الجواهري و مديح الطغاة/ أسعد البصري


وضع الرئيس السوري حافظ الأسد ، قصيدة الشاعر الجواهري في مدحه، على جدران معظم المدارس المتوسطة والإبتدائية . كما كتبها على الجدران والساحات العامة في كل المحافظات السورية .
" سلاماً أيها الأسدُ
سَلِمْتَ ويسلَمُ البَلَدُ
وتسلمُ أُمّةٌ فَخَرَتْ
بأَنّكَ فَخْرُ مَنْ تَلِدُ "
كما قام النظام السوري ، بتلحين قصيدة الجواهري في مدح الأسد . وصار يبثها كل يوم في التلفزيون ، ثمانينات و تسعينات القرن الماضي . ويطالب التلاميذ والأطفال السوريين ، الأبرياء ، بحفظ تلك الأبيات كواجب مدرسي ، فهي أبيات شاعر العرب الأكبر .
" يـــــــــا حــــافـــــظ الـــعـــهـــد يـــــــــا طـــــــــلاع ألــــويـــــة
تناهبت حــــلـــــبـــــات الـــــــعــــــــز مـــســـتـــبـــقـــا
يـــــارابـــــط الـــــجـــــأش يــــــــــا ثـــبــــتــــاً بــمــســتــعـــرٍ
تآخيا فــــــــــي شـــــبــــــوبٍ مـــــنــــــه والــتـــصـــقـــا
تــــزلــــزلـــــت تــــحــــتـــــه أرض فـــــــمـــــــا صــــعـــــقـــــا
وازخرفت حـــــولـــــه دنـــــيـــــا فـــــمــــــا انـــزلــــقــــا
ألــــــقـــــــى بـــزقـــومـــهــــا الــــمــــوبـــــي لـــمـــرتــــخــــصٍ
و عاف لــلــمـــتـــهـــاوي وردهـــــــــــــا الــــطـــــرقـــــا
يـــاحــــاضــــن الـــفــــكــــر خـــــلاقــــــاً كـــــــــــأن بـــــــــــه
من نــــســــج زهــــــــر الــــربــــى مــوشـــيـــة أنــــقـــــا
لــــــــــك الـــقـــوافــــي ومــــــــــا وشــــــــــت مــطـــارفـــهـــا
تهدي ، ومـــا اســتــن مـهـديـهـا ، ومااعـتـلـقـا "
لهذه الأسباب ، تقدمت محافظة النجف بطلب منذ بديات الأحداث السورية قبل عامين ، إلى الحكومة السورية لم توافق عليه . بنقل جثمان كل من الشاعرين العراقيين الجواهري و مصطفى جمال الدين ، من مقبرة السيدة زينب إلى دار السلام في النجف الأشرف . بسبب التخوف من العبث بالقبور في حال سقوط النظام السوري . وذلك راجع إلى مدحهما دكتاتورا ، يذبح شعبا آخر غير شعبهما العراقي . السوريون كانوا غاضبين جدا ، ويقولون لو كانت حماة في النجف الأشرف ، ويدفن نظام حافظ الأسد المجاهدين فيها أحياء بالآلاف مع النساء والأطفال عام 1982 م ، ويهدم عليهم المدينة القديمة ، ثم يبني فوق رفاتهم فندقا ضخما بخمس نجوم ، للحفلات والأعراس نكاية بالإخوان المسلمين . يقول السوريون لو فعل هذا في النجف ، و هدمها على ساكنيها ، هل يمدحه الجواهري هكذا ؟؟ . أم لأن السوريين لا يعنون له شيئا يمدحه بلا تردد .
في الحقيقة قضية مديح الطغاة ، من قبل الشعراء ، والأدباء العرب ، مسألة معقدة يجب أن نتفهمها برغبة بالتسامح والتعايش . ثم ماذا يقصد الكاتب محمد غازي الأخرس في مقاله ( الناجون " من معجم أدباء أم المعارك " ) ب " المدح الوطني " ؟ . يعني هؤلاء الأدباء المرتزقة من الدرجة الثانية ، زمن النظام السابق ، الذين يمدحون العراق وأنهاره مقابل المكافآت . ويقول الأخرس هي مكافآت ، أقل من تلك المكافآت على مديح الدكتاتور الصريح . فيقول منتصف التسعينات من القرن الماضي شاع عن هؤلاء مصطلح " المدح الوطني " .
السؤال هو ألا يعتبر مدح الحسين و العباس والأضرحة و شتم النواصب والخلفاء الراشدين اليوم ، نوعا آخر من المدح الوطني ، والولاء للطائفة ؟ . بدلا من مدح الصدر والخامنائي والخميني والسيستاني والحكيم امدح الرموز الشيعية الرئيسية ، والأئمة و اثبت ولاءك فالدولة طائفية / دينية اليوم . لماذا اليوم قصائد الجواهري مكتوبة بماء الذهب على ضريح الحسين ؟ .
لماذا صورته العملاقة على مدخل اتحاد الأدباء ؟ لأنه شاعر عظيم ؟ بلا شك هو شاعر عظيم ، ولا يوجد غبي يشك بعظمة الجواهري . أنا شخصيا غير منزعج من سلوك الجواهري وأتفهم ظروفه . فهو عملاق البلاغة ، و قمة اللغة العربية الشاهقة ، و صقر البيان والغناء . ماذا نريد من الجواهري العظيم ؟ يبيع جواريب نسائية في السيدة زينب ؟ . حافظ الأسد قدم للجواهري ، قصره الشخصي في أبو رمانة ليسكن فيه الجواهري و عائلته . مع طاقم حراسة مسلحة أربعة و عشرون ساعة في باب الدار ، مع هاتف مفتوح لكل العالم مجاني . قدم للجواهري هيبة الدولة ، و السائق الخاص بسيارة رئاسية ، و زيارات الوزراء ، والأعيان ، و كل طلباته أوامر ، و مستجابة مقابل قصائد مديح للطاغية السوري حافظ الأسد .
الحكومة العراقية الطائفية العميلة ، تكرم الجواهري اليوم ليس لأنه شاعر عظيم ، هذا الأمر لا يهمها . المهم أن الشاعر الجواهري ، لم يمدح صدام حسين ، هذا هو المهم . وماذا عن مدح حافظ الأسد ؟ . وماذا عن مشاعر الشعب السوري الذي ذبحه هذا النظام ؟ . و زرع فروع المخابرات والتعذيب في كل شارع ؟ . أنا أرى أن نتفهم ، و نتسامح ، و نقدر ظروف كل أديب . أو نفضح الجميع بلا استثناء . حتى مداحي  لنظام الحالي الطائفي الفاسد

عكا مدينة الأسوار التي عجز نابليون عن اختراقها/ شاكر فريد حسن

كي نتذكر ولاننسى، نواصل في هذه الحلقة نبش الذاكرة والقاء الضوء على تاريخ مدينة عكا العريقة ، في اطار الحديث عن المدن الفلسطينية التاريخية التي تواجه عمليات الاغتيال والتهويد ، بمناسبة الذكرى الـ (65) للنكبة الفلسطينية ، وذلك تعميقاً وتجذيراً للوعي الوطني، وبهدف تعريف الأجيال الناشئة بتاريخها وحضارتها .
عكا هي اميرة وحورية البحر ، وعروس الساحل الفلسطيني ، ودرة المدائن ، ومدينة الأسوار ،التي عجز نابليون عن اختراقها ، المسكونة بالحزن والوجع والأمل . تعتبر من أقدم مدن العالم وأهم مدن فلسطين التاريخية ، اسسها الكنعانيون (الفنيقيون) ، ويعود تاريخها الى الألف الرابع قبل الميلاد . وقد سقطت بأيدي تحتموس الثالث المصري ، وفي عهد اخناتون اعلنت تمردها على مصر مما دفع برعمسيس لتدميرها ، ولكن نظراً لاهميتها البحرية والحضارية اعاد المصريون بناءها من جديد، وجعلوها قاعدة حربية لفتوحاتهم في الشرق .
تشتهر عكا باسوارها المنيعة ، التي كان لها الدور الأكبر في تسطير تاريخها عبر أكثر من أربعة آلاف سنة ، ويصدق فيها القول الشعبي "يا خوف عكا من هدير البحر" . ومنذ فجر التاريخ وحتى اواسط القرن التاسع عشر شكل ميناؤها عصبها النابض والحافز الأول لتألق حضارتها . وفي الحقبة الصليبية بلغ هذا الميناء اوجه واصبح يوازي ميناء الاسكندرية ، ودأب الفرنجة على تحصينه ، واقاموا حوله الابراج والأسوار والقلاع ، ورفعوا كاسر الامواج واعادوا ترميم وتحصين برج الذباب . وذكر الرحالة الصليبي مارينو ساندر ان ميناء عكا بلغ مساحته ما يقارب 60 دونم .
اكتسبت اسواق عكا مكانة متميزة في اقتصاديات المدينة ، وازدهرت هذه الاسواق بفضل مينائها الهادئ الجميل والخالد ، وفيها ثلاثة اسواق يعود تاريخها الى العهد العثماني وهي: السوق الابيض والسوق التركي او العتم والسوق الشعبي ، ولم يبق منها سوى سوق واحد فقد شكله الطبيعي بفعل التعديلات والترميمات التي اجريت فيه .
ومن اشهر واهم معالم عكا وآثارها التاريخة : القلعة ، التي تقع في وسط اسوارها الشمالية ، وتعتبر اضخم مبانيها واشدها حصانة ، وتتألف من ثلاثة اقسام اساسية وهي برج الخزنة والجيخانة والقشلة . وقد تحولت هذه القلعة في اواخر العهد العثماني الى سجن مركزي ، وفيه سجن واعدم نشيطو ثورة البراق عطا الزير ومحمد جمجوم وفؤاد حجازي . هذا بالاضافة الى خان العمدان وخان الفرنج وخان الشونة وخان الشوردة وخان الحمير والسرايا والنفق الارضي وحمام القديس حنا وحمام الباشا وحمام ظاهر العمر ومسجد الجزار أو جامع الانوار ، الذي شيد على نسق الفن المعماري المتبع في بناء مساجد اسطنبول ، في حين غلبت عليه الزركشة المعروفة بالعربسك ، التي كانت متبعة في زخرفة مساجد القاهرة ، وجامع اللبابيدي وجامع البحر وجامع الرمل الشهابي وجامع ظاهر العمر وجامع الزيتونة وجامع المجادلة وجامع البرج والكنيسة المارونية وكنيسة القديس اندراوس وكنيسة القديس يوحنا . وكذلك مقام عز الدين ومقام احمد ابو عتبة ومقام الشيخ غانم ومقام الشيخ يانس ومقام النبي صالح وغير ذلك .
قبل النكبة شكلت عكا صرحاً ثقافياً وفنياً ، وكانت تجذب اليها الزائرين من كل حدب وصوب ، واحتلت مكانة طليعية مهمة كمركز ثقافي وفكري ، ومن رحمها وثراها خرجت اسماء أدبية وفكرية وثقافية وفنية لمعت في دنيا الابداع الانساني، وكان لها بصمات واضحة واسهام كبير ومهم في المشهد الفلسطيني والعربي كالشهيد الأديب والروائي غسان كنفاني  والكاتبة الصحفية سميرة عزام  والناقد المعروف انطوان شلحت والشاعر الباحث نظير شمالي والكاتب فايز الكردي والصحفي المرحوم محمود ابو شنب والشاعر الأديب يعقوب حجازي مؤسس "الأسوار " العكية - دار النشر الرائدة في نشر الثقافة الوطنية والفكر الانساني الديمقراطي  التقدمي الملتزم ،والفنان الموسيقار صدقي شكري ، والمبدعة رشا حلوة والفنان وليد قشاش وغيرهم الكثير الكثير .
 وارتبطت مواسم الفرح في عكا بالمهرجانات الادبية والشعرية والثقافية المتعددة في الزمن الغابر ، اشهرها "مهرجانات الزجل " التي كان يشارك فيها نخبة من شعراء لبنان وسوريا وفلسطين . وكان ملتقى المطارحات الزجلية في "مقهى الدلالين" في ليل طويل يحلو فيه السهر والسمر،  وكان لكل شاعر عزوته ومناصروه . ومن ابرز الزجالين والشعراء الشعبيين ، الذين كانوا يترددون على عكا ومقهى الدلالين ، وساهموا في هذه الملتقيات والمهرجانات الزجلية : يوسف حاتم الزخلاوي ومحمد محمود الزين الشحوري واحمد علي الحروفي من لبنان. ومن فلسطين: مصطفى السعيد الحطيني ويحيى العمقاوي وابو خليل الشعبي ومحمد الحسين العبليني ورشيد العبد مناع وتوفيق الريناوي واسعد عطاللـه ويوسف العابد ويوسف الرهوان ومحمد أبو السعود الاسدي وشقيقه قاسم الاسدي / أبو غانم وفرحان سلام وصالح العثمان وعبد اللطيف العجاوي وسواهم .
خلاصة القول ، عكا اليوم مدينة حزينة باكية تقاوم العنصرية ومشاريع الاقتلاع ، ورغم حزنها وبؤسها وشقائها ، تبقى "اقدم المدن الجميلة واجمل المدن القديمة " كما وصفها وقال عنها شاعرنا الفلسطيني الكبيرالراحل محمود درويش ، الذي كان يزورها مع صديقه شق البرتقالة الفلسطينية الشاعر سميح القاسم لاحتساء فنجان قهوة في مقاهيها، واكل السمك في مطاعمها ،والتمتع باللحظات الجميلة على شاطئها وبين ازقتها وخاناتها وعلى اسوارها ، والمشاركة في مهرجاناتها الشعرية وامسياتها الأدبية .

سد نهضة مرسى/ د. ماهر حبيب

أيه المشكلة إن أثيوبيا حولت مجرى النيل وحا تبنى سد النهضة أيه يعنى لما تقطع علينا المية والنور أيه يعنى لما الأرض الخصبة تبور أيه يعنى لما نبل السد العالى ونشرب ميته أيه يعنى لما نعمل عواميد كابلات الكهربا القادمة من السد العالى حبل غسيل ننشر عليه غسيلنا القذر ما هو إحنا مش حنلاقى مية نغسل بيها الغسيل بتاعنا ونحوله لغسيل نظيف أيه يعنى لما مرسى يروح مرسى أثيوبيا وتقابله وزيرة كانت معدية من قدام المطار بالصدفة وأيه يعنى لما مرسى يرجع من هناك وفى أيده خازوق النهضة يعنى هى أول مرة يجيب لنا خازوق بنفس الأسم .
طبعا إحنا مستنين تقرير اللجنة المنبثقة عن لجنة وطبعا حا تطلع اللجنة مطلعه تقرير يبصم عليه مرسى بالعشرة وهو إن سد النهضة حا يزود نصيب مصر من المية وإننا نشكر أثيوبيا على مجهودها فى مراعاة مصالح مصر ويمكن نعمل تمثال لسد النهضة ونحطه فى ميدان التحرير ولكن حا أقول لكم الخلاصة إللى لا محتاجة لجنة ولا غيره طبعا أثيوبيا غيرت مجرى النيل علشان تبنى السد فأثناء البناء لن ينقص مصر نقطة مية واحدة لأن السد لا يعمل لكن بعد السد ما يتبنى حا تبتدى أثيوبيا تحوش ميه فحا تجيب المية منين ؟ والإجابة بمنتهى البساطة من المية إللى رايحه لمصر وساعتها مصر حا تشرب من البحر.
وطبعا عقبال ما تتملى البحيرة ورا السد يكون فات ييجى عشر سنين فحتى لو رجعت حصة مصر زى ما كانت حا نكون شفطنا المية الموجودة فى بحيرة ناصر وعايزين ييجى كمان عشر سنين علشان نرجع لمستوى المية الموجودة النهارده ده غير إن تعداد مصر فى وجود حملة تزويد النسل (مش تنظيم النسل بتاعت ناصر سادات مبارك الوحشين) مصر يكون عددها وصل لمية وخمسين مليون وفى هذا الوقت سنحتاج لثلاثة أضعاف ما نحتاجه الأن لأن الأرض إللى حا تبور أثناء بناء السد وتوابعه حا تحتاج لضعف كمية الميه المطلوبة لتعود للإنتاج بالأضافة للزيادة المطلوبة لسد أفواه وأرانب برعاية الخرفان.
دى هى الخلاصة وطالما مرسى وإخوانه مش فاضيين للكلام الفارغ ده وعندهم قضية مصيرية لتغيير مديرة الأوبرا وتعيين الحاجة بخاطرها مطرحها ده بالأضافة إلى لعبة تأجيل الإنتخابات علشان الدستورية ترفضها فيعملوا واحدة تانية مضروبة ونعيد الكره وننسى فى نفس الوقت إننا سايبين نسيب مرسى ماسك الشورى وعمال يألف ويلحن منولوجات تنفع أسماعيل ياسين  مش مصر المحروسة وخلينا ماشيين فى الزفة وأهى نهضة مرسى ما نفعتش وجيبنا معاها نهضة مستوردة بطعم الفاكهة وكل نهضة وإنتو طيبين

خواطر وأحلام (يوم الوفاء)/ سركيس كرم

 

تحية الى كل من ساهم بإقامة يوم الوفاء للأستاذ الكبير بطرس عنداري. لقد شعرنا في تلك الأمسية الثقافية الراقية ان الاخلاص ما زال حياً في قلوب ووجدان الكثيرين من أبناء الجالية الكريمة.
*****
اللوحة الرائعة التي صوّرت الراحل الاستاذ بطرس عنداري بملامحه العفوية وبسمته الصادقة والتي رسمتها بمشاعرها وموهبتها المتألقة الفنانة التشكيلية الأديبة مارسيل منصور، لم تحرك أحاسيس عائلة أبو زياد فقط، بل حركت أحاسيس كل الحاضرين وهي ستفعل كذلك بأحاسيس كل من يراها.
*****
من يضيء على انجازات ومساهمات وعطاءات الغير مهما كان حجمها هو كالنور الذي يشع في العتمة، وهو ايضاً قد يتحول الى نار تحرق من يحاول إخماد وهجه..
*****
كم هو متشائم وتعيس ذلك الذي لا يرى إلا أصغر السلبيات فيما يتغاضى عن وجود كل الإيجابيات الواضحة و الكبيرة من حوله..
*****
شكراً الى رجالات وسيدات الإعلام في سيدني الذين يساهمون بتشجيع الكتاب والمفكرين والشعراء والحركات الثقافية وفي طليعتهم انطوان قزي وأنور حرب وجوزيف خوري وسايد مخايل وسوزان حوراني وبطرس بشارة وماري ميسي وغسان نخول و شربل بعيني وسواهم من أهل الفكر والقلم.
*****
الى الشاعر أسعد المكاري:
من قلبي كلمي بقلك
وبكرا راجع ع محلك
سلملي ع تراب الأرز
وقللو أني مشتقلك
وما رح بكرا أكتبلك
ولا يمكن تلفلنلك
كل ما أشتقنا لنسمة عز
خللي قلمك يقلك
*****
مهما عملنا بالغربة بتبقى يا لبنان شريان الحياة يللي ما بيخلينا نحس بالغربة طالما منفكر نزور أرض الأجداد  محل ما الناشطين فيها فكريا وثقافيا وانمائيا عم يحموا تاريخا وعم يحفظوا حاضرها وعم يسعوا لبناء مستقبلها..
*****
مبروك لك ولنا وأدامك الله يا سيدنا المطران انطوان طربيه أرزة لبنانية شامخة.. نحنا معك بالصلاة والفكر والقلب ورح نبقى معك يا سيدنا ع طول بخدمة الكنيسة والجالية بأوستراليا
*****
ترقبوا يوم بطل لبنان يوسف بك كرم في سيدني أوستراليا: معرض، شعر، فولكلور، أغاني، فيديو وجائزة يوسف بك كرم السنوية..
*****
كم أتشرف وأكبر وأعتز بأن أكون من أصغر العناصر بين رجالك يا يوسف بك.. أحارب بقلمك وأتعلم من قيمك وأحيا بسيرتك..

ذرائع حسن نصر اللات الواهية/ محمد فاروق الإمام


عندما أُسقط بيد حسن نصر اللات ولم يعد بإمكانه حجب شمس الحقيقة بغرباله المهترئ، وبان كذبه الذي كان يدعي فيه أن عناصر حزبه لا يشاركون في القتال إلى جانب طاغية دمشق، وقد حملت عشرات النعوش أجساد مقاتليه الذين كانوا يسقطون يومياً إلى قراهم في جنوب لبنان والبقاع والضاحية الجنوبية فخرج علينا في خطابه الذي ألقاه يوم 27/2/2013، ليغطي ما انكشف من سوأته، فادعى أن الدولة اللبنانية قصرت في الدفاع عن حماية اللبنانيين الموجودين في بعض القرى القريبة من الحدود اللبنانية، فأخذ المهمة عنها لأن من حق هؤلاء – كما قال – "أن يدافعوا عن أنفسهم وعن ممتلكاتهم وعن وجودهم، وهذا عليه إجماع العقلاء، ومن قُتل في هذا السبيل فهو شهيد"، وقام بذلك متطوعاً من وراء ظهر الدولة والحكومة التي هو عنصر أساسي وفعال فيها.
بعد نحو شهر؛ ومع تواتر الحديث عن وجود مقاتلين من ميليشيا حزب اللات في سورية يقاتلون إلى جانب النظام الباغي ويشاركونه عمليات القتل البشعة التي يرتكبها بحق المدنيين الآمنين، خرج علينا يوم 30/4/2013 بذريعة جديدة مدعياً أن في منطقة السيدة ذينب بدمشق مقام للسيدة زينب بنت النبي محمد صلى الله عليه وسلم يخشى عليه من الاعتداء من قبل عناصر تكفيرية مسلحة وكان لابد من وجود عناصر من حزبه لحماية هذا المقام الطاهر والذود عنه لمنع الفتنة التي قد تقع بين السنة والشيعة.
وبعد أن تبين أن عناصر حزبه يشاركون بقوة وكثافة في معركة القصير التي لا تضم أي مقام من مقامات آل البيت ولا يوجد فيها لبناني واحد، وأن شيعته وأنصاره في جنوب لبنان والضاحية الجنوبية والبقاع والهرمل يستقبلون جثامين أبنائهم القتلى بأعداد كبيرة يومياً.. أطل علينا يوم 25/5/2013 بذريعة جديدة لم يقتنع بها لا عقلاء لبنان ولا مجانينهم، ادعى فيها أنه وبحسب رؤيته "أن سيطرة هذه الجماعات (التكفيرية) على سورية أو على المحافظات المحاذية للبنان هي خطر كبير على لبنان وعلى كل اللبنانيين".
هذه الحجج الواهية والأعذار الكاذبة جعلت بعض علماء الشيعة يعلنون رفضهم لهذه الحجج التي يسوقها نصر اللات، وكان في مقدمتهم العلامة الشيخ علي الأمين الذي يعتبر من كبار علماء الشيعة وأحد أهم مراجعهم في لبنان والعالم، والذي استنكر صراحة تدخل حسن نصر اللات في سورية وقتاله إلى جانب النظام الذي يفتك بشعبه منذ أكثر من سنتين قائلاً: أن سورية ليست مكاناً للجهاد وأن تحرير فلسطين لا يكون عبر القصير، وأن زينب لا حاجة لمن يدافع عنها لأن لها رباً يحميها.
حتى الرئيس اللبناني ميشال سليمان المعروف عنه قلة الكلام خرج على صمته وأعلن أن تدخل حسن نصر اللات في سورية يضرب السلم الأهلي ويجر لبنان إلى الفتنة والاقتتال.
وفي كل الأحوال فإن ملحمة القصير أسقطت "أسطورة" مقاتل "حزب الله" الذي لا يهزم كما أسقطت القوات المصرية في حرب أكتوبر 1973 أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يهزم.
وبعد كل هذه الإخفاقات والخسائر المخزية والسقوط الأخلاقي الذي كلل جبين مقاتلي هذا الحزب الذين ارتكبوا أو شاركوا في ارتكاب مجازر بحق أهالي القصير، كان آخرها مجزرة ارتكبت على أطراف الخالدية "بين ربلة والخالدية" راح ضحيتها أكثر من عشرين مدنياً بينهم أطفال ونساء وشيوخ، وهي ثالث مجزرة من نوعها منذ عشرة أيام يرتكبها الحزب بحق مدنيين يتهمهم بإيواء أو مساعدة ثوار في ريف القصير.
وفيما لا تزال المعارك الضارية مستمرة في القصير، ويسطر فيها أبطال الجيش الحر والثوار أروع الملاحم والبطولة في مواجهة جيش حزب اللات العرمرم وبغاة النظام في معركة غير متكافئة، لا من حيث العدد ولا العدة ولا التسليح ولا كثافة النيران، إضافة إلى ما تقوم به غربان الطيران الأسدي التي تصب حممها على المدينة التي تلحق الموت والدمار بالسكان المدنيين، إضافة إلى قذائف المدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ التي تصب على المدينة من خارج الحدود.
أمام هذا التدخل السافر لحسن نصر اللات في الشأن السوري ولصالح القاتل ضد الضحية كان لابد من حدوث شرخ داخل هذا الحزب الذي أسفر قادته عن طائفيتهم المقيتة وحقدهم الدفين وهم يرفعون الشعارات الطائفية (يا لثارات الحسين) و(زينب لن تسبى مرة ثانية)، أقول كان لابد من حدوث شرخ في هذا الحزب وارتفاع أصوات العقلاء فيه تطالب بإعمال العقل والتوقف عن هذا الجرم المشين الذي يدفعهم إليه سيد المقاومة الأخرق حسن نصر اللات، وكان لابد من أن يكسر عقلاء هذا الحزب جدار الصمت والخوف رافضين تحويل أبنائهم من مقاتلين إلى قتلة ومن محررين إلى مستعمرين، رافضين زج أبنائهم في معركة استنزاف قد لا تنتهي قبل أن تزهق أرواح الآلاف منهم، وهذا ما ينتظرهم إن لم يتوقفوا وفوراً عما انخرطوا فيه.
أخيراً لابد من أن يتساءل السوريون أين دولة لبنان مما يقوم به حزب اللات من اعتداء سافر على أبنائهم وقراهم وبلداتهم وأراضيهم، وقد سمعنا بالأمس صراخهم وعويلهم وتنديدهم عند سقوط صاروخين من لعب الأطفال على الضاحية الجنوبية، ولم نسمع لهم صوت والعالم كله يشاهد جيشاً من آلاف قتلة حزب اللات تنتشر في مجمل الأراضي السورية من شمالها حتى جنوبها تذبح بحرابها المسمومة الأطفال والشيوخ والنساء؟!

تمر الأيام/ أمل جمال النيلي

تمر الأيام .. تدق الساعة .. حان الوقت .. أما الرحيل أو العودة .. أيهما اختار ..( البداية ـ أم النهاية ) .
قررت اعتبرها بداية .. بداية لأمحو الماضي بكل فرحة وألمه .. انسي ما مر بي .. علي انسى رحيل احبابى .. أنسي السنوات التي مضت من عمري .
هل انقلبت الساعة وبدأت حياتي في العد التنازلي ؟ .. لا أعرف .. وإن حدث هل سأظل وقفه مكاني انتظر فرار عمري مني ؟ .
لا لن أقبل سأسرع في المضي في حياتي .. لن أقف مكاني كشجيرة ضعيفة تتلاعب بها الرياح .

ماذا تعد دبي للمستقبل؟/ د. عبدالله المدني


نجاح مجموعة من الأفراد مرهون بتعاونهم، وعملهم بروح الفريق الواحد المدرك لإهدافه، والمتحرك وفق رؤية واضحة وبرنامج زمني محدد.
هذا ما لمسته من حضوري مؤخرا لفعاليات منتدى الصحافة العربية في دبي في دورته الثانية عشر. إذ إستطاع الفريق الذي تقوده ثلاث من خيرة بنات الإمارات وهن منى المري مديرة المكتب الإعلامي لحكومة دبي، ومريم بن فهد المديرة التنفيذية لنادي دبي للصحافة، ونائبتها منى أبوسمرة أن يحول هذا التجمع السنوي إلى ما يشبه دافوس الإعلاميين العرب - بحسب تعبير الدكتور زياد الدريس - بل إستطاع الفريق أن يبدد الصورة المختزنة في عقول الكثيرين من أن دبي ليست سوى ناطحات سحاب، وبلد سياحة التسوق العابرة، ويضع مكانه صورة البلد القادر أيضا على نشر العلم والفكر والثقافة والفن والتنوير والابتكار والإبداع إلى جانب التسلية والترفيه والمرح.
ولعل أحد الأسباب الأخرى لنجاح هذا الثلاثي وفريقهن المكون في معظمه من الإناث لجهة تنظيم برامج المنتدى وفعالياته بإتقان وحرفية، والسهر على راحة أكثر من 3500 إعلامي في وقت واحد هو الثقة التي أولاها لهن باني نهضة دبي ومهندسها الأول سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الذي أهداني وأهدى كل مشارك نسخة من كتابه الجديد "ومضات من فكر" الذي يضم خلاصة حوارات أجريت مع سموه.
ومن يقرأ هذا الكتاب لابد أن يتوقف مطولا عند حديث سموه عن المرأة وقوله أنها روح المكان وصاحبة عاطفة جياشة وقلب رحيم وعقل ذكي وروح طموحة ونظرة مختلفة إلى الأمور، وقوة أكبر مما يظنه الكثيرون.
وأستطيع اليوم أن أجزم أن ثقة الشيخ في بنات بلاده كانت في محلها، فهن لم يكتفين بما سبق ذكره، وإنما صرن يتطلعن اليوم إلى دور في التخطيط لبناء دبي المستقبل عبر إستمزاج آراء أهل العلم والخبرة، وفحص النماذج الخارجية الناجحة، وتقديم "وصفة" لما يجب عمله خلال السنوات العشر أو العشرين القادمة كي تحافظ دبي على مكانتها النموذجية في المنطقة. ففي دورة المنتدى الأخيرة دعت الأستاذ منى المري نخبة من المشاركين إلى حفل عشاء في أحد أكثر الأماكن فخامة (فندق أرماني)، لكن هذه الدعوة لم تكن من أجل أن نملأ بطوننا بما لذ وطاب فقط وإنما بهدف أن تضع أيضا كل مجموعة من المدعووين على طاولتها تصورها الخاص لما يجب أن تخطط له دبي اليوم من أجل المستقبل.
أما جلسات المنتدى هذا العام فقد تميزت بتماهيها مع الملفات الإعلامية الأكثر سخونة وتداولا بين الجماهير. حيث كانت هناك جلسة حول الإعلام الساخر، أدارها الإعلامي اللبناني الموهوب طوني خليفة بحرفية، وشارك فيها مع آخرين عميد البرامج التلفزيونية الساخرة وصاحب الجماهيرية الطاغية داخل مصر وخارجها الدكتور باسم يوسف. في هذه الجلسة طلب أحد المشاغبين المداخلة ليقول ان التكليف الشرعي يحرم ويجرم السخرية مصداقا لقوله تعالى "يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم" (سورة الحجرات)، فتصدى له باسم، شارحا أسباب وظروف نزول الآية، وإنتفاء علاقتها بما يفعله هو لجهة السخرية من نظام سياسي إقصائي ومتخبط في قراراته، الأمر الذي أوقع المتداخل في حرج شديد.
كما كانت هناك جلسة بعنوان "الخبر في زمن الطفرة الرقمية"، خـُصصت لمناقشة تغول وسائل التواصل الإجتماعي على وسائل الإعلام التقليدية لجهة نشر الخبر وتفاصيله، وشاركت فيها الإعلامية اللبنانية الجميلة ريما مكتبي التي قالت "إن الإعلام العربي يعيش حالة جديدة خلقت ما يمكن تسميته بالمواطن الصحفي". وخرجت هذه الجلسة بإجماع على ضرورة التعامل مع وسائل التواصل الإجتماعي كأدوات مكملة للإعلام التقليدي وليست بديلة عنها، وبتأكيد على أنه رغم أهمية الوسائل الحديثة، إلا أنها تفتقد إلى ما تتميز بها الوسائل التقليدية من مصداقية وثقة.
وكان للغة العربية، التي تواجه تحديات كبيرة في ظل ثقافة وسائل الإتصال الحديثة ذات اللغة المتهالكة السريعة، حضور في المنتدى من خلال جلسة عــُنونت بـ "مذبحة الضاد"، أدراتها بإقتدار الإعلامية البحرينية "بروين حبيب" التي تشق طريقها بثبات في الحقل الأكاديمي في دبي، وشارك فيها أستاذنا "المحبر" سمير عطاالله، وفاروق شوشة الأمين العام لمجمع اللغة العربية بالقاهرة. وسمير عطاالله، بالمناسبة، ضيف دائم على المنتدى، ويسعد الجميع به لطراوة حديثه ومخزونه الثقافي الكبير المتأتي من سنوات عمله الطويلة في كبريات الصحف، ناهيك عن قدرته الفذة على الإيجاز والإختصار.
لم يحالفني الحظ هذه المرة في الالتقاء بحارس الأمن الأول في دبي الفريق ضاحي بن خلفان الذي اعتقد أنه ما كان ليتخلف عن حفل إطلاق فعاليات المنتدى لولا إنشغاله بمؤتمر أمني عقد بالتزامن، لكن العوض كان في لقاء جمعني برأس السلطة التشريعية في الإمارات الحبيبة الصديق الأستاذ محمد المر العاشق حتى النخاع للموسيقى الكلاسيكية والاوبرالية، والعارف بأسرارها ورموزها وسيمفونياتها. إنه حقا لأمر رائع ان يكون على رأس المجلس الوطني الإتحادي رجل بهذه المواصفات التي تساعده حتما على التوفيق بين الآراء المتباينة وتجسير الهوة بين أصحابها بهدؤ وإتزان، على الرغم من أن وجوده في هذا الموقع الرسمي حرمنا مؤقتا من إبداعاته في حقله الثقافي الطبيعي.
كثيرون هم الأصدقاء الذين إلتقيت بهم على هامش فعاليات المنتدى. فمن الإعلامي القدير حسن معوض صاحب الماركة المسجلة بإسمه (أليس كذلك؟) في برنامج "نقطة نظام" من قناة العربية إلى الكاتب اللبناني الموهوب في إختراع المفردات والمصطلحات العربية الجديدة حازم صاغية، الذي فاز بجائزة أفضل عمود صحفي. ومن الأستاذ عثمان العمير صاحب جريدة إيلاف الإلكترونية والشخصية التي تأسرك أحاديثه وطرائفه وذكرياته، إلى الكاتب في صحيفة الإقتصادية السعودية الأستاذ عبدالله العلمي الذي زاملني في السنة التحضيرية بكلية البترول والمعادن قبل أن تفرق السبل بيننا قبل أربعين عاما، فإلى الصديق رشيد الخيون الباحث العراقي المتبحر في شئون التراث والمذاهب الإسلامية وغير الإسلامية.
على أن أكثر ما أسعدني هو الإلتقاء بثلة من الإعلاميين السعوديين الشباب ممن إختاروا دبي مكانا لإقامتهم وعملهم من أمثال الأستاذ تركي الدخيل صاحب برنامج إضاءات من قناة العربية والأخ فهد الشقيران الذي يتولى حاليا رئاسة دار مدارك المعروفه بالنشر الرصين، والأخ محمد العمر الذي لم أعرفه، لكنه بادر طواعية بتعريف نفسه قائلا: "محمد العمر صحوي سابق" الأمر الذي أثار فضولي ودفعني إلى سبر أغواره للتعرف على قصته، وهي قصة يجب أن تروى، بل رويت بالفعل من خلال رواية "الطائرة الخامسة: أوراق إرهابي فاتته رحلة أفغانستان"، فهو كان قد حزم حقائبه إستعدادا للسفر إلى أفغانستان للجهاد، لكنه ما أن حل في مطار دبي كراكب ترانزيت، ورأى ما رآه من تألق وبهجة ووجوه تواقه للحياة وإعمار الكون بدلا من هدمه، حتى تغيرت قناعاته وترك الطائرة تذهب إلى أفغانستان من دونه.
وأخيرا فإن السؤال المحوري الذي واجهني به كل من إلتقيت كان عن البحرين! كيف حال البحرين؟ وإلى أين تتجه؟ وهل هناك بصيص أمل في خروجها من النفق الذي أدخلتها فيه ثلة من حملة هويتها، لكن ممن هواهم في مكان آخر خارج حدودها؟
هذه الأسئلة تدل بالطبع على مدى ما يكنه الكثيرون للبحرين من محبة وأمنيات صادقة. واحدة فقط كنت أحسبها تعشق البحرين وتقف بجانبها، إستنادا إلى ترددها علينا وإستضافتنا لها في أكثر من منتدى وندوة ومؤتمر، فإذا بها تنحاز إلى موقف ورثة الجبهة الشعبية البائدة لتحرير عمان والخليج العربي وحلفاؤهم من جمعيات الذيل   خيبة الله عليهم.
د. عبدالله المدني
*باحث ومحاضر أكاديمي في الشأن الآسيوي
تاريخ المادة: مايو 2013
البريد الالكتروني: Elmadani@batelco.com.bh

البحرين، قميص عثمان الإمبراطورية الخمينية/ أسعد البصري

يقول العاملون في المشروع الإيراني ، بما أن السعودية ، و قوات درع الجزيرة ، قد دخلت و سحقت التمرد الشيعي في البحرين بساحة اللؤلؤة التي اندلعت بين شباط و آذار عام 2011م . يحق للحرس الثوري الإيراني ، بالمقابل ، سحق المتظاهرين السلميين السنة في الحويجة ، والأنبار ، والموصل . و للسبب ذاته يحق لحزب الله اللبناني ، والميليشيات العراقية ، والقوات الإيرانية . الزحف باتجاه بلاد الشام ، وسحق التمرد السني هناك .
و تعزيز الحكم العلوي / الأسدي حليف إيران . يقولون السعودية سحقت تمرد البحرين في الخليج لأنها تستطيع ذلك ، وقَمَعَتْ الشيعة بحجة أنهم مجرد عملاء لإيران . ونحن بالمقابل ، نسحق التمرد السني العراقي ، والسوري بالرصاص أيضا ، لأننا ، وبكل بساطة ، نستطيع ذلك ، والحجة جاهزة ، إرهابيون ، تكفيريون ، عملاء القاعدة والسعودية و قطر و أمريكا وإسرائيل ، هكذا تشكيلة واحدة متناقضة من التهم . بصراحة يتحول الصراع اليوم ، إلى مسألة وجود إقليمي ، يقضي على كل خيال ، و وهم وطني . حتى أسلوب التسقيط الأخلاقي . يقولون صراحة كما اتبع الإعلام البحريني " فريّة " الزنى في خيام المعتصمين البحرينيين . والعثور على واقيات جنس ، و ملابس داخلية ، و عرض أفلام ، و شهادات تلفزيونية ، تصور المعتصمين و كأنهم مجموعة من الشاذين ، المنحرفين أخلاقيا . بنفس الطريقة ، أطلق سدنة المشروع الإيراني ، كلابهم الإعلامية في موضوع " نكاح الجهاد " في سورية . رغم أن الشيخ العريفي ، مثلا ، خرج على التلفزيون أكثر من مرة وقال ، بأنه لم يقل كلاما منحطا كهذا ، ولم يذكر فريّة " جهاد المناكحة " إلا أن الخمينيين يصرون على أنه حدث و قال وأفتى بذلك ، هو و آخرون ، و يقدمون براهينهم الكاذبة باستمرار . الهدف هو تشويه المتمردين على الرئيس السوري ، وتحويلهم إلى شاذين و منحرفين جنسيا . وكأن تهمة الإرهاب ليست بكافية . وهكذا ، يتخذون من موضوع البحرين نموذجا و مبررا للإنتقام الواسع " قميص عُثمان " يحمله علويون في سورية ، و القميص استثمار سوري منذ أيام معاوية . هذا ما يجري على أرض الواقع بكل أسف . السيد حسن نصر الله لا يكتفي بإرسال مقاتليه ، الشرسين ، المدربين بأسلحتهم إلى بلد آخر هو سورية . لا يكتفي بذبح الثوار السوريين المقاومين للنظام السوري بدم بارد . بل يوجه الخطابات على الهواء فوق ذلك ، مُعْلناً ثقته بالنصر القريب على الشعب السوري . بل يريد إقناعنا بخيانة هذا الشعب ، و انتهازية المقاومة ، و حقارة الثوار السوريين . يقنعنا بضرورة موتنا القريب تحت بنادق النظام السوري و حزب الله . على طول الخط يقولون لك إن الوهابية هي المشكلة فقط . 

الوهابية قديمة ، وليست حركة جديدة في المنطقة .الجديد هو الخميني ١٩٧٩م و تصدير الثورة الإيرانية ، ومقولة محمد باقر الصدر " رحمه الله " الشهيرة في ساعة حماسة " ذوبوا في الإمام الخميني ، كما ذاب هو في الإسلام " . الجديد أن القادة الأربعة " المؤسسين " لحزب الدعوة الحاكم اليوم ، بعد الصدر هم إيرانيون . الآصفي والحائري والكوراني و العسكري . هؤلاء المؤسسون لحزبنا الحاكم ، الذي يقود القوات المسلحة العراقية والتعليم و إيرادات البترول . بالمناسبة الشيخ المتفلسف مهدي الآصفي ، أحد مؤسسي حزب الدعوة ، هو اليوم في النجف الأشرف ، ممثلا لمكتب الوليّ الفقيه ، إمام العصر ، نائب الإمام المهدي و ظل النبوة السيد علي الخامنائي . من الجدير بالذكر ، بعد وفاة السيد محمد حسين فضل الله ، مرجع حزب الدعوة المُعلن ، انتقلت المرجعية الروحية إلى السيد آية الله محمود الشاهرودي . وهو أول ممثل للسيد باقر الصدر لدى الثورة الإسلامية ، والإمام الخميني ١٩٧٩م . هذا الرجل " تخيل " شغل مناصب في تشخيص مصلحة النظام الإيراني ، و كبير القضاة في إيران ، و أحد المشرعين في الدستور الإيراني . هذا إضافة إلى المجلس الأعلى ، و فيلق بدر و قادته العامري و باقر الزبيدي . هؤلاء كانوا يقاتلون الجندي العراقي البطل ست سنوات مع الجندي الإيراني " التأسيس سنة ١٩٨٢م حركة التوابين المرحلة من الخيال التاريخي و ثأر الحسين والمختار الثقفي " . فيلق تابع للجيش الإيراني ، في حرب لم يوافق الخميني على السلام من ١٩٨٢م حتى ١٩٨٨م . وحين وافق أطلق كلمته الشهيرة " شُرب السّم أهون من القبول بالسلام " . فيلق بدر تحول فيما بعد إلى فصيل أمريكي اسمه " فرق الموت " و " مغاوير الداخلية " مهمتهم التعذيب ، والمداهمات ، والإغتيالات ، و رمي الجثث في الشوارع ، في الأحياء السنية العربية . هؤلاء ضباط كبار في الجيش العراقي اليوم . ما هي مهمة هذه النماذج ، بعد طرد الضباط الكبار في الجيش العراقي السابق ، واغتيالهم بحجة انتمائهم للبعث و النظام السابق ؟؟ . ما هو دور هذه الحكومة ، وانتماؤها سوى ترسيخ التبعية لإيران ، ، ونهب المليارات العراقية و نقلها إلى مركز الثورة الخمينية "طهران " و إبادة السنة العرب ، ودعم النظام العلوي في سورية ، وإبادة الشعب السوري ، أو كسر وجدانهم بتحويلهم إلى " موالي معكوسين " كموالي الدولة الأموية من الفرس ، الذين حُرّم عليهم تقلّد السيوف ، و امتطاء العتاق المذاكيا مئة عام بأكملها . هذا كله مشروع دموي ، والضحايا أحفاد معاوية ، و نواصب ، و قتلة الحسين ، و بنو أمية ، و قومچية . لا أسماء للضحايا دائما ، لا حبيبات ، ولا أطفال ... تطهير عرقي و حرب مقدسة تشنها إيران . وماذا بعد ذلك ؟؟ ، إذا كانوا يذبحون عشرات الآلاف ، بدعوى تفجير ضريح الإمامين العسكريين في سامراء . ويذبحون السوريين بدعوى حماية ضريح وهمي ، لا وجود له في التاريخ للسيدة زينب بنت علي بن أبي طالب . أليس القادم هو الهجوم على السعودية ؟؟ لأجل أضرحة البقيع ، التي هدمتها الحكومة السعودية علنا ، جهارا نهارا ؟؟ . بسبب الدعوة الوهابية ، التي سيطرت على الدولة ، والتي تتحسس من الأضرحة بشكل عام ، و تعتبرها نوعا من الشرك بالله . . قبر الإمام الباقر ، و الإمام الحسن المجتبى ، و الإمام زين العابدين السجاد ، والإمام مؤسس المذهب جعفر الصادق . وفي ذلك الشميم توارى قبر الزهراء كما يقولون . أليس من حق السعودية أن تخاف ؟؟ . خصوصا وأن ربع سكانها شيعة " ثأرهم أكبر من جبل أُحد " ، يسكنون المنطقة الغنية بالبترول وهي " المنطقة الشرقية " . هل ينتظر السعوديون حتى يتم رمي جثثهم في شوارع الرياض ، و هدم الكعبة على رؤوسهم ؟ . خصوصا و أن الإمام الخميني ، عنده مشروع انتزاع الكعبة من آل سعود ، وتحويلها إلى منطقة كالفاتيكان ، مستقلة عن الدولة ، بعد حادثة الحجاج الإيرانيين المؤسفة عام ١٩٨٧م ، والتي قال مظفر النواب بعدها مقولته القرمطية الشهيرة " أيها الناس ، أُعْلِنُ أن الحجيجَ ، حرامٌ بمكّة في السنة القادمة " . ماذا تفعل السعودية ؟ . إن رمق الخليج الأخير هو سورية . ذهب العراق لإيران ، بحجة الأغلبية المذهبية الشيعية ، هذا مفهوم ربما . لكن الأغلبية في سورية " سنة " ، العلويون المتحالفون مع إيران ، مجرد تسعة بالمئة من الشعب ، الخليج يحلم بسقوط الأسد ، و حدوث توازن في المنطقة يعوّض خسارة العراق . أما إذا أخفقوا ، فالحرب القادمة على أبواب مكة ، والرياض ، و دبي ، و الشارقة ، والمنامة ، والدمام ، و حائل ، والقصيم بعد نهضة الحوثيين المقبلة . معركة مصير ، مع توسع قومي ، إمبراطوري ، فارسي يتخذ من "التشيع " مطية لأطماعه وانتشاره . لماذا نغضب من كلمة الحق ؟؟ . نحن نطرح أفكارا ولا نشتم ولا نجرح أشخاصا . 

لا نقول بأن الشيعة العراقيين العرب الأبطال ، والوطنيين الشجعان ، مطية لأطماع إيران . بل نقول كما يقول الأستاذ " فائق الشيخ علي " الحكومة العراقية الحالية هي المطية لأطماع إيران ، و ربيبتها ، ويقول الأستاذ فائق الشيخ علي بأن على الخليج العربي ، كسب الشيعة العرب العراقيين ، بالمشاريع و فرص العمل ، وَ التلاقح الثقافي المستمر ، وقال إن سقوط الشيعة العرب العراقيين ، تحت هيمنة إيران ، ليس في مصلحتهم ، و سوف يدمرهم . و كتب الأستاذ فائق يوصي حكومات الخليج العربي ، عدم التضحية بالشيعة العراقيين العرب الأفذاذ لإيران . نجحتْ الحكومة العميلة لإيران في الترويج بأنها " دولة / طائفة " بحيث الهجوم على الحكومة يمثل هجوما على الشيعة . هذه هي حيلة النظام العراقي العميل و فتنته . أما ما أقوله و ما تقوله فلا يُغَيّر العالم .. تاريخ الأفكار والأدب ، منفصل تماما عن تاريخ الواقع السياسي والإقتصادي . نحن ننظر بعيون علمية كما نعتقد . احترامي الشديد لكل مُتفضل بقراءتي . 
.......................
هامش/ تم اعتماد مصطلح "الخمينية " بدلا من " الصفوية " في هذه الدراسة بمشورة من الباحث الماركسي الأستاذ جاسم الزيرجاوي . حيث يرى أن "الخمينية" حركة شوفينية أفظع من " الصفوية " ، كما يرى أن "الخمينية" كمصطلح لا يحمل دلالة عنصرية ، لأن الشعب الإيراني الطيب أول ضحاياها . الشعب الألماني أجمل بكثير من النازية القبيحة ، والشعب الإيراني أجمل بكثير من الخمينية البشعة المجرمة .


الشُّعَراءُ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ/ أسعد البصري

أحيطوا بي ، و احرسوني لأعرف ما حلّ بي . لقد امتلأتْ معدتي بالليل . وآن لهذه الدّنيا أن تتبدّل . إن الله فينا جميعاً . وقد يُشرق يوماً ، من كُلّ الجهات . كل ما عليك فعله الآن ، أن تمد جذورك في الأرض العراقية ، عميقا حتى المياه الجوفية . عندها ، فقط ، يصبح اقتلاعك ، اقتلاعا للغابة كلها . اللغة إما حية و إما ميّتة . القراءة لا علاقة لها بالكتابة . الكتابة بنت التجربة . أنا لا أكتب ، وإنما أتألّم ، أنتم جميعاً ، جزءٌ من هذا الألم . وما هو الشعر يا حبيبتي ؟ إِنْ لَمْ يكن ذلك الذي يكتبه البصريون المشردون ؟ .

أما آن لك أن تعرف الحقيقة ، نحن جميعا ، أبناء النهر ، وأبناء عمة الريح ، وأبناء بنات الغابات . كائناتٌ منذورةٌ للبكاء ، محكومة بالحنين . إن الله غير منفصل عن شيء من خلقه ، ألا ترى دمه في كلّ مكان . لقد خلق الله الشعراء ، من نفسٍ واحدة ، نفخ فيها من عذابه الشخصي . لهذا ، لا عزاء لنا ، ولا غبطة إلا به . لا أحد يستطيع ، بمفرده ، كتابة قصيدة عظيمة . لا توجد هكذا مصادفات . إنه هو ، يحلّ فيه ، ويخاطب الناس كافة . لهذا يكابد هؤلاء ، صعوبة المشي ، آلاما في فقرات الروح . تثقل موازينهم ، وبعضهم يفقد صوابه أو حياته . أُبَدّلُ جلدي باستمرار . لأنني كاتبٌ حَيّ . لا أختلط بجيراني ، لأن الناس ، تَقَعُ في محبة الجِلْد . الكتابة ، تجعل من الحياة كنزاً . إلى درجة أنك تُلقي بنفسك ، على ساحل الوقت المتبقي ، في هذه الحياة ، غير مُصدّق لهذا الثراء . أكادُ أُقَبّلُ أَقدامي لأَنّها حَمَلَتْني إلى هنا ، ولأنها فقدتْ فجأة ، قُدْرَتَها على السفر . الكاتب الحيّ ، يُشعلُ الرغبة من جديد ، لدى الشباب ليُصبحوا كتابا . فإذا القصائد لا معنى لها ، والمقالات مملة . لماذا يرغب أحد بالكتابة ؟ . هناك كاتب تعيسٌ ، يُلهم الكتاب الآخرين ، يمنحهم الشجاعة . يكشف لهم الطريق ليصبحوا كتابا للشعب . لكنه ، هو نفسه ، لا يستطيع أن يكون كاتبا للشعب . القسوة التي يتطلبها فتح طريق للحقيقة ، حفر نفق في الظلام . تجعل الدم يسيل على وجهه ، وتجعله منقذا غير محبوب على الإطلاق ، لكنه ضروري . لا تُحاول تغيير الواقع ، بل اخلق واقعا جديدا ، واقعا يناسبك ، لك فيه مكان ، و تقدير . " كلما ضاق عنق البوق .. يزداد دويّ الصوت الصادر " / الأب هنري بولاد اليسوعي . ليس عندي أصدقاء أُضيّع وقتي بما يطبعون ، عندي أعداء تفاجئني بعض إبداعاتهم فأقرأها . غيرُ مُضطرٍّ ، بعيون عدوٍّ مخلص ، صادق وأمين . الذين يُعَوّلون ، بأن قمعهم لي . سوف يصيبني في النهاية ، بالتطرف . حيث تقضي العُزلة ، والغضب على الضوء ، والإبداع يحلمون . نعم ، أُصاب بالتطرّف ، كما يُصاب طفلٌ بالرّشح ، و فلّاحةٌ بشوكة ، لكنني أبرأ منه بسرعة . الدود يصعد إلى قلبي من الجوع . فأنت مدين للهوام ، بكلِّ خفقة طائرٍ في أحلامك . بكُلِّ ضوء قمرٍ في قصيدتك . و كلِّ بارق أملٍ في فكرك . فيما مضى ، كنا نتفاخر بقدرتنا على الإلحاد ، و الغرابة ، والتفرد . لكن بتقدم السنين ، تصبح هذه الأمور المفزعة ، هي الواقع . وعليك أن تبحث عن قدرة كافية للإيمان ، والألفة مع العالم بمفردك . الشاعر الموجود في مصح ، أو ملجأ مشردين ، هو راهب علماني . يستطيع تناول اعترافات البشر بسهولة .

ما لا أفهمه ، كيف يكتب شاعرٌ ، كلاما لا معنى له . يجمعه في مُصَنّف لاحقا ، وَيُصَمِّم له غلافا بلا خجل ، ثم تطبعه المطابع . ألا تستحون ؟ . هذه قلة مروءة ثقافية ، وقلة أدب . إذا ليس عندك ما تقول ، لا داعي للثرثرة ، اصمت حتى يأتيك البلاغ .إن روح الأمم أمانة بيد مواهبها الخلاقة . مع عظمة المدينة العمراني والإقتصادي ، لكننا ننسى ذلك كله في النهاية ونقول هذه المدينة أنجبت الشاعر ، أو الرسام ، أو الفيلسوف ، أو المسيقي فلان . بعض الأمم في فترات انحطاطها ، لا تكتفي بالعقم ، بل حتى إذا بالخطأ أنجبت مبدعاً ، تراها تطارده ، و تأكله من الجوع والفراغ . بصحّتِكِ يا حبيبتي الكلمات . الكتاب الصغار يتحولون إلى معلقين رياضيين للسياسيين والقنابل . بينما في الحقيقة ، هناك فرصة كبيرة دائماً ، أمام أي كاتب حقيقي ، أن يكون هو الحدث الأهم . لأن الإنسان لا يهتم بالأحداث ، بقدر اهتمامه بمعناها و رمزياتها .

عندما أهداني زاهي وهبي دولة/ جواد بولس

أحبُّ عمّان. في كلِّ مرّة أعود إليها تنسيني همومي وتأخذني إلى رصيف الفرح. فيها لا أكون سائحًا يتوجّس صيد الليالي. رحبة تكفي لإيواء الأمل، وديعة كما يشتهي عصفور يحط على شرفة يبلّله الندى فيصير لحنًا. عمّان، أسقتنا حين جفّف الأخوة البئر وتركونا فرائس "للصدأ". إليها نخفُّ كلّما احلولكت ليالٍ وأثقل العبث.
عمان حضن دافئ لقصيدة وشهوة وحلم. نحن أصحاب الأرض "الأصلانيين"، كما يدقق البارعون في علم البلاغة والفصاحة والتاريخ المذبوح، نحيا هنا، في بلادنا، في قفص. حكام العرب،من مواقعهم، يصرخون: اصمدوا هناك في أرض الوطن، قاوموا، ناضلوا، لا تصالحوا، انذبحوا، انتظروا إلى أن تأتيكم العنقاء وطيور الأبابيل. لا تأتوا لبلادنا فهي نقيّة عربيّة وأنتم مدموغون بالأزرق، لا تطبّعوا معنا، لن نطبّع معكم، لن نأتي بلادكم الّا خلسة، كزيارات النحل يجيد اللسع والمص. إلى عمّان نرتاح لأنّها كعشيقة لنا، ملتقى للأنس والجنى. إليها نفد أحبابًا نلتقي أحبابًا فرَّقهم عهر وقمع وقهر.
نصلها مساء السبت. شوارعها مكتظّة بالسيارات، بعضها يحمل لوحات عراقية صارت مألوفة كابنة للمكان. أخرى تحمل لوحات سورية، شهادة على جرح عربي جديد يفيض في شوارع المدينة التي تناوبت عليها موجات النزوح. حركة عمرانية نشطة تقنع الزائر أن براءة تلك البلدة ذهبت وها هي المدينة الحديثة تتولد بمخاضات جلية، عمّان فرس جموح، من أحبّها مهرةً قد يحبّها الآن أكثر.
أمضينا ليلتنا الأولى برفقة بعض الأصدقاء. كانوا أردنيين إلا أنا وزوجتي والصديق زاهي وهبي اللبناني حتى الدنف، عاشق فلسطين الدائم. حضر زاهي ملبيًا دعوة "مؤسسة التعاون الفلسطينية" التي تقيم حفلًا خيريًا لدعم صندوق المؤسسة الذي يدعم مئات من المشاريع الحيوية في فلسطين.
في قاعة أحد فنادق عمّان احتشد بضع مئات من الفلسطينيين الميسورين وبعض الأردنيين المؤازرين. استعرض القيّمون لائحة المشاريع التي نفّذت وتلك التي خططوا لتنفيذها. فلسطين كانت حاضرةً بجروحها، أنينها وبعضٍ من عريها. مؤسسة التعاون نجحت من خلال دعمها أن تزرع بسمات على وجوه باكية دامعة. تستحق لهذا "نصف عمرنا" وكلّ التقدير.
دعا عريف الحفل الإعلامي والشاعر زاهي وهبي إلى المنصّة، الذي جاء خصيصًا ليحيي المحتفلين ويهيب بهم طالبًا سخاءهم وإمداداتهم الخيّرة. يعلن زاهي أنه سيقرأ أربع قصائد مناصفة؛ اثنتان في حب الوطن والصباح واثنتان في العشق الذي سيكون حتمًا على طريقة ذلك الجنوبي الشقي.ينهي قصيدته الثانية معلنًا:"سأعود يومًا إليكم/ محمّلًا بحسرات الغائبين/ بنشوة التين وشقاوة الرمان/ لكم ينشطر القلب تفاحة من غوايات أولى/ لكم الأرض ولكم جنّتها/ لكم الشمس ولكم ذهب المعصَمين/ لكم كلّ ما كان، كلّ ما سوف يكون/ لكم الدولة، لنا الدولة". القصيدة تختم ديوانه الجديد "تعريفُ القبلة". كتبها بعد أن نالت فلسطين اعتراف الأمم بها كدولة مراقبة وأسماها "لكمُ الدولة، لكمُ الدولة" وأهداها إلى الأسيرة السابقة هناء الشلبي ورفاقها الأسرى.
أحبَّ الحضور، فلسطينيون نازحون على مراحل، قصائد زاهي. لقد كانوا عطاشًا وكان الشعر ريّان. الشاعر كان "زاهي". بعضهم حماة لحلم أخشى أن يقرأه المستقبل بمرآة تبقيه كما لو أنه ملح على الجراح وفي الأفواه.
يجيد زاهي رسالة الشعراء، يزرعون الأمل ويقطفون من قرص الشمس همسة تشعل الصدور. بقفشاته الوسيمة وملكة واضحة جعل القاعة تهتز من فرح ورضا. شعرت أن الحضور، عند نهاية الحفل، خرج فلسطينيًا أكثر مما دخل. بعد الشاعر كان الدور للمغني، غادة شبير لبنانية رقيقة غنّت كما يليق بمقام الشجا والحنين.
إلى مخادعنا أوينا وبالعبّ دولة. في الغد التقينا، كما في كل مرة نكون فيها هناك، في بيت غانم زريقات، مربط القوافل والحيارى، عنوان النخوة والمروءة. على جهات الريح أبواب بيته مشرعة ومائدة لا تغيب عنها الطيّبات. "إيلين" زوجة وصاحبة بيت، قلب لا يضخ الّا حبًا وطيبة، تستقبلنا وهي كما وصفها "الزاهي" بقصيدة تحمل اسمها: "شجرة ترحاب/ كثيرة الاغصان والمنازل/ إلى أعتابها يعدو الضوء/ على أكتاف نافذتها تنعس الشمس وتنام/ أشعة قلبها تلقِّح زهرَ الأحبة". على مائدة إيلين التقينا: لبنانيان(زاهي وأميمة خليل) فلسطينيون (أنا وزوجتي وريم بنا) وأردني، شاعر أصيل وصديق (جريس سماوي) وأفراد عائلة المضيف. في ذلك البيت حيث ما زال عطر الراحلين من أحبة يعانق الذكرى والوعد، كانت البدايات قصائد والنهايات غناءً. افترقنا على وجع.
الحلم في الغربة وطن ودولة. القصيدة مشاعل.لم نبك ولكن كانت في الهواء غمّة. كأنني سمعت ما وشى به قلبي حين عانق الأحبة على فراق؛ عائدون نحن إلى أقفاصنا، وأنتما عائدان إلى حيث فوهة بركان ودولة لكم ربَّت "مواطفين" لا مواطنين (المعذرة من الأستاذ نصري الصايغ الذي نحت الكلمة من "مواطن" و"طائفي")، وأصحاب البيت هناك مرابطون في عاصمة تحاول أن تنسى الفصول لتبقى في كامل مشمشها.
ما هذا القلق! في أي مِرجل نعيش؟ شكرًا لك أيّها الشاعر، لقد أهديتنا حلمًا تمزّقه الخناجر. أهديت دولة لقوم "سيصير شعبًا، إن أردنا، حين يؤذن للمغني أن يرتَّل/ آية من "سورة الرحمن" في حفل الزواج المختلط"... هل تذكر يا صديقي متى سمعنا ذلك النشيد؟ هل كان في منفى أم وطن؟.

حروب المائة سنة!/ صبحي غندور

هل ما يحدث الآن على الأرض العربية هو فقط متغيّرات سياسية محلية تتدخّل فيها، وتتجاوب مع تفاعلاتها، قوى إقليمية ودولية؟ أم أنّ هذه المتغيّرات هي قطعة فقط من صورة مرسومة مسبقاً لتغييرٍ جغرافي وديمغرافي منشود لدول عربية عديدة؟ ألم تكن الحرب على العراق في العام 2003، وما أفرزته من واقع حال تقسيمي للدولة والشعب والثروات، وما مثّلته هذه الحرب من تداخل بين الصراعات المحلية والإقليمية والدولية، كافية لتكون درساً مهمّاً للعرب من أجل تحسين نظم الحياة الداخلية في مجتمعاتهم وتحصينها ضدّ التدخّل الخارجي؟! ثمّ ألم يكن درس تقسيم السودان في مطلع العام 2011 مؤشّراً عن المصير المرغوب لأوطان عربية أخرى؟!
يصرّ الآن بعض "الثوار العرب الجدد" على الحديث فقط عن المسألة الديمقراطية وعن تغيير "أنظمة الاستبداد" بمعزلٍ كامل عن قضايا أخرى هامّة تتّصل بحاضر الأمَّة العربية وتاريخها المعاصر، كقضية التحرّر الوطني من الاحتلال أو الهيمنة الأجنبية، أو قضية الصراع العربي/الصهيوني التي هي فاعلة في كلّ ما تشهده الآن المنطقة من تطّورات سياسية وأمنية، أو حتّى في قضية هويّة الأوطان العربية التي تطمسها الآن هُويات فئوية ضيقة تُمهّد لمرحلة الدويلات الطائفية والإثنية.
حبّذا لو يُدرك "الثوار العرب الجدد" أنّهم بذلك يعيدون فتح أبواب الأوطان العربية للنفوذ الأجنبي ولإعادة حقبة "المستعمرات العربية" التي أسقطتها ثورات عربية تحرّرية حقيقية في منتصف القرن الماضي، بعد عقودٍ من النضال الوطني امتدّ من المغرب إلى جزائر المليون شهيد، إلى تونس، إلى ليبيا عمر المختار، إلى مصر عبد الناصر، إلى عدن والعراق وسوريا وفلسطين ولبنان. فتلك كانت ثورات جادّة من أجل أوطانها وشعوبها، وأدّت إلى توحيد شعوبها وإلى تعزيز الهويّة العربية المشتركة، بينما "الثوار الجدد" ينفخون في بوق التدخّل الأجنبي ويصرخون ليلاً نهاراً لعودة القوى العسكرية الغربية التي كانت تحتل الأرض العربية وتستنزف ثرواتها. بل ما هو أخطر من ذلك، هو هذا التفكّك الوطني والشعبي الذي يحدث في مجتمعات "الثوار الجدد".
لكن إنصافاً للحقيقة، فإنّ معارك التحرّر الوطني في القرن العشرين لم تصل نتائجها إلى بناء مجتمعات حرّة يتحقّق فيها العدل السياسي والاجتماعي والمشاركة الشعبية السليمة في الحكم وفي صنع القرار. وبسبب ذلك، كان سهلاً حدوث التدخل الإقليمي والدولي في القضايا الداخلية العربية وعودة مشاريع الهيمنة الأجنبية من جديد. ربّما هي سمةٌ مشتركة بين عدّة بلدان عربية أنّ شعوبها نجحت في مقاومة المستعمر والمحتل ثمّ فشلت قياداتها في بناء أوضاع داخلية دستورية سليمة.
فما يحدث الآن في داخل أوطان من مشرق الأمّة ومغربها، وفي عمقها الإفريقي، هو دلالة هامّة على نوع وحجم القضايا التي تعصف لعقودٍ طويلة بالأرض العربية، وهي كلّها تؤكّد الترابط الحاصل بين الأوضاع الداخلية وبين التدخّلات الخارجية، بين الهموم الاجتماعية والاقتصادية وبين فساد الحكومات السياسية، بين الضعف الداخلي الوطني وبين المصالح الأجنبية في هدم وحدة الأوطان.
ولعلَّ أهم دروس هذه القضايا العربية المتداخلة الآن هو تأكيد المعنى الشامل لمفهوم "الحرّية" حيث أنّ الحرّية هي (حرّية الوطن وحرّية المواطن معاً) ولا يجوز القبول بإحداها بديلاً عن الأخرى. كذلك هو التلازم بين الحرّيات السياسية والحرّيات الاجتماعية، فلا فصل بين تأمين "لقمة العيش" وبين حرّية "تذكرة الانتخابات". وكم يكون حجم المأساة كبيراً حينما تعاني بعض الأوطان من انعدام كل مضامين مفهوم الحرية، أو حين تجتمع عندها حكومات تفرض "الخوف والجوع" معاً في ظلِّ هيمنةٍ أجنبية ومعاهدات مقيّدة للقرار الوطني، كما كان حال مصر قبل "ثورة يناير"، وهاهي مصر الآن بعد سنتين على الثورة تتعثّر في الخروج من هذه الحالة.
فما قامت به "الجمهورية الثانية" في مصر (حقبتا أنور السادات وحسني مبارك)، وما يتمّ استمراره الآن، ولو بغير رغبة، في عهد "الجمهورية الثالثة"، من اقتلاع مصر من دورها الريادي العربي والإفريقي والإسلامي، حينما جرى توقيع المعاهدة المصرية/الإسرائيلية، كان آنذاك، وما يزال، مصدر الخلل الكبير الذي تعيشه الأمَّة العربية منذ أربعة عقود تقريباً. وتصحيح هذا الخلل هو الأساس لأي تغيير عربي إيجابي منشود في عموم المنطقة. ما عدا ذلك، يكون أشبه بمنشّطات تزيد إلى حدٍّ ما من قدرة الجسم العربي العليل على مقاومة ما فيه من أمراض، لكنها لا تشفيه من أخطرها، وهو ما حدث ويحدث في قلبه المصري.
نجد أيضاً في ملاحظة ما يحدث على الأرض العربية الآن أنّ الشعوب عموماً تعاني حالاتٍ سلبية من الانقسام على أسس طائفية أو قبلية أو إثنية بدلاً من الصراعات السياسية والفكرية والاجتماعية والطبقية، والتي هي ظواهر صراعات طبيعية في أيِّ مجتمع حيوي موحّد. وهذا الانقسام الطائفي والإثني يتمّ التشجيع عليه محلياً وإقليمياً ودولياً، ويسبح في أوحاله إعلاميون وسياسيون وعلماء دين ومفكرون، ولأغراض ومنافع مختلفة.
أمّا على صعيد الدور الخارجي في الأزمات العربية، فهو أيضاً عنصرٌ فاعل في إحداثها، أو في توظيفها واستثمارها. وهذا الدور الخارجي يجمع، على امتداد قرنٍ من الزمن، بين إسرائيل ودول كبرى حتّى في القضايا العربية الصغرى. فكم هو جهلٌ مطبق الآن استبعاد الدور الإسرائيلي في تفاعلات داخلية تحدث في عدّة أوطان عربية. وكم هو تشويه للحقائق حينما لا ينتبه العرب إلى المصلحة الإسرائيلية الكبرى في تفتيت أوطانهم وفي صراعاتهم العنفية تحت أيِّ شعارٍ كان. فأمن إسرائيل يتحقّق (كما قال أحد الوزراء الإسرائيليين بعد حرب 1967) "حينما يكون كره العربي للعربي أكثر من كرهه للإسرائيلي". ثم كم هو نكران لوقائع حدثت في حروب أهلية عربية معاصرة، كالحرب الأهلية اللبنانية، حينما كان الدور الإسرائيلي فاعلاً فيها على مدار 15 سنة، ثم استمر بعد ذلك عبر عملاء على كل الجبهات السياسية اللبنانية.
هذه الفتن الداخلية العربية الجارية في أكثر من زمان ومكان، هي حلقة متصلة بسلسلة الصراع العربي/الصهيوني على مدار مائة عام. فلم يكن ممكناً قبل قرنٍ من الزمن تنفيذ "وعد بلفور" بإنشاء دولة إسرائيل دون تقطيع للجسم العربي وللأرض العربية، حيث تزامن الوعد البريطاني/الصهيوني مع الاتفاق البريطاني/الفرنسي المعروف باسم "سايكس- بيكو" والذي أوجد كياناتٍ عربية متصارعة على الحدود، وضامنة للمصالح الغربية، ومسهّلة للنكبة الكبرى في فلسطين. فلا فصل إطلاقاً بين معارك التحرّر الوطني من المستعمر الغربي وبين الصراع العربي/الصهيوني. ولا فصل أيضاً بين أيِّ سعي لاتحاد أو تكامل عربي، وبين الصراع العربي/الصهيوني.
وربما ما يحدث اليوم على الأرض العربية هو تتويجٌ لحروب المائة سنة الماضية. فالاعتراف الدولي بإسرائيل، ثمّ الاعتراف المصري/الأردني/ الفلسطيني بها، بعد معاهدات "كامب ديفيد" و"أوسلو" و"وادي عربة"، ثمّ "تطبيع" بعض الحكومات العربية لعلاقاتها مع إسرائيل، كلّها غير كافية لتثبيت "شرعية" الوجود الإسرائيلي في فلسطين، وللتهويد المنشود للقدس ومعظم الضفة الغربية، ما لم تقم دويلات أخرى في محيط "إسرائيل" على أسس دينية. فما قاله "نتنياهو" بأنّ (المشكلة مع الفلسطينيين هي ليست حول الأرض بل حول الاعتراف بيهودية الدولة الإسرائيلية) يوضّح الغاية الإسرائيلية المنشودة في هذه المرحلة من المتغيرات السياسية العربية الجارية الآن في مشرق الأمة العربية ومغربها. فكلّما ازدادت الصراعات الطائفية والمذهبية والإثنية على الأرض العربية، كلّما اقترب الحلم الصهيوني الكبير من التحقّق في أن تكون إسرائيل هي الدولة الدينية الأقوى في منطقةٍ قائمة على دويلاتٍ طائفية. فالمراهنة الإسرائيلية هي على ولادة هذه "الدويلات" التي بوجودها لن تكون هناك دولة فلسطينية مستقلة ولا تقسيماً للقدس ولا عودة الملايين من اللاجئين الفلسطينيين، بل توطين لهم في "الدويلات" المستحدثة وتوظيف سلاحهم في حروب "داحس والغبراء" الجديدة بقيادة "الثوار الجدد".!
 يبقى السؤال قائماً ليس فقط عن مدى وعي الشعوب العربية وقياداتها الفاعلة بما حدث ماضياً، وبما يحدث حاضراً، وبما قد يحدث مستقبلاً، بل أيضاً عن مدى التوافق بين المصالح الأميركية/الغربية وبين هذا الحلم الصهيوني المتجدد؟!.
*مدير "مركز الحوار العربي" في واشنطن
Sobhi@alhewar.com

وراحت المركب ستميت حتة/ د. ماهر حبيب

تحية إعزاز و تقدير لرئيسنا مرسى للموقف الرائع والحازم والمساند لنا منذ عملية خطف جنود جيش مصر والمحافظة على أرواحنا والعمل على تحقيق أهدافنا والتى ستساعد فى الحفاظ على كياننا والعمل على سيادة هذا الكيان على مصر لتكون زعيمة المنظومة التى نحلم بها كما نشيد بحكمة مرسى فى عدم الإنصات للأصوات الجاهلة والتى كانت تخالف رؤية سيادة الرئيس وكانت تدفع فى إتخاذ قرارات حمقاء تضر جماعتنا وتضعف من قوة الدفع الذى حصلنا عليه منذ عودة الحرية المطلقة لمن كان يتم الحجر عليهم من قبل النظام السابق فبعد إنتخاب الرئيس مرسى بالرغم من تحفظنا على الوسيلة التى وصل لها لمخالفتها لما نؤمن به ولكن الغاية تبرر الوسيلة قد حققنا نجاحا غير مسبوق كما أننا نهيب بالسيد الرئيس بالإطاحة بمن يعيق الرئيس من تنفيذ خطته لنهضتنا وتحقيق النصر النهائى لدولتنا القادمة
التوقيع
خاطفى الجنود المصريين
بالنيابة عن تنظيم القاعدة
وبالأصالة عن الدكتور الظواهرى من كهفه الجديد بسيناء
الرسالة دى هى الرسالة الحقيقية التى يجب أن يرسلها خاطفى الجنود المصريين من أجل مرمطة الجيش المصرى والإطاحة بقيادتها تمهيدا لأخونة الجيش علشان يبقى فاضل القضاء وبكده تبقى الدولة بقت فى جيب الساعة الصغير للمرشد والإخوان ويتم تحقيق تحويل مصر لولاية صغننه فى الخلافة الإخوانية وتتحقق نظرية طظ فى مصر فى سنة واحدة سودة عليكى يا مصر
مأساة خطف جنودنا كشفت المستور وفضحت كل شيئ فأولا بصمنا بالعشرة إن دولتنا إنهارت وأصبحت لعبة فى أيد إللى يسوى وإللى ما يسواش وبقينا هفية فى المنطقة وأى إرهابى برشاش أو حتى بمطوة قادر على تركيع مصر وكمان التهريج فى التصريحات والمياصة فى حل مشاكل لا تحتمل إلا القسوة فى الرد للحفاظ على هيبة البلد فتحولت مصر العظيمة إلى حاجة كده زى الصومال بدون حكم أو دولة ولا يوجد بها إلا الفقر وشبح الموت والجهل والتخلف.
بنقول لحكام مصر إحنا لو جبنا بتاع بطاطا وسيبنا له الموضوع كان حا يتصرف أحسن من كده لو بتاع الفول إللى كان بيبيع الفول تحت بيت الريس ورحل بعد إنتخابه كان موقفه حا يكون حاسم فتخيلوا إننا بنتحكم بمستوى أقل من هؤلاء البسطاء وتعرفوا قد أيه إحنا إنحدرنا وبقينا فى أسفل السافلين وعلشان كده مفيش غير إننا نقرا الرسالة مرة تانية ونتأملها بعد ما عرفنا مين إللى باعتها وتعرفوا إننا رحنا فى داهية خلاص و على رأى مرزوق العتقى وهو غارق فى بحر الظلمات وهو يصرخ ويقول وراحت المركب ستميت حتة

لا غيابَ بعد هذا الحب/ عبدالله علي الأقزم

جُمَلٌ  تتالتْ  و الغموضُ   جميعُهـا

و  جميعُكَ  الآتي    لهنَّ    بيانُ

مِنْ   كلِّ   ينبوعٍ    أتيتَ    كواكبـاً

و ضياؤكَ  الإرواءُ    و الحرمانُ

بـكَ  يعذبُ الحرمانُ  في   وصلاتِـهِ

ويفيضُ في الضدِّينِ  منك  لسـانُ

ما غبـتَ عن نظراتِ  فكري  ساعة

و  أنا    بدونكَ   ذلك    النسيـانُ

ووجدتُ نفسي ضمنَ نفسِكَ  سيِّدي

بكليهما       يتحرَّرُ       الإنسانُ

و  وجدتُ  فيكَ   حراكَ  قلبي   كلَّهُ

و إذا   ابتعدتَ  توقَّفَ    الخفقانُ

و  وجدتُكَ  البحرَ الكبيرَ و كيف لا

و إليَّ   يكبرُ  مِنْ  مياهِكَ    شانُ

لا  يرتوي حرفي   و حرفُكَ  ظامئٌ

إلا   و   منهُ    جميعُكَ    الرَّيَّـانُ

الحبُّ     ظلٌّ     كلَّما       أطلقتـَهُ

قدْ   عادَ  منكَ   لمائِهِ     الغليانُ

ما   قيمةُ   الأحضانِ  إن  لم  تتَّحدْ

بيني  و  بينكَ   هذهِ    الأحضـانُ

سأريكَ  مِن  نبضِ الحياةِ   مشاهداً

فيها   تُزاوجُ     هـذهِ     الألحانُ

سأريكَ  كيفَ  يفورُ   مِن   نظراتِنا

هذا الهوى  و   يُحاربُ  الفورانُ

ماذا   سيبقى  للهوى  إن  لم  يكنْ

بيديهِ   كيفَ   يُعالجُ     الهجرانُ

الوردُ   لمْ   يظهرْ   كياناً    ساحراً

إلا   إذا   يحويهِ     منكَ    كيـانُ

إنْ لم نكنْ  في  الحبِّ  بحراً واحداً

فبـنا    ستَغرقُ    هذهِ    الشطأنُ

روحي و روحكَ نقطةٌ  لم  تُكتشفْ

إلا    إذا   هيَ   للجَمَالِ      تُبانُ

ما   كنتَ  ممَّنْ   يحملون  تعصُّبـاً

كلا  و ما  لـكَ  في الشِّقاقِ  مكانُ

غذيتَ   أخلاقَ  الحياةِ   و    كلُّها

قبلَ  الغِذاءِ   تصاغرٌ   و   هوانُ
  
و زرعتَها   فينا   و سقيُكَ   بينـنا

نصفاهُ   منكَ   مودَّةٌ    و   حنانُ

ما   ريشةُ   الفنانِ   تُبدعُ    لوحةً

إنْ  لمْ  تذبْ  في   حبِّكَ   الألوانُ

أنا   ما عرفتُ الحبَّ   إلا    عندما

قد   حلَّ   منكَ   بعالمي  الذوبانُ

تُـشـتـَّقُّ  مِنْ عينيكَ  كلُّ   قصائـدي

فيعودُ   بين    حروفِها   الجريانُ

مائي    لمائك      خادمٌ      متودِّدٌ

 و إليكَ  منهُ   الذلُّ   و   الإذعانُ

أنا منكَ أمشي في الوريدِ وأنـتَ مِنْ

وقفاتِ     قلبي    ذلك   الشريانُ

بعضي و بعضُكَ  بين  أنهارِ الهوى

يتشابكانِ    فـتُـثمِرُ     الأغصـانُ

كمْ  ذا  يُحلِّقُ   في  جمالِكَ   عالمي

و  بهِ    سيحلو   ذلكَ    الطَّيرانُ

هذي     نقاطُكَ   عندما     أنزلتَها

للمفرداتِ      تعملقَ      الإنسانُ

و  بطيبِ  قلبكَ  بين  أزمنةِ   الأذى

لمْ  ينطفئْ   للحسنِ  منكَ  زمانُ

إنِّي حضرتُ  معَ الغيابِ و في دمي

مِنْ  ذا  و  ذا  تتصارعُ   الألوانُ

كيفَ الغيابُ عنِ الجَمَالِ و أنتَ في

لفتاتِ   نبلِكَ     يحضرُ    القرآنُ

هذا      حضورُكَ    كلَّما     غيَّبتـَهُ

في  العابرينَ  أضاءَ   منهُ   بيانُ

ميشال عون، نعم مسيحي، ولكن خياراته السياسية ليست مسيحية/ الياس بجاني

بصراحة متناهية إن العماد ميشال عون الذي كنا شخصياً بجانبه ومعه لمدة 17 سنة عجاف يوم كان منفياً وملاحقاً وسيادياً واستقلالياً وحاملاً لشعارات البشير، نعم هو مسيحي، نعم مسيحي وماروني، ولا يحق لنا مسيحياً وإيمانياً أن ندينه بمسيحيته أو بمارونيته أو بإيمانه كون هذه الأمور هي لله وحده على قاعدة "لا تدينوا كي لا تدانوا".
ولكن من حقنا كمسيحيين عموماً وكموارنة خصوصاً أن نختلف معه 100% على خيارات المسيحيين المصيرية والسياسية والوطنية والتي بمفهومنا وإيماننا الوطني والماروني والأخلاقي والمنطقي والشخصي العماد ميشال عون هو مُغرب وغريب عنها، لا بل من أكثر السياسيين عداءً لها.
خيارات عون السياسية متناقضة كلياً مع أماني وتطلعات وثقافة وثوابت وإيمان وتاريخ ومصلحة الموارنة الوجودية، وهي خيارات بعيدة عنهم بُعد السماء عن الأرض، ولم تكن خياراتهم في أي يوم من الأيام منذ ما يزيد عن  1500 سنة من تاريخهم النضالي والإيماني والوطني.

عون بخياراته وكما يعرف القاصي والداني هو بائع وتاجر ومتلون وانتهازي وطروادي واسخريوتي وشعبوي، كونه يحلم بكرسي بعبدا الرئاسي، وبالتالي وكما بينت ممارساته وتحالفاته وتقلباته وكفره وجحوده وأوراق تفاهماته الإبليسية هو دائماً على استعداد تام ودون أي تردد أن يخلع حتى لباسه الداخلي ويتعرى لأي كان إن وعده بمساعدته للوصول إلى الكرسي الرئاسي.
يقول المثل اللبناني الشعبي: يلي ما بدو شي هو أقوا شي"، والعكس صحيح. عون بالواقع المعاش والملموس يريد الرئاسة بجنون وبالتالي كل شيء عنده محلل إن آمن له تحقيق هذا الحلم والوهم، وبالتالي ولا وجود في قاموسه لأية معايير ثابتة أو روادع إيمانية  وأخلاقية ووطنية وإنسانية على خلفية أن الهدف يبرر الوسيلة.
برأينا الشخصي هذا الرجل هو كارثة مسيحية وعار ماروني، في حين أن ظاهرته الجنونية والغرائزية واللا مسيحية هي أخطر ما تعرض له الموارنة والمسيحيين في لبنان منذ آلاف السنين. والأخطر ما في ظاهرته هذه أنه شعبوي ويحاكي الغرائز ويشحن في النفوس الخوف والتعصب والحقد متلاعباً على الحقائق وقالباً كل الوقائع بما يتناسب مع طموحاته الرئاسية.
بمفهومنا المسيحي الإنجيلي الشخصي عون إنسان ترابي يرفض التحرر من نير العبودية الذي حررنا منه السيد المسيح بصلبه وقيامته. عون للأسف منغمس حتى الثمالة في ثقافة وفخاخ الإنسان العتيق، إنسان الغرائز والخطيئة الأصلية. عون وبسبب عبادته ترتاب الأرض يرفض الترقي إلى إنسان العماد بالماء والروح القدس الذي رفعنا إليه السيد المسيح بعماده وتجسده وصلبه وقيامته من الموت. بمفهومنا المسيحي الإيماني السيد المسيح قهر الموت وغلبه بمفهومه الترابي وأمسى الموت وكما يعلمنا الإنجيل المقدس هو الخطيئة كون المؤمن لا يموت بل يرقد على رجاء القيامة.
ولأن مشكلة عون الأولى كما أغلبية الساسة الموارنة تحديداً واللبنانيين عموماً تكمن في شرور ألسنتهم الفاجرة وفي قلة إيمانهم وابتعادهم عن الله وعن كل شرائعه، نستعير من كتابنا المقدس المفهوم المسيحي لشر اللسان كما جاء في رسالة القديس يعقوب (03/05حتى12) لنبين أن كل المهاترات والحملات الإعلامية التي يسوّق لها عون ومعه غالبية الساسة الموارنة واللبنانيين هي إبليسيه وليس فيها أي شيء مسيحي:  "وهكذا اللسان، فهو عضو صغير ولكن ما يفاخر به كبير. أنظروا ما أصغر النار التي تحرق غابة كبيرة! واللسان نار، وهو بين أعضاء الجسد عالم من الشرور ينجس الجسد بكامله ويحرق مجرى الطبيعة كلها بنار هي من نار جهنم. ويمكن للإنسان أن يسيطر على الوحوش والطيور والزحافات والأسماك، وأما اللسان فلا يمكن لإنسان أن يسيطر عليه. فهو شر لا ضابط له، ممتلئ بالسم المميت: به نبارك ربنا وأبانا وبه نلعن الناس المخلوقين على صورة الله. فمن فم واحد تخرج البركة واللعنة، وهذا يجب أن لا يكون، يا إخوتي. أيفيض النبع بالماء العذب والمالح من عين واحدة؟ أتثمر التينة، يا إخوتي، زيتونا أو الكرمة تينا؟ وكذلك النبع المالح لا يخرج ماء عذبا".
في الخلاصة نرى أن الحرب الإعلامية الحالية الدائرة بين ساسة الموارنة وأحزابهم هي بعيدة كل البعد عن إيمان وتاريخ وثقافة الموارنة، كما أنها لا تمت بصلة لتضحيات الشهداء الموارنة الأبرار، وهي أيضاً منافية كلياً لثوابت صرحهم البطريركي الذي أعطي له مجد لبنان. وهنا نحن شخصياً ودون أي التباس أو مسايرة وبصوت عال وعن قناعة راسخة نفرّق بين الصرح الماروني الذي نحترم ونجل، وبين الجالس على كرسيه في الوقت الراهن حيث إننا لا نرى في ممارسات وتحالفات وخطاب واستكبار هذا الجالس ما يشبهنا كموارنة لا من قريب ولا من بعيد.
نختم مع القديس بولس الرسول ومع مفهومه الإيماني والعملاني للمقامات البشرية الأرضية القائل: "لو أردت أن أُساير مقامات الناس لما كنت عبداً للمسيح".

الفرزدق بين يدي هشام، وصرخته بالولاء للإمام/ كريم مرزة الاسدي


4 - هؤلاء بين أيدي هؤلاء

الفرزدق بين يدي هشام ، وصرخته بالولاء للإمام :
أ - الشاعر الفرزدق :
لم يُقرن شاعران في تاريخ الأدب العربي ، كما قُرن جرير بالفرزدق ، فما ذُكر أحدهما إلا و رفرف الآخر بظلاله على الذاكرين المتذكرين  ، ليقول : أنا هنا، أمّا لماذا سنلحق جرير بالفرزدق ، لأن الأخير أكبر سنّا ، وأطول عمراً في هذه الحياة ، فالفرزدق هو همام ( وقيل : غمّام)  بن غالب بن صعصعة ، ولد بالبصرة ، وتوفي فيها بعد عمر مديد (20 هـ - 114 هـ / 641 م - 732م) - وستأتيك ترجمة جرير في الحلقة القادمة - ، كنية فرزدقنا أبو فراس  ، ولقبه الفرزدق، ولقب به، لغلظة في وجهه ، كان أبوه من أشراف البصرة ووجهائها ، وكرمائها ، سليل أجداد من ذوي المآثر الحميدة بين العرب ، فهو ينتمي إلى مجاشع بن دارم من تميم  (42)، فقد جمع بين زهوي النسب العريق ، والشعر الرقيق ،  لذلك نراه يفخر على غريمه جرير قائلاً :
مِنّا الّذِي اخْتِيرَ الرّجالَ سَماحَةً ***  وَخَيراً إذا هَبّ الرّياحُ الزّعَازِعُ
وَمِنّا الّذي أعْطَى الرّسُولُ عَطِيّةً *** *أُسارَى تَمِيمٍ، وَالعُيُونُ دَوَامِعُ
وَمِنّا خَطِيبٌ لا يُعابُ، وَحامِلٌ  ****  أغَرُّ إذا التَفّتْ عَلَيهِ المَــــجَامِعُ
وَمِنّا الّذي أحْيَا الوَئِيدَ وَغالِبٌ ***** وَعَمْروٌ وَمِنّــا حاجِبٌ وَالأقارِعُ
وَمِنّا الّذي قادَ الجِيادَ عَلى الوَجَا**** لنَجْرَانَ حَتى صَبّحَتها النّــزَائِعُ
أُولَئِكَ آبَائي، فَجِئْني بمِثْلِهِمْ *****  إذا جَمَعَتْنا يـــــــا جَرِيرُ المَجَامِعُ
ليس هذا فقط ، بل لمّا يروم هجاء جرير ، يذكّره بنسبه التميمي الوضيع ، ويلحق نفسه بنسبهم الرفيع ، وكان الأمر مألوفاً محقّاً في ذلك العصر ، رغم أن الإسلام نادى بالسواسية ، وعدم التفرقة ، ولكن الخلفاء قربوا الأقرباء ، والعرب الأصحاء ، والتنابز بين القبائل والشعراء ، اقرأ كيف يقذف الفرزدق جريراً بعد فخره في الأبيات السابقة :
يا ابن المراغة كيف تطلب دارما *** وأبوك بين حمارة وحمــــــار
وإذا كلاب بني المراغة ربّضت *** خطرت ورائي دارمي وجماري
دارم قوم الفرزدق ، باذخة المجد والشرف والعزّة ، وما جرير إلا بدوي من أعراب بني كليب  التميميين الفقراء الرعاة ، ويتمادى في قسوته ،إذ يتعرض في البيت التالي إلى قريبات جرير اللواتي رعين ماشيته   :
كم خالة لك يا جرير وعمة ***  فدعاء قد حلبت عليّ عشاري
ولكن هل كان الرجل الفرزدق الشاعر على شاكلة أبائه وأجداده ؟ كلا - يا قارئي الكريم - فقد اتهم بالفسق والفجور ، مزواجا مطلاقاً ، بعيداً عن أخلاق باديته وأهله - سوى الخشونة والفظاظة - ، متقلباً في مواقفه  صباح مساء ، نشبت بينه وبين جرير - شاركهما الأخطل التغلبي - معارك شعرية ، اتسمت بالهجاء والسخرية  حتى قذف محصنات الطرف الآخر ، وبالمقابل الفخر بالنفس والقبيلة ،سميت بالنقائض ، وكانت معروفة بشكل أخف منذ العصر الجاهلي ، وخمدت جذواتها في صدر الإسلام ، لمحاربة الإسلام النزعة القبلية الجاهلية ، وأججت بشكل أعنف وأشد في العصر الأموي ، بدوافع تحريضية من قبل الخلفاء ، والأسباب سياسية وقبلية ، وتلاقفها الشعراء لإبراز مواهبهم ، ورفعة شأنهم ، وقوة نفوذهم السياسي والاجتماعي ، وتحصيل أرزاقهم ، وتنمية أموالهم ، وكان الفرزدق ينحت شعره بالصخر فخراً ، إذ  يوظف فخامة اللفظ  ، وصلابة النظم ، وعراقة الأصل  ، وسعة الخيال ، وتوليد المعاني المبتكرة ، وترك لجرير أن يغرف من بحر ما يشاء من شعر مطبوع ، لين الإسلوب ، رقيق العبارة ، متعدد الأغراض ، ومال كثيرً للغزل والنسيب والتشبيب ، فطغى شعره  سيرورة ، أمّا الأخطل ، فإضافة لمشاركتهما المدح والهجاء والنقائض ، أجاد في وصف الخمر والدن ، والندمان .
لقد مدح الفرزدق خلفاء بني أمية أمثال  عبد الملك بن مروان ، وولديه الوليد وسليمان ، وعلى أعلب الظن لتقية تحميه ، وارتزاق يكفيه  ، ولدفع شبهة لصقت فيه ، إذ كان أبوه من أصحاب الإمام علي (ع) المقربين ، ثم أنّ القصيدة  الميمية في مدح الإمام السجاد ، والتي سنأتي عليها ، وهي محور بحثنا ،كان يجب أن يدفع ثمنها ، والرجل رجل دنيا ، لولا ميميته العليا  ، مهما يكن  ، قد غالى في مدحهم ، اقرأ كيف يخاطب سليمانهم  :
أنت الذي نعت الكتاب لنا**في ناطق التوراة والزبرِ 
كم كان من قسٍّ يخبرنا ****بخلافة المهدي أو حَبْرِ 
إنا لنرجو أن تعيد لنا ***سنن الخلائف من بني فهر
عثمان إذ ظلموه وانتهكوا ***دمه صبيحة ليلة النحر
لم يمدحهم لكرم ، أو شجاعة ، أو سماحة ...، بل جعلهم أحقّ الخلق  بالخلافة ، وهم سيوف الله ، والقمر الذي يهتدى به ...
ب - القصيدة الميمية الخالدة :
 ولكن - والحق يقال - غسل كلّ أثامه ، وارتزاقه ، وتقلباته ، بقصيدته الخالدة الرائعة ، الجريئة  التي صرخ فيها بوجه هشام  بن عبد الملك  ، عندما تجاهل الإمام  زين العابدين السّجّاد علي بن الحسين (ع)  ، ولكي نكون  عادلين معتدلين في حكمنا  حتى تطمئن القلوب،إليك مقتطفات من ثلاث روايات لتشكيل الصورة ،أولها  رواية  ابن خلكان في(وفياته) :  " وتنسب إليه مكرمة يرجى له بها الجنة، وهي أنه لما حج هشام بن عبد الملك في أيام أبيه، فطاف وجهد أن يصل إلى الحجر ليستلمه، فلم يقدر عليه لكثرة الزحام، فنصب له منبر وجلس عليه ينظر إلى الناس، ومعه جماعة من أعيان أهل الشام، فبينما هو كذلك إذ أقبل زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم، وقد تقدم ذكره - وكان من أحسن الناس وجهاً وأطيبهم أرجاً، فطاف بالبيت، فلما انتهى إلى الحجر تنحى له الناس حتى استلم، فقال رجل من أهل الشام: من هذا الذي قد هابه الناس هذه الهيبة فقال هشام: لا أعرفه، مخافة أن يرغب فيه أهل الشام، وكان الفرزدق حاضراً فقال: أنا أعرفه، فقال الشامي: من هذا يا أبا فراس فقال :
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته  *** والبيت يعرفه والحلُّ والحرمُ
هذا ابن خير عباد الله كلهمُ *****هــــــذا التقي النقي الطاهر العلمُ
إذا رأته قريش قال قائلها:****** إلى مكـــــــارم هذا ينتهي الكرم
ينمي إلى ذروة العزّ التي قصرت**عن نيلها عرب الإسلام والعجم
يكاد يمسكه عرفان راحته ***** ركن الحطيم إذا مـــا جاء يستلم
يغضي حياء ويغضى من مهابته ******* فما يكلم إلا حين يبتسم
هذا ابن فاطمة إن كنت جاهله ****** بجده أنبياء الله قـــد ختموا
فليس قولك من هذا بضائره ***  العرب تعرف من أنكرت والعجم
كلتا يديه غياثٌ عمّ نفعهما ***** تستوكفان ولا يعروهما عـــــدمُ
سهل الخليقة لا تخشى بوادره*** يزينهُ اثنان حسن الخلق والشيمُ
ما قال لا قط إلا في تشهده ****** لولا التشهد كـــــــانت لاءه نعمُ
من معشرٍ حبهم دين وبغضهمُ  ***** كــفر وقربهم منجى ومعتصمُ
فلما سمع هشام هذه القصيدة غضب وحبس الفرزدق، وأنفذ له زين العابدين اثني عشر ألف درهم، فردها وقال : مدحته لله تعالى لا للعطاء، فقال : إنا أهل بيت إذا وهبنا شيئاً لا نستعيده  ،  فقبلها . " (43).
أوردنا قسماً مما ذكر ابن خلكان من أبيات القصيدة،وصاحب (الأغاني) ، يواصل الخبر بقوله "  " فحبسه هشام فقال الفرزدق - طويل : 
 أيحبسني بين المدينة والتي *** إليها قلوب الناس يهوي منيبها 
يقلب رأسا لم يكن رأس سيد  ***** وعينا له حولاء باد عيوبها
فبعث إليه هشام فأخرجه ، ووجه إليه علي بن الحسين عشرة آلاف درهم  ،وقال : اعذر يا أبا فراس فلو كان عندنا في هذا الوقت أكثر من هذا لوصلناك به ، فردها وقال : ما قلت ما كان إلا لله وما كنت لأرزأ عليه شيئا ، فقال له علي قد رأى الله مكانك فشكرك ولكنا أهل بيت إذا أنفذنا شيئا ما نرجع فيه  ، فأقسم عليه فقبلها  " (44) ، أمّا المجلسي في (بحار أنواره) ، يضيف بعد الغضب الهشامي  " فغضب هشام ومنع جائزته وقال: ألا قلت فينا مثلها؟ قال: هات جدا كجده وأبا كأبيه واما كأمه حتى أقول فيكم مثلها، فحبسوه بعسفان بين مكة والمدينة فبلغ ذلك علي بن الحسين عليه السلام فبعث إليه باثني عشرألف درهم ..." (45) ، ويكمل رواية صاحب (الأغاني) .
 تساهل هشام مع الفرزدق ، وغض الطرف عن هيبة ، ومنزلة الإمام السجاد (ع) ، لم يكن عبثاً ، فمن يتتبع التاريخ العربي في العصرين الأموي والعباسي ، ويتأمل في حيثياته، ودقائق أموره ، يجد أنّ الأمويين بعد الطامة الكبرى في التاريخ الإسلامي- كما نعتها ابن الطقطقي في (فخريّه) -  غداة عاشوراء على أرض كربلاء ، حسّوا بالخطيئة الكبرى التي اقترفوها بعد مقتل الإمام الحسين(ع) ، وحاولوا جاهدين تصحيح المسار ، فتنازل أو قتل غيلة معاوية الثاني ، فانتقلت الخلافة من معاوية وأصلابه إلى مروان بن الحكم وأولاده وأحفاده ، وظهر الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز ، ولكن الجريمة الكبرى ، كانت أكبر بكثيرمن أنْ تنسى ، فزلزلت ثورات التوابين ، والمختار ، وابن الأشعث ، وزيد بن علي ...الأرض من تحت أقدامهم حتى دكّت دولتهم ، ولكن حين طلّت الدولة العباسية ، لم تكن أرحم على العلويين من سالفتها الأموية ، لذلك ذهب الشعراء إلى قولهم :
والله ما فعلت أمية فيهمُ *** معشار ما فعلوا بنوا العباسِ
أرى أمية معذورين إنْ غدروا ***  ولا أرى لبني العباسِ من عذرِ
يا ليت جور بني مروان دام لنا*** وليت عدل بني العباس في النار
والأهم من أبيات الشعر بكثير ، ما ذكره الجاحظ في ( النزاع والتخاصم) : إنّ المنصور أحضر محمد بن إبراهيم بن حسن ، وأقامه ، ثمّ بنى عليه إسطوانة ، وهو حي ، وتركه حتى مات جوعاً وعطشاً ، ثمّ قتل أكثر من معه من بني حسن . (46) ، ويؤكد هذا البطش الأصفهاني في (مقاتله) ، ويروي في (أغانيه) : لما جزع محمد النفس الزكية على وضعية أهله ، وأخذ يبكي ، فقال له عمه الحسن بن الحسن بن علي : أتبكي على بني أمية ، وأنت تريد ببني العباس ؟ ما تريد؟ فقال : والله يا عم ، لقد كنا نقمنا على بني أمية ما نقمنا ، فما بنو العباس إلاّ أقل خوفاً لله منهم ، إنّ الحجة على بني العباس لأوجب منها عليهم ، ولقد كانت للقوم أخلاق ومكارم ، وفواضل ليست لأبي جعفر ..." (47) أنا لا أفضل ، ما دام العرش  هو المفضل ، وإنَّ الملك لعقيم !!
ج - نبذة عن الإمام وهشام لتكملة موجز البحث بالتمام :
 1 - الإمام السجاد ، زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ع)  وكان يلقب بذي الثفنات ، لكثرة السجود ، يقول دعبل :
ديارعليٍّ والحسين وجعفر *** وحمزة والسجاد ذي الثفنات
كان معروفاً بالزهد والورع والعبادة والكرم والبلاغة ، والتأسيس لبناء شخصية المسلم المؤمن كأساس متين للدولة الإسلامية الحقيقية، فرض نفسه على الخلفاء الأمويين،ونال حفاوة رفيعة اجتماعية روحية غير مادية  ، لأن الإمام كان يرفض هذه الحظوة المادية  زهداً وترفعاً وعزة وعقيدة ، عند الخليفة عبد الملك بن مروان ، لمعرفة الأخير بمكانة وهيبة ومنزلة الإمام في نفوس المسلمين ، فقصيدة الفرزدق لم تولد من فراغ ، وموالاة فقط ، وإنما شخصية الإمام الروحية العظيمة هي التي أوحت للشاعر من لا وعيه ووعيه أن ينطق بهذه القصيدة التي خلدها التاريخ .
 ولد الإمام في المدينة في الخامس من شعبان سنة   37 أو 38 هـ / 658 م ، عاش في عهد جده الإمام علي ثلاث سنوات  ، إذ قتل سنة 40 هـ 661م ، وعند وفاة الإمام الحسن 50 هـ ، كان عمره ثلاث عشرة سنة ، وفي واقعة الطف (61 هـ / 681م) ثلاث وعشرين سنة ,و توفي  في 25 محرم سنة (95 هـ / 714 م)عن سبع  وخمسين سنة هجرية  .    
2 -  هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية ، عاشر الخلفاء الأمويين ، ولد في دمشق ، في عهد خلافة أبيه عبد الملك ، وذلك سنة (71 هـ / 691م) ، وتوفي سنة (125 هـ / 743 م)  ، تولّى الخلافة سنة (105 هـ - 125 هـ / 724 - 743 م) ، يعتبر من الخلفاء الأمويين الكبار ، لحزمه ، وسطوته ، ودهائه، حدثت في عهده ثورات عديدة للشيعة والخوارج والعلويين ، وآخرها ثورة زيد بن علي  122 هـ 740 م) ، واتسعت الدولة في عهده إلى أقصى خدود لدولة إسلامية في التاريخ ...من حدود بواتيه الفرنسية حيث معركة بلاط الشهداء ، مرورا بناربونه البيزنطينية وحتى بلاد الهند والسند ،  وتأججت في عهده نزعة العصبية القبلية المقيتة التي جرّت أذيالها حتى بدايات القرن الرابع الهجري بين المضريين واليمانيين ،  وهذه القصيدة الفرزدقية الميمية ، ألقيت بوجه الهشام عندما كان ولياً للعهد ، قبل 95 هـ / 717م حيث وفاة الإمام السجاد .

هام جدا.. حركة "أحمد شفيق" لإنقاذ مصر/ مجدي نجيب وهبة

** إنها ليست دعوة للإنشقاق ، ولكنه الواقع الذى فرض علىّ كتابة هذا المقال ، والذى أدعو فيه كل مواطن حر شريف فى هذا الوطن ، أن نبدأ من اليوم للخروج بالملايين للمطالبة بإنقاذ مصر تحت مسمى "حركة أحمد شفيق لإنقاذ مصر" ...
** نعم .. هذه الدعوة هامة وعاجلة بعد أن فاض بنا الكيل .. ونحن لا نتفق على فكر واحد .. واًصبح المطلوب هو تولى أكثر من رئيس لحكم مصر ..
** عندما ظهرت حركة "تمرد" للمطالبة بإسقاط النظام .. لم يتقاعس مصرى واحد عن الإنضمام للحركة ، بإعتبارها حركة شعبية تنبع من الشارع المصرى ، وليس لها أى علاقة بالتيارات الهشة أو الأحزاب الكارتونية ، أو جماعة 6 إبريل الملتوية والمتلونة ، ولا تنتمى لما يسمى جماعة الوطنية للتغيير أو حملة البرادعى أو أى من هذه الأحزاب التى ظهرت فى الأسواق بعد إنتفاضة 25 يناير ، ورحيل النظام السابق ..
** الخلاصة إن هذه الحركة كما يراها الجميع هى تيار شعبى .. هدفها هو إسقاط نظام الإخوان بعد أن فشل فى تحقيق أحلام الشباب ، بل وأسقط الدولة ، وحرص على إنهيار كل مؤسساتها .. فى سابقة لم تحدث فى تاريخ مصر منذ عهد الزعيم "أحمد عرابى" !! ..
** هذه الحركة لاقت إستحسان وقبول من كل التيارات الشعبية ، ولكن كالعادة يبدو أننا موعودون بالوكسة والخيبة وفقدان الأمل ونظرية المؤامرات والتربيطات والمصالح الشخصية .. فبالأمس نشرت الحركة على صفحتها بالفيس بوك بيانا يقول "إن الحملة لا ترحب بإنضمام الفريق أحمد شفيق لها ، فالحملة خرجت من أجل القصاص لدماء الشهداء .. والحملة تؤمن أن من أهم أهدافها عدم ممارسة أى شخص ينتمى للحزب الحاكم أى عمل سياسى لمدة لا تقل عن 10 سنوات وهو ما أطلق عليه الجماعة وكل من يرفض الدولة المدنية كلمة "العزل السياسى" .. و .. و .. و .. ، وبعض الشعارات البراقة التى إعتدنا على سماعها فى هذه الأيام ، وذلك عقب توقيع الفريق أحمد شفيق على إستمارة "تمرد" !!!!...
** وهذا يعنى أن الحملة التى تزعم إنها حركة تمرد ، هى فى الأصل حركة "تأخون" .. فهل تعى حركة تأخون معنى رفض إنضمام الفريق أحمد شفيق .. هذا يعنى رفض كل التيار المصرى ، ورفض ما يقرب من 13 مليون مواطن مصرى إنتخبوا الفريق "أحمد شفيق" .. تم التغرير بهم والسخرية من وقوفهم بجوار الحركة ، بالتوقيع على هذه الإستمارة .. فالشعب المصرى لا يرى ممن تم ترشيحهم لمنصب رئاسة الجمهورية إلا الفريق أحمد شفيق" ، الرجل الوحيد الذى يصلح لإدارة شئون الوطن فى الوقت الحالى .. كما أن الفريق "أحمد شفيق" هو رجل دولة من الطراز الأول ، ورجل عسكرى يعرف معنى كلمة "الشرف" ، وكلمة "الوطن" ، وكلمة "المواطنة" ، أعطى الكثير لمصر .. خاض أكثر من حرب ضد العدو الإسرائيلى ، وهو رجل سياسى من طراز فريد يعطى أكثر مما يأخذ .. فماذا أعطيتم أنتم أيها الجرذان ؟!!! .
** هل مازلتم تحلمون بأنكم أصحاب ثورة .. أفيقوا فلم تكن هناك ثورة .. بل هى مجرد إنتفاضة شعبية ضد الفساد ، وليس ضد الدولة .. فلا يهم أن يظل مبارك رئيسا لمصر .. أم يرحل .. كانت الإنتفاضة ضد وسائل القمع فى جهاز الشرطة ، وضد فساد المحليات ، وضد الغلاء ، وضد كل المرتشين والفاسدين !!..
** وخرج الشعب بأكمله يوم 25 يناير 2011 .. ولكن بعد هذا التاريخ إستغل الإخوان الأحداث لإسقاط مصر .. كما تضامن معهم بعض الحركات السياسية المهمشة ، وظهرت تيارات وشخصيات أطلقوا على أنفسهم "ثوار" ، وهم فى الحقيقة والواقع لم يكونوا سوى بعض الذين مولتهم الإدارة الأمريكية ودعمتهم بالأموال لإسقاط وتدمير مصر .. وإستغل المشبر محمد حسين طنطاوى ، وزير الدفاع الأسبق ، الحدث ، وجعل من مجموعة من المعتصمين "ثوار" ، وضخم الحدث .. وصمت الجميع .. وتنحى مبارك عن الحكم ، بعد أن رفض المشير حماية الرئيس ، وترك الغوغاء يعيثون فى الأرض فسادا .. ليركب الإخوان الموجة ، ويصلوا للحكم ، ومعهم بعض التيارات السياسية .. وهم من يطلقون على أنفسهم جبهة الإنقاذ ، ولكن لأن جبهة الإنقاذ لا تعلم شئ عن طبيعة الإخوان ، وإنهم فى نظر الإخوان لم يكونوا سوى مرحلة وكوبرى يعبرون عليه لكرسى الحكم .. فقد هال هذه الجبهة أن تجد نفسها خارج لعبة "الكراسى الموسيقية" ، وبدأ الإخوان يتقاسمون الغنائم بينهم وبين أبناء عشيرتهم ... ويقصون كل من لا ينتمى لتيارهم .. مما جعل هذه الأحزاب الكارتونية الهشة والمصلحجية تستاء من ندالة الإخوان .. فجمعت نفسها حتى تظهر إنها قوة وحركة شعبية مضادة للإخوان .. والحقيقة والواقع أنها حركة مصلحجية ، لم يكن لها موقف ثابت أو فكر يدعو لمبدأ ومعارضة وطنية صادقة .. بل إنها تأرجحت بين الموافقة والرفض ، والهرولة إلى قصر العروبة لمقابلة الرئيس "محمد مرسى" بعد إنتخابه .. ولكن كل هذه الحركات فى النهاية كما صرح أحد أعضاءها ، لم تنتمى إلى التيار الشعبى ، بل كانت تنتمى لجماعة الإخوان المسلمين ، ضد الفريق أحمد شفيق ، لعدم تمكينه من الوصول إلى الحكم ، وضد عودة أى مواطن من رموز النظام السابق للعمل السياسى ..
** كانت هذه الحركات تفعل ذلك ليس لأن لها فكر سياسى أو ثقل جماهيرى ، ولكنهم يفعلون ذلك لكسب التيار الإسلامى معهم .. فهل شفيق هو كافر أو غير مصرى ، أو لأنه وطنى ومصرى وعسكرى .. فيجب أن نناهضه مثلما يفعل الإخوان المتأسلمين .. هل تناسوا هؤلاء الجرذان أن الفريق أحمد شفيق قد حصل على أصوات أكثر من 13 مليون ناخب .. فى الوقت الذى حصد فيه البعض أصواتا نكاية فى شفيق .. بعضهم أعطى صوته لمحمد مرسى ، وأخرين للبرادعى ، والبعض لصباحى .. وهكذا !!! ...
** أقول لكل هؤلاء .. كفاكم كذب وتضليل وخداع للشعب .. فنحن نؤكد للمرة المليون أن الفريق أحمد شفيق هو رجل الدولة .. ولا يصلح شخص أخر لقيادة مصر غير ذلك الرجل الحر الأصيل ..
** كفاكم خداع .. فتارة تخرج حركة 6 إبريل منذ أكثر من شهر ، عندما توعدت النظام فى ذكرى إنشاء الحركة بإسقاطه ، وإنتظرنا .. ولم نجد سوى بعض الشباب والفتيات الذين ذهبوا إلى منزل وزير الداخلية ، حاملين بعض الملابس الداخلية ، فهل هذه هى الثورة على حكم الإخوان .. أم هو إستهبال وإستعباط وإستعراض الملابس الداخلية !!..
** والأن .. تهل علينا حركة أخرى موازية لحركة 6 إبريل ، وربما تكون منبثقة منها ، وهى حركة "تأخون" ، حركة "تمرد" سابقا ، لتدعو لنفس السيناريو ، لرفض أحمد شفيق ، والقصاص للشهداء .. وفى نهاية الحدوتة نضرب كوزين مولوتوف على الشرطة وعلى قصر العروبة ، ثم يتدخل الأمن بإطلاق القنابل المسيلة للدموع ، ثم يهرول الجميع للعودة إلى المنازل ، ويتم القبض على بعض المتآمرين لإحالتهم للنيابة والمحاكمة بتهمة التعدى على السلطات ومحاولة قلب نظام الحكم .. وتعود ريما لعادتها القديمة ، والفضل يرجع لحركة تأخون ، تمرد سابقا التى إستطاعت أن تخدع الملايين لتؤكد كما يؤكد الإخوان إنه لا عودة لأحمد شفيق ، ولا عودة لأى رجل فى الدولة حتى لو لم يكن أى إتهام موجه إليه ، للسيطرة على الحكم وأخونة كل مفاصل الدولة .. وهنا يجب أن ننتبه أن هذه الحركة عندما صرحت بهذا البيان فهى تجعلنا نؤمن باليقين أنها حركة مدفوعة الأجر من جماعة الإخوان المسلمين للتمثيل على الشعب ، وليس لتمثيل الشعب ..
** وهنا لى عدة رسائل لحركة "تأخون" ، تمرد سابقا ..
كفاكم نصب بإسم دماء الشهداء .. فالقتلة ليسوا أعضاء الحزب الوطنى المنحل ، ولا الفلول ، ولا حسنى مبارك .. القتلة هم من يحكمون مصر الأن ، وهم الذين قاربوا على الدخول إلى السجون مرة أخرى .. أما من يطالب بهذه الهرطقات مثل لجنة تقصى الحقائق التى شكلها محمد مرسى العياط لإعادة محاكمة النظام السابق ، بزعم ظهور أدلة جديدة .. فهذا نوع من اللهو والخداع والكذب يمارسه رئيس الجمهورية لإبعاد الشبهات عن ميليشياته وأبناء عشيرته ..
الفريق أحمد شفيق هو رمز لكل المصريين الذين وقعوا على هذه الإستمارة التى أطلقتم عليها "تمرد" ..
هذه الدعوة التى تطلقون عليها "تأخون" ، "تمرد سابقا" .. جعلتنا الأن وفى مقال عاجل نحذر وننبه الجميع وكل الشعب المصرى لسرعة إدراك الخداع وعدم التورط مع هؤلاء الخونة والموالين لجماعة الإخوان المسلمين لإنقاذ مصر والخروج تحت حملة واحدة لتطهير وإنقاذ مصر من حكم الإخوان تحت إسم "حركة أحمد شفيق لإنقاذ مصر" .. وإستعادة مصر المنهوبة !!!!!!
 مجدى نجيب وهبة
صوت الأقباط المصريين