكل إجماع لسادة القرار , في تلك السنوات التي كانت تعصف بالجزائر جراء الأزمة الأمنية, في أخر عشرية من الألفية الثانية ,جراء الأ حداث الدرامية  التي قوضت أركان الدولة, و شكلت لها إستنزافا  رهيبا في كل مفاصل الدولة ,و كادت  أن تكون السبب في إنهيار الدولة بحد ذاتها , و بالتالي تصبح دولة فاشلة  معرضة للوصايا, فكل المؤسسات أصبحت في تلك المرحلة منهكة و مشلولة , الإ المؤسسة العسكرية التي بقيت صامدة متماسكة , و أمام هذا الحال إستنجدت بالشخص المغضوب عليه في  سنوات مابعد رحيل الرئيس هواري بومدين ,الذي يقول  عنه الجنرال خالد نزار , مهندس الإنقلاب  في 92 إن بوتفليقة  كان يحتمي ببرنوس هواري بومدين , و< البرنوس هو الجلباب عند أهل المشرق.لأول مرة تتعرض المؤسسة العسكرية و بخاصة العصب العاصي الكسر  المخابرات, الى هجوم شرس من قبل الفاعلين السياسيين المحسوبين على جناح  في  مؤسسة الرئاسة ,و هذا ما يؤشر على أن  الصراع بين الأجنحة المستمسكة بالحكم في الجزائر والذي و صل الى درجة  التشنج و الى قمة الذروة و رمي الصراع الى  الشارع, ويقال بأنه  بإعاز من أطراف في الجناح المحسوب على سعيد بوتفليقة  شقيق الرئيس الذي يضطلع  بوظيفة مستشار  لأخيه,و  حسب تسلسل  الجهات التي إضطلعت بمهمة رشق جهاز المخبارات,  بأنه منسق هذه  الأطراف و أرسال لها  الضؤ الأخضر لشن هجوم شرس على الرجل القوي في جهاز المخبارات الجزائرية المعروف بإسم توفيق , الذي يبدو أنه شهر سيف عدم الطاعة للرئيس و معارضته للعهدة الرابعة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة , و قد إستبق هذه الرغبة لجناح عرابي فترة رئاسية رابعة , من خلال  تسريبه بعض من  فحوى تقارير  تحقيقات, في ملفات الفساد المستشري في دولايب  الإقتصاد الجزائري,الى الصحف التي لها ميول  الى جهاز المخبارات , منذ فترة  وجيزة قبل إستدعاء الهيئة الناخبة لإنتخابات الرئاسية2014  , لأشخاص  على صلة  بمحيط لرئيس, و رئحة الملفات  الثقيلة يبدو هي  التي تسببت في الجلطة الدماغية التي  إصيب بها الرئيس, و دخوله في معترك  مع المرض  لمدة طويلة, و نقله على جناح السرعة الى المستشفى العسكري الفرنسي, ومكوثه فترة معتبرة من الوقت ,و خضوعه الى العديد من الفحوص  الطبية, الأمر الذي دفع العديد الى تفعيل مادة دستورية , في الدستور الجزائري , تتحدث عن الشغور في منصب الرئيس و قدرته على  تسيير  شؤون الدولة , والتلويح بهذه المادة جعلت سادة قصر المرادية , يشعرون بالضيق و أن المكوث في القصر أصبح قاب قوسين أو أدنى  من الزوال, و يعتقد الكثير من المتتبعين,  بأن أسباب هذه الوعكة المرضية ناجمة  عن الصدمة التي تلقاها الرئيس, بعد أن و جد أخوه  ومستشاره الخاص محل شكوك  بأنه طرف في ملفات الفساد,  وجل أعضاء الجناح المقرب منه, وبخاصة فضائح المؤسسة البترولية الجزائرية سوناطراك , و التي كانت وكرالفساد المالي و أخذ العمولات بالملايين من الدولارات,  العربدة التي كان العازف على أوتراها,في أهم مؤسسة بالجزائر و الرئة التي  يتنفس بها الإقتصاد الجزائري, شكيب خليل وزير الطاقة  , الذي  تلاحقه العديد من التهم , و الهارب  من وجه العدالة ,  و هو من الشخصيات التي  كانت تحسب على أ نها  من رجال الرئيس , ورجل ثقته في الحلقة الضيقة, بعد ما إنكشفت فصول الفساد و الرؤوس  المتورطة فيه , و المتابعات القضائية  على مستوى العديد من الدول , التي  تحرك فيها جهاز العدالة ,للتحقيق في الملفات النتنة, التي ورد إسم شكيب خليل في واجهتها,كمرتشي و راشي , و لذا لوح الرجل القوي في المخبارات الجزائرية بنشر ملفات الفساد , إذا كان إصرار الرئيس و فريقه في السعي لعهدة رابعة, مع العلم بأنه كان هو واحدا من الجنرلات الذين ساندوا عبد العزيز بوتفليقة, في  الإستحققات الإنتخابية السابقة, عندما  كانت الجزائر تحتى  وطأة شبه عزلة و حصار غير معلن عليها جراء  تبعات المأسات التي شهدتها في أخر عشرية من القرن المنقضي , بعد توقيف المسار الإنتخابي سنة 1992, بعد أن  أصبح يلوح في الآفق,مؤشرات تطور الصراع بين الأجنحة الى مرحلة  كسر العظام, هذه الوضعية  هي التي  دفعت الرئيس الى   الخروج عن الصمته ,الذي دفع العديد من الملاحظين الى الإستغراب من هذا الصمت المريب الذي أفضى , على المشهد المزيد من الضبابيا  و تم قرأة  هذا الصمت على أنه رضا منه على أطوار هذا الصراع  , و مؤسسات الدولة يتنابز  مسؤولها  بصورة علنية , و هي الوضعية التي دفعت الى التخميم بالعديد من السناريوهات, الى أن تدخل الرئيس بعد أن كاد الصراع يأخذ منعرج أكثر حدة, و أصبح كل جناح يمهمز الى  بيادقه , الرئيس, إستغل  حادث سقوط الطائرة العسكرية  ليتدخل لحسم الوضع و الإنتصار الى المؤسسة العسكرية , تدخل  مرتين في أقل من أسبوع وكسر الصمت, و عن طريق الرسائل المكتوبة , و التي تجلى فيها الغزل للمؤسسة العسكرية , و الثناء على جهازها الأمني , هذا الثناء  فرمل حدة الصراع ,وظهر بأن الرئيس ينأى بنفسه عن وحل هذه النازلة الغير محسوبة العواقب , و هي رسالة الى البيادق التي فجرت الصراع , و على رأسها سعيداني الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني , و هو شخصية ناكرة في المشهد السياسي في الجزائر بالمقارنة مع الأوزان الثقيلة في المشهد السياسي  في هناك , و التي وقفت  تترقب  فصول المعركة الكلامية, و هو أول من عزف على وتر العهدة الرابعة للرئيس زلفة و تقربا من سادة القرار في قصر المرادية , و إستلام مشعل  الحرب بالوكالة على سادة القرار في ثكنة عنتر , وهذه الشخصية  يدور حولها في الوسط الإعلامي  أقاويل بأنها متورطة في الفساد,و منغمسة في وحل الفساد الى غاية الرقبة , و هذا حسب التسريبات التي تشير اليه بالبنان,  على أنه واحدا من هرم الفساد, ولذا  يريد إستغلال الجناح الموالي لأخ الرئيس , قصد إحداث هلع  في نفوس سادة القرار في العلبة السوداء للنظام, ورسائل الرئيس,التي ألزمت حامل لواء الحرب بالوكالة ,على جهاز المخابرات الركون الى الصمت و عدم التعرض لها بالقدح و التشكيك في دورها,  يستشف من الرسائل بأنها موجهة اليه , بعد أن  نفخ في الكير  لتسخين جبهة الجناح الذي كان يريد إحداث شرخ بين  أجنحة النظام ,و خرجة الرئيس التي إتضح منها , أنه مال فيها الى جناح  سادة قرار المؤسسة العسكرية , و ربما بإعاز من الفريق قايد صالح  نائب وزير الدفاع الوطني , رئيس أركان الجيش , و هو من الشخصيات العسكرية المقربة من الرئيس, و التي يعتمد عليها , قصد إحداث توازن بين أجنحة النظام , ومقارعة الفريق توفيق رئيس جهاز المخابرات, وهو ذو شخصية غامضة , لاتحب الظهور الى العلن  و حسب ضباط كبارفي المؤسسة العسكرية , الذين أدلو بدلوهم مجريات, من خلال تصريحات صحفية بأنه من الصعب أن يتنحى الرجل القوي, توفيق من رأس  جهاز الأمني للمؤسسة العسكرية , و قال أحد الضباط الذين تعاملوا معه, بأن هذه الهجمة التي يتعرض لها  لاحدث,و أنه ثعلب شرس  , وبدأ  الصراع يخمد لمعانه من الظهور الى العلن , فهل هو عودة شهر العسل بين الرئاسة , و جهاز المخابرات, ذلك ما سوف  ينجلي في   الميقات الموعود....؟أم إنه يحضر على نار هادئة  أمر ما , من خلال الجمر القابع تحت النار, و الخروج بورقة فاصلة, بالتوازي مع فصول الإنتخابات الرئاسية , و فصول العهدة الرابعة , التي حركت المياه الراكدة ,خاصة و أن الرئيس ترشح ليخلف نفسه ,في قصر المرادية , فهل هي عودة التوافق بين أجنحة النظام , و الإجماع على إستمرارية ركائزه , وماهي التنازلات  , التي قدمها كل طرف ...؟, للخروج بمشهد متناغم بينهم , لاغالب ولا مغلوب فيه, و التخمين الذي يتبادر الى الذهن ,هو  يبدو أن الرئيس صرف النظر عن رغبته في إقالة رأس جهاز المخبارات , خاصة و أن الرئيس سبق له أن أجرى في هذا الجهاز في الأونة الأخيرة  , تغيرات مهمة من خلال إحالة  رؤوس مهمة في الجهاز على التقاعد المبكر, و  إلحاق  مهام  كانت من إختصاص جهاز المخابرات , الى قيادة الأركان , التي يمسك بها الفريق قايد صالح , الذي بأنه من رجال الرئيس , و هذا الإجراء الذي أحال بموجبه العديد من  الضباط المرموقين في الجهازعلى التقاعد, تم تأويله من قبل العديد  من الصحف , على أنه  تصفية حسابات , بين الرئاسة و الجهاز العاصي  لي ذراعه,بكل الأحوال الأزمة ينجلي الخيط الأبيض من الأسود فيها ,في اليوم المعلوم 18أفريل , وبعدها لكل حادث حديث            

الحبُّ قد أمر/ فاطمة ناعوت

"الشيُء الجميل/ هو تلك الرواية/ التي قررنا أن نخطَّها يومًا/ لأن القلمَ
يصنعُ أحيانًا ما يعجزُ عنهُ/ رجلٌ يتلو كلامَ الله/ سنقولُ لمحاكمينا:/ "نحن فنانون
نحيا كبوهيميين/ منطقُكم يخصّكم وحدكم/ سامحونا/ فقط/ نريدُ أن نتنفَّس.” 
***
في عيد الحب، أحكي لكم شوية حواديت. 
كنّا نقفُ في طابور طويل كأنه الدهر، تحت مطر أمستردام، أمام شباك تذاكر متحف الشمع (مدام توسو ). صديقي المصري الطبيب "يوسف رمزي"، الذي يعيش في هولندا منذ ٣٠ عامًا، وأنا. أمامنا أسرةٌ من أب وطفلاته الثلاث. كان واضحًا أنهم جاءوا من الريف الهولندي للتنزه بالعاصمة في عطلة نهاية الأسبوع. الطفلات يتقافزن فرحًا ولا يصبرن على الدخول ويحكين عما سيشاهدنه من عجائب داخل المتحف، كما سمعن من أصدقائهن. داعبهن د. يوسف وسأل واحدة: “خايفة؟" فقالت وهي تضحك: “سنشاهد الناس الذين ماتوا كأنهم أحياء، ربما سأخاف!” وصلت الأسرة إلى شباك التذاكر ولما وجد الأبُ التذكرة بـ٢٢ يورو، سحب طفلاته ومضى لأن ٨٨ يورو مبلغ ضخم بالنسبة لقروي بسيط. بكت الطفلاتُ ومشين وراء الأب منكّسات الرأس. همس صديقي الطبيب لعامل التذاكر، فنادى الأبَ وأخبره أن اليوم تخفيض ٥٠٪. ودفع صديقي الطيب "سرًّا" بقية قيمة تذاكر تلك الأسرة الجميلة، دون أن يعرف الأبُ ولا طفلاته ما حدث. لماذا فعل صديقي ما فعل؟ "إنه الحب قد أمر". ولماذا جعلنا اللهُ نقفُ مباشرة خلف تلك الأسرة؟ لأن اللهَ يحبُّ ويرسم الطريقَ للبشر لكي يتعلموا الحب.
كلما أتى صديقي هذا إلى مصر، ملأ حقيبته بالهدايا، التي تشتريها زوجته الهولندية "مارجو" لأطفال مصر الفقراء، فمنحتُه لقبَ: "سانتا كلوز المصري”.
صوماليٌّ أسود اسمه "مختار" يعمل سائق باص في الدنمارك. توقف الباص في محطة، فصعد رجلٌ يحمل "ساكس"، وراح يعزف لحن "عيد الميلاد"، وشرعت سيدةٌ في الغناء. وسرعان ما شاركها الركّاب. اندهش السائق. عيد ميلاد في الباص؟! يا للمجانين! في المحطة التالية، حشدٌ من البشر يقطعون الطريق، حاملين أعلامًا ملونة عليها عبارة: "عيد ميلاد سعيد يا مختار!" الدهشةُ التي ارتسمت على وجهه، وشهقة عدم التصديق، تقفُ دونها الكلمات، مهما بلغتْ من بيان وتبيان. لابد أن تشاهدوها بأنفسكم، مثلي، لكي يصلكم الفرحُ الذي غمر قلبَ عامل بسيط يكدّ من أجل الخبز، في بلاد جادّة لا مكان فيها لخامل. اليوم عيد ميلاده. وشأن كل الكادحين في العالم، لم يتذكر الرجلُ. وإن تذكّر ما الفرق؟ لكن مؤسسة النقل العام، قررت أن تمنحه شيئًا من الفرح، وتحتفل به على نحو مبتكر، على الطريق! راوغ الدمعُ عينيه، بينما يعانقه رؤساؤه وزملاؤه السائقون، وسط المارّة والركّاب الذين يلوحون بالرايات الملونة التي تحمل اسمه "العربي، المسلم". ما الذي جعل مواطنين دنمارك يفكرون في إبهاج سائق بسيط أسود؟ "إنه الحبُّ قد أمر.”
أولئك بشرٌ يفهمون الحياةَ على نحو مختلف عما يفهمه سواهم من الشكلانيين الذي يمسّون الحياة مسًّا طفيفًا ولا يتقنون شيئًا. أصدقاؤنا الدنمارك وصديقي المصري وغيرهم من نماذج البشر الطيبة، يتفانون في العمل، ويتفانون في الحياة، ويتفانون في حب الله. يحبون الناسَ؛ دون النظر إلى اللون والعقيدة والعِرق. يقدسون وقتَ العمل؛ فيهبونه "كاملاً" للعمل، ويقدسون وقتَ الراحة؛ فيهبونه "كاملاً" للراحة، ويقدسون وقتَ العبادة، فيهبونه "كاملاً" للعبادة. بينما نحن، في أحيان كثيرة. لا نعملُ بجد، ولا نستمتعُ بجد، ولا نحبّ بجد. نمسُّ الأمورَ دون عمق، فلا نخلصُ لشيء! كم واحدًا منّا أحبّ أولئك الكادحين، الذين على سواعدهم تسيرُ حياتنا، ثم لا نعبأ حتى بأن نقول لهم: شكرًا. 
دعونا نستسلم لقانون الحب، وننصت إليه إذا أمَر.
***
* من قصيدة "أرجوحة الفلّ" | من ديوان "نقرة إصبع" | فاطمة ناعوت | الهيئة المصرية العامة للكتاب 2002
مجلة "نصف الدنيا"
٢١ فبراير ٢٠١٤

ما هو الأفق المنظور؟/ نبيل عليان إسليم

في خضم الأحداث الجارية والمتسارعة التي تشهدها الساحة الفلسطينية كل لحظة سواء التي يفرزها الميدان المشتعل في الضفة الغربية وقطاع غزة من خلال مواجهة العدو أو الجلسات الحوارية الداخلية والخارجية، وهنا أقصد بالجلسات بين حركتي فتح وحماس، والخارجية المتمثلة في اللقاءات التفاوضية بين السلطة الفلسطينية والكيان، يجد المتابع للأحداث غموض يرتاب المشهد السياسي الفلسطيني.
كلنا نعلم بأنه يوجد مساران تتبنى كل من فتح وحماس أحدهما ويتلاءم مع ايديولوجيتها، وتشهد الفترة الحالية حراك دراماتيكي في كثير من الملفات والأحداث، لا سيما ملف المفاوضات الفلسطينية الصهيونية يسيطر على المشهد الفلسطيني، والذي يعتبر حلقة من حلقات مشروع التسوية الذي لم يتمخض عنه أي شيء لصالح القضية الفلسطينية فتختلف المسميات والهدف واحد، وثيقة كلينتون خطة كيري اتفاق مرحلي خارطة الطريق وغيرها ... وكل هذه الاتفاقيات الهدف منها تصفية القضية الفلسطينية وإنهاء الحق الفلسطيني.
في إطار المفاوضات تخرج علينا بعض قيادة السلطة بين الفينة والأخرى بتصريحات من بينها أن الرئيس عباس حياته في خطر، وهناك تهديد وأضح المعالم يشن عليه من الكيان أذا لم يوافق على توقيع الاتفاقيات التي تم إقرارها من خلال الوسيط الأمريكي المنحاز لصالح الكيان، ونحن كشعب فلسطيني لا نعرف الهدف من هذه التصريحات هل من أجل تمرير سياسات حالية أو مستقبلية، أو غطاء لعباس من أجل التنازل عن الثوابت والحقوق الفلسطينية، كما تم التنازل عن حق العودة والذي وصفه عباس بأنه يشبه الحق في الزواج؟  وطالما أن هناك تهديد وأضح علي حياة الرئيس لماذا التعاطي والتجاوب والانخراط في طرق المفاوضات؟  هل التعاطي والتجاوب الهدف منه إنقاذ حياة أبو مازن وإذا كان كذلك؛ فهذا يدلل على أن هناك توجه لدى السلطة لإنقاذ حياة شخص ولا داعي لإنقاذ حياة القضية الفلسطينية التي تسلك باتجاه الهاوية.
إذا أردتم إنقاذ حياة الرئيس عليكم بخيار يتمتع بإجماع وطني الا وهو خيار المصالحة الفلسطينية الذي ينقذ حياة الرئيس وحياة الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية والتي أصبحت نتيجة الانقسام والتفاوض هشة تتقاذفها الأقطار، من قطب لأخر الي أن وصل بها الحال الي أن يتم تهديدها من الشقيقة والقريبة المصرية حيث أتضح ذلك من خلال التصريحات الإعلامية لبعض من يصفهم الإعلام المصري بالخبراء العسكريين الذين أبدعوا في وصف وتفصيل ثوب الإرهاب لقطاع غزة وأوجدوا من قطاع غزة كياناً معادي من أجل تصدير أزمتهم الداخلية علي القطاع ولفت الأنظار علي قطاع غزة الذي يعاني من الحصار المصري والإسرائيلي علي حد سواء فعندما ننظر إلي سياسية فتح معبر رفح فلا تختلف عن سياسة الاحتلال في إدارة المعابر من إغلاق وفتح للمعابر بالإضافة أننا كفلسطينيين لا نجد تفسير وأضح للهجمة الإعلامية المصرية التحريضية علي غزة وما هي الدوافع التي جعلت من الإدارة المصرية الحالية أن تجعل من قطاع غزة خصم لها، ونتيجة لذلك تمر العلاقات المصرية الفلسطينية وخاصة مع قطاع غزة في مرحلة هي الأضعف من نوعها ولا يمكننا التوقع الي أي سقف أو حد وما هي ملامح العلاقة المستقبلية  بين مصر وقطاع غزة في ظل ما يعرف بخارطة المستقبل المصرية واقتراب مصر من إجراء انتخابات الرئاسة وكيف ستؤول إليه العلاقة بعد الانتخابات وسيطرة العسكر مرة أخرى علي الرئاسة المصرية. 
وأيضا في إطار المصالحة الفلسطينية التي تشهد حراك حذر رغم أن حركة حماس منذ طليعة عام 2014 رفعت شعار هذا العام شعار المصالحة والتوافق الوطني وعكست رغبتها في إتمام المصالحة من خلال تهيئة مناخ المصالحة بإطلاق صراح السجناء من حركة فتح والسماح لنواب كتلة حركة فتح في المجلس التشريعي بزيارة قطاع غزة، إلا أننا لا نجد أي وصف للمشهد القمعي وللاعتقال السياسي الذي تمارسه الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية بحق أبناء الفصائل الفلسطينية خاصة أبناء حركتي حماس والجهاد الإسلامي.
 ويمكننا تلخيص المشهد السياسي الفلسطيني باختصار شديد بأنه مشهد في الوقت الحالي يرتابه الانسداد وعدم القدرة علي وضع سيناريو وأضح ومرتقب لكل من ملف المفاوضات والمصالحة وصولاً بالعلاقات المصرية بقطاع غزة، ويرجع ذلك لأن المشهد السياسي الفلسطيني يطفو فوق بحر من المتغيرات التي تحدث ليس كل يوم بل كل لحظة 

السؤال الآن: ماذا بعد جنيف2 ?/ شاكر فريد حسن

     
من نافلة القول في البداية أن مؤتمر جنيف فرِض على الأطراف السورية المتنازعة ، وذلك نتيجة الأوضاع والتوازنات الدولية والإقليمية ، وشكل خطوة ونقلة نوعية هامة  في المواقف العالمية بتبني الحل السلمي للأزمة السورية لعدم جدوى الخيار العسكري . وقد كان الهدف الرئيسي من عقد هذا المؤتمر ومن المفاوضات بين وفدي النظام والمعارضة من الائتلاف السوري هو التوصل لتسوية سياسية تنهي الصراع الدامي الدائر في سورية ، الذي أصبح أقرب إلى صراع اجتماعي وفكري متشابك الأبعاد . ولعل الانجاز الوحيد الذي حققه المؤتمر هو انطلاق الحوار وجولات التفاوض المباشر ، التي تتم للمرة الأولى بين أقطاب النظام والمعارضة منذ بدء الحرب في سورية .
 كشف مؤتمر جنيف (2) حالة التخبط والهشاشة التي تعيشها المعارضة السورية ، التي لم تتمثل جميع قواها ومسمياتها فيه ، وأثبتت خلال المؤتمر عدم جديتها بالتوصل لحل سياسي للازمة ، وإنها ضد مصلحة الوطن والشعب السوري ، لعدم إقرارها واعترافها بإرهاب القوى التكفيرية والجماعات الجهادية المتطرفة مثل النصرة وداعش والجبهة الإسلامية ولواء الإسلام السعودي . وبذلك وضعت نفسها في خانة هذه القوى الشريرة التي لا تريد الخير لسوريا ولا لمستقبلها ، وتسعى لتأسيس دولة دينية متطرفة وفق مبادئ القاعدة ، تعيد الشعب السوري إلى كهوف الجاهلية ودياجير الظلام .
وفي المقابل أبدى وفد النظام السوري بقيادة وليد المعلم شجاعة وبراعة وحنكة دبلوماسية وسياسية فائقة ، ونجح في سحب البساط من تحت وفد المعارضة عندما وافق على مناقشة بنود وثيقة جنيف بنداً بنداً ، وأصر على مكافحة العنف والإرهاب قبل بدء أي خطوة عملية ، ولم يقبل إطلاقاً نقل صلاحيات أو عن هيئة انتقالية أو عن تنحي الأسد .
لقد تعثرت المفاوضات الشائكة والمعقدة بين وفدي النظام والمعارضة في سورية وانتهت إلى "اللاشيء" ، دون الخروج  بأي تقدم ملموس وحل سياسي ، وهذا الأمر أكده المبعوث الدولي العربي الأخضر الإبراهيمي ، حين صرح وأعلن فشل الجولة الثانية من المفاوضات في مؤتمر جنيف ( 2) .
إن مصلحة سوريا ومستقبل شعبها مرتبطان بلا شك بالحل السياسي والسلمي ، الذي لا يمكن تحقيقه خلال جولة أو جولتين من المفاوضات بعد 3 سنوات من القتال الضاري والصراع العنيف ، ومن المتوقع أن يمتد على المدى المنظور . ولذلك  هناك حاجة أكثر اليوم إلى بناء جسور الثقة والقيام بمبادرات عملية لوقف النزيف والعنف والإرهاب وإنهاء التدخل الخارجي في الشأن الداخلي السوري . فالأزمة معقدة ، والطريق طويل ، ولكن الحوار انطلق ، وهذا هو الأهم ، وكلنا ثقة أن سوريا الأبية عصية على الكسر ، وستنتصر على الإرهاب والتطرف والدمار ، ولن تنجح قوى الشر والبغي والظلام والعدوان على تهميدها وإخضاعها وزلزلتها . ولتتواصل الجهود لوضع حد لمأساة ومعاناة الشعب السوري ، الذي لم ولن يتخلى عن قيادته ونظامه القومي الممانع ، ويقف إلى جانب دولته في مواجهة المؤامرة الكونية .

أيها الفلسطينيون/ د. مصطفى يوسف اللداوي

أيها الفلسطينيون في كل مكانٍ، في أرض الوطن أو في مخيمات اللجوء، في الدول العربية أو في بلاد الشتات، 
أينما كنتم، وفي أي زمانٍ عشتم، وإلى أي الأحزاب انتميتم، وأي فكرٍ حملتم، 
نناديكم بجنسيكم وفئاتكم العمرية، وثقافتكم وشهادتكم، وهويتكم وميولكم، ومجتمعاتكم ومخيماتكم، 
عليكم بفلسطين دون غيرها، فلا تولوا وجوهكم إلى سواها، ولا تسلكوا طريقاً لا يؤدي إليها، أو لا يقود إلى قدسها، أو لا يحرر أرضها، 
فلا طريق تؤدي إلى فلسطين إلا عبر فلسطين، ولا بوابة إلى القدس إلا عبر فلسطين، ولا درب يقودنا إلى ديارنا إلا عبر أرضنا الوطنية الفلسطينية، 
ولا يخدعنكم أحد بأن الطريق إليها يمر عبر غيرها، أو يصل إليها على أنقاض سواها، 
فلا تبذلوا دماءكم في غيرها، ولا تقاتلوا إلا من أجلها، ولا تقتلوا إلا في سبيلها، 
ولا تحملوا السلاح إلا في وجه من احتلها، ولا تطلقوا الرصاص إلا على صدر من اغتصبها، 
ولا تفجروا الأرض إلا تحت أقدام الصهاينة، ولا تنفجروا إلا بينهم، ولا تستشهدوا إلا على أيديهم، 
كونوا استشهاديين بينهم، وخوضوا أعظم عملياتكم العسكرية ضدهم، أفقدوهم أمنهم، احرموهم طمأنينتهم، لا تجعلوهم يشعرون بالأمان في بلادنا، ولا يهنأون بالعيش على أرضنا، ولا يستمتعون بخيرات بلادنا، ولا يتعرضون لشمس وطننا، ولا يشربون من ماء فلسطيننا، 
ولا تسمحوا لأحدٍ أن يغير بوصلتكم، أو أن يحرف مقاومتكم، أو أن يشوه جهادكم، أو أن يلوث بندقيتكم، 
احفظوها طاهرة، وأبقوا عليها نقية، 
ولا تسمحوا لأحدٍ أن يتخذها منكم مطية، أو أن يستخدمكم لأغراضه وسيلة، ولغاياته آلة، 
لا تتسبوا في موتِ عربي، ولا في قتل مسلم، ولا تكونوا سبباً في يتمِ طفلٍ، أو ترمل امرأة، 
لا تساهموا في هدم البيوت، ولا في حرق النفوس، ولا في حقد القلوب، 
لا تشتتوا من اجتمع لأجلنا، وقاتل بسببنا، وضحى في سبيلنا، وأعطى وساند أهلنا، 
لا تجبروا أحداً على القسوة عليكم، أو الإساءة إليكم، أو الندم على ماضيه معكم، 
لا تدفعوا أماً أو أباً للدعاء عليكم، ولا لصغيرٍ بالحقد عليكم، ولا لشعب بكرهكم أو التبرم منكم، 
لا تعطوا الحكومات مبرراً للتضييق عليكم، والإساءة إليكم، وتبرير قسوتها على أهلكم، 
ولا تسهلوا عمل الإعلاميين وحملة الأقلام المأجورة المندسة، ولا تعطوهم الخنجر الذي يطعنوننا به، ولا تسلموهم السم الذي يدسونه لنا، 
فهم لا يتأخرون عن الإساءة إلينا، والتحريض علينا، وتأليب المجتمعات ضدنا، فلا نكون لهم وهم الشياطين المردة عوناً وسنداً، نساعدهم في مهماتهم القذرة، ونيسر لهم تنفيذ مخططاتهم المشبوهة، 
أيها الفلسطينيون ... لا تكونوا نزلاء سجوننا العربية، ولا معتقلين على خلفية مشاكل محلية، ولا متورطين في قضايا داخلية، ولا أعضاء في مجموعاتٍ عنفية، ولا عصاباتٍ تخريبية، 
وكونوا مع فلسطين تكن الدنيا كلها معكم، ومن قبل يكون الله معكم، يرعاكم ويوفقكم ويبارك في جهودكم، ويجمع الأمة معكم وبكم وحولكم، 
كونوا مع فلسطين تكن الأمة كلها في صفكم، تقاتل إلى جانبكم، وتناضل معكم، وتمد إليكم يد العون والمساعدة، ولا تبخل عليكم بمالها ولا بحلي نسائها، ولا تتأخر عن التضحية بخيرة رجالها، ولا بزهرة شبابها، من أجل حرية بلادنا، وطهر قدسنا، 
واعلموا أن قضيتنا طاهرة فلا ندنسها، وهي شريفة فلا نعيبها، وهي مقدسة فلا نمس طهرها بسوء، ولا نسمح لأحدٍ بأن يجرنا إلى غير غاياتنا، ولا أن يأخذنا إلى غير معركتنا، وأن يضر بنا ويقودنا من حيث لا نريد إلى حتفنا، وضياع قضيتنا...
بالله عليكم أيها الفلسطينيون أصغوا السمع، واسمعوا واعوا ... وكونوا على قدر المسؤولية، فأنتم أمناء على أعز قضية، وأعظم أمانة، فلا تستهينوا بها، ولا تفرطوا في حمايتها، ولا تكونا سبباً في انفضاض الأمة من حولنا، وتخليها عنا، وابتعادها عن قضيتنا، فهذا والله يسعد الإسرائيليين، ويفرح الصهاينة، ويرضي أولياءهم، ويلبي آمال من أحبهم...

بيانات الاستنكار لن تعيد الدولة للبنانيين ولن تقضي على دويلة حزب الله/ الياس بجاني

هذه الثقافة، ثقافة رزم البيانات عقب كل حدث امني كما هو حاصل حالياً في لبنان على اثر الانفجاريات المميتة في منطقة بئر حسن (بيروت) التي استهدفت المستشارية الإيرانية وأوقعت أعداداً كبيرة من القتلى والجرحي. ومعيب ومهين هذا التعامي الفاضح من كبار المسؤولين والسياسيين ورجال الدين عن أساس المشكلة. 
بيانات إنشائية لا معنى ولا قيمة لها كما أن لا مصداقية لمن يصدرها كائن من كان. 
المشكلة الأساس هي أن لبنان محتل ودولته مارقة ومؤسساته إما معطلة أو مهيمن عليها. 
المُحتل هو محور الشر السوري الإيراني بواسطة جيشه الإرهابي الذي هو حزب الله.
التفجيرات والاغتيالات والسرقات والتهريب وتزوير الأدوية والهيمنة على مطار بيروت وعلى باقي مراكز الدخول والخروج من وإلى لبنان، كما التعدي على مؤسسات الدولة وارتكاب كل المخالفات والارتكابات الأخرى وهي كثيرة كلها أعراض للمرض وليست هي المرض.
العلاج لا يأتي بالبيانات ولا بالعنتريات ولا بالنفاق ولا بالمواعظ التي أدمنها رئيس الجمهورية وباقي المسؤولين وربع السياسة ورجال الدين. 
المسؤول لا يستنكر بل يعمل ويؤدي واجبه بصمت والاستنكار والشكوى هما للمواطن وليس للمسؤول. 
العلاج لا يتم بالتلهي بالإعراض وبالبيانات وبالهروب إلى الأمام برفع شعارات خادعة وبإعطاء وعود لا قدرة على تنفيذها، بل بالتركيز على علاج المرض الأساس واحتواء وتعطيل مسبباته. 
المرض هو الدويلة، دويلة حزب الله، وما تفرضه من حالة احتلال إرهابي وفوضى عارمة في مقدمها تفلت الحدود مع سوريا وتعطيل دور القوى الأمنية بالإرهاب والتخويف والمال والمذهبية. 
العلاج الناجح يكمن في إنهاء الدويلة لمصلحة الدولة وحصر السلاح فقط وفقط بقوى الدولة وبالتوقف عن تجارة نفاق المقاومة ودجل الممانعة وهرطقة محاربة التكفيريين.
النائب علي عمار التابع للدويلة وليس للدولة ومن مكان الانفجارات في منطقة بئر حسن وبفجور ووقاحة تحدى الدولة وكل مؤسساتها والدستور والقضاء واستخف بالحكومة الجديدة وأعلن أن حزب الله باق في سوريا وفي حربه هناك وعزف للبنانيين معزوفة التكفيريين المملة والببغائية.
انفجار بئر حسن يؤكد مجدداً أن التلهي بالأعراض لن يوقف حالة الفوضى والهريان، بل يعطي قادة الدويلة وأسيادهم الملالي المزيد من الوقت والفرص لهدم الدولة ولتهجير كل اللبنانيين.
العلاج: 
نشر الجيش اللبناني مع قوات الأمم المتحدة على الحدود مع سوريا ومنع حزب الله وغيره من جماعات السلاح المتفلت من اجتياز الحدود دخولا وخروجاً.
تجريد المخيمات الفلسطينية كافة من سلاحها وسيطرة الدولة عليها.
تنفيذ القرارات الدولية بكل بنودها وخصوصاً اتفاقية الهدنة مع إسرائيل، وال 1559 وال 1701.
التفاوض مع إيران وليس مع حزب الله عن طريق مجلس الأمن والجامعة العربية لوضع سلاح الحزب أولاً تحت سيطرة الدولة في أماكن تواجده، ومن ثم مصادرته وتحويله للجيش.
فك أسر المناطق اللبنانية التي يحتلها حزب الله وتحريرها ومحاكمة قادته على كل جريمة اقترفوها وخالفوا من خلالها دستور البلاد.
بسط سلطة الدولة بواسطة قواها الذاتية وبالتعاون مع القوات الدولية على كل الأراضي اللبنانية كما تنص بنود اتفاقية الطائف وكذلك بنود القرارات الدولية المتعلقة بلبنان وتجريد كل المسلحين اللبنانيين وغير اللبنانيين من سلاحهم.
المرض معروف والعلاج معروف ومتوفر، فكفى تلهي بالأعراض، وكفى خداعاً للذات وللآخرين

متى يبدأ الهجوم على النجف والقضاء على الإرهاب الشيعي/ أسعد البصري

"لا نريد مليارات يا مالكي . نحن أهل الأنبار والله لن تدخل الأنبار ، لا أنت ولا داعش . ولن نرضى بشخص يحكم العراق رأسه هنا وذيله في إيران " الشيخ علي الحاتم السليمان / أمير عشائر الدليم 

ما هو شعورك وأنت ترى جنودا عراقيين مقتولين و محترقين في الأنبار ؟.

هؤلاء أهلنا من البصرة والناصرية والعمارة ، أمهاتهم أمهاتنا . مع هذا لا نستطيع أن نطلب من أهل الأنبار الشجعان فتح بيوتهم و مدنهم لهؤلاء الضباط الخونة ، أتباع حزب الدعوة . هل يفتحون بيوتهم للإغتصاب والذبح ؟ . لم تزرع الحكومة الطائفية أي نوع من الثقة بينها و بين شعبنا الشجاع الطاهر في الأنبار . 

نتمنى الرحمة لجميع الجنود و لأمهاتنا في الجنوب العزاء والسلوان . لا مشكلة بقتل الجنود فقد قتل السيد مصطفى البارزاني الآلاف منهم دفاعا عن بلاده ، و أرضه ، و شعبه حتى غرقت مدينة العمارة مثلا سبعينات القرن الماضي بالجنائز و كانت تلك الأهزوجة الشهيرة " طرگاعه اللفت برزان بيّس باهل العماره " ونال الأكراد بشجاعتهم احترام العراقيين جميعا . أهل الأنبار سيدافعون عن بيوتهم و " يبيّسون " بالجنود المعتدين كما فعل البارزاني من قبل لكن من الضروري إظهار التعاطف الإنساني هكذا تكبر قضية الأنبار بعيون العالم .

لا نستطيع أن نلوم الشجعان الأبطال في الأنبار الذين يدافعون عن المدينة ضد حزب الدعوة البربري . نحن لا نعترف لا بالجيش ولا بالحكومة لكننا نتألم على كل عراقي ... بعد معركة الجمل جمع علي بن ابي طالب جميع القتلى من الجانبين و بكى ثم صلى عليهم و دفنهم ثم دعا الله بالرحمة والسلوان للجميع . هكذا نريد من أهلنا المرابطين في الأنبار أن يتصرفوا . نرجو من شيوخ الأنبار الكرام الأحرار إرسال التعازي للأمهات جميعا .

بدأت جثث الجنود الشيعة تطفو في الفرات ، كما قال الشيخ علي الحاتم إن ضباط المالكي أمروا برمي الجثث في النهر، حتى تهيج المشاعر الطائفية عندما تطفو . مساكين هؤلاء الجنود قبل ثلاثين عاما كانت جثث آبائهم تطفو في شط العرب دفاعا عن البوابة الشرقية والعدو الفارسي ، اليوم جثث أولادهم تطفو في الفرات دفاعا عن البوابة الغربية والعدو العربي .

الإحصائية الإجمالية لقتلى ميليشيات حزب الدعوة في الأنبار إلى هذا اليوم حوالي خمسة آلاف قتيل ، و عشرة آلاف جريح . هذا غير الإصابات النفسية التي عادة لا يتم أخذها بنظر الإعتبار . حين يتحدث الشيخ علي الحاتم عن ( جثث متروكة ) قرب الطريق السريع وفي البساتين و الطرقات فهو لا يكذب . هناك خسائر كبيرة فعلا بصفوف العسكر . وما زال المالكي يلجأ إلى سلاح الجبناء القصف بالصواريخ ، والغارات الجوية على البيوت .

اعترف الأستاذ فائق الشيخ علي مؤخراً على قناة البغدادية بإحصائية مقبرة النجف وحدها ب (١٥٠٠) قتيل بين ضابط و مراتب و جنود . أضف عددا مماثلا لمقبرة كربلاء و المقابر الأخرى في العراق ، و ألفي مفقود غارق في الفرات ، أو ضائع في البساتين ، أو دفنه الأخوة في الأنبار بأنفسهم ( مشكورين ) يكون المجموع خمسة آلاف قتيل على أقل تقدير . عندك جيش طائفي يتبع حكومة فاسدة ، و عميلة تدفع رواتب و حوافز من ناحية ، و بدو محاربون أبا عن جد يدافعون عن بيوتهم و أسطورتهم التاريخية كمحاربين لم يعملوا في حقل ، ولم يستعبدهم إقطاعي على مر العصور . الحرب في الأنبار كالشعر في البصرة و كالغناء في الناصرية . الحرب فن الأنبار و صنعتهم . 

النجفيون خائفون أكثر من غيرهم لأنهم كما جمعوا الملايين من صعود دولة الشيعة سيجمعون الموت من سقوطها . لهذا ترى الشخصيات النجفية قلقة فالنجف جمجمة الشيعة وعنوانهم . الخصوم لن يهاجموا العمارة أو البصرة بل سيهاجمون عاصمة الشيعة وهناك ستحدث المطحنة والثأر الكبير . ثلاث مرات تحاصر الفلوجة و تُهدَم ظلما ويتم الدفاع عنها بالغالي والنفيس ببسالة لا مثيل لها . لنرى غدا حين تحاصر النجف ويتم دكها بالصواريخ كيف يكون قتالهم وصمودهم . حين تم ضرب العراق القومي لم ينهض رب القوميين لأنه غير موجود مجرد أكذوبة . لكن ضرب السنة يستنهض الرب السني وهو موجود ، أكاد أسمع دمدمته بين المجرات . العقلاء من الشيعة يعرفون بأن طائفة بقيت تحت الأرض مئات السنين لا يمكنها أن تقلب التاريخ فجأة و تهدم المدن و تذل الشعوب و تقود العالم . سيحدث شيء بلا شك هو نفس الشيء الذي يحدث دائما : الكارثة .

لقد فقدنا التواصل المنطقي مع الشيعة فما هو شعورهم لو خرج السنة في مظاهرة ضد صحيفة تنتقد الشيخ القرضاوي أو الشيخ ابن عثيمين و هددوا بالقتل و فجروا مبنى صحيفة ؟ كما فعلوا قبل أسبوع ضد جريدة الصباح الجديد العراقية في بغداد على خلفية كاريكاتير منشور للسيد المرشد علي خامنائي . لو فعل السنة شيئا كهذا سيقولون هذا إرهاب ، بينما أفعالهم ليست إرهابا . 

يقولون الشيخ القرضاوي زج الدين بالسياسة نقول لهم صحيح لهذا لم تتفق معه السعودية والإمارات العربية والآن الدور عليكم بهدم أفكار الخميني الإجرامية فلا يقبلون .و يقولون ( داعش ) إرهاب وإجرام نقول لهم صحيح لهذا قامت حكومات الخليج بحملة للقضاء عليهم الدور عليكم الآن بالخلاص من الخونة في فرق الموت والمجلس الأعلى لا يقبلون . يريدون أن يقولوا بأن داعش والقرضاوي يمثلان عمر بن الخطاب والسنة . 

لأول مرة يجمع التشيع نفسه بيد واحدة تحت قيادة الإمام الخامنائي في التاريخ . فلا فرق بين عربي و فارسي ، ولا فرق بين أصولي و إخباري ، ولا فرق بين مؤمن بشورى للفقهاء أو بولاية الفقيه ، ولا فرق بين مقتنع بالثورة الإسلامية أو مؤمن بعزل الدين عن العالم الدنيوي ، كما لا فرق بين شيعي إثني عشري أو نصيري يؤمن بربوبية الإمام علي ، وحتى لا فرق بين حزب الله اللبناني عدو إسرائيل ، وبين حزب الدعوة العراقي عميل أمريكا أو حزب البعث السوري القومي .لم يشهد التاريخ الشيعي هذا النوع من الوحدة والتنسيق والتنظيم من قبل . إنها وحدة سياسية عقائدية تجاوزت الخلافات القومية و القناعات الفرعية . إيران لا تتصرف كدولة طبيعية ، وقد قال الخميني من فعل بأن إيران هي الجزء المحرر من الثورة الإسلامية الشيعية التي سيقوم المؤمنون بتصديرها خارج إيران . الجميع يؤكد لنا اليوم بأنها حرب سياسية وليست عقائدية ، وماذا لو كان ذلك غير صحيح ماذا نفعل ؟ . 

لا نستطيع الوصول إلى تفاهم الآن ، الحل الوحيد المقبول هو الموافقة على إقليم سني . ما هي أسباب الدعوة إلى إقليم أخي في الوطن المرحوم 
١- أنت تعتبر السيستاني مقدساً وأنا أعتبره غريبا ضالا مضلا . 
٢- أنت تعتبر زيارة القبور والشفاعة عماد الدين . وأنا أعتبرها من أبواب الشرك . 
٣- أنت تعتبر إيران عمقاً استراتيجيا . وأنا أعتبرها عدوا . 
٤- أنت تعتبر العرب أعداء . وأنا أعتبرهم عمقاً تاريخيا واستراتيجيا . 
٥- أنت تريد أرضا للزيارات المليونية والصراخ والتطبير . وأنا لا أريد ان أشاركك هذه الأرض . 
٦- أنت تريد تحرير البحرين من السعودية والوهابية . وأنا أريد تحرير سوريا من الأسد و العلويين وحزب الله . 
٧- أنت تريد بغداد الكاظم . وانا أريد بغداد الرشيد . 
٨- أنت تريد بناء قبور البقيع من جديد والهجوم على السعودية . أنا أريد تحرير الأهواز العربية و هدم قبر الخميني والهجوم على إيران . 
٩- أنت تحتقر الأنبار وتعتبرها صحراء للبدو والهمج والعربان والبعران والإرهاب . أنا أعتبرها قلب العراق ، و معسكر الفاتحين ، وباب الكبرياء ، و جمجمة العرب . 
١٠- أنت تمجد الأهوار و ترى فيها سومر وبابل . وانا لا أرى سوى معدان و جاموس . 
١١- أنت تريد بلادا تشتم فيها عمر بن الخطاب و تبث الشعوبية . أنا أتوق إلى بلاد يتمجد فيها اسم عمر بن الخطاب والصحابة . 
١٢- أنت تريد أن تكون تابعا لإيران و ولاية الفقيه والمرجع . أنا أريد ترابا وسماء وصلاة مباشرة مع الله 
يعني لكم عراقكم ولنا عراقنا . 

الشيعة الآن صامتون بسبب التطورات في سورية . يعرفون بأنهم كما أرسلوا ذباحين عراقيين لذبح أولاد السوريين في بيوتهم ، سيدخل السوريون غدا إلى النجف ويذبحون أولادهم في بيوتهم أيضا . تحرشوا بالسوريين بلا سبب ، ودخلوا بلادهم مدججين بالسلاح . هذا أمر ستكون له نتائج مخيفة . النظام السوري الذي دافعوا عنه هو الذي كان يأوي القاعدة ، والإرهاب ، ويسهل مرورهم و تسليحهم لزعزعة العراق . إيران منذ العهد الصفوي حتى انتفاضة ١٩٩١م معروفة بالتخلي عن حلفائها مقابل صفقات قومية سياسية و اقتصادية . هذا ما يقلق شيعة العراق اليوم . 

إذا سقط النظام السوري وظهرت فضائح إيران بذبح السوريين للمجتمع الدولي ستنسحب إيران وسيدفع العراقيون الذين أرسلوا أبناءهم لذبح الأطفال السوريين الثمن غاليا . إذا سقط النظام العلوي في سوريا ستموتون من القهر . وإذا لم تموتوا من القهر ستموتون من العزلة و كراهية الناس . 

ربع مليون فلسطيني في مخيم اليرموك بدمشق يأكلون الورق والتراب بسبب حصار حزب الله اللبناني للمخيم . حين يسقط النظام السوري ربما الفلسطينيون سيزورون جبل عامل للسؤال عن قاتليهم . أما السوريون فسيزورون العراق ليسألوهم عن فيلق العباس . 

وصل جزء من الأسلحة إلى المعارضة السورية وبدأنا نسمع بمذابح لقيادات حزب الله في سورية . المهم الآن هو وصول مضادات الطائرات لإسقاط طائرات الأسد ذات البراميل المتفجرة . وربما يفكر النجفيون من الآن ببناء سواتر ترابية في الشوارع ، لأن السوريين سيطرقون بابهم حتما . سيدخلون من الفلوجة والرمادي . أمهات الشهداء سيطبخن لهم الحساء و الخبز العراقي الساخن . الأيتام سيودعونهم بأهازيج النصر بسبب أفعالكم و جرائمكم واغتصابكم للنساء في السجون السرية والتعذيب اللاإنساني . 

إذا حوصرت النجف و تيبس أطفالها من الجوع والقصف هل سيكتب الشعراء الشيعة حينها المراثي والشعر الحزين ، هل الفلوجة لا تصلح للشعر . على كل حال هناك معلبات طيبة في إيران . إذا هرب الصفويون بعد قتال دموي في النجف تبني لهم إيران مخيمات لاجئين ، و تقدم لهم الطعام والبطانيات مقابل المليارات التي سرقتها من العراق بمساعدتهم " أفأمنتم أن يخسف الله بكم الأرض ؟ " . 

صور من بغداد قبل يومين ( وصلتني قبل لحظات ) يقول المُرسل الخطوط الجوية العراقية بدلا من أن تقوم بواجبها وهو نقل العراقيين حول العالم . مطار بغداد مشغول الآن بنقل المقاتلين العراقيين الذباحين إلى سوريا . فتوى صريحة للمرجع آية الله بشير النجفي - رجل أفغاني لا يتكلم العربية - تدعو للجهاد في سورية والدفاع عن مرقد زينب المزعوم . 

قال علي بن أبي طالب مخاطبا أهل العراق " و الله! لوددت لو أني أقدر أن أصرفكم صرف الدينار بالدراهم ، عشرة منكم برجل من أهل الشام! " فقام إليه رجل فقال يا أمير المؤمنين! : إنا و إياك كما قال الأعشى:

عُـلّـقْـتُـهَـا عَـرَضـاً ، وَعُـلِّـقَـتْ رَجُــلاً
غَـيـرِي، وَعُـلِّقَ أُخـرَى غَيرَهَا الرَّجُلُ

أنت أيها الرجل علقنا بحبك ، و علقت أنت بأهل الشام . و علق أهل الشام بمعاوية. راجع نهج البلاغة ص (94 ـ 96).

المسار الديمقراطي هو الطريق الوحيد للتنمية المستدامة/ د. رافد علاء الخزاعي

لقد اكد خبراء التنمية والاجتماع والسياسة على قاعدة واحدة اتفقو عليها وهي ان الديمقراطية والتنمية تؤامان لاينفصلان وهما مثل الانسان وظله وهكذا اتفقوا ايضا وبقوة
ان الخيار الديمقراطي وفق الاسس الصحيحة  والمعايير التي تضمن حق الناخب وفق وثيقة العقد الاجتماعي مع توفر حرية الخيارات المتعددة يضمن البيئة الحقيقية لتشكيل السلطة التشريعية والتنفيذية والقضائية و هو خط الشروع لاي مجتمع تنموي. ولذلك يحاول بعض الساسة بالدعوة لنشؤ ديكتاتورية جديدة يحجة ان المجتمع غير مهيء للاطر الديمقراطية  من خلال وضع عراقيل  في البناء  والاعمار والامن  وهذه الرؤيا المراد ترسيخها في عقول الشعوب المقهورة هي نظرة عاجزة عن استشراف الطريق التنموي.
ان هذا الموقف الإرجائي الذي يعبر عنه البعض ممن يرى أنه يجب تأجيل البعد السياسي للانتقال الديمقراطي حتى يحرز تقدما في مجال التنمية، فالموقف الإرجائي لا يجد أي سند في التجربة التاريخية، كما أنه لا يستطيع أيضا تحديد كيفية نجاح أنظمة فاسدة وغير قادرة بفعل تهالكها السلطوي في تحقيق التنمية. المطلوب من الديمقراطية باعتبارها نظاماً تعاقدياً سياسياً أن تتظلل برؤية لها مشروعية الوفاق الوطني تجعل من النظام الديمقراطي أداة للارتقاء بأمن الإنسان لا العكس، فلا يوجد نموذج ديمقراطي مطلق وثابت يحكم عليه بأن يكون فقط صندوق اقتراع.لان الخلل في الاطر الدستورية وصيغ الانتخاب وغياب الرؤية الشعبية للتغير وتقدير قيمة الصوت الانتخابي بالمناداة بمقاطعة الاتنخابات والعكوف عن المشاركة في الاختيار المتمثل بألياس والاحباط من الحكومات الفاشلة المتعاقبة  وخذلان الموسسة التشريعية للناخبين  في عجزها عن انجاز الوعود التي قطعتها على نفسها من خلال برامجها الانتخابية التي في ضؤها نالت ثقة الشعب وهذا مايسمى بظاهرة عض الاصابع البنفسجية  وهو نابع عن التعبير بالاحباط والياس الشعبي من مخرجات الديمقراطية العرجاء.
  ان مفهوم الحرية  في الفكر الليبرالي الغربي، الحرية الفردية تؤول الى التنمية الانسانية فاعطوا مجال للحرية الفردية بما يسمى جماعة ( النفعيون) عن شكل الحكومة على ان لايعصف اصحاب السلطة فيه بحرية المحكومين وكان الحل عند جميس ميل هو الحكومة التمثيلية الذي تتطابق فيه مصالح الناس والحكومة عبر اليه انتخابية نيابية يخضع خلاله  النواب للمساله من قبل الناس عبر الانتخابات  التي تجري  كل اربع سنوات وهي فترة جيدة للشعب والناخبين لمراجعة خيارتهم من خلال الانجاز الفعلي  للحكومة المنبثقة من البرلمان المنتخب في هذه الحالة تكون الحكومة اداة لضمان الحرية بدلا ان تكون اداءة للقهر  والتعسف ومصادرة حقوق الاخرين وتهميش الشركاء واقصائهم بالطرق المتعددة وضمن  اليات تعسفية  واجتثاثية.
 أن  وضع العراقيل امام مشاركة احزاب المعارضة في السلطة و الى تهميشها ومحاولة اضعافها ومحاولة تفريغها من محتواها السياسي ا يولد قدرا من عدم الثقة في العملية السياسية برمتها ويدفع بالبعض الى اختيار العمل السياسي السري وانتهاج اساليب العنف والمعارضة المسلحة.
ان الديمقراطية الحقيقية في بيئة متعددة الاعراق هي في مسار محافظة الاغلبية على حقوق الاقليات في المشاركة وغف مفاهيم العدالة الاجتماعية الشاملة والشراكة الوطنية الحقيقية المبنية على تعزيز هوية المواطنة والمساواة في الحقوق والواجبات.
ان احد معاول تهديم الديمقراطية هو الفساد واستغلال الحكومة التنفيذية  والسلطة القضائية في اقصاء الاخرين  ومحاولة حرمانهم من المشاركة في صنع القرار.
اذا معالجة الفساد يحتاج الى اجراءات تشمل فيما تشمل اصلاح الاوضاع الاقتصادية وتفعيل القانون واليات المحاسبة وضمان الشفافية في الحكم فان الفساد البنيوي لاعلاج له الا بالاصلاح الجذري للبنية السياسية والدستور النافذ الضامن للحقوق والواجبات.
 اننا من خلال الدراسات التاريخية والمراقبة لانظمة الحكم  نلاحظ تلازم ازلي بين مناخ القمع واشاعة الفساد وذلك في بيئة ضبابية القوانين وانعدام الشفافية والرقابة المجتمعية وانحياز الموسسة القضائية في التعامل مع حالات الفساد المستشري  وعدم ضمان امن الشهود والجماعات الضاغظة للاصلاح المجتمعي من خلال قمع المظاهرات واعطائها صبغة الارهاب والفوضى.
 ان الدستور الواضح الغير قابل للتفسيرات المتعددة من حيث الحقوق والواجبات والفصل بين السلطات هو المعيار الحقيقي للنجاح الديمقراطي.
تصاغ الدساتير الديمقراطية "العقد الاجتماعي" استنادا على فكرة" الارادة الشعبية" لجان جاك روسو، وعليها تبنت الجمهورية اليمنية بعد الوحدة النهج الديمقراطي حيث نصت المادة الرابعة من دستورها " الشعب مالك السلطات ومصدرها" تجسيدا لهذا المبدأ، لكي تتجنب البشرية صراعها حول "السلطة والثروة". ووفقا لهذا المبدأ تتم صياغة التشريعات الدستورية والقانونية، ووفق مبدأ "فصل السلطات الثلاث (التنفيذية والقضائية والتشريعية)" لمونتسكيو، وضمان التوازن والرقابة فيما بينها سعيا لتحقيق "العدالة والحرية والمساواة " لضمان أمن الانسان ورفاهيتة وصيانة كرامته .
ان المخاوف في تطبيق الليبرالية والديمقراطية من نشؤ الاغلبية التسلطية .يمكن معالجتها من خلال:
• ان لاتكون سلطات مطلقة، بحيث يبقى لجميع البشر الحق في رفض اي سلوك غير انساني وذلك من خلال الرقابة القضائية وتقوية سلطة الادعاء العام المخولة من الشعب واعطاء مساحة للحرية الاعلامية للرقابة على السلطة التنفيذية وكذلك ايجاد تعشيق مع موسسات منظمات المجتمع المدني والجمعيات والنقابات لضمان استقرار المجتمع والحفاظ على مكتسبات الخيار الديمقراطي.
• ان يكون هنالك نطاق مستقر من الحقوق والحريات لايمكن فيه انتهاك ادمية البشر.
ان احالة  الدساتير الى التشريع العادي لتنظيم الحريات والحقوق وغالبا ما ينجح التشريع العادي الى تقيد الحق بل مصادرته احيانا تحت حجة تنظيميه. ان احدى المساوى الديمقراطية في الاخطاء المرتكبة في تطبيقها ضمن قانون مبهم للانتخابات ولايحقق الطموح الشعبي مثلا:
1 - فخ الانتخاب لمرة واحدة وتحت قوائم مغلقة او رمزية وانتخابات المنطقة الدائرة الواحدة وهذا يعيد الوجوه السلطوية تحت الضغوطات الدينية والعرقية والاثنية والمخاوف الاجتماعية من انعدام الامن والاستقرار.
2 -التذرع بالخصوصية للتنصل من الالتزام بحقوق الانسان وذلك مثل مكافحة الارهاب وقوانين الاقصاء الاخرى.
3 -البنية القانونية المتضادة في الدستور مثل  التصارع بين الصلاحيات للدوائر التنفيذية المتعددة .
4 - وجود دساتير تمنح الحريات وقوانين تصادرها تحت ذريعة الحفاظ على الامن المجتمعي والامن القومي.
5 -اشكالية تقنين حرية الفكر والرأي والتنظيم مثلا في العراق رغم مرور عشر سنوات على التغيير لم تجري مراجعة شاملة للقوانين الاستبدادية وتغيارها بما يضمن المسار الديمقراطي.
6 -حق الانسان في التقاضي. هو اعطاء حق للمواطن لمحاكمة مسار الدولة فمثلا غياب رئيس الجموهرية الطويل والمخالف للدستور  رغم رفع دعاوي كثيرة من قبل منظمات المجتمع المدني لانها طنشت من قبل السلطة القضائية وكذلك الدعاوي الاخرى واللجان التحقيقية لقضايا كثيرة سوفت تحت طائلة الفراغ القانوني والتسويف ان المستشار الرفاعي يقول(لاسبيل لحسم الخلافات الابواحدة من اثنين لاثالث لهما: قمع القوة او انصاف القضاء. وفي ظل القوة لايأمن الانسان على نفسه وعرضه ولاماله، فيعيش عيشة الضواري يقتنص فريسته ولايأمن ان يستبقي منها شيئا. لايزرع لان الحصاد للاقوى. لايبني لانه لايضمن السكنى، بل يخاف من الاستقرار في مكان)
7 -دساتير انتهاك الحقوق. لاجريمة ولا عقوبة الابقانون(لاجريمة ولاعقوبه الابناء على قانون او نص شرعي)
8 -البنية السياسية المبنية على تسلط الاحزاب البعيدة عن تطلعات الناس.
9 -دولة الثقب الاسود تاي كل الاشكاليات والاخفقات تلقى على الامن والصراع السياسي والنظام السابق فهي شماعة جاهزة لكل اخفاق حكومي او امني او تنموي.
10-ازمة الشرعية ولذلك نرى السياسيون يبحثون عن شرعية دينية دون النظر للشرعية الدستورية والشعبية وهذا مايحدث من خلال محاولة زج المرجعيات الدينية في الصراع السياسي والنظرة لبعض المحافظات لشرعية الحكومة رغم وجود وزراء ونواب ساهمو في تشكيلها وهذا يساهم في تقليل هيبة القانون واشاعة الفوضى وخلق بيئة خصبة للارهاب.
 ان المبادى الديمقراطية هي الوسيلة  الرئيسية لحماية  حرية الغالبية العظمى من استبداد اي اقلية مسيطرة سؤا كان مصدر قوتها الجاه او الثروة  فالمبدأ  الاساس هو الشرعية الديمقراطية بمعنى مصدر السلطة المجتمعية هو ارادة الاغلبية.
ان السعادة او الرفاه الانساني تكون من نصيب الفرد القادر على اختيار مسار مستقل ويتمتع بمجال( فضاء) مجتمعي عام يتيح له ممارسة هذه القدرة من خلال امتلاك قدرات الحكم الناقد و الاختيار الحر ومن ثم فان الديمقراطية التي تحمي الحرية هي التربة الخصب للتقدم الاجتماعي واستهداف السعادة الفردية.وهنا اكد جون ستيوارت ميل على المعارضة( من حقنا نناقش او نرفض. او حتى ان ندين بعنف راءي ما. ولكن ليس من حقنا على الاطلاق ان نحبسه).
  أن حرمان الناس من الحقوق والمشاركة الديمقراطية لا يمهد الطريق  لتحقيق مكاسب التنمية  المستدامة.
ان المواطنون هم ثروة الأمم، وعندما يشعرون بأنهم يتمتعون بقدر جيد من الحرية والمشاركة في صنع القرار، تتضاعف فرص المساهمة الكاملة في تنمية البلد، وبالتالي تحقيق المكاسب على صعيد الأمن القومي والاستقرار ويصبح الاعتزاز بالمواطنة الحقيقية والهوية الوطنية مما  يجعل الجميع في المساهمة في البناء والازدهار.
 ان المسار الديمقراطي هو طريقنا الوحيد لبناء عراق مزدهر وقوي ضمن تنمية مستدامة من خلالها يرفل ابناء الشعب بالامكانيات الاقتصادية  والقدرات البشرية لبناء وطن مزدهر وامن يليق بابنائنا وفلذات اكبادنا للتمتع بخيرات هذا الوطن الذي لانملك غيره مستقرا ومقاما.


عكا تنزف دماً/ شاكر فريد حسن

عكا عروس فلسطين ، وجميلة جميلات الوطن ، ومدينة الأسوار ،  التي ترفض الرحيل وتأبى الاقتلاع وبيع خان العمدان وتشويه معالمها الأثرية .  هذه المدينة الساكنة في الروح ، الغافية على البحر ، استيقظت ونهضت مبكراً هذا اليوم ليس على صوت الموج الهادر ، ومآذن المساجد ، وأجراس الكنائس ،  وأصوات صيادي الأسماك ، والباعة في سوقها القديم ، وإنما على وقع صوت الانفجار المدوي الهائل الذي هز مبانيها وشوارعها ، واحدث مأساة إنسانية وكارثة كبيرة هزت الوجدان والضمير الإنساني ، بعد أن انهار المبنى السكني المكون من ثلاثة طوابق في البلدة القديمة بالقرب من فنارها ، ما أدى إلى مصرع أربعة أشخاص وإصابة آخرين . 
لقد بكت عكا ، ونزفت دماً ، وخيم عليها الحزن والأسى ، وأعلنت الحداد ، ورفعت الرايات السوداء بعد سقوط الضحايا ، نتيجة الإهمال وسياسة التضييق والخناق والحصار السلطوية . ولا شك أن المسؤولية الأولى عن هذا الحادث المأساوي تقع على عاتق السلطة ودوائرها الرسمية ، وفي مقدمتها دائرة وسلطة الآثار ، التي لا تقوم بواجبها تجاه أهالي المدينة العرب ، وتمنعهم من ترميم بيوتهم القديمة الآيلة للسقوط ، رغم التصدع الكبير الحاصل فيها .
إننا نشارك الأهل في عكا الحزينة مصابهم الأليم ونقف إلى جانب ألأسر الثكلى ، التي  فقدت أحبائها وأعزائها ، ونتمنى الشفاء العاجل للجرحى والمصابين في هذا الحادث الأليم الموجع .
أخيراً ، سلاماً لعكا ، التي ستظل في القلب ، بأسوارها وآثارها وبحرها ومساجدها ومآذنها وكنائسها وأبراجها وأزقتها وأسواقها القديمة ، عنواناً ورمزاً للإباء والعزة والشموخ والصمود والعنفوان والتحدي ، وستنتصر على الجراح والآلام ، رغم الإهمال والنسيان .

الرئيس عباس وامكانية تغيير الموقف الاسرائيلي/ ابراهيم الشيخ

في زحمة الاحداث المتلاحقة التي تجري في الوطن العربي، فان الموضوع الفلسطيني لم يعد يأخذ حيزا كبيرا كما في الماضي على صفحات الجرائد وشاشات التلفزيون ومواقع الانترنت، ولم تعد القضية الفلسطينية هي المهمة للعرب فلكل دولة وكل شعب وكل طائفة اصبح لديهم ما يكفيهم من مشكلات ليهتم بها.
ان الجديد في القضية الفلسطينية هو اقتراحات كيري الذي يعمل جاهدا على حل هذه القضية التي استعصت على الذين سبقوه من وزراء الخارجية الامريكية وزياراتهم المكوكية، والادارات الامريكية المتعاقبة التي تعمل جاهدة على ضمان أمن اسرائيل، من غير شك ان خطة كيري وضعت من اجل مصلحة اسرائيل وامنها، وليس إرضاءً لمطالب الفلسطينيين كحل مشكلة اللاجئين وعودتهم الى بيوتهم التي هُجروا منها، وضمان الامن لهم في حدود أمنة وجعل القدس عاصمة لدولتهم.
رغم تحذير المراقبين والمحللين السياسيين وبعض القيادات الفلسطينية المعارضة لنهج المفاوضات من خطورة الاقتراحات الامريكية التي تهدف الى تصفية القضية الفلسطينية في غمرة ما يجري في الوطن العربي من اقتتال داخلي وفوضى في الدول العربية الاخص ، إلا ان السلطة الفلسطينية مصممة على المضي بهذه المفاوضات الى النهاية بالرغم من التعنت الاسرائيلي والاستمرار في بناء المستوطنات على الارض الفلسطينية.
وتأمل السلطة الفلسطينية في تغييير الموقف الاسرائيلي الذي لم يتغير منذ بدء المفاوضات منذ عشرين عاما والذي يصر على الانتقاص من الحقوق الفلسطينية، ومن الملاحظ انه كلما طال أمد عدم حل هذه القضية يخسر الفلسطينيون المزيد من الأرض، ويفقدون الدعم العربي الذي اصبح بدون تأثير على الكيان الصهيوني، وان الوضع العربي يزداد ضعفا وتشرذما. 
في ظل هذه الاوضاع يحاول محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية التأثير على الشعب الاسرائيلي من خلال تنظيمه مؤخراً لقاء مع الشباب الاسرائيلي الذين يمثلون مختلف التيارات السياسية في إسرائيل، ان هذه الخطوة تعتبر جيدة في ظاهرها، ولكنها على اغلب الظن لن تأتي بأي فائدة لان الشعب الاسرائيلي يتجه نحو التطرف وعدم الاعتراف بالحقوق الفلسطينية، وليس المطلوب من الفلسطينيين تقديم التطمينات الى الشعب الاسرائيلي، لأن الشعب الفلسطيني هو الذي تُحتل ارضه وهو الذي يعاني من اهوال الاحتلال وهو الذي يتطلع الى ضمانات تقيه من ارهاب هذا الاحتلال.
إن الرئيس عباس يخطئ عندما يطمئن الاسرائيليين انه في حال فشل المفاوضات لن يكون هناك عودة الى العنف، فيجب القول ان الشعب الفلسطيني لا يمارس العنف انما يمارس حقه الطبيعي في مقاومة المحتل التي استكثرتها عليه القيادة الفلسطينية التي تراهن على المفاوضات طريقا وحيداً دون ترك أي خيارات ضاغطة على هذا الاحتلال الذي لا يفهم سوى لغة القوة.
ان هذه اللغة الدبلوماسية التي يستعملها عباس مع الاسرائيليين  تشكل وعود لهم بعدم عودة العنف وهذا تطمين غير مباشر للمحتل للاستمرار بسياسته الاستيطانية وعدم الخوف من أي انتفاضة أو مقاومة، ناهيك عن الامتناع  من التوجه الى المنظمات الدولية لمحاسبة هذا المحتل الذي لم يبق للفلسطينيين في المستقبل ما يتفاوضون عليه. 
أما بالنسبة لقضية اللاجئين التي يحاول عباس تطمين الاسرائيليين على عدم عودة اللاجئين الفلسطينيين الى اراضيهم التي هجروا منها قسراً، ما هي الا وعد أخر بأن هؤلاء اللاجئين لن يعودو الى اراضيهم، فقبل  طمأنة الاسرائيليين كان يجب اخذ رأي هؤلاء اللاجئين الذي ينتظرون وعداً من القيادة الفلسطينية بأن المفاوضات ستُرجِع لهم حقوقهم، ويبدو ان طمأنة المجتمع الاسرائيلي اصبحت أهم من طمأنة هؤلاء اللاجئين على مصيرهم ومستقبلهم. 
بالرغم من كل التنازلات التي أقدم عليها الفلسطينيين وسيًقدِمون عليها فإن اسرائيل لن تغير مواقفها المتعنتة والتي تريد الارض والسيطرة على شعبها، ومهما فعل السيد عباس وقدم التنازلات وحسن النية تجاه الشعب الاسرائيلي، فان دولة الاحتلال سوف تريد المزيد والمزيد من التنازلات لأنها تشعر بأنها في موقع القوة، بينما يزداد الموقف الفلسطيني ضعفا.

مشارف الضوء/ خليل الوافي


كأنه، لن يران بعد اليوم،
مستحيل،
أن نلتقي،
بعد هذا الغياب. 

شيء قديم،
يرسم
 إطار لوحتي 
على جدار،
ينطق ألوان إسمي.

وهج العينين،
جمرة 
تشد عن كفي،
قمرا أبله 
يطل من شرفة جرحي
على شفا بوحي.

كم صرت 
  أخسر لغتي
في وطن الأمٌ
من أكون في وجه
مرآتي؟.

ينبغي أن أدفن،
قبل
أن يبدأ
غيري
بقتلي
عند منتصف الطريق،
كنت أمشي خلف ظلي.

ذات يوم حلمت،
أحمل جسدي،
بكف يدي.
متى 
كنت 
حيا
في دمي؟. 

ظننتك فاقدي،
حين لاحت في الأفق،
أسراب الروح،
تغادر وكر مضجعي،
عدت
بلا
جسد
أتفقد مكان أعضائي. 

أوشك الليل،
أن يمنح صمتي عزلته،
ناي يدغدغ رحابة البراري،
هو؛أنا في طقس ميلادي.

تنطفئ أشمعي،
مكانا ألفته،
تبعثرت أوراقي في الريح،
وهي؛
تقرأ فصل الماء في أعيني.

غدير خوفك،
يفترش غابة صمتك،
وحدك،
تدرك صيد شباكك.

كان ظلك يتبدٌى،
مثل سحائب حزينة،
تعبر ذاكرتي.

...على مرمى شفتيٌ
أكتب قصائدي،
حبرا
ينساب في زرقة بحري. 

هنا،
في هذا السواد 
الملفوف بغموضه،
أفك تعاسة ليل
من صبح هارب 
نحو شمسه.

تهبٌ عاريا 
بلا أجنحة،
تحلق بك نوارس الزرقة
في هذا البحر،
الذي لا يراني.

وحدها الريح،
تسمع صوتي
في تجلي الضوء
على شرفة نهار،
يرتجف  من ندى الزهر.

يشعر أن ظله،
يخونه في النهار،
لكن ليله 
يكشف إشاراته الفاضحة،
فجأة...
يختفي كل شيء،
ظلت آثار ظله في الجدار.

لم أصدق،
أنك هنا منذ ألف عام،
أعرفك في جلبلبك الصوفي،
تخفي جسدك النحيل،
لا يفارقك النعاس،
وأنت ،تسافر فوق غيمة مطر.

عبرت بحار المنافي،وحيدا،
بلا وطن،
تبللت غربتي برحيق الشجر،
تمادت عزلتي في انكسار الحجر،
قلت للريح:
هل لي من مستقر؟.

عزفت كل الأغاني،
التي أوقعت غرامي،
سقوط أندلس،
فداء جارية،
لم أعرف إسمها،
في انشغال صمتي.

صعدت جبالا
تعلوها جبالي،
أمسك السحائب من بياضها اللزج،
وأرتوي سماء،
تعجز عن إطفاء عطشي.

شلال ضوء ينهمر،
أهي؛الشمس في بذاختها،
أم،هو قنديل شاحب،
تحمله يدي،
في بهاء الليل،
ضللت طريقي.

بحيرة الجليد،
تخفي أسرار حيرتي،
تخونني الشمس،
كل صباح،
لكي أكتشف ولعي.

ما دبٌ من رمل،
طيلة رحلتي،
كنت أعد أثر خطوي،
قرب فجر تنهيدي.

ما أتعس صحرائي،
حين جفت جداولي،
نهر تسكنه أفاعي لهيبي،
تحرق الوجوه التي مرت من فلاتي.

مدن،
تختزل ضوء مصابيحها،
للريح والمطر،
نكهة إشتعالي في صفاء الروح،
من غبش القادم،الآتي.

إمرأة،
بلا سقف،
تمدح صفة العراء،
في عزاء جسد،
يكتب تاريخ الندوب.

في أقاصي الخوف،
يغمرني ليل بعمقه الجانح،
نحو أرض يكسوها الثلج.

أيٌ دمع،
يضمخ بكاء المكان،
ثمة،نواح
يسكن أدغال الصمت؟.

 ـ المغرب

لو/ د. رافد علاء الخزاعي

لو
يرددها العربان دائما
بعد كل هزيمة
 بعد كل كارثة
ترددها الشعوب المخدرة 
بحلم القائد الضرورة
الشعوب الثملة بالماضي التليد
شعوب تحلم بالربيع 
 ولكنها  تبقى تعيش الخريف 
تحت طائلة خوف 
ضياع الرغيف
بعد ان يمضي الزمن
 يبقون يرددون لو .........لو
 ولكنهم  ما  زالو يعيشون وهم الماضي
 يتصارعون على تاريخ مضى
 واضاعو الحاضر والمستقبل
لو عاد التاريخ من جديد
لضربهم بالقنادر
 وعاد حافيا مثل بشر
لانهم اضاعو الطريق
 لو عاد الحجاج من جديد
 هل سيقصف الكعبة  بالاف 18 ام يضربها بالمنجنيق
او عاد الشمر او يزيد
 هل سيكتفي بذبح الحسين والرضيع
 ام يفخخهم في المكان 
فمن الذبح بالسيف الى القتل بالتفخيخ
يظهر لنا كل يوم شمر وحرملة ويزيد
 ويمضي يلهو مع الجوار الحسان 
وهو يرقص ثملا
على احزان الثكالى
 وصرخات اليتامى
وعهر المأذن
 لو .....لو ......لو
لو عاد المنصور للحياة من جديد
لبنى بغداد المسورة خلف السدة
واورثها لابنه الرشيد.........
لو عاد هارون من جديد
لجعل المرجع حاكما بأمر الله
ومضى وقته مع ابؤ نواس
يرتوي من زبيدة حتى الثمالة
وحتى ابو العتاهية
غير قصائده
مطالبا الشعب بالنوم الرغيد
والقبول بالقدر الالهي
حتى
يتحقق الوعيد............
لو عاد المأمون من جديد
لكان عبدا مؤمنا
بان الروح تبقى خالدة
بين ثنايا كتب التاريخ
والفلسفة مجرد هراء
واصطدام الحضارات بلاء
والدين المسيس وهم السلاطين
وبيت الحكمة اصبح
في خبر كان
اتى له السراق
وغيروا التاريخ
لمزيدا من العهر والدمار
واصطبغ الحبر الازرق بلون الدماء من جديد
لو عاد المستنصر بالله
لقاتل هولاكو على اعتاب الباب الشرقي
 واصبح قبره مزار..........
يرتاده الخمارة بالاعياد...........
وترقص على اعتابه الماجدات.......
هل سنردد دوما لو .......
وننسى ان الحاضر سيبقى ماضي
 بعد حين
نعم سيبقى الحاضر ماضي بعد حين.......