فرسس مش أجينست/ د. ماهر حبيب

تررن تررن
مرسى : ألو
أوباما: السلام عليكم
مرسى: مين معايا
أوباما : أنا حسين يا أونكل
مرسى : حسين مين ؟بتاع أكتب يا حسين
أوباما : أنا بركة حسين شيخ البيت الأبيض
مرسى: أهلا يا عمنا بقى برضه يصح إنك تقولى يا أونكل
أوباما : ما هو أصل إللى يسمع كلامى ويمشى لى مصالحى يبقى زى جوز أمى أقول له يا عمى
مرسى: خير يا ريس
أوباما: أنا بأكلمك دلوقتى علشان الجماعة بتوع المعارضة يعرفوا العلاقة إللى بينى وبينك فيلموا الدور شوية ويخشوا الإنتخابات وبكده أبقى عملت لك أكبر معروف بإنى أخلى الإنتخابات شرعية وإنت بقى تدوس فيهم بعد كده وكله بالديموقراطية وفى نفس الوقت أقول كلمتين حمضانين من فصيلة أصل إحنا بنرعى العملية الديموقراطية والإسطوانة المشروخة دى علشان بس نتوه الناس بتوعكم.
مرسى: قصدك كلمتين حمضانين والا حمدين هاهاها
أوباما: ماشى يحق لك تهذر ما هو إللى يعمل كل ده فى شعبه وهو لسه رئيس مستجد يبقى قلبه ميت ده إنت عملت مصايب أكتر من إللى عملها مبارك وبن على فى 60 سنة فى 8 شهور بس بصراحة عينى عليك باردة
مرسى : خمسة وخميسة ما هو كله ببركة تطنيشك يا بركة
أوباما : ما هو أنا لو معملتش نفسى مش شايف ولا سامع الطبخة كلها حا تبوظ وبعد ما صدقنا وركبنا الإخوان على نفس المصريين لو أنا ضغطت عليك زى مبارك كنتوا حا تروحوا كلكم فى شربة مية وأنا ما يخلصنيش إنكم بعد ما تعملوا الخلافة الإخوانية فى عهدى أطلع نص كم وترجعوا السجون تانى
مرسى : وأنا برقبتى يا ريس حسين إدينى بس إنت الأمان وحا تشوف منى أحلى شغل هو أنت من ساعة ما طلبت منى إنى أبعد حماس عن إسرائيل فيه ظلطة واحدة إتنطرت بالغلط من غزة ده أنا عندى سينا بقت خربانة وإخوان حماس والجهاد والقاعدة مبهدلين الدنيا عندى لكن عند إسرائيل كله تمام مش هو ده برضه إتفاقنا.
أوباما: أه ما هو ده الإتفاق سكتوا حماس وإنت وحماس والنهضة حا تبقوا فى التمام يقتلوا بلعيد تلبس المصريين طرح تولعوا فى شعوبكم أنا لا أرى لا أسمع لا أتكلم
مرسى: ما هو رضاك علينا ده جميل مش حا انساه لا أنا ولا حتى بتوع القاعدة ده بفضلك يا راجل رجعوا لمصر بشلل الأطفال وبيدعوا لك ربنا يديك فترتين كمان
أوباما: ما ينفعش ولو إنى كان نفسى الغريانى بتاعك ييجى يعملى دستور أمريكانى على ذوقك
مرسى أشر إنت بس وبكرة هو وأم أيمن وكل اللجنة يسلقوا لك دستور يخليك رئيس أمريكا مدى الحياة بس أنا عاوز منك خدمة
أوباما : أيه تانى
مرسى: أنا مش عارف مشيتوا الحاجة كلينتون ليه ده إحنا كنا مسيطرين عليها أخر سيطرة وأنا متوغوش من ناحية كيرى أحسن يقلب على وأنا مش عاوز وجع دماغ أنا عاوز أحطه فى عبى زى العزيزة كلينتون
أوباما: ما تخافش أنا حا أفهم باترسون إنها تبعت له تقارير تخليه يبقى معاك أجدع من كلينتون كمان
مرسى: أصل أنا من تجربتى مع كلينتون ورئيسة وزراء أستراليا ممتعة للغاية
أوباما: يعنى ما جيبتش سيرة ميركل
مرسى: ده ناشفة قوى إديتنى الوش الخشب وخليتنى مستعجل عاوز أمشى وقعدت أبص فى الساعة ومن كتر لخبطتى نسيت الكلمتين الإنجليزى إللى كنت حا أتمنظر بيهم على إللى قاعدين فعكيت الدنيا بفرسس وأجينست وحكاية الدرنك دى
أوباما: خلى بالك يا أبو الأمراس من الحاجات الصغيرة دى الإتكيت برضه مهم وعموما  أنا حا أقفل معاك ومش حا أوصيك على الخلافة الإخوانية وأنا حا أقدم على كارت عضوية عندكم فى الإخوان علشان أنا سنتننضن للإخوان
مرسى : إنجليزى ده يا حسين
أوباما :لا ده عربى مكسر يا بتاع مدرسة المشاغبين
مرسى أحبك إنت يا مخربش
أوباما: وأنا كمان يامرسى يا بتاع فرسس مش أجينيست

وحيداً جماعة/ شوقي مسلماني

قبل أسبوعين ذهبتُ بمعيّة صديقي هشام إلى مزرعة "بارتر هاتشري" ـ سيدني لتربية الدجاج. وكم جميلة هي الديكة بأنواعها المختلفة.
استنسبتُ دجاجتين بيّاضتين من نوع "أيزا براون" أقنعني بهما هشام باعتبار أن الواحدة منهما تبيض، لا أقل من 200 بيضة بالسنة، ولكن بما أن الدجاجتين هما "فرختان" قال هشام: "بعد ثلاثة أسابيع يبدأ إنتاج البيض، وبغزارة إلى خمس سنوات على الأقل". 
انقضى أسبوعان، وأنا الآن في الأسبوع الثالث. يوميّاً أتفقّدهما، أحدّثهما،  أغنّجهما وأقاقي مثلهما لهما. أعرف أنّي أحبسهما في قفص، وكم أكره منّي ذلك، ولكن أسلّي نفسي أنّي قريباً سأُفسِح لهما، وأستبدل هذا القفص بآخر "ست نجوم": سأجعل لهما سياجاً فسيحاً في الفناء الخلفي من بيتي، حيث العشب على مدار السنة، بجوار زيتونتين زرعتُهما قبل سنتين. 
جميلة، كريمة، دافئة، قويّة، هي شجرة الزيتون. ابتعتهما من يوناني. وكان عمر كل منهما ثلاث سنوات. هما الآن صبيّتان. في السنة الفائتة حملتا. واحدة 17 حبّة، هكذا أحصيت، والثانية عشرة. كانت كلّها في عينيّ زمرّداً في عين الشمس. وكم يئستُ عندما سقط أكثرها على الأرض بفعل عبث الأطفال. كنت أغفر لهم. ومرّة جمعتُ إبني شاهر ـ أربع سنوات ـ ومجموعة من عصابة له وهم من أبناء الأصدقاء وأغريتهم، بعدما سبقتهم إلى تقبيل الشجرتين، بتقبيل الأغصان. قلت لهم إنّهما تحبّاني لأنّي أقبّلهما، وهما  قالتا لي أنّهما تحبّانكم، فهيّا نقبّلهما، ونكون جميعاً أصدقاء. وصدَّقوني بفرح طفولي.
وبأعجوبة نضجتْ حبّاتُ الزيتون المتبقيّة. ثلاث حبّات على واحدة، وحصّ زيتون واحد على الثانية.  كانت الحصوص أجمل من الماس الأسود. والماس الأسود حجر كريم، وهي حياة كريمة. 
طبعاً سيكون السياج مجاوراً أيضاً إلى سبع شجرات تين. كم هي كريمة ونبيلة شجرة التين. أبتعدُ عنها وكلّما ألتفتُ إليها حتى أغيب. أعمارُها تتراوح بين أربع سنوات وثماني سنين. كان التين كثير في لبنان الجنوبي وفي بلدتي كونين العامليّة، الآن هو في وضع حرج. 
التين العاملي هو من أجود أنواع التين في العالم، وقد كان إلى بدايات القرن العشرين يتنافس إليه تجّار بلاد الشام، وتنتظر مصر قدومه بشوق ولهفة. كلّما أكون بينها أكون في كونين. فقط قبل أربعة أشهر ذهبتُ إلى لبنان لأوّل مرّة بعد غياب طال أكثر من ثلاث عقود. فارقتُ لبنان شاباً إبن 19 سنة، وذلك سنة 1977. لم أكن أخاف من الغد. رجعتُ إليه بزيارة سنة 2012 مرافقاً جنازة قريبي وصديق الطفولة الدكتور محمّد موسى. 
في الشهرين الأخيرين من حياته كنت أعوده يوميّاً. كنت أرى في موته يوميّاً أمام عيني موتي أنا. كان أن يُدفن في أستراليا. وقبل يوم من وفاته قال لي شقيقه الأصغر علي أنّ الدفن سيكون في لبنان فيما الدمع غزيراً ينهمر من عينيه. رجعتُ إلى لبنان بجنازتين: جنازة صديقي محمّد وجنازتي. 
كنت نفسيّاً في الحضيض وآلام ظهري لا تنقطع، ترمي الجمل. أين ذهبتْ كرومُ التين والعنب في كونين؟. وكونين شهيرة بكثرة أشجار البطم وبعضها "معمّر". مَن أفنى معظمها؟. القصّة تطول. جرت مياه كثيرة تحت الجسر كما يُقال. لبنان كلّه هو لبنان آخر، وأنا غريب تماماً فيه. 
لم يكن يعوزني الإدراك لأعترف بأفاعيل الزمن، لكن ليس إلى درجة أن أتخيّل تحطيم البلد. نظام سير حزين. حوادث رهيبة. ذاتي نجوت من حادث بأعجوبة وببطولة من السائق صادق. عند كوع جبلي يطلّ على منحدر شديد أطلّت سيّارة من الجهة المقابلة، وفجأة، من خلفها، أطلّت سيّارة كأنها القدر المحتوم، صرنا وجهاً لوجه، انحرف صادق كأنّه البرق وأفسح لها، ومرقت كأنّها الريح من بين السيّارتين، ونجونا في آن من السقوط إلى أسفل. كان ذهول الصدمة لا يوصف. 
كنتُ أتخيّر الطعّام في لبنان بالحرص غالباً. البلد يضجّ بالمأكولات الفاسدة مثلما يضجّ بالفساد على الصعد كافّة والمفسدين في الأرض. الأسابيع الأخيرة من رحلتي إلى لبنان قضيتُها أترقّب انقطاع الطرق بالإطارات المشتعلة غضباً شعبيّاً لهذا السبب المرّ أو ذاك. التقينا بعد غياب غريبين كثيراً يا لبنان. 
كنتُ ولا أزال كلّما أكون في حديقةٍ عامّة رائعة في سيدني سرعان ما يصيبني أسى ينغّص عليّ فرحي، لماذا ليس حدائق في لبنان كما الحدائق في أستراليا؟. أنا في حديقة الصنائع في بيروت. الحاضر والماضي في تنافس بي، والغريب أنّي في تلك اللحظة تذكّرتُ تلفزيون لبنان بالأبيض والأسود. 
وأسرع إليّ الأسى. كيف ولا قطرة عشب؟. واحة حزينة هي حديقة الصنائع في بيروت، أصابها الجفاف. وتذكّرتُ أنّ هناك مَن شنقوه فيها في ثمانينات القرن الفائت. كنت في سيدني عندما علمتُ بالنبأ. تساءلتُ: مَن المجرم؟ هو حقّاً القاتل الذي شنقوه أم الذين يقتلون حديقة عامّة بمشنقة؟. وزيادة في الطين بلّة التقط لي فيها الصديق وديع صورة تذكاريّة واحدة لا يوازي قتامتها إلاّ آلام ظهري التي أُعالجها بالحبوب الجاهزة دائماً في جيب سترتي.
انكسرتْ رومانسيتي تجاه لبنان. استعرضتُ مَنِ التقيتُهم. هم جميعاً أهلي الكرام وأنا الغريب. 
وفي الحديقة الخلفيّة من بيتي شجرة رمّان. ما ألطف الرمّان. ما أجمل إسم الرمّان. ما أشهى الرمّان. ما أحلى لون الرمّان. زرعَها لي ماجد. حملتْ ثلاثةَ أكواز في السنة الفائتة، والآن عليها سبع زهرات ـ كؤوس ـ نار صافية، بالإضافة إلى شجرتَي صبّار أهداني إيّاهما صديقي الإيطالي ماريو، واحدة تثمر تسعة أشهر، وواحدة تعطي الصبّار 12 شهراً، أي على مدار السنة، وشجرة ليمون، وشجرة كرز، وشجرة خوخ، وشجرة "كومْكم" هي شجرة أفندي لكن لا يزيد حجم ثمرتها على حجم حبّة الزيتون إلاّ قليلاً، وشكلها هو شكلها تقريباً، تؤكل مع قشرتها، الطعم لذيذ، حموضة اللبّ ومرارة القشرة والنتيجة طعم حلو، وشجرتَي توت شامي، الكلّ يتسابق إليهما يوميّاً، وفي الطليعة أخي شعلان، وهو له شِقّة. ومرّة، بعدما التهم التوت حتى اكتفى، نظر إليّ وقال لي: "الله يعطي الحلاوة للّي ما إلو  أسنان". ولمّا سألته قال: "لو أن بيتك بيتي، وعندي هذه المساحة من الأرض، لزرعته كلّه توت"!. 
ولا أنسى شجرة المانغا. قلت لأخي شعلان متعللاً بوجع ظهري أن يقلّمها. لم أكن بحاجة لهذا التعلّل، فهو ذاته قبلاً سألني إذا هو يقلّمها، قلت له بالنفي، ثمّ غيّرت رأيي بعد فترة، وحلقَ لها كما يحلقون للغنم، ومع ذلك ظلّت كبيرة، وستكون ثمارها أجود، وسأتقاتل كثيراً في الليل مع خفافيش الفواكه، إنّها عصابة لا تقلع عن شنّ الغارات عليها في موسمها، وغالباً لها النصف ولي النصف.
اتّفقتُ مع هشام أنّي أريد بعدُ "فرختين" لونهما أسود، غير هاتين الحمراوين، وهما من صنف آخر يُدعى "أوسترولوب" تعطي كلّ منهما 200 بيضة سنويّاً على الأقل أيضاً، وتستمرّان بالبيض الغزير إلى ستّ سنوات، وإنّي أريد عشرين طير فرّي، فالفرّ يبيض كثيراً، ولمّا سألني عمّا أريد أن أفعل بكلّ هذا البيض، قلت له "بدّي إكسر السوق". وعموماً، الدجاج والفرّ أفضل "من هؤلاء". ونظر هشام إلى خمس قطط حولي: أربع منها إناث، وواحد ذكر.  
كان لديّ 23 هرّة. نزل العدد إلى تسعة. وقبل أيّام ما صدّقتْ زوجتي حنان أنّي أمامها تذمّرتُ أيضاً من الكلفة، فاستغلّت غيبتي وتخلّصت من أربع، ويا لمفاجأتها هي أكثر منّي عندما علمتْ، يا عافاها الله، أنها تخلّصت من الذكور، والذكور نصف علّة، وأبقت على الإناث، والإناث مصيبة، فالولادة "كلْ كمْ شهرْ" على الباب، طلبتُ منها أن تترك لي أمر التخلّص من الباقي في الوقت المناسب على أن أُبقي على القطّ "زعتر" أو "زاتر" كما نسميه في البيت، مقلّدين إبنتي دنيا ـ ثماني سنوات ـ دنيا التي تدور حولي كأنّها أمّي، تحرص أن تضمّني وتقبّلني على خدّي قبل الذهاب إلى النوم، وأنا أحضنها وأقبّلها على خدّها. مرّة قلت لها أنّي بسبب ذلك أنام أفضل، وابتسمتْ وأحنتْ رأسَها ومضت مسرعة إلى سريرها.
قال لي هشام مازحاً أن ملك الدجاج في أستراليا، وله مزارع "Baiada" الشهيرة، ويدعى "سيليستينو بيّاده" وهو من أصل مالطي، ابتدأ بتربية دجاجاتين. قلت: أنا أشطر منه، صحيح ابتدأتُ بدجاجتين، ولكن عمليّاً سأبدأ بأربع، مع عشرين من الفرّ. إذا هو الملك، سأكون الإمبراطور.
Shawki1@optusnet.com.au

أعيدوا النظر في مفهومكم للثورة/ عبد العالي غالي

عاتبني صديقي وهو يماشيني بعد أن تذكر أنني كاتب "إخوان ربيع الناتو العربي" و"ثورة ترعى في وطن الربيع" ثم "إفرازات وصناديق اقتراع" و"سعار اردوغاني" وهلم خربشات لخصها في كوني ممن يهوون السباحة ضد التيار هوسا. بل وتجرأ ووصفني بالعدمي الذي يحيا ويموت وسط نظرية المؤامرة دون أن يحقق ولو توازنا بسيطا بين فكره وعاطفته... ثم عرج يحدثني عن صحوة إسلامية وعن أن النهضة وليدة مجهودات رجال صدقوا الله ما وعدوا... ليختم سمفونيته المشروخة ناصحا إياي بالإيمان بالقوى الخارقة للشعوب التي أرادت الحياة فاستجاب القدر... وان التغيير قد يأتيكم بغتة وأنتم تنظرون... وحتى يحشرني في الزاوية تبلد وسألني إن كنت لا أومن بأن الله على كل شيء قدير؟!!...
هنا أدركت أني أمام فكر يعتبر الصمت علامة الرضا. فقررت أن أبدد بعضا من طاقة الاختلاف التي كثيرا ما كنت من أشد المنادين بالمحافظة عليها...
انك نسيت يا عزيزي هذه المرة أن الثورة مشروع علمي دقيق، له قوانينه وشروطه وأسسه ووسائله... فكيف بنا نريد أجرأة مشروع علمي بتنظيمات ما ورائية مخترقة تتوسل نعيما مستقبليا بتراث لم نجرأ بعد على تنقيحه وتصحيحه وغربلتة، وكلنا يعلم ظروف تدوينه والحيثيات السياسية التي فرضته والتي يمكن تلخيصها في رغبات النافذين منذ حروب الردة حتى الفتنة الكبرى إلى عصور السبات فالاستعمار... وضع أصبحنا معه في تطابق مع حال ذاك الذي خرج يطلب ما يسد به رمقه ورمق أصدقائه بنقود صارت مهملة نسية منسية منذ أمد طويل كما في قصة أهل الكهف(…) أو نستطيع بهكذا فكر يا عزيزي، أن نتحدث عن ثورة مهما وسمناها باليمن والبركات؟ 
حقا إن ما يؤسفني ويحز في نفسي هو النظرة السطحية للأمور، وانعدام التفكير وغياب التحليل عند كثير من المتابعين للتغيرات التي باتت تعصف بنصف بلدان الكرة الأرضية. ولعل أخطر ما يظهر في مرحلة من مراحل التاريخ، وخاصة مرحلة التحول أو الإخفاق، هو تلبيس قيم الاستعباد بأقنعة التحرر...
لقد أصبح الحديث عن الثورة في زمن "الربيع العربي" باعثا على الريبة والنفور، خصوصا عندما نرى فئات كانت تدعي العمل لأجلها، على طول السجن العربي، وقد بدت كل مواقفها لا تفهم إلا وفق مفهومي التراجع والنكوص(…) بعد أن اندمجت هذه الفئات، أو تسعى للاندماج، في الآلة الامبريالية... وهاهو مفعول الذاكرة ينكشف هنا، ثم هاهو الجاهز والمستبد والمغلق يتعرى...
ألا تعلم يا صديقي ألا تحرر خارج رؤية مغايرة للإنسان، وأن من يريد أن يجبرنا على أن نرى الأحداث على طول بساط الوطن العربي "ثورة"، إنما يمارس علينا قمعا ممنهجا ويسعى ليتجاوز كوننا مقموعين سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا، ليقمعنا في مخيلتنا وجسدنا أيضا. ولا أسوأ على الشعوب، فيما أعتقد، من نظام اجتماعي سلطوي يدعى تحرير الإنسان، وهو لا يؤمن أن التحرر إما أن يكون فعلا شموليا في نموه أو لا يكون...
لعن الله زمنا صار فيه الواقع مجرد دعاية إعلامية، ضاع الحق بين جنبات الباطل وعميت العيون فصارت لا ترى إلا ما تجدر في لا وعي صاحبها المريض(...) إذ اختلطت الثورة بالمؤامرة وصارت المفاهيم العميقة عقيمة إذ تشرح وتفصل في برنامج طفولي لقاسم الجزيرة، كما وصارت المواقف الإستراتيجية تتخذ بناء على فتاوى عرعور الصفا وقرضاوي الدولار وعائض "لا تيأس"(...) والغريب أن كثيرين يعتقدون أنهم سيصنعون لأنفسهم بذلك قاعدة من الأفكار تخول لهم الحكم على الأمور.
لا يمكننا يا عزيزي معرفة الفرق بين الثورة والمؤامرة، دون وعي تاريخي. ففي عز الثورة العربية الكبرى مطلع القرن العشرين، حضي الشريف حسين بالدعم الغربي للثورة على العثمانيين، ونسقت المعارضات السورية واللبنانية مع السفير الفرنسي "بيكو" لتحرير بلادهم... ليكتشفوا بعد سنوات قليلة مؤامرة "سايكس بيكو" التي اقتسمت فيها فرنسا وبريطانيا المناطق العربية، تلاها بعد سنة واحدة وعد بلفور... ولكن من أين لهم الوعي التاريخي وقد حولوا التاريخ بسخرية غبية إلى أرشيف تسحب منه سيناريوهات مسلسلات لن تتجاوز الملفات الجنائية للحجاج بن يوسف الثقفي وملفات العدل والتقوى لعمر بن عبد العزيز.
لقد أسست ثورات ما يسمى الربيع العربي لثقافة "الراعي الكذاب" في السياسة، إذ أنها دمرت أي إمكانية للثقة بثورة مهما كانت وطنية... فقد كذب "إخوان الربيع" في كل شيء واستجاروا باللصوص والمرتزقة وتجار الأسلحة وبكل مخابرات الدنيا، وبالفقهاء الثعالب وأمراء البترودولار من أجل كرسي الحكم، ومن أجل ثأر شخصي في غالب الأحيان ... وحتما سيسجل لهم التاريخ أنهم من أجهز ببلادة على المفهوم المقدس للثورة. ولست استغرب فعلهم إذ أعلم أن أحزابهم ولدت كنتيجة لترتيب الامبريالية للشرق الأوسط الجديد، وبالتالي فهي مرتبطة بألف خيط من خيوط تلك الامبريالية. فلطالما كانت هذه الأحزاب وليدة الخريطة الجيوبوليتيكية التي وضعتها الامبريالية، نمت على أرضية التفتيت والتقسيم، وبقي نموها مشروطا بتعميق التجزئة. وهذا ما تفسره حكومة الإنقاذ الإسلامية في السودان والمحاكم الإسلامية في الصومال وطالبان افغانستان وباكستان، والحبل على تونس وليبيا ومصر... فما أن يتسلموا الحكم حتى نراهم وقد تقدموا بطلبات قروض من البنك الدولي، وانتهجوا بشكل غير معلن سياسة "التقويم الهيكلي" التي خبرناها وعرفنا نتائجها... وهذا اكبر دليل على أن التركيب البنيوي لهذه الأحزاب لا يعكس تماما المصالح الحقيقية للجماهير الشعبية. فقيام العلاقات الديمقراطية بين الناس، وبناء مجتمع حر عادل تتحقق فيه المساواة الحقيقية بين الناس، وتكافؤ الفرص، والقضاء على كل شروط الاستغلال والتمايز... كل ذلك لم يكن الهم الحقيقي لتلك القوى، بقدر ما كان إزاحة القوى القديمة والحلول محلها.
وهنا يحضرني بيت لشاعر النيل... كثيرا ما يستدل به من هم على شاكلة صديقي هذا، وفيه يقول:

وقف الخلق ينظرون جميعا  
كيف أبني قواعد المجد وحـــــدي

وفيه يبين حافظ ابراهيم بفكر ثاقب أن قواعد المجد تبنى بمقومات ذاتية وبقوة دفع ذاتية، وإلا فمرحبا بالمجد الكاذب الذي لا يعدو أن يكون فلكلورا يصلح لتلهية بعض الوقت أمام شاشات الفظاعيات كما هو الحال في ثورات "الربيع العربي" البلهاء. فالأمنية الوحيدة هي أن تملك كل أرض أحلامها... والأمل الوحيد هو أن تصبح الثورات صناعة محلية... فبناء قواعد المجد لا يكون بأمراء يستمدون كل شرعيتهم من زيت الغاز ورضا المؤسسات المالية العالمية، ولا بفقهاء مفتين صنع منهم إعلام البترودولار نجوما يضاهون نجوم هوليود وينافسونهم في أعداد المعجبين.
إن الانتكاسات ليست ناتجة عن خطأ مبدأ الثورة، ولكنها حصيلة مفهومها وطبيعة ممارستها عند من يدعون اليوم أنهم أهلها...

المغرب

حقك عليا يا مصر/ رضا محمد السيد


مصر بتبكى بقالها سنين
إيه إللى جرى للمصريين
بتقول يا مصرى انا هُنت عليك
خلاص نسيت يا مصرى أنا مين 
مصر بتبكى بقالها سنين
وإيه إللى جرى للمصريين

أعدائى شافوك قاسى عليا
فرحوا الظالمين
وأنا إبنى  لـو إتحكم فيا
أنا هشكى لمين
ومهما كنا مختلفين
ما ننسى إن إحنا مصريين

دا المصرى إبنى
ومش ها يسبنى 
وغيره هيخاف عليا مين
ماتفوقوا بقى يا مصريين
جت كده معلش يا نور عينى
 وأنا المحقوق
أعدائى وقعوا بينك وبينى
ومسيرنا  نروق
مين غيرك يا بنى هيحمينى
يا مصرى يا بنى يا نور عينى

الحق عليا أنا البادى
سماح أومال
أزمة وهتعدى المرة دى
وهيصفى البال
وحياتك يا مصر سامحينى
أهى توبة خلاص وصالحينى
يا غالية يابلدى يا نور عينى .

المطلوب لجنة تحقيق دولية في ملابسات استشهاد الاسير الفلسطيني عرفات جرادات/ شاكر فريد حسن

انضم ، هذا الاسبوع، الشهيد عرفات جرادات الى موكب شهداء فلسطين في ظروف غامضة .وبموجب الرواية الاسرائيلية فان جرادات قضى جرّاء نوبة قلبية حادة داهمته في غرفة التحقيق بسجن مجيدو الاسرائيلي ، بينما يرى الكثيرون ان جرادات مضى شهيداً على طريق الحرية والكرامة بسبب التعذيب الجسدي والنفسي الذي تعرض له .

والواقع ان استشهاد الاسير المناضل جرادات يمثل جريمة جديدة تضاف الى سلسلة الجرائم الطويلة والكثيرة ، التي ارتكبتها حكومات الاحتلال المتعاقبة ممثلة بادارة مصلحة سجونها، ضد الاسرى الفلسطينيين البواسل القابعين في اقبية وزنازين معتقلاتها . وماعملية الاسستشهاد الا شكل من اشكال الارهاب الممارس ضد المدنيين وسجناء الحرية ، الذين يخوضون هذه الايام اضراباً عن الطعام تضامناً مع زميلهم سامر العيساوي ، صاحب اطول اضراب في التاريخ ، وضد اساليب التحقيق القاسية والتعذيب الوحشي الذي يتعرضون له ، وضد الممارسات اللاانسانية، التي تتناقض وتتنافى مع معايير ومبادئ حقوق الانسان ، ولاجل تحسين ظروف الاعتقال .

ووفق اتفاقيات جنيف الثالثة والرابعة فأن السجناء يجب ان يكونوا محميين من سجنائهم ،وتقع المسؤولية عن حياتهم وسلامتهم بايديهم ، ولذلك فالسلطات الاحتلالية تتحمل المسؤولية الكاملة عن استشهاد الاسير الفلسطيني ياسر جرادات ، وسائر المعتقلين والاسرى .

ومما لاشك فيه ان استشهاد جرادات داخل سجنه يساهم في توتير الاجواء وتفجير الاوضاع في الاراضي الفلسطينية ، المتوترة بالاساس نتيجة سياسة الاحتلال وممارساته التنكيلية والقمعية المتواصلة ، وجرّاء تفاقم الازمة الاقتصادية الفلسطينية ، وحالة الاحباط التي تسود الشارع الفلسطيني ، وكذلك اعادة اعتقال السجناء الفلسطينيين المحررين . وهذه العوامل من شأنها ان تقود الى اندلاع مواجهات شديدة ودامية وانفجار انتفاضة فلسطينية ثالثة ستكون لها نتائج سلبية مدمرة على المسيرة السياسية السلمية .

ان استشهاد جرادات بعد ايام قليلة من اعتقاله دليل واضح على خطورة الظروف اللاانسانية في سجون الاحتلال ، وما يلاقيه الاسرى الفلسطينيون في الزنازين المعتمة من صنوف والوان التعذيب والاذلال والقهر والترهيب والاهمال الصحي والمعاملة الوحشية القاسية .

وبناءً على ما تقدم فأن المطلوب هو تشكيل لجنة تحقيق دولية للتحقيق المحايد في ملابسات استشهاد ياسر جرادات ، وعلى المجتمع الدولي الصامت ان يأخذ هذا المطلب على محمل الجد ، اذا كان ، بحق وحقيق، راغباً في اثبات حرصه الشديد على مبادئ العدالة وحقوق الانسان . وسيظل جرادات رمزاً وعنواناً للصمود والبطولة والشموخ والعزة والتحريروالانعتاق والحرية .

باكستان وإيران وبينهما الخليج/ د. عبدالله المدني

على ضؤ ما تواتر من أنباء حول وجود تقارب إيراني – باكستاني عسكري وسياسي وإقتصادي متنام حول النفط، وأفغانستان، والأوضاع في المنطقة، وما قيل عن تدخل الرياض للجم إسلام آباد عن المضي قدما في هذا السبيل المحفوف بالمخاطر، فكان أن تأجلت زيارة مقررة للرئيس الباكستاني إلى طهران في أواخر العام الماضي للتوقيع على مشروع لمد خط انابيب الغاز بين ايران وباكستان، كاتبني أحد القراء متسائلا عما يدعو باكستان للقيام بذلك في هذه الفترة المضطربة من عمر المنطقة، رغم كل ما يربطها بدول الخليج العربية – ولاسيما المملكة العربية السعودية – من علاقات ودية ومصالح إستراتيجية، ناهيك عما قدمته لها هذه الدول على مدى عقود طويلة من مساعدات ومنح وهبات ونفوط مجانية لم تحصل عليها أي دولة أخرى. ويتساءل القاريء عما اذا كان للأمر علاقة بتنامي العلاقات الخليجية الهندية في السنوات الأخيرة من بعد عقود من الهواجس والشكوك المتبادلة خلال حقبة الحرب الباردة، أو صلة بتردي العلاقات ما بين اسلام آباد وواشنطون على خلفية إتهام الثانية لإستخبارات الأولى بالوقوف خلف أعمال الإرهاب في أفغانستان؟
إن الحقيقة الماثلة للعيان والتي يعرفها كل متابع لسياسات باكستان الخارجية وعلاقاتها مع الأقطاب الدولية والإقليمية هي أن هذه السياسات متذبذبة لا تستقر على حال، كتذبذب الأنظمة الباكستانية المتعاقبة ما بين العسكري والمدني، والشكلين الرئاسي والبرلماني. بل يمكن القول أن تذبذبها وإفتقادها لبوصلة واضحة ليس سوى إنعكاس لتخبط أنظمتها التي فشلت في تحقيق بناء إقتصاد متين، أو نهضة صناعية جبارة، أو إكتفاء ذاتي يغنيها عن الاعتماد على المعونات الخارجية.
لقد كانت الآمال عريضة يوم أن ولدت باكستان ككيان إسلامي مستقل في عام 1947 بأنها ستقدم نموذجا للآخرين في الديمقراطية والإستقرار والتنمية والنهضة العلمية. لكن سرعان ما تبخرت تلك الآمال تحت وطأة الإنقلابات العسكرية المتتالية، وفساد صناع القرار، والتمييز الجهوي والقبلي والاثني، وغياب الرؤى التنموية الواضحة. هذا ناهيك عن تجيير بعض الأنظمة التي حكمت باكستان لموارد البلاد الضعيفة أصلا في التسلح. كما لا ننسى في هذا السياق عجرفة بعض قادة باكستان العسكريين وساستها المدنيين حيال مطالب وتظلمات مواطني البلاد من البنغال، والتي أفضت في النهاية إلى إنسلاخ جناحها الشرقي في كيان مستقل تحت إسم "بنغلاديش" ليصبح الكيان الذي أسسه "القائد الأعظم" محمد علي جناح أصغر حجما وأقل موارد، بل عاجزا عن الإدعاء بأنه الممثل الوحيد لغالبية مسلمي شبه القارة الهندية، كما لا ننسى الدور السيء لجهاز المخابرات الباكستاني في التدخل في الشئون الداخلية لبعض الدول المجاورة (أفغانستان والهند تحديدا)، وإحتضان وتدريب جماعاتها المتمردة لإستخدامها وقت الحاجة.
ولأن باكستان عجزت عن صنع اقتصاد يوفر لشعبها الحد الادنى من الرفاهية ويغنيها عن التسول، وديمقراطية راسخة قوية يُحاسب فيها صانع القرار على أخطائه وسياساته، فإن سياساتها الخارجية وعلاقاتها الدولية قامت منذ البداية على إستراتيجية الحيلولة دون سقوطها كدولة او تصنيفها كدولة فاشلة، عبر الاقتتات على المعونات الإقتصادية والعسكرية الأجنبية من أي مصدر. ولتحقيق هذا الهدف، فإنها لجأت إلى وسائل أشبه ما تكون بالمتواليات ومنها:
أولا: تضخيم فكرة التهديد الهندي لها، من اجل الظهور أمام دول العالمين العربي والإسلامي كحمل مسلم وديع لا يملك ما يواجه به الذئب الهندي الكافر المفترس.
ثانيا: إستغلال ظروف الحرب الباردة للإنخراط في الأحلاف العسكرية الغربية المضادة للمعسكر الشرقي كحلفي  بغداد والسيتو في الخمسينات والستينات.
ثالثا: تحويل أراضيها المتاخمة لأفغانستان إلى جبهة ضد السوفييت، ومأوى للمجاهدين الأفغان وأنصارهم من العرب والقوى المتشددة من كافة أصقاع العالم، دونما إكتراث بتداعيات مثل هذا العمل على نسيجها الاجتماعي وأمنها الداخلي، الأمر الذي أثمر عن إنتشار ثقافة الكلاشنكوف في باكستان، وأفرز مختلف أشكال التطرف الديني وصولا إلى ظهور حركة طالبان وتنظيم القاعدة.
ثالثا: تقديم نفسها أمام الدول العربية المحافظة – ولاسيما دول الخليج العربية – كقوة يمكن الإعتماد عليها في الحماية من المدين القومي واليساري أولا، وتهديدات الخميني وصدام لاحقا. ودليلنا هو ما ابداه الجنرال ضياء الحق وخلفائه في تصريحات ومقابلات منشورة من جاهزية قواتهم للعب دور شرطي الخليج (بمقابل طبعا).
رابعا: إستغلال هوس بعض الأنظمة العربية الراديكالية – مثل نظام معمر القذافي في ليبيا – بإمتلاك القدرات النووية في جني المزيد من المساعدات المالية تحت يافطة صنع القنبلة الإسلامية القادرة على تحرير القدس وفلسطين، وذلك على نحو ما فعله "ذوالفقار علي بوتو" إبتداء. وبذلك فإن صانع القرار الباكستاني كان، في الوقت الذي يضع فيه قدما عند الأنظمة العربية المحافظة، يضع القدم الأخرى عند خصومها. وقد قام ضياء الحق بذلك ايضا حينما غازل نظام الخميني (المتناقض مع نظامه) من أجل النفط ودعم الجهاد ضد السوفييت في الوقت الذي كان يتلقى فيه المساعدات السخية من دول مجلس التعاون.
رابعا: تقدُم الصفوف في الحرب الدولية على الإرهاب بقيادة واشنطون(بمجرد إعلانها)، بما فيه إرهاب حركة طالبان التي هي من أسستها ودعمتها لأغراضها الخاصة.
خامسا: المراهنة على العداء الصيني – الهندي من اجل كسب بكين إلى جانبها سياسيا وإقتصاديا وعسكريا. وقد بدأت هذه المراهنة مبكرا، أثناء إحتدام الخلاف الإيديولوجي ما بين حلفاء باكستان في الغرب والشرق الأوسط من جهة والصين الماوية من جهة أخرى. ومن المهم هنا الإشارة إلى موقف باكستاني آخر ينم عن الإزدواجية الفاضحة ألا وهو قبول حكومة الماريشال أيوب خان في 1963، بتخطيط من وزير الخارجية آنذاك "ذوالفقار بوتو" بالتنازل عن مساحات شاسعة من أراضي كشمير الباكستانية للصين مقابل موافقة الأخيرة على عملية ترسيم الحدود البينية ومساندة باكستان عسكريا في صراعها مع الهند. وتعتبر الصين العامل الوحيد الثابت في سياسات باكستان الخارجية حتى الآن، بدليل موافقة إسلام آباد على منحها قواعد عسكرية، وفرصا إستثمارية في قطاع تكرير النفط وشحنه في إقليم بلوتشستان المطل على بحر العرب.
والحال أن دولة بهكذا سياسات متلونة، ومستعدة لدق كل الابواب من اجل مصالح آنية ضيقة، وتفعل في الليل الدامس ما تحاربه في النهار، لا يـُسـْـتبعد أن تتجاوز تحفظات حلفائها التقليديين في المنطقة فيما خص تعاونها النفطي والعسكري مع النظام الإيراني المشاغب، فتمضي قدما في عقد صفقات الغاز مع طهران وصفقات أخرى خاصة بمنح الأخيرة قواعد عسكرية على الساحل الباكستاني المطلة على بحر عــُمان ، طبقا لما أعلنه مؤخرا قائد البحرية الإيراني "حبيب الله سياري"
إن على دول الخليج العربية مجتمعة أن تحزم أمرها وتغير قواعد وأساليب التعاون مع الآخر بحسب مواقفه من الأنظمة والجماعات التي تهدد امنها ووجودها واستقرارها الداخلي، سواء أكان هذا الآخر قوة إقليمية كباكستان، أو قوة عالمية كالصين، أو قوة عظمى كالولايات المتحدة وبريطانيا، أول بلدا عربيا خاضعا للنفوذ الإيراني كالعراق ولبنان.
د. عبدالله المدني
*باحث ومحاضر أكاديمي في الشأن الآسيوي من البحرين
تاريخ المادة: فبراير 2013
البريد الالكتروني: elmadani@batelco.com.bh

الدعوة للبرلمان.. قمة الإستظراف والإستخفاف بالشعب/ مجدى نجيب وهبة

** لا أجد كلمات أو عنوان أضعه للرد على هذا الأهطل ، المدعو "محمد هولاكو العياط" ، والشهير بـ "الإستبن" .. الرئيس السابق لمصر والرئيس الحالى لتنظيم القاعدة ، وميليشيات الإخوان ، وأبناء عشيرته .. والذى قام بدعوة الشعب المصرى لإنتخاب أعضاء مجلس الشعب ..
** وأتساءل .. هل هذا الإستبن لا يشعر أو يدرك معنى الكوارث التى تسبب فيها منذ أن سلمه المجلس العسكرى كرسى الرئاسة .. وإذا كنا ندعو عدم إدراكه لحالة الإنفلات الأمنى ، ودعونا من إنهيار الإقتصاد المصرى إلى حد الإفلاس ، ودعونا من إنهيار قطاع السياحة إلى نقطة الصفر ، ودعونا من صورتنا التى سقطت أمام العالم العربى والخارجى .. وكيف سقطت مصر فى أقل من سبعة أشهر .. دعونا من إنهيار دولة القانون ، وتفكيك المحاكم ، وإسقاط القضاء المصرى ..
** دعونا من كل ذلك .. ولكن ماذا عن الشباب الذين سفكت دماءهم ، وسقطوا كالكلاب والقطط برصاص الداخلية ، أو بطلقات صوبت من ميليشيات الإخوان ، أو بطلقات إنطلقت من منظمة "حماس" الإرهابية ، الذراع العسكرى للإخوان المتأسلمين" بأوامر وتعليمات مباشرة من النازى "محمد هولاكو العياط" !! ..
** ماذا عن دماء الشهداء التى أزهقت أرواحهم أمام أسوار الإتحادية .. وماذا عن دماء الجرحى والمصابين الذين سحلوا على أبواب قصر الإتحادية .. ولم يعتذر الإستبن ، بل خرج علينا شاهرا إصبعه ، ويهدد ويتوعد بملاحقة المتأمرين على حكمه النازى .. بعد أن عين نائب عام ملاكى ، تكون مهمته هى ملاحقة كل المعارضين لسياسة "هولاكو" .. وكأننا نعيش فى العصور الوسطى !!...
** لقد شاهدت .. وشاهد معى الملايين من المصريين ، إحدى البرامج الفضائية على قناة "دريم" الذى يقدمه "حافظ المرازى" .. ورغم أننى أعرف أن هذا الإعلامى له توجهات وميول إخوانية ، وهو أحد الذين دعموا وباركوا وصول "محمد هولاكو العياط" للحكم .. إلا أن ما قدمه بالأمس الجمعة 22 فبراير 2013 ، يستوجب إعدام الرئيس "محمد هولاكو العياط" ، وإعدام السيد اللواء "محمد إبراهيم" وزير الداخلية ، وإعدام كل قيادات وضباط الشرطة المتواطئين فى تعذيب الأطفال ، وقتل الشباب وسحلهم بصورة لم نسمع عنها إلا فى معسكرات النازيين وسجن أبو غريب ، وجونتامالا ، وهو الأسلوب الذى إبتدعته أمريكا لقمع الشعوب .. ورغم بشاعة هذه الجرائم الأمريكية لم يقدم مسئول أمريكى واحد للمحاكمة !!!....
** لقد سمعنا الأهوال .. وما فعله أحد ضباط قسم الجيزة ، وقد أطلق على نفسه لقب "إبليس" .. هذا الضابط ذهب ومعه حملته الإرهابية ، وأشاوس الداخلية لمطاردة بعض الشباب ، أو المتهمين أيا كانت إتهاماتهم ، وأحدثوا هرج ومرج فى الحى ، وإقتحموا المنازل .. وعندما قام أحد الشباب ، يدعى "أسامة" بفتح باب مسكنه للإستفسار عما يحدث ، فوجئ بالضابط "إبليس" ، وهو يأمر حملته بالقبض عليه .. وعندما إعترض ، قاموا بسحله على السلالم حتى مدخل المنزل ، وقام الضابط الهمام بضربة على رأسه من الخلف بمؤخرة مسدسه ، مما جعله يسقط فاقد الحركة والنطق .. ولم يكتفى "إبليس" بذلك .. بل أمر زبانيته بكلبشة المواطن بوضع يديه خلف ظهره ، وجره ، وسحله حتى سيارة الترحيلات .. وعندما صرخ والد "أسامة" للدفاع عن إبنه الوحيد .. نال الأب علقة ساخنة من الضابط "إبليس" ، وعدة صفعات على وجهه .. وإبليس طايح فى البشر ومعه مساعديه من بعض الضباط إلى بعض الأمناء المرافقين له !!...
** وعندما طلب الشاب من السيد وكيل النيابة عرضه على الطبيب لشعوره بالموت .. رفض السيد وكيل النيابة المبجل ، وطلب أن يعرض الشاب على طبيب فى محبسه داخل القسم مع إستمرار حبسه .. وبالطبع تم تزوير تقرير طبى ضد الشاب لتقديمه للنيابه .. وفى القسم تعرض "أسامة" لمزيد من الضرب والسفالة والإجرام من قبل ضباط القسم .. وظل أسامة يصرخ دون جدوى .. وإستلقى "أسامة" على الأرض ، ولم يحرك ساكنا ..
** وفى الصباح .. وجد زملاء أسامة المساجين أن وجهه مملوء بالذباب ولا يحاول أن يبعده .. وعندما حاولوا إيقاظه ، وجدوه جثة هامدة فارقت الحياة .. وبدلا من أن يزف إلى عروسه فى غضون أسبوعين .. زف إلى السماء ، شاهدا على الظلم والإرهاب والإجرام الذى تعيشه مصر الأن فى ظل الحكم النازى للإرهابى "محمد هولاكو العياط" ..
** ونتساءل .. ما هذا الجبروت الذى أصبحت تمارسه وزارة الداخلية ضد الشعب المصرى .. ألم تشعر كل أم سقط لها إبن شهيد من ضباط الشرطة أو الأمناء بالخجل ، وهى ترى وتسمع هذا المشهد .. لقد أدننا الإعتداء على الأقسام ، وأدننا قتل أى جندى أو ضابط شرطة ، وظللنا نهتف بعودة الشرطة بعد السقوط والهجوم الذى تعرضت له من قبل ميليشيات حماس وميليشيات الإخوان ، وقتل العديد من أبناء الشرطة ، وحرق الأقسام ، وهدم أسوار السجون ، ووقف الشعب فى خندق واحد مع الشرطة يطالبها بالعودة .. وللأسف عندما تعود تتناسى ما حدث لها ، وتوجه رصاصها إلى صدور الشباب والرجال والأطفال ، تنفيذا لتعليمات رئيس الجماعة "محمد هولاكو العياط" ...
** مأساة أخرى .. رواها طفل مصرى يبلغ من العمر 16 عاما .. تم القبض عليه فى إحدى اللجان المرورية وهو يقود دراجته البخارية .. وأخذوا رخصة قيادته وبطاقته ، وكل متعلقاته من هاتفه المحمول إلى بعض النقود .. وتوجهوا به إلى القسم ، هذا بعد إلقاءه فى إحدى مصفحات الأمن المركزى ، مع تقديم حفلة صاخبة من الضرب والإهانة والإعتداء الجنسى .. حتى وصلوا زنزانة القسم .. وإستمرت عملية الترحيب به وبزملاءه الذين قبضوا عليهم فى الشارع بصورة عشوائية .. وقد جردوهم من ملابسهم ، ثم أدخلوهم غرفة ضيقة وهم عرايا ، وكان يفتح عليهم باب الزنزانة كل بضعة دقائق ، ويلقى عليهم أحد العساكر جردل مياة مثلجة .. ثم عرضوا على النيابة ، وعادوا وظلوا بالقسم على هذه الحالة ، لا يشربون ولا المياة القذرة ، ولا تقدم لهم أى وجبات .. بل كانوا لا يأكلون إلا عند زيارة أهاليهم لهم .. وهذا ما رواه شاب كان يسير بسيارته ، وتم إخراجه من السيارة ، وإقتياده إلى القسم ليتكرر نفس السيناريو .. كما أضاف أنه كان هناك رجل مسن يبلغ من العمر 50 عاما ، كان جالسا على إحدى المقاهى بميدان روكسى ، وقد أجرى عملية جراحية فى بطنه ، وقبض عليه ضابط الشرطة ، وأوسعه ضربا .. وعندما صرخ لهم بأن بطنه تنزف .. زادوه ضربا أكثر .. ولم يكن له علاقة بالإعتصامات ولا بالمظاهرات ولا بالسياسة ..
** روى كل هؤلاء الضحايا ما حدث لهم .. وقد ذكرتنى هذه الوقائع بالفيلم العربى "إحنا بتوع الأتوبيس" ، و"المذنبون" .. ونحن نعلم أنه كانت هناك مبالغات ، ولكن أن تتحول هذه الأفلام إلى واقع نراه ونشاهده أمام أعيننا .. ثم ندعى أن هناك ثورة خلصتنا من نظام مبارك .. هل هذه هى الثورة التى تطلع إليها الشعب المصرى .. هل الثورة التى أطاحت بمبارك ستسمح بهولاكو الإخوان والإرهابيين أن يحكموا مصر ..
** هل سيظل الجيش صامتا على هذه المهازل التى تحدث للشعب المصرى ، وللدولة ، وللقضاء ؟ .. فقد خرجت كل المحافظات تطالب الجيش بالتدخل لحماية الدولة ، وتطالب بالقبض على هولاكو وميليشياته .. فإلى متى الصمت ؟ ...
** أما الإستخفاف .. فهو دعوة "محمد هولاكو العياط" لإجراء إنتخابات مجلس الشعب القادمة .. حقا ، إنه ذئب بشرى فاقد كل الأحاسيس والمشاعر .. كما يبدو أنه لا يرى ولا يسمع ولا يشعر ..
** أما احزاب الوكسة والندامة .. فأقول لكل من يدعو لعمل حوار ، أو يطالب بضمانات ، أو الإستعداد للإنتخابات البرلمانية التى دعا إليها الرئيس الغير شرعى للبلاد ، أو أى فرد ، أو قناة إعلامية تتحدث عن هذه الدعوة ، تؤيدها أو تدعو لها .. فلا أجد ما أصف به كل هؤلاء إلا بالقوادين والسفلة !!..
** أما العاهرة "أمريكا" .. فلا أجد سبب واحد يقوله أى معتوه يرى أن أمريكا دولة تدعم الحريات ، وتقف مع الشعوب ضد الحكومات الطاغية .. هل لا تشاهدين أيتها العاهرة ، وأيها القواد الأمريكى ، اللقيط "أوباما" الفضائيات المصرية ، وهى تنقل مشاعر الشعب المصرى ، والعصيان المدنى لليوم التاسع على التوالى فى مدينة "بورسعيد" الباسلة ، لمحاكمة النظام ، وسقوطه ؟!!..
** هل لم تسمع أمريكا عن سقوط 42 شهيدا فى بورسعيد ، معظمهم من خيرة شباب بورسعيد ، وأن المدينة الباسلة خرجت عن باكورة أبيها تطالب بسقوط النظام ، ومحاكمة محمد مرسى العياط .. وأن هناك 17 مليون جنيه خسائر يوميا ، و65 ألف منشأة تجارية توقفت عن العمل .. وأغلقت كل المحال التجارية أبوابها .. وتعطل ميناء بورسعيد .. وأصبحت الشوارع بلا مارة .. والجميع يصر على إستكمال العصيان المدنى حتى القصاص من القتلة .. وثكنات عسكرية تملأ المداخل ، وأقسام الشرطة خالية من رجال الداخلية .. وحالة تأهب قصوى تملأ الوجوه .. لأهالى الشهداء وهم يطالبون بالقصاص .. والجميع يقف أمام مقر المحافظة ، التى فر منها المحافظ .. فباتت خاوية على عروشها .. هذا هو الوضع المخزى والمؤلم والمحزن فى مدينة بورسعيد الباسلة .. بينما تتحدثون عن دعوة الشعب إلى الإنتخابات البرلمانية ...
** هل وصلت بالعاهرة أمريكا هذه التناحة والبرود الذى تعودوا عليه هؤلاء الكلاب .. حتى تهل علينا عاهرة أخرى تتحدث بإسم الخارجية الأمريكية .. إنها العاهرة "فيكتوريا نولاند" ، وقد بدأت تصريحاتها تهل علينا بتعليمات من القواد والبومة الأمريكى "أوباما" !!!!.. فقد أعربت الخارجية الأمريكية عن تشجيعها للحكومة المصرية على إجراء الإنتخابات البرلمانية المقبلة بطريقة شفافة ، وحرة ، ونزيهة .. بما فى ذلك السماح للمنظمات المحلية الدولية المستقلة برصدها .. كما قالت "فيكتوريا نولاند" خلال المؤتمر الصحفى للوزارة يوم الجمعة .. إنهم يدعمون المنظمات المحلية والدولية المستقلة للسماح لها برصد هذه العملية .. وقالت "أود أن أنتهز هذه الفرصة لحث جميع المصريين على الخروج والتصويت من خلال صناديق الإقتراع" ..
** هل رأيتم فجور ووقاحة أكثر من ذلك .. سقوط مئات الضحايا والشعب يطالب بمحاكمة النظام .. وتخرج علينا العاهرة "فيكتوريا" لتدعو الشعب للخروج والتصويت .. ثم تزعم أن الإنتخابات المقبلة بطريقة شفافة ونزيهة !!..
** أولا .. كيف تكون هناك إنتخابات برلمانية لمجلس الشعب .. وهناك دستور باطل ، ورئيس دولة فقد شرعيته ومجلس شورى لا يحق له سن القوانين ، وقضاء مفكك وشرطة إخوانية ، ودماء على الأسفلت ...
** ثانيا .. ما دخلك أنتِ أيتها العاهرة حتى تدعى الشعب للخروج والتصويت .. ثم تزعمين أن هناك سماح للمنظمات المحلية والدولية المستقلة برصد هذه العملية .. كفاكم تدمير فى الدول بإسم المنظمات المحلية والدولية .. لقد دعمتم هذه المنظمات فى بداية أحداث يناير 2011 .. بحوالى 180 مليون دولار ، وإعترفتم بذلك .. والنائب العام السابق "عبد المجيد محمود" صرح بذلك .. ثم بقدرة قادر إختفى الملف وتبخرت الملايين ... ودعونا نتساءل ، كم من الملايين التى تم رصدها من قبل القواد "أوباما" لدعم الصناديق القادمة .. أعتقد أن المبلغ لن يقل عن 2 مليار دولار ، وستوزع على الأحزاب التى ستشارك فى الإنتخابات .. فلو قدر الله وحدثت ، فالنتيجة معروفة مقدما بالطبع بفوز ساحق للجماعة والسلفيين ..
** وأحذر أن جزء من هذا المبلغ سيوزع على كل قنوات وبرامج الإعلام لإستضافة الجنرال عصام العريان وهو يحدثنا عن عظمة البرلمان القادم ، وتعدد الأحزاب المشاركة ، وستستضيف البرامج الإخوانى "أحمد أبو بركة" ، والمستشارة "نهى الزينى" لتحدثنا عن حكمة مرسى العياط وأخلاقه الحميدة .. وستستضيف القنوات كل التيار الإخوانى وبعض المتحولين من المحسوبين على التيارات العلمانية أو الليبرالية .. ولا تنسوا أن هناك شيكات يتم توصيلها ديليفرى حتى منازل هذه الأحزاب ورؤسائها .. وهو ما يعتبر خيانة لا تقل عن الذين باعوا أرض هذا الوطن وخانوه ..
** ولذلك .. أناشد كل الشعب المصرى الوقوف ضد هذا المخطط الذى يدعمون به نظام سقط .. ولم يعد له شرعية أو وجود .. وإحذروا من تصريحات "الصباحى" ، و"البرادعى" ، و"عمرو موسى" ، و"عمرو حمزاوى" ، وبعض الأقباط المتلونين والمتحولين على كل لون ياباطستا والذين سيسعون لتقييد أنفسهم فى جداول الإنتخابات ، وسيهلون علينا فى بعض القنوات المسيحية للزعم أنهم يدعون الأقباط للمشاركة فى هذه الإنتخابات البرلمانية الباطلة .. وهم فى الحقيقة لا يسعون إلا لمصالحهم الخاصة حتى لو أدى إلى تخريب هذا الوطن .. تذكروا دماء الشهداء وسجن أبو غريب ، وجوانتامالا التى تدار من خلال معسكرات الأمن المركزى ..
** لقد تحولت الشرطة إلى رمز للبطش والقهر .. وتلطخت صورة الضابط الذى يحمل وزر مؤسسة إتخذت من العنف والظلم منهجا لسحل وقتل أبناء هذا الوطن بمباركة رئيس الجمهورية ، والذى أشاد بدورها !!!!!
** حماكِ الله يامصر .. وحمى كل شعبك الحر الشريف .. وحمى أرضك الطاهرة من كل الأفاعى والحيات وطيور الظلام !!!! ...
صوت الأٌقباط المصريين

كي لا ننسى: تسعة عشر عاماً على مجزرة الحرم الإبراهيمي/ محمود كعوش

  عندما سُئل الدكتور الشيخ تيسير رجب التميمي، قاضي قضاة فلسطين ورئيس المجلس الأعلى للقضاء الشرعي الفلسطيني، عن مجزرة الحرم الإبراهيمي بعد حدوثها في الخامس والعشرين من شهر شباط 1994 ميلادي الذي توافق مع الخامس عشر من شهر رمضان 1414 هجري قال أن "المجزرة يوم لا ينسى في تاريخ مدينة خليل الرحمن الباسلة التي خرجت غاضبة ثائرة، وخرجت معها جماهير شعبنا الفلسطيني في كل مكان في القدس والضفة وفي غزة، وامتدت الشرارة إلى داخل فلسطين المحتلة عام 48 في مسيرات ومظاهرات ومواجهات دامية، فتصدت لهم قوات الاحتلال وجنودها المدججون بالسلاح، وفتحوا عليهم النار فسقطت كوكبة جديدة من الشهداء غيلة وغدراً". وأضاف التميمي أن "المجزرة كانت مخططاً مدروساً لتحقيق هدف مرسوم، هو تهويد الحرم الإبراهيمي الشريف، وقلب مدينة خليل الرحمن، فبعد انقضاء فترة حظر التجول الذي فرض على المدينة لأكثر من شهر، وبعد إغلاق الحرم في وجه المصلين المسلمين لأكثر من شهرين، فوجئ أهل المدينة بتقسيمه وتهويد الجزء الأكبر منه، وتحديد عدد المصلين وأوقات دخولهم إليه، بينما يسمح لليهود بالدخول والخروج متى شاؤوا، وبتشديد الإجراءات في قلب المدينة". وأردف التميمي متابعاً "لكن هذه المدينة الصامدة، التي شهدت مذبحة الفجر، وعاودت الوقوف بثبات، ستبقى عربية إسلامية بجهود أبنائها المخلصين الأوفياء، الذين يعاهدون الله على التمسك بها والدفاع عنها، ومواصلة إعمارها والتسوق من أسواقها والمواظبة على الصلاة في مسجدها الإبراهيمي الشريف، ليبقى عامراً بالمؤمنين، يصدع من على مآذنه صوت الحق الله أكبر، فهو مسجد خالص للمسلمين بجميع بنائه وحجراته وأروقته وأبوابه، ولا حق لليهود فيه من قريب أو بعيد، فلن تزيدهم المجازر إلا إصراراً على رفض الانكسار، لأنهم موقنون بأن الحياة الطبيعية لمدينة الأنبياء والصالحين لن تعود إلا برحيل آخر مستوطن"!!يستذكر أبناء مدينة الخليل والفلسطينيون عامة هذا الأسبوع مذبحة الحرم الإبراهيمي الشريف بكثير من الحزن والأسى لفقدانهم معلماً دينياً إسلامياً هاماً ووداعهم شهداء أبرار سقطوا على مذبح الإرهاب الصهيوني المتواصل فوق أراضيهم المباركة على مدار ما يقارب أربعة وستين عاماً، هي عمر نكبة فلسطين الكبرى التي حدثت في عام 1948.
  مع  بزوغ فجر يوم الإثنين الموافق الخامس والعشرين من شهر شباط الجاري تحل علينا الذكرى التاسعة عشرة لهذه المجزرة الإجرامية التي اعتبرت واحدة من أبرز محطات الإرهاب الصهيوني ضد أبناء الشعب الفلسطيني منذ انعقاد المؤتمر الصهيوني الأول في مدينة بازل السويسرية في عام 1897 والتي نفّذها إرهابي صهيوني بحق أبرياء من أبناء مدينة الخليل في الضفة الغربية في مثل هذا التاريخ من عام 1994 ميلادي، الذي توافق مع الخامس عشر من شهر رمضان 1414 هجري.
  في فجر ذلك اليوم الأسود اقتحم الإرهابي الصهيوني الطبيب باروخ غولدشتاين الذي رضع حليب الحقد والكراهية من ثدي أمه حيث ولد وترعرع في أزقّة وشوارع بروكلين الأميركية الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل الواقعة في الضفة الغربية وشرع بإطلاق رصاص رشاشه الحربي على المصلين من خلف ظهورهم أثناء خشوعهم بين يدي الله وتأديتهم الصلاة، مما أسفر عن وقوع عشرات الشهداء ومئات الجرحى. وكما هو معروف فإن مدينة الخليل حيث وقعت المجزرة الرهيبة هي مدينة إسلامية عريقة بناها العرب قبل آلاف السنين، وتعود أغلب آثارها ومبانيها إلى العصر الأموي الذي أولى خلفاؤه قبور الأنبياء إبراهيم وإسحاق ويعقوب عليهم السلام وزوجاتهم الفاضلات اهتماماً ملحوظاً. وكان الحرم االإبراهيمي كما كل مدينة الخليل ملكاً خالصاً للفلسطينيين والمسلمين عامة إلى أن احتل الصهاينة بنتيجة عدوان الخامس من حزيران 1967 الضفة الغربية وسمحت سلطة الاحتلال بنتيجتها للمتطرفين اليهود بإقامة طقوسهم الدينية فيه وتدنيسه.
  ومنذ ذلك الوقت اتخذت زيارات اليهود للحرم الإبراهيمي طابعًا استفزازياً متعمداً بلغ ذروته في السابع والعشرين من آب 1972 مع قيام الإرهابي الصهيوني الحاخام مائير كهانا زعيم "رابطة الدفاع اليهودية" المعروفة باسم "كاخ" باقتحام مدينة الخليل على رأس زمرة من أتباعه الموتورين وإقامتهم طقوساً يهودية جماعية وعلنية. وفى الحادي والثلاثين من تشرين الأول من ذات العام استدعى الحاكم العسكري الصهيوني مدير أوقاف الخليل والقائم على الحرم وأبلغهما قراراً قضى بوضع سقف للمسجد المكشوف وتخصيصه لليهود كما قضى بزيادة عدد المقاعد في داخله ووضع خزائن لحفظ التوراة ومنع المسلمين من الصلاة على موتاهم وتقليص عدد الساعات المسموحة لصلاتهم فيه، الأمر الذي أدى إلى رفض الهيئة الإسلامية العليا في القدس للقرار واعتباره انتهاكًا لمقدسات المسلمين ولا قانونياً.
  يُشار في هذا الصدد إلى أن سكان مستوطنة "كريات أربع" المجاورة لمدينة الخليل وجميعهم من اليهود الموتورين والمتطرفين لم يوقفوا يوماً اعتداءاتهم على الحرم، بما في ذلك نهب محتوياته وتمزيق المصاحف فيه وإنزال الهلال عن قبته وسرقة ساعاته الأثرية والاستيلاء على مخطوطات إسلامية لا تقدر بثمن. وتجدر الإشارة إلى أنه في كل مرة كان أهل الخليل يتصدون فيها للمستوطنين دفاعًا عن الحرم، كانت مطالب هؤلاء الخاصة بالإشراف على الحرم تزداد إصرارًا وإجراءاتهم تتصاعد في الاعتداء على السكان العرب. ومما لا شك فيه أن مذبحة الحرم حدثت ضمن سلسلة تصاعدية من الاعتداءات المتكررة التي لم تجد من جانب سلطات الإحتلال الصهيونية غير التجاهل واللامبالاة.
  تسببت مجزرة الحرم الإبراهيمي في حينه بإثارة الرأي العام العالمي الذي أدانها بشدة، مما اضطر الكيان الصهيوني إلى المبادرة بالاعتذار عن ما أسماه "الحادثة التي تسبب فيها رجل مختل عقلياً" بحسب تصريحات المسؤولين في تل أبيب. وقد ترافق الاعتذار مع قيام الكيان بتقديم تعويضات لأهالي الضحايا، كما ترافق مع اتخاذه خطوات وإجراءات سياسية استثنائية لطالما دأب على اتخاذها في مثل هذه الحالة. هذا ونجح بدهاء إعلامي في طي صفحة المذبحة، خاصة بعد أن تم قتل الإرهابي باروخ جولدشتاين على أيدي المصلين. لكن ذلك الاعتذار كان ضرورياً بالنسبة للكيان الصهيوني بعدما فشل في فبركة المبررات والذرائع المنطقية والمقبولة لتلك الجريمة، إلا أنه بقي في إطار ذر الرماد في العيون. وما دعا للحزن والأسى بل للخزي والعار أن العرب تعاملوا مع المجزرة الرهيبة بتهاون وغباء أضافا نقاطاً أخرى إلى سجل عجزهم في التعامل مع الإعلام العالمي وإمكانية استثماره لصالح القضية الفلسطينية ومجمل القضايا الوطنية والقومية العربية.

وبالطبع فإنه من غير الممكن لأي عاقل أن يتكهن باحتمال أن تخرج مجزرة الحرم الإبراهيمي من الذاكرة الفلسطينية، تماماً كما هو الحال مع كل المجازر والمذابح والجرائم البربرية والوحشية التي تعرض لها الفلسطينيون داخل الوطن وخارجه على أيدي جلاوذة الإرهاب الصهيوني الرسمي والفردي، أقله من ذاكرة من عاشوا أحداثها المفجعة والكارثية التي ما تزال ماثلة للعيان. لقد كانت مجزرة رهيبة خُطط لها بمكر ودهاء وعناية  بالغة ونُفذت بدقة متناهية. ودلل على ذلك أنه وبعد مرور تسعة عشر عاماً على ارتكابها لا يمكن لأي مواطن فلسطيني يدخل الجزء القديم من مدينة الخليل إلا ويخرج منه بانطباع واحد مفاده أن المجزرة قد نجحت في تحقيق الأهداف التي ارتكبت من أجلها وأن من خططوا لها نجحوا في ترحيل المواطنين الذين كانوا في هذا الجزء، إذ أن من لم يخرج منهم بالترغيب أجبر على الخروج بالترهيب. وبعد تسعة عشر عاماً أصبح الجزء القديم من الخليل بؤرة أشباح، فمَن يدخلها يعيش حالة من الذعر والخوف والترقب ومن يسكنها يعيش حالة من الرعب ومن يخرج منها لا يفكر بالعودة إليها بسبب ما يتعرض له من استفزاز وآلام واعتداءات منظمة ومبرمجة.

لقد أثبتت جميع الدلائل والمعطيات التي توفرت بعيد ارتكاب المجزرة أن المتطرف الصهيوني باروخ غولدشتاين لم يرتكب المذبحة وحده بل شاركه فيها جنود من جيش الاحتلال الصهيوني كانت مهمتهم إغلاق باب الحرم الإبراهيمي لمنع المصلين من مغادرته ومنع سيارات الإسعاف من الوصول إلى المنطقة. فحين حاول بعض الفلسطينيين نجدة إخوانهم المصلين قابلهم الجنود المجرمون بإطلاق الرصاص بكثافة وغزارة. وقد لاقت مجزرة الحرم تأييداً من غالبية الصهاينة في كيان العدو الصهيوني، فعند سؤال أحد خامات اليهود عما إذا كان يشعر بالأسف والأسى على من قتلهم غولدشتاين رد قائلاً "إن مقتل العربي يؤسفني بالقدر الذي يؤسفني مقتل ذبابة"!!         وكما هو معلوم فإن الكيان الصهيوني حَوَلّ السفاح باروخ غولدشتاين إلى "بطل قومي يهودي"، بل جعل منه قدوة وحلماً لمن رضعوا من ذات الحليب الذي رضعه إذ قام بدفنه في قبر عند مدخل مستوطنة "كريات أربع" وخصص للقبر عدداً من جنود حرس الشرف مهمتهم حراسته وتأدية التحية العسكرية لنزيله كل صباح. وليس من باب المبالغة القول أن الصهاينة أنزلوه حتى يومنا هذا "منزلة القديسين"، فحولوا قبره إلى مزار يؤمونه في الذكرى وفي مناسباتهم الدينية والوطنية. وقد دأبوا مع اقتراب موعد الذكرى الأليمة في كل عام على ذرف الدموع المسمومة على مقتل طبيبهم المجرم، في وقت يذرف الفلسطينيون دموع الحُزن والألم والأسى على فراق معلمهم الديني وشهدائهم الأبرار.
اليوم وبعد مُضي تسعة عشر عاماً على حدوث المجزرة البربرية يمكن الجزم بأنه لم يتبقَ للمسلمين والعرب وللفلسطينيين قبل هؤلاء وأولئك من الحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل سوى إمكانية النظر إلى بنيانه عن بعد وقراءة يافطة مجاورة له تقول "ممنوع الصلاة في هذا المكان"  وإمكانية رؤيته في وسائل الإعلام المختلفة التي قد تاتي على ذكره بين الحين والآخر، ولربما أيضاً الحصول على صور تذكارية له يشترونها من الأسواق الصهيونية لغرض تزيين جدران منازلهم بها!!!! وكما جاء في قولٍ حكيمٍ لفلسطينيٍ عاقل فإن "مجزرة الحرم الإبراهيمي الشريف قد فتحت أمام الإرهابيين الصهاينة باب الغنائم على مصراعيه فنهلوا من الشريان الفلسطيني ما لم يكفهم على مدار خمسة وستين عاماً، وربما أنهم سينهلون منه ما لن يكفيهم في قادم الأيام، بحيث يُترك الجسد الفلسطيني ينزف حتى الموت تحت سمع وبصر "إخوة الكلام" في الضفة الغربية وقطاع غزة الذين يصرون على عدم الصلح ويمضون في خلافاتهم ونزاعاتهم  من أجل سلطة وهمية ليست موجودة إلا في  خيالاتهم الساذجة، وتحت سمع وبصر "عرب اللسان" و"مسلمي التسمية"....ألا لا سامح الله كل من تهاون بحق هذا المَعْلَمِ الإسلامي والإنساني وبحق فلسطين والفلسطينيين !!
محمود كعوش
kawashmahmoud@yahoo.co.uk
كاتب وباحث مقيم بالدانمارك
كوبنهاجن في شباط 2013

العالم بدون إسرائيل/ د. مصطفى يوسف اللداوي

هل نتصور كيف سيكون العالم دون إسرائيل وهي الكيان اللقيط الغريب المشاكس المريب، وكيف ستكون منطقة الشرق الأوسط بدون جيشها وترسانتها العسكرية ومخزونها النووي، وبدون متطرفيها ومتشدديها من المستوطنين وغلاة المتدينيين، وبدون أفكارها وتلمودها، وأحزابها وقادتها، وحاخاماتها وادعاءاتها.
هل يمكننا أن نتخيل العالم وقد غابت فيه إسرائيل عن الوجود، ولم تعد تشغل مكاناً على الخارطة، ولا علماً لها يرفرف فوق سارية أو مبنىً، ولا اعتراف دولي بها، ولا ممثلياتٍ أو سفارتٍ لها، ولا لوبي سياسي يدعمها، ولا تكتلاتٍ إقتصادية متوحشة تمولها.
من المؤكد أن العالم الذي تغيب عنه إسرائيل سيكون عالماً مثالياً، خالٍ من الظلم والاعتداء والتآمر، لا حروب فيه ولا قتلى، ولا دمار فيه ولا خراب، ولا سجون في جنباته ولا معتقلات، عالمٌ تسوده المحبة والعدل، وتغيب عنه معاني الكراهية والتعصب، وتسمو فيه القيم الإنسانية ومعاني الرحمة والتآخي، وسيكون عالماً صحياً معافىً من الأزمات الاقتصادية والآفات الاجتماعية، والأحلاف المشبوهة.
قد تكون هذه خيالات كاتب، أو شطحات مفكر، أو أضغاث أحلامٍ وأماني معسولة، أو أفكار ساذجة أو رؤى عديمة، أو أنها معتقداتٌ لاهوتية غيبية، أو تنبؤاتٌ دينية ووعودٌ قرآنية، إلا أنها لدى المسلمين حقيقةً ويقيناً، وهي لدى المؤمنين عقيدةً وديناً، بأن يوماً ما سيكون فيه العالم حراً من ربقة اليهود وظلمهم، ولا تكون لهم دولة ولا يبقى لهم كيان، ولا يرفع لهم علم، وسيتشتتون بعد التئمام، وسيتفرقون بعد جمع، وسيتمزقون بعد لحمة، وسيعود كثيرٌ منهم من حيث أتى آباؤهم.
إنها أحلامٌ مشروعة، وأماني نبيلة، وغاياتٌ شريفة، يجب أن نسعى لها، وأن نعمل من أجلها، وألا نخجل من طرحها، أو نخاف من إثارتها، فتخليص العالم من إسرائيل وشرورها لهو أعظم الأعمال وأشرفها، وهو فضلٌ يُؤدى للبشرية الحاضرة وللأجيال القادمة، يُحمد من قام بشطبها، ويُشكر من كان له دورٌ في تغيبها، وهو واجبٌ على المسلمين، والتزامٌ من المؤمنين، فإسرائيل لا تعادي المسلمين وحدهم، بل إن شرورها تعم، وظلمها يسود، وقديماً دنست كنسية القيامة، وسامت المسيحيين سوء العذاب، وأذاقتهم لباس الذل والهوان، إلى أن جاء الفتح وانتشر الإسلام فخلصهم وحمى كنائسهم، وألقى بظلاله الآمنة عليهم.
قد يكون هذا الخيال صعباً أو بعيد المنال، ويصعب تحقيقه ويستحيل تصوره، وقد أصبحت إسرائيل واقعاً وحقيقة، ودولةً وجيشاً، ولها من القوة ما يحميها، ومن الاقتصاد ما يغنيها، ولكن التاريخ ينبؤنا عن حضاراتٍ سادت ثم بادت، ودولٍ كانت ثم غابت، فكيف بدولةٍ مارقة، قامت على الظلم والاغتصاب، وحكمت بالبغي والاستبداد، وعاشت على النهب والإبتزاز، وغدت عنصريةً تقتل وتخرب وتدمر، وتعزل وتحاصر وتحارب، وتحرم وتمنع وتصادر.
هل كان أحدٌ يتصور أوروبا قبل القرن التاسع عشر دون اليهود، وقد كان لهم فيها شأنٌ ومكانة، فاليوم أصبحت أوروبا تقريباً خالية من مئات آلاف اليهود الذين كانوا يتوزعون في دول القارة الأوروبية، وقد كان التخلص من يهود أوروبا حلماً لدى الأوروبيين، الذين كانوا ينعتونهم بالمرابين القذرين، واللوطيين المنحرفين، والشاذين المفسدين، والمستغلين الجشعين، وأصبحت دول أوروبا من بعدهم ناهضة، أنظمتها موحدة، واقتصادها قوي، ومواطنوها يتمتعون بالصحة والرفاهية، الذين يرفضون أن يبقوا عبيداً لعقدة، وأسرى لفكرة، يدفعون من قوتهم، ويتخلون عن مقدراتهم، من أجل دولةٍ عاث أبناؤها من قبل في دولهم فساداً وخراباً، فاستحقوا الطرد والقتل أحياناً، ولعل أوروبا تنتظر النعي وتترقب السقوط أكثر منا، بعد أن أعياها صلفُ الإسرائيليين وعنادهم، وأتعب ساستها ظلمُ قادتها واعتداءُ جيشها.
لا ينفرد المسلمون وحدهم بهذا الاعتقاد، إنطلاقاً من عقيدتهم، بل إن كثيراً من المفكرين والباحثين الغربيين، والسياسيين الأوروبيين والأمريكيين، وحتى من اليهود أنفسهم، يرون أن زوال دولة إسرائيل واقعٌ لا خيال، وحقيقةٌ لا سراب، وأنها ستشطب عن الخارطة، وستخرج من الأرض التي احتلتها، ولن يكون لها من يساندها أو يضحي من أجلها، ولن تنفعها سيول الدعم ولا أساطيل السلاح، إذ ستفقد روح القتال، وقوة العقيدة، وستتراجع لدى أجيالها عوامل الجذب وخزبعلات الهيكل والاسطبل، والنجمة والشمعدان.
فلا يشعر أحدُنا بأنه يخرف أو يهذي، أو أنه سفيهٌ أو مجنون، بل إن من يفكر برحيلهم هو العاقل، ومن يسعى لشطبهم هو الواعي، ومن يصرح بهذه الحقيقة هو الشجاع الجريء، والعاقل المستنير، وإنهم ليعلمون يقيناً أنهم سيذهبون، وأن ملكهم سيزول، وإنه ليومٌ بإذن الله قريب وهو عنا ليس ببعيد، ولا هو بالصعب ولا بالمستحيل، وستصنعه شعوبنا، وستقدر عليه أجيالُنا، وستغدو إلى أرضنا المباركة أجيادُنا، تطهر ما داسته أقدامهم، وما عاثته سياستهم، فلا ينبغي أن يموت فينا هذا الأمل، ولا يغيب عنا هذا الهدف، وقد سقطت حصونهم وانهارت دفاعاتهم، ورحل سدنتهم، وغاب حراسهم، وجاء من بعدهم أجيالٌ ثائرون، ورجالٌ صنعوا الربيع ونسجوا فجر الغد، ومن أشعة شمس الأمة سيغزلون أثواب النصر وبيارق الأمل.

إذا سقط القضاء.. سقطت الدولة/ مجدي نجيب وهبة

  هذه حقيقة يعلمها الجاهل والمتعلم .. بينما مصر تعيش أسود أيام حياتها ، والتى لم يكن يتمناه لها ألد أعدائها ، إلا فصيل واحد فقط يحمل فى داخله كل الحقد والكراهية والخبث والمكر والدهاء .. إنه حزب "اليمين المتطرف" ، الذى يدعى أنه يتحدث بإسم الدين .. والمعروف بإسم جماعة الإخوان المسلمين ، أو التكفيريين ، أو الإرهابيين !!! ..
** عندما بدأت تندلع أحداث العنف فى 28 يناير 2011 .. سقطت الشرطة ، وحرقت كل الأقسام ، وهدمت أسوار السجون ، وهرب السجناء والمعتقلين .. وسادت البلاد حالة فوضى عارمة .. ولكن ما لبث الشعب أن أدرك إحتياجه للأمن ، كما أدرك الشرفاء من ضباط وجنود الداخلية إنهم لا بد أن يعودوا إلى الشارع المصرى فى محاولة للم الشمل مرة أخرى ، للعودة لحفظ الأمن .. وبدأت تخرج المسيرات ، بينما الشعب يحمل أفراد جهاز الشرطة فوق الأعناق ، ويطوفون بهم الميادين وهم يهتفون "الشعب والشرطة إيد واحدة" ..
** أدرك الشعب وشرفاء الوطن من جهاز الشرطة ، بأن هناك مؤامرة دبرتها جماعات إرهابية ، وخططت لها بالإستعانة بميليشيات من منظمة حماس الإرهابية ، وجيش القسام ، والجيش الإسلامى المنتمى لحماس ، يساندهم ويدعمهم جماعة الإخوان المسلمين فى مصر .. لم تمضى أيام قليلة إلا وإستعادت الشرطة هيبتها ومكانتها ، بعد هذه الضربة الموجعة ، الموجهة لجهاز الأمن الوطنى ..
** فى نكسة 1967 ... تعرضت القوات المسلحة المصرية لأكبر نكسة ، وهزيمة حملت معها الكثير من التساؤلات ، حول أكذوبة الجيش المصرى وتهديدات النظام والقيادات العسكرية بالإطاحة بإسرائيل وإلقاءها فى البحر فى غضون دقائق قليلة .. وبعد الضربة المباغتة من الجيش الإسرائيلى للقوات المصرية والتى تركت هزيمة أثرت على القيادة السياسية والشارع المصرى .. ولكن ما حدث هو رفض الشارع المصرى للهزيمة ، ورفض تنحى الزعيم الراحل "جمال عبد الناصر" عن الحكم .. وخرجوا بالملايين يطالبون ببقاء "عبد الناصر" رئيسا لمصر ، وقائدا عاما للقوات المسلحة .. وخرجت الملايين تهتف "هانحارب .. هانحارب" .. "بالروح بالدم نفديك ياناصر" ..
** كان القرار .. قرار الشعب ، وإستجاب الرئيس ، وعاد إلى رئاسة الدولة وقيادة الجيش .. وبدأت القوات المسلحة تلملم جروحها ، وتنفض عن نفسها أثار الهزيمة .. وبدأنا حرب الإستنزاف ضد العدو .. ومات الزعيم "جمال عبد الناصر" ، وتولى "السادات" زمام الأمور .. وواصل الجيش إستعداداته وإعادة بناءه .. وقد كان النصر فى 6 أكتوبر 1973 .. وإنكسر العدو .. وإنكسرت الغطرسة الإسرائيلية .. وإنهزمت الشعارات الزائفة حول الجيش الإسرائيلى التى إدعت أنه الجيش الذى لا يقهر .. ولقن الجيش المصرى درسا قاسيا للعدو الإسرائيلى لن ينساه ، فى مواجهة حقيقية أبهرت كل دول العالم !!! ...
** فى نكسة 28 يناير 2011 .. تعرضت مصر لعملية نصب ومؤامرة خسيسة تم ضربها من الداخل بمساعدة بعض الخونة والمأجورين ، وتقديم الأموال والدولارات الأمريكية لإغراق الوطن فى الفوضى الهدامة ، التى قادتها أمريكا بزعامة جنرال الإرهاب فى العالم "باراك حسين أوباما" ... هذا الإرهابى الذى بلى العالم به بعد توليه رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية .. ومعه وزيرة خارجيته السحاقية "هيلارى كلينتون" ، وبدأوا فى التخطيط لإسقاط منطقة الشرق الأوسط بالكامل ، وإعادة تقسيمه ، والتحريض على إسقاط الدول ، وليس الحكومات .. بالأكذوبة الكبرى التى أطلقوا عليها الربيع العربى !!! ..
** وبالطبع .. لن نعيد سيناريو وصول "الحزب اليمينى المتطرف الإرهابى" إلى سدة الحكم بمساعدة أمريكا !! .. فبالطبع يعلم الجميع كيف ساعد هؤلاء المجرمين ، ودعموا بالدولارات لإسقاط الشرطة .. ثم عادت الشرطة تستعيد عافيتها ، ثم بدأوا يرددون شعارات "تطهير الشرطة" .. ثم بدأ رئيس الدولة اليمينى المتطرف "مرسى العياط" فى التغلغل داخل جهاز الشرطة ، وجعلهم أداة فى أيدى هذه الجماعات الإرهابية ، وصولا إلى إختيار وزيرا للداخلية يدين بالسمع والطاعة والولاء للإخوان المتأسلمين .. ويحرضون على جعل الشرطة فى مواجهة الشارع المصرى ..
** ومع ذلك .. هناك الملايين من أبناء هذا الوطن ، وأبناء الشرطة الذين وقفوا ضد مشروع أخونة الشرطة المصرية .. ومازالوا فى صراع ضد الإرهابى "مرسى العياط" !!...
** إننا نعلم جميعا مكر الذئاب عندما أطاحوا بالمشير "طنطاوى" والفريق "سامى عنان" .. وأخرجهم هذا الذئب من قصر الرئاسة بدون أى غطاء وجردهم من رتبهم .. وتم تعيين الفريق "عبد الفتاح السيسى" وزيرا للدفاع خلفا للمشير ، فى الوقت الذى نصب هذا الذئب نفسه قائدا عاما للقوات المسلحة والشرطة المصرية .. ومع ذلك .. لم تسقط مصر .. وإنطلق القادة العسكريين فى عملهم ، رافضين أن توجه طلقات رصاصهم إلى صدور الشعب ..
** لم تيأس رئاسة الذئاب والماكرين .. بل بدأوا فى تسريب بعض التصريحات بإقالة الفريق أول "عبد الفتاح السيسى" ، وهذه التصريحات تصدر بالفعل من جماعة الإخوان المتأسلمين .. وسواء كانت من مستشارى الرئيس أو من مكتب الإرشاد ، فالمعنى واحد ، وهو إختبار رد الفعل .. وكالعادة كان رد الفعل قاسيا مما جعل رئيس الجماعة يتراجع عما فى داخله ولو بصفة مؤقتة ويوجه شكره للفريق أول "عبد الفتاح السيسى" ، وأشاد بدور القوات المسلحة .. فهل يعتقد البعض أن مكر الذئاب سيتوقف عند ذلك .. أعتقد أن الذئب سوف يتحين الفرصة لتنفيذ قراره بعد أن ينجح فى محاولة ضرب الأسافين بين بعض القادة العسكريين .. ربما يبدأ بالتغييرات للقيادات العسكرية حول السيسى .. ثم ينتهى بالإطاحة بالسيسى نفسه !!..
** ورغم كل ما يخطط له هؤلاء الذئاب ، للسيطرة على مفاصل الدولة وإسقاطها .. إلا أن مصر مازالت متماسكة ضد أخونة الدولة وإسقاطها .. فلم يتبقى أمام هذه الجماعة إلا إسقاط القضاء .. وهى المرحلة التى نجحوا في تحقيقها بنسبة كبيرة ، فلا أمل فى إنقاذ مصر إلا بالتدخل العسكرى فورا دون إنتظار للغد ..
** بدأت فكرة إسقاط القضاء بظهور ما أطلقوا على أنفسهم "قضاة من أجل مصر" .. هؤلاء القضاة يترأسهم المستشار السابق "زكريا عبد العزيز" ، والمستشار السابق "محمود الخضيرى" الذين أحيلوا للتقاعد لعدم الصلاحية ، وكونوا ما أطلق عليه "قضاة من أجل مصر" .. ونحن نتذكر أنهم أول من أعلنوا نتيجة الإنتخابات الرئاسية ، قبل الإنتهاء من فرز صناديق الإنتخابات ببعض الدوائر .. وهى بالفعل النتيجة التى أعلنتها اللجنة العليا للإنتخابات الرئاسية ، بعد أن رفضتها نفس هذه اللجنة .. وهذا يدل على أن النتيجة كانت معدة مسبقا لفوز محمد مرسى العياط برئاسة مصر ..
** وهنا نعود للدور الأمريكى .. فكم من أموال دفعتها .. وكم من جهات تم رشوتها للوصول إلى هذه النتيجة .. وكانت أخطر هذه الجهات هى اللجنة العليا للإنتخابات ، والتى رفضت فحص الطعون التى قدمت من أفراد ومنظمات حقوقية وأحزاب تفيد بتزوير تذاكر الإنتخابات ، وتجهيزها فى مطابع الأميرية لصالح "العياط" .. كما أفادت الطعون بتدخل بعض القضاة فى توجيه الناخبين ، وغلق بعض اللجان ، وعدم السماح بالتصويت ، ومنع الأقباط من التصويت فى بعض المدن والقرى تحت تهديد السلاح ، وإرهاب بعض اللجان بإستخدام السلاح ضد كل من يرشح الفريق "أحمد شفيق" .. فلم تفحص اللجنة القضائية سوى بعض الطعون القليلة ، وذكرت أن نسبة التزوير أو المخالفات لا تؤثر فى عملية التصويت !!! ...
** عندما أصدرت المحكمة الدستورية العليا قرارا بحل مجلس الشعب السابق "مجلس قندهار" .. أزعج هذا القرار الإخوان .. وبدأوا يترنحون ، وحاولوا العودة للمجلس .. وطالب بعض النواب عقد الجلسات فى الهواء الطلق .. وحاول النائب "محمد العمدة" ، تسلق أسوار مجلس الشعب ، ودخول قاعة المجلس بالإكراه وبالبلطجة .. وقد كانت مهزلة ومسخرة لم تراها مصر من قبل .. وعقب ذلك إنحسرت الأضواء عن الجماعة ، وأحجمت كل البرامج عن إستضافتهم ، بعد أن كانوا نجوما على الفضائيات ..
** وبدأت الجماعة تسترد أنفاسها مرة أخرى بعد تعيين محمد مرسى العياط رئيسا لمصر .. وبدأوا مرة أخرى ينتشرون فى كل البرامج .. وخرج رئيس الجماعة ليعفو عن كل السجناء الإرهابيين ، ويفتح الحدود لأبناء عشيرته من جماعة حماس .. وزادت عمليات تسريب الأسلحة من وإلى غزة .. وإمتلأت جبال سيناء بالتنظيمات والجماعات الإرهابية .. وألغى الرئيس الإعلان الدستورى المكمل للمجلس العسكرى ، وأقال المشير والفريق .. وهذا الإجراء غير دستورى ، وهو ما جعل بعض النشطاء السياسيين ورجال القانون الشرفاء يقدمون بلاغات ودعاوى لتنظرها المحكمة الدستورية العليا ، للطعن على دستورية اللجنة العليا لعمل الدستور ، والطعن على قرارات الرئيس بإقالة المشير وعنان ، والطعن على شرعية مجلس الشورى .. كما قدمت دعاوى للنظر فى شرعية رئيس الدولة بعد أن حنث القسم وشرعية النائب العام الإخوانى بعد إقالة الدكتور "عبد المجيد محمود" ، وتعيين "طلعت عبد الله" نائبا عاما جديدا  !! ..
** لم يكن أمام محمد مرسى العياط إلا وقف أى إجراء قد تتخذه المحكمة ضد اللجنة العليا لعمل الدستور ، أو مجلس الشورى ، أو عودة المشير طنطاوى ، أو الفريق "سامى عنان" ، أو عودة النائب العام السابق "عبد المجيد محمود" .. وهو ما جعله يحث أعضاء هذه اللجنة على سرعة الإنتهاء من كتابة الدستور ووضع كل القوانين والبنود التى تدعم كيان الجماعة وتمكنهم !!! ...
** لم يكن هناك سوى طريق واحد أن يعجل بوضع الدستور .. والإستفتاء عليه بإستخدام "صندوق أبو لمعة المزور" ، ومنع المحكمة الدستورية من الإنعقاد !! ..
** وهذا ما حدث .. وتم محاصرة المحكمة الدستورية ، ومنع قضاتها من أداء عملهم ، وهذه كارثة كبرى كان يتحتم على الجيش سرعة التدخل لحماية الدستور والقانون ، وحماية المحكمة الدستورية .. ولكن لم يحدث شئ من ذلك إطلاقا .. بل صمتت كل الأجهزة وجلسوا فى مقعد المتفرجين ، وهم يشاهدون القضاة يضربون ويمنعون من الدخول إلى المحكمة .. وخرجت بعض التصريحات الرئاسية أن حرية الإعتصام والنظام مكفولة .. وأن الرئاسة لا تتدخل فى فض الإعتصامات .. وتم كل شئ بعد ذلك بالتزوير والإكراه ..
** وبعد أن دعى محمد مرسى العياط جموع الشعب للإستفتاء على الدستور الباطل .. وكالعادة خرج الشعب ليقول "لا" .. فتتحول "لا" داخل الصناديق إلى "نعم" .. ولم يفك الحصار عن المحكمة الدستورية العليا إلا بعد أن جردها طبقا للدستور الإخوانى .. وأقال المستشارة "تهانى الجبالى" .. وقلل عدد أفراد أعضاء المحكمة ، وأصدر قوانين تحصن كل قراراته بعدم الطعن عليها أمام أى جهات أو محاكم .. وأقال النائب العام .. وأقال وزير العدل .. وتحطم القضاء .. ووجدنا تهديد علنى لقضاة مصر الشرفاء ، وتهديد علنى من النائب العام لوكلاء النيابة ، وتدخله السافر فى عملهم .. وتهديد علنى من السيد وزير العدل الإخوانى ، المستشار "أحمد مكى" ...
** فماذا يتبقى للدولة ؟ .. الإجابة لا شئ .. ونتساءل ، هل يمكن أن يؤتمن أى إنسان على نفسه .. عندما يجد أن القضاء ينهار ، وإنه تحول إلى قضاء من أجل الإخوان .. هل يمكن أن يثق أى مواطن فى الأحكام القضائية الصادرة أو الإتهامات التى توجهها النيابة إلى المشكو فى حقهم والمتهمين ؟!! ..
** لماذا حذر رئيس محكمة جنايات بورسعيد بعد صدور الحكم بإعدام 21 متهم من بورسعيد ، بالنشر أو التحدث عن الحكم؟ .. فهل هذا يعقل ؟ .. الحكم أصبح علانية ، ويجوز الطعن عليه .. فهل يتم الطعن عليه سرا ولا يجوز الحديث عن الحكم الصادر من محكمة الجنايات .. ألا يعتبر هذا إرهاب للشعب .. فكيف تمنع المتهمين من الكلام ، أو محاميهم من الدفاع عنهم أمام الرأى العام .. وهناك حكم بالإعدام عليهم أصابه الفساد والعوار .. وقد كانت النتيجة سقوط 42 شهيدا بعد صدور الحكم فى بورسعيد .. وهم الذين خرجوا للتعبير عن غضبهم ..
** هل ما يفعله النائب العام ، طلعت عبد الله ، بإحالة كل البلاغات المقدمة من الإخوان ، أو حزب الحرية والعدالة ، أو الرئيس ، ضد المعارضين للنظام الفاشى للديكتاتور "مرسى العياط" إلى النيابة المختصة لإجراء التحقيقات وعدم تحريك أى بلاغ للضحايا إذا كانت ضد محمد مرسى العياط ، أو جماعة الإخوان المسلمين ..
** وإذا كانت كل الأحكام التى تصدر غير موثوق فيها .. فكيف يكون الحال لو صدر حكم على مواطن برئ بالإعدام أو بالسجن ، وهو حكم واجب النفاذ .. أعتقد أن الطريقة الوحيدة هى أخذ الحق بالذراع دون إنتظار لأى قضاء .. وهذا هو نهاية المطاف .. سقوط الدولة ، وعدم الثقة فى أى أحكام قضائية .. وإرتعاش القضاة فى إصدار الأحكام ، وعودة "قضاة من أجل مصر" إلى سيطرتهم على النيابات ومنصة القضاء .. وعودة شريعة الغاب بين أفراد الشعب دون إنتظار لأحكام مسيسة ومزورة تصدر من محاكم الإخوان ...
** ونتساءل .. إذا سارت الدولة بمباركة رئيس غير شرعى .. سقطت شرعيته على هذا النمط .. فماذا تتوقعون من إستقرار الحياة فى مصر .. أعتقد هو سقوط الدولة بالكامل .. ولا أمل إلا أن يتدخل الجيش والقبض على كل هؤلاء المجرمين .. فنحن كما قلت منذ أكثر من عامين ، إننا على أبواب الصومال .. وسخر البعض من توقعاتنا ..
** أقول لكل هؤلاء البلهاء والمعنيين أن كل ما يحدث فى الشارع المصرى لن يجدى مع هذه الجماعات الإرهابية إن لم يتدخل الجيش .. فهل من مجيب لإنقاذ القضاء ، ووضع دستور للبلاد ، وعودة مصر لأصحابها ..
** إنها كلمة حق ولا أمل إلا بهذا الحل .. فالجيش والشعب والشرطة هو الحل !!!!!.....
مجدى نجيب وهبة
صوت الأقباط المصريين

متي تعود جمعتنا؟/ فاطمة الزهراء فلا‏

من يأتيني بمفسر الأحلام
من الكوابيس ينجيني
هل لي بالعراف يخبرني
متي تزول خيبتنا
ونشرب الشاي بالنعناع
وتزول مع الأحزان غمتنا
ومتي يعود الربيع في حدائقنا
يتنزه بلا ثورة ولا عاصفة تقلعنا؟
ومتي نعود نصلي في بهجة جمعتنا؟
ملونة بالتسابيح وتحت الشمس
نهنأ بجمعتنا
وإن كان لابد من الثورة
سأقول للقاتل..لا شأن لك بالدين
تلك قضيتنا
ورضيعي أنا كفيلة به
سأرضعه من وحي إرادتنا
وستكتمل مهما عنفونا
وقاتلونا ,وبالطرقات سحلونا
ثورتنا
حبال غسيلنا القذرة
علي أسطح الدور ننشرها
بلا خجل ولا معني
سوي أساطير ساذجة
تضللنا ..تكفننا في رفات عورتنا
وتقبرنا تحت أنقاض طروادة
فيهب أحمس من رقدته مذعورا
هل جاء الهسكوس ثانية
فيضحك الجنود في عجب
ويحتسون قهوة ليست عربية
والوقت لدينا بات تسلية
يذهب أبو سفيان ..يأتي كليب
دولة أموية تتبعها إمارة علوية
وألف جارية لهارون
واحدة ترقص وتلك مرح و تسرية
وأمنيات  مجنونة ..رومانسية
وتأتي لميس لديها قميص
وتقسم بأن الناس سواسية
وعمرو أديب يبيع الحلم للبسطاء
ثم يعود ويضحك في علانية
والناس لايجدون سوي الإعلام
عبثا وسخرية
والمجانين يعيثون في حبها ضلالا
ويعتقدون بأن الكذب عليها تضحية
وكل الكلام مباح
ومادام الثمن موجودا
ننظم كل يوم ندوة وأمسية

اين نحن من مكارم الاخلاق ..؟!/ شاكر فريد حسن

لا ريب ان تقدم المجتمعات ونهضة الامم وازدهارها وعافيتها يعتمد بالاساس على مكارم الاخلاق والمنظومة القيمية في تربية وبناء الانسان والجيل الجديد ، فضلاً عن الحرية الانسانية والتعددية السياسية والفكرية . وان انحطاط وتدهور وتراجع الاخلاق مؤشر واضح ودليل قاطع على انهيار المجتمعات والامم ، افلم يقل شاعر النيل حافظ ابراهيم :
انما الامم الاخلاق ما بقيت          
فان هم ذهبت اخلاقهم ذهبوا
ومما يؤسف له هو هذا الانحدار والتسيب الاجتماعي والسقوط والانحطاط الاخلاقي الرهيب الذي يشهده مجتمعنا ، والحال الذي آلت اليه احوال شبابنا في تصرفاتهم ومسلكياتهم ومعاملاتهم وكلامهم ولباسهم وتخنثهم وميوعتهم وتمايلهم على الشمال واليمين، وتقليدهم النساء في مظهرهن وبتسريحات الشعر والقصات الغريبة وتنعيم الاظافر والسراويل الضيقة والجينز الساحل ووضع القلائد في الرقبة وربط الشعر  ، معتقدين ان الرجولة بالمغامرات والمعاكسات ومطاردة الفتيات والتسكع في الشوارع، ووضع الجل وتدخين النرجيلة والسجائر الامريكية .
ان من ينظر الى حال وواقع مجتمعنا في العقود الاخيرة ، وبفعل العولمة الوافدة وثقافة الاستهلاك ، يلحظ تراجع القيم ، وتدني المستوى الاخلاقي، وشيوع الفساد، وانتشار الكذب والنفاق، وافتقاد الصدق وقيم الرحمة والتسامح والاخاء ووشائج المحبة ، التي كانت سائدة وشائعة في الماضي ، علاوة على القسوة في التعامل مع الضعيف، وفقدان معاني الشرف والعزة والكرامة والنخوة والهمة العالية ، وعدم اتقان العمل والالتزام بالمواعيد واحترامها ، وعدم احترام الانسان ، وغياب الامانة والجوء للسرقات . فالى متى سنبقى واقفين مكتوفي الايدي بما يجري ويحدث في مجتمعنا من فوضى وانفلات اخلاقي ؟ وهل سنبقى نتصرف هكذا مع اولادنا ونعطيهم الحرية المفرطة ، ونترك الحبل على غاربه، بعد ان فقدنا السيطرة عليهم ، ولبينا جميع طلباتهم وقدمناها لهم على سجادة من حرير؟!
ان المسؤولية ثقيلة وكبيرة وغالية ، في ظل غياب الدور الرقابي والتربوي ، والدور التعبوي التثقيفي لاحزابنا السياسية وحركاتنا الوطنية ، التي تحولت لقوائم انتخابية موسمية ليس الا..!
وهذه المسؤولية في تربية وتنشئة الابناء والجيل الطالع والصاعد ، نتحملها جميعاً ، اباء وامهات ، ومربين ومربيات، وقيادات سياسية ، ومؤسسات مدنية ومنظمات اهلية ، ومرشدين وعاملين اجتماعيين مختصين نفسسيين ، ومثقفين ورجال ادب وفكر ، ورجال دين ، وائمة مساجد . فكل واحد له دوره المسؤول من خلال موقعه ، وعليه ان يحاول ويجرب بالنصح والتوجيه السديد والارشاد الهادف والتوعية العقلانية والاعلام الرشيد ، تنمية القيم المجتمعية  وتذويت مكارم الاخلاق وتهذيب النفوس ، والمساهمة في انقاذ مجتمعنا والعمل على تقدمه وازدهاره ونهوضه على القيم والمبادئ والمواقف السليمة والسلوكيات الصحيحة . فقد بلغ السيل الزبى ، وآن الأوان ان نصحح المسار وننقذ السفينة الغارقة ، وذلك بالعمل الجاد والمكثف والمثابر ، واجتثاث كل الظواهر اللاخلاقية والشاذة ، التي تسيء لنا وتدمر مجتمعنا . 

يتحدثون عن سنة إيران.. دون علم!/ د. عبدالله المدني

على هامش زيارة الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد  مؤخرا للقاهرة خرج علينا نفر من الكتاب ومحللي الفضائيات ومعهم أيضا رجال دين من الازهريين والسلفيين ليعترضوا على ما يلاقيه "السنة في الأحواز" من مظالم وإنتهاكات لأبسط حقوقهم. ولو أن هؤلاء تناولوا مظالم سنة ايران بصفة عامة دون تحديد مكانهم لما كان هناك داع لكتابة هذا المقال. ذلك أن تشديدهم على سنة الأحواز تحديدا كطرف يتعرض للظلم يكشف عن قصور فاضح لديهم في فهم الأوضاع والسياسات والتقسيمات الديموغرافية في ايران. وهذا، بطبيعة الحال، ناجم عن خلو جامعاتنا وكلياتنا من مراكز بحثية متخصصة بالشأن الايراني، مقابل العديد من المراكز الفارسية المتبحرة في كل ما له علاقة بالأوضاع والشئون الخليجية والعربية السياسية منها والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعسكرية.
فالأحواز (جمع حوز وهي مصدر للفعل حاز وتستخدم للدلالة على الأرض التي يبيــّن المرء حدودها ويتملكها) والتي أطلق العرب عليها هذا الاسم عند الفتح الإسلامي لها، ونطقه الفرس "الأهواز" بسبب خلو أبجديتهم من حرف الحاء، قبل أن يسميها الصفويون بـ "عربستان" أي الأراضي العربية، وقبل أن يختار لها رضا شاه الكبير إسم "خوزستان" أي بلاد القلاع والحصون بــعد إحتلاله لها في عشرينات القرن الماضي، وتصفية حكامها العرب من بني كعب، هي محافظة لئن كانت أكثرية سكانها من العرب، فإن غالبيتهم من الشيعة وليس السنة، وهم يتكلمون اللهجة الأحوازية الشبيهة باللهجة العراقية، وبالتالي فإن سنة الأحواز لا يشكلون سوى أقلية، شأنهم في ذلك شأن الأقلية السنية في كرمانشاه، ولارستان، والمدن المركزية الكبرى.
ومن هنا كان الأجدر بمن أراد إيصال رسالة إحتجاج إلى نجاد أن يتحدث عن إضطهاد السنة وانتهاك حقوقهم الأساسية في مناطق ومحافظات أخرى كمحافظات "سيستان وبلوتشستان"، و "هرمزكان"، و "غيلان"، و"خراسان"، وكردستان.
ففي الأولى يشكل البلوش الأكثرية وهم من السنة الحنفية، وفي الثانية التي تشمل "لنجة" وإمتداداتها من مدن وبلدات في بر فارس العربي وسواحله المواجهة لسواحل دول الخليج العربية يشكل السنة أيضا الأكثرية وهم من الشوافع. وفي الثالثة معظم السكان هم من التركمان السنة من أتباع المذهب الحنفي، وفي الرابعة يكثر السنة من متبعي الطريقة الحنفية النقشبندية، خصوصا في شرقها المحاذي لحدود إيران الشمالية مع تركمانستان وحدودها الشرقية مع أفغانستان. أما في كردستان، التي تمتد من مدينة قصر شيرين شمال الأحواز إلى حدود أرمينيا على طول حدود تركيا، فإن أكثرية السكان تتبع المذهب السني الشافعي.
وطبقا للبيانات الرسمية الايرانية فإن سكان إيران ينتمون إلى  30 قومية متنوعة ويبلغ تعدادهــم اليوم نحو 73 مليون نسمة، يشكل منهم الفـــــرس 51 % والآذاريون الأتــراك 24 % ، والأكراد نحو 9 %، والجيلاك والمازندرانيون نحو8 %، والعرب 3%، والبلوش 2%، والبقية من أعراق مختلفة. غير أن هناك من يدحض هذه البيانات ويؤكد أن نسبة العرب ضمن مكونات الشعوب الإيرانية تبلغ نحو 8%، خصوصا إذا ما أخذنا في الإعتبار أنهم يشكلون 95% من سكان الأحواز أو 3.5 مليون نسمة. هذه النسبة التي كانت أكبر في الماضي، لكنها تراجعت بسبب سياسات نظام طهران الحالي الهادفة إلى إحداث تغييرات ديموغرافية في هذا الإقليم النفطي والاستراتيجي الهام (أكتشف النفط فيه في عام 1908 ، وتنتج حقوله اليوم ما بين 3.5 – 4 ملايين برميل من النفط يوميا، و9500 مليون متر مكعب من الغاز، محققة للنظام الإيراني دخـــلا يفوق 17 مليار دولار). هذا ناهيك عن أن العرب يشكلون 50% من سكان محافظة هرمزكان أو 1.5 مليون نسمة، إضافة إلى نصف مليون نسمة يقطنون في أقاليم إيرانية متفرقة.
أما لجهة التقسيمات المذهبية والدينية فإن المعروف تاريخيا أن اهل السنة من الشوافع والأحناف كانوا يشكلون أكثرية سكان إيران، فيما كان الشيعة أقلية محصورة في مدن مثل قم، وقاشان، ونيسابور، وطوس (مشهد). لكن الصورة تغيرت في سنة 907 للهجرة بوقوع السلطة في يد الشاه إسماعيل الصفوي الذي أجبر أهل السنة على التشيع وسب الخلفاء الراشدين الثلاثة، وسفك من أجل تحقيق هدفه دماء غزيرة بوحشية. ومذاك توزع من تمسك بمذهبه السني ونجا من مجازر الشاه الصفوي على أطراف إيران، تاركا المركز لهيمنة  الشيعة.
وتختلف الأرقام الإحصائية حول نسبة أهل السنة في إيران إلى العدد الاجمالي للسكان من مصدر إلى آخر. فمصادر النظام الحالي تقول أنهم لا يتجاوزون الـ 10%، علما بأن المصادر الرسمية زمن النظام السابق كانت تقدرهم بـ 30%. أما المصادر المستقلة فتقول أن نسبتهم تتجاوز الـعشرين بالمائة.
ومن الاهمية بمكان في هذا السياق أن نتحدث عن الديانات الموجودة في المجتمع الإيراني الفسيفسائي، خلاف الدين الإسلامي. فهناك مثلا البهائية (يقدر عدد أتباعها بنحو 300 ألف نسمة)، والزرادشتية (يزيد عدد أتباعها عن 22 ألف نسمة)، واليهودية أو من يطلق الفرس على معتنقها الفرد إسم "كليمي" بمعنى انه من اتباع كليم الله النبي موسى (كان عددهم قبل الثورة الخمينية يقدر بمئات الآلاف، لكنهم اليوم لا يتجاوزون 25 ألفا)، والمسيحية (وجل أتباعها من الإيرانيين الأرمن الذين وصل عددهم في ظل النظام الشاهنشاهي الى نصف مليون، لكنهم اليوم لا يزيدون عن 75 ألف نسمة).
وعلى الرغم من هذا التنوع العرقي والديني في المجتمع الإيراني، فإن الدستور الذي وضعه النظام الفقهي الحالي بــُعيد وصوله إلى السلطة في 1979 تحت شعارات تحقيق الديمقراطية والعدالة والمساواة والحقوق نص في مادته 12 على أن "الدين الرسمي لإيران هو الإسلام والمذهب الجعفري الإثنى عشري، وهذه المادة تبقى إلى الأبد وغير قابلة للتغيير"، ونص في مادته 13 على أن "الإيرانيون الزرادشت واليهود والمسيحيون هم وحدهم الأقليات المعترف بها"، ونص في مادته 15 على أن " اللغة والكتابة الرسمية المشتركة لشعب إيران هي الفارسية، ويجب أن تكون الوثائق والمراسلات والنصوص والكتب المدرسية بهذه اللغة".
وهكذا نستنتج من المواد الدستورية السابقة أن كل المناصب الكبرى في إيران هي حكر على الشيعة، وبالتالي فإن أتباع المذاهب والديانات الأخرى لا تنطبق عليهم صفة المواطنة ومايشتمل عليها من حقوق. ونستنج أيضا أنه لا يجوز إصدار تشريعات تخالف المذهب الجعفري الاثنى عشري!
د. عبدالله المدني
*باحث ومحاضر أكاديمي في الشأن الآسيوي من البحرين
تاريخ المادة : فبراير 2013
البريد الالكتروني: elmadani@batelco.com.bh 

صدق أو لا تصدق.. الشعب "بلطجية" والإخوان "ثورجية"/ مجدى نجيب وهبة

** نعم .. نحن فى زمن المسخ والكفر .. كل شئ جايز حتى دلع العجايز .. صدق أو لا تصدق ، ونحن فى زمن اللصوص والحرامية والكذابون ، أن كل شرفاء الشعب المصرى أصبحوا بلطجية ومخربين ومحرضين ، يدعون إلى الفوضى وعدم الإستقرار ، وإلى حرق مؤسسات الدولة ، وإرهاب الشرطة والنظام والحكومة .. وأن جماعة الإخوان المسلمين ، "الجماعة المحظورة" هم أبطال ووطنيين وثورجية ، يدعون لنبذ العنف ، وينظمون المظاهرات لرفض العنف ، ويدعو ن للإستقرار وحماية المؤسسات ، ويطالبون بالدفاع عن جهاز الشرطة من الهجمات الشرسة للشعب المصرى ، كفار بنى مصر من الأقباط والمسلمين ، بالمولوتوف والحجارة !!!..
** نعم .. صدق أو لا تصدق .. الجماعات الإرهابية الذين هربوا من المعتقلات والسجون ، أطلقتهم العاهرة أمريكا ودعمتهم ، وساندتهم ، وأمدتهم بالأسلحة ، وأطلقت عليهم مجاهدين وثوار .. فإذا كنت لا تنتمى لهذه الجماعات الإرهابية ، وخرجت للتظاهر والمطالبة بإسقاط الديكتاتور الإرهابى "محمد أوباما العياط" ، المرشح الديمقراطى الأمريكى للفوز بكرسى الرئاسة لحكم مصر بالإكراه .. فأنت زنديق ومخرب وجاهل .. ويجب سحلك أو قتلك سواء بقناصة الشرطة أو قناصة ميليشيات الإخوان أو قناصة منظمة حماس الإرهابية ، أو بقناصة "الجيش الإسلامى" .. ففى النهاية أنت مفقود .. مفقود ياولدى !! ...
** وإذا قررت أن تجلس فى المنزل ، لتشاهد البرامج السياسية .. فقد تصاب بحالة هياج أو صرع أو تبول لا إرادى ، وأنت تستمع  إلى إرهابيين ومجرمين وقطاع طرق ، وهم يتحدثون عن صندوق الإستفتاء ، وصندوق الإنتخابات البرلمانية والرئاسية ، وصندوق الإستفتاء على الدستور الباطل ، وهم يزعمون بإصرار الشعب على إقباله على الصندوق وإصرار الشعب على إنتخاب "محمد أوباما العياط" رئيسا لمصر .. فهل يمكن أن تصدق هذه الخزعبلات ، وتسيطر على تصرفاتك ، وأنت تشاهد نفس الحوار ، ونفس اللغة ، ونفس الكلمات .. أم ستقوم على الفور بقذف جهاز التليفزيون بأقرب برطوشة تطولها أصابعك .. وإذا حاولت أن تغير القناة أو المذيع أو البرنامج .. فسوف تصدم بوجوه وأشكال عفا عليها الزمن .. بعد أن عادت من القبور والمعتقلات والسجون ، وهم يتحدثون عن الصندوق ..
** الشئ الغريب والمستفز أن هؤلاء الكذابين والمضللين .. يعلمون جيدا أن الصندوق تم تزويره فى الإنتخابات الرئاسية ، والإستفتاءات الدستورية ، والإنتخابات البرلمانية ، والتزوير علنى .. ومعروفا ضد إرادة الشعب .. وهم يصرون هؤلاء الكذابين على الإستشهاد بالصندوق ..
** المشكلة ليست فى الصندوق المزور .. بل المشكلة فى الإعلام الذى يعطى مساحة كبيرة لهؤلاء الأفاقين المضللين .. ويبدو أنه أصبح يكره على إستضافتهم وإجبارنا على مشاهدتهم !!..
** صدق أو لا تصدق .. الإخوان القتلة والسفاحين ومصاصى الدماء .. يتحدثون عن الشعب المصرى ، ويصفونهم بأنهم الثورة المضادة .. أى ثورة مضادة تتحدثون عنها .. وأنتم تنظيم دولى يبيح القتل ، وسفك الدماء ، ولا يعترفون بالدولة ولا بالديمقراطية ، ولا بحرية الرأى .. هم يؤمنون بمبدأ السمع والطاعة وتأليه الحاكم .. والديمقراطية كفر ، والأديان الأخرى كافرة .. يجب قتلهم حتى يستتبوا ويدخلون الإسلام .. وهم يكفرون كل مسلم لا يؤمن بأفكارهم وجرائمهم سجلت على صفحات التاريخ بالصوت والصورة .. وتاريخهم الأسود ملطخ بالدماء وحتى الأن .. فأى ثورة تتكلمون عنها أيها الكذابون ؟!!...
** رئيس الجماعة .. جعل نفسه رئيسا لمصر بالإكراه والبلطجة ، وهو يتحدث عن الصندوق .. وهم يعلم أن العاهرة أمريكا واللقيط أوباما ، وراقصة السيربتيز "كلينتون" هم الذين دعموا "محمد أوباما العياط" ، وهم يعلم ذلك جيدا ، وإمتثل لكل أهدافهم وتعليماتهم وأوامرهم التدميرية والتخريبية لإسقاط مصر .. فهل أصابهم الحول والعمى وهم يتحدثون عن نبذ العنف ، ويتحدثون عن حماية الشرطة .. هل تناسوا وأصابهم الحول ، وهم أول الذين حرقوا الأقسام وقتلوا الضباط وإقتحموا أسوار السجون ، وأخرجوا كل السجناء ، وعلى رأسهم "سعد الكتاتنى" ، و"عصام العريان" ، و"محمد البلتاجى" ، و"محمد مرسى العياط" .. وهم الذين ظلوا يطالبون بتطهير جهاز الشرطة !!..
** نعم .. صدق أو لا تصدق .. هذا هو الحال فى مصر ، فالإخوان يتحدثون عن الشرف والفضيلة ، وهم أبعد الناس عن الشرف والفضيلة .. ويدعون الشرطة لقتل المتظاهرين ، ويطالبون الشرطة بحمايتهم من الشعب الإرهابى .. ويأتى دور الإعلام الحقير لإستضافة هذه الشراذم ، ليؤكدوا لنا أن الصندوق هو الشاهد على وطنيتهم وصدقهم ..
** الشعب الذى خرج يطالب بمحاكمة رئيس الجماعة "محمد أوباما العياط" على جرائمه التى دفعت البلاد إلى الفوضى والإنهيار منذ أن أسقط القضاء بما أطلق عليه الإعلان الدستورى المكمل .. وأقال النائب العام وعين نائب عام ملاكى ، ينفذ كل مطالب الإرهابيين ، للقبض على كل الشعب المصرى ، وتلفيق الإتهامات ، ووضعهم فى السجون .. وللأسف الشعب لا يجد من يحميه إلا الخروج إلى الشارع للدفاع عن شرفه وعرضه وماله .. فيتم وصفهم بالبلطجية !! ..
** الشعب الذى خرج يطالب بالقصاص للشهداء الذين سقطوا بأوامر من محمد أوباما العياط ، ولم يتم التحقيق فى أى بلاغ مقدم ضده .. لأنه ببساطة سيادة النائب العام هو نائب عام للإخوان ولا يوجد فى مصر نائب عام للشعب ، يحاكم القتلة والفاسدين .. هذا الشعب يوصف بالبلطجية من قبل بعض المعتوهين ..
** الشعب المصرى عندما كفر بالوطن وبالثورة المزعومة .. خرج بالأمس إلى مبنى وزارة الدفاع لمطالبة الجيش بحماية الوطن وحماية الشعب .. وعندما علم الإخوان بهذه المسيرة ، أصدروا أوامرهم لميليشياتهم التى أطلقوا عليها "ألتراس الأهلى" ، وطالبوهم بالتوجه إلى وزارة الدفاع للهتاف ضد الجيش والمطالبة بمحاكمة المشير والفريق عنان وإعدامهم .. لقتلهم الثوار .. ولم يتحدث هؤلاء الهتيفة الذين أطلقوا على أنفسهم "ألتراس الأهلى" عن أى فساد للنظام أو المطالبة بمحاكمة "محمد مرسى العياط" .. وعندما ظهرت بعض الهتافات ضد "محمد أوباما العياط" ، إعترضوا الألتراس ورفضوا الهتاف ضد الإخوان أو مرسى .. وبذلك تاهت نداءات شعب مصر لمطالبة الجيش بالتدخل لحماية الوطن ، وهو الهتاف الذى يزعج الجماعات الإرهابية ، بعد أن حصنوا كل ميليشياتهم بالأسلحة لضرب الشعب ، وحرضوا الشرطة ضد الشعب بل ودفعوا ببعض ميليشياتهم لينضموا لمعسكرات الأمن المركزى ويشاركون فى تعذيب المواطنين المصريين الشرفاء ..
** الشعب المصرى .. خرج ليرفض مجلس الشعب القادم .. والإخوان الإرهابيين يصرون على إجراء الإنتخابات ، وعندما تحدثهم أن هناك رئيس باطل ودستور باطل ، ومجلس شورى باطل ، وحكومة فاشلة وباطلة .. يقولون لك "علينا بالصندوق" ..
** إنهم يرفضون تغيير الحكومة ويدعون الحوار .. والحوار ينتهى إلى لا شئ .. يهللون فى الإعلام أن الرئيس يدعو للحوار والمعارضة ترفض وتراوغ .. والحقيقة أن محمد أوباما العياط لا يملك حوار يتحدث به .. فهو لا يصلح إلا أن يكون فى صفوف المعارضة وليس العكس .. إنه يراوغ ويضلل ويكسب وقت حتى يفاجئ الشعب بالإعلان عن الإنتخابات البرلمانية لمجلس الشعب .. وبذلك سنجد بعض رموز المعارضة تهرول للبحث عن مقعد داخل برلمان الإخوان ولا يتعلموا ..
** صدق أو لا تصدق .. أن السفيرة الأمريكية "آن باترسون" التى دعمت جماعة الإخوان المسلمين بالأموال وبالتآمر .. تذهب إلى كنيسة القديسين ، وتضئ شمعة ، وتسأل هذه الحقيرة بخبث ودهاء عن سير التحقيقات فى حادث كنيسة القديسين .. ثم تقوم بإجراء حوار مع قناة "سى تى فى" القبطية .. ثم يقوم أحد القساوسة القمص "مقار فوزى" ، راعى الكنيسة بإهدائها تمثال العشاء الإلهى للسيد المسيح ..
** أما قمة السخرية .. أن تجتمع الحرباء "آن باترسون" بثلاثة من أعضاء المجلس الملى بفندق "فورسيزون" لمناقشة أوضاع الأقباط فى مصر .. عقب صعود جماعة الإخوان المسلمين إلى الحكم ..
** حقا .. إن لم تستحى فإفعل ما شئت .. تحرضون على قتل الأقباط وتجد بعض الأقباط الأغبياء والبلهاء .. يستضيفون هذه الحرباء دون أى حس وطنى ، أو خجل .. مما يفعلون .. وتناسوا أن السفيرة الأمريكية هى التى دعمت وصول الإخوان للحكم ، وهى والإدارة الأمريكية تحرض على قتل أقباط مصر ، وأقباط العراق ، وأقباط سوريا ...
** فى النهاية .. مصر دولة بلا دولة .. ولا قضاء .. ولا شرطة .. ولا جيش .. مصر سقطت ، ولن تتركها العاهرة أمريكا إلا بعد تدميرها بالكامل ، لتتحول شوارع القاهرة إلى عراق أخر ، وإلى المشهد السورى .. والبركة فى الجيش المصرى الذى يرفض حماية الوطن ، ولكنه يقبل حماية مقرات الإخوان .. فالجميع شركاء فى خراب هذا الوطن .. والجميع ضد الشعب المصرى العظيم الذى تحول بقدرة قادر إلى بلطجية ..
** نعم .. سقطت مصر .. والعوض على الله فيك يامصر ، بعد أن تم أخونة الإعلام .. ياميت خسارة ، وبعد أن تم إرهاب القضاة وأخونة النيابة والقضاء .. ألف رحمة ونور عليكى يامصر ..
** وبعد أن توغلوا وأخونوا الداخلية .. نعم العوض على الله فى الشرطة المصرية .. وهناك محاولات لأخونة الجيش .. والدليل قصة بائع البطاطا ، وعلى رأى المثل "شيلنى وأشيلك" .. هذه القصة الوهمية التى ورطت القوات المسلحة نفسها فيها حتى تبرئ ساحة القتلة .. الذين ربما يكونوا من أبناء الشرطة ، وربما يكونوا من ميليشيات الإخوان المسلمين ..
** فى النهاية .. عوضنا على الله فيك يامصر!!!!!....
مجدى نجيب وهبة
صوت الأٌقباط المصريين

سامر العيساوي يصنع فجراً لحرية قادمة/ راسم عبيدات

قد يقول البعض بأن عهد المعجزات قد ولى،منذ عهد النبي محمد (صلعم)،ولكن ها هو الأسير سامر العيساوي ورفاقه الذين يخوضون ملحمة وبطولة معارك الأمعاء الخاوية يصنعون ملاحم العزة والكرامة والشرف،ويصنعون معجزات لم يعرفها التاريخ البشري القديم ولا الحديث في النضال والكفاح والتضحية،معجزة في الإضرابات المفتوحة عن الطعام،والتي تجاوزت غينتس وما بعد غينتس،بطل الأمعاء الخاوية كان المناضل الايرلندي "بوبي ساندز"،مناضل الجيش الجمهوري الإيرلندي "الشين فين" والذي استشهد بعد 66 يوماً من الإضراب المفتوح عن الطعام،في سبيل حرية رفاقه الأسرى،ومن أجل  ان تعترف بهم حكومة الإجرام البريطاني كأسرى حرب،وليستشهد من بعده عشرة من رفاقه لنفس الهدف والغاية،ونحن كشعب فلسطيني،حركتنا الأسيرة في سبيل حريتها وكرامتها وعزتها ومن اجل الحفاظ على وجودها،والدفاع عن حقوقها وصيانة مكتسباتها وإنجازاتها،خاضت سبعة وعشرين إضرابا مفتوحاً عن الطعام،عدا عن مئات الخطوات الاحتجاجية والإضرابات الجزئية،وقدمت كوكبة من خيرة أبنائها الأسرى شهداء على مذبح تلك المطالب والحقوق والمنجزات والمكتسبات،فكان الشهداء عبد القادر أبو الفحم وراسم حلاوة وعلي الجعفري واسحق مراغة وحسين عبيدات وغيرهم.
ورغم تحفظي على هذا الشكل من النضال،والذي أرى ان خوضه بشكل جماعي وموحد وباستراتيجية ومطالب وقيادة موحده،من شأنه أن يحقق نتائج أسرع،ويعطي القضية والتحرك زخما جماهيراً وتفاعلاً وتضامناً اوسع وأشمل على كل المستويات والصعد.
 علينا ان نقر ونعترف أنه بعد مجيء اوسلو وما تركه من تداعيات خطيرة على الحركة الأسيرة الفلسطينية،من حيث وحدتها وتقسيمها وغياب وحدة أداتها التنظيمية الموحدة،وجدنا ان الحركة الأسيرة لم تعد قادرة على خوض الإضرابات المفتوحة عن الطعام بشكل جماعي وموحد وبرأس قيادي واحد،حتى انها منيت بهزيمة قاسية في اضراب آب/2004،لغياب تلك العوامل،وكذلك هذا الغياب ساهم في إطالة امد الإضرابات المفتوحة عن الطعام،وعدم تحقيق الأهداف المرجوة منها،ومكن إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية واجهزة مخابراتها،من اللعب على وتر الفرقة والإنقسام وعدم الاتفاق،مما جعلها تماطل كثيراً في الاستجابة للمطالب المرفوعة،او التنصل والتخلي عنها مجرد وقف أو إنهاء الإضراب،ومن بعد إضراب آب/2004،أخذت تلك الإضرابات شكل الفصائلية كالإضراب الذي خاضه أسرى الجبهة الشعبية،من اجل إنهاء عزل امينهم العام القائد احمد سعدات وأسرى العزل والإضرابات الفردية (البطولات الفردية)،تلك البطولات التي بدئها شيخ المناضلين خضر عدنان ومن بعده الأسيرة المحررة هناء الشلبي،وليؤسسا لمدرسة جديدة في النضال والكفاح واجتراح البطولات والمعجزات،وقد تركزت تلك الإضرابات في صفوف الأسرى الإداريين،وكان هناك فرصة كبيرة من أجل إنهاء ظاهرة الاعتقال الإداري لو احسن إستغلالها وإدارة المعركة بشكل جيد قانونياً وسياسياً ودولياً حول عدم جواز وشرعية الاعتقال الإداري،ومن بعد ذلك تصاعدت الأمور ولتبلغ ذروتها،بعد إقدام سلطات الاحتلال على إعادة اعتقال أكثر من عشرة مناضلين من الأسرى المحررين في صفقة الوفاء،حيث ما زال يخوض أربعة منهم إضراباً مفتوحاً عن الطعام،من اجل نيل حريتهم واحتجاجاً على إعادة اعتقالهم بحجج ومبررات واهية،يراد منها كسر إرادة المناضلين والأسرى المحررين،وثنيهم عن المشاركة في أي عمل مقاوم،حتى لو كان نشاطاَ سلمياً او ذا صبغة اجتماعية .
 سامر ومن معه من الأسرى المضربين عن الطعام،لن يهزموا ولن يتراجعوا ولن تنكسر إرادتهم،بل سيواصلون معركتهم وبأعلى درجات الشرف والتضحية والفداء،فإما الحرية وإما الشهادة،وفي كلا الحالتين سيترتب على نتائج تلك المعركة أسس وقواعد جديدة في كيفية التعاطي مع قضايا أسرانا في سجون الإحتلال ومعتقلاته .
صحيح أنهم سيسجلون انتصاراً في كلا الحالتين ويصنعون فجراً لحرية قادمة،ولكن من سيهزم في تلك المعركة والملحمة البطولية ليس فقط إدارة مصلحة سجون الاحتلال وأجهزة مخابراتها،والتي تريد أن تستمر في إستخدام ملف أسرانا،ليس فقط من أجل الثأر والإنتقام من هؤلاء الأسرى والمناضلين،بل من اجل استمرار الإبتزاز السياسي،في أية مفاوضات قادمة،والهزيمة هنا ستطال أيضاً من لم ينتصروا لقضايا أسراهم سلطة وفصائل وأحزاب ومؤسسات وجماهير من قال لوالدة الأسير العيساوي ونصحوها بأن تطلب منه فك إضرابها،من تركوا ملف الحركة الأسيرة في أوسلو لحسن نوايا الاحتلال،وتنازلوا طواعية عن تمثيل أسرى الداخل- 48 - والقدس،من مارسوا ضغوطهم على الأسرى في الإضراب الأخير المفتوح عن الطعام من اجل عدم خوض الإضراب،وخرجوا ليستثمروا نضالات وتضحيات هؤلاء الأسرى،وكذلك فكل فصائل العمل الفلسطيني الوطنية والإسلامية مقصرة وتتحمل المسؤولية في إهمال هذا الملف،والفصائل التي تتسابق على حشد الجماهير في انطلاقاتها من اجل إثبات حضورها وفعلها وقيادتها للشعب والجماهير،عليها ان تتسابق في الفعل والحشد في قضايا الأسرى،حيث انه في أكبر مهرجان أو مسيرة او اعتصام لدعم الأسرى المضربين عن الطعام،لم يتجاوز العدد بضعة مئات،ولتتسابق كل جماهيرنا وأهالي أسرانا يوم قدوم اوباما الى المقاطعة ولتحاصرها،ولتقول بصوت عالي حرية أسرانا أهم من كل اللقاءات العبثية والمفاوضات العقيمة،ولتقل لأوباما والقيادة الأمريكية كفى دجلاً وكذباً ونفاقاً ومعايير مزدوجة،فلو كان الأسير المضرب عن الطعام إسرائيليا وبهذه المدة في أي بلد عربي،لقامت الدنيا ولم تقعد،ولربما تم دعوة مجلس الأمن الدولي للإنعقاد تحت البند السابع ،ولم يبقى أي زعيم أو مسؤول غربي دون أن يستنكر ويدين تلك الجريمة،ويدعو الى اتخاذ عقوبات رادعة بحق الدولة المأسور أو المسجون فيها هذا الإسرائيلي المضرب عن الطعام،باعتبار ذلك جريمة حرب،ومناف للديمقراطية وخرق لكل الأعراف والمواثيق والقوانين والاتفاقيات الدولية،أما عندما يتعلق الأمر بالأسرى الفلسطينيون،فأوباما وغيره من زعماء الغرب الاستعماري المجرم فإنهم يصمتون صمت القبور.

وليقل أهالي أسرانا والمعتصمين والمتضامنين معهم يوم قدوم الرئيس الأمريكي أوباما،لا عودة لتلك المفاوضات بدون إطلاق سراح أسرانا،وبالذات القدماء منهم،وبجداول واضحة ومحددة زمنياً لاطلاق سراح كل الأسرى وأسرى الداخل والقدس قبل غيرهم من الأسرى،وإلا فإكرام الميت دفنه ولتذهب تلك السلطة الى الجحيم.

القدس- فلسطين