غزوة حزب الله لجامعة اليسوعية والبلطجة/ الياس بجاني

السؤال الكبير والجدي الذي يفرض نفسه بعد غزوة حزب الله لجامعة اليسوعية في الأشرفية، وهي جامعة مسيحية وتقع في قلب المنطقة المسيحية هو: لماذا يفشل طلاب بيئة حزب الله، وكذلك محازبيه والمحسوبين عليه من أبناء الطائفة الشيعة الكريمة الذين هم واقعين تحت سلطة وهيمنة الحزب من الاندماج مع كل الشرائح اللبنانية فهم يخاصمون السنة والمسيحيين والدروز ليس فقط في الجامعات، بل في مناطق السكن المشتركة في عالية والشويفات وجبيل والمتن الشمالي والمتن الجنوبي وصيدا وبعبدا والجنوب وبيروت وغيرها من المناطق؟ 

السبب كما نراه هو عقلية الحزب الذي ينمي ويقوي ويشجع التعصب والتمذهب، إضافة إلى الورم الكياني والسلاح والمال وتشريع ثقافة مد اليد أي القوي يأكل الضعيف (شرعة الغاب) من خلال الفوضى والغزوات وممارسة كل ما هو غير قانوني وتغييب الدولة وعدم احترام الآخر. من هنا حزب الله أمسى خطراً على الطائفة الشيعية نفسها، كما هو خطراً قاتلاً على باقي الشرائح اللبنانية.

بالواقع المعاش في لبنان لم يعرف العالم لا الحديث ولا الغابر وضعاً شاذاً وشيطانياً وإرهابياً مشابها للوضع اللبناني الحالي الذي يفرضه على وطن الأرز وشعبه جيش إيران الإرهابي الذي هو حزب الله تحت رايات نفاق المقاومة ودجل التحرير، وخزعبلات محاربة إسرائيل في حين هو يمارس كل أنواع الإجرام والإرهاب والبلطجة والاغتيالات والخطف والغزوات وتهريب وتبيض أموال وتزوير أدوية وتصنيع مخدرات والابتزاز والسرقات وفرض الخوات والفساد والإفساد والخ. 

هذا الجيش من المرتزقة والطرواديين حول لبنان إلى ساحة لحروب محور الشر الإيراني-السوري ومعسكراً لملالي إيران وعن طريق البلطجة والغزوات أخصى الدولة اللبنانية وقواها العسكرية وأفرغ مؤسساتها كافة واخترقها وهمشها حتى أمسى بلدنا الحبيب دولة مارقة وفاشلة. 

حزب الله لا يهمه لا أمن ولا لقمة عيش ولا كرامة المواطن اللبناني وها هو يقوم بغزوة جديدة غبية للجامعة اليسوعية في الأشرفية سوف تصيب بإضرارها المدمرة التعايش والأمن والسلم الأهلي. 
يبقى إن الوضع لم يعد يطاق وبات من الضرورة القصوى والحتمية أن يرفع قادة 14 آذار قضية الاحتلال الملالوية والإرهابية إلى الأمم المتحدة والعمل على إعلان لبنان دولة مارقة وفاشلة وترك مجلس الأمن طبقاً للقوانين المرعية الشأن استلام لبنان عسكرياً لإعادة تأهيله حتى يصبح مرة جديدة قادراً على حكم نفسه. 

كفى 14 آذار وخصوصاً المسيحيين السياديين تغنياً بسلاح مواقف فهو شعار لا يعيره حزب الله أية أهمية لأنه لا يفهم غير لغة القوة والبلطجة وعرض العضلات. غزوة حزب الله لجامعة اليسوعية لن تكون الأخيرة بل سيكررها طالما أن القوى المسيحية السيادية لا تتصدى له بما يردعه دون الاعتماد على الدولة المعطلة والمغيبة والمرتهنة والتي هي رهينة لهذا التنظيم الإيراني الإرهابي.  

من يخاف حزب الله من قادة لبنان ومسؤوليه ويخضع لإرهابه هو شريك له في كل إجرامه وارتكاباته وبالتالي هي جريمة بشعة ضد المواطن اللبناني وبحق لبنان الكيان والحريات والتاريخ والرسالة والشهداء، وجريمة يرتكبها كل سياسي ومسؤول ورجل دين ومواطن لبناني في حال استمر دون انتفاضة لكرامته وتابع خوفه المذل والمهين من حزب الله والخضوع لإملاءاته الملالوية الإيرانية. 

هذا الحزب كما هو حال كل أقرانه من الأصوليين والإرهابيين وجماعات ثقافة رفض الآخر وشرعة الغاب لا يحترم من يخضع له ويخاف من إرهابه والتهديدات، بل على العكس تماماً يحتقره ويذله ويستعبده ولنا في صغر وتبعية وصبيانية مكونات 8 آذار خير مثال. في الواقع لا يمكن لحزب الله أن يفعل أكثر مما فعل من ارتكابات وإجرام وبالتالي بات مطلوباً من السياديين اللبنانيين مواجهة هذا الجيش الإيراني وإفهامه وإفهام أسياده أن لبنان لا يستسلم لمحتل أو يركع لمجرم ونقطة على السطر. 

الطابور الخامس يتحدى القانون/ مجدى نجيب وهبة

** فجأة وبدون مقدمات .. إنفجرت العديد من البلاعات فى القاهرة الكبرى .. وتباعا لذلك ، خرج بعض الصراصير والقوارض والأفاعى السامة عقب إستخدام قوات الأمن المصرية كافة صلاحياتها القانونية فى فض إحدى التظاهرات التى نظمها حركة "أصدقاء جيكا" أمام مجلس الشورى دون الحصول على تصريح أو إذن مسبق من وزارة الداخلية ..
** لم يكن المشهد هو مجرد خروج بعض الشباب للتظاهر ضد قانون التظاهر ، ولكن الهدف هو إستعراض العضلات وكسر هيبة الدولة ، وإعلان تحدى بعض الممولين من الخارج للشرطة المصرية ، لإعادة سيناريو فوضى نكسة 25 يناير .. فلم يكن بالغريب أن يعلن المخنث "أحمد ماهر" عن هذه الوقفة ، ثم يختفى من المشهد .. فهذا ما إعتاد عليه هذا المخنث .. ولكن السؤال هنا لماذا لم يتم القبض على هذا الأفاق حتى الأن ، ولماذا تتركه الجهات الأمنية يدمر ويخرب فى الوطن دون أى إعتبار أو محاسبة !!..
** ولأن القانون واضح وصريح .. بل هو مطلب شعبى للحد من هذه الفوضى التى إندلعت فى مصر ، عقب ثورة مصر العظيمة فى 30 يونيو .. فالقانون لم يمنع التظاهرات ولكنه طلب الإخطار بها قبل القيام بأى تظاهرة .. ووضع القانون عدة خطوات لتعامل الشرطة مع المتظاهرين فى حالة رفض فض التظاهر ..
** بالأمس .. حاولت الشرطة فض التظاهر أمام مجلس الشورى الذى ضم العديد من شباب 6 إبليس ، ومجموعة ممن أطلقوا على أنفسهم "ثوار" ، ومجموعة من الإشتراكيين الثوريين ، وبعض الشباب والفتيات من بعض الأحزاب الكارتونية التى تبحث لها عن أى تواجد فى الشارع المصرى ، للحصول على أى سبوبة ، حتى لو كان على حساب الوطن ، لأنهم لا يعرفون كلمة وطن ، ولكنهم يعبدون الدولار ، ويؤمنون بالعمالة والخيانة .. فهذه هى تربيتهم وثقافتهم وهدفهم .. الخلاصة .. إنهم مجموعة من العاطلين ، الذين ليس لهم أى عمل إلا الإنضمام إلى منظمات إرهابية مأجورة ..
** بدأت الشرطة فى فض التظاهر بإستخدام خراطيم المياة ، ولكن هؤلاء الشباب المدعومين من رئيس الحكومة .. لم يتقبلوا هذه الإهانة أو التحدى من قوات الشرطة ؟ .. وبالطبع بدأوا فى وصلة من السفالة والإنحطاط والبذاءات ومحاولة الهجوم على الضباط وجنود الشرطة ، متوهمين عودة عصر الفوضى الذى أتى بعد نكسة 25 يناير ، وإقتحام الأقسام وإطلاق سراح السجناء ..
** وعقب ذلك .. بدأ ظهور الطابور الخامس بعد أن سقطت عنهم الأقنعة لنكتشف الكارثة الحقيقية لأسماء فى حكومة الببلاوى الأمريكية الإخوانية ، وإكتشفنا وجوه كريهة فى الإعلام ، كانت تحاول أن تتلون وتظهر عكس ذلك ، وإكتشفنا وجوه كريهة ومتآمرة داخل لجنة الخمسين التى من المفترض أنها تعبر عن رأى الشعب المصرى ، وتضع الدستور المصرى .. لذا دعونا نقرأ هذا المشهد ونذكر أسماء هذه الوجوه العفنة ، التى يعلمها الجميع جيدا ، ويعلمون حجم المؤامرة التى تدبر ضد الدولة المصرية لإسقاطها ..
الإعلام ..
** وهو أكبر جهاز مدمر .. ساهم فى إسقاط مصر بدعم نكسة 25 يناير ، ودعم المأجورين من شباب 6 إبليس ، والإشتراكيين الثوريين ، وحزب الدستور ، والعديد من الذين فتحت لهم هذه القنوات الإرهابية الإعلامية أبوابها لنشر الفوضى ..
قناة التحرير ..
** الأخت المناضلة رانيا بدوى .. فكل من شاهدها بالأمس وهى تتناول الأحداث الجارية ، أصيب بصدمة ، وهى تزعم أن الشرطة وقعت فى فخ دبر لها ، وأعلنت إستياءها من تصرفات الشرطة ، وكيف تتعامل بعنف مع الشباب المتظاهر ..
** وسؤالنا للأخت رانيا بدوى ، مقدمة برنامج "فى الميدان" على قناة التحرير .. ماذا كنتى تأملين فى التعامل مع هؤلاء البلطجية ؟ .. هل كنتى ستسخرين من الأجهزة الأمنية ؟ .. هل كنتى ستبكين على شهداء الشرطة والجيش الذين يتساقطون كل لحظة ؟ .. هل لا تعلمين أن كل هؤلاء مأجورين ويريدون كسر هيبة الدولة ..
** لقد أسعدنى أحد المتصلين بالبرنامج ، وإنتقد المذيعة وقال لها "إنكِ لا تختلفى عن حازم الببلاوى" .. فقالت له متشكرين ، وقامت بغلق الإتصال فى وجه المتصل ؟؟
الأخت الحنجورية لميس الحديدى ..
** لقد أصابها نفس الهذيان وهى تنتقد جهاز الشرطة .. فلم نعد نعرف ماذا تريد بالضبط ؟ .. هل تريد دولة القانون التى صدعتنا بها فى برنامجها ، أم هى تريد الفوضى ؟ .. أم هو دور مرسوم لها ؟ ..
·         الأخ الإعلامى وائل الإبراشى ..
** لم يختلف كثيرا عن أداءه الذى تميز به عقب نكسة يناير .. والذى أدى إلى صعود جماعة الإخوان الإرهابيين إلى سدة الحكم ، وإنهيار الدولة المصرية .. وللأسف يبدو انه كان يؤدى دورا غير دوره ، بعد 30 يونيو .. وهو يهاجم الإخوان حتى فوجئنا به بالأمس يعود لنفس النغمة السابقة ، ويلوم ويهاجم جهاز الشرطة لإعتداءها على مجموعة من البلطجية والتى أطلق عليهم الإبراشى أنهم مجموعة من الثوار ..
المناضل الحمساوى يوسف الحسينى ..
** لم أكن أتصور أن يصل هذا المذيع إلى هذا المستوى المتدنى وهو يدافع عن هؤلاء المجرمين ، ويعود لنفس النغمة السابقة التى إندلعت عقب نكسة يناير ، لهدم جهاز الشرطة .. هذا المذيع إستطاع أن يخدع الملايين من المشاهدين بوطنيته الزائفة ، ولكن إنكشف وجهه القبيح ، وظل يطالب بمحاكمة أحد ضباط الشرطة الذى قام بالقبض على أحد البلطجية ، بل أنه لم يجد ضالته فى التشفى فى الدولة إلا بإستضافة مخرج الدعارة والفجور ، الكاره للشرطة "خالد يوسف" .. وللأسف فوجئ الملايين من الشعب المصرى بأن مخرج الدعارة هو أحد واضعى دستور مصر .. ياللعار والوكسة والندامة .. لقد أعلن مخرج الدعارة تجميد عمله بلجنة الخمسين لحين الإفراج عن البلطجية المقبوض عليهم ، فهل هذا المخرج يستعبط ولا يعلم أن هؤلاء البلطجية هم جزء من المخطط الأمريكى الصهيونى القطرى التركى لإسقاط الدولة المصرية .. أم أن هذا المخرج هو أحد ركائز هذا التنظيم ، وإذا كان هذا حقيقى ، فمن هو المسئول عن ضم هذا المخرج فى لجنة الخمسين ..
قناة الحياة 1 و الحياة 2 ..
** يبدو أنهم جاءتهم تعليمات من مالك القناة "السيد البدوى" بالهجوم على الشرطة والدفاع عن هذه الشرذمة .. فظهرت الأخت الناعمة لبنى العسل ، وقامت بإستضافة شخص يبدو من لهجته أنه غير مصرى ، وظل يسب فى جهاز الشرطة ويذكرهم بنكسة يناير ، وكأنها سبة فى جبين الشرطة ..
** لم يختلف عنها الأخ الحنجورى معتز الدمرداش ، فقد إستاء من مداخلة أحد الصحفيين الأبطال الذى كشف عن الوجه الحقيقى للطابور الخامس ، وأراد أن يغلق عليه الإتصال حتى لا يعطيه فرصة أكثر للهجوم ..
قناة القاهرة والناس ..
** إستطاع المعتوه والمجرم علاء عبد الفتاح ، أن يعمل مداخلة ويسب جهاز الشرطة ، ووصفهم بالكلاب والجزم الذى يجب أن يربيهم ، هذا الخنزير لا أدرى رغم كل البذاءات والسفالات وهو أحد مدبرى مجزرة ماسبيرو ، إلا أننى أتعجب لماذا لم يتم القبض عليه حتى الأن ، بل الأعجب أن يتم القبض على أخته ثم يتدخل البعض للإفراج عنها بل وعن كل الناشطات الذين تم القبض عليهم .. ومن بينهم إبنة الإعلامى الخبيث "محمود سعد" ..
الطابور الخامس داخل لجنة الخمسين ..
** وهى شلة الأنس التى يقودها عمرو موسى والذى أعلن تجميد عمل لجنة الخمسين لحين الإفراج عن هؤلاء البلطجية .. هذه الشلة تضم الأخت الدلوعة "تمرد" ، والمدعو "حسن شاهين" عضو الحركة ، والوزير المشكوك فى دوره "أحمد البرعى" الذى نوهنا أكثر من مرة بحتمية إقالته من الحكومة ومحاكمته .. والمناضل الحمساوى المتحول على كل لون ياباطستا "أحد مؤسسين حركة كفاية" ، جورج إسحق ، وبالطبع جماعة جبهة الإنقاذ ، وعلى رأسهم حمدين صباحى ، وأحمد بهاء الدين شعبان ، ومحمد أبو الغار .. ذهبوا برابطة المعلم إلى أحمد البرعى بمكتب حازم الببلاوى لمطالبته بإلغاء قانون التظاهر ، وبعد سماعهم خبر إعتقال الشباب أمام مجلس الشورى ، قرر على الفور حسن شاهين وجورج إسحق الإعتصام داخل المكتب لحين الإفراج عن زملاءهم .
** أما الكارثة .. فهو هذا المدعو خالد تليمة .. الذى قام بالإتصال بإحدى القنوات الفضائية العاهرة ، وهو يدافع عن هؤلاء البلطجية ، وأعلن عن إتصاله برئيس الحكومة الذى وعده بالإفراج عنهم خلال الساعات القادمة .. الكارثة أن هذا المدعو خالد تليمة إنتقل من ضيف فى حوار بقناة أون تى فى ، مع الحنجورى يوسف الحسينى إلى مقدم برنامج فى نفس القناة ، إلى نائب وزير الشباب .. فمن هو المسئول عن هذه الفوضى ، ومن المسئول عن وصول هذا الشاب الذى أشك فى إنتماءه للوطن لهذا المنصب الخطير فى الوزارة .. هل وصلت بنا الفوضى والتسيب لهذا الحد ؟ ..
حركة 6 إبليس ..
** المدعو أحمد دومة .. هذا المعتوه الإخوانى إتهم الضباط بأنهم مرضى نفسيا ، ولا بد من علاجهم ، وإنهم يريدون الإنتقام من شباب ثورة يناير وتصفية حساباتهم معهم ، وقال "إحنا مابنتهددش .. اللى هايقف قدامنا هانفرمه" .. وقال "قانون التظاهر لن يطبق علينا .. بلوه وإشربوه ميته" ..
** الإرهابى "أحمد ماهر" .. مؤسس الحركة .. قال إن أحداث اليوم تؤكد أن النظام القديم لم يسقط بعد ، وأن الداخلية مازالت على عقيدتها القمعية .. أين هم المسئولين فى هذه الدولة لترك هذا الإرهابى المدعو أحمد ماهر حتى الأن لم يتم القبض عليه ؟ ..
** الأخت الحنجورية زوجة الهارب أيمن نور ، وهى "جميلة إسماعيل" .. قررت تجميد عملها فى الدستور ، وهددت وقالت "سوف أذهب إلى النيابة لتسليم نفسى" ، ولم تختلف عنها الأخت المسمومة النشفانة الإعلامية ريم ماجد ، فقد ظهرت بوجهها القبيح وأعلنت إنضمامها إلى المجرمين أمام مجلس الشورى وقررت تسليم نفسها هى الأخرى للنيابة لأنها على حد زعمها هى أحد المحرضين ..
** جمال عيد .. ظل يهذى فى إحدى القنوات الفضائية وهى قناة أون تى فى .. وقال أن جهاز الداخلية هى ألة قتل متحركة ، لم يتم إصلاحها حتى الأن ،  ولم ينسى الصحفى جمال فهمى أن يشارك فى الفوضى ، ليذكرنا بمواقفه السابقة إبان نكسة يناير الذى ظل يواصل فيها هذيانه فى كل القنوات الفضائية لإسقاط جهاز الشرطة وإسقاط الدولة .. وإنضم إلى كل هؤلاء الصحفى والنقابى ضياء رشوان ..
** وبالطبع لا ننسى الحمساوى عمرو واكد ، الممثل المغمور ، وهو يشيد بموقف خالد يوسف ، والأخت المناضلة الأمريكية أسماء محفوظ التى هلت علينا بعد طردها من الكويت للمرة الثانية .. تقول "شكرا لكل الشباب والبنات اللى بيتواجدوا فى الشارع دلوقتى بيواجهوا النظام .. دى الرجالة اللى بجد اللى مفيش نظام هايقدر عليها" ..
** هذا ناهيك عن الإخوانى مصطفى النجار الذى هل علينا وقرر فى الهيصة والزيطة أن يسلم نفسه للنيابة ، إنضماما إلى هؤلاء المجرمين ، وكأنها بلاعة وإتفتحت بكل روائحها العفنة وكم هائل من الصراصير والقوارض ..
** هذا هو المشهد .. وهذه هى الفوضى التى تعيشها مصر فى ظل حكومة متآمرة .. متآمرة .. متآمرة ضد مصر .. وللأسف مازالت متواجدة فى سدة الحكم ..
** هذه هى لجنة الخمسين التى تدمر فى مصر بإسم الدستور ، ومازالت تعمل بالإكراه كما كان يعمل مرسى العياط .. إنها الفوضى الهدامة التى طالبت بها أمريكا أو كونداليزا رايس ..
** رسالتنا الأخيرة للفريق أول عبد الفتاح السيسى ..
أولا .. طبقا للقانون والبلاغات المحررة ضد حكومة الببلاوى .. يجب أن تقال هذه الحكومة فورا ، ويحاكم كل من حازم الببلاوى رئيس الوزراء ، وأحمد البرعى وزير التضامن ، وحسام عيسى وزير التعليم العالى ، وزياد بهاء الدين .. فهم نفس التنظيم الإخوانى لتنفيذ مخطط إسقاط مصر ..
ثانيا .. إقالة المستشار عدلى منصور من منصبه كرئيس للدولة المؤقت .. وإلغاء القرار الصادر من الرئيس المعزول محمد مرسى العياط بتفكيك المحكمة الدستورية العليا ، وتقليص عدد أفرادها ، وإحالة بعض مستشاريها للتقاعد بغير سند من القانون والدستور ، وهو ما يعطى ذريعة لعدم دستورية الرئيس الحالى فى إدارة شئون البلاد ..
ثالثا .. إلغاء لجنة الخمسين المعيبة التى لا تتفق مع أهداف الشعب المصرى وثورة 30 يونيو ..
رابعا .. دعوة الشعب للإستفتاء على تولى القائد الأعلى للقوات المسلحة ، الفريق أول عبد الفتاح السيسى شئون البلاد فترة إنتقالية لا تقل عن عامين ..
خامسا .. العودة للعمل بدستور 1971 المعطل ..
سادسا .. إلغاء كافة التيارات السياسية الخادعة التى تعمل تحت ستار نشطاء سياسيين وهم فى الحقيقة متآمرين وخونة وإرهابيين ..
سابعا .. إلغاء إنتخابات مجلس الشعب لحين عمل أحزاب حقيقية ووطنية ، بعيدة عن هذه الأحزاب المتأمرة ضد الوطن ..
ثامنا .. أن يتولى رئيس الدولة المنتخب شعبيا تشكيل حكومة حرب لوضع حد للفوضى فى البلاد ..
** حمى الله مصر .. وحمى شعبها وجيشها وشرطتها وقضاءها !!...

صوت الأقباط المصريين

الندابة – البومة – الكذاب يقودون حكومة المنفى/ مجدي نجيب وهبة

** الندابة .. هى سيدة يعرفها كل أهل الريف والقرى .. متخصصة فى فن اللطم والندب على المرحوم الذى ربما لا تعرفه وليس بقريب لها ، ولا حتى جارها .. ولكنها تتخذ من هذه الوسيلة طريقة للتربح والتعايش ..  يتلخص عملها فى تحريك المشاعر وتقليب المواجع ، ولا تنصرف إلى بعد خروج أخر معزى بالسرادق أو المنزل .. بعد أن تكون قد حصلت على بضعة جنيهات مقابل ندبها ..
** الأخ "محمود سعد" .. خرج علينا بالأمس على قناة النهار ، وبدأ برنامجه "أخر النهار" ، بعبارة كررها أكثر من مرة .. قال "بعد إلقاء القبض على إبنتى لن أتحدث فى هذا الموضوع" .. رغم أنه ظل يندب ويوبخ جهاز الشرطة ، وكيف تعاملت مع إبنته والمتظاهرين والأسلوب الهمجى بالضرب المبرح والسحل والتحرش الجنسى ، وكيف تركوهم فى منطقة صحراوية ، وقام بالإتصال بالدكتور "حسام عيسى" الذى يبدو أن الأخير لم يفهم معنى الإتصال .. فأخذته الجلاله وظل يدافع عن جهاز الشرطة وعن قانون التظاهر ، ويبدو أنه كان بعيدا عن رؤية وجه الإعلامى الذى لم يعجبه كلام الوزير ، وعاد لتوبيخ الوزير والإدعاء بأن الوزير مبسوط من تعامل جهاز الشرطة بالعنف مع المتظاهرين ، ومبسوط من ضربهم وسحلهم ..
** وبطريقة خبيثة إعتاد عليها "محمود سعد" .. قال ساخرا "يعنى سيادة الوزير مبسوط من ضرب جهاز الشرطة للمتظاهرين" .. ويبدو أن الوزير أدرك خبث الإعلامى ، فعاد ينكر أنه يقصد ذلك ، بل أنه يتضامن مع هذا الإعلامى فى محاكمة أى فرد من الشرطة فى حالة ثبوت تعديه على أى متظاهر ، وتراجع الوزير أمام تهديدات الخبيث محمود سعد ..
** كنت أتصور أن يهل علينا محمود سعد ويشد من أزر جهاز الشرطة ، ويشيد بالقانون الذى يضع حد للفوضى والسفالة والإنحطاط الذى وصل إليه الشارع المصرى .. ولكن ما حدث عكس ذلك تماما ، فقد كشف عن وجهه القبيح الذى حذرنا منه عشرات ومئات المرات ، بأنه جرثومة فى الإعلام ، يدمر فى الوطن ويحرض على المؤسسات الأمنية .. ولكنه للأسف مازال يعمل فى منظومة الإعلام ..
** كنت أتصور أن يخرج علينا محمود سعد ويعتذر للشعب المصرى بسبب ما صرحت به إبنته بعد الإفراج عنها على حسابها فى تويتر ، وقالت "بكرة ياباشا الثورة تقوم ماتخليش على الكتف نجوم .. الداخلية بلطجية" .. ولكن يبدو أن الإعلامى محمود سعد لم يحسن تربية إبنته .. لذلك خرجت فى مظاهرات فوضوية لرفض قانون التظاهر ، ومحاكمة المدنيين أمام المحاكم العسكرية .. طيب ياريت الوالد المحترم الذى يبكى على إبنته يقول لنا ، يعنى إيه كلمة وطن ، ويعنى إيه كلمة الجيش المصرى ، ويعنى إيه كلمة الشرف والكرامة .. ولكن أعتقد أن الإعلامى محمود سعد يحتاج أولا لتربية ، لكى يعرف كل هذه المعانى حتى يمكن أن يربى إبنته عليها !!..
** البومة .. هو أقرب وصف لمحمد البرادعى بدون دكتور .. مؤسس حزب الدستور .. فعندما قدم إستقالته إعتراضا على فض إعتصامى رابعة والنهضة ، لم يكن بسبب مشاعره وأحاسيسه المرهفة ، ولكن هناك هدف أكبر لهذا البومة ، وهو إدارة الحكومة الإنتقالية من المهجر الذى يطلقون عليها "حكومة المنفى" ، والذى نصب نفسه فيها رئيسا لحكومة مصر فى المهجر ، وبالتالى هى المرحلة الأولى .. ولكن عليه أن يبدأ بإطلاق بعض التصريحات الهزلية ..
** قال البومة البرادعى من منفاه الإختيارى وهو جالس على إحدى مقاهى فيينا .. واضعا ساقا على ساق ، بينما يضع اللاب توب أمامه ويتابع سيقان الفتيات .. "ما أشاهده الأن من ضرب وسحل للمتظاهرين فى شارع القصر العينى هو أمر مزرى وقبيح .. وتتساقط الأقنعة" ..
** وأضاف هذا البومة "تحية لقضاة من أجل مصر الأجلاء لدفاعهم عن حقوق الشعب المصرى وحرياته وتمسكهم بمبدأ إستقلال القضاء ، فى وجود رئيس محصن له صلاحيات مطلقة وغياب سلطة قضائية ، ومشروع دستور مؤسس للإستبداد ، يكون الإحتكام إلى الصندوق خديعة فاقدة للشرعية وديمقراطية زائفة" ..
** وتابع البومة "بعد العنف المفرط ضد التظاهر السلمى وقتل المتظاهرين تحت سمع وبصر الدولة .. مات الإعلان الدستورى والإستفتاء إكلينيكيا وفقد النظام كل شرعيته" ..
** والأن .. أعتقد أن الصورة واضحة تماما ، فالبومة البرادعية هى التى تتولى تمويل شباب 6 إبريل ، والإشتراكيين الثوريين وحزب الدستور ، وصديق عمره محمد أبو الغار ، وحركة تمرد .. وهو المسئول عن التحريض على الخروج أمام مجلس الشورى للتظاهر ضد الجيش بزعم أنهم ضد المحاكمات العسكرية للمدنيين ، وكأنها كارثة الكوارث ، وبالمرة نتظاهر ضد قانون التظاهر ، ونتحدى الداخلية  ..
** هذا هو المخبول رقم 1 "محمد البرادعى" بدون دكتور ، الشهير بإسم البومة البرادعية ، وطبعا كلما عليت بعض أصوات الصراصير والحشرات أمثال الأخت الحنجورية جميلة إسماعيل ، والنشفانة المسوسة ريم ماجد ، والعودة الميمونة للمناضل الحمساوى يسرى فودة للظهور مرة أخرى على قناة أون تى فى ، حتى يمهد لحكومة البرادعى القادمة ..
** هذا هو البرادعى .. وهذا هو المخطط الأمريكى الصهيونى لإسقاط مصر .. وكل من خرجوا أمام مجلس الشورى .. لا تقولوا أنهم ثوار ولا هباب ، فقد مللنا من هذه الكلمة .. فهم عملاء وخونة ومأجورين وكلاب .. أرجو ألا تأخذنا بهم الرحمة ، بل أننى أحيى القضاء المصرى العظيم الذى حكم على بعض الفتيات أنصار المعتوه محمد مرسى العياط بـ 11 سنة مع الشغل والنفاذ .. وأتمنى أن تكون الأحكام رادعة ضد شباب التلوث الذى خرجوا ضد الشرطة والقانون وضد الدولة .. فهذا هو البرادعى الذى يتوهم وهو جالس فى فيينا يراقب سيقان الفتيات أنه قاب قوسين من تحقيق حلم أمه عندما بكت أمام وسائل الإعلام وقال "ياناس ياهو ياعالم .. إنتخبوا إبنى البرادعى فهو خير من يدمر مصر" ..
** الكذاب .. هو السيد الدكتور "حازم الببلاوى" .. الذى يبدو انه أخذ بعض أقراص الشجاعة ، فخرج علينا فجأة يهدد أوباما بطرد السفير الأمريكى من مصر ، رغم أنه لا يوجد سفير أمريكى فى مصر حتى الأن بعد طرد السفيرة السابقة "آن باترسون" .. وخرج يهدد أبناء عشيرته من الثوار بأنه مصر على تفعيل القانون ولا تراجع عن قانون التظاهر ، وتناسى الببلاوى أن حكومته هى أساس الخراب الذى تعيشه مصر الأن ، فلا قرارات ولا خطة ولا حوار وطنى ، بل هو ينفذ مخططات أمريكية صهيونية إخوانية ، وربما يعلم أنه على إتصال دائم بالبرادعى والتنسيق معه ، ورغم أنه أسوأ رئيس حكومة شهدته مصر إلا أنه مصر على تواجده لإنهاء خارطة تسليم مصر لأمريكا ، فهو لا يستطيع أن يعتبر جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية ، وعندما هاجمه الكثير .. عاد وكذب وقال "أنا لا أقصد ذلك ، ولكن يجب أن يكون هناك حكم قضائى" ، وكأنه لا يرى ولا يسمع ، وقد أصيب بالعمى والحول ، ويحتاج لحكم قضائى لكى يرى هل الجماعة إرهابية أم جماعة وطنية؟ .. ولكن المقصود من هذا التصريح هو تعضيد مركز حكومة البرادعى فى الخارج ، وإسقاط الشرعية عن الدولة والجيش والشرطة فى مواجهة الإرهاب ، وإن تفويض 26 يوليو من الشعب للفريق السيسى لمواجهة الإرهاب هو باطل ، ولا يستند لا لقانون ولا لقضاء .. هذا هو أخبث رئيس وزراء شهدته مصر ..
** الببلاوى يهدد برفع الدعم عن البنزين وعن بعض السلع الأساسية لإشعال الشارع المصرى .. الببلاوى ذهب إلى الإمارات زائرا ، وقال "لا مجال للتنمية فى مصر حاليا بسبب الحالة الأمنية" ، وهو يعنى إسقاط الإقتصاد المصرى وتنبيه رجال الأعمال بالهروب من مصر .. فحينما يقول الببلاوى فى الإمارات أن مصر أسقطت حكم العسكر ولن يحكمنا عسكر مرة أخرى .. فهذه سفالة وإنحطاط وخيانة وتحريض ضد القوات المسلحة المصرية ، ويجب أن يتم القبض عليه ويحاكم عسكريا .. لإستخدامه لفظ العسكر الذى يقال على المرتزقة ..
** الموقف خطير .. لا يحتاج لأى جدل .. ولا لتكهنات .. ولا لضاربى الودع .. ولكن المؤامرة واضحة ومعالمها مكشوفة بإستخدام صبية 6 إبريل ، وإستخدام الفوضويين من الإشتراكيين الثوريين ، وإستخدام بعض القوادين والعاهرات وأرباب السوابق فى الخروج للتظاهر ضد الداخلية وضد الجيش المصرى ، ومحاولة إهانة الفريق اول عبد الفتاح السيسى ..
** هذه المنظومة تدار الأن مباشرة من التنظيم الدولى لجماعة الإخوان المسلمين ، ومن الإدارة الأمريكية ، ومن دويلة قطر ، وتركيا .. ويتم دفع أموالا طائلة لبعض الأفراد داخل الحكومة ، وداخل لجنة الخمسين ، لجرجرة الوطن لما هو أفسد من نظام الإخوان ، والدعوة بالكذب والتضليل أن عدم الإستفتاء على الدستور هو سقوط ثورة 30 يونيو ، وسقوط إرادة الشعب والجيش .
** هذا ما تنشره حكومة الببلاوى فى الوقت الذى يحاولون فيه طبخ دستور لا يحقق أهداف ثورة 30 يونيو العظيمة ..
** ولذلك .. على الجيش المصرى والمؤسسة العسكرية والشرطة المصرية والقضاء المصرى .. وكل الأجهزة الأمنية من أمن الدولة والمخابرات العامة والأمن الوطنى .. أن يدركوا أن كل من يدعو للإعتصام والتظاهر فى الشارع المصرى هو متآمر يعمل لإسقاط مصر ، فلا تأخذكم بهم الرحمة حتى لا يسقط هذا الوطن ..
** حمى الله مصر وجيشها وشعبها وقضاءها وشرطتها ..
مجدى نجيب وهبة
صوت الأقباط المصريين

ليس "الإسلام هو الحل" ولا أي دين/ مهندس عزمي إبراهيم

الدين، أي دين، بمجموعة "روحانياته" يشبه العُملة، له وجهان، وجه يرتبط بالسماء ويربط الإنسان بالمعبود أو المُقدَّس، والوجه الآخر يرتبط بالأرض ويربط الإنسان بأخيه الإنسان. ويخطئ من يظن أنَّ بأيٍ من شقيّ الدين ما يُوحي للإنسان بشرٍ أو غِلظة أو تمييزٍ أو تسلطٍ أو تسيِّدٍ أو تحكُّمٍ في الآخرين، ولو بخيط رفيع.
ومن ناحية أخرى ليس بأيٍ من شقيّ الدين ما يجعله وسيلة إنتاج أو إبداع أو إختراع تؤدي إلى حَل مشاكل الأوطان وشعوبها، والبشرية عامة، من فقر وجوع ومرض وجهل وتخلف وفوضى.وغيرها. أما الحَل لتلك الموبقات الحياتية فهو حسن التعامل مع الناس، والولاء للوطن، والتسلح بالعلوم الحضرية، وبذل الجهد للإنتاج، وليس من تلك الأربعة ما يتعارض مع الدين. أترجم هذا في الرباعي بأربعة كلمات "الأخلاق والوَلاء والعِلم والعمل" وهم الحل، وليس أي دين هو الحل!!
الحقيقة تصدم وتؤلم. ولكن من لا يدرك "نواقصه" ويواجهها بصراحة وشجاعة ليتغلب عليها أو يتخلص منها، بل يُفضِّل أن يدفن رأسه في الرمال ظاناً أن أحداً لن يراه بنقائصه، كما يفضِّل أن يرفع شعارات خادعة لنفسه ظاناً أنه يخدع الآخرين، هذا لن يمكنه الخروج من تحت نِيرِ نواقصه، بل سيظل في مستنقع النواقص غير دارٍ أنه يعيش فيه، أو ربما يدري ولكن لا يملك العزم والحكمة أن ينهض من وَحله وعفنه.
قيل أن الشرق هو مهد الأديان. وفعلا نبتت الأديان وترعرعت العقائد الروحية أو معظمها في الشرقين، الأوسط والأقصى، حيث مصر والشام والعراق وفارس وفلسطين وشبه الجزيرة العربية والهند والصين واليابان، ففاح أريج روحانيات الأديان في رحاب الشرق يتنشقها كل فصيلٍ حسب ما وصلت إليه... مع الفارق.
كما احتفظ المسلمون بدينهم، إحتفظت شعوب الصين والهند واليابان واليهود والمسيحيين بأديانهم وتفريعاتها وقدسوها، إلا أنهم بعد تجارب بل وحروب أدركوا أن الدين ليس إبداعاً ولا مُبدِعاً. وأن الدين في معظمه ليس اختياراً لتابعيه بل ممارسة بُنِيَتْ على اقتناع مُوَرَّث من أجيال لأجيال. كما أنهم أدركوا أن الدين أنانيّ انعزاليّ لا يقبل التعددية ولا يتعايش مع الأديان أو الأمم الأخرى، وأنه طائفيّ عنصريّ يتحيز لتابعيه دون الآخرين، وأنه لو تمَلـَّك سلطة فعدالته لتابعيه فقط دون الآخرين. أي أن لا عدالة حقيقية في عباءة الدين. فالعدالة التي لا تفيض على الكل بل تُميِّز البعض دون البعض ليست عدالة.
أدركت تلك الشعوب أن الدين لا يصلح لإدارة الدول. فعلاوة على أن بالدين وحده لا تتقدم الدول، وبمزجه بالسياسة والسلطة والإدارة يكون عائقاً لعجلة الإنتاج والإبداع والتقدم، فهو أيضاً أداة تقسيم وتفريق وتمييز بين أبناء الوطن الواحد. إيجازا لذلك أن تلك الشعوب أدركت أن تحت حُكْمِ الدين لا تقدم للوطن، ولا عدالة ولا مساواة ولا وحدة بين مواطنيه، وأن هذا هو السر الجوهري في تخلف الدول التي يحكمها الدين والتي تمزج السياسة بالدين.
احتفظت تلك الدول الغير إسلامية بقداسة الدين، ولكنهم نفضوا عنهم قيوده المُكَبِّلة للمسيرة المدنية، كما يُستبعَد الشوك من الوردة قبل التزين بها، وكما يُستبعَد الحصى والشوائب من الرز قبل طبخه، وكما يستبعد قشر الموز قبل أكله. وتطلعت أنظارهم وعقولهم نحو منابع العلم والثقافة والتحضر والانطلاق الفكري للفلسفة والتحليل المنطقي وتجاوبوا بل تمازجوا مع فلسفات الغرب الأغريقي والروماني وحضارات الغرب الحديث وأفكاره.. فتقدموا.
هذا.. بينما فضَّلت الدول الإسلامية بالشرق الأوسط، وحتى المهاجرون من أبنائها للغرب، أن يتمسكوا بقبضتهم على قيود الدين وأشواكه وحصاه وشوائبه وقشوره دون الطيب منه. واكتفوا به كشمعة خافتة لا تكاد تضيء لهم الطريق نحو التطور والانفتاح الفكري والاندماج والتعايش مع غيرهم. نعم هذه هي الحقيقة الصادمة. اكتفى المسلمون بضوء شمعة الدين بدلا من مزاوجته بأضواء الحرية الباهرة المغلـِّفة للمدنية والحضارة والديموقراطية والفكر والعلم والفيزيا والتكنولوجيا والتحليل العقلاني الفلسفي والمنطقي. فظلوا، رغم مرور أربعة عشر قرناً، مُخَدَّرين بأنهم "خير أمة أخرجت للناس" وأنهم "الأعلون" على الآخرين، فتقوقعوا وتخلفوا، ولم يصيروا حتى "مِثل الآخرين"!!
صار الدين "فقط" هو الحياة في الدول الإسلامية. وأصبحت قيود الدين عبارة عن جذور وفروع متشابكة داخل عقول غالبية المسلمين كألياف غزيرة متداخلة متشعبة لا تترك مساحة أو فرصة لنبت العلم والتحضر وقبول التغيير والتطور والتعايش مع الحضارات والأديان الأخرى، أو حتي للتفكير في ذالك الاتجاه. والأسوأ من ذلك أن طوائفاً أو عصابات من المسلمين تحت غطاء "الجهاد" المفتعل اتخذت الدين وسيلة للإرهاب والاغتصاب وسفك الدماء وهدم المؤسسات ليس فقط في بلادهم بل في أنحاء العالم. عصابات اتخذت الدين سلماً لاستلاب السلطات والحقوق على حساب سلامة واستقرار الأوطان وطوائف الشعوب حتى من ذات الدين.
حقاً أن للمسلمين الحرية أن يعتقدوا أنهم "الأعلون" كما جاء في كتابهم، ولكن ذاك في الآخرة لو شاء الله ولو حَسُنَت أعمالهم على الأرض!! فكل دين وعقيدة ومذهب يتبنى مثل هذا الفكر. أما على سطح الأرض، فالأمر يختلف. ليس هناك مبرر لفصيل ديني أو طائفة دينية أن تعتبر تابعيها "أعلون" على غيرهم، حتى لوحَسُنَت أعمالهم!! وما هذا إلا غباء وتمييز وخداع لأنفسهم وصلف أجوف واستقواء وظلم على الآخرين لا يرضاه الله، فقد خلق الله الناس سواسية كأسنان المشط.
واللوم في ذلك ليس على المسلمين تعميماً. بل العيب على دعاة الدين الكارهين الغير والهادفين للسلطة وصناع الفتاوي المسيئة حتى للدين وفقهاء الزوايا ومدّعي التدين الذين يتكاثرون بسرعة فائقة من عصر لعصر ومن جيل لجيل في البلاد الإسلامية، في حين يخبو بهاء رجال العلم والاقتصاد والتعليم والتثقيف والتهذيب لو وُجِدوا!! بل العيب أيضاَ على رجال الدين وشيوخه وأئمَّته وفقهائه وعلمائه الخيِّرين والمسلمين المتنورين الذين لم ولا يتصدّوا لتلك الفئة المغرضة والمسيئة للدين الإسلامي والأوطان الإسلامية وشعوبها، ربما خوفاً من سلاح التكفير المُساء استغلاله في العالم الإسلامي.
ففي ظل هذا الجو أصبح الدين مهنة وتجارة ووسيلة استغلال بدلاً من التثف والتحضر والإنتاج والإبداع والتقدم والتعايش مع الآخرين. فتكاثـُر تجار الدين وسماسرته ودُعاتِه ومدَّعيه المغرضين والمنتفعين أعطاهم قوة عددية وأتباع بسطاء وجهلاء ومخدوعين، فاتخذوا الدين سلماً إلى الحكم والمناصب والسيطرة في مجال السياسة، وهي ظاهرة غير صِحِّيَّة بل مُخَرِّبَة وصلت إلى الفوضى الدينية والاجتماعية وأحلال التكفير وسفك الدماء والهدم والحرق. أقل ما يقال فيها أنها ليست لصالح الأوطان المسماة إسلامية أو عربية!! وما على القاريء المسلم إلا أن ينظر إلى ما حققتـه الدول الإسلامية في 1400 عام!! وليقارن ذلك بما حققته الصين والهند واليابان وغيرهم في تلك الحقبة من الزمان، وما وصلت إليه استراليا وأمريكا فيما يزيد قليلاً عن 200 عاماً.
كما ذكرت في مقدمة المقال، المفروض في الدين أنه يرفع قلوب تابعيه نحو السماء ويحثهم على حسن التعامل مع كل البشر على الأرض. ولكن الدين وحده لا ينهض بالأمم. زد على ذلك فصائل وتفريعات الدين التي تهدم الأوطان ولا تؤمن بها، بل تُفضِّل التكاثر العددي والتوسع الجغرافي على التقدم والارتقاء.
"الوَلاء والأخلاق والعِلم والعمَل" هي الأربع عجلات لقطار تقدم الأوطان. وهو قطار يؤدي لمحطات متتابعة هي الإنتاج والإبداع والبناء. ثم نمو الاقتصاد ودخول الأفراد، ثم ازدياد دخل الدولة من الضرائب. ثم ازدهار الوطن وشعور المواطن بالأمان والمقدرة والفاعلية. بعد تلك المحطات يندفع المواطن مستبشراً صاعداً نحو مرحلة أعلى في سلم "الولاء والأخلاق والعِلم والعمَل" وهذا هو دولاب تقدم الأوطان والشعوب. ترجمة ذلك، في سلسلة واحدة: إنتاج، فازدهار، فاستقرار.
فلو شاءت الدول التي غالبيتها مسلمون ومنها مصر أن تنهض من سباتها في كهف التخلف الذي دام 1400 عاماً، لتتقدم وتسير في ركب الدول المتحضرة، عليها أولاً أن لا تزُجّ الدين في السياسة وفي إدارة البلاد والعباد. وأن تؤمن أن الرباعي "الأخلاق والوَلاء والعِلم والعمـل" هو الحَل. وليس "الإسلام هو الحل" ولا أي دين!!
******
مهندس عزمي إبراهيـم

أيام/ عبدالقادر رالة

 اليوم عاد صاحب العمل من مسقط رأسه ، وبعد أن استراح قليلا جاء لزيارتي في البيت لما سمع أني اصبت بكسر في رجلي اليمنى. أدخله أخي الصغير الى البيت ، وطلبت منه احضار القهوة والبسكويت. وبعد أحاديث متفرعة ترجاني أن أعود الى العمل بعد أن أشفى ، فهو يعتبرني من أحسن عماله ... وفي تلك الأثناء دخل جاري مسعود ، وهو شاب بطال كان يرغب دائما في العمل عنده ، لكنه كان دائم التردد ، لأن الأخرين أخبروه أن صاحب العمل مثله مثل  كل الأثرياء  متكبر ، ظالم لا يعطي العمال حقهم كاملا ، إلا بعد أن يعذبهم!

وجلس معنا متعجبا من علاقتي بصاحب العمل العادية وانبساطه في الحديث معي دون كلفة الأمر والمأمور! وانتظر حتي خرج صاحب العمل ، فأراد أن يتأكد مما سمع من الأخرين أو مما شاهده الآن أمامه....فطمأنته وقلت له أن نظرة الفقراء عن الأغنياء دائما ما تكون خاطئة بسبب الحقد والحسد  ! واقترحت عليه لأن ينضم الينا إذا كان يرغب في العمل وقتل التبطل والفراغ ،فصاحب العمل انسان طيب ، وبأني أعمل عنده منذ مدة طويلة ولم تحدث لي معه أي مشكلة أو سوء تفاهم! ففرح كثيرا . وانضم الى العمال ، بينما بقيت أنا في البيت مطروحا على سرير المرض...وبدأ مسعود يعمل، فأسره العمل ووجد نفسه فيه مرتاحا...

وبعد عشرين يوما التقيت به وقد كنت بدأت اتحسن قليلا وصار بإمكاني المشي، فسألته عن العمل وصاحبه ، فقال العمل جيد ، وصاحب العمل انسان رائع! وأخبرته أني لما أتحسن سأعود الى العمل ، فقال بأني لا استطيع العودة ، ولا استطيع اتقان العمل مثله ! اندهشت لسماع مثل هذا الكلام الخالي من أي معنى! فقلت مبتسما : لما أرغب في العودة فإني أعرف مكان العمل ، ومسكن صاحبه....

ولما عدت كانت دهشتي أكبر ، إذ وجدت العمال تغيروا بسبب  مسعود الذي أوغر صدورهم ضدي! وصار يستفزني ، فتشاجرت معه ثلاث مرات ، ثم بدأت أتحاشه عملا بنصائح دايل كارنيجي... وانشغلت بعملي... دائما يصرخ في وجهي: ـ أيامك قد انتهت يا الماحي! وأيامي هي المقبلة....

لكن ما هي الا أيام حتى تشاجر مع صاحب العمل ، إذ طالب بالزيادة في الأجرة ، وقال أن ما يتقاضونه قليل جدا مقارنة بمداخيل صاحب العمل! وأن العمل مرهق فطرده صاحب العمل غير أسف عليه......

ووجدته مساءا عند باب بيتي ينتظرني ، وهجم علي يترجاني بأن أكلم صاحب العمل في شأنه، فهو لا يطيق الفراغ ، وكل مدخراته انتهت خلال الشهرين، ولا يقبل أن تستمر حياته روتينية خاوية! وأسفت لحاله ،فهو جاري قبل أن يكون ذاك الوقح الذي اراد الاساءة الي!

  لكن صاحب العمل رفض بشدة ، ورفض أن يستمع الي .....

قال صاحب العمل:ـ ذاك النوع من الشبان لا مكان له الا عند الحائط! ذاك شاب لا يحب العمل وانما يبحث عن الشغب! هل يعقل أن عاملا جديدا لم يمضي عليه اقل من نصف العام أن يطالب بالزيادة في الأجرة؟ هذا غير معقول! الفراغ سيعلمه قيمة العمل....

ولم أيأس فكنت دائما كلما التقيته أفاتحه في موضوع جاري مسعود، فصار يتفادني ويتحاشى أن يجلس معي أو يحادثني......


الفرير غبريال وقبعة باريس/ انطوان السبعلاني

الى معلمي بمحبة: 
- 1 - 
ليلة قرأت صلاتك للمرة الأخيرة، وانت ترحل من ها هنا الى دنيا الحق والجمال، مخبئاً في ثوبك الأسود اللون، ورداً أبيض، وحباً وشعراً... في تلك الليلة صلّيت انا للقديس (دو لاسال) ليضوي دروبك في عتمة المطاف
 ولسيدة سبعل، أنا صلّيت! 
ثم بكيت لأنني لم أنعم بوقفة أخيرة بجيرة سريرك، ويدي بيدك! 
فالتسليم على الرجال حدث، زمان عددهم قليل! 
وأبوس يدك، يا معلّمي، فيمتلئ صدري من شميمها، ومن عبقها.
 تلك الليلة، يا أخي (غبريال) هبّت عليّ الذكريات الألف، وإذا بي في معهد الفرير ، طرابلس. 
في الصف أنا، في الملعب الكبير، المسرح الكبير، عهد المدير الكبير! 
تلك الليلة، كان رسمك في يدي، وقلمي، وهذه الرسالة المكتوبة على ضوء الشمعة، والجوانح: To Sir With Love! 
- 2 - 
عدت الى أول المشوار، منتصف الخمسينات، يوم أنا آخذ عنك الأدب الفرنسي ، البكالوريا ، ويوم أنت على كرسيك كأنك في (السوربون)، أستاذ أدب، ترفع باريس له القبعة! 
لغتك الباريسية الطعم ،واللون، والنكهة، وانت ابن (براغ) الله ما أطيبها! 
وانطوى فيك راسين ، وفولتير، وشو. 


وكان تعليم الأدب شيئاً عظيماً.
 وشيئاً صعباً إلا على أهليه! 
في الستينات صار التلميذ معلّماً. والاستاذ مديراً، المدير المحطة في تاريخ المعهد الكبير الذي ارتبط بتاريخ طرابلس، والشمال لمئة مضت! 
انا في الطابق الثالث: المكتب الفخم. الكرسي يملأه رجل عريض المنكبين. واذا حضوره يسري في الشجر، والحجر، والنازلين في القلعة التربوية، تلاميذ، ومعلّمين، وعمالاً. 
وساعة انت تمشي في الملعب، بطلّتك الحلوة، وقامتك الطويلة، كان زهو في الملعب وفي ناسه . والمدير العملاق هدية سماء! والسماء في هداياها، هذه، بخيلة! 
- 3 - 
ويا حضرة المدير، و"تلبق" لك التسمية، أراك الآن في قلب الحياة الاجتماعية، تمشي ملكاً. في الصالونات كنت قطبها . تخاطب المرأة الجميلة بلغة تدغدغ منها الشعر، والعين، وعطرها الباريسي ولا يحمرّ لها وجه.
 فالكلام الجميل موهبة السماء أيضاً وقد أعطاك ربّك منها نصيباً كبيراً! 
وكان "يلبق" لك صدر المجالس الإجتماعية ،والأدبية. 
ولو لم تكن، يا صديقي، رجل الله الناذر على صدق، العفة ،والطاعة، والفقر، لكنت في اعتقادي واحداً من نجوم الفن السابع. أو سابقاً (Bernard Pivot) بعشر سنين! 
آمنت بأن رجل الدين في السنة 2000 عليه أن ينزل الى أرض الناس، فنزلت، بأن يدخل بيوتهم فدخلت، أنديتهم فكنت رئيساً لروتاري الشمال . وكان "يلبق" لك ذلك كلّه. 
ويوم حوّلنا، أنت وأنا، مسرح المعهد الى لعبة جمال كبيرة، أيقنت ان كتفيك العريضتين تحملان كثيراً، وان الأديب فيك والإيمان بالله شيء احد. 
الله على عهدك. العهد الذهب! 
- 4 - 
وفي البال الآن مسيرة نقابي ذهب من الشمال الى بيروت، مدفوعاً بقوة المعلّمين، ليسقط النقابة المزرعة ويبني النقابة المؤسسة!
 وكان الذي كان. هذا النقابي، الذي تربّى على يديك تلميذاً أشبعه الادب الفرنسي حباً مجنوناً للحرية، والكلمة الحق، وشهر الأصابع العشر، في وجه المغتصبين حقوق الضعفاء. تلميذ الأمس كم واجهك نقابياً بسلاحك نفسه.
 وكانت مواقف رجال. وكانت الغلبة فيها للحق وحده .
 ونقابة المعلّمين في لبنان تشهد أنك كنت المحترم العمل النقابي الحرّ كل احترام!
 ولأنها تحترم الرجال أرسلت عليك دمعة، من خلائقها الكبر. 
في مطلع السبعينات، كنا معاً في قاعة، المنتزه، طرابلس . انا أحاضر في جماعة الروتاري، ناديك ونديك، عن تجربتي النقابية حاضرت. 
وباللغة التي أخذتها عنك حاضرت. ويا معلّمي، ومديري وصديقي، أتذكر باعتزاز وبكبرياء ما قلته أنت في مسمع الحضور: ان اول نقابي في العالم كان الفرير جوزيف ، فرنسا ، عهد القديس دو لاسال .1680 وقلت:
 ان مدرسة الفرير تعتز ،بكون نقيب المعلّمين في لبنان، طلع من صفوفها.
 وقلت: لو كان السبعلاني في بريطانيا لكان واحداً من القادة النقابيين الكبار...
 أتذكر كلامك الليلة على عزوة ،واغضاءة طرف. اتذكر عهد الرجال ،وان لبنان ليس بريطانيا.
 وأكثر ما اتذكر انك رفضت بشدّة، استعمالهم يدك ،لطعن نقابي احترمت! الله على يد الرجال! 
ويا فرير غابريال، ليلة رحت من ها هنا الى هناك، الى ملكوت السماء، مرّت ببالي ذكريات حبيبات. في السلم كما في الحرب كنت مديراً انساناً . اقولها وسع فمي. 
الصرح التربوي الذي أحبّ طرابلس، وأحبته هي، ظللت فيه طوال سني الحرب ،تخلع عليه حباً وعطفاً. وكذلك الفيحاء تفعل! وتبسط فوقه الجوانح الحواني، وحكمة الملاح، وتبسط يداً   في آن على الفرع الذي أنشأت في زغرتا! 
بيتان بمدير واحد، وشعار واحد: بناء الانسان اللبناني. ونجحت. آه كم نجحت، والزمان العصيب! 
وتجيئني الآن الدموع ،وأنا أراك في حرب السنتين، تصل اليّ في بشرّي، على غير موعد، يوم الدروب كلهن المسلك الوعر بين الشط ، والجبل!
 تصل حاملاً مثل، بابا نويل ،في حقيبتك الأموال لمعلميك النازلين فوق، بين بشري ،واهدن، والجوار! وبت ليلتك معنا! وعدت الى طرابلس مرتاحاً منك القلب والضمير: ان عيال المعلّمين، أولاد المعلّمين هم بخير.
 هكذا تكون الرسالة أو لا تكون. 
ويا معلّمي غبريال، أمّا ما قلت لي، يوم تغدّيت معك، في ،فرير فرن الشباك، بعد طعنة الجبناء، فأشياء أتركها في صدري -،سرّ اعتراف! 
يبقى أن أقول لك، ان ليلة ملت من صوبنا لتصعد الى السماء.. كنت أصلّي! 
للقديس دو لاسال، للطوباويين من جماعته، أصلّي. لآخرهم ،سكوبليون، أصلّي، فالقديسون الجدد يسمعون أكثر من غيرهم! 
ويا معلّمي، ثق بأن تلميذ الأمس، لم يقطع يوماً علاقته بدو لاسال العظيم. وأنا وعائلتي إليه ننتسب!
 وذنبي الوحيد أن ما حدت ساعة عن تعاليمه.  هم الذين حادوا...
 وحين أمر بمدرستنا في طرابلس ،يتهدّم قلبي لرؤيتها متهدّمة بعد أن باعوها. من الاشياء ما يصبح بيعه ممنوعاً لأنه ملك قلوب مليون تلميذ. ومئة سنة من تاريخ شعب. 
السلام عليكما يا مدرستي، ويا فرير غبريال بمحبة.                                                                         

للعبادة معابد وللعدالة قانون/ مهندس عزمي إبراهيم


جميع البـلاد اللي حَطـُّوا الديـن أساس في الحُكـم... عَــرَب
معظم ولادهم بيتسابقـوا على الهجـرة.. أو بالأصَح الهَـرَب
بيهَروِلوا لدول حريـة الأديــان فيها مكفولـة من غير طلـَب
تأويهم، وتعطيهم
حياة أفضل من اللي كانوا فيه
رغم الفروق في الديـن واللـون أو في الأصل أوفي الحَسَب
***
بـلاد مافيهاش الديـــن فِتنــة، وتفرقــة، وتمييـز بين النــاس
رغـم اختلاف الدين، قيـمة المُواطن بالعِلـْم والعَمَـل مِقيـاس
في دساتيرهم حريـة الأفـراد في اختيار الديـن شرط أساس
قالوا "للعبـادة معابــد"
و"للعـدالـــة قـانـــون"
حِكمَـة عرفها الخبيــر في المواطنـة.. لا المُغـرض الدَسَّاس
***
لا الهند والصين، ولا استراليـا وأوروبا، ولا كنـدا وأمريكا
ولا المكسيك ولا البرازيـل ولا اليابـان وأرجنتيـن وبلجـيكا
ولا حتى غانـا وكينيا والصومال وتانزانيا ونيجيريا بأفريكا
ولا فَــرد.. من ها الـدول
هاجـر إلى بلاد العَـرَب!!
اللي بيحكمها الدين وعاملـة الديـن حِجـَّـة ووسيـلة وتلكيـكه
***
يا ناس اعبـدوا ربنـا، وافهموا إن الديـانة إيمـان في قـلــوب
لها مكان في بيــوت العبــادة فقـط.. مش في إدارة الشعـوب
الديـن لا له في زراعة ولا صناعة ولا حتى صُنـع الطـوب
والديـن لا له في اقتصـاد ولا سياسـة ولا إنتــاج ولا تجـارة
لا بَنَى معمَل ولا مصنع
ولا كوبـري ولا عمـارة
الديـن مكانه المعابـد يا عالـم.. واللي يقول غير كدا معيـوب
***
******
مهندس عزمي إبراهيـم

الشيخ نهيان بن مبارك.. والخروج عن المألوف!/ عبدالواحد محمد

للشيخ نهيان بن مبارك وزير الثقافة والشباب الإماراتي جولات وصولات تشهد  بوطنيته وثقافته الموسوعية  والتي تؤكدها  كثيرا من الملامح الإبداعية في الداخل الإماراتي  بتفاعله مع كل مكونات الثقافة والإبداع العربي ؟!
وقد افتتح معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع معرض  (الخروج عن المألوف) لجماعة الجدار الفنية الذي تنظمه سنويا مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية وذلك مساء يوم الأربعاء 20  نوفمبر 2013 والذي يشارك فيه كل من الفنانين :د. إحسان الخطيب ،أحمد حيلوز ، محمد فهمي ، د. محمد يوسف ، د. نجاة مكي ، محمود الرمحي ، ماجدة نصر الدين ، محمود حسن ، د. عبد القادر المبارك ، سلمى المري.
حضر حفل الافتتاح سعادة الدكتور سليمان موسى الجاسم نائب رئيس مجلس الأمناء لمؤسسة العويس الثقافية، وسعادة الدكتور محمد عبد الله المطوع الأمين العام، وسعادة عبد الحميد أحمد عضو مجلس الأمناء، وجمع غفير من الفنانين والإعلاميين والمثقفين والمهتمين ، حيث تجول الحضور بين ردهات المعرض الكبير الذي ضم عشرات الأعمال الفنية التي تراوحت بين التشكيل والنحت و التكوين التي تنتمي إلى مدارس مختلفة.
يتميز معرض ( الخروج عن المألوف) لجماعة الجدار التشكيلية التي تأسست عام 1994 والتي تحتضنها مؤسسة العويس الثقافية كل عام بتعدد المدارس الفنية وتنوع الأساليب فيها بإيقاعات رمزية تعبيرية مختلفة. ومنذ اطلاقتها ومن خلال بيانها الأول دعت جماعة الجدار لخلق حوار واع بينها وبين المبدعين في جميع المجالات وخصوصاً الفنانين التشكيليين الأخرين وخاصة الشباب منهم لما لهم من أهمية في حمل الرسالة و مواصلة الطريق.
عبدالواحد  محمد 
كاتب وروائي  وصحفي مصري 
abdelwahedmohaned@yahoo.com 

شَـجَـنٌ يُـسَافِـرْ.. / مـحـيـي الـديـن الشـارنـي

  {( أخـَالُ أنْ يَـهْـرَمَ حُـلـْـمُ خـَـدِّ الكـَـرَز الأحْـمَـرْ
      وأبـيـتُ عَـلـَى سَـلـْـوَى 
      وسَـلـْـوَايَ طِـفـْـلٌ 
      شَـدِيـدُ الصَّـبِّ 
      غـَـزيـرُ القـَـلـْـبِ 
      حُـلـْـوُ الشَّـمَائِـل 
      بـيَـدِ ثـَغـْـرهِ تـَمِـيـلُ الشَّـمْـسُ ويَـغـْـفـُو الكـَوثـَـرْ 
      وأعْــنِـي بـذلِـكَ جَـيِّــدًا 
      ومَا حِـيـلـَـتِـي 
      ومَا ذنـْـبي أنـَّـنِـي أقـْـتـَرفـُـكَ ذنـْـبًا لـَـذيذا مُـسْـكِـرْ ...  ) }
                                       ( *** رجـاء مـحـمّـد زرّوقـي *** ) 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*       *       *

( إلـَى سُـلـْـمَى ... سَـلِـمَـتْ مَـعَـهَا أعْـرَاشُ القـَـلـْـبِ السَّـلِـيـل ... ) 

*       *       * 


( قـَالَ الشَّـجَـرْ ... 
أمَا مِـنْ مَـطـَـرْ ... 
أسْـقِـي بـهِ مَـسَاربَ دَم الطـُّـفـُولـَه ْ ... 
وإنـْـتِـبَاهِـي ... 
فِـي تـَلابـيـبِ خـُلاصَـةِ هَـذا العُـمُـرْ ... 
قـَالَ الشَّـجَـرْ ... 
أمَا مِـنْ مَـطـَـرْ ... 
يَجْـلِـسُ مَـعِـي إكـْـتِـمَالا 
مُـدُنَ إكـْـتِـحَال ... 
إغـْـريقـًا ... 
فِـي تـُـفـَّاح نـَافِـذةِ هَـذا السَّـحَـرْ ... 
قـَالَ المَـطـَـرْ ... 
أمَا مِـنْ مَـطـَـرْ ... يُـخـَـنـْـدِقُ لِـذاتِـي ... 
ويَـبْـتـَـكِـرنِـي سَاعَـة إنـْـبـثـَاق تِـريَاق المَـشِـيـئـَـه ْ ... 
وسَاعَـة أكـْـتـَظ ُّ بي 
خـَارجًا مِـنْ فـُطـَام حَالِـكـَاتِ هَـذا العُـمُـرْ ...  
قـَالَ الشَّـجَـرْ ... 
وقـَالَ المَـطـَـرْ ... 
أمَا مِـنْ خـَـيْـبَـةٍ أ ُطـَاولـُهَا ... وتـَـنـْهَـشُـنِـي ... 
أوْ مِـنْ تـَـرَاشُـق خـَـبَـرْ ... 
تـَعَـوَّدتَ عَـلـَـيْـهِ يَا قـَـلـْـبي ... يَا أنـْتَ ...  
فِـي صَادِحَاتِ فـَـتـَى هَـذا الضَّـجَـرْ ... 
قـَالَ المَـطـَـرْ ... 
وقـَالَ الشَّـجَـرْ ... 
        ... وتـَـدَثـَّـرْتُ بـمِـعْـطـَـفِ صَـوْتِـهَا ... ونِـمْـتُ ... )  

*   *   * 

قـَالَ الوقـْتُ ... ضَـيَّـعَـتـْـكَ ولـَمْ تـَـدْري 
أنـَّـكَ أنـْوَارُ الرُّوح فِـي فـَجْـري ... 
وأنـَّـكَ طـَـلـَّة الأنـْـفـَاس فِـي دَهْـري ... 
وأنـَّـكَ حَـلالُ الشِّـعْـر الحَـبـيـبِ 
يَـرتـَـقِـي بي 
مِـنْ نـَـصْـل شَـمِـيـم إلـَى شَـفِـيـفِ بَـدْري ... 
وأنـَّـكَ الخُـصُـومَـة تـَـتـَـقـَـرَّى شَـدْوَ أحْـلامِـهَا 
وتـَـمْـتـَـزجُ بكـَـرَز الهَـوَى 
مَازحَـة ـ كـَإبْـرَةِ المَـكـَان ـ بأنـْـوَاء طـُـهْـري ...  
وأنـَّـكَ صَـلاة الأقـْحُـوَان حِـيـنَ تـَحْـمَـرُّ نـَـوَاجـدُهُ ... 
تـَسْـألـُهُ عَـنْ حَـرَائِـق الإسْـفـَـلـْـتِ فِـي هَـيْـنـَم تـَـوَاجُـدِهِ ... 
فـَـيَـقـُولُ لكَ ... تِـلـْـكَ مِـنْ سَالِـفـَاتِ ... !؟! .......... !!! 
أوْ أظـُـنـُّـنِـي ... عَـهْــدِي ... لا أدْري ... 
قـَالَ الوقـْـتُ ... 
ضَـيَّـعَـتـْـكَ وقـَـدْ كـَانـَتْ تـَـدْري ... 
أنـَّـكَ الـرُّخـَامُ الجَـمِـيـلُ ... 
( لا تـَتـَهَـوَّكُ هَـتـْـكَ سِـحْـر سِـرّ الخَـمِـيـلـَـه ْ ... 
ومَـوْج بَـوْحِـكَ ... يَا لأنـَايَ ... سِـحْـري ... ) 
إنْ تـَرَكـَتـْـكَ ذهَـبْـتَ فِـي حِـلـِّـهَا ... 
وإنْ أخـَـذتـْـكَ مَعَـهَا إلـَى قـَائِـمَاتِ مَـحَافِـل صَـفـْـصَـافـَاتِ الـزَّهْـر ... 
خـَافـَـتْ عَـلـَـيْـكَ مِـنْ شَـجَـن العَـمَى ... 
فـَالعُـيُونُ فِـي هَـذا الرَّمَادِ كـَمَا عُـرُوق طِـين الخـَـرَابِ
لا تـَـرَى مَـنْ سَـألـَهَا عَـنْ أزْمِـنـَةٍ فِـيكَ تـَجْـري ...  
أوْ فـَـيْـلـَجَـةٍ بـأعْـلـَى الأقـَاصِي لـَوْ شَـدُّوهَا 
إلـَى قِـيعَـان مُـنـْـتـَهَاهَا ... أوْ إلـَى خـَـلـَـل نـَافِـقـَاتِ الصَّـخـْـر ... 
قـَالـَتْ ... 
وَمَا يُـضِـيـرُكَ لـَوْ هَـدَمْـتُ بكَ نـَاقـُوسَ الحَـيَاةِ 
وخـَـلـَطـْـتُ بـرُعَـافِ خـَطـَايَا المَـرَايَا فِـيكَ أمْـري ... 
( صَاحَـتْ نـَمْـلـَة تـَتـَمَـرآى بالخـَطـْـو هُـنـَاكَ ...
لا لا لا تـَـقـْـتـُـلـُوا أفـْـلاكَ قـَـبْـري ... 
فـَـبي وَبـهِ يَـسْـري ... 
وَتـَـسْـري ... 
كـُـلُّ مَـفـَاخِـر النـَّخـْـل فِـي نـَاشِـطـَاتِ أيْـقـُونـَاتِ إثـْـري ... ) 
وقـُـلـْـتُ ... 
ضَـيَّـعَـتـْـنِـي ولـَمْ تـَـدْري ... 
أنـِّي السَّـلامُ الجَـمِـيـلُ مَا صَـحْـصَـحَ بي كـَوْنٌ 
وما عِـشْـتُ كـَـبُـرقـَةِ إخْـضِـرَار 
جَاوَرْتُ 
ولـَـبـسْـتُ عَـهْــدِي ... وأدْري ... 
أنها ضَـيَّـعَـتـْـنِـي ولـَمْ تـَـكـُنْ تـَـدْري ...    
أنـِّي لـَمْ أقـُـلْ شَـيْـئـًا ـ بَعْـدُ ـ مِـمَّا إتـَّـضَـحَ ... مِـنْ زَخـَم الرَّشَـادِ ... 
وَمِـنْ جُـنـُون حَـرِّي ... 
فـَوَطـَنُ شُـرُودِي حَـفِـيـل ٌ 
وفـُـؤَادُ شِعْـري شَاسِعٌ كـَمَـنـَابـتِ هَـوسِـي ... 
وأحْـلـَى 
  أحْـلـَى  
  أحْـلـَى الكـَلام مَا زَالَ يُـشَـعْـشِـعُ فِـي شَاهِـقـَاتِ صَـدْري ... !؟!   
                               ... / ... 
                     ( 19 نـوفـمـبـر 2013 )  
  

الليلُ يا ليلى ينادينا..!!/ كريم مرزة الأسدي

 على إثر سرقة الصفحات الأربع لموقعي على الفيس بوك ، وأخيراً قررت إدارة هذا الفيس العبقرية أنني لست الشاعر الباحث كريم مرزة الأسدي ، وإنما أنا شخصية وهمية نزلت من المريخ ، والسرّاق الملاعين - الذين أعرفهم بكل تأكيد شخصياً ومدى أرتباطاتهم برجال السلطة العراقية وغيرها، قسماً بالله الذي لا شريك له وحده ، وبعبقرية الإنسان وإبداعه ، ولكنهم ليسوا جزماً من الأخوة الإسلاميين - ، ولما فتحت صفحة أوسمتها (شعر لغة تاريخ ) ، وباشرت بمقالات ثلاث بيوم واحد : الأولى عن المتنبي الرائد الأول للشعر العربي ، وآخرى عن أهمية اللغة العربية ودورها ، والثالثة عن هارون الرشيد أشهر خليفة عربي إسلامي ، لم أر نفسي إلا مطروداً للمرة الخامسة في ذات اليوم   موجهين لي  أسئلة أمنية للتحقق من شخصيتي العجيبة الغريبة  !! وغلقوا الصفحة بوجه متنبيها ورشيدها ولغتها السامية ، طبعاً بلّغت الشرطة الأمريكية وإدارة الفيس بوك بأمر السرقة فقط ، لأنني رأيت مرّة وكان مسموحا لدخولي إليها كزائر ، نشروا باسمي اعتذار عن تغيبي ، وبعض الأشعار ، ولا أعرف ما يدور بالخاص -   عاشت الحضارة الإنسانية ، وعاش اللصوص الشهامى على أصالتهم وعراقتهم وعراقهم ، وبعد هذا كلّه ما وجدت نفسي إلا أن أغني أغنية إلى حبيبتي ليلى التي لا أعرفها ،  برقية ارتجالية إلى ليلى العامرية،أما البحوث المتراكمة ستأتيكم من بعد - إن شاء الله - ، رغم أنني مثقل بإتمام مؤلفاتي التي أوعدت القرّاء الكرام بنشرها عام 2014م 

(الليلُ يا ليلى ينادينا ...!!)
قصيدة ارتجالية وأتممتها من بعد بعدة أشطر ، جاء عنوانها سريعاً من (السريع) المخبول المكشوف (فعِلن) ، والقصيدة من (الهزج) ، مرّ  أحد أشطرها باختلاس( ولا اخضرّتْاقرأ رجاء ً ، 
ألا يا ليلتي ميـــلي
لنسقيـكِ وتسقينــــا
لنسقيـكِ وتسقينــــا

ألا يا حلوتــــي أنــــتِ
أحوْرٌ مـــــن أراضينا؟!
أراضينـا  أراضيــــنـا

فما يرضيك يـرضينــا
وما يرضيك يرضينــا

طموحاتٌ أمانيــــــــنا
فريحانٌ ونسرينـــــــا
فريحانٌ ونسرينـــــــا

وسيـــــــــانٌ لنا دهرٌ 
يصافينا يعادينـــــــــا
يعادينـــــا ليذوينــــا
ليذوينــــا ليذوينـــــا   

ويرمينـــــــا  ليدنينـا
فما أحـــــلى تلاقينـــا
تلاقينا بــــ (واديـــنـا)
بــ (وادينا) بـ (وادينـا)

وإن جارت بوادينـــا
شياطيناً سلاطينــــــا
سلاطيناً شيطانيــــــا

ولا اخضرّتْ مغــانينا
ولا تشدو روابينـــــــا
ولا خمــــــرات دارينا
ولا خمــــــرات دارينا  

ولا طابت أمانينـــــــا
فأشباهٌ عوادينـــــــــا
عوادينـــاعــوادينــــا

ليالينــــــــــا مراثينا
مراثينا أغانينــــــــا
أغانينــا مراثينـــــــا

خُلقنا جبلة ًطينــــــــا
سنطويها وتطوينـــــا     
فما يشجيك يشجينـــا
وما يغنـــــــيكِ يغنينا
خُلقنا جبلة ًطينــــــــا

لعل الحبّ يهدينــــــــا
كما كانتْ أوالينـــــــا
كما كانتْ أوالينـــــــا
ميامينـــــاً محبينــــا 

ألا ياربُّ آمينــــــــــا 
ألا  ياربّ آميـــــــــنا

ضجيج ليل/ رحيمة بلقاس

وحيدة بين ضجيج ليل
يُلبسني سواده
وأُلْبسه نورا من بدري
المتوشح بالسواد
وهج النوم يثقل أجفاني
وخطواته على أهدابي
تنبش وسائد السهد
تكوّرني في دروب
غير دروبي
أعدّ نجوم السماء
تتناسل بقلبي
وشوشات السمر المعتق
يا صاحب اللثام الأسود
يا ابن الصحراء المدجج
بهالة أثارتها أقدام مهملج
تسوّرتْ ظلي
وداهمت خبائي المدبج
دسست في ظنوني اليقين
حملت زهور ابتهاجي
على كتف العطر
و رششت به أوراقي
فلا باب يفضي إليك
سوى ذاك الأريج
المنبعث من سواد الخمار
يوحي
بصراخ الوهج
وانزياحات الوميض
على وسائد الشموس
أهديتَها لي ذات عيد
قرابين تمحو ظلام العتمات
كم تشتهي التقافز
على زفرات شقائي؟
تلثم نظراتي
بندى الجمار
هذا الضوء الأحمر يصيح
يُقصي ذاكرة الأقمار
وتنتابني هلوسات العدم
أركب الليل
أُسكت به نبضي
انهمر بكفي برد شتاء
بطعم الثلج
أقام بين أذرعي
طقوس المطر
تغزو مساماتي
يلوح لي بمنديل الصبى
هفهفت أجري
أغزل للفصول
ثوب ناصع البياض
أرمي السواد
في غياهب النسيان
فهذا نيسان يلتحفني
يورق  بالثنايا
ألج عيوني
على حد امتددات الأفق
أنفذ بها
لألتحم بخلايا
نسجتك مساحة الرؤى
لا تذريها رياح السعر
تقيك \تقيني
لفحات لهيب
تؤججه مسارح الرقص
ساعة السحر
رقصات على ضوء شموع
تبتهل للنور المجنون
يسربل وجع الجاذبية
وتنثال المرايا تعكس الشحوب

عتبة الصحراء/ خليل الوافي

أطلقت سهام الهوى،
في ما هوى.
جرح  الفؤاد؛
مذ متى إكتتوى،
ظل نصله في غمده.
يتحسس جرح الماء،
عن  قطرة الندى.
ما بكى القلب،
وما  تحسرا.
لمت اللئيم،
عن شماتة خاسر.
من رأى منها حسنا،
غابت عنه بصيرة المنتهى.
إهتتزت فرائص خوفي،
من شغف  الرؤى،
عهدت منها صبابة،
لاحت...
في العيون بشائرا.
تراقصت رموشها فراشات،
وانساب المياه جداولا.
هي؛روضة جناان،
أنبتت زهرا و أخضرا.
ما أخطأت نحل لغتي.
لو  لا بسمة،
أطلت عن خدها،
ترسم ثغرا،
تباركه نجوم القطا.
غرقي...
بين حروف تداعت
في فمي.
لا النطق،
يمنحني غواية الهرب،
لا الصمت،
يطبق عن لساني شذى لحن،
أطرب ديوان كسرا.
أرمقها عن كثب؛
لا تراني أمام دهشتي.
يخبئ الليل،
شراشيف شرفة،
ترقب همس قمر حزين.
ينداح عن عطرها أنس محبة،
يتصبب من فتح صدر،
ما أبيض لهفي؛
حين تغيب الشمس،
عن جليس موضعي.
تركض الخيل،
نبض قلبي.
تسحب ضفائرها،
ريح غابة نخل،
ويشتد الصهيلا.
في صحراء تهجع ليللها  قبيلا.
ما نسيت ضمة،
أكانت حلما أم خيالا؟
أسألها عن مواطئ قدميها؛
خلخالا كنت أسمعه،
يرن أجراس كنائس،
تدق أبوابا،
ونهرع صغارا.
أخالها تحدثني،
عن هجرة عشق.
كن حيارى،
في طرقات دربك.
توشك أن تعرفني؛
حين وقفت قريبا من جسد،
خلته ملاكا يشع نوره،
وميض سماء،
يرسل رسائل غرام،
عمرها ألف عام.
تغار مني أماكن شهدك؛
لو لا نصيبا،و اعتذارا.
ما كنت تائها في شعاب الأسى.
ألفح اللظى...
أماري عن صمتي صمتها.
دنوت...
لأرى،ما صبرت الدهر كله.
كان حلما قاسيا،
ترنحت برهة،
وقاومت مازحا؛
حين وجدتي في خدرها،
تنجلي عن ثوب خفيف،
أغرقني مائي في لج خصرها،
أرخت شعرها،
ليل طويل يشرب خمرا معتقا.
ما أدراني بما أرى،
مشدودا ألمح ثغرها،
شاردا في عبق حلمها،
أتوسد حجرها دهرا،
لا أبرح عن عرشها،
عبدا صغيرا،
أسرق عن صوتها،
مسام لغتي.
أرى في عينيها،
كحل ليلها البهي،
قصائد عطشي.
احتوتني غروبا دافئا،
أرشف  عن كأسها ظمئي.
أدخل في غيبوبة ثملا،
لا أفيق،
إلا على وقع شفتينا،
تعصران زمن القوافل؛
وهي؛
تراوغ تفاحة الوقت.

khalil-louafi@hotmail.com

فيسبوكيات/ شاكر فريد حسن

* كم أعشق الكتابة الاستفزازية الحادة لأنها كتابة حقيقية صادقة لا تساوم ، ولا تنافق، ولا تداري ..!
* الكلمة كالرصاصة ، إذا اصاب سهمها الهدف فأنها تحقق المبتغى . 
* مهما كتبنا من عناوين في دفاتر العشق تظل "مصمص" العنوان الأحلى      والأجمل .
* حين يتطاول الأقزام على العمالقة تصمت الأقلام ..!
* أثبتت التجربة ان من يقف ضد إرادة الشعب ونبض الشارع ، ومن يسبح طوال الوقت ضد التيار ، فإن هذا التيار سيجرفه ويسحقه حتماً .
* الخامس من تشرين ثاني هو يوم الوحدة والتغيير ، سنكتبه بالحناء ونحتفل به كل عام .
* المد الجماهيري الزاحف جرف واقتلع الكثير من الانتهازيين السياسيين ممن يبحثون عن الفتات والغنائم والمصالح الشخصية والذاتية الضيقة .
* في مجتمعنا أناس وشخوص كالحرباء ، متلونون ، منافقون ، مخادعون، انتهازيون، انبطاحيون ، مصلحجيون ، منتفخون ، مضللون ، محترفون ، يجيدون الكذب والخداع والرياء والتمثيل والوجهنة ، لكن سرعان ما تنجلي حقيقة مواقفهم ومسلكياتهم ، فيسقطون في أول امتحان أو أول تجربة مثل اوراق الشجر في الخريف ، فتأخذهم الرياح بعيداً وتقذف بهم في مزبلة التاريخ ، الذي لن يرحمهم ولن يتذكرهم .
* متى سنتخلص من وهم المؤامرة بعد الخسارة في الانتخابات المحلية ..؟!
* الواجب الأخلاقي والإنساني يفرض على مرشحي الرئاسة ، الذين خسروا المنافسة الانتخابية زيارة الرؤساء الفائزين وتهنئتهم أو على الاقل الاتصال بهم هاتفياً .
* المطلوب من الشباب بعد ان انتهت الانتخابات المحلية ، ازالة جميع صور المرشحين والملصقات الانتخابية في الشوارع ومن على الجدران والحيطان ، حفاظاً على قرانا .
* من أكثر المفردات والالفاظ التي ترددت خلال المنافسة الاخيرة للسلطة المحلية هي لفظة "التغيير" ، التي استهلكت وافرغت من مضمونها الحقيقي . فالتغيير الذي ننشده ونصبو اليه ليس تغيير الوجوه والشخوص فحسب وإنما تغيير الساسة والنهج والمسلك والتخطيط ، واجتثاث جذور الفساد المستشري والمحسوبية المقيتة ، وذلك بالقضاء على بؤر هذا الفساد والخلاص من رموزه ، التي اكل عليها الدهر وشرب .
* في الانتخابات الاخيرة للسلطات المحلية سقطت الاحزاب وفشلت ، وانتصرت القوائم العائلية ..!
* كم نحتاج في هذه الأيام الى صرخات وأشعار ووتريات مظفر النواب عن زناة الليل ، وتجار الكلام اصحاب الشعارات الزائفة ، الذين يمارسون الرياء والنفاق والعهر السياسي .
* في أيامنا هذه أصبحنا لا نعرف من هو الفقير ومن هو الغني ، الكل سواسية . فالفقير يعيش كالغني وزيادة ، ويملك ما يملكه في بيته ، وابن الفقير يحمل الآيفون ، ويملك الآيباد ، مثلما يملكه إبن الغني ، وبنت الفقير تتعطر بالعطر الثمين الذي تتعطر به بنت الغني ، وترتدي الشال الايطالي النفيس الذي ترتديه بنت الغني .
* ثمة أناس يحفرون قبورهم بأيديهم ويموتون وهم أحياء ..!

هل نحن أقليات في مصر؟/ أنطوني ولسن

في الدول المتقدمة لا يعترفون بكلمة أقلية أو أقليات . لأن كل إنسان يعيش على أرض هذا البلد أو ذاك من الدول المتحضرة هو مواطن طالما يحمل جنسية الدولة التي ولد على أرضها ، أو حصل عليها بعد هجرته الي الدولة التي هاجر إليها .

بمعنى أنني مثلا هاجرت إلى أستراليا شرعيا عن طريق التقدم إلى السفارة الأسترالية طالبا الهجرة لي وعائلتي بعد أن أرسل صديق مخلص أوراق الضمان . تم بعدها إتخاذ الإجراءات اللازمة في لقاء مع مسئول الهجرة في السفارة لمناقشتنا في أسباب الهجرة والمؤهلات العلمية أو المهنية التي تؤهلني للعمل في أستراليا . بعدها الكشف الطبي و.. إلخ .

بعد وصولنا إلى أستراليا بالسلامة والتقينا بالأخ الحبيب نبيل شاكر الذي كان في إنتظارنا . بعد الترحيب وذهابنا إلى منزله الكريم أخبرني بأنه لن يستطيع أخذ أكثر من اليوم عطلة وبناء عليه يجب أن نبحث لك عن عمل .

بالفعل خرجنا لنبحث عن عمل مبتدئين بشركة جنرال موتورز لصناعة السيارات . طلب مني المسئول أن أملأ طلبا أذكر فيه تفاصيل البيانات المطلوبة . ملأت البيانات . إطلع عليها الرجل ونظر إلي قائلا :

** لا أظن أنهم سيقبلون طلبك هذا لأننا في حاجة إلى عمال يعملون في صناعة السيارات .

** نظرت إليه وسألته ماذا يريدني أن أفعل ؟

** جاءت إجابته أن لا أذكر مؤهلاتي ولا سابق عملي .

** قلت له أنا لا أحب الكذب . فلماذا تجبرني أن أكذب ؟

إبتسم وتكلم معي باللغة العربية وكان لبنانيا دمس الخلق قائلا :

** لقد وصلت اليوم إلى أستراليا ومتزوج ولك ثلاثة أبناء ولا بد أن تجد عملا نصيحتي إذا رفض طلبك هنا وذهبت للبحث عن عمل ولم تجد غير وظيفة عامل . أرجوك أن لا تظهر مؤهلاتك ولا تتحدث الأنجليزية ودع صديقك يتحدث .

شكرت الرجل . وبالفعل تم رفض طلبي .

توجهنا إلى مصنع زجاج وتفضل الأخ نبيل بالكلام مع الموظف المختص . في وسط حديثه طلب منه الرجل إن كنت أقبل العمل في الفترة المسائية . فإذ بي أوميء برأسي بلا ناطقا بكلمة ::

  . No **

 مما أدهش الرجل . ومع ذلك طلب من الأخ نبيل أن يخبرني بالتوجه إلى رئيس العمال إن كان يوافق على تعيني أم لا .

وافق رئيس العمل وتسلمت العمل وأصبحت عاملا في مخازن المصنع .

تنقلت في الثلاث سنوات الأولى من المصنع إلى العمل " كمحصل أتوبيس " " كمساري بالمصري " . وبدأت أبحث عن التدريس . وبالفعل تم قبولي مع المدارس الكاثوليكية . وأيضا بعد مقابلة مع المسؤولين في وزارة التربية والتعليم وإجراء إختبارات لمعرفة قدراتي على التدريس ، قبلوا تعيني مدرسا بالمدارس إلأبتدائية الحكومية لحين شفاء زوجتي من حادث وأحصل على دبلوم في التربية والتعليم ليؤهلني العمل في المدارس الثانوية . لكني رفضت .

عملي بالأتوبيس أوضح لي مدى الحرية التي يتمتع بها الأولاد والبنات . فكرت كثيرا في التدريس . لكن إختلاطي بالطلبة والطالبات تمنيت أن أجد عملا أخرا . وبالفعل وجدت عملا أخرا بعد 11 شهرا كمحصل .وكان ذلك العمل في مصلحة البريد موظفا .

بعد ثلاث سنوات حصلنا على الجنسية الأسترالية في إحتفالية كبيرة مع أخرين .

لقد أطلت عليكم في الكلام لربما ظننتم أنني إبتعدت عن عنوان المقال " هل نحن أقليات في مصر ؟ " . لكن الحقيقة لا لم أبتعد . لأنني أردت أن أطلعكم على هذا الجزء من حياتي في بلد إقتنع بالتعددية الثقافية أو الحضارية ويقطنه أناس من جميع خلق الله وبلاد الله .

دعوني أذكر لكم بعضا من المواقف التي واجهتني في الثلاثة أعمال لي في أستراليا .

** في مصنع الزجاج :

طلب رئيس قسم أخر في المخازن من رئيسي المباشر في القسم الذي أعمل به أن يرسل له عاملين للقيام بعمل عنده في القسم . أخبرني رئيسي وطلب مني أن أختار أيّ من العمال لمساعدتي . إخترت الشاب رفيق وهو لبناني . ذهبنا إلى القسم المطلوب منا العمل به . قابلنا رئيس القسم وهو إنجليزي الأصل وطلب مني أن ننقل كل ما هو موجود في منتصف الصالة أمامنا إلى جانب الحائط . مررت حول ما سأبدأ به العمل فرأيت كمية كبيرة من زجاج ألماني ثقيل . بدأت في نقل هذا التل إلى حيث ما طلبه مني رئيس القسم . مر علينا هذا " البوص " وعندما رأي ما فعلت إشتاط غضبا طالبا مني أن أعيد هذا التل إلى مكانه وأبدأ من أول الصف . صرخت في وجهه وأنا أقول " لم أعرف أبدا أن أستراليا حكمها يوما الأتراك " . نظر إلي وقال ماذا تعني فكان ردي .. أنا متأكد أنك لن تفهم . تركني غاضبا وذهب إلى إدارة المصنع . دقائق معدودات وإذ بأحد مدراء المصنع طالبا من رفيق أن يعود إلى عمله الأصلي في القسم الذي نعمل به . جاءني مادا عددا من الأوراق في يده متسائلا إذا كنت أستطيع أن أجاوب على الأسئلة . أخذت منه الأوراق وقبل أن أطلع عليها طلب مني الذهاب معه إلى مكتبه . جلست خلف مكتب في حجرته وبدأت في إجابة جميع الأسئلة والحسابات وانتهيت في 10 دقائق . جاءني ونظر إلى الأوراق . شد على يدي طالبا مني أن أعود إلى عملي الأصلي . جاءني رئيس القسم ضاحكا فصرخت في وجهه قائلا له إن أرسلتني إلى هذا الشخص مرة أخرى سأترك العمل في الحال . أخذ يضحك بصوت عالي وهو يقول لي لن تذهب إليه مرة أخرى .

ما حدث كان في شهر ديسمبر من نفس عام وصولي الذي كان في يوم الأربعاء 25 أغسطس 1971 . في هذه الفترة من العام كان المصنع يستغني عن من يرى فيهم عدم الكفاءة من العمال . ومع ذلك لم أعبأ وواجهت رئيس القسم الأخر دون تردد . قبل يوم الكريسماس إحتفل المصنع بالمناسبة وجاءني المدير الذي إمتحنني وبيده زجاجة شامبانيا واليد الأخرى علبة فتحها وإذ بها " طبق " مزخرف من إنتاج المصنع متمنيا لي ولأسرتي عيد ميلاد سعيد . كما قدم لي رئيسي المباشر زجاجة " نبيذ"  وبدأ الأحتفال بالأكل والشرب وكان ضمن العمال طالب في سنة تانية طب أسترالي ربطت بيننا نوع من الأرتياح والتفاهم . من الطبيعي أنه طرد من العمل . لأنه سيعود إلى الجامعة في أوائل العام . هذا عن مصنع زجاج عملت به لمدة 9 أشهر إزدادت فيه صلاحياتي " كعامل " إلى أن إستقلت لأبدأ العمل في مصلحة " الباصات " .

يوم السبت أنهيت العمل بالمصنع لأبدأ العمل يوم الأثنين بمصلحة " الباصات " . لن أطيل عليكم لكن سأذكر موقف واحد من عدة مواقف صادفتها في عملي كمحصل " كمساري " .

في صباح أحد الأيام وبعد الساعة التاسعة صباحا قل عدد الركاب فرتأيت أن أدردش مع السائق وخاصة أنه عضو نقابة العاملين في مصلحة الباصات . توجهت إليه وسألته عن الجو وما شابه ثم دخلت إلى الموضوع وهو .. لماذا لا يكون لنا " كرنيه " خاص نستطيع إستخدامه في المواصلات سواء " الباصات أو القطارات الداخلية " ليستدل منه على أننا تابعين للمصلحة ، لأنه غير مسموح لنا ذلك إلا في حالة إرتداءنا الزي الخاص بنا . نظر إليّ بعين فاحصة مستهزءة قائلا :

** لماذا لاتعود إلى بلدك ؟ وجاء ردي عليه

** أولا أنا أتيت على حسابي وعائلتي من مصر على طائرة . ثانيا أنت لو نقلوك من مخزن " باصات " تمبي إلي أي مخزن أخر ستفقد الطريق لأنك جاهل . ثالثا لو كنت متعلما تعليما إبتدائيا على الأقل ما كنت نظرت لي ّ هكذا أو تحدثت معي بهذه الطريقة . رابعا هل تعلم أي شيء عني وعن مؤهلاتي ووظيفتي في مصر ؟ بالطبع لا . لكن دعني أحذرك عندما تتعامل مع أي مصري، لأن أقل شهادة حصل عليها هي الثانوية العامة .

نظر إلي متأسفا .. لكني أدرت ظهري له واستمريت في عملي ولم نلتقِ مرة أخرى .

شيء هام جدا ألفت نظر حضراتكم إليه .. داخل الباصات مهما كان الباص مزدحما بالركاب .. لا ولن ترى حالة تحرش واحدة كذلك في حالة الأزدحام من حق السائق أن يستمر دون توقف على أي مواقف للباصات حتى لا يزدحم الباص .

أنتقل إلى عملي بمصلحة البريد .

** بعد نجاحي في الأمتحان الذي أجرته الحكومة مع المتقدمين لشغل وظائف خالية بمصلحة البريد . بدأنا نخضع لدراسات أخرى وإمتحانات في حفظ شوارع 5 أحياء محيطة بقلب مدينة سدني . أخذنا نتنقل من معرفة الشوارع إلى معرفة أصحاب الأعمال بالمنطقة و..و إلخ .

أنهيت كل الأمتحانات ماعدا إمتحان السرعة " سرعت فرز الخطابات وتوزيعها . رسيت 3 مرات وحاول المدرس المسؤول تهدئة أعصابي ويبث في الثقة أنني قادر على النجاح . غاب يوما وحل محله مدرسا أخرا . طلبت منه الأمتحان فوافق ، ونجحت . في اليوم الثاني عاد تريفر المدرس وإطلع على دفتر الممتحنين ووجدني قد نجحت . نادى علي وقال لي :

** نجحت إيه !.

** كما ترى .

** جميل جدا .. خذ هذا الصندوق به 500 خطاب و " وريني شطارتك " .

** نظرت إليه نظرة مستفهما .. فأشار لي أن أذهب وأقوم بالفرز .

قمت بالفرز في فترة أقل ولم تتعدى أخطائي واحد بالمائة . فشد على يدي مؤكدا لي أنه كان واثقا مني . بقي إختبار السرعة الذي يؤهلني لأخذ زيادة في مرتبي مباشرة والترقي . لأنه بنجاحي اليوم أكون قد حصلت بالفعل على الوظيفة . لكن عليّ أن أنتظر حتى ينجح أحد المتقدمين على الأقل حتى يمكن إستدعاء من يشرف معه على إمتحاننا . بعد إسبوع نجح ممتحن أخر أسترالي وتم إستدعاء المختص وبدأنا الفرز . الغريب في الأمر أن كلانا أنهينا الفرز في وقت واحد وكانت أخطاؤنا متقاربة جدا . ولكم أن تتخيلوا الدخول في معركة الترقي بيننا في صمت وهدوء دون مشاحنات وتحديات وضربات تحت الحزام .

نأتي إلى مصر لتكتمل الصورة دون إطالة .

قبل عبدالناصر واجهت مصر عدة تقلبات سريعة مع محاولات الأخوان للظهور والوصول إلى الحكم حتى لو تعاونوا مع الشيطان .

جاء عبد الناصر وأستطاع أن يقود المسيرة ولكن الأخوان ظلوا شوكة في ظهره على الرغم أنه حاول إشراكهم في الوزارة . لكنهم كانوا يريدون الحكم إما رئاسة الوزراء أو رئاسة الجمهورية . عندما فشلوا حاولوا قتله .

أيام السادات وبعد حرب 73 وقطعه العلاقات المصرية السوفيتيه وإخراج الأخوان من المعتقالات والسجون . لكنهم كانت لديهم أفكار أخرى مناهضة له وإتهامه بالخيانة بعد توقيع معاهدة كامب ديفيد . إنتهى الأمر بإغتياله .

في عصر مبارك كانت للأخوان شبه سيطرة على الشارع المصري وخاصة في الأرياف ، ثم سيطرة تامة على الشارع المصري مستغلين الفقراء ليكونوا الصوت الذي سيأخذهم إلى الحكم . وبالفعل تغير شكل مصر تغيرا غريبا على المصريين إن كان في الزي أو الأخلاق وخاصة تجاه من هم ليسوا معهم . ونخص بالذكر الأقباط المسيحيين تحديدا .

تغيرت المناهج التعليمية . تغير المناخ التوافقي بين أبناء مصر إلى نوع من التوتر وعدم الأستقرار .

قامت الثورة المصرية في 25 يناير 2011 وجاءت فرصة الأخوان لتولي مسؤلية إدارة شئون مصر . وهنا إنكشف المستور وظهرت الجماعة على حقيقتها التي تبغي التوسع والوصول إلى قيام الخلافة الأسلامية .

وصلت مصر إلى قمة التصنيفات العرقية بين أبناء مصر . ومن الطبيعي التميز الديني والطائفي .

إستطاعت مصر أن تعود إلى المصريين بعد ثورة 30 يونيو 2013 . لكن يافرحة ما تمت يحاول خطفها الغراب ويطير .

في الدستور المهلهل الذي يحاولون ترقيعه بالأصرار فيه على تقسيم أبناء مصر إلى فئات . وأسأل بنفس العنوان الذي وضعته للمقال .

هل نحن أقليات في مصر ؟

من الطبيعي حسب ما هو عليه الحال نعم الكثير من المصريين ينظر إليهم فعلا وعملا على أنهم أقلية .

النوبيون أقلية ولا حقوق لهم . السيناويون أقلية ولا حقوق لهم . الأعراب أقلية ولا حقوق لهم . الشيعة أقلية ولا حقوق لهم . البهلئيون أقلية ولا حقوق لهم . المسيحيون على مختلف طوائفهم أقلية ولا حقوق لهم . والمرأة التي هي نصف المجتمع أو أكثر أقلية .

لهذا طبقا لهذه النظرة الخاطئة نحن جميعا بما فيهم المعتدلون من المسلمين أقليات ولا نعامل معاملة المواطن الذي ولد ويعيش ويموت على أرض وطنه مصر .

كان هدفي من الحديث المطول عن أستراليا أن أثبت الفرق بين دولة الكفر أستراليا وإعترافها بحق المواطنة لكل من قبل العيش على أرضها حتى ولو لم يحصل على الجنسية الأسترالية مثل بعض البريطانين الذين ولدوا وعاشوا وماتوا على أرض أستراليا .

أستراليا ودول الغرب وأميركا ليسو كما رسم أفلاطون في جمهوريته المثالية . لكنهم بشر . الذي يميزهم هو إلغاء الدولة الدينية مع حق المواطنة لكل من يعيش على أرض أستراليا أو أي دولة غربية مهما كان شكله أو دينه أو البلد الذي أتى منه .

لو في مصر شخص واحد من كل الفئات المصرية التي سبق وذكرتها فهو مواطن مصري عندما يوضح الدستور المزمع الأنتهاء منه ثبوت حق المواطنة لكل المصريين وإعتبار مصر دولة مدنية وليست دينية .

فهل سيتحقق حلم المصريين الأحرار بتغير كل ما جاء وسمعنا عنه في الدستور الجديد القديم ؟ أتمنى .. وإلا سنعود إلى نفس التساؤل .. هل نحن أقليات في مصر ؟ وأخشى أن أقول ما نحن مقدمون إليه يثبت فعلا وعملا أننا أقليات في مصر .