ـ"إلى فلسطين خذوني معكم"/ جواد بولس

اتبعوا صوت الزغاريد وارقصوا مع الراقصين في ساحات فلسطين الدامية. ليكن اليوم يوم فرح كبير، فيكفيه غدنا ما ستسقطه عليه سماء الشرق وغيومها الحبلى بالوجع.
البعض يحترف لعبة الندّابات، يحسب أن الخدود لا تليق إلّا للّطم ولا تكون الدموع إلّا رسائل وداعات وحسرة. آخرون لا يجيدون إلّا "البسبسة" تُردف وراء كل إشادة، فتفسد ما كاد يصير شهيقًا يملأ الفضاء رضا.
 ولكن، هنا في أحضان سيّدات الساعة، تشرق المفارقة وتضع شفرتها الحقيقة؛ حفنة من صاحبات الصبر ينفجرن فيصرن أنهرًا من شوق يتلوّى وحنينًا يتطاير. أمّهات، زوجات، أخوات، بنات وحفيدات ملأن الفجر بأسطع دليل أن لا ظلم باقٍ، وأن الأمل في فلسطين يكبر حتى في العتمة.
ستة وعشرون رجلًا ضحّوا بربيع أعمارهم ثمن الارتجال الفلسطيني، وربما من طيبة آباء موروثة عن الأجداد آمنوا بحسن النوايا، واستأمنوا النوم بحضن "ابن العم"، اندفعوا إلى بحر من حب وشوق، وغرقوا في لجّةٍ من عناقات وقبل. لم يحفلوا بما أعدّه "البروتوكوليون"، فهم يدرون مَن كان وراء الحكاية، ومن على رذاذها يحيا.
في مثل هذه الليالي تتخلّى فلسطين عن أسمالها فتبدو كتلك السيّدة بكامل مشمشها، وتجيد لعبة العشق المشتهى. يزدحم المشهد ويتدافع "العشاق"؛ من آمن منهم بصدق رئاسة وقيادة، ومن راهن على خيبة أولئك، ومن شكّك في حسن النوايا وصفاء العزيمة، كلّهم هناك على منصة الوهم يذكرون بصدق التجربة، فمن ذا الذي قال إن "كلّ ليالي العاشقين ذنوب"؟. 
ربع قرن مضى. تغيّر ما تغيّر إلا حلمهم والصورة الأخيرة للهفة حبيب وحبيبة تودّعهم قبل أن يطبق ليل الزنازين عتمته. بعضهم فقد صاحب/ة تلك النظرة، وبعضهم ربّاها وردة صارت في مخيّلته بساتين ورود. لن تكون كلّ أيّامهم الآتية راحة ونغمًا، فهم كمن ولدوا من جديد وفلسطين كما كانت بقيت؛ أرض الأرق وأرض العرق وميدان رعد وبرق. هلا سمعتم ما قالته أنجم ليلكم الحر وقمره: نالوا من ليلة الفرح هذه أيّها العائدون إلى الوجع ما أنتم جديرون له وبه، وأعدوا العدّة لما ستجود به سماء فلسطين التي غيمها من غضب!
من وطنكم انتُـزعتم، وإليه تعودون اليوم. ستجدونه، في أوّل الحب، كما كان. ربما ستلحظون أنّه انكمش قليلًا وصار في بعض المواضع أخشن، فلا بأس، وربما لن تجدوا نبعة الماء التي عند أعتابها أضاعتكم ضفيرة ابنة الغنج السمراء. لا تسألوا عن ذلك البلبل الذي استوطن  شجرة التوت الكبيرة في ساحة الدارلأننا لن نقول لكم إن العنادل أخلت فضاءنا بعدما كثر الغراب فيها وملأها البوم. 
ناموا قليلًا واستريحوا قبل زيارات الوفاء والواجب، فأحبّة رحلوا وسكنوا أحلامكم -غصّة ودمعة- حافظنا عليهم وعلى حرماتهم في المقابر. لا تسألونا عن كيف ولماذا؟ بعضهم على حد السيف قاوم وارتقى، وبعضهم برسم العزة والدم والقبيلة.  
ستجوبون شوارع القرية التي تعرفونها. ثلاثون عامًا مضت وقريتكم الحبيبة حافظت على ترابها وقماشها وكتابها. لاتطمعوا بمثل رحلة الشوق الشقية. لم تعودوا شبابًا كما كنتم تلاحقون الفراش حتى التعب. "صلعة الجبل" التي تحت أشجارها غفوتم وصرتم رجالًا سكنتها بعض الأشباح المتمرّدة؛ "شباب الهضاب" اسمهم،  يظهرون  لنا بالنهار كاللعنة، وأحيانًا يضيء ليلنا أزيزُ رصاصهم. أشاعوا قبل مجيئكم أن أسماءكم معهم، وأنهم سيثأرون منكم، لذلك لن تصلوا إلى ذلك الكرم الذي على "صلعة الجبل"، واكتفوا بعالمكم الجديد الأوسع من سجن! 
صلّوا في جامع القرية. كل المصلّين إخوان. لا تصدّقوا ما كانت إسرائيل الخبيثة تبثه بينكم، فهنا نحن عائلة فلسطينية واحدة لا حمائل ولا قبائل ولا فصائل. قلّة من حديد، وحدة واحدة لن تفرقنا راية ولا لحم ولا قذيفة أو شاعر. ارضوا بجامعنا المبارك ولا تلحّوا على سور وبوابة وقبّة.القدس مشروع مؤجل. لا تقنطوا، فالحجة لمكّة ستكون أسهل من زيارة لباب العمود أو قراءة  الفاتحة على روح حبيبكم "فيصل". لا تكثروا من الأسئلة عمّا جرى للقدس وفي القدس. بعض الحكايا التي سرّبت، طمأنتنا أن الملائكة "سرقت" القدس وغطّتها فخبّأتها عن عين العدو، لذلك حتى لو تسلّلتم إليها لن تجدوها.
لا تبالغوا. لقد لحقت يافا بأخواتها وصار العرب فيها أغرابًا. لا شيء لكم في يافا ولا على شاطئها. صارت مدينة لأهل الفن والمال الوارد من دولٍ يهودها يعشقون رملها وشمسها.  
كم من هذا الليل حملتم على أكتفاكم؟ 
كم حلم لكم نام على ذلك البرش اللعين ولم يفق؟
 كم عصفورة تمنيتم عليها أن تنقل قبلة لجبين أم حنى الدهر ظهرها؟ أو حبيب وحبيبة انتظروا هذه اللحظة واحتضان الوعد والأمل.
لا تتعبوا وراء العبث والمستحيل، كفاكم ما أعطيتم وما تحمّلتم. في فلسطين ما زال خير كثير وحقول تنتظر حرثكم وزرعكم لتمتلئ سنابل. اتركوا الخنادق وعيشوا على قمم الأشجار وضفاف الجداول. اكسروا دروع السلاحف وصيروا كما حلمتم نسورًا في سماء فلسطين وهي التي مع  أمثالكم تنام وتصرّ أن تصحو.
لا تسألوا عن فلسطين الداخل. وشت الرواية أن ملائكة، إخوة لملائكة القدس، جاءوها خلسة وسرقوها، خبّأوها وأبعدوها عن عين العدو،  فإن جئتم إليها جهارًا، أو تسلّلتم خلسة، لن تجدوها فهي في عهدة ومأمن الله.
اتركوكم من هذه الرواية. اليوم يوم فرح كبير! وهل هناك أكبر من فرح الولادة إلا فرح الحرية، فعيشوا في ظلّها كرامًا عزازًا. 

اميركا وفرنسا والتجسس المتبادل/ د. صالح بكر الطيار

بعد مرور عدة سنوات على نشاطه المكثف  انكشف برنامج التجسس الأميركي المسمى " بريزم " الذي هو جزء من برنامج أكبر يدعى " ايشلون " والذي يوفر لواشنطن اخباراً ومعلومات عن العالم اجمع .وحسب التبريرات الأميركية ان مشروع التجسس ذات ابعاد اقتصادية وليس له أي طابع أمني او سياسي ، ولكن ما هو غير قابل للتبرير هو ان التجسس شمل اكثر من 30 زعيماً في العالم وعلى رأسهم المستشارة الألمانية انجيلا ميركل .وهذا الأمر هو الذي زاد من حدة التوتر بين اميركا والأوروبيين ، ولكن من المؤكد ان العلاقات الثنائية لن تصل الى حد القطيعة ولا الى سحب السفراء ولا الى تقديم شكوى امام مجلس الأمن بل جل الأمر ان اوروبا تنتظر من واشنطن توضيحاً ووعداً بألا تعيد الكرة مرة أخرى .ولوحظ ان الفرنسيين تعرضوا لنفس عمليات التجسس الأميركية ولكن ردة فعلهم كانت اقل حدة من الألمان إما لأنهم غير قادرين على مواجهة اميركا ، وإما لحاجة باريس الى التعاون الدائم مع واشنطن ولهذا تجنبت كسر الجرة، وإما لأن الرئيس فرنسوا هولاند اعجز من يسجل أي موقف  بسبب تدني شعبيته وغرقه في ازمات اجتماعية وأقتصادية .وأياً يكن السبب فقد كان موقف الأليزيه مثار انتقاد من الرأي العام الفرنسي الذي طالب فرنسوا هولاند ان يتمثل بميركل وأن يحذو حذوها .ولكن غاب عن بال الفرنسيين ان باريس هي بدورها متورطة في عمليات تجسس داخلية وخارجية حيث ذكرت الصحيفة الفرنسية “لي نومريك” أن الحكومة الفرنسية لديها بالفعل برنامج تجسس تستخدمه في الحصول على المعلومات وهذا البرنامج يسمى ” سي ان إي إل ” او ” كنيل “، موضحة أن برنامج ” كنيل ” يشبه برنامج ” بريزم ” في كونه برنامج تجسس على نطاق واسع، غير أن فضيحة بريزم التي اندلعت منذ يوليو / تموز الماضي جعلت البرنامج الفرنسي يتراجع بعض الشيء خوفا من أن تتكرر هذه الأزمة في فرنسا.وتابعت الصحيفة أن المشكلة تكمن الآن في معرفة آلية التجسس التي يقوم بها البرنامج الفرنسي، فالحكومات ليس لديها في الوقت الحالي القدرة على التبرير لدى المواطنين الذين يتم ابتزازهم والتدخل في حياتهم الخاصة، فذكر كلمة برنامج رقابي تثير الكثير من الشكوك لدى المواطنين.ولفتت الصحيفة الفرنسية إلى أن برنامجا يقال إن الحكومة الفرنسية تستخدمه من أجل حماية بيانات المواطنين الأوروبيين عامة والمواطن الفرنسي خاصة، هو برنامج تجسسي في الأساس، ويثير العديد من القلاقل لدى المواطنين.وتأكيداً لذلك  نشر موقع اوروبي  أن فرنسا أيضا تقوم بالتجسس على غرار واشنطن، مؤكدا أن فرنسا لديها هي الأخرى برنامجها التجسسي الخاص، ومشيرا إلى أن فرنسا تخصص 10 مليارات يورو و5 آلاف عميل للعمل في ذلك البرنامج حيث يقومون بجمع عدد كبير من البيانات وعدد من مكالمات الهاتف والبريد الإلكتروني الخ.وبين الموقع أن فرنسا تمتلك نفس التبرير الأمريكي، بقولها انها  تطبق هذا البرنامج ضد أي إرهابيين محتملين يهددون المصالح الفرنسية.يبقى ان ما سبق ذكره ليس بالأمر المستغرب لا في اميركا ولا في اوروبا ، ولكن ما هو مستغرباً ان العرب تعرضوا للتجسس وليس لديهم أي برنامج تجسس خاص بهم ومع ذلك أثروا الصمت حيث لم يصدروا حتى مجرد بيان استنكار

رئيس مركز الدراسات العربي الاوروبي

على الملأ/ عباس علي مراد


أعلن على الملأ
إني أحبك...
أعلن من اليوم أن حبكِ
لم يعد من الأسرارِ
سيدتي...
كفى...
كفاني...
ما ضاع من أيامي
ها أنا اليوم
وغداً وبعد غدٍ
احفظ زهرة أحلامي
التي تفتحت وأزهرت
في حدائق قلبي
ملكةً متوجةً على كل الورود والأزهارِ
سيدتي...
 لقد، ولى عهدُ المُحرمِ 
ولى عهدُ الممنوعِ
ولى عهدُ السكون
من الان
سأفتح في السماءِ كوةً
تدخلُ منها الشمسُ
نتدفأ بحرها وحبيبتي
ثائرٌ لم تعد أنصافُ الحلول ترضيني
لم تعد أمطار بعض غيماتٍ
عابرات ترويني
ليشهد العالم على جنوني
على مذبحِ حبك
سوف اقدم الأضاحي 
هذا هو أختياري
حتى تكتمل في دورتها الأرض
ومن حولها
تدور الأقمارُ

سدني

الادب المناطحي (ادب المناطحة)/ د. رافد علاء الخزاعي

في زمن العولمة وامكانية اتاحات المعلومات بسهولة ويسر وتوفر وسائل النشر المجانية ضمن فضاء الحرية  في رحاب الشبكة العنكبوتية (الانتريت وفروعه مواقع التواصل الاجتماعي مثل الفيس بوك وتويتروالهوتميل والياهو والكوكل بلس وغيرها من المواقع المتعددة وسهولة الترجمة للغات الحية وامكانيات التفاعل مع الكاتب عبر التعليقات) وتطور وسائل الاعلام المرئي  عبر الفضائيات ووجود البرامج التفاعلية  والتي جعلت من عقلية المتلقي سهل خصب لتقبل وترسيخ المعلومات المراد ايصالها للمتلقين والشعوب الحالمة بالتغيير.
وقد طورت هذه التقنيات  بصورة سريعة ومذهلة من اجل سرعة ايصال الخبر والمعلومة وفرض نمطيات سلوكية واجتماعية وترسيخها  لدى المتلقين...
ان التبارز الادبي والخطابي كان شائعا لدى الشعوب  منذ السومريين واليونانين والرومان والفراعنة والفرس والعرب  حيث كان هنالك مواسم خاصة لمبارزة الشعرية والخطابية هي اشبه بالمهرجانات الشعرية والادبية وان سوق عكاظ في مكة كان مجالا خصبا للمبارزة الالقائية الشعرية تمخضت عنها ولادة ما يعرف بالمعلقات السبعة  وهي تبرز لنا اعجاز شعري موثق ضمن النصوص الابداعية تؤرخ فترة زمنية اطلق عليها تعسفا وبهتاننا بالادب الجاهلي وهي تمثل اليوم ما يسمى بالانطلوجيا الشعرية.
وكان ضمن هذا الادب الجاهلي مناطحات شعرية اتسمت بالضحالة الفكرية وهكذا  نشاهدها مندثرة ضمن صفحات الادب المجهول وهي محاولة للاساءة ليعض الرموز التاريخيين لتلك الفترة او الحقبة الزمنية.
واتسعت المناطحة الشعرية المتوسدة على العصبية القبلية او التاييد والعداء للامويين والعباسيين وال بيت النبوة ضمن منطاحات الفرزدق وجرير وماشابه ذلك ولكنها ابرزت لنا صور شعرية وحكم مختلفة كما ان المراسلات والخطب الموثقة في تلك المرحلة تعكس لنا قوة الصراع المبني على الفهم الخاطى للحق واحقية السلطة ومحاولة تسفيه واسقاط الاخرين.
ان مصطلح المناطحة مستمدة من فعل نطح : نطح - نَطَحَ [ ن ط ح ]. ( فعل : ثلاثي متعد بحرف ). نَطَحَ ، يَنْطَحُ ، مصدر نَطْحٌ .نطَحَ يَنطَح ويَنطِح ، نَطْحًا ، فهو ناطح ، والمفعول مَنْطوح ونطيح" نَطَحَهُ الثَّوْرُ " : ضَرَبَهُ بِقَرْنِهِ ." نَطَحَهُ عَنْ مَقْعَدِهِ " : أَزَاحَهُ ، أَزَالَهُ . النطح : للكباش ونحوها نطحه ينطحه وينطحه نطحا . وكبش نطاح . وقد انتطح الكبشان وتناطحا ، ويقتاس من ذلك تناطحت الأمواج والسيول والرجال في الحرب ، وأنشد :
الليل داج والكباش تنتطح 
 وكبش نطيح من كباش نطحى ونطائح ، الأخيرة عن اللحياني . ونعجة نطيح ونطيحة من نعاج نطحى ونطائح . وكبش نَطَّاحٌ بالتشديد و النَّطِيحَةُ المَنْطُوحَةُ التي ماتت من النَّطح وإنما جاءت بالهاء لغلبة الاسم عليهاوفي التنزيل : والمتردية والنطيحة يعني ما تناطح فمات ، الأزهري : وأما النطيحة في سورة المائدة فهي الشاة المنطوحة تموت فلا يحل أكلها ، وأدخلت الهاء فيها ; لأنها جعلت اسما لا نعتا ، قال الجوهري : إنما جاءت بالهاء لغلبة الاسم عليها ، وكذلك الفريسة والأكيلة والرمية ; لأنه ليس هو على نطحتها فهي منطوحة ، وإنما هو الشيء في نفسه مما ينطح والشيء مما يفرس ومما يؤكل . وقولهم : ما له ناطح ولا خابط : فالناطح الكبش والتيس والعنز ، والخابط : البعير . وما نطحت فيها جماء ذات قرن ، يقال ذلك فيمن ذهب هدرا ; عن ابن الأعرابي ، ابن سيده : والنطيح والناطح ما يستقبلك ويأتيك من أمامك من الطير والظباء والوحش وغيرها مما يزجر ، وهو خلاف القعيد . ورجل نطيح : مشئوم ، قال أبو ذؤيب :
فأمكنه مما يريد وبعضهم     شقي لدى خيراتهن نطيح
وفرس نطيح إذا طالت غرته حتى تسيل تحت إحدى أذنيه ، وهو يتشاءم به ، وقيل : النطيح من الخيل الذي وسط جبهته دائرتان ، وإن كانت واحدة ، فهي اللطمة وهو اللطيم ، ودائرة الناطح من دوائر الخيل وكل ذلك شؤم ، الأزهري : قال أبو عبيد : من دوائر الخيل دائرة اللطاة وهي التي وسط الجبهة ، قال : وإن كانت دائرتان قالوا : فرس نطيح ، قال : وتكره دائرتا النطيح ، وقال الجوهري : دائرة اللطاة ليست تكره . ويقال للشرطين : النطح والناطح وهما قرنا الحمل . ابن سيده : النطح نجم من منازل القمر يتشاءم به أيضا ، قال ابن الأعرابي : ما كان من أسماء المنازل فهو يأتي بالألف واللام وبغير ألف ولام ، كقولك نطح والنطح ، وغفر والغفر . الجوهري : ونواطح الدهر شدائده . ويقال : أصابه ناطح أي أمر شديد ذو مشقة ، قال الراعي :
وقد مسه منا ومنهن ناطح
وفي الحديث قال الخليفة ابو بكر الصديق فارس نطحة أو نطحتان ثم لا فارس بعدها أبدا اي معناه فارس تقاتل المسلمين مرة أو مرتين ، وقيل : معناه فارس تنطح مرة أو مرتين فيبطل ملكها ويزول أمرها  فحذف تنطح لبيان معناه ، كما قال الشاعر
رأتني بحبليها فصدت مخافة     وفي الحبل روعاء الفؤاد فروق
أراد : رأتني أقبلت بحبليها فحذف الفعل . وفي الحديث : لا ينتطح فيها عنزان أي لا يلتقي فيها اثنان ضعيفان ، لأن النطاح من شأن التيوس والكباش لا العتود ، وهو إشارة إلى قضية مخصوصة لا يجري فيها خلف ونزاع .
وهكذا برزت وعادت المناطحة الفكرية لعالمنا العربي مع بروز دور الصحافة المقرؤة في بداية القرن العشرين فنرى في العراق مناطحة ادبية بين الرصافي والزهاوي ومناطحات ادبية بين طه حسين والاخرين ورغم هذه المعارك الادبية وقوتها لقد التزمت بمعايير اخلاقية هدفها توضيح الحقيقة وابرازها وتوضيح السلوك الصحيح وترسيخ التقاليد التي تسمؤ بالانسان.
ولكن مابعد زمن الخمسينات اتخذت المنطاحات الادبية بعدا اخر في محاولتها تسفيه واسقاط الاخرين وتزامن هذا المد مع مد ثقافي اوربي امريكي بما يسمى المكاريثية وفي عالمنا العربي اتسم الصراع الثقافي القوى السياسية مع القوى الدينية من جهة واليساريية الاشتراكية مع اليساريية القومية فيما بينهم من جهة اخرى وكانت في تكفير العلمانية  وتسفيه ضحالة الفكر الديني السياسي مما ولد لدى الاجيال العربية المتلاحقة احباط وخمول فكري من الاصلاح والتغيير وضياع الهوية والاعتماد على الافكار الغربية المهاجرة بدون اقلمتها مع الواقع الاجتماعي والعربي  وظلت الا جيال تحلم في انتظار غوودو او المصلح او البطل الذي لم يولد من جديد في هذه الاجواء ومع  وفرة التمويل البترودولاري برزت قناة الجزيرة في الادب المناطحي عبر برنامج الاتجاه المعاكس الذي ينتهي دوما بمسرحية  هو عقم المنهجية والوضوح في تلاقي الافكار وينتهي دوما بالضرب بالكراسي والتراشق بعلب المياه او مطافى السكاير (النفاظات) والكلمات النابية التي رسخت  سلوكية حوارية مناطحية لدى جيل كامل وولدت قوة لدى الاغلبية الصامته لبروز مناطحين ضد الافكار والقيم تجعلهم تحت الاضواء المبهرة وتتناقل اسمائهم الصحف والمواقع الاليكترونية مثلا رسام ضحل فشل في اوربا يرسم صورة كاريكتورية لرمز تاريخي لتتداوله الصحف ويكثر البحث عن اسمه في جوجل ومواقع البحث الاليكترونية وهو يعتقد انه اصبح مشهورا ولكنه لايعرف في قرارة الاخرين انه قزما اراد يناطح عملاق او كما قيل في المثل كناطح صخرة : يضرب في المكابرة ، يحاول المستحيل وانه لا تستطيع زحزحة منزلته من عقول ترسخت المحبة والتبجيل في ضمائرهم وجيناتهم وهكذا سار الاخرين في التصدي للرموز الدينية والسياسية من اجل الشهرة وحالهم كحال رزاق طرزان الشقاوة المشهور في سبعينات القرن الماضي او احمد (حمدمد او حمودي) الفيلي الشقاوة المشهور في الخمسينات في بغداد حيث كانوا في الاعياد يدخلون ساحة المناطحة مع البغال والمطايا والناس تتراهن في كم نطحة احدهم يستطيع ان يسقط البغل بنطحاته (الكلة اي الضرب بالراس ) وهكذا يسقط البغل في بعض الاحيان بنطحة او ثلاث نطحات او كلات من راس رزاق طرزان او حمدمد الفيلي ولكن بعد اعوام عرفت انهم يسقون البغل العرق المسيح قبل ساعات من المناطحة حتى يسهل اسقاطه وقد انكشفت هذه اللعبة عندما خسر احدهم مبالغ كبيرة في الرهان مما اضطره بالاتيان ببغل خاص مستورد من منطقة سيد صادق لم يستطع وقتها كل شقاوة بغداد من نطحه واسقاطه ارضا لان هذا البغل لايستسيغ العرق وينفر منه ( ولو بهذا الوقت كان انحلت السالفة وهي اعطاء البغل حبة كبسلة واحدة  ويستنزفون كل الاموال من جيوب المراهنين)
لقد برزت في فضاء الانترنيت والفضائيات  والصحافة والشارع الموثق باليو تيوب مناطحين يبحثون عن الشهرة والاضواء المبهرة وان يكونوا قرقوزات جديدة من خلال نشر افكار خاطئة  والخروج عن المالوف وتلفيق اتهامات غير واقعية من اجل اكتساب الاضواء ولو يعلمون ان هذه المناطحة تنتهي اضوائها بعد ان يسدل الجمهور الستارة  ويضلون وحيدين يعاقرون الحبوب والخمر لانهم لم يستطيعوا اسقاط الهدف المنشود و(عبالهم كل مدعبل جوز قابل للكسر او كل راس مثل البغل قابل للسقوط بالنطح ) وهم يعتقدون بالوهم والاحلام السرمدية التي تدغدغ مشاعر وطموح الانسان وحالهم حال من تعرت في باحة المسجد لكي تناطح الافكار الدينية ولكنها لم تعلم انها حصرت نفسها في خانة اليك كما في لعبة الطاولي الشهيرة...............
ان المبارزة او المطارحات او المعارك الادبية والسياسية اذا افتقدت لمعايير الكفاءة والنزاهة  والمصداقية والعلمية تحولت الى  مناطحات هدفها التسقيط والبحث عن الشهرة في سيرك الحياة التي تعج بالمناطحين والبهلوانين والافاقين المجهولين وهم اغلبهم يصح عليه المثل اول ماشطح نطح  اي اول تعلمه مسك القلم او استعمال الكي بورد شطح في كتاباته ونطح العمالقة والرموز ............
اعاذنا الله وأياكم من شر النطاحين الشطاحين.....................


يوميات نصراوي: المنقذ من الضلال/ نبيل عودة

 (30-03-1980)
أعرفه منذ وقت طويل، منذ كنت شبلا في منظمة الأشبال الشيوعية، كان كما اعرفه اليوم وبعد اكثر من من عقدين من الأعوام، يشدد على مظهره الثوري ويتمنطق بذخيرة من الجمل الثورية يطلقها في كل المناسبات.
دائما يضع نفسه في مركز أي حدث كان وحياتنا عامرة  بالأحداث. لا بد من حدث ذاتي خاص به، في اطار الحدث العام، أحيانا ، من تأكيده على حدثه الخاص، تكاد تعتقد انه لولا حدثه الخاص لما جرى الحدث العام اصلا، او لكان شيئا آخر تماما.
مثلا...مظاهرة الأول من ايار تقليد عمره عشرات السنين في بلادنا، ومدينة الناصرة تحتفل سنويا بالأول من ايار حتى من قبل قيام دولة اسرائيل، بعد المظاهرة التقليدية التي تسير في شوارع الناصرة، لا بد ان تكتشف انه جرى معه حدث خاص وهام، يتناوله صاحبنا مظهرا أهمية ما حدث ، يتحدث باسهاب يحلل الحدث وكأنه قيمة تاريخية  ويسوق مداخلات بدون توقف بطريقة قصصية مبرزا ذكاءه الذي لا بد ان يكون ساطعا، حتى تكاد تشعر بانه لولاه ولولا حدثه الخاص لما كان اول ايار اطلاقا في التاريخ، ايضا من المؤكد ان عمال شيكاغو ما كانوا يتظاهرون في ذلك اليوم التاريخي لتسفك دمائهم ويصبح اللون الأحمر رمزا وعلما للعمال والثوريين في العالم أجمع، لو لم يؤمنوا بأنه سيظهر في مدينة الناصرة ثوريا مثل صاحبنا!!
اذا تحدثنا عن العمال فانه يؤكد ويزايد ويشدد حول ثوريتهم وصراعهم المنتصر حتما ضد البرجوازية الشرهة، لا بد من بعض جمله الخاصة التي يلفظها بطريقة مسرحية، كأن يقول وكأنه يمثل دورا على المسرح:
- على ايش يخافو العمال .. ايش رايحين يخسروا ..؟
ثم يشد عروق عنقه ويشد قبضة يده اليمنى بينما اليسرى تبحث عن طريقها لجيبة الجاكيت في حركة تمثيلية تدفع الابتسامات لمن يعرفوه عن قرب، يبهر من يسمعه لأول مرة، مؤكدا بطريقته الخاصة:
- لن يخسروا الا قيودهم!!
يقولها بالفصحى  ويهمر، يجيل نظره بمن حوله، ليتأكد من عدم وجود معارضة، ورنين جملته يتواصل ، ربما بطريقة لفظه المطول للجملة،بمد نهاية الكلمات، بالتأكيد لو كتبت حسب لفظه لها لاحتلت سطرين كاملين وبدون نقطة في النهاية....
لم اشك يوما في قناعته بخطنا السياسي. لا اقصد الهزء منه، أحبه واحترمه واعرف انه عامل من بيت يعاني من قلة الرزق. انه بروليتاري كامل من حيث وضعه الاجتماعي – الاقتصادي، حسب تعريف كلاسيكيات الفكر الشيوعي التي لم تتغير!! 
كان اذا ذكر حدث ما، لا بد ان يجد صلة تربطه به من قريب او من بعيد، ويبدأ ببناء رابط ذاتي مع الحدث، كان اسلوبه بحد ذاته مشوقا، حتى لو عرفنا انه يبالغ ويروي ما لم يكن في الواقع الا تخيلات ذهنية.. كنت افهم رغم صغري ان معظم حديثه قصص مؤلفة، وانا هاو للقصص ، فما يضرني ان اتمتع بقصص خياله الخصب؟
جاء يوم، كنت قد عدت من دراستي في الاتحاد السوفييتي، غرقت في العمل السياسي، الصحفي والتثقيفي، الى جانب الكتابة الأدبية، كان صاحبنا موظفا في الحزب الشيوعي، لأسباب لا علاقة لها بموضوعي انهى الحزب عمله وابتعد عن صفوف الحزب، فيما بعد فصل او انسحب، ليس لهذا أهمية.
الناصرة كانت في طليعة التحول السياسي الذي شهده المجتمع العربي في اسرائيل بإنشاء جبهة سياسية لتخوض معركة انتخابات بلدية الناصرة وتحريرها من تحكم السلطة. الجبهة تكونت من تنظيم واسع للأكاديميين ابناء الناصرة شمل المئات، تنظيم للطلاب الجامعيين وتنظيم للتجار والحرفيين ،تجند مع الجبهة شخصيات مختلفة من اوساط اجتماعية وثقافية متنوعة وراء هدف انقاذ المدينة من الاهمال في الخدمات البلدية وميزانيات التطوير واعادتها لأهلها، بلدية كرامة سياسية ووطنية، بلدية خدمات تطوير لجميع مرافق المدينة التي وصلت الى مستوى غير مقبول ومتدن جدا. 
التحول انجز وكان انتصارا كبيرا ترك اثره على مختلف البلدات العربية، بل نسخت تجربة الجبهة في الناصرة الى سائر البلدات، وتحولت من تنظيم بلدي محلي الى تنظيم قطري ما زال قائما اليوم رغم ان المضامين لم تعد قائمة.. والتفكك يزداد، الوعي الوطني يتراجع،  وتتصاعد بدل الفكرة الجبهوية الوطنية والسياسية، العصبيات العائلية، الطائفية والحزبية.
جبهة الناصرة لأسباب ليست ضمن موضوعي، انشقت، عدد هام من الاكاديميين ومن التجار، الحرفيين، الطلاب الجامعيين والأفراد، بل واعضاء في الحزب الشيوعي انشقوا عن الجبهة. وشكلوا حركة جديدة عرفت باسم "الحركة التقدمية"!! 
فوجئت ان صاحبنا كان مع المنشقين بل وعضوا في لجنتهم التنفيذية ، المضحك ان بعض وسائل الاعلام ابرزت وجود ممثل للطبقة العاملة ضمن التنظيم الجديد. كان هو المقصود. الخبر اضحكني واضحك الكثيرين الذين يعرفون "ممثل الطبقة العاملة".
بعدها التقيته كثيرا، كان منتفخا أكثر من السابق، شاعرا بأن اهميته في تصاعد، جادلته على موقفه وموقف مجموعته، حاورته محافظا على علاقات صداقة اهم من ان تسقطها خلافات في الرأي وليس في المضامين. كان يصر ان فصله لا يعني  انه لم يعد شيوعيا، بل هو الشيوعي الحقيقي. "وأنا؟" سألته. لحسن حظي لم يحرمني وقتها من صفة الشيوعي.. اما الآخرون "فمخربون لا شيوعيون"، وفسر ان انضمامه هو لمصلحة الحزب العليا و"العمل الثوري العام والطبقة العاملة" . هذه الثرثرة ذكرتني بتبرير بيغن للبطش بالفلسطينيين بحجة حمايتهم!! ممن؟ من الفلسطينيين؟ أي حماية الضحية من نفسها.
- يا صاحبي .. انت تهذي. قلت له .
- أبدا!! انتخابات البلدية القادمة ستثبت اننا الممثلون الحقيقيون للسكان في الناصرة. سيتعلم الآخرون درسا يعيدهم الى الطريق الصحيح. ان طهارتنا، ثوريتنا ونقاوتنا فوق كل شك..
- تقصد الطهارة والنقاوة بالأسلوب الذي شارك فيه الدكتور اياه في عمليات التطبيع مع مصر؟ والطهارة الثورية بالاصطفاف مع السلطة ضد الحزب الشيوعي والتحريض عليه وتحويل المعركة ضده وضد حلفائه في الوقت الذي يتفرج الأعداء علينا ونحن نأكل لحمنا؟!
- الحزب يفقد طهارته الثورية، يتحول الى حزب قومي برجوازي صغير، ينسى الطبقة العاملة، انا مكاني الطبيعي في الحزب لكن ليس بشكله البرجوازي الصغير.
- وانتم يا أصحاب الياقات البيضاء، سترفعون علم الطبقة العاملة وتعلمون الحزب الطهارة الثورية، من طهارة ياقاتكم ؟ من الالتزام بالبروليتاريا التي تمثلها حضرتك في تنظيمهم؟
- انشققنا لمصلحة الحزب.. لمصلحة البلد، لمصلحة التطوير والبناء، لمصلحة الجبهة، نحن سنبني اكثر.
- لكن السلطة لن تعطي..
- نحن عندنا طرقنا الخاصة...
- هذه سمعتها من واحد منكم في التلفزيون، لكن ، لماذا لم يحاول ان يعلمنا طرقه الخاصة قبل ان ينشق ؟ لا بد انها سر تكنولوجي ... او مخابراتي؟
- نحن لا نهزأ. ستريك الأيام القادمة ان تأثيرنا سيمتد بعيدا بعيدا، في الناصرة وخارجها .. سنكون التيار الرئيسي .. سنكون...
- ستكونون فاتيكان العرب...لكن ما هو برنامجكم؟ ما هي مواقفكم؟ انت تحاول اقناعي بحديث صبيان...
- انت تفكر مثلهم. يملأون رؤوسكم بكلام فارغ الأيام ستثبت اننا قدر المسؤولية..
الأيام لمن لا يعلم او يشك لا تتوقف ...
احداث الضفة والقطاع تتفجر. قبلها التهب الجولان بالموقف البطولي النادر ضد لصوص الأرض والوطن.
انتظرت ان اسمع من صاحبنا موقف.. منشور.. تصريح .. تنفيس، اعلان عن مجرد وجود. لكن لا حياة لمن تنادي. ما يشغلهم توزيع المناصب ( والمكاسب) في البلدية القادمة.
ها نحن نتظاهر في الناصرة وغيرها، الطلاب يضربون، نعقد اجتماعات الاحتجاج، نتصادم مع الشرطة، نعيش عرس الغضب الشعبي، نُعتقل ، يطلق سراحنا ونعود لمواصلة نشاطنا النضالي ... وصاحبنا وصحبه غائبون في الغرف مكيفة الهواء.. يراقبون "الثورة" من وراء شبابيكهم الواسعة.
يجري التحضير لليوم الوطني الهام: يوم الأرض، نوزع المناشير ، نتصل بالناس تحضيرا للإضراب العام، لا اثر لهم او لممثل الطبقة العاملة، لعلهم اكتفوا بنشاطنا او يقومون بدورهم الوطني بصمت دون اثارة زوبعة.
يجيء يوم الأرض 30 آذار 1976
قمت صباحا في الخامسة، بعد ربع ساعة كنت في موقعي المحدد، ها هو الزعيم العتيد .. لمحته فجأة، صعقت به. في البداية لم اصدق، لكنها الحقيقة، يحمل زوادته وسيذهب للعمل ولتذهب الوطنية والمبادئ الى الجحيم. لا بد انه رآني. نحن نكاد نكون لوحدنا في الشارع  مقابل بعضنا، شعرت انه لا بد من كلمة انهي بها النقاش بيننا. سأقول له من هو ومن هم وان الفجلة حمراء من الخارج ايضا.
قبل ان يصلني انتبه لي، انتقل بشكل سريع للجهة المقابلة من الشارع، مر عني متظاهرا بالنظر الى الجهة المعاكسة. ترددت في ان اصدمه بتحية صباح الخير.. شعرت انه لا يستحقها. 
انهيت مهمة عاجلة ومشيت بسرعة في نفس الشارع الذي مر به، لم اجده. لا يمكن ان يختفي بهذه السرعة. انتبهت لحافلة ركاب صغيرة، رأيت صاحبنا داخلها ، يجلس قاطفا راسه منكمشا على نفسه وتكاد رقبته تلامس قفاه. لم اجد بدا من الابتسام ومن شعوري بالشفقة عليه وعلى وطنييه البواسل.
ابدا لا حاجة لأقول له شيئا. انه يعلن عن نفسه بانه لا شيء، ما دام كذلك فليس من عادتي ان أخاطب اللاأشياء .. عندما تحركت به السيارة تذكرت صيحته:
- على ايش يخافو العمال  لن يخسروا الا قيودهم !!
- قيودهم التي تكتب على سطرين كاملين بدون نقطة في النهاية كي تواصل الرنين لأطول وقت في آذان السامعين!!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ملاحظة: في تسجيلي ليومياتي التزم بالحدث التاريخي وليس بقناعاتي الفكرية والسياسية اليوم. التاريخ لا يتغير بتغير القناعات الفكرية.
nabiloudeh@gmail.com

دعوة فلسطينية لعدم توقيع اتفاق وضع النهائي/ نقولا ناصر

(اتفاق عباس وليفني على نفي وصول المفاوضات إلى "طريق مسدود" يثير مخاوف فلسطينية أكثر مما يثير التفاؤل في ضوء التجربة التاريخية للتنازلات الخطيرة التي تمخضت عنها المفاوضات السرية السابقة)

في مقال له مؤخرا، يحث وزير التخطيط الفلسطيني السابق وأستاذ العلوم السياسية بجامعة بيرزيت، د. علي الجرباوي، مفاوضي منظمة التحرير الفلسطينية على عدم التوقيع على أي اتفاق على الوضع النهائي لأنه ضمن موازين القوى الراهنة سوف يتطلب منهم التخلي عن الحقوق الوطنية ولن يكون عادلا.

ومع ذلك يدعو الجرباوي، كما كتب، إلى وجوب الاستمرار في المفاوضات إرضاء للمجتمع الدولي، لكن بالتعامل مع عملية التفاوض كتكيك لا كاستراتيجية، بهدف استغلال المفاوضات لمراكمة "مكاسب صغيرة" على الأرض مثل تحويل المزيد من الأرض والموارد إلى "السلطة الفلسطينية"، وتخفيف قيود الاحتلال على حركة الفلسطينيين، وفتح الحدود أمام صادراتهم.

والجرباوي لا ينص في مقاله على أن البديل لاتفاق على الوضع النهائي هو اتفاقيات انتقالية مؤقتة، لكن هذا هو الاستنتاج الوحيد لقوله إن المفاوضات لن تنهي الصراع، ولا يوجد أي حل تفاوضي في الأفق، ولا أي دولة فلسطينية مرئية تنبثق عنها في المستقبل القريب، وهو الاستنتاج من دعوته في هذه الأثناء إلى انتزاع المزيد من "المكاسب الصغيرة" على الأرض عبر الاستمرار في التفاوض "التكتيكي".

وخلاصة المقال تنسجم مع دعوة الاحتلال ودولته ومفاوضيه إلى حل انتقالي مؤقت طويل الأمد، يكرر تجربة اتفاقيات أوسلو الانتقالية ويطيل أمدها بقدر ما يطيل في عمر "السلطة الفلسطينية" التي ولدت من رحمها وتمثل تجسيدا لها، كما كتب الجرباوي، ملاحظا الانفصام السياسي لدى بعض معارضي هذه الاتفاقيات الذين يعارضونها لكنهم لا يعارضون السلطة الفلسطينية المنبثقة عنها ولا يطالبون بتفكيكها.

كما يتفق مع الجرباوي في خلاصة مقاله رمز تاريخي لما تعتبره مدرسة المفاوضات في منظمة التحرير "معسكر سلام إسرائيلي"، مثل يوسي بيلين، شريك قيادات في المنظمة في "تحالف السلام" وفي "مبادرة جنيف"، الذي قال في الثلاثين من تموز/ يوليو الماضي إن فرص التوصل إلى اتفاق سلام دائم حاليا ضئيلة للغاية ومتدنية "جدا جدا" بل إنها "مستحيلة تقريبا"، ليخلص إلى الاستنتاج بأن التوصل إلى "اتفاق انتقالي" يؤسس ل"دولة فلسطينية مؤقتة في بعض أجزاء الضفة الغربية" لا يعد أمرا "غير واقعي" الآن.

وربما لهذا السبب، اختارت النيويورك تايمز الأميركية يوم الثلاثاء الماضي ان تنشر مقال الجرباوي مترجما، ولأن رؤيته تمثل قمة جبل جليد لمدرسة سياسية تعتمد المفاوضات تكتيكا واستراتيجية فلسطينية واحدو وحيدة قادت النضال الوطني الفلسطيني إلى ما آل إليه من شلل وانقسام وتشرذم يلهث عاجزا وراء ما وصفه الجرباوي نفسه في مقاله بالتمني والأوهام والخيال الذي يمني المفاوض بسراب أن مفاوضاته يمكنها حقا أن تقود خلال تسعة شهور إلى اتفاق على الوضع النهائي ينهي صراعا عمره عقود من الزمن، كما قال.

وإنها لمفارقة مضحكة مبكية أن يعلن وزير الحرب في دولة الاحتلال، داني دانون، معارضته حتى لاتفاق انتقالي لأنه في رأيه يتضمن "تنازلا" عن بعض "أرض إسرائيل"، على ذمة الجروزالم بوست في السابع عشر من الشهر الجاري.

والرئيس الفلسطيني محمود عباس لا يفوت فرصة ليكرر تأكيد رفضه لأي اتفاق انتقالي مؤقت، وقد جدد مؤخرا رفضه في سياق المفاوضات التي استؤنفت أواخر تموز/ يوليو الماضي، التي يؤكد وسيطها الأميركي واللجنة الدولية "الرباعية" الراعية لها وكذلك رئيسة وفد دولة الاحتلال المفاوض فيها، تسيبي ليفني، أن هدفها هو التوصل إلى اتفاق على الوضع النهائي لأنه "لن يكون هناك اتفاق على أي شيء ما لم يكن هناك اتفاق على كل شيء" كما نسبت الجروزالم بوست العبرية لليفني القول في الثالث من الشهر الجاري.

لكن المدرسة الفلسطينية للمفاوضات، استراتيجية كانت أم تكتيكا، كانت ولا تزال هي المدخل للمزيد من تآكل الحقوق الوطنية وتجزئتها وتأجيلها، ولتقديم المزيد من التنازلات.

فبعد أن تنازل الرئيس عباس عن مطالبته بوقف أو تجميد الاستعمار الاستيطاني كشرط مسبق معلن لاستئناف المفاوضات، أعلن في ألمانيا يوم الثلاثاء الماضي عن استعداده للقاء رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو في سياق المفاوضات الجارية، وأعلن في ليتوانيا بعد ذلك أنه سيقبل بدولة فلسطينية "منزوعة السلاح" مع وجود "قوي" للشرطة حسب اتفاقيات أوسلو الموقعة كما قال، وسط تلميحات من مفاوضيه إلى امكانية تمديد مدة التسعة شهور المعلنة كسقف زمني للمفاوضات الجارية، ووسط تقارير عن اقتراح حل وسط أميركي لا يخرج في جوهره عن كونه إطارا لحل انتقالي جديد يكرر تجربة اتفاقيات أوسلو المرحلية.

إن اتفاق عباس وليفني على نفي التقارير التي تحدثت الأسبوع الماضي عن وصول المفاوضات إلى "طريق مسدود" يثير مخاوف فلسطينية أكثر مما يثير التفاؤل في ضوء التجربة التاريخية للتنازلات الخطيرة التي تمخضت عنها المفاوضات السرية السابقة، فمعظم الشعب الفلسطيني المعارض لهذه المفاوضات يخشى نجاحها أكثر مما يخشى فشلها.

يوحي مفاوض المنظمة لشعبه بوجود "معسكر سلام" في دولة الاحتلال وبأن نتنياهو "يميني" و"متطرف" انقلب على إرث سلفه أسحق رابين "شريك" المنظمة "المسالم" في توقيع "إعلان المبادئ" (اتفاق أوسلو) عام 1993 و"اتفاق القاهرة" في العام التالي و"الاتفاق الانتقالي" عام 1995 الذي اغتيل فيه رابين، وأن نتنياهو يسعى في ولايته الثالثة إلى إستكمال عملية إجهاض "اتفاق أوسلو" التي بدأها في ولايته الأولى عند انتخابه لأول مرة عام 1996 على أساس برنامج سياسي معارض لذلك الاتفاق.

لكن المقارنة بين ما يطالب به نتنياهو في المفاوضات الجارية وبين المحددات التي أرساها رابين ل"عملية السلام" مع المنظمة لا تترك مجالا لأي شك في أن نتنياهو "الليكودي" إنما يكمل خطة زعيم حزب العمل الراحل رابين ولا ينقلب عليها، وأنه لا فرق بين الحزبين حولها، ولا وجود لأي "معسكر سلام" يخرج عليها.

فعلى سبيل المثال، في خطابه لإقناع الكنيست بالموافقة على الاتفاق الانتقالي في الخامس من مثل هذا الشهر عام 1995، عرض رابين رؤيته ل"الحل الدائم"، فقال إن الاتفاق يتضمن حلا تكون فيه القدس "موحدة تحت السيادة الإسرائيلية" وتضم مستعمرات "معاليه أدوميم وجفعات زئيف ... وغوش عتصيون وإفرات وبيتار وغيرها" التي يقع "معظمها شرقي الخط الأخضر"، وحدودا لأمن دولة الاحتلال على نهر الأردن، ولا يسمح بعودة إلى خطوط الرابع من حزيران عام 1967، ويتيح بناء كتل استيطانية في "يهودا والسامرة" وقطاع غزة، وأن هدفه في أي حل دائم سوف يكون الاعتراف ب"دولة إسرائيل كدولة يهودية ... إلى جانب كيان فلسطيني ... يكون أقل من دولة".

أليست هذه هي ذاتها مطالب نتنياهو الحالية، فما هو الجديد في مطالبه الذي يختلف عن المحددات التي رسمها رابين، "شريك" منظمة التحرير في "السلام"؟!

وبينما تتعالى اليوم صرخات الاستغاثة الوطنية الفلسطينية لإنقاذ المسجد الأقصى من مصير الحرم الإبراهيمي في الخليل الذي قسمه الاحتلال مكانا وزمانا بين المسلمين وبين اليهود، يستذكر المراقب ما قاله رابين في خطابه ذاك عن موافقة مفاوض المنظمة بتوقيعه على الاتفاق الانتقالي لسنة 1995 على الترتيبات الأمنية الواردة فيه، وبخاصة بشأن الحرم الإبراهيمي في الخليل ومسجد بلال بن رباح (قبر راحيل) في بيت لحم وقبر يوسف في نابلس وغيرها من المقدسات العربية الإسلامية.

إن سياق المسيرة التاريخية للرئيس عباس يجعل من حقه على دولة الاحتلال أن تكون أول من يرشحه لنيل جائزة نوبل للسلام.

فهو "أبو" فكرة وجود "معسكر سلام" فيها، وهو أول من أقام اتصالات مع "حمائمها" المفترضين، وهو رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير منذ عام 1994، وهو الذي نسق عملية التفاوض خلال مؤتمر مدريد عام 1991، وهو مهندس اتفاق أوسلو الأول بعد ذلك بعامين ورئيس مفاوضاته السرية، وهو الذي وقع على "إعلان المبادئ" المنبثق عنه في واشنطن عام 1993، وهو الذي وقع الاتفاق الانتقالي بعد ذلك بسنتين، وهو الذي أسقط "البندقية" التي كان الراحل ياسر عرفات يحملها في يد ويحمل غصن الزيتون في اليد الأخرى، وهو الذي يقود المفاوضات حتى الآن "بيد واحدة".

وهذه مسيرة "سلمية" طويلة تكاد تجعل الرئيس عباس هو العنوان الأول لمسيرة ما يزيد على أربعين سنة من تاريخ القضية الفلسطينية ارتبطت رمزيا بالرئيس الراحل عرفات.

لكن سياق هذه المسيرة بقيادته الفعلية لا بقيادتها الرمزية شهد التنازل عن ثلثي الوطن التاريخي لعرب فلسطين، كما اعترف عباس في خطابه الأخير في الأمم المتحدة، وشهد التنازل عن حدود الدولتين كما رسمها قرار التقسيم رقم 181 لسنة 1947، وشهد القبول بمبدأ "تبادل الأراضي" للتنازل عن "خطوط" الرابع من حزيران / يونيو 1967 في القدس بخاصة، وشهد التنازل عن الشرعية الدولية كما وردت في قرارات الأمم المتحدة بإعلان شرقي القدس عاصمة للدولة الفلسطينية المأمولة خلافا لوضع المدينة المقدسة كما نص عليه قرار التقسيم، إلخ.، بحيث لم تعد توجد أي ثقة وطنية في أن هذه المسيرة المستمرة لن تقود إلى المزيد من التنازلات الوطنية.

* كاتب عربي من فلسطين
* nassernicola@ymail.com

قالوا عن الرئيس مبارك المخلوع/ سلوي أحمد‏

   بعد أن ترك الرئيس مبارك الحكم رأينا البعض ممن نصبوا أنفسهم أوصياء علي الشعب وراحوا يتحدثون باسمه يطلقون علي الرئيس مبارك لقب المخلوع فلماذا اطلقوا هذا اللقب علي مبارك ؟
- قالوا عن مبارك المخلوع لأن مبارك أختار أن يترك الحكم خلال 18 يوم  خرج فيها بعض من أفراد الشعب يطالبونه بالرحيل خرجوا وراء قلة متآمرة وضعت يدها في يد العدو لاسقاط وطنها واستمالت عقول الناس بشعارات رنانة وغسلت عقولهم باكاذيب وشائعات لا أساس لها من الصحة فراحوا يندفعون خلفهم فبدأ القتل والحرق والهدم باسم الحرية وصُمت الأذان عن صوت يحذرهم من الفوضي ومن المخطط الذي يتعرض له الوطن فمهدوا للعدو اولي الخطوات في سبيل تحقيق مخططه علي أرض مصر فما كان من مبارك ووسط هذه الحالة من ابعاد العقل من قبل من خرجوا في الشوارع إلا ان يفوت علي العدو فرصة استغلال ظنه بإن مبارك سيتمسك بالحكم  فيواصل العدو مخططه في هدم الدولة ومؤسساتها وعلي رأسها الجيش  فاعلن مبارك تخليه عن السلطة واسند إدارة شئون البلاد لرجال القوات المسلحة ممثلة في المجلس العسكري فكانت اللطمة الكبري علي وجوه المتآمرين تلك التي اربكتهم فقد غاب عنهم ما يتمتع به مبارك من حكمة وشجاعة وعقل المقاتل التي حقق لوطنه النصر واعاد اليه الأرض .
- قالوا عن مبارك المخلوع لأنه ظل علي أرض الوطن لم يغادره ولم يهرب كما كان يريد البعض لتتحول الشائعات التي اطلقت عليه إلي حقائق ويشوه تاريخ بطل النصر فيتحول من بطل وقائد إلي عميل وفاسد وخائن وهنا كانت اللطمة الثانية عندما ظن هؤلاء أن التهديد بمحاكمة مبارك سيدفعه إما إلي الهروب وبذلك يتحقق لهم تشويه صورته وإما إلي رفض المجلس العسكري الأمر وهنا يتم استغلال الموقف لاشعال النيران من جديد وأعطاء الفرصة لمزيد من الهدم والتخريب داخل الوطن ولكن مبارك لم يهرب ولم يتدخل المجلس العسكري في الامر فامتثل مبارك لأحكام القضاء وحضر الجلسات وهو علي سرير المرض .
- قالوا عن مبارك المخلوع لأنه عاش ويلات الحروب ورأي زملائة وابناء وطنه وهم جثث هامدة ملقاه علي رمال الصحراء تحصد الحروب ارواحهم بلا هوادة فحرص علي أن يحافظ علي دماء هذا الشعب طوال فترة حكمه فكان الدم المصري أغلي عنده من كنوز الأرض لم يتاجر به ولم يبني  لنفسه مجدا علي حسابه وعندما رأي تلك الدماء التي ظل محافظا عليها تراق وتسيل في الطرقات ترك كل شئ ورأي أنه أرخص من نقطة دم مصرية تسيل .
  - قالوا عن مبارك إنه مخلوع لأنه وعندما خرجت عليه قله تدعوه للرحيل رحل في هدوء لم يهدد ولم يتوعد ولم يقوم انصاره بالحرق والتدمير وترويع المواطنين بل ظل يضحي ويضحي ويتحمل ظل يستمع إلي كل الاساءات والاهانات من جيل عاش وتربي في عصره فكانوا له الابناء الذين عقوا والدهم ظل يتحمل ويتألم في صمت لم تصدر منه اهانة لاحد ولم يسب شخص سبه بل ظلوا اهله عليه كراما .
  - قالوا عن مبارك المخلوع لأنه اختار أن يضحي بنفسه لينقذ وطن وأبناءه من مصير أسود ومستقبل لا يعلمه الا الله . من أجل كل هذا ولغيره الكثير قالوا عن مبارك المخلوع . فلو كان من يفعل كل ذلك من أجل وطنه يقال عليه مخلوع فنعم هي الكلمة فقد غير مبارك معناها فصار المخلوع هو كل من خاف علي وطنه وعلي أبناء وطنه وقرر أن يضحي من أجلهم حتي أخر لحظات العمر .
الكاتبة \ سلوي أحمد          

مقامات قتيل الزمان السَهَرْعندي: مقامة 26/ د. عدنان الظاهر

1 ـ إبن عقيل / قتيل الكوفة 
دخلَ الكوفةَ يحملُ قرآناً
وخرجَ منها فاقداً رأسَهُ
لم تخبرْ عنه المرأة التي آوتهُ
أدفأتهُ وأطعمتهُ
رأتْ فيهِ وَلَدها الآخرَ ...
رَجُلَ السوءِ الذي أخبرَ السلطاتِ عنه
حاصرتهُ ثلّةٌ من رجال الأمن والمخابراتِ
أمرتهُ أنْ يغادرَ الدارَ 
رفضَ ...
أشعلوا في الدارِ النارَ
فخرجَ إليهمْ يقاتلهم بسيفهِ
قاومَ جُندَ السلطانِ بشجاعةٍ ورجولةٍ
لم يتمكنّوا بالسيفِ منه فأخذوهُ بالحيلةِ والغدرِ
ـ شأن كل السَفِلةِ في الوجود ـ
أعطوهُ الأمانَ على أنْ يرافقهم إلى قصر الأميرِ ...
لم يُطِقْ الأميرُ رجولةَ هذا الفتى
ولا عراقةَ دمه وأصلهِ
فقررَ إطفاءَ الشُعلةَ المُتقدّة التي أتى العراقَ بها من المدينة
أعطى الأمرَ لِشُرَطهِ : خذوهُ إلى أعلى السطوحِ
وادفعوا بهِ إلى الأرضِ
سقطَ الفتى المقاتلُ الشريفُ قتيلاً
وقال الشاعر فيما بعدُ :

إذا كُنتِ لا تدرينَ ما الموتُ فانظري
إلى هانئٍ في السوقِ وابنِ عقيلِ

إلى بَطَلٍ قد هشّمَ السيفُ وجهَهُ
وآخرَ يهوي من طُومارَ قتيلِ

من يتحملُ دمَ هذا الفتى المُدهش... مَنْ ؟
ذاك الذي بعثَ به رسولاً كطير العاصفة أو حمامة نوحٍ
أمْ الرؤوسُ التي لم تُطقْ الظُلمَ فاستعجلتْ قدومَ المُنتظر 
ومن ثمَّ خانتْ نفسها والمُنتَظَر حين ظهرَ ؟ 
2 ـ قتيلُ كربلاء
ما بين المدينةِ والكوفةِ بدأتْ المأساةُ
ولم تنتهِ إلاّ في كربلاء
أهو القَدَرُ أم ماذا ؟
رفضَ أنْ يُبايعَ مبايعةَ العبدِ الذليلِ
شدّدوا عليهِ الخِناقَ فصمدَ
لم يستطيعوا قتله في المدينة
فاستدرجوهُ برسائلَ كاذبةٍ تحملُ أختامَ رؤوسِ القبائل
إلى الفخِ المُستعرِ دَمْاً وناراً
إلى الصحراءِ التي تفصلُ العراقَ عن بلادِ الشامِ
وخيّره ( الحرُّ الرياحيُّ ) :
أولاً : بين أنْ يموتَ ومّنْ معه عَطَشاً
ثانياً : أنْ يُقتلوا جميعاً بحدِّ السيفِ
ثالثاً : أو أنْ يُبايعَ ..
قال فلأرجع ومَنْ معي إلى المدينة
ـ قالوا لا
قال فلأعتزل وأُقيم بعيداً في بلاد اليمن
ـ قالوا لا
قال فليرجع من جاءَ معي إلى المدينة وخذوني أقابل يزيداً فَدَمي لا دم أطفالي ونسائي هو المطلوب
ـ قالوا لا . أمددْ يدكَ واشهرْ بيعتكَ لخليفةِ المسلمين وأمير المؤمنين .
قال بل أنا الخليفةُ ولا سوايَ أمير .. أنا ابنُ فاطمة بنت محمد بن عبد الله.

هو الآخرُ جاءَ العراقَ يحملُ قرآناً عربياً فانقسمَ :
رأسهُ في بلاد الشامِ
وبقايا جسدٍ مُقطّعٍ تحت أرض العراق !
مّنْ يجمعُ الرأسَ والجسدَ ؟
ومتى يجتمعُ الرأسُ بالجسدِ ؟

الإحتياج الجنسى والإتزان العصبى/ إيـــمى الاشــــقر

الهدف من الدراسه : 

تعانى الفتيات والشباب وخاصة المتأخرات فى سن الزواج بالفراغ العاطفى والرغبة المُلحة فى إشباع احتياجاتهم الغرائزية الاولية وهذا شىء طبيعى جدا الا ان المشكلة فى حد ذاتها هى عدم وجود الجنس الأخر والذى هو بمثابة المصدر لاشباع الاحتياجات العاطفيه والجنسيه للفرد مما يتسبب فى خلق طاقة بداخل الفرد تولد رغبة قوية فى إشباع الاحتياجات مع عدم توافر المصدر فتتحول تلك الطاقة العاطفيه الغرائزيه الى جمرة من العصبية والانفعال على ابسط الاشياء  وردود الافعال المبالغ فيها وميل الشخص الى التصرفات العدوانيه تجاه الاخرين بشكل تلقائى انفعالى , او تحول تلك الطاقه الى كتله من الاحباط والاكتئاب تسيطر على كيان الفرد نظرا لقوة عاطفته وانعدام المصدر لاشباعها , او ربما يتجه الفرد الى المتعه الذاتيه مثل ممارسة العاده السريه حتى يصل الى درجة الادمان وعدم التخلى عنها رغم اثارها الجانبيه من الناحيه الصحيه والنفسيه او البحث عن المتعه والاشباع من خلال مشاهدة الافلام الاباحيه والفيديوهات الجنسيه والدخول فى علاقات غير سويه من اجل تحقيق المتعه فقط , وتهدف الدراسه الى طرح بعض الحلول لتوجيه  فكر الفرد لشىء اخر هادف ومفيد  بهدف الانشغال عن التفكير فى اشباع الاحتياجات الغرائزية وذلك حتى لا يؤثر على سلوكه او قرارات مصيريه فى حياته وكذلك اتزانه العصبى والانفعالى . 

الاسباب التى تؤدى الى وصول الفرد الى حالة الهياج العصبى : 

انغماس الفرد والتركيز القوى فى التفكير فى اشباع احتياجاته فقط وطوال الوقت .
الفراغ وعدم انشغال الفرد بعمل او اهداف تشغل تفكيره وتملاء وقته .
مشاهدة الافلام الرومانسيه التى تثير العواطف والمشاعر وتجعل الفرد يتمنى ان يعيش لحظات رومانسيه مثل التى يراها .
مشاهدة الافلام او المشاهد المثيره للرغبات .
الاستماع الى احاديث المتزوحين عن العلاقات الزوجيه واسرار الفراش مما يثير الرغبه بداخل الفرد .
الشخص الشهوانى بطبيعته والذى يميل الى البحث عن مصادر للمتعه ويترك نفسه لها بلا قيود او رقابه .
الدخول فى علاقات عاطفيه , فالعاطفه تعمل على تهيج المشاعر وبالتالى تتولد رغبه ملحه فى اشباعها .
الاحباط واليأس وفقدان الامل فى اشباع الاحتياجات بالنسبه للمتاخرات فى سن الزواج يؤدى الى العصبيه المصاحبه بالضيق والتوتر.
الكبت المستمر لما يجول بداخل الفرد يولد انفجار عصبى .


عينات البحث : 

هناك اشخاص وبالتحديد فتيات يقبلوا على الزواج والهدف الاساسى هو امتلاك مصدر لاشباع احتياجاتهم فقط حتى لو كان زواج مبنى على اساس ضعيف مع غياب التوافق فى كافة النواحى ولكن الهدف الاساسى هو اشباع احتياجاتهم الجنسيه فقط . ( عينه 1 ) السن 25 عام , تزوجت رجل ليس بينها وبينه اى نوع من التوافق فهو اقل منها فى المستوى العملى والثقافى والاجتماعى وكذلك التربيه والتنشاه الاجتماعيه فقط من اجل الزواج فى حد ذاته ولتمتلك مصدر لاشباع احتياجاتها مع ملاحظة انها ترغب فى الزواج منذ ان كانت فى المرحله الثانويه . 

هناك اشخاص تحولهم الرغبه فى ممارسة الجنس الى اشخاص اخرى تختلف عن حقيقتهم ذات طبع حاد جدا ومزاج عصبى طوال الوقت وردود افعال مبالغ فيها على ابسط التصرفات والميل الى الكسر والتحطيم والخبط وكل التصرفات الانفعاليه التى بمثابة تفريغ لشحنة غضب بداخلهم . ( عينه 2 ) السن 32 عام , متعلمه على مستوى عالى ومثقفه وجميله جدا وتشعر انها سيئة الحظ لم تحصل على مايليق بها فتحولت رغبتها فى اشباع احتياجاتها الى التعبير عن الرفض لسوء التقدير لها ولجمالها ومواصفاتها فى صورة عصبيه مبالغ فيها رغم انها بطبعا هادئة ومهذبه جدا .

هناك اشخاص الرغبة فى اشباع احتياجاتهم تاخذهم الى الانحراف الاخلاقى حيث الدخول فى علاقات غير سويه , مشاهدة افلام اباحيه , محاولة تحقيق المتعه باى طريقه حتى لو كانت مضطره نفسيا وجسديا او الدخول فى علاقات محكوم عليها بالفشل ومنتهيه ولن تستمر بهدف تحقيق المتعه فقط  . ( عينه 3 ) 32 عام , غير متزوجه ,  شهوانيه بطبعها , تترك نفسها لرغبتها تذهب بها حيث تشاء والهدف الاساسى هو ان تشعر بالمتعه فقط حتى لو كان على حساب الاخلاق والمبادىء والقيم . 

هناك اشخاص عدم وجود مصدر لاشباع احتياجاتهم يجعلهم يتقوقعوا بداخل انفسهم ويغلفهم الاكتئاب والاحباط واليأس مع الحسره والالم على نصيبهم الذى جعلهم محرومين من احتياجاتهم الاوليه . ( عينه 4 ) 30 عام , غير متزوجه , فقدت الامل فى تجد مصدر يشبعها عاطفيا وجنسيا فاصابها الاكتئاب والاحباط مع الميل الى العزله عن المجتمع وتصرفات غير سويه .

الندم .. احيانا يكون الاحساس الاساسى فى حياة من تأخرت فى سن الزواج او المطلقه لانها اضاعت من يدها فرص كانت ستنقذها حاليا من الحرمان الذى تحيا فيه مما يجعلها ايضا تعيش بين قضبان الندم حبيسه بائسه . ( عينه 5 ) 34 عام , مطلقه , تشعر بالندم عند رغبتها الملحه فى اشباع احتياجاتها لانها كانت تمتلك مصدر لتلك الرغبات ولكن هى اضاعته من يدها بفعل تصرفاتها الغير متزنه والتى ادت الى الطلاق علما بان الزواج  بنى اساسا على اساس ضعيف غير صحيح بهدف الزواج وامتلاك رجل فقط . 


الوصايا : 

على الفرد ان يقسم تفكيره فى اكثر من شىء فلا يركز بكل قوته وبكل عقله فى اشباع احتياجاته 
على الفرد ان يكون له اهتمامات , هوايات ليشغل بها وقته فلا يكون لديه وقت فراغ كبير 
عدم الميل الى العزله فالافضل ان يحرص الفرد ان يتواجد بين افراد الاسره بحيث لايستطيع التركيز فى شىء بعينه وخاصه رغباته
عدم التحدث مع المتزوجين والخوض فى الاحاديث والحكايات التى تثير الرغبه فسماع الحكايات يجعل الشخص ينغمث فى التخيل 
على الفرد ان يحفظ بصره وسمعه ويبتعد عن مشاهدة او حتى سماع كل مايثر الرغبات 
ممارسة الرياضه بصفه مستمره وخاصة المشى لانه يعمل على تهدئة الاعصاب وتنشيط الدوره الدمويه 
الصلاه  وقراءة القراءن حتى يساعد الفرد نفسه فى تهدئة اعصابه والتخلص من الشحنات السلبيه التى تسيطر على تفكيره 
على الفرد ان يحاول تفريغ طاقة الغضب التى بداخله من حين لاخر فلا مانع فى التحدث عما يجول بداخل نفسه مع شخص محل ثقه 
تحديد هدف يسعى الفرد من اجل تحقيقه مما يجعل الفرد لا يهتم الا بالتفكير فى تحقيق هدفه واى شى اخر يشعر انه ليس ذات قيمه 
على الفرد ان يهتم بكل الوسائل التى تعمل على تهدئة الاعصاب فلا يترك نفسه فريسه للرغبه التى تجعله عصبى ومتوتر 
اشباع الاحتياجات العاطفيه والجنسيه شىء هام واساسى فى حياة الفرد لكن ليس كل الحياه حتى نوقف حياتنا باثرها ونحطمها من اجله   
على الفرد الا يترك نفسه فريسه للحقد على من يمتلك مصدر لاشباع احتياجاته حتى لا يولد الحقد طاقة من الغل والعصبيه والعدوانيه والاحساس بالسخط وعدم الرضا وربما يكون تلك الشخص يمتلك مصدر لاشباع احتياجاته لكنه لا يشعر بالمتعه مطلقا 

الرغبه تولد رغبه اكبر والبحث عن مصدر لاشباع الرغبات يولد رغبات متتاليه اكثر الحاحا وقوه وليس اشباع للرغبه بالعكس وكلما زادت الرغبات تحولت الى جمره من نار تعذب الشخص وتقطع فى احشائه وتؤرقه وتجعله يشعر انه ليس من ضمن الاحياء بل انسان مدفون بالحيا فى قبر مظلم لا يعرف كيف يخرج منه وعندما يبحث عن المصدر لاشباع احتياجاته لا يجد فيتعذب ويتالم اكثر ويتجه الى الاشباع الذاتى من خلال ممارسة العادات السريه التى هى اضرارها اكثر من فوائدها اذاَ محاولة الشخص واجتهاده فى تجنب ما يثر رغباته هو اكثر نفعا وصلاحا من البحث عن مصدر اشباعها . 

إيـــمى الاشــــقر 

اثبتوا للعـالم عدالة الإسلام/ مهندس عزمي إبراهيم

الحقيقة العارية. سأطرح الحقيقة عارية، مجردة من أي زيف أو مبالغة أو تورية أو مجاملة أو خوف. سأقول الحقيقة غير مراعياً لمشاعر الآخرين: بعض الآخرين، أو غالبية الآخرين، المسلمين طبعاً. فهؤلاء لم يراعوا مشاعري ومشاعر الملايين من أبناء مصر المخلصين المهذبين المسالمين الذين لا يُسمع لهم في الشوارع صوتٌ. فهؤلاء لم يراعوا وجودي وراحتي وحقوقي في عقر داري، مصر، وطني، أو حتى محض بقائي وبقاء المسالمين الأقباط على قيد الحياة.
والحقيقة . التي سأدرجها ليست بجديدة، ولا هي من اختراعي.. قالها صراحة بلا تورية إخوة وأخوات مسلمون نبلاء عديدون في العقود الماضية وحتى في يومنا هذا، في كتب ومراجع عربية إسلامية وعلى صفحات الجرائد والمواقع الألكترونية. أعتذر لهؤلاء النبلاء ولأخوة مسلمين عاقلين عادلين يغلب عليهم الفخر بالهوية المصرية الفرعونية الأفريقية العريقة أكثر من التشدق بهوية زائفة صحراوية إستعمارية مستوردة. أعتذر لما بمقالي هذا من صراحة وحقائق.
بالصدر غصة وبالقلب نار وبالنفس مرارة وحرارة وحسرة على ما آلت وتئول إليه مصر، بعد ما حدث من مجزرة أمس بكنيسة العذراء بالوراق، ومن قبلها بكنيسة القديسين بالاسكندرية وبميدان ماسبيرو بالقاهرة وبالمنيا ونجع حمادي والعمرانية ودلجا وديروط وملوي والكشح وقنا وفرشوط وابو قرقاص وغيرهم كثير في مدن وقرى مصر.
تعوَّدت مصر وتعوَّد العالم أن تنزل المصائب على الأقباط المسالمين متتالية من مسلمين، لا من يهود ولا من هندوس ولا من دروز ولا من بهائيين. لا من مؤمنين ولا من ملحدين. فقط من مسلمين. . منذ 1400 سنة، منذ غزو المستعمر العربي لأرض مصر وكان الأقباط هم مصر، ومصر هي الأقباط.  منذ الغزو الذي لم يماثل وحشيته وحشية أي غزو آخر في تاريخ مصر الطويل العميق. فهو غزو علاوة على دمويته، تضمن هدفه الممنهج الخبيث محو الهوية واللغة والعادات والتقاليد والطقوس والثقافات والحضارات في مصر. غزو العرب غزوٌ هدفه محو معالم حضارة مصر العظيمة، كما فعل في حضارات الشام والعراق وفارس وغيرها واستبدلها بسطحيات الصحراء وجهل الجاهلية حتى أنه أصدر الأمر بحرق مكتبة الاسكندية مركز الثقافة والحكمة والعلم والفلسفة وملتقى العلماء والفلاسفة والباحثين والدارسين في العالم أجمع حينئذ. بل كان هدفه المبرمج محو مصر ذاتها. ولكي يمحو مصر لا بد أن يمحو الأقباط لأنهم تراث مصر كالأهرام وكالنيل. حتى أنه أصدر مرسوما بقطع لسان من يتحدث اللغة القبطية لغة البلاد المصرية حينئذ.
لم يلاقي الفلسطينيون على يد اليهود باسرائيل، ولا اليهود على يد هتلر بألمانيا النازية، ولا الهنود الحمر على يد البريطان والأسبان بأمريكا، ولا مواطني البلاد المستعمرة بامبراطوريات أرقى من العرب حضارة وثقافة وسلوكيات ما لاقاه ويلاقيه الأقباط على يد المسلمين ببلدهم مصر.
فلكي يمحو المستعمر المسلم الأقباط في وطنهم مُورست عليهم اضهادات إبادة وحشية دموية رهيبة، لا يرضاها دينٌ، ولا يرضى عنها ربٌ، سَجَّلها التاريخ بحذافيرها في الكتب والمراجع العربية الإسلامية، ناهيك عن الكتب والمراجع الغربية والشرقية. قاسى الأقباط أبناء مصر ومواطنيها الأصليون ويقاسون حتى اليوم اضطهادات وحشية ظالمة منظمة ممنهجة، صريحة ومقنعة،.من حكام مسلمين ومن مسلمين وافدين معهم حينئذ. بل ومن مواطنين مصريين مسلمين راضعين نفس الثقافة الفجة مقيمين بمصر اليوم. كل هذا يمر تحت بصر وسمع ومباركة الحكومات، وبتراخي الحكام عن الجناة تحت بند "لا يؤخذ دم المسلم بدم ذمي" أي لا يؤاخذ المسلم عن قتله لغير المسلم.
وهذه هي عدالة الشريعة.... أية عدالة فيها!!!؟
على تلك الركيزة الظالمة وتحت هذا الستار الأسود لم يُحاكم منذ الغزو العربي حتى يومنا هذا مسلمٌ قتل قبطياً. رغم قتل وحرق وتعذيب واهانة وازدراء الآلاف بل الملايين من الأقباط على يد مسلمين على مر السنين والقرون، جاهلين بعدالة الله الحق.
كيف يشعر المسلمون لو وضعت أممٌ، في الغرب أو في الشرق، في دساتيرها وفي قوانينها ألا يؤاخذ مواطن قتل مسلماً؟؟؟ ايكون ذلك مدعاة لحرب عالمية من المسلمين!!؟
أين العدل يا مسلمين؟؟  أين عدالة الإسلام وسماحته؟؟
مثل واحد من آلاف: قتل ألمانيٌ امرأة مسلمة فهاج المسلمون وهاج قبلهم الألمان، وأخذ الجاني عقابه الصارم في وطنه رغم دينه وهويته!! هذا هو عدل القانون المبني على عدل اللــه، لا على عدل الدين ولا على فلسفة المستعمر، فالدين متحيز والمستعمر أناني. أليس هذا هو العدل الذي يجب أن يكون ببلادنا كما هو ببلاد الآخرين، الكفار!!! أليس عدل الكفار أعدل من عدل  المؤمنين!!!؟
أعدل أن يتحول عرس مصريين في مصر إلى مأتم؟؟ ويتحول ضوء الشموع إلى شرارات الرصاص؟؟ وتتحول الزغاريد إلى صراخ وصويت ونحيب؟؟ وتتحول دموع الفرح إلى دموع حسرة وحزن وضياع؟؟ وتتحول التهاني إلى تعازي؟؟ وتتحول الورود إلى دماء وأشلاء بشرية متناثرة؟؟ أعدل أن يكون ختام الفرح يتامى فقدوا الأب أو الأم، ثكالى فقدوا اطفالهم، أرامل فقدوا زوجاتهم أو أزواجهم؟؟؟ أعدل أن يتم كل هذا في لحظة من قاتل يصرخ "الله أكبر"!!؟؟
أهذا عدل الإسلام حيث لا يؤخذ دم مسلم قتل مصريين مسيحيين؟؟
لصالح مصر، وليس لصالح الأقباط. فللأقباط ربٌ يرى صالحهم،. ضعوا العدل ((الحقيـقي)) بالدستور وبالقوانين ربما هذا يهذب من تفكير وتصرفات الموتورين والجاهلين الذين يستندون على أيات بعينها ظالمة. ضعوا ((العدل الإلهي)) ((عدل الإنسانية)) لا عدل الشريعة أو عدل الدين المتحيز لطائفة دون باقي طوائف الوطن 
ضعوا حُكماً وعقاباً في قوانين مصر لدعاة الدين المأجورين عملاء سماسرة السياسة والدين، ولأئمة وشيوخ المساجد والزوايا، وأصحاب الفتاوي الهلوسية، الذين يزرعون الحقد والبغضاء في نفوس البسطاء والغير مثقفين ضد الآخرين ويحرضونهم على الفوضى والقتل والحرق والهدم باسم الله... والله منهم براء.
مهندس عزمي إبراهيـم

أفواج الغرقى من المهاجرين العرب/ د. مصطفى يوسف اللداوي

تعددت الأسبابُ والموتُ واحد، وكأن العرب كان ينقصهم شكلٌ جديد من أشكال القتل والموت، فجاءهم الموت غرقاً في مياه البحر، أو قنصاً على صفحة الماء، أو على ظهور قوارب الهجرة، أو بأيدي المهربين أنفسهم، أو بالتعاون مع المتآمرين عليهم، أو برصاص رجالِ الأمن وخفر السواحل، أو بسكاكين ومدي البلطجية وقطاع الطرق، المهم أن النتيجة أصبحت واحدة، يعرفها المغامرون، وينتظرها ذوو المهاجرين.
فلم يعد يمر يومٌ دون أن تنقل إلينا وسائل الإعلام أخبار غرق مراكب مهاجرين عرب، أو مقتلهم نتيجة إطلاق النار عليهم، أو اعتراض رجال الأمن لهم، ولعلَ جُلَ القتلى هم من المواطنين السوريين والفلسطينيين، من أبناء سوريا ومخيمات اللجوء فيها، الهاربين من الموت إلى الموت، والفارين من القصف إلى الغرق، وكأنهم يستجيرون بالرمضاء من النار، فمن لم يمت في ميادين القتال، قصفاً أو بإطلاق النار، مات غرقاً في عرض البحر، أو غريباً في الطريق إلى بلاد الأحلام والآمال.
المهاجرون الغرقى والقتلى، قد باعوا آخر ما يملكون، ووضعوا بقايا ما كانوا يجمعون، فمنهم من باع بيته وسيارته، أو مصاغ زوجته وحلي أمه، ومنهم من استدان أو رهن أرضه وعقاره، فقط ليجمع كلفة رحلة الموت، ويشتري كفن القبر، ويدفع للحانوتي أجرة حفر قبره ودفنه، بينما كانوا يحلمون أنهم يفرون من الموت، ويهربون من القتل، ويبحثون عن الأمن، ويلتمسون السلامة والأمان، وأنهم برحلتهم سيودعون الخوف، وسيغادرون الرعب، وسيفارقون أصوات القصف، ودوي الانفجارات.
والقتلى أو الغرقى ليسوا شباباً فقط، بل إن منهم أطفالاً صغاراً، وشيوخاً كباراً، وعجائز من النساء، وأُخرَ صبايا وشابات، كلهم يحاولون الفرار بحياتهم إلى دولٍ آمنة، وأراضٍ لا حرب فيها ولا قتل، ولكن الكثير منهم لا يتمكن من الوصول، ولا ينجح في محاولة الهجرة، إذ تترصده عيونٌ أمنية عربية، فتحاصرهم وتداهمهم، وتطلق عليهم الرصاص دون أدنى سبب، وبلا أي مبرر، كما تلاحق مراكبهم الصغيرة الضعيفة الواهية، التي تتقاذفها أمواج البحار وتعبث بها، فتطلق النار عليهم غزيراً، فتقتل بعض من عليها، بينما يموت آخرون ممن يقفزون إلى المياه طلباً للنجاه، ومن ينجُ منهم وتكتب له الحياة، فإنهم يساقون إلى السجون والمعتقلات، ويحجزون في أماكن قذرة، وأماكن احتجازٍ ضيقة، يكبكبون فيها صغاراً وكباراً، نساءً ورجالاً، دون مراعاةٍ لحرمة وعيبة، أو احترامٍ لسنٍ أو شيبة، أو رحمةٍ بصغيرٍ أو ضعيف، أو رأفةٍ بمريضٍ أو مصاب، إذ في هذه السجون من شجت رؤوسهم، أو كسرت أطرافهم، أو أصابتهم طلقاتٌ نارية في أنحاء مختلفة من أجسادهم، دون أن يتلقوا شيئاً من العلاج، أو أبسط وسائل الرعاية والاهتمام.
أما الذين يطلقون النيران العمياء فتصيب من شاءت، دون تمييزٍ أو تحرزٍ وحذر، وبغزارةٍ لا ضرورة لها، فإنها أجهزةٌ أمنيةٌ عربية، لا ضوابط تحكمها، ولا قوانين تلزمها، ولا يهمها عدد القتلى ولا جنسياتهم، ولا تبالي بحال الجرحى ولا حقيقة اصاباتهم، وهي تعرف أن المهاجرين إنما هم من الجنسية الفلسطينية ومعهم بعض السوريين، ممن لا مكان لهم، ولا يوجد من يستقبلهم من الدول العربية، أو يرأف بهم وبأحوالهم، ومع ذلك فإن خفر السواحل العرب، يستعجلون موتهم، ويلحون في قتلهم، وقد كان يكفيهم أن يتركوهم وشأنهم، وأن يغضوا الطرف عنهم، فقد رحبت بهم ألمانيا ودول شمال أوروبا، التي فتحت أبوابها على مصاريعها لتستقبل المهاجرين الفارين من الموت، فكانت أكثر شهامةً ومروءةً من كثيرٍ ممن أوصدوا أبوابهم، وأغلقوا حدودهم، ومنعوا بتعليماتٍ مشددة المسافرين الفلسطينيين والسوريين من الدخول إلى بلادهم، أو العبور فيها إلى دولٍ أخرى.
الغريب في الأمر أن الدول الأوروبية، بما فيها إيطاليا وأسبانيا والبرتغال واليونان، وهي التي تعاني من أزماتٍ اقتصادية، وتشكو من ظروفٍ حياتية قاسية، إلا أن أمن هذه البلاد لا يقتلون مهاجراً وطأ أرضهم، ولا يتخلون عن آخر يصارع الموت غرقاً، بل إنهم يسيرون خفر السواحل، ويحركون القوارب والدوريات البحرية، يجوبون عرض البحر، يلتقطون كل مهاجر، ويساعدون كل مركب، ويقودون من نجح منهم بالوصول إلى شواطئهم، لا يقتلونهم، ولا يردونهم، ولا يحبسونهم، ولا يمنعون عنهم الماء والطعام، ولا يجبرونهم على النوم فوق الأسفلت، في الأماكن العامة، أو في بلوكاتٍ ضيقة، يجمعونهم فوق بعضهم كعلب السردين، بل تأتي لجانٌ مختصة، تحصيهم وتسجلهم، وتتعرف على ظروفهم وأوضاعهم، وتعالج المريض منهم، وتتابعهم بإنسانية، وتشرف على أوضاعهم بمسؤولية، والأهم أنها لا ترد أحداً، ولا تطرد طارقاً لبلادهم.
قد كان بإمكان العرب العاجزين عن الإيواء، والرافضين للاستضافة والاكرام، الغريبين في السلوك والممارسة، والمخالفين للتقاليد العربية الأصيلة والعادات النبيلة، أن يخلوا سبيل المهاجرين، وألا يعترضوا طريقهم، وألا يدلوا عليهم، وألا يسمحوا لمهربٍ بأن يبتزهم، أو يسرق أموالهم ويسيطر على متاعهم، وألا يحموا قطاع الطرق والبلطجية، ويسهلوا عمليات الاعتداء على المهاجرين الضعفاء، الذين لا يلوون على شئٍ من بلادهم، ولا يفكرون بالإضرار بأمنهم، أو الاعتداء على مصالحهم وممتلكاتهم، بل إنهم يدفعون لهم بسخاء، ويعطونهم أكثر مما يجب، فقط ليأمنوهم من المكر والخديعة، ويطمئنوا معهم إلى سلامة الوصول، فلا غدر ولا خيانة، ولا سرقة ولا احتيال، ولا تآمر ولا تسليم لهم.
إنها انذاراتُ خطر، وصافراتُ استغاثة، وصيحاتُ نصرة، واشاراتٌ مخيفة ومرعبة، فشبابنا يموتون، وأطفالنا يغرقون، وأمتنا تتمزق وتتبعثر، ويوماً بعد آخر يزداد اليأس، ويتعمق القنوط، ويتسع الخرق، وتتداعى أوصال الارتباط وخيوط الوصل بالأوطان وقضاياها، فهل يكون الغرباء بنا أكثر رحمة ورأفة، فيمدون لنا بالإحسان يداً، كنا نتمنى أن تكون يداً عربية أو مسلمة.

كفاك يا قدر/ وفاء القناوى

.....سكنت همومى  قلبى  وتربعت على عرشه, وشردت فى بحورالدنيا أحزانى ,وتاهت نفسى بين شطئانها,أرى عالمى من بعيد أحلم بيد تمسك بيدى ,أحلم  و أحلم بأنفاس تؤنس وحدتى ,فأتوه بين حنايا القلب وهمسات العين , أطير وأطير هنا وهناك فراشة بين الأزهار , تحلم بطفل برئ يمرح معها تتعالى الضحكات , يحاول إمساكها تفلت من بين أصابعه وضحكة عالية تهز السماء ,تنزل دمعة  تمسح بسمة حزينة إرتسمت على الشفاه,فى غيوم الدنيا تقف آهاتى تبحث عن نجمة فى السماء,تحرس ليلى وتنير صباحى ....... قدرى يامكتوب هل قدّر لى أن أعيش والهم والحزن جناحاى؟؟ أم أطير بلا جناحين أقف على تلة صغيرة تنظر إلى الجبال الشاهقات , وأناجيها تنساب الدموع بين الجفون فالطريق طويل طويل , كأنه قضبان قطار ليس لها نهاية ...أسير وحيدة كسيرة الكون حولى صامت أسمع صدى صوتى , أريد أن أصرخ بأعلى صوت أريد أن أبكى فلا أستطيع , أكتم احزانى فى صدرى الذبيح وألمح ليِلى الحزين فلا يُولد لى  فجر ولا يُشرق نهار , أمسى كصُبحى كله عدم فى عدم ,ماذا أفعل بك أيها القلب الجريح أما كفى ترنحك كالذبيح ؟؟ أقدار أحملها بين ضلوعى فعجزت وأوشكت على الإنفجار,أخاف لحظة أن  أصبح أشلاء وحطام فى لحظات إنكسار طالت وطالت , أهرب منها أحلق بين السحاب فقد كرهت الخريف وأوراقه الذابلة الصفراء , تذْروها الرياح وتتلاعب بها هنا وهناك كعمرى الذى أصبح لعبة فى يد الحياة, أين الربيع ألن يأتى !!!! أين الزهور وعبيرها أين الفراشات على أغصانها , أمسك  طيارة ورق ألهو بها طفلة صغيرة أجرى خلفها ألهث فقد أنهكنى التعب , أقف لعل قلبى يستريح من العناء , تلك هى أيامى وتلك هى الحياة ........  مهلا ياقدر ألا تمهلنى لكى أرى هذا الربيع الذى طال غيابه ؟  ألا تمهلنى لكى أقطف الأزهار وأرشف عبيرها , ورحيق الصبر يداعبنى ويعانق نور يلوُح فى الأفق يبزغ من بين الغيوم, فيا قلب إبكى فى خشوع ورضا, إنى على يقين بأن الفرج آت مع الشروق فما أعدل محكمة الآخرة فالربُ قاضيها والملائكة شهود , فهل أطمع أن تنصفنى أقدارى بعد أن ظللت أكابر كالدمى مبتسمة حتى بعد أن تنكسر ,, أرهقت نفسى وأرهقتنى الهموم  , رحمتك ياارب  


قمامة دستور الأخوان... و لجنة الخمسين/‏ مجدى نجيب وهبة

هل هذا هو قدرنا ؟؟ هل  قٌدر لمصر ألا تهنأ؟؟  بحكومة وطنية تعمل من أجل هذا الوطن .. هل قدرنا ان نبتلى بحكومة باردة لا نعرف هى تعمل لصالح من ؟؟ حكومة لا تدرك خطورة الموقف ولا قيمة الزمن ولاتعى ما يٌدار ضد مصر من مؤامرات و دسائس تدبرها امريكا لاسقاط الدولة المصرية و اسقاط هيبة المؤسسة العسكرية لخلق حالة من الفوضى الهدامة .. حتى رئيس الدولة أصابة نفس التبلد و الصمت عن الكلام مكتفياً ببعض العبارات فقط فى المناسبات مبررراُ ذلك بأنة رئيس مؤقت و أن  طبيعتة كقاضى لا يحب الرطرطة فالكلام ...
.. ثم نتسائل هل  الببلاوى من خلايا الأخوان النائمة ؟؟ و خصوصاُ لو علمنا انة كان يكتب عمود فى جريدة الشروق الأخوانية و تارة فى جريدة المصرى اليوم  ,ثم توقف عن الكتابة بعد توليتة منصب رئيس الوزراء ...
و اذا كان هذا هو حال الحكومة فكيف يكون حال " لجنة الخمسين " التى اختارتها الحكومة .. هذة اللجنة حتى هذة اللحظة لم تعترف صراحة أنها نسفت دستور 2012 الأخوانى  ... وهى فى صدد الانتهاء من دستور جديد لمصر يليق بثورة 30 يونيو 2013 و لكن هذة اللجنة دائما تظل تلف و تدور و تعلن تعديل معظم مواد دستور 2012 الآخوانى ... فلماذا هذة المراوغة ؟؟ و هل هناك ضغوط من أى جهة على هذة اللجنة بعدم الأطاحة بدستور 2012 المعيب ؟؟ و من هى هذة الجهة ؟؟ .. و لمصلحة من تتم تنفيذ الأوامر ؟؟ أم أن هناك أوامر أخرى أصدرتها الآدارة الأمريكية لتعطيل خارطة الطريق ؟1 ... و قد بدأ ذلك جلياً أن هناك أيادى خفية تعمل فوق مسرح الأحداث لتحرك هذة الدٌمى فمن سمح لحزب النور السلفى أن يتواجد فى المشهد ؟؟ و من دعى جماعة الأخوان المسلمين المنبوذة للمشاركة فى عمل الدستور ؟؟ومن دعا جماعة غير وطنية تحرض ضد الجيش و الشرطة ؟؟ مثل " جماعة 6 أبريل " للأجتماع برئيس الدولة .. و ما أعلنة المستشار السياسى لرئيس الدولة بأن جماعة" الأخوان المسلمين" جماعة غير محظورة , و لكنها تحتاج لتقنين أوضاعها , ومن تقاعس فى تنفيذ حكم محكمة الأمور المستعجلة بالحكم الصادر أن جماعة الأخوان المسلمين جماعة محظورة بكل أنشطتها و مصادرة كل أموالهم , و رفضت الحكومة تنفيذ الحكم .. الا بعد أن اشتعل الشارع المصرى بالغضب و كشر عن أنيابة فأضطرت الحكومة أسفة للآعلان أنها سوف تنفذ الحكم , و أن الأموال الى تم مصادرتها مبلغ " 60 ألف جنية " ... ألم تكن كل هذة الأشياء تدعو للسخرية و المسخرة و أننا أمام مشهد اقل ما يوصف بة أنة خيانة عظمى لكا هؤلاء لآسقاط الدولة المصرية ...

ان ما يتم الأن هومن محاولة التسويف فى اتخاذ أى قرار ضد الجماعة الارهابية لآعطاء هذة الجماعات فرصة لتهريب أموالهم و هروب من لة ضبط و احضار من أعضاء الجماعة . . و اذا كانت هذة الحكومة تتدعى البراءة و أنها تلجأ الى القانون .. فهل تناست الحكومة و لجنة الخمسين بطلان المرحلتين الأولى و الثانية بالآستفتاء على دستور الأخوان ؟؟ .. بعد اصدار مرسى العياط هذا الآعلان الدستورى المسخرة فى " 22 نوفمبر 2012 " لحماية قراراتة من الطعن عليها أمام كل المحاكم و تحصينها , و حماية الجمعية التأسيسية من الحل , وحماية مجلس الشورى من الحل , و حصار المحكمة الدستورية العليا , و منع القضاة من أداء عملهم  .. بعد  أشارات بنية الدستورية حل التأسيسية .. ثم حل المحكمة الدستورية نفسها . هل تناست لجنة الخمسين هذا الدستور العار لجمعية الآخوان الآرهابية , و العديد من الآنتهاكات و المخالفات العمدية لفرض الموافقة زوراٌ على المصريين ؟؟ و اذا أُضيف الى ذلك العنف بالميادين والمتمثل بالهجوم على رافضى مشروع الدستور الباطل أمام " الأتحادية " و سقوط (9) قتلى و حولى (750) جريح .. فهل كل ذلك لا تدركة هذة الحكومة أو هذة اللجنة ؟؟ هل تناسى الجميع كيف اٌدى الأستفتاء فى الأسكندرية . و قد تواصلت الأشتباكات بين مؤيدى و معارضى الأستفتاء كما وقعت أشتباكات دموية فى عدة محافظات أبرزها " قنا و المنيا و دمياط و بورسعيد و كفر الشيخ و الدقهلية " ....
 ..تصريحات الدكتور " أحمد النقيب " رئيس الأكاديمية السلفية بالمنصورة , و أستاذ الدراسات الأسلامية بجامعة المنصورة  بالأطاحة بهذا الدستور المعيب . كما أعلن" مصطفى العدوى " عضو مجلس شورى العلماء السلفى على قناة " الرحمة  رفضة الدستور داعياُ لسحقة تحت الأقدام ..
.. قال " عمرو موسى " خلال كلمة مسجلة بثتها قناة " أون تى فى " أن الدستور لا يصلح أن يكون دستور لمصر , و لن يؤدى الى الاستقرار شيئاُ الى أنة انسحب من الجمعية التأسيسية عندما استحال التوافق ..
المظاهرة الأسلامية فى " رابعة العدوية " رفعوا رايات سوداء لدعم دستور الأخوان .
.. " محمد سلماوى " لا للدستور علينا أن نتصدى لهذا الدستور المزعوم بأن نقول لا من أجل الأستقرار فالأستقرار لن يجىء بهذا الدستور الذى سيفتح على البلاد أبواب جهنم , و قد شهدت لجان الأستفتاء أنتهاكات خطيرة و مخالفات بالجملة , و فوضى عارمة , و اطلاق رصاص و غلق لجان , و قضاة مزيفة , و البطاقة الدوارة , ووجود متوفيين بكشوف الناخبين , و البطاقات الغير مختومة .. بالأضافة الى وجود مشرفين مجهولى الهوية داخل اللجان , و منع الأقباط  من الأداء بالتصويت فى العديد من اللجان . بل وصلت المعارك لآندلاع حروب أهلية فى معظم المحافظات و أُسيلت الدماء دون سبب ...
.. لقد فعلت عصابة الأخوان كل شىء ..  _ اغتصاب الحكم بالتزوير - اغتصاب السلطة التشريعية بالتزوير  - اغتصاب الدستور بالتزوير .. فالمسألة تحولت اغتصاب دولة بأكملها بكامل سلطاتها "الدستورية و التنفيذية و التشريعية " و الجميع يعلم ذلك فكيف الأن نتحدث عن تعديل دستور 2012 أليس هذا عار ؟! اذا كان الشعب المصرى تبرأ من كل هؤلاء.. اذن فمن يمثلوا هؤلاء الحكومة و اللجنة التأسيسية للدستور ؟! و السؤال هنا .. هل سنظل فى هذا البلاء و التخبط من قرارات الحكومة  الى لجنة مرتعشة و هى تضع دستور مصر .. أم سيكون هناك موقف حاسم من الفريق " عبد الفتاح السيسي" ؟! لوضع حد لهذة الفوضى التى تدبرها حكومة " الببلاوى " الناعمة قبل أن تجر الوطن للفوضى مرة أخرى ..
كلمة أخيرة و ما يحدث فى بعض الدول الأوروبية من أعتداءات على الرموز الوطنية , و ما حدث لبعض الفنانين مؤخراٌ من محاولة الأعتداء عليهم , و صمت الأجهزة الشرطية فى هذه الدول  .. ثم الأعتداء على السينارست "علاء الأسوانى " فى باريس اثناء الندوة التى أٌقيمت لة بالمعهد العربى بفرنسا .. ان كل هذة الجرائم مدبرة و يتم التنسيق لها و أستطيع ان اؤكد أن نصف الحاضرين من جماعة الاخوان الارهابيين الذين يتعايشون فى هذة الدول للدراسة و الجزء الاخر من هؤلاء المرتزقة هما بعض من الطلبة الفلسطيين الذين ينتمون بفكرهم الى " حزب حماس الأرهابى " و الى الجماعات الأسلامية و ينتشرون فى كل الدول بينما هما يعاملون معاملة اللاجئين السياسين و تحتضنهم بعض الدول الأوروبية رغم انها تعلم أنهم جماعات ارهابية منظمة و هنا نتسائل ما هو الحل ؟؟ الحل هو ندائنا لكل القيادات الأمنية فى مصر ان تتعامل مع حكومات هذة الدول بالمثل حتى لا تتكرر هذة الاعتداءات القذرة و البذيئة التى يداعمها الأرهاب الدولى, و امريكا, و بعض الدول الأوروبية و هذا ايضاُ يدعونا الى مناشدة الجهات الامنية بالضرب بيد من حديد على هؤلاء المجرمين و الأرهابيين الذين يتحركون فى الشوارع و الميادين المصرية للمطالبة بعودة الرئيس الارهابى " محمد مرسى" العياط , و القبض عليهم فوراٌ و مراقبة كل الطلبة الفلسطينيين و المقيميين فى مصر و طرد كل من يثبت تورطة فى اى مظاهرات ضد الجيش أو الدولة المصرية
حمى اللة مصر و حمى شعبها و جيشها العظيم ...

صوت الاقباط المصريين..

بتر مخالب دراكولا الموت والرعب واحداً بعد الآخر/ محمد فاروق الإمام

يوم أمس حملت لنا الأخبار نبأ مقتل اللواء جامع جامع الذي اقترن اسمه بحقبة الرعب والخوف التي عاشها لبنان خلال احتلال قوات الأسد لها لأكثر من ثلاثين سنة، قتل على يد أبطال الجيش الحر في دير الزور؛ حيث كان ينفذ هذا المخلب الرخيص عمليات القتل والسجن والاعتقال والملاحقة والقمع بحق الثائرين في محافظة دير الزور والمتعاطفين معهم.
اللواء جامع جامع لا تنقصه الشهرة فهو علم – ليس في الفيزياء أو الطب أو الكيمياء – بل في اختراع أساليب الإجرام والقتل وحوك المؤامرات وبث الرعب والخوف حيث يوجد أو يقيم، فهذا الرجل منذ أيام شبابه الأولى كان نجمه يرتقي صعودا في كواليس العالم الاستخباراتي، حتى تسلمه قبل تقاعده بعدة سنوات، رئاسة فرع الأمن العسكري في دير الزور، رأس حربة النظام ضد كتائب الجيش الحر والثوار والشباب المتعاطفين معهم أو الناشطين في الحقل الإعلامي والطبي والإغاثي. 
رجل المخابرات جامع جامع سبق أن تصدّر اسمه نشرات الأخبار في العام 2005، حين وضعه رئيس لجنة التحقيق الدولية ومعه فريق "14 آذار" في مقدمة الضباط السوريين المتهمين باغتيال الرئيس رفيق الحريري، كما دارت شبهات كثيرة حول دوره في اغتيال الرئيس اللبناني رينيه معوض، وظل اسمه يغيب ويظهر إلى الضوء، حتى تولت لجنة التحقيق الدولية نهائيا مهمة إعلان صكوك البراءة ولوائح الاتهام، مبعدة اسمه وأسماء أخرى عن التداول. وأدرج اسمه على اللائحة الأميركية السوداء للاشتباه بدعمه "الإرهاب" وسعيه لزعزعة استقرار لبنان.
وعاد اسم الضابط الأمني الكبير، ليتردد حين تسلم موقعه الأخير، كرئيس لفرع الأمن العسكري في دير الزور بعد عودته من لبنان بفترة قصيرة، حين تولى إلى جانب اللواء غازي كنعان أمن بيروت، في مهمة بدأها كضابط برتبه نقيب واستمر فيها لمدة 20 عاما.
وتصدى هذا الرجل في العامين الأخيرين لمهمة الدفاع عن نظام سيده دراكولا دمشق، فيما كانت المواجهات بين الجيش الحر وشبيحة النظام تستعر في الأحياء المحيطة لدير الزور، حيث كان يرتكب هذا الرجل أفظع المجازر وحشية بحق المدنيين والنساء والأطفال، ويمنع الدواء والماء والغذاء عن دخول المدينة في حصار خانق يفتقر إلى أبسط معايير القيم والأخلاق الإنسانية.
لبنان وشعب لبنان؛ وخاصة العاصمة بيروت يتذكرون بكثير من الألم اسم هذا الرجل يوم كان المسؤول عن مركز "بوريفاج" للمخابرات السورية في بيروت، وكيف كان يشيع الرعب والخوف والابتزاز ويهين أهلها لأكثر من عشرين سنة، وقد كان أحد أعمدة الجهاز الأمني السوري الذي سيطر على لبنان وتولى مسؤولية أمن بيروت وأمن المطار، سياسياً وأمنياً، كما اشتهر مكتب جامع جامع في المشرفية في لبنان بأنه وكر للرعب وابتزاز السياسيين وزرع الفتن فيما بينهم.
فإذا ما قضمت يد الثوار هذا المخلب فهناك العديد من المخالب تنتظر دورها المحتوم سواء على يد الثوار أو على يد رأس النظام أو يده هو؛ كما حدث للواء غازي كنعان الذي كان "رمزاً من رموز الأمن السوري، ورئيس شعبة المخابرات السورية في لبنان مما جعله يعتبر حاكم لبنان الفعلي في الفترة من 1982 حتى ما بعد 2001، ووزير الداخلية في سوريا من تشرين الأول 2003 حتى انتحاره بتاريخ 12 تشرين الأول 2005" وقد وجه له دراكولا دمشق الأوامر بعد أن شك بولائه "إما أن تقتل نفسك وتكون بطلاً وشهيداً أو نقتلك وتكون خائناً وعميلاً"، واختار هذا المخلب الجبان قتل نفسه. 
ثم كان مقتل العميد محمد سليمان المستشار الأمني لدراكولا دمشق، الذي اغتيل بمدينة طرطوس السورية، يوم السبت بتاريخ 2 آب 2008 في ظروف غامضة دون الكشف عمن كان وراء اغتياله، وكان سليمان قد تسلم منصب مدير مكتب دراكولا دمشق الخاص، وأصبح يدير غرفة العمليات الخاصة به، والتي تتعلق بنقل الضباط وتسريحهم ومتابعة شؤون الجيش والشؤون الأمنية. وأسس مكتباً خاصاً بالتنسيق مع مكتب المعلومات التابع للقصر الجمهوري لمتابعة الوضع الداخلي، وكل ما يتعلق بالوزارات والمؤسسات الحزبية. وخلال موت الأسد الأب كان سليمان رئيس غرفة العمليات التي تدير الأجهزة الأمنية، وكان المسؤول الأول عن تعيين اللجنة المركزية وأعضاء القيادة القطرية في المؤتمر القطري لحزب البعث عام 2000 ولاحقاً في المؤتمر القطري عام 200. 
وبعد ترقيته إلى رتبة عميد، أسندت إليه كافة الملفات المتعلقة بالجيش، وألحقت له رئاسة الأركان ووزارة الدفاع التي أصبحت تحت إمرته مباشرة. وكان العميد سليمان يدير من خلف الستار تعيينات الوزراء والمحافظين، ولم توفر له كل هذه المناصب الحماية أو تحول دون قتله.
أخيراً أقول لهؤلاء المخالب: أما آن لكم أيها البلهاء الذين باعوا أنفسهم للشيطان وارتضوا أن يكونوا عبيداً لدراكولا دمشق يسخرهم لارتكاب جرائمه وبوائقه.. أما آن لكم أن تستفيقوا وتشبوا عن الطوق الذي طوق به دراكولا دمشق أعناقكم وتعتقوا أنفسكم من طوق العبودية إلى رحابة الحرية والكرامة التي يكافح الثوار في سورية للفوز بها وتكونوا إلى جانب شركائكم في الوطن أعزاء كرماء؛ فإنكم ميتون أو مقتولون أو منتحرون إما على يد الثوار أو على يد دراكولا أو على يدكم، فاختاروا أي حياة كريمة أو ميتة ذليلة تريدون!!

يوميات نصراوي: رئيس بلدية يبحث عن وظيفة/ نبيـــل عـــودة

تنقلت أمنياته بين الأحلام واليقظة مرات عدة، لفترات تطول او تقصر بلا ضوابط او رقيب. يسعد وينتشي في الحلم ، يتسامى ، يهنأ ويغيب بذهنه بعيدا.في اليقظة تتملكه الكآبة والسوادوية، تعصف به الوحدة، يغوص بالام نفسه، حزينا ، يائسا، ساخطا، غاضبا، لا يميز بين ليله ونهاره، بين فجره وعصره، بين بصره وبصيرته، بين اذنه ولسانه، بين يده اليمنى ويده اليسرى.
حين يرى نفسه بأحلامه محمولا على أكف مريديه عاليا فوق اكتافهم يتمنى الا يؤول الحلم الى انتهاء، أن لا تتوقف الأمنيات، اللهم لا تضيع رغباتنا، لا تفشل احلامنا، اجعل وهمنا حقيقة ولا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا الى هدفنا وجعلتنا قاب قوسين او أدنى من كرسي رئاسة البلدية.
في صحوته يتمنى ان يستمر الحلم، ان لا تتوقف الأمنيات، حتى لو كان في باطنه يشعر بتزايد بعدها عن حلمه، الحلم يخفف الكآبة، يطمئن النفس حتى بالوهم، يعيش خيالاته لدرجة يظن انه سيفتح عينيه وإذ هو في المنصب المنشود، صوره الضخمة سبق با كل المرشحين، دفاتر الوعود من الأول حتى الخمسين فيه وعود تزيد عن ميزانية وزارة الدفاع الاسرائيلية، الناس حوله تصفق وتهنئه بالنصر. كتب معا نحو النصر القادم... هل كان له نصر سابق؟ خوفه من صدمة الفشل التي تساوي في حسابه ضربة كهربائية بقوة عشرة الاف واط ، قد يستغرقه الأمر شهرا قمريا كاملا حتى يصحو منها الى عالم الواقع. بعض المرشحين يقولون انهم رأس الحكمة وان قائمتهم ترفع الرأس. لم يقولوا ترفع رأس من، وأي رأس ترفع؟ الأفعى أيضا ترفع راسها!!
اذا كان لا بد فليتوقف الزمن ، يتجمد المكان، تكف الأرض عن الدوران، حسب الكذبة الصهيونية.. استطلاعات الانترنت اعطته تفوقا، انتشى، الأمر لم يكلفه اكثر من النقر على الخانة الملاصقة لأسمه، وكذا فعل أصحابه، بل تفاخر بغضهم بانه كرر النقر كل دقيقة، لعل الرئيس القادم يضاعف ما وعده به.  
هل من مرشد؟ هل من مالك للأحلام يحققها له؟ كان يعرف ان رحلة الأحلام سوف تنتهي، كما انتهت رحلات سابقة.هل ستكون رحلات أخرى لاحقة؟ كيف يحافظ على الحلم حيا متوهجا؟ كان يعلم ان تلاشي الحلم، بدون انجازه، يعني تآكل النفس وانفضاض المصفقين والطامعين بمناصب ، والراغبين بشطب الديون وأصحاب الطلبات الخاصة وابناء العائلة ومطالبي أجرة التصفيق .. والقائمة طويلة توجع الرأس .. كان يوزع الوعود شمالا يمينا، لم يقل تمهلوا لنر الوضع بعد الوصول للمراد، لا وصول للمراد بدون وعود، سيعود حتما لليقظة، ما أصعب اليقظة وقصر ذات اليد في تلبية ما التزم به. الرغبة في المنصب مجنونة. ترى كيف ستكون أيامه الأولى بعد الترحيب ومهرجان الانتصار؟ يبحث عن جواب، يجزع ويغرق بذاته.
حساباته تشير ان الفرحة قد حانت، الامكانيات موجودة، صوره الضخمة لن تذهب سدى. ها هي حسابات السرايا على الورق تفرح القلب ولكن  الخوف من حسابات القرايا في الصناديق.الإمكانيات موجودة، الرضا ممن هم فوق قائما، الدعم جاهز. حتى قميص عثمان فصل خصيصا ويؤدي دوره الممتاز. ربما لن تكون فرصة أنسب. إذا راحت عليه الآن راحت عليه على طول. القبضة قدر الهدف، غير ان الواقع يبدو زئبقيا.يبحث عن سبب عما هو فيه، ينقب عما ينقصه لينقض الانقضاض المضمون والأخير. أعصابه لا تحتمل التأجيل. كل الحسابات أحكمت.لا تزال سوى خطوة، ولكنها تبدو إمام حاجز مستحيل.. خطوة غير قابلة للتنفيذ. يراجع تاريخه القريب والبعيد، يتأمل ما مر عليه ويأمر بمزيد من الصور!!  
أحدهم اكتشف انه زعيم، كما اكتشف كولومبوس أمريكا، كانوا يتظاهرون وكانت مشاعره معهم، لذا خط في منشور له انه صاحب مواقف وطنية. وكتب رسالة  قرأها احدم بتنحيف القاف . 
حين اشتغلت هراوات الشرطة فوق رؤوس أهل بلده ، في موقفهم الشهير يوم الأرض ومواقفهم استنكارا لمذابح صبرا وشاتيلا، الخليل ومفرق الورود، لم يؤيد هراوات الشرطة. هذه حقيقة يجب ان تقال. لم يتظاهر حرصا على سلامة رأسه. هذا مكسب للجماهير ، إذ صان نافوخه سليما معافى ليملأ الوظيفة رفيعة المستوى التي يعد نفسه لها،على الأقل يبقى رأسا واحدا سليما.. وهي كلها حسابات لمصلحة الجماهير!!
كان دائما يرى نفسه رئيسا لبلدية، رأى المهمة ملائمة لقدراته وقد أشغلته طويلا. كثيرا ما ارتعش لها قلبه واحتلت مكانا مرموقا بأحلامه، الأمر الذي مده بلحظات رائعة من التجلي.
رأى نفسه رئيسا لبلدية، الموظفين من حوله، أصحاب القضايا يدخلون ويخرجون، الكل ينتظر ما تنفرج عنه شفتاه. سجل يومه مليء بالمقابلات والتشريفات، جلسة مع مدير وزارة، فطور عمل مع حاكم لواء، لقاء مع صحفيين، مقابلة مع مدراء مدارس، دقائق مخطوفة للقاء الجمهور،غذاء مع سفير، يوقع أوراقا ذات دلالات مهمة وهو في عجلة من أمره، سكرتيره يلحقه حتى باب السيارة الفاخرة ليعلمه عن آخر برنامج في يومه الطويل، يكتشف أن له عشاء عمل مع وزير ما، ينظر في ساعته حائرا من أمره، يعطي أوامره للسائق لكي ينطلق بسرعة لئلا يتأخر عن موعد الوزير...
هكذا يتخيل أيامه التي لا بد أن تأتي.. ولكن للأسف يصحو من حلمه الجميل على واقع كئيب حيث يتجمع من حوله بعض المؤيدين الذين لا يهمهم من دنياهم إلا التسبيح بحمد الله باحثين عن أحسن الطرق لضمان الآخرة  ووظيفة لابن العائلة حين يصبح زعيمهم رئيسا لبلدية في هذه المعمورة وإلغاء الديون المتراكمة من أثمان المياه والضرائب البلدية..  
يريدهم جندا ليحقق ما تصبو إليه نفسه، الثمن المطلوب غير مهم، لن يدفع من جيبه.هكذا كان في السابق وهذا هو منطق الحياة. سيصل لما يريد ولن ينساهم حين يحتضنه المقعد . الوعود لا تضر أحدا. حتى رئيس الوزراء والوزراء يوزعون وعودا لا ينفذونها ، تظل حية لا تموت،  فلماذا لا يحتذي بمن هم ارفع في سلم القيادة؟
لا بد ان يصبح عظيما. يرى ذلك في أحلامه. يراه بقناعته الذاتية بنفسه، يراه بقدرته على نثر الوعود وكسب تعاطف الموعودون.
أحيانا يقول لنفسه ان الطريق الأمثل هي الذهاب لمكتب العمل والتسجيل كرئيس بلدية عاطل عن العمل  يبحث عن وظيفة رئيس بلدية فقط لا غير... لعل وعسى يأتي الفرج من هناك.
أحيانا يرى نفسه يبحر في بحار شاسعة لا نهاية لها، تائها لا يعرف اتجاها لكي يوجه دفة سفينته إليه، يحط في جزيرة نائية غير مسكونة. روبنسون كروزو جديد، طبعة جديدة لعصر مختلف، لكنه يخاف البحار، يخاف الوقوع في بحار متجمدة، ثم ما الضمانة لوجود جزر خالية من رئيس بلدية؟ وما الضمان الأهم ان يجد سكانا في جزيرته الموعودة، لكي يصبح رئيسا لبلديتها ؟ وهل ينفع رئيس بلدية على ارض بلا سكان؟
بدأت عصبيته تشتد، راح يطلق التهم على عواهنها. مرة يتهم منافسيه بقصور في رؤيتهم، إذ أن عجزهم واضح مبين في معرفة ما يسوون أمام طلعته البهية، تألقه المرتقب، إلمامه بالحضارة العربية العريقة، ولا ضرورة لكلام زائد يكشف انه لا يحفظ إلا العناوين.
أحيانا يرى ان المتهم هو أسلوب التعليم المتخلف والمتستر وراء صياغات التقدم، حيث يتم حشو عقول الطلاب بما هب ودب من معلومات تجعلهم وقحين وبعيدين عن رؤية استحقاقه لرئاسة البلدية.
الويل لهم.. يحشون عقول الطلاب بما يسمى البيولوجيا  وبدعة استعمارية تسمى الكيمياء، واستفزاز كافر يسمى الفيزياء، وانحطاط خلقي يسمى علم الأزياء بدل ان يعلموا الطالبات الطبخ وأصول تنظيف الملابس وغسل قدمي الزوج. وفسق آخر يعلم  اسمه السياحة، .. ربنا هبنا الحماية من هذا الفسق، احمنا مكر الشيطان الكيميائي الرجيم، ربنا لا تزغ قلوبنا وراء الفيزياء والأزياء،اللهم وفر لنا الحماية من هذا الباطل،ابعد عنا كفر المجلس البلدي القائم ورئيسه، انزل عليهم من لدنك نارا ودمارا، أنقذ عقول شبابنا وبناتنا وردهم للسبيل القويم.
بعض مريديه المتألمين مما هو به، نصحوه ان ينشر إعلانات للبحث عن وظيفة رئيس بلدية  بالصحافة المحلية والأجنبية، لعل إحدى البلديات في المعمورة تبحث عن رئيس دون علمه، فيلتئم شمله على ما ترغب به نفسه. فكر بالاقتراح لبرهة، ثم هز رأسه رافضا الفكرة حتى لا يقال عنه رئيس بلدية عاطل عن العمل.. أو رئيس بلدية مع وقف التنفيذ.
قالوا له هذه حال الدنيا في أيامنا، البطالة منتشرة حتى في صفوف الوزراء، انظر الحكومة فقد خفضت وزرائها من 35 إلى 22 ،ودمجت مجالس بلدية ومحلية لتختصر عدد الرؤساء، بل وهناك اختصار في رؤساء الحكومات، يعيدون نفس رئيس الحكومة مرة وراء أخرى ، رغم رفضهم لكل سياساته ولكن الهدف الأكبر أن لا يصبح عدد رؤساء الحكومات السابقين كبيرا مما يثقل على ميزانية الدولة وجيب الجمهور.
قال بعد تفكير عميق انه لم يجرب بعد كل الطرق، أنصتوا إليه متسائلين عن الطرق التي لم تجرب بعد؟ ابتسم ابتسامة تليق برئيس بلدية، غير عاطل عن العمل وقال: "النبوت"!!
تلاقت الأعين الورعة وتساءل بعضهم: "وهل بالنبوت تضمن الجنة أيضا؟"
فطمأنهم بان المهم النيات، فحمدوا  ربهم واطمأنت هواجسهم ونفوسهم على آخرتهم، وقاموا إلى عشائهم قبل أن يبرد!!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ملاحظة: كل تشابه بين ابطال هذه القصة وبين اي مرشح لبلدية في بلادنا او في اسبانيا ، هي بمحض الصدفة فقط . ليس شرطا ان الطامح بكرسي رئاسة بلدية رجلا، الصياغة لا تعني استبعاد المرأة .. لأنني اؤمن بالمساواة الكاملة غير المنقوصة في الطموح لرئاسة بلدية للنساء ايضا ولو في قطر!!
nabiloudeh@gmail.com